التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

قصة زوجة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما اشتهت الحلوى السنة النبوية

حين أقرأ قصة زوجة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما اشتهت الحلوى، لا أدري أأعجب
بعظمة عمر الزوج أم أعجب بعظمة الزوجة؟
تروي كتب السيرة أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعطي زوجته مصروفها اليومي من
بيت مال المسلمين، بحكم أنها زوجة أمير المؤمنين .

وذات يوم اشتهت زوجة عمر الحلوى، ولكنها لم تكن تملك المال لتشتريها، لأن مصروفها لا يزيد على ما يؤمن
وجبتها اليومية، فقالت في نفسها: أطلب من عمر وهو أمير المؤمنين أن يشتريها لي وأنا زوجته أستحق ذلك .
فطلبت من عمر ثمن الحلوى، فقال عمر: لا أملك مالاً حتى أشتري لك، إلا ما أعطيك يومياً مصروف يومك .
فسكتت زوجة عمر، لكنها قالت في نفسها: سوف أوفر شيئاً من مصروفي اليومي وأشتري به الحلوى، ففعلت ذلك
فعلاً واشترت الحلوى .
وقبل أن تذوقها تذكرت زوجها، فقالت: لا آكل منها إلا بعد أن أقدمها له أولاً، فقدمت الزوجة المسكينة طبق الحلوى
إلى زوجها عمر، فإذا به ينظر إليها نظرة استغراب وإنكار ويقول لها: أحلوى في بيت عمر؟

نعم . . يستغرب لأنها لا تملك ما تشتري به الحلوى، وهو لم يعطها شيئاً عندما طلبت منه ثمن الحلوى، فمن أين
جاءت الحلوى إلى بيت عمر إذن؟ – قالت زوجته المسكينة: معذرة فقد وفرت شيئاً من مصروفي اليومي، واشتريت
به الحلوى التي اشتهيتها، فقال عمر رضي الله عنه: رديها إلى بيت المال قبل أن تتذوقي منها، لأنك اشتريتها بمال
المسلمين لا بمال عمر .

قالت: إنني اشتريتها بما وفرته من مصروفي الذي تصرفه لي يومياً، قال عمر: ولكني لم أكن أعرف أنه يزيد وكنت
أعطيك أكثر من حاجتك، رديها إلى بيت المال، فإن المسلمين أولى بهذه الزيادة .

وما أجمل تعبير شاعر النيل حافظ إبراهيم عندما سرد هذه القصة شعراً فقال:

جوع الخليفة والدنيا بقبضته
في الزهد منزلة سبحان موليها

يوم اشتهت زوجه الحلوى فقال لها:
من أين لي ثمن الحلوى فأشريها؟

لا تمتطي شهوات النفس جامحة
فكسرة الخبز عن حلواك تجزيها

وهل يفي بيت مال المسلمين بما
توحي إليك إذا طاوعت موحيها؟

قالت: لك الله إني لست أرزؤه
مالا لحاجة نفس كنت أبغيها

لكن أجنب شيئاً من وظيفتنا
في كل يوم على حال أسويها

قال: اذهبي واعلمي إن كنت جاهلة
أن القناعة تغني نفس كاسيها

وأقبلت بعد خمس وهي حاملة
دريهمات لتقضي من تشهيها

فقال: نبهت مني غافلاً فدعي
هذي الدراهم إذ لا حق لي فيها

ويلي على عمر يرضى بموفية
على الكفاف وينهى مستزيديها

ما زاد عن قوتنا فالمسلمون به
أولى فقومي لبيت المال رديها

أقول: ما أعظم هذه الزوجة التي صبرت على الكفاف والعفاف؟ .
ثم ما أعظم هذا الزوج الذي لا يريد أن يصرف من مال الحكومة إلا الضروري من مصروف زوجته!

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

هل تريد ان تكون من المبشرين بالجنة ؟ – سنة النبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

من يريد ان يبشر بالجنة قبل ان يموووووت ؟؟؟

وصلتني هذه الرسالة فاردت ان اوصلها لكم>> قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :- ‘من صلى علي في يوم ألف صلاة> لم يمت حتى يبشر بالجنة’>> وقال صلى الله عليه وآله وسلم :-‘من صلى علي في يوم مائة مرة قضى الله> له مائة حاجة :سبعين منها لآخرته وثلاثين منها لدنياه ‘>> وقال صلى الله عليه وآله وسلم :-‘من صلى على حين يصبح عشرا وحين يمسى> عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة ‘>>> وقال صلى الله عليه وآله وسلم :-‘من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشر> صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات ‘>> وقال صلى الله عليه وآله وسلم :- ‘ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام’>> وقال صلى الله عليه وآله وسلم:- ‘إن أولى> الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة ‘>>> إنشرها> ولك الأجر بإذن الله تعالى> إذا ضاقت بك الدنيا فلا تقل :>>> يارب عندي هم كبير …. ولكن قل :>> يا هم لي رب كبيــــــــــر>> قل الكلمات الحلوة هذي> اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد> كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد>> وبارك على محمد وعلى آل محمد كما>> باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد>> أرسل هذه الرسالة لـ 10 أشخاص خلال ساعة تكون كسبت 10 ملايين> صلاة على الحبيب في صحيفتك بإذن الله>>>>>> ملحوظة مهمة>> لا يلعب الشيطان في راسك وتقراها وتقفلها وتقول أنا ما عندي وقت>> أرسلها لأي احد عندك ….تكسب أجرها أحسن لك>> قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يأتي> زمان علي أمتي يحبون خمس وينسون خمس … يحبون الدنيا وينسون الآخرة> يحبون المال وينسون الحساب يحبون المخلوق> وينسون الخالق يحبون القصور وينسون القبور يحبون المعصية> وينسون التوبة فإن كان الأمر كذلك ابتلاهم الله بالغلاء والوباء والموت> الفجأة وجور الحكام

تحياتي

نورالغلا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

قصة لطيفة عن سفيان بن عيينه – في الاسلام

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
* ** ** *
قصة لطيفة عن سُفيَان بِن عُيَيْنه في حديث: (تُنكَح المرأة لأربعٍ)
~~ ~~ ~~ ~~ ~~
قال يحيى بن يحيى النيسابوريّ: كنت عند سفيان بن عُيْينَة إذ جاءه رجل؛ فقال: يا أبا محمد! أشكو إليك من فلانة -يعني امرأته- أنا أذلُّ الأشياء عندها وأحقرها؛ فأطرق سفيان مليًّا؛ ثمَّ رفع رأسه؛ فقال: لعلَّك رغِبتَ إليها لتزداد بذلك عزًّا
فقال: نعم، يا أبا محمد!
فقال: مَن ذهب إلى العزِّ ابتُلِيَ بِالذُّلِّ، ومَن ذهب إلى المالِ ابتُلِيَ بالفقرِ، ومن ذهب إلى الدِّين؛ يجمع الله له العزَّ والمال مع الدين.
ثمَّ أنشأ يحدِّثه؛ فقال: كنَّا إخوة أربعة: محمَّد، وعِمرَان، وإبراهيم، وأنا.
فمحمَّدٌ أكبرنا، وعِمران أصغرنا، وكنتُ أوسطهم؛ فلما أراد محمَّد أنْ يتزوَّج رغِبَ في الحسب؛ فتزوج من هي أكبر منه حسبًا؛ فابتلاه الله بالذُّلِّ.
وعِمران رغِبَ في المال؛ فتزوَّج من هي أكبر مالاً منه؛ فابتلاه الله بالفقر؛ أخذوا ما في يديه ولم يعطوه شيئًا.
فنقّبت في أمرهما؛ فقدِمَ علينا معمَّر بن راشد، فشاورته وقصصتُ عليه قصة أخويَّ؛ فذكرني حديث يحيى بن جعدة، وحديث عائشة.
فأمَّا حديث يحيى بن جعدة؛ قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه و سلَّم: ((تنكحُ المرأةُ على أربعٍ: دينها، وحسبها، ومالها، وجمالها؛ فعليك بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يداك)).
وحديث عائشة أنَّ النَّبي صلَّى الله عليه و سلَّم؛ قال: ((أعظم النِّساء بركة أيسرهنَّ مؤونة)).


فاخترت لنفسي الدِّين وتخفيف الظَّهرِ اقتداءً بسنَّةِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ فجمع الله ليَ العزَّ والمال مع الدِّين.
* ** ** ** ** *
من كتاب: (تهذيب الكمال) للمزِّي (الجزء: 11- صـ: 194)

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

ابتسامات نبويه من السنة

[BACKGROUND="70 #FFCCFF"]
إبتسامات نبوية,,

إن للإبتسامة أثر كبير في نفوس الآخرين ، فهي البلسم الشافي من هموم الحياة و رتابتها ، و هي المفتاح الذي يدخلنا للقلوب ، و للإبتسامة دور هام في زرع الطمأنينة مع الناس و التأليف بين القلوب اقرو معايا
و لقد كانت الإبتسامة إحدى أهم صفات الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم حتى لا تكاد تفارقه في معاملته مع الآخرين ، حتى قال عبد الله بن الحارث بن حزم رضي الله عنه : (( ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله _ صلى الله عليه و سلم _ ))رواه الترمذي

و لقد كان يداعب أصحابه و يقابلهم بالإبتسامة و لا يقول إلا حقاً و إن كان مازحاً
و هذه بعض المواقف التي تبسم فيها الحبيب صلى الله عليه و سلم

1_ جاء عبد الله بن الزبير و عبد الله بن جعفر يبايعا النبي صلى الله عليه و سلم و هما آنذاك ابنا سبع سنين ، فلما رآهما الحبيب ابتسم و بسط يده فبايعهما

