التصنيفات
اسلاميات عامة

محاسبة النفس(كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) في الاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
سيدنا محمد صلوات الله عليه وتسليمه
بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتى فى الله
موضوعنا اليوم
كيف تحاسب نفسك كل يوم
……
(كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)
** حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا**
* هل أديت الصلاة؟ اذا لم تكن فقم وأدها مخافة ان يهاجمك الموت.
* كم وقتا أديته فى جماعه؟ ان الرسول كان يصلى فى جماعه
اثناء الحرب فما بالكم بالسلم.
* هل كانت صلاتك محلاة بالخشوع؟ { قد افلح المؤمنون .الذين هم فى صلاتهم خاشعون}
* هل احسنت الى والديك أحياء وأمواتنا ؟
يقول الله تعالى {أن اشكر لى ولوالديك الى المصير}
ويقول الله تعالى :{ واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا}
* هل اعتذرت الى ربك بتوبة صادقه؟ يقول الله تعالى:
{يأيها الذين أمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم..}
وادعوا الله عز وجل ان يهدينا الى صراطه المستقيم
واتباع نهج رسوله الكريم
وان يوفقا الله لما يحبه ويرضاه
وان ينفعنى واياكم بما كتبت
وهذا هو موضوعى
ان كنت وفقت فيه فمن عند الله
وان كنت ارتكبت ذنبا فأعزرونى
وما توفيقى الا بالله
متمنيا لى ولكم الانتفاع منه
اخيكم احمد طه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

لا نهايـة للحُب معه ؟!. – شريعة اسلامية

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمداً عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركآته

موضوعي اليوم أول موضوع لي في المدونة وأتمنى إن يُطرح فيه

البركه والعلم النآفع لنا ولكم إن شاء الله .

لانهايـة للحُب معه ؟!..

تذكر أنك كثيراً ماأحببت ، وكل حبٌ له نهايـه ، وحبُ الله لانهايـة له ،

وكل حبيب يخطي مره ويصيب أخرى ، وربنا لأيخطي معك أبداً ، وكل

حبيب لابد أن يتحول عنك إلى أخر ، أما الله فإذا أحبك فلن يشغله عنك

سواك ، لانه لايشغله أحد عن أحد ، ولايشغله شأن عن شأن ، ومهما

أحببت فالحب فيه الغرض ، وحب الله منزه عن الغرضِ ، لأنك لاتنفع

ولاتضر ، فمهما أحببت وأرتفع حٌبُك وسمَا وعظم فالحبيب اللذي تُحِبه لن

يصل حبه إلى حُبك ، وإذا وصل فلن يتعدى حُبك ، وإذا تعدى حبك فلن

يتعدى الطاقه ، فطاقته في الحُبِ محدودة ، أما الله سبحانه وتعالى

فهو غير متنـاهٍـ ، وبالتالي فإن حُبه لايتناهى ، فإذا كان الحب

لانهايـة له ، فكيف شأنه ، وكيف يكون ،؟!.. وحبيبك إذا ذكرته ذكرك ،

وإذا نسيته نسيك ، .. ؛ أما الله سبحانه وتعالي فإذا ذكرته ذكرك ،

وإذا نسيتهـ ذكرك أيضاً بنص الحديث ( يـأبن آدم ، إن ذكرتني ذكرتك ،

وإن نسيتني ذكرتُك )(1) فأين تجد حبيباً مثله؟! حُب الله أمر يسير جداً ،

وحُب الناس أمر صعبٌ جداً .
.
حُب الله أكبر من أن يوصف ، وأعظم من أن يعبر عنه لسان ، ومهما

تحدثنا عنه فلن نبلغ إيضاح مقداره.. ومن ذاق عـرف ومن حُرم أنحرف..

اللٌهم إنا ظمنا أنفسنا ظلماً كثيراُ ..

وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ..

اللُهم أرزقنا حٌبك ، وحٌب من يحبك ..

وحُب كل عملٍ يُقربنا إلى الجنه ..