2_جاءت امرأة عجوز ممن حسن إسلامهن إلى رسول الله و قالت له يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة ، فداعبها صلى الله عليه و سلم قائلاً : إن الجنة لا تدخلها عجوز ، فانصرفت العجوز باكية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للحاضرين : أخبروها أنها لا تدخلها و هي عجوز ، إن الله تعالى يقول
{ إنَّا أنشأناهن إنشاءً فجعلناهن أبكاراً } أي أنها حين تدخل الجنة سيعيد الله إليها شبابها وجمالها

3_جاء صهيب بن سنان رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
وبين يديه تمر و خبز ، فقال له النبي : أدن فكل ، فأخذ صهيب يأكل من التمر ، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم – : إن بعينك رمدا ، فقال صهيب رضي الله عنه : يا رسول الله ، إنما آكل من الناحية الأخرى ، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم

4_و عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : ” وقع عليّ من الهمّ ما لم يقع على أحد ، فبينما أنا أسير مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في سفرٍ قد خفقت برأسي من الهمّ ، إذ أتاني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فعرك أذني وضحك في وجهي ، فما كان يسرني أن لي بها الخلد في الدنيا “
رواه الترمذي

5_و عن عائشة رضي الله عنها قالت : ” خرجت مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في بعض أسفاره ، و أنا جارية لم أحمل اللحم و لم أبدُن ، فقال للناس : ( تقدموا ) ، فتقدموا ، ثم قال لي : ( تعالي حتى أسابقك ) ، فسابقته فسبقته ، فسكت عني ، حتى إذا حملت اللحم وبدنتُ ونسيتُ خرجت معه في بعض أسفاره ، فقال للناس : ( تقدموا ) ، فتقدموا ، ثم قال : ( تعالي حتى أسابقك ) ، فسابقته فسبقني ، فجعل يضحك وهو يقول : ( هذه بتلك )
رواه أحمد

6_ و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ” جاء رجل إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال : يا رسول الله ، رأيت في المنام كأن رأسي قُطع ، فضحك النبي صلى الله عليه و سلم و قال : ( إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به الناس ) ” ، رواه مسلم

7_عن أبي هريرة رضي الله عنه : ” بينما نحن جلوس عند النبي – صلى الله عليه وسلم – إذ جاءه رجل فقال : يا رسول الله هلكتُ ، فقال له : ( ما لك ؟ ) ، قال : وقعت على امرأتي و أنا صائم ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( هل تجد رقبة تعتقها ؟ ) ، قال : لا ، قال : ( فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ ) ، قال : لا ، فقال : (فهل تجد إطعام ستين مسكينا ؟ ) ، قال : لا ، فمكث النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى أُتي بتمر فقال : ( أين السائل ؟ ) ، فقال : أنا ، قال : ( خذ هذا فتصدق به ) ، فقال الرجل : أعلى أفقر مني يا رسول الله ؟ فوالله ما بين لابتيها – أي المدينة – أهل بيت أفقر من أهل بيتي ، فضحك النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى بدت أنيابه ، ثم قال : ( أطعمه أهلك ) متفق عليه

8_عن ابن عباس قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم جالسا عند الركن قال : فرفع بصره إلى السماء فضحك فقال ” لعن الله اليهود ” ثلاثا ” إن الله تعالى حرم عليهم الشحوم فباعوها و أكلوا أثمانها و إن الله تعالى إذا حرم على قوم أكل شىء حرم عليهم ثمنه ” رواه أبو داود وصححه الألباني

9_أتت إلى النبي عليه الصلاة و السلام امرأة فقالت : يا رسول الله احملني على بعير إلى أهلي ، قال احملوها على ابن بعير ، قالت: يا رسول الله ما أركب إلا على بعير ، قال : ما عندنا إلا ابن بعير ، قالت : ما أركب إلا على بعير ، فضحك النبي عليه الصلاة و السلام و قال : هل بعير إلا من بعير ، فركبت المرأة وانصر أهلها

10_عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهـر بن حرام و كان يهدي للنبي صلى الله عليه وسلم ، من البادية ، فيجهزه رسول صلى الله عليه و سلم ، إذا أراد أن يخرج ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن زاهـراً باديتنا ، و نحن حاضروه )

و كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه ، و كان دميماً ، فـأتى النبي صلى الله عليه و سلم ، يوماً و هو يبيع متاعه ، فاحتضنه من خلفه لا يبصره ، فقال زاهر بن حرام : أرسلني من هذا ؟ ، فيلتفت زاهر فيرى النبي صلى الله عليه وسلم ، فيجعل يلزق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه و سلم حين عرفه ، فيقول النبي صلى الله عليه و سلم : من يشتري العبد ؟
فيقول زاهر للرسول صلى الله عليه و سلم : إذا ً و الله تـجدنـي كاسداً ، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم : لكن عند الله لست بكاسد ، أو قال : لكن عند الله أنت غال .

11_جاءت امرأة يقال لها أم أيمن إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و قالت له إن زوجي يدعوك قال : و من هو ، أهو الذي بعينه بياض قالت :
و الله ما بعينه بياض ! ، فقال : بلى إن بعينه بياضاً ، فقالت : لا و الله ، فقال صلى الله عليه وسلم : ما من أحد إلا و بعينه بياض
**و قد قال الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم (( تبسمك في وجه أخيك صدقة )) رواه ابن حبان

أفلا نقتدي بحبيبنا و نبينا و نكثر من صدقاتنا
[/BACKGROUND]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

هكذا حج الرسول صلى الله عليه وسلم للشيخ ابن باز رحمه الله السنة النبوية

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

– هكذا حج الرسول صلى الله عليه وسلم –

-عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله –

الحمد لله وحده،
والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أيها المسلمون من حجاج بيت الله الحرام:
فأسأل الله لنا ولكم التوفيق لما يرضيه، والعافية من مضلات الفتن،
كما أسأله سبحانه أن يوفقكم جميعاً لأداء مناسككم على الوجه الذي يرضيه
وأن يتقبل منكم وأن يردكم إلى بلادكم سالمين موفقين إنه خير مسؤول.

أيها المسلمون :
إن وصيتي للجميع هي تقوى الله سبحانه في جميع الأحوال والاستقامة على دينه، والحذر من أسباب غضبه.
وإن أهم الفرائض وأعظم الواجبات هو توحيد الله والإخلاص له في جميع العبادات،
مع العناية باتباع رسوله صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأعمال،
وأن تُؤَدّى مناسك الحج وسائر العبادات على الوجه الذي شرعه الله لعباده على لسان رسوله وخليله وصفوته من خلقه،
نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم،

وإن أعظم المنكرات وأخطر الجرائم هو الشرك بالله سبحانه
وهو صرف العبادة أو بعضها لغيره سبحانه
لقوله عز وجل:
{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}. "النساء: 48".
وقوله سبحانه يخاطب نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم:
{ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين} "الزمر:65".

حجاج بيت الله الحرام:
إن نبينا صلى الله عليه وسلم لم يحج بعد هجرته إلى المدينة
إلا حجة واحدة وهي حجة الوداع ،
وذلك في آخر حياته صلى الله عليه وسلم، وقد علّم الناس فيها مناسكهم بقوله وفعله،
وقال لهم صلى الله عليه وسلم:
"خذوا عني مناسككم"
فالواجب على المسلمين جميعاً أن يتأسوا به في ذلك ، وأن يؤدوا مناسكهم على الوجه الذي شرعه لهم؛
لأنه صلى الله عليه وسلم هو المعلم المرشد
وقد بعثه الله رحمة للعالمين، وحجة على العباد أجمعين،
فأمر الله عباده بأن يطيعوه ، وبين أن اتباعِه هو سبب دخول الجنة والنجاة من النار،
وأنه الدليل على صدق حب العبد لربه وعلى حب الله للعبد
كما قال الله تعالى:
{وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} "الحشر: 7".
وقال سبحانه وتعالى:
{وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون} "النور: 56".
وقال عز وجل:
{من يطع الرسول فقد أطاع الله}"النساء: 80".
وقال سبحانه:
{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً} "الأحزاب: 21".
وقال سبحانه:
{ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم، ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين} "النساء: 13، 14".
وقال عز وجل :
{قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله،وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون} "الأعراف: 158".
وقال تعالى:
{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} "آل عمران: 31".
والآيات في هذا المعنى كثيرة.

فوصيتي لكم جميعاً ولنفسي تقوى الله في جميع الأحوال،
والصدق في متابعة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله
لتفوزوا بالسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة.

حجاج بيت الله الحرام:

– إن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم
لما كان يوم الثامن من ذي الحجة توجه من مكة المكرمة إلى منى ملبياً
وأمر أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ أن يهلوا بالحج من منازلهم ويتوجهوا إلى منى
ولم يأمر بطواف الوداع،
فدل ذلك على أن السُنة لمن أراد الحج من أهل مكة وغيرها
من المقيمين فيها ومن المحلين من عمرتهم وغيرهم من الحجاج
أن يتوجهوا إلى منى في اليوم الثامن ملبين بالحج
وليس عليهم أن يذهبوا إلى المسجد الحرام للطواف بالكعبة طواف الوداع.
ويستحب للمسلم:
عند إحرامه بالحج أن يفعل ما يفعله في الميقات عند الإحرام من الغسل والطيب والتنظيف.
كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة بذلك لما أرادت الإحرام بالحج
وكانت قد أحرمت بالعمرة فأصابها الحيض عند دخول مكة وتعذر عليها الطواف قبل خروجها إلى منى
فأمرها صلى الله عليه وسلم أن تغتسل وتهل بالحج
ففعلت ذلك فصارت قارنة بين الحج والعمرة.

* وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ
في منى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً دون جمع،
وهذا هو السُنة تأسياً به صلى الله عليه وسلم
ويسن للحجاج في هذه الرحلة أن يشتغلوا بالتلبية وبذكر الله عز وجل وقراءة القرآن،
وغير ذلك من وجوه الخير كالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإحسان إلى الفقراء
فلما طلعت الشمس يوم عرفة
توجه صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم إلى عرفات منهم من يلبي ومنهم من يكبر.
فلما وصل عرفات نزل بقبة من شعر ضربت له بنمرة غربي عرفة،
واستظل بها عليه الصلاة والسلام،
فدل ذلك على جواز أن يستظل الحاج بالخيام والشجر ونحوها.

* فلما زالت الشمس ركب دابته عليه الصلاة والسلام ،
وخطب الناس وذكرهم وعلمهم مناسك حجهم وحذرهم من الربا وأعمال الجاهلية ،
وأخبرهم أن دماءهم وأموالهم وأعراضهم عليهم حرام،
وأمرهم بالاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وأخبرهم أنهم لن يضلوا ما داموا معتصمين بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

* فالواجب على جميع المسلمين وغيرهم أن يلتزموا بهذه الوصية
وأن يستقيموا عليها أينما كانوا
ويجب على حكام المسلمين جميعاً أن يعتصموا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،
وأن يحكموها في جميع شؤونهم،
وأن يلزموا شعوبهم بالتحاكم إليها،
وذلك هو طريق العزة والكرامة والسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة.
وفق الله الجميع لذلك.

*ثم إنه صلى الله عليه وسلم
صلى بالناس الظهر والعصر قصراً وجمعاً جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين ،
ثم توجه إلى الموقف واستقبل القبلة ووقف على دابته
يذكر الله ويدعوه ويرفع يديه بالدعاء حتى غابت الشمس
وكان فاطراً ذلك اليوم ،
فعُلم بذلك أن المشروع للحجاج أن يفعلوا كفعله صلى الله عليه وسلم في عرفات،
وأن يشتغلوا بذكر الله والدعاء والتلبية إلى غروب الشمس،
وأن يرفعوا أيديهم بالدعاء وأن يكونوا مفطرين لا صائمين
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"ما من يوم أكثر عتقاً من النار من يوم عرفة وإنه سبحانه ليدنو فيباهي بهم ملائكته".
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أن الله يقول يوم عرفة لملائكته:
"انظروا إلى عبادي! أتوني شعثاً غبراً يرجون رحمتي أشهدكم أني قد غفرت لهم".
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف".

* ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الغروب توجه ملبياً إلى مزدلفة
وصلى بها المغرب ثلاثاً والعشاء ركعتين بأذان واحد وإقامتين،
ثم بات بها وصلى بها الفجر مع سنتها بأذان وإقامة،
ثم أتى المشعر فذكر الله عنده وكبر وهلّل ودعا ورفع يديه وقال:
"وقفت هاهنا وجمع كلها موقف"
فدل ذلك على أن جميع مزدلفة موقف للحجاج
يبيت كل حاج في مكانه ويذكر الله ويستغفره في مكانه
ولا حاجة إلى أن يتوجه إلى موقف النبي صلى الله عليه وسلم
وقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم ليلة مزدلفة للضّعفة
أن ينصرفوا إلى منى بليل
فدل ذلك على أنه لا حرج على الضّعَفَة من النساء والمرضى والشيوخ ومن تبعهم
في التوجه من مزدلفة إلى منى في النصف الأخير من الليل
عملاً بالرخصة وحذراً من مشقة الزحمة ،
ويجوز لهم أن يرموا الجمرة ليلاً
كما ثبت ذلك عن أم سلمة وأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم.

* وذكرت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن للنساء بذلك،
– ثم إنه صلى الله عليه وسلم بعدما أسفر جداً دفع إلى منى ملبياً
فقصد جمرة العقبة فرماها بعد طلوع الشمس بسبع حصيات
يكبر مع كل حصاة
ثم نحر هديه ،
ثم حلق رأسه
ثم طيبته عائشة رضي الله عنها،
– ثم توجه إلى البيت فطاف به،

وسئل صلى الله عليه وسلم في يوم النحر
عمن ذبح قبل أن يرمي
ومن حلق قبل أن يذبح
ومن أفاض إلى البيت قبل أن يرمي
فقال: "لا حرج".
* قال الراوي: فما سئل يومئذ عن شيء قدم ولا أخر إلا قال: "افعل ولا حرج".
وسأله رجل فقال يا رسول الله: سعيت قبل أن أطوف فقال:
"لا حرج".

* فعُلم بهذا أن السُنة للحجاج
أن يبدؤوا برمي الجمرة يوم العيد ،
ثم ينحروا إذا كان عليهم هدي،
ثم يحلقوا أو يقصروا
والحلق أفضل من التقصير
فإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بالمغفرة والرحمة ثلاث مرات للمحلقين
ومرة واحدة للمقصرين،
وبذلك يحصل للحاج التحلل الأول فيلبس المخيط ويتطيب
ويباح له كل شيء حرم عليه بالإحرام إلا النساء ،
ثم يذهب إلى البيت فيطوف به في يوم العيد أو بعده.
ويسعى بين الصفا والمروة إن كان متمتعاً،
وبذلك يحل له كل شيء حرم عليه بالإحرام حتى النساء.

*
أما إن كان الحاج مفرداً أو قارناً

فإنه يكفيه السعي الأول الذي أتى به مع طواف القدوم.

فإن لم يسع مع طواف القدوم
وجب عليه أن يسعى مع طواف الإفاضة.

*
ثم رجع صلى الله عليه وسلم إلى منى فأقام بها

بقية يوم العيد واليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر
يرمي الجمرات كل يوم من أيام التشريق بعد الزوال
يرمي كل جمرة بسبع حصيات ويكبر مع كل حصاة
ويدعو ويرفع يديه بعد الفراغ من الجمرة الأولى والثانية
ويجعل الأولى عن يساره حين الدعاء والثانية عن يمينه ولا يقف عند الثالثة..
ثم دفع صلى الله عليه وسلم في اليوم الثالث عشر بعد رمي الجمرات
فنزل بالأبطح وصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء.

*ثم نزل إلى مكة في آخر الليل من الليلة الرابعة عشرة
وصلى الفجر بالناس عليه الصلاة والسلام
وطاف للوداع قبل صلاة الفجر
ثم توجه بعد الصلاة إلى المدينة في صبيحة اليوم الرابع عشر
عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم.

* فعلم من ذلك أنا لسُنة للحاج
أن يفعل كفعله صلى الله عليه وسلم في أيام منى
فيرمي الجمار الثلاث بعد الزوال في كل يوم كل واحدة بسبع حصيات
ويكبر مع كل حصاة
ويشرع له أن يقف بعد الرميه الأولى ويستقبل القبلة ويدعو ويرفع يديه ويجعلها عند يساره،
– ويقف بعد رمي الثانية كذلك ويجعلها عن يمينه
وهذا مستحب وليس بواجب
ولا يقف عند رمي الثالثة
فإن لم يتيسر له الرمي بعد الزوال وقبل غروب الشمس
رمى في الليل عن اليوم الذي غابت شمسه إلى آخر الليل
في أصح قولي العلماء رحمة من الله سبحانه بعباده وتوسعة عليهم.

* ومن شاء أن يتعجل في اليوم الثاني عشر بعد رمي الجمار
فلا بأس ومن أحب أن يتأخر حتى يرمي الجمار في اليوم الثالث عشر
فهو أفضل لكونه موافقاً لفعل النبي صلى الله عليه وسلم..

والسنة للحاج أن يبيت في منى ليلة الحادي عشر والثاني عشر
وهذا المبيت واجب عند كثير من أهل العلم،
ويكفي أكثر الليل إذا تيسر ذلك
ومن كان له عذر شرعي كالسقاة والرعاة ونحوهم فلا مبيت عليه.

*أما ليلة الثالث عشر فلا يجب على الحجاج أن يبيتوها بمنى

إذا تعجلوا ونفروا من منى قبل الغروب..
أما من أدركه المبيت بمنى فإنه يبيت ليلة الثالث عشر
ويرمي الجمار الثلاث في اليوم الثالث عشر بعد الزوال
كما رمى في اليوم الحادي عشر والثاني عشر،
ثم ينفر
وليس على أحد رمي بعد الثالث عشر ولو أقام بمنى.

* ومتى أراد الحاج السفر إلى بلاده
وجب عليه أن يطوف بالبيت للوداع سبعة أشواط
لقوله صلى الله عليه وسلم:
"لا ينفر أحد منكم حتى يكون آخر عهده بالبيت".
إلا الحائض والنفساء فلا وداع عليهما؛
لما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض.

*ومن أَخّر طواف الإفاضة فطاف عند السفر أجزأه عن الوداع
لعموم الحديثين المذكورين.