(1) رواه أبو نصر ربيعة بن علي العجلي في كتاب هدم الاعتزال ، والرافعي عن ابن عباس – رضي الله عنه –

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

لقاء مع الشيخ محمد العريفي@ في الاسلام

لقاء وجدته في احد المواقع ونقلته لكم للفائدة.

عناوين مقترحة :
– ستار أكاديمي تروج للرذيلة ، وما يعرض فيها أمر مخز .
– سيسأل المتصلون بستار أكاديمي عن كل قرش أنفقهوه بالاتصال .
– الصالحون يدعون على أصحاب قنوات الرذيلة وستار أكاديمي .
– أنا موقف من الظهور بالقناة الأولى من عامين .. ولا أعرف السبب !!
– يحضر دروسي شباب بالقبعة وقصة الشعر .
– درست على يد ابن باز وابن جبرين وابن قعود .
– قمت لألقي كلمة فجف ريقي وكدت أسقط .
– لا بد أن يتجدد الخطاب الدعوي لهذا العصر .
– ألقي قرابة 30 محاضرة في العام وينشر منها 4 فقط .
– خطيب الجمعة الذي لا يحضّر إهانة للمستمعين .
– ضغط أمريكا على الإسلام جعل الناس يتجهون إليه .
حاوره / محمد بن حمدان المالكي
للشيخ الدكتور محمد العريفي سمت وروح جذابة تميزه عن غيره من الدعاة ، ففي رؤيته ألفة ، وفي كلامه جاذبية ، وفي رؤيته الفكرية لمحة ثاقبة ، وفي أسلوبه ثقافة الحكيم وحكمة المثقف ..
التقينا به في منزله في الرياض فرحب وأكرم ، ودخلنا معه في حوار شيق أستطعنا بقناعات فكرية والدعوية تميز بها وأتقن التعامل بها ، حدثنا عن هموم الداعية ، والإعلام ، كما حدثنا عن أمور كثيرة لم نمل من احتسائها مع فناجيل الهيل ..
س : فضيلة الشيخ هل لنا بنبذة مختصرة عن حياتكم ؟
ج : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الحمد لله الذي يسر هذا اللقاء معكم ، وأسأل الله جل وعلا أن يجعله خالصا لوجهه ، وان ينفع به كل من قرأه أو سمعه .
ولدت عام 1390هـ ، لي أربع بنيات وولدان ، نشأت في مدينة الدمام ودرست الابتدائي والمتوسط وكان لي مشاركات ثقافية كإلقاء كلمات بالإذاعة وبعض النشاطات ، وفي الثانوية توجهت أكثر للدعوة ، وأذكر أني ألقيت أول خطبة وأنا في الثانوية ، وفي أيام الجامعة كنت ألقي كلمات بمصلى الجامعة ، وبعض المساجد ، لكن التوجه الإلقاء المحاضرات العامة جاء بعد تخرجي من الجامعة .

س : وكيف توجه فضيلتكم إلى طريق الدعوة بشكل جاد ؟
ج : منذ أن جئت الرياض عام 1412هـ أصبحت إماماً وخطيباً لجامع كلية الملك فهد الأمنية وهذا زاد قدراتي على الإلقاء ومواجهة الناس، كان هذا الجامع يصلي فيه ما لا يقل عن 2100 طالب يتخرجون ضباطاً ومنذ ذلك الوقت وأنا ألقي عندهم دروسًا يومية وأصلي بهم ، وكان الطلاب يستفتوني في مسائل ومشاكل متعددة فهذا الجو الذي عشته أعطاني قدرة على تحليل المشاكل وحل الخصومات، وكنت عضواً في لجان متنوعة في الشئون الدينية وإصلاح ذات البين ، بعد ذلك صدر اسمي في بيان الدعوة في الوزارة الإسلامية في البيان الثالث ، وبعدها انطلقت ولله الحمد في المحاضرات .