أسأل الله أن يوفق الجميع لما يرضيه
وأن يتقبل منا ومنكم ويجعلنا وإياكم من العتقاء من النار. إنه ولي ذلك والقادر عليه،
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

منــقوول
:

اخوكم
soma ALjohani
تنسيقي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

قصص نساء فاتنات مميلات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصص نـســاء فـاتنـــات مميــلات

ذكر الإمام ابن القيم في روضة المحبين قصة في عهد
الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،
وهي تتعلق بشاب صالح

كان عمر ينظر إليه ويعجب به ، ويفرح بصلاحه وتقواه
ويتفقده إذا غاب ،
فرأته امرأة شابة حسناء ،
فهويته وتعلقت به ، وطلبت السبيل إليه ،
فاحتالت لها عجوز وقالت لها :
" أنا آتيك به " ،

ثم جاءت لهذا الشاب وقالت له : " إني إمرأة عجوز ،
وإن لي شاة لا أستطيع حلبها ،
فلو أعنتني على ذلك لكان لك أجر " –

وكانوا أحرص ما يكونون على الأجر – ، فذهب معها ،
ولما دخل البيت لم يرى شاة ،
فقالت له العجوز : " الآن آتيك بها " ،
فظهرت له المرأة الحسناء ،
فراودته عن نفسه فاستعصم عنها ، وابتعد منها
ولزم محراباً يذكر الله عز وجل
، فتعرضت له مرارا فلم تقدر ،

ولما آيست منه دعت وصاحت ، وقالت :
" إن هذا هجم عليّ يبغيني عن نفسي " ،
فتوافد الناس إليه فضربوه ،

فتفقده عمر في اليوم التالي ،
فأُتي به إليه وهو موثوق ،
فقال عمر : " اللهم لا تخلف ظني فيه " ، فقال للفتى :
" أصدقني الخبر " ، فقص عليه القصة ،
فأرسل عمر إلى جيران الفتاة ، ودعى بالعجائز من حولها ،
حتى عرف الغلام تلك العجوز ،
فرفع عمر درّته وقال :
" أصدقيني الخبر" ، فصدقته لأول وهلة ،
فقال عمر :
" الحمد لله الذي جعل فينا شبيه يوسف ".

🙂

وعن الإمام العجلي قال : " كانت امرأة جميلة بمكة ،
وكان لها زوج ، فنظرت يوما إلى وجهها في المرآة
فقالت لزوجها :
أترى أحدا يرى هذا الوجه ولا يفتتن به ؟ ،
قال : نعم ، قالت : من ؟ ، قال : عبيد بن عمير ،
قالت : فأذن لي فيه فلَأَفتنّنه ، قال : قد أذنت لك .

فأتته كالمستفتية ، فخلا معها في ناحية من المسجد الحرام ،
فأسفرت عن وجهها ، فقال لها : يا أمة الله اتقي الله ،
فقالت : إني قد فتنت بك فانظر في أمري ،

قال : إني سائلك عن شيء ، فإن أنت صدقت نظرت في أمرك ،
قالت : لا تسألني عن شيء إلا صدقتك ،
فقال لها : أخبريني ، لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك ،
أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة ؟ ،
قالت : اللهم لا ، قال : صدقت ،

فلو أُدخلت في قبرك ، فأُجلست للمساءلة ،
أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة ؟ ،
قالت : اللهم لا ، قال : صدقت ،

فلو أن الناس أعطوا كتبهم ولا تدرين : أتأخذين كتابك
بيمينك أم بشمالك ، أكان يسرك أنى قضيت لك هذه الحاجة ؟
قالت : اللهم لا . قال : صدقت ،

فلو أردت المرور على الصراط ، ولا تدرين تنجين أم لا تنجين ،
أكان يسرك أنى قضيت لك هذه الحاجة ؟ ،
قالت : اللهم لا . قال : صدقت ،

فلو جيء بالموازين وجيء بك لا تدرين : تخفين أم تثقلين ،
أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة ؟ ،
قالت : اللهم لا . قال : صدقت ،

فلو وقفت بين يدي الله للمساءلة ، أكان يسرك أني قضيت
لك هذه الحاجة ؟
قالت : اللهم لا . قال صدقت ،

اتقي الله يا أمة الله ؛ فقد أنعم الله عليك وأحسن إليك .
فرجعت إلى زوجها ، فقال : ما صنعت
فقالت له : أنت بطّال ، ونحن بطّالون .
فأقبلت على الصلاة والصوم والعبادة ،
فكان زوجها يقول : ما لي ول عبيد بن عمير ؟ ،
أفسد علي زوجتي ، كانت كل ليلة عروسا ، فصيّرها راهبة " .

🙂

وذكروا عن المنصور أن رجلا جاءه فأخبره أنه خرج في
تجارة فكسب مالا ، فدفعه إلى امرأته ،
ثم طلبه منها ، فذكرت أنه سرق من البيت
ولم ير نقباً ولا علامة على ذلك ، فقال المنصور :
" منذ كم تزوجتها ؟ " ، قال : " منذ سنة " ،
قال : " بكرا أو ثيبا؟ " ، قال : " ثيبا " ،
قال : " فلها ولد من غيرك؟ "، قال : " لا "،

فدعا له المنصور بقارورة طيب كان حاد الرائحة
وغريب النوع ، فدفعها إليه وقال له :
" تطيّب من هذا الطيب ؛ فإنه يذهب غمّك " .

فلما خرج الرجل من عنده قال المنصور لأربعة من ثقاته : "
ليقعد على كل باب من أبواب المدينة واحد منكم ،
فمن شمّ منكم رائحة هذا الطيب من أحد فليأت به "،
وخرج الرجل بالطيب فدفعه إلى امرأته ،

فلما شمّته بعثت منه إلى رجل كانت تحبه ،
وقد كانت دفعت إليه المال ، فتطيّب من العطر ،
ومرّ مجتازا ببعض أبواب المدينة ،
فشمّ الموكّل بالباب رائحته عليه فأتى به المنصور ،
فسأله : " من أين لك هذا الطيب ؟ " ،
فلجلج في كلامه ، فدفعه إلى والي الشرطة فقال :
" إن أحضر لك كذا وكذا من المال فخلّ عنه وإلا
اضربه ألف سوط "،
فلما جرّدوه للضرب أحضر المال على هيأته ،
فدعا المنصور صاحب المال فقال:
" أرأيت إن رددت عليك المال تحكّمني في امرأتك ؟
"، قال : " نعم " ، فقال له المنصور :
" هذا مالك ، وقد طلقت المرأة منك ".

🙂

وقال محمد بن إسحاق : " نزل السَّرِيُّ بن دينار في درب بمصر ،
وكانت فيه امرأة جميلة فتنت الناس بجمالها ،
فعلمت به المرأة ، فقالت : لأفتنّنه ؛
فلما دخلت من باب الدار تكشفت وأظهرت نفسها ،
فقال : مَالَكِ ؟!
فقالت : هل لك في فراش وطي ، وعيش رخي ؟ ،
فأقبل عليها وهو يقول :

وكم ذي معاص نال منهن لذة ***
ومات فخلاّها وذاق الـــدواهيا

تصرمُ لـذّات المعاصي وتنقضي ***
وتبقى تِباعاتُ المعاصي كـما هيا

فيا سوءتا والله راءٍ وسامــع ***
لعبدٍ بعين الله يغشــى المعاصيـا


احترامي

لاتنسوني من دعائكم

اختكم

الزين الاصيل

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

عرض بور بينت للشخصية القيادية لسعد ابن معاذ

جميلة هي الذكرى تجعلنا نعيش لحظات جميلة مع الماضي ثم نفيق لنجد انفسنا في عالم اشبه بعالم الاشباح …

لكن لاباس بلحظات نسمح للعقل الباطن ان يخزن الجمال كخيال عسى ان نراه حقيقة !!