س : ومن كان له الأثر في تحفيز الجانب الدعوي عند فضيلتكم ؟
ج : ما أذكر حقيقة أن هناك شخصًا معينًا كان له الأثر في تحفيز هذا الجانب ولعلّ إمامتي في الكلية الأمنية أعطتني دفعة قوية، وكنت حريصاً أيضاً على تنمية مهاراتي في القراءة ، في فن الإلقاء ، في فن التعامل مع الناس وغيره مما جعلني انطلق .

س : وهل الشخصية الدعوية ثمرة موهبة أم علم ؟
ج : الدعوة قسمان ، الأول : العناية بنصح الناس ، فهذه لا تحتاج أن تحفظ القرآن والصحيحين ، فيكفي أن يعرف أموراً عامة في الدين لكن لا يتكلم إلاّ بما يعلم . القسم الثاني : تعليم الناس والفتوى لهم ، فهذه تحتاج لعلم شرعي ، أما بالنسبة للموهبة في توصيل الدعوة فهي قد تكون موهبة عند الشخص في طريقة إلقائه ، ويستطيع تنمية مهاراته بذلك في فن الإلقاء ، وفن الدعوة ، وفن التعامل مع الناس فمن كان فاقداً لمهارات معينة يستطيع أن يكتسبها.

س : هل هذا يعني أن هناك مشايخ يحتاجون لمهارات في فنون متعددة ؟
ج : المشايخ من الناس، والناس يتفاوتون في قدراتهم، فالأب ينبغي أن ينمي قدراته في التعامل مع أولاده، والزوج مع زوجته، وكذلك الخطيب والداعية، يحتاج أن ينمي قدراته في الإلقاء أو التعامل أو معرفة طباع الناس أو غير ذلك ..، ففي بعض الأحيان تجد خطيب جمعة قبل أن تبدأ الخطبة بنصف ساعة لا تكاد تجد مكاناً في المسجد ، بينما خطيب آخر تأتي وهو في نهاية الخطبة أو ربما تأتي وقد أقيمت الصلاة وتستطيع أن تصلي في الصف الثاني أو الثالث ..
ما الذي يجعل الناس يجتمعون عند هذا ويتأخرون في الحضور عند الثاني؟
هل المسألة تعتمد مثلاً على قوة الجسد ؟..تعتمد على نوع لون المشلح الذي يلبسه .. تعتمد على المكيف ولون الفرش الذي في المسجد ؟ أم تعتمد علي قوته العلمية؟
هي في الحقيقة تعتمد على قدرته على جذب الناس أثناء الإلقاء ، مع الإخلاص لله تعالى طبعاً ، فإذا وفق الإنسان لأسلوب مناسب لتوصيل فكرته للناس فهذا أمر حسن ، وفي بحث عمله أحد معاهد الإلقاء ذكر أن 67 % من تأثير المحاضرة هو من مهارات الإلقاء التي يمارسها من خلال رفع الصوت وخفضه ، والمسح البصري وحركة اليدين ، وأن الباقي 33 % يعتمد على المعلومات التي يلقيها والجو المحيط كالمكيف والإنارة و ..
وأقول : ينبغي لكل من تصدر للناس في الدعوة أو كان مدير شركة أو أميراً وكل من يواجه الناس ويتكلم لابد أن يكون عنده معرفة بمهارات الخطاب والاتصال ، فبعض الناس الموهبة موجودة عنده أصلاً وإن لم توجد فينبغي أن ينميها عبر القراءة أو حضور دورات وما إلى ذلك .