على الرابط التالي إهداء حصري لعظيم منتداكم الذي جعل للعظماء فيه جزء ( سعد ابن معاذ وشخصيته القيادية ) ….

~~~ اعدك بوقت ممتع >>>> تقضل بالدخول على الرابط

http://www.4shared.com/file/Ax1Q_abd/______11.htm

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

من هو محمد ؟


د. عائض القرني
وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، ونبي ختم الله به الأنبياء، وإنسان شرَّف الله به الإنسانية، وبشر أكرم الله به البشرية.. لو تمثل العدل في كيان لتمثل في كيانه، ولو صور الطهر في روح لكانت روحه، ولو رسمت الفضيلة في ذات لكانت ذاته، هو بشر، بأبي هو وأمي، يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، لكن نور النبوة بين جنبيه، وسراج الرسالة يجري بين يديه، وتاج العصمة على رأسه، كلامه صدق، وفعله حق، ومنهجه قويم، وصراطه مستقيم، وخلقه عظيم، وجنابه كريم، يدور الحق معه حيثما دار، وتسير البركة معه حيثما سار، يسبقه القبول إذا توجه.

وتنزل معه الرحمة إذا نزل، ويقيم معه الجود إذا أقام، ويرتحل معه البشر إذا ارتحل، هو اليسر كله؛ فدينه يسر، وكتابه يسر، وسنته يسر، وأمره ونهيه يسر؛ لأنه ميسر لليسرى، تقرأ سير العظماء فإذا قرأت سيرته صاروا صغارا، وتطالع أخبار المصلحين والمجددين فإذا طالعت أخباره تحولوا إلى تلاميذ، تعجب بالعباقرة والرواد فإذا عشت مع سنته رأيتهم طلابا صغارا في مدرسته، أثنى عليه الأعداء قبل الأصدقاء، ومدحه البعيد قبل القريب.

تسابق في طاعته أبو بكر القرشي وبلال الحبشي وسلمان الفارسي وصهيب الرومي، تذكر اسمه عند الأتراك فتفيض عيونهم بالدمع، تورد أحاديثه عند الأكراد فتجيش أرواحهم بالشوق، تقص ملحمته على الفرس فتسافر أرواحهم حبا إليه، له في كل مكان أتباع، وفي كل بلد أنصار، وفي كل قطر محبون، يدوي اسمه في الأذان وفي المنائر، ويذكر على المنابر، ويدرس في الدفاتر، يصيح المؤذن في مكة والمدينة والقاهرة وصنعاء ودمشق وبغداد والحمراء والسند وجاكرتا وباريس وواشنطن..

يصيح بقوة: «أشهد أن محمدا رسول الله» كل يوم خمس مرات، يُذكر إذا ذكر الله، عز وجل، يتلو كتاب الله، يدعو إلى الله، يعبد الله، يجاهد في سبيل الله، ينصر شريعة الله، يعيش لله، ويذهب إلى الله، فهو من الله، وإلى الله، وبالله، وعلى الله، وفي الله، يدعو بسيرته أكثر من كلامه، وبخلقه أكثر من خطبه، وبلينه ورفقه أكثر من شدته وبطشه، فتح الدنيا لأمته بكنوزها ودورها وقصورها، ثم ذهب إلى ربه ودرعه مرهونة في ثلاثين صاعا من شعير عند يهودي، لم يترك دارا ولا قصرا ولا بستانا ولا مالا.. أسر قلوب الناس برحمته، وألَّف بين قلوبهم بلطفه، وآخى بينهم بحكمته، ورفع الجهل عنهم بعلمه، ووضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم بيسره، بُعث بالحنيفية السمحة، وبالدين الخالص، وبالسنة المطهرة، وبالفطرة الصحيحة، وبالملة الوسط، أتى بدين ودولة، وقلم وسيف، ومحراب ومنبر، أتى لصلاح الروح والبدن، والدنيا والآخرة، والرجل والمرأة، كل صحابي من صحابته يروي حبه على طريقته، وكل من عاشره يصف شعوره بفيض دموعه، وكل من لقيه شهد بعظمته، سواء وافقه أو خالفه..

لم تحفظ له زلة، ولم تنقل عنه كذبة، ولم تعرف له عثرة، ولم تسجل له غلطة، عصم الله قلبه، وزكَّى فؤاده، وطهر روحه، وحفظ سمعه وبصره، ومدح نهجه، وأثنى على خلقه، وأشاد بإمامته، فهو سبحانه الذي اصطفاه للعالمين رسولا، وللأميين معلما، وللناس قدوة، وللجميع أسوة، كلما طالعت أخباره بإيمان وحب آثرته بالمحبة والتقدير والإعزاز على أمك وأبيك، الملايين يودون رؤيته ولو خسروا الأهل والمال، الألوف المؤلفة يفدونه بأرواحهم، عاش بين أصحابه فأخرج منهم الخليفة الراشد، والإمام العادل، والعالم الرباني، والمفسر الحبر، والمفتي الجهبذ والخطيب المصقع، والقائد المقدام، والزاهد الورع، كل صحابي أخذ من عظمته جانبا واحدا فصاروا عظماء التاريخ ونجوم الدهر كما قال البوصيري:

فكلهم من رسول الله ملتمس غرفا من البحر أو رشفا من الديم سوف تطالع قبله وبعده غير الأنبياء والرسل أخبار فاتحين وقادة وملوك وأجواد وفلاسفة وحكماء وعلماء وعباقرة، لكنك إذا طالعت سيرته فسوف تنساهم جميعا.. جلس صلى الله عليه وسلم مع الملوك والموالي، والأغنياء والفقراء، والرجل والمرأة، والعربي والعجمي، والعدو والصديق، فقاموا وقد أسرهم وطوَّق أعناقهم بكرمه وتواضعه وبِشره وإقباله.. عاش حياته، صلى الله عليه وسلم، فرعى الغنم ثم قاد الأمم، عاش الفقر والغنى، والصحة والمرض، والنصر والهزيمة، والسلم والحرب، والحضر والسفر، فكان في جميعها عبدا لله وحده، مخبتا طائعا، منيبا صادقا، منصفا عادلا،

وصدق الله إذ يقول: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ».

وتبارك القائل: «وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ».

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

من اروع ما قيل عن الرسول عليه الصلاة والسلام السنة النبوية

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد العالمين والمرسلين
ولا عدوان إلا على المعتدين
باختصار
لأن الوفاء بحقه مهما طال الحديث لن يتم ,, وتعداد محاسنة مهما كثُر الكلام لن يكتمل ..
والمقال لن يتحدث عن المحاسن والمكارم والعلو فهو في غنى عني وعنكم وعن مقالي وعن ردودكم ,, ولكن سأحاول إمكاني أن أوضح بعض ما يُهم ..
هو الذي أرشدنا ….
هو الذي دلّنا ….
هو الذي قادنا ….
هو الذي بعد الله هدانا !
هو الذي بعد الله أنجدنا وأنقذنا !
تتساوى حينما نُرضيه هو غضبة (( البشرية )) ورضاها …
مهما كانوا أولئك البشرية …. إن كانوا أهلنا فلا يُهم ,,, وإن كانوا أحبابنا فلا يُهم ,,, وإن كانوا حُكامنا فلا يُهم
نلتمس فيما حكى وقال ( النجاة ) و ( السلامة ) و ( السعادة ) و (الحياة الحقيقية الباقية) ..ونبتغي فيما فرض وقرر ( القبول ) و ( الرضى ) و ( االغفران ) و (الرحمة الواسعة الرحبة) ..
إن قارنّا محبة الولد بمحبته .. فاز وغلب
إن قارنّا محبة الوالد بمحبته .. فاز وغلب
إن قارنّا محبة الوالدة بمحبته .. فاز وغلب
إن قارنّا محبة الزوجة بمحبته .. فاز وغلب
إن قارنّا محبة الأهل بمحبته .. فاز وغلب
إن قارنّا محبة المال بمحبته .. فاز وغلب
و (( لا عجب )) و (( لا سبب )) و (( لا أرب )) !!
سِوى مرضاته ومرضاة الرب
هو الأمي الذي علم البشرية
وهو المٌعلم الذي حارب الأمية
إن تكلمنا عن الجمال
فهو كامل الجمال
إن تكلمنا عن الكمال
فهو جميل الكمال

إن تكلمنا عن الجزالة
فهو الجزل الكريم
إن تكلمنا عن القيادة
فهو القائد الاول
إن تكلمنا عن الإرادة
فهو القوي العزوم
إن تكلمنا عن الرحمة
فهو الرحمة المهداة
إن تكلمنا عن التربية
فهو المربي العظيم
آمثل هذا يُسب ويُشتم !!
آمثل هذا يُهان !!
فدتك يا نبي الله نفسي *** وأبي وأمي وكل من عزً عليّا
أو كما قال شاعر الرسول حسان بن ثابت:
فإن أبي ووالده وعرضي *** لعرض محمد منكم فداء
فيا من تهاونتم وأستهنتم بالأمر …. فالأمرُ جد خطير
فهل بعد هذا الذُل ذُل ,, وهل بعد هذا الإحتقار إحتقار
والله أنها لا تطيب حياه ولا معيشة و لا لذة .. للأحرار بعد أن نيل نبيهم حتى يعملوا ما في وسعهم وما في مقدرتهم ..
وإلا فذاك المقام لن يرفعهُ مدح مادح ,, ولن يبخسهُ شتم شاتم ..
فهو المُرتقي لقمة القمم في كُل شيء يُفتخر بِه .. رضي من رضي وغضب من غضب !!
وهو الساكن في قمم المجد والسؤدد والعِزة والشرف إسماً ووسماً ورسماً ..
ولن ينال منهُ نائل ولا شانئ فقد حفظة الحافظ بقولة سبحانه وتعالى (إن شانئك هو الأبتر)) وبقولة ((ورفعنا لك ذكرك)) وبقولة ((والله يعصمك من الناس)) وبقولة ((إنا كفيناك المستهزئين)) وبقولة ((إن الله يدافع عن الذين آمنوا)) وبقولة ((فسيكفيكهم الله)) وبقولة ((أليس الله بكافٍ عبده)) وبقولة ((وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) وبقولة ((إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً)) وبقولة ((من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب)) فكيف وهو سيد الأولياء وبقولة ((إن الله يدافع عن الذين آمنوا)) فكيف وهو سيد المؤمنين ..
ولكن هذا لا يعني أن نتكل على كُل ذلك ,, ونقول كما قال (عبدالمطلب) ((للبيت ربُ يحميه))
بل نقول ((بما أوتينا من قوة وقدرة سنحميه ,, وللنبي فوق ذلك ربُ حاميه وسيحميه))
سنحميه (( باليد ))
إن قدرنا على من تسبب في ذلك وقام بذلك
سنحميه (( باللسان ))
في كُل مجلس ومقر ومكان ومجمع
سنحميه (( بالبنان ))
في كُل مدونة وحِوار وصحيفة ومجلة ومقالة
سنحميه (( بالجنان ))
ببُغضنا لكل ما يمُت للدنمارك والنرويج الراضية والناشرة لذلك
سنحميه (( بالمٌقاطعة السياسية ))
سنحميه بالمدافع السماوية (( الدعوات في جميع الأوقات ))
سنحميه (( بالمٌقاطعة الإقتصادية ))
سنحميه (( بالمُقاطعة الرياضية ))
سنحميه (( بالمُقاطعة الإجتماعية ))
سنحميه (( بالفرح ))
لما يُصيبهم من مكروة وسوء
كُل منا لهُ طاقة وطريقة ومجال
فأحموا نبيكم يا أمة المليار والنصف
وأعلموا أنهُ مامن أُمة هانت وخنعت
إلا أُهينت ووطئت بالأقدام وبالأرجل وصُفعت بالأيدي والأقلام !!
يا أمة المليار والنصف ,, ماذا بقي من عزتكم إن شُتم نبيكم وأنتم تتزلفون لهم ,, وتبحثون عن العُذر لهم !!
يا أمة المليار والنصف ,,
من التزم (( الصمت )) ,, وقد كان الالمعي المُتكلم بماذا يعتذر ؟؟
من (( هرب للوراء )) ,, وقد كان المقدام المغوار في كُل حدث بماذا يعتذر ؟؟
من (( كف القلم )) ,, وقد كان النحرير الكبير في كُل أمر بماذ يعتذر ؟؟
والله لا عُذر لهم ولا لنا !!
من ( سكت ) وكان يستطيع الكلام …………….. فلا تكلم ولا نطق !!
من ( كف ) وكان يقوى الكتابة ………………….فلا كتب ولا نشر !!
من ( هادن ) وكان يقدر على المواجهة …………..فلا هش ولا نش !!
من ( تكاسل ) وكان يقدر على المُشاركة ……………فلا أمد ولا رد !!
كُلهم مسئول عن عدم نُصرة الرسول ..
وليعلموا أن الله ورسوله والمؤمنين في غنى عنهم وعن ألسنتهم وأقلامهم وقوتهم ومشاركتهم ..
فمحمد إن كان قد مات ,,, فله أُمة فيها أسود لا يرضون مهانة ,, ورجال لا يصبرون على إستكانة
ومحمد إن كان تحت التُراب ,,, فله إخوان ينصرونه وينتصرون له ,, وأنصار يتسابقون للموت دفاعاً عنه
صلوا عل خير البشر

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

دلائل النبوة (4) السنة النبوية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا الموضوع استكمالا للموضوع

دلائل النبوة (1)

إخباره صلى الله عليه وسلم بفتوح أمته للبلدان

ومن الغيوب الدالة بتحققها على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ما أخبر عنه صلى الله عليه وسلم مراراًً من انتشار الإسلام وظهور أمره على الأديان، وبلوغه إلى الآفاق، وهو أمر غيب لا مدخل فيه للتخمين ورجم الظنون، فإما أنه كاذب صادر من دعي، أو هو خبر صادق أوحاه الله الذي يعلم ما يُستقبَل من الأحداث والأخبار.
وشواهد ذلك كثيرة في القرآن والسنة، منها قوله تعالى: } هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون { (التوبة: 33)، وقد صدقه الله فقد ظهر أمره، وتم نوره، وعظُم دينه .
وقد قال صلى الله عليه وسلم منبئاً عن ملك أمته وسلطانها: ((إن الله زوى لي الأرض، فرأيتُ مشارقَها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكُها ما زوي لي منها، وأعطيتُ الكنزيْن الأحمرَ والأبيض)).[1]
قال النووي: "وهذا الحديث فيه معجزاتٌ ظاهرة, وقد وقعت كلُّها بحمد اللّه كما أخبر به صلى الله عليه وسلم … المراد بالكنزين الذّهب والفضّة, والمراد كنزَيْ كسرى وقيصر، ملِكي العراق والشّام، وفيه إشارة إلى أنّ مُلكَ هذه الأمّة يكون معظم امتدادِه في جهتي المشرق والمغرب, وهكذا وقع، وأمّا في جهتي الجَنوب والشَّمال فقليل بالنّسبة إلى المشرق والمغرب".[2] فقد أعلمه الله بانتشار دينه، وبسؤدد أتباعه وأمته من بعدِه على فارس والروم وغيرها من البلاد.
ومثل هذه النبوءة العظيمة بل أعظم منها؛ تنبؤه صلى الله عليه وسلم عن بلوغ دينه إلى أقاصي الأرض، في قوله: ((ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليلُ والنهار، ولا يترك الله بيت مَدَرٍ ولا وبرٍ، إلا أدخله اللهُ هذا الدين، بعز عزيز، أو بذلِّ ذليل، عزاً يُعز الله به الإسلام، وذُلاً يذل الله به الكفر)).
وكان تميم الداري رضي الله عنه يؤكد تحقق هذه النبوءة فيقول: قد عرفتُ ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلمَ منهم الخيرُ والشرفُ والعزُ، ولقد أصاب من كان منهم كافراً الذلُ والصَغارُ والجزيةُ.[3]
ولسوف نعرض لذكر بعض الفتوحات التي بشر بها النبي صلى الله عليه وسلم ، فتحققت حال حياته أو بعد وفاته ، فكانت دليلاً على نبوته ورسالته.
منها، تنبؤه صلى الله عليه وسلم بنصر بدر العظيم، وذلك في وقت كان المسلمون يعانون في مكة صنوف الاضطهاد ويُسامون سوء النكال؛ وفي وسط هذا البلاء نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: } أكفاركم خيرٌ من أولئكم أم لكم براءةٌ في الزبر % أم يقولون نحن جميعٌ منتصرٌ % سيهزم الجمع ويولون الدبر% بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمرّ { (القمر: 43-46).
فقال عمر بن الخطاب [أي في نفسه]: أي جمع يهزم؟ أي جمع يُغلَب؟ فلما كان يوم بدر رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يثِب في الدرع، وهو يقول: }سيهزم الجمع ويولون الدبر{ فعرفتُ تأويلها يومئذ.[4]
فهذه الآية نزلت قبل الهجرة بسنوات؛ تتحدث عن غزوة بدر واندحار المشركين فيها، وتتنبأ بهزيمتهم وفلول جمعهم.
وقبيل معركة بدر أدرك النبي صلى الله عليه وسلم اقتراب تحقق الوعد القديم الذي وعده الله، فقام إلى العريش يدعو ربه ويناجيه: ((اللهم إني أنشِدُك عهدَك ووعدَك، اللهم إن شئت لم تُعبَد بعدَ اليوم)).
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عريشه، وهو يقول: ] سيهزم الجمع ويولون الدبر % بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر [.[5]
وهكذا كان، فقد هزمت جموعهم، وولوا على أدبارهم، وصدق الله نبيَه الوعدَ، وعدَ الله لا يخلف الله الميعاد.
ورأى النبي صلى الله عليه وسلم في رؤياه أنه يأتي المسجد الحرام ويطوف به، فأخبر أصحابه، فسُروا بذلك، وظنوا أن ذلك يكون في عامهم، فتجهزوا مع النبي صلى الله عليه وسلم آمّين البيت الحرام معظمين لحرْمَته، فصدتهم قريش عن البيت، وانتهى الأمر بإبرام صلح الحديبية الذي ألزم المسلمين بالعودة إلى المدينة، وأن يعتمروا من عامهم القابل.
وشعر الصحابة بغبن الشروط التي تضمنها الصلح، حيث اعتبره بعضهم من الدنية، فجاء عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله، ألسنا على الحق، وهم على الباطل؟ فقال: ((بلى)) فقال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: ((بلى)).
قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ أنرجع ولما يحكمِ الله بيننا وبينهم؟
فقال صلى الله عليه وسلم: ((يا ابن الخطاب، إني رسول الله، ولن يضيعني الله أبداً)) … فنزلت سورة الفتح فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمر إلى آخرها.
فقال عمر: يا رسول الله أوَفتح هو؟ قال: ((نعم)).[6] وأنزل الله في إثرها آياتٍ من سورة الفتح.
لقد صدق الله رسوله القول: }إنا فتحنا لك فتحا مبيناً{ (الفتح: 1) ، فكانت الآية عزاء للنبي وصحابته في عودهم إلى المدينة من غير أن يطوفوا بالبيت الحرام، فقال صلى الله عليه وسلم: ((لقد أُنزلت عليَّ آية هي أحب إليّ من الدنيا جميعاً)).[7]
قال ابن حجر في تبيان معنى الفتح العظيم الذي حققه المسلمون في صلح الحديبية: "المراد بالفتح هنا الحديبية، لأنها كانت مبدأَ الفتح المبين على المسلمين , لما ترتب على الصلح الذي وقع منه الأمن ورفع الحرب، وتمكن من يخشى الدخول في الإسلام والوصولَ إلى المدينة من ذلك، كما وقع لخالدٍ بنِ الوليد وعمرو بنِ العاص وغيرِهما, ثم تبعت الأسباب بعضَها بعضاً إلى أن كمل الفتح …
قال [الزهري]: لم يكن في الإسلام فتحٌ قبلَ فتح الحديبية أعظمَ منه, وإنما كان الكفر حيث القتال, فلما أمن الناس كلهم؛ كلم بعضُهم بعضاً، وتفاوضوا في الحديث والمنازعة، ولم يكن أحد في الإسلام يعقِل شيئاً إلا بادر إلى الدخول فيه , فلقد دخل في تلك السنتين مثلُ من كان دخل في الإسلام قبل ذلك أو أكثر .
قال ابن هشام: ويدل عليه؛ أنه صلى الله عليه وسلم خرج في الحديبية في ألف وأربعِمائة، ثم خرج بعد سنتين إلى فتح مكة في عشرةِ آلاف.[8]
وقبل أن يظهر لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أبعاد الفتح العظيم؛ عزم النبي صلى الله عليه وسلم على الرجوع إلى المدينة ؛ وأمر الصحابة بذبح الهدي والعود إلى المدينة، فكرهوا عودتهم من غير أن يأتوا البيت، فيحققوا رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى عمرُ رضي الله عنه النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: أوليس كنتَ تحدثُنا أنا سنأتي البيت فنطوفَ به؟ قال: ((بلى، فأخبرتُكَ أنّا نأتيه العام؟)) فقال عمر: لا. فقال صلى الله عليه وسلم: ((فإنك آتيه ومطَوِّفٌ به)).[9]
ونزلت آيات القرآن تؤكد صدقَ ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم في رؤياه وتنبأ بحتميةَ تحققِ ما أوحى الله إليه في رؤياه: } لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون { (الفتح: 27)، وقد تحقق ذلك في عمرة القضاء في العام الذي يليه.
قال القرطبي في هذه الآية وغيرِها: " فهذه كلها أخبار عن الغيوب التي لا يقف عليها إلا رب العالمين، أو من أوقفه عليها ربُ العالمين ، فدل على أن الله تعالى قد أوقف عليها رسولَه، لتكون دلالة على صدقه".[10]
وأثاب الله الصحابة على صدق بيعتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند شجرة الرضوان بفتح قريب ومغانم وفيرة، أثابهم بفتح خيبر، فقال واعداً إياهم: } لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً % ومغانم كثيرةً يأخذونها وكان الله عزيزاً حكيماً % وعدكم الله مغانم كثيرةً تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آيةً للمؤمنين ويهديكم صراطاً مستقيماً { (الفتح: 18-20).