س/ هل المهارات فقط في الإلقاء وفنون التعامل .. أم في غير ذلك أيضاً ؟
ج/ المهارات متنوعة .. فمن المهارات مثلاً القدرة على كبت الغضب ..
ومن طرائف قصص الغضب أني ذهبت يوماً لمدينة أملج ( 300ك جنوب جدة ) لإلقاء محاضرة ..
كان من بين الحاضرين شاب سريع الغضب ثائر الأعصاب جداً ..
أخبرني صاحبه : أنه سافر مرة بسيارته ولم يكن مستعجلاً فكان يمشي ببطء .. كان وراءه سيارة مسرعة تريده أن يفسح لها الطريق .. وهو يزداد بطئاً ويشير لهم بيده أن خففوا السرعة ..
ضاق صاحب السيارة الأخرى بصاحبنا ذرعاً .. وتعداه بسرعة وانحرف عليه بسيارته مؤدباً .. ثم مضى .. ولم يصب أحد منهما بضرر ..
ثارت أعصاب صاحبنا – وهي تثور على أقل من ذلك بكثيييير – فزاد من سرعة سيارته .. وأخذ يصرخ ويزمجر .. ويشير لهم بأضواء السيارة مراراً حتى توقفوا .. فألقى غترته جانباً .. وتناول قطعة حديد في يده – هي في الأصل مفك لفتح براغي العجلات عند الحاجة – .. ونزل من السيارة متوجهاً إليهم ..
فإذا بالسيارة المقابلة ينزل منها ثلاثة شباب قد ضاقت ملابسهم بعضلاتهم .. وتباعدت أيديهم عن جنوبهم من عرض أكتافهم ..
أقبلوا يجرون بانفعال إلى صاحبنا .. وقد رأوه تهيأ للقتال !!
فلما رآهم انتفض .. وغص بريقه .. وهم ينظرون إليه وإلى ما في يده ..
فلما لاحظ أنهم يحدون النظر إلى قطعة الحديد .. رفعها برفق وقال : عفواً .. أردت أن أنبهكم إلى أن هذه سقطت منكم .. فتناولها أحدهم بانفعال .. وولوا إلى سيارتهم .. وهو يشير بيده إليهم مودعاً ..!!

س : نعود للموضوع الأصلي ..من المشايخ الذين كان فضيلتكم يحضر لهم ؟
ج : كنت أحضر كثيرا لشيخنا الشيخ عبد الله بن جبرين فلازمت دروسه في المسجد قرابة ثمان أو تسع سنوات .

س : دروس معينة ؟
ج : دروس في كتب متعددة منها الاعتصام للشاطبي ومنها شرح الزركشي على مختصر الخرقي والأصول الثلاثة وكتاب التوحيد والمنتقى من منهاج الاعتدال وغيرها ؛ الشيخ بن باز رحمه الله أيضا حضرت عنده بعض الدروس بعد الفجر وبعض دروس المغرب ، وشيخنا عبد الله بن قعود عضو اللجنة الدائمة سابقاً نسأل الله أن يشفيه ، قرأت عليه الأصول الثلاثة وكتاب التوحيد وبعض الكتب .

س : هل لابد للداعية أن يزاحم طلبة العلم في مجالس العلماء ليكون داعية أم تكفي فقط الدراسة في المدارس والجامعة ؟
ج : أنا أرى أن الداعية لا بد أنه يخالط العلماء فيتعلم أسلوبهم وطريقة التعامل مع الناس ، لذلك قالوا إن الإمام أحمد كان الحضور عنده خمسة عشر ألفاً منهم خمسة آلاف يكتبون الحديث ، وعشرة آلاف يتعلمون منه السمت ، أي يتعلمون منه طريقة كلامه ، حركته ، سكونه ، اتباعه السنة ، طريقة إجابة الأسئلة ونحو ذلك .

س : ومتى شعر فضيلتكم بالقدرة على الوقوف على المنبر ؟ وما قصة أول كلمة ؟
ج : كان في أول خطبة ألقيتها في ثالث ثانوي أذكر ألقيتها في قرية بعيدة ، وهناك قصة لأول كلمة ألقيتها في مخيم عندما كنت في أولى ثانوي حيث خرجت في مخيم مع المدرسة فيه عدد من الطلاب فطلب المشرف على المخيم أن يلقي أحد المشاركين كلمة بعد الصلاة فرفعت يدي متحمساً ، وعندما قمت لم أكن محضرا شيئا ، فوقفت وبدأت أتكلم عن مداخل الشيطان على الإنسان في ربع دقيقة بعدها بدأ ريقي يجف اضطربت فاضطررت إن أختم الموضوع وأجلس على الأرض.