إن الله يعد أصحاب الشجرة في هذه الآية بمغيَّبات عدة ، منها الوعد بفتحٍ قريب ومغانمَ كثيرةٍ فيه } وأثابهم فتحاً قريباً % ومغانم كثيرة يأخذونها { (الفتح: 18-19).
قال الطبري: "وأثاب الله هؤلاء الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة – مع ما أكرمهم به من رضاهُ عنهم وإنزالِه السكينة عليهم وإثابتِه إياهم – فتحاً قريباً ، معه مغانمُ كثيرةٌ يأخذونها من أموال يهود خيبر، فإن الله جعل ذلك خاصة لأهل بيعة الرضوان دون غيرهم".[11]
والتنبؤ بفتح خيبر لم يكن تنبؤاً بأمر ميسور قريب النوال، بل هو أمر دونه خرط القتاد؛ فإن خيبر حصون منيعة ، وفيها عشرة آلاف من المقاتلين الشجعان ، أي ما يساوي سبع مرات عدد المسلمين القادمين لفتحها ، لكنه موعود الله.
وما إن لاحت بالأفق حصونها حتى قال صلى الله عليه وسلم: ((خرِبت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم ]فساء صباح المنذرين[ (الصافات: 177)، قال أنس: فهزمهم الله)).[12]
قال أبو القاسم الأصبهاني: "وفيه من دلالة النبوة أنه كان كما قال، خرِبت خيبر بعد نزوله صلى الله عليه وسلم بساحتهم".[13]
وكما أخبر عن فتح خيبر فإنه تحدث عن جلاء اليهود منها، وقد وقع ذلك زمن خلافة عمر رضي الله عنه ، فقد اعتدى بعض أهل خيبر على عبد الله بن عمر؛ فقام عمر خطيباً فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عامل يهود خيبر على أموالهم، وقال: ((نقِرُّكم ما أقرَّكم الله))، وإن عبد الله بن عمر خرج إلى ماله هناك، فعُدي عليه من الليل، ففُدِعت يداه ورجلاه، وليس لنا هناك عدو غيرهم، هم عدونا وتهمتنا، وقد رأيت إجلاءهم.
فلما أجمع عمر على ذلك؛ أتاه أحد بني أبي الحقيق فقال: يا أمير المؤمنين، أتخرجنا وقد أقرنا محمد، وعاملنا على الأموال، وشرَطَ ذلك لنا؟
فقال عمر: أظننتَ أني نسيتُ قول رسول الله: ((كيف بك إذا أُخرجت من خيبر تعدو بك قَلوصُك ليلةً بعد ليلة؟)) فقال: كانت هذه هُزَيلة [مزاحاً] من أبي القاسم.
قال: كذبتَ يا عدو الله.
فأجلاهم عمر، وأعطاهم قيمة ما كان لهم من الثمر مالاً وإبلاً وعروضاً من أقتاب وحبال وغير ذلك.[14]
وقال ابن حجر: " أشار صلى الله عليه وسلم إلى إخراجهم من خيبر، وكان ذلك من إخباره بالمغيَّبات قبل وقو عها". [15]
ولم يكن فتحُ خيبرَ الوعد الوحيد الذي وعده الله أصحابَ الشجرة، بل قد بشّرهم بغيرِها، فقد بشرهم بفتح بلاد منيعة لم يقدروا على فتحها من قبل.
واختلف العلماء في تحديدها ، هل هي الطائف أو مكة؟ فكلتاهما استعصت على المسلمين، قال تعالى: } وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شيءٍ قديراً{ (الفتح: 21).
والذي اختاره الطبري وغيرُه أن هذه الآية الكريمة بشارة بفتح مكة، وأنها البقعة التي رامها المسلمون ولم يقدروا عليها بعد، قال الطبري: " المعنيُّ بقوله: } وأخرى لم تقدروا عليها { غير [غيرُ خيبر]، وأنها هي التي قد عالجها ورامها فتعذّرت، فكانت مكةُ وأهلُها كذلك، وأخبر الله تعالى ذِكرُه نبيَه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أنه أحاط بها وبأهلها، وأنه فاتحُها عليهِم". [16]
وتحقق الوعد بفتح مكة التي وعد الله – من قبل – نبيه بفتحها يوم الهجرة، وهو قريب من الجُحفة فقال له مواسياً: } إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد { (القصص: 85).
قال القرطبي: "ختم السورة [سورة القصص] ببشارة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بردِّه إلى مكة قاهراً لأعدائه .. وهو قول جابر بن عبد الله وابن عباس و مجاهد وغيرهم".[17]
وقد غادر النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا ولما يرى بأم عينه بعضاً مما وعده الله تعالى في دينه وأمته، ولكنها تحققت زمن خلفائه وأتباعه عليه الصلاة والسلام.
وأول هذه الأخبار الصادقة ما ذكره القرآن من وعد للأعراب الذين لم يخرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمرة الحديبية، فقال لهم الله مختبراً صدقهم وإيمانهم: } قل للمخلفين من الأعراب ستُدعون إلى قومٍ أولي بأسٍ شديدٍ تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجراً حسناً وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذاباً أليماً { (الفتح: 16).
وقد اختلف المفسرون في هؤلاء القوم أولي البأس الشديد الذين سيدعى الأعراب المتخلفون إلى قتالهم على أقوال، منها أنهم هوازن أو ثقيف أو فارس والروم ، ونقل الواحدي عن جمهور المفسرين أنهم بنو حنيفة، لقول رافعٍ بنِ خَديج رضي الله عنه : (والله لقد كنا نقرأ هذه الآية فيما مضى } ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد { فلا نعلم من هم، حتى دعانا أبو بكرٍ إلى قتال بني حنيفة، فعلمنا أنهم هم).[18] فكان هذا الوعد غيباً آخرَ أطلع الله عليه نبيه، حين بشره بالنصر والظفر على قوم أولي بأس شديد، يُدعى هؤلاء الأعراب إلى قتالهم، وكان ذلك في حروب المرتدين أتباعِ مسيلمةَ الكذاب.
ومما بشّر به صلى الله عليه وسلم، فتحقق بعده كما أخبر، بشارتُه بفتوح اليمن والشام والعراق واستيطان المسلمين بهذه البلاد، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (( تُفتَح اليمن فيأتي قوم يُبِسُّون[19] فيتحملون بأهلهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتُفتح الشام فيأتي قومٌ يُبِسُّون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتُفتح العراق فيأتي قومٌ يُبِسُّون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون)).[20]
قال النووي: "قال العلماء: في هذا الحديث معجزاتٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه أخبر بفتح هذه الأقاليم، وأن الناس يتحملون بأهليهم إليها ويتركون المدينة، وأن هذه الأقاليم تفتح على هذا الترتيب [اليمن ثم الشام ثم العراق]، ووجِد جميعُ ذلك كذلك بحمد الله وفضله".[21]
ويؤكد الإمام ابن حجر تحقق هذه النبوءات النبوية، فينقل عن ابن عبد البر وغيره قولهم: "افتتحت اليمن في أيام النبي صلى الله عليه وسلم وفي أيام أبي بكر, وافتتحت الشام بعدها, والعراق بعدها، وفي هذا الحديث عَلم من أعلام النبوة, فقد وقع على وفق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ترتيبه, ووقع تفرق الناس في البلاد لما فيها من السعة والرخاء, ولو صبروا على الإقامة بالمدينة لكان خيرًا لهم".[22]
وأما فتح فارس، فقد بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، فقال: ((لتفتحن عصابة من المسلمين كنز آل كسرى الذي في الأبيض)).[23]
وتحقق الوعد زمنَ خلافة عمر بن الخطاب، ففتحه الصحابة فكان أول من رأى القصر الأبيض ضرار بن الخطاب، فجعل الصحابة يكبرون ويقولون: هذا ما وعدنا الله ورسوله .[24]
وكذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بفتح مصر؛ ودعا إلى الإحسان إلى أهلها إكراماً لهاجر أم إسماعيل، فقد كانت من أرض مصر، كما أخبر بدخول أهلها في الإسلام واشتراكهم مع إخوانهم في التمكين له، قال صلى الله عليه وسلم: ((إنكم ستفتحون مصر .. فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها؛ فإن لهم ذِمة ورحِماً))، في رواية لابن حبان: (( فاستوصوا بهم خيرًا، فإنهم قوة لكم، وبلاغ إلى عدوكم بإذن الله)).
والتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي ذر فقال: ((فإذا رأيتَ رجلين يختصمان فيها في موضع لَبِنة فاخرج منها)).
وتحقق ذلك زمنَ خلفائه الراشدين، فكان أبو ذر رضي الله عنه ممن فتح مصر وسكنها، يقول رضي الله عنه : فرأيت عبدَ الرحمنِ بنَ شرحبيلَ بنِ حسنة وأخاه ربيعة يختصمان في موضع لَبِنة، فخرجت منها.[25]
قال النووي: "وفيه معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، منها إخباره بأن الأمةَ تكون لهم قوة وشوكة بعده، بحيث يقهرون العجم والجبابرة، ومنها أنهم يفتحون مِصر، ومنها تنازع الرجلين في موضع اللَبِنة، ووقع كلُ ذلك ولله الحمد".[26]
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الفتوح التي تقع على أيدي أصحابه ومن بعدهم، تستمر إلى ثلاثة أجيال بعده صلى الله عليه وسلم قبل أن تتوقف، ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يأتي على الناس زمانٌ يغزو فِئام من الناس، فيقال لهم: فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم. فيفتح لهم.
ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم: فيكم من رأى من صحب رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم. فيفتح لهم.
ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: نعم. فيفتح لهم)).[27]
قال النووي: "وفي هذا الحديث معجزاتٌ لرسول صلى الله عليه وسلم ، وفضلُ الصحابة والتابعين وتابعيهم".[28]