س : هل هناك أخطاء معينة تحذر منها المبتدئ في طريق الدعوة ؟
ج : أوصي من أراد أن يشتغل بالدعوة بالإخلاص لله تعالى ، وأن يحترم عقول الناس الذين يحضرون عنده بالتحضير الجاد لهم ، ولا يكون كما يقولون في المثل العامي " أفتح فمك ويرزقك الله " فقد اختلف الأمر وأصبحت المنابر التي تخاطب الناس كثيرة، منابر إعلامية وفضائية وصحافة و.. ، فلا بد أن تعد إعدادا جيدا .
ومن الأخطاء التي قد تقع من بعضهم في الدعوة أحياناً إساءة الظن بالمدعو ، فمثلاً يأتيه شاب بلباس غير مناسب وله قصة شعر ، ومعه سيجارة مثلاً فتجدنا أحياناً نسيء الظن به ونرى أنه إنسان فاسق فاجر ، وما أدراك لعله يحمل في صدره قلباً رقيقاً محباً للخير .
وفي صحيح البخاري عن أنس لما أُتي للنبي صلى الله عليه وسلم برجل شرب خمراً فجلد وأخرج ثم جيء به قد شرب خمرا فجلد واخرج ثم جيء به ثالثة قد شرب خمراً فجلد فلما أخرج قال رجل من الناس : لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به !! لاحظ يلعن رجلاً شارباً للخمر فلما سمع النبي عليه الصلاة والسلام هذا الكلام غضب والتفت على الرجل وقال : " لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله " ..
نعم أنظر إلى الجانب المشرق لشخصية الآخر لا تنظر فقط إلى ظاهره .
ومن الأخطاء أنك تجد بعض الدعاة يمل بسرعة ، إذا صرت داعية تحمل ازدحام الناس عليك تحمل رفعهم لقضاياهم إليك ، هذا يعطيك ورقة تثبت أن عليه دية وهذا ولده مسجون ويريدك أن تشفع له في خروجه وهذا ابنه مريض يريدك تذهب وتقرأ عليه وهذا في مشكلة بينه وبين زوجته لا بد أن تستمع إليه وتحل مشكلته وهذا .. نحن نردد دائماً : طريق الدعوة ليس مفروشاً بالزهور ، ثم إذا أصابنا فيه شيء من التعب تركناه ..
وكم من الدعاة يمل .. فتجده ترك الدعوة واشتغل بعقار أو غيره ، ويجوز أنك تجمع بين التجارة والدعوة ، لكن لا يطغى انشغالك بكسب العيش على العمل الدعوي مادام أنك موفق ومقبول .

س : وهل أنت راضي عن ما قدمته في الأشرطة السابقة ؟
ج : قبل أن يسجل الشريط وينشر أكون ألقيته قرابة 20 مرة في عدة أماكن في جده والدمام وأبها وحائل والقصيم .. فإذا اقتنعت أن مادته مناسبة بعد ذلك أسمح أن ينشر الشريط ..
لذلك لا أذكر أني ندمت على شريط وقلت يا ليتني لم أفعل كذا ، وربما تكون هناك وجهات نظر من بعض الأخوة ، كقوله لماذا رتلت الآية ؟ وآخر يقول القصة الفلانية طويلة ليتك اختصرتها ، فهي تعتبر وجهات نظر ، ولا أتسرع في الإصدار ، فبفضل الله ألقي سنويا عددًا كبيرًا من المحاضرات المتفرقة سواء في ثانويات أو جامعات أو مساجد ومع ذلك لا ينشر منها في السنة كلها إلا أربعة أشرطة فقط .

س : وكم شريطاً لفضيلتكم موجود في السوق ؟
ج : فوق العشرين شريط تقريباً .

س : إلا يرى فضيلتكم أنها قليلة جداًُ ؟
ج: بلى أرى ذلك .

س : ما السبب ؟
ج