ولا تتوقف نبوءات النبي صلى الله عليه وسلم عند فتوح العراق والشام ومصر زمن أصحابه ، بل يمتد إخبارُه ليحدث عن فتح بلاد بعيدة المنال، عصية القلاع، القسطنطينية عاصمة دولة الروم، يقول صلى الله عليه وسلم: ((لتُفتحن القسطنطينية فلنِعمَ الأميرُ أميرُها، ولنعم الجيشُ ذلك الجيش))، قال عبد الله بن بشر الخثعمي راوي الحديث: فدعاني مسلمة بن عبد الملك، فسألني فحدثته، فغزا القسطنطينية.[29]
لقد جزم مسلمة بتحقق هذه النبوءة، فأراد أن يحوز شرفها، فغزا القسطنطينية، لكن الله اختبأها لفتى بني عثمان محمدٍ الفاتح رحمه الله، فكان فتحُه لها دليلاً آخر على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم.
لكن العجيب المدهش الذي يلوي الأعناق من أخبار الفتوح أن بعض هذه الأخبار كانت في وقت ضيق المسلمين، وعلى خلاف ما توحي به الأحداث، بل على عكسه ونقيضه ، لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتنبأ – وهو في ضنك البلاء وأُوار المحنة – بما لا يمكن لأحد أن يحلُم به ولو في رؤياه.
ومنه أنه صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم يعذبون بالنار والحديد في بطحاء مكة، وفيهم خباب بن الأرَتّ، الذي تقدم إليه شاكياً فقال: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((كان الرجل فيمن قبلكم يُحفر له في الأرض، فيُجعل فيه، فيجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه فيُشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشَّط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه".
ثم بشره النبي صلى الله عليه وسلم ببشارة عظيمة مذهلة فقال: ((والله ليَتِمَّنَّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون)).[30]
إنه صلى الله عليه وسلم يتنبأ بتمام أمر دينه، وبأمن أصحابه في زمنٍ ما كانوا يجرؤون فيه على إعلان دينهم خوفاً من بطش قريش وعذابها.
وفي المدينة المنورة ألقى الخوف بظلاله على المسلمين، ولنسمع إلى أُبي بن كعب وهو يصف حالهم: لما قدم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه المدينة، وآواهم الأنصار، رمتهم العرب عن قوس واحدة، وكانوا لا يبيتون إلا في السلاح، ولا يصبحون إلا فيه.
فقالوا: ترون أنـَّا نعيشُ حتى نبيتَ مطمئنين لا نخاف إلا الله عز وجل؟ فنزل قوله تعالى: } وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً { (النور: 55) وكان كذلك، فقد أمَّنهم الله من بعد خوفهم، وسوَّدهم الأرض، واستخلفهم فيها من بعد ذلتهم، ومكَّن لهم دينهم في مشارق الأرض ومغاربها.
قال القرطبي: " وقد فَعلَ اللهُ ذلك بمحمدٍ وأمتِه، ملّكَهُم الأرض، واستخلفهم فيها، وأذل لهم ملوكاً تحت سيف القهر بعد أن كانوا أهل عز وكبر، وأورثهم أرضهم وديارهم وأموالهم } وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد { (الزمر: 20)".[31]
وفي موقف آخر من المواقف الصعبة التي عانى منها الصحابة أتى عدي بن حاتم النبي صلى الله عليه وسلم، وبينما هو عنده؛ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل.
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى عَدي، وقال: ((فلعلك إنما يمنعك عن الإسلام أنك ترى من حولي خصاصة، أنك ترى الناس علينا إلْباً)).
ثم ألقى النبي صلى الله عليه وسلم نبوءة مفاجئة أذهلت عَدياً، فقد قال له: ((يا عدي، هل رأيت الحيرة؟)) فأجابه: لم أرها، وقد أُنبئت عنها.
فقال صلى الله عليه وسلم: ((فإن طالت بك حياة لترين الظعينة [أي المرأة] ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف أحداً إلا الله)).
يقول عدي، وهو يتشكك من وقوع هذا الخبر: قلت فيما بيني وبين نفسي: فأين دُعَّار [لصوص] طيءٍ الذين سعروا البلاد؟
وقبل أن يفيق عدي من ذهوله وحديثه مع نفسه أسمعه النبي صلى الله عليه وسلم نبوءة أعظمَ وأبعد، فقال: ((ولئن طالت بك حياة لتُفتحنَّ كنوزُ كسرى)).
ولم يصدق عديٌ مسمعه، فسأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم مستوثقاً: كسرى بنِ هُرمز؟
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بلسان الواثق من ربه – رغم ضعف حاله وفاقة أصحابه -: ((كسرى بنِ هرمز، ولئن طالت بك حياة لتريَنَّ الرجل يُخرج ملء كفه من ذهب أو فضة، يطلب من يقبله منه فلا يجد أحداً يقبلُه)).
ثلاث نبوءات لا يمكن لغير مؤمنٍ أن يُصدق بوقوعها في ذلك الزمان وفي مثلِ تلك الظروف، لكنها دلائل النبوة وأخبار الوحي الذي لا يكذب.
يقول عدي: فرأيتُ الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوفَ بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنتُ فيمن افتتح كنوز كسرى بنِ هرمز، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم [عن الرجل] يخرج ملء كفه.[32]
وصدق عدي رضي الله عنه ، فقد تحققت الثالثة زمن الخليفةِ الراشدِ عمرَ بنِ عبد العزيز.
ومثله قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى يسير الراكب بين العراق ومكة؛ لا يخاف إلا ضلال الطريق)).[33] إنها من أخبار الغيب الدالة بتحققها على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
ولما أتت جموع الأحزاب إلى المدينة، يرومون استئصال المسلمين؛ أمر النبي صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق حول المدينة، وبينما هم يحفرون عرضت لهم صخرة حالت بينهم وبين الحفر، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ المعول، ووضع رداءه ناحية الخندق، وقال: ]وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم[ (الأنعام: 115) فندر ثُلث الحجر، وسلمان الفارسي قائم ينظر، فبرق مع ضربةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم برْقة.
ثم ضرب الثانية والثالثة .. فكان مثله.
فتقدم إليه سلمان فقال: يا رسول الله رأيتُك حين ضربتَ، ما تضرب ضربة إلا كانت معها برقة! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا سلمان رأيتَ ذلك؟)) فقال: إي والذي بعثك بالحق يا رسول الله.
قال: ((فإني حين ضربت الضربة الأولى رُفعت لي مدائنُ كسرى وما حولها ومدائنٌ كثيرة حتى رأيتُها بعينيّ)).
فقال له من حضره من أصحابه: يا رسول الله، ادع الله أن يفتحها علينا .. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك.
((ثم ضربتُ الضربة الثانية، فرُفعت لي مدائن قيصر وما حولها حتى رأيتها بعينيّ)). قالوا: يا رسول الله ادع الله أن يفتحها علينا .. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك.
((ثم ضربت الثالثة فرفعت لي مدائن الحبشة وما حولها من القرى حتى رأيتها بعيني)).
وقبل أن يطلب الصحابة منه الدعاء لهم بفتحها؛ بادرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالقول: ((دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم)). [34]
وقد أطلع الله نبيه على ما يكون من أخبار الحبشة والترك، وما تحدثه حروبهم من النكال بالمسلمين، فكره قتالهم ، وأوصى باجتنابهم.
أما الحبشة فإنهم يهدمون الكعبة في آخر الزمان ، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة)). [35]
وأما الترك فمنهم التتار الذين استباحوا بغداد، وقتلوا فيها ما يربو على مليونين من المسلمين عام 658هـ.
قال ابن كثير: "وفي هذه السنة [643هـ] كانت وقعة عظيمة بين جيش الخليفة وبين التتار لعنهم الله، فكسرهم المسلمون كسرة عظيمة، وفرقوا شملهم، وهزموا من بين أيديهم، فلم يلحقوهم، ولم يتبعوهم خوفاً من غائلة مكرهم، وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: ((اتركوا الترك ما تركوكم))". [36]
وعلل بعض أهل العلم الأمر بترك قتالهم بـأنه "لأن بلاد الحبشة وغيرهم، بين المسلمين وبينهم مهامِهُ وقِفار، فلم يكلِّف المسلمين دخول ديارهم لكثرة التعب وعظمة المشقة، وأما الترك فبأسهم شديد، وبلادهم باردة، والعرب وهم جند الإسلام كانوا من البلاد الحارة، فلم يكلفهم دخول البلاد، فلهذين السِّرين خصصهم".[37]
ولما انقضت غزوة الأحزاب، ولت جموعهم الأدبار، وقبل أن ينقشع غبارُ إدبارهم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بنبوءة ما كان له أن يطلع عليها لولا إخبار الله له، فقال: ((الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم)).[38]
وهكذا كان، إذ كانت غزوة الأحزاب آخر غَزاة غزتها قريش في حربها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وقد غزاهم المسلمون بعدها، وفتحوا مكة بعون الله وقدرته، فمن الذي أعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الألوف التي دهمت المدينة لن تعود إليها بعد هذه الكَرَّة الخاسرة؟ إنه الله رب العالمين.
قال ابن حجر عن قوله صلى الله عليه وسلم: ((الآن نغزوهم ولا يغزوننا)): "وفيه علمٌ من أعلام النبوة، فإنه صلى الله عليه وسلم اعتمر في السنة المقبلة، فصدّتهُ قريش عن البيت، ووقعت الهدنة بينهم إلى أن نقضوها، فكان ذلك سببَ فتح مكة، فوقع الأمر كما قال صلى الله عليه وسلم".[39]


د. منقذ بن محمود السقار

وللحديث بقية في اجزاء قادمة انشاء الله……..

ارجو ان ينال الموضوع اعجابكم

نلتقي على خير باذن الله



لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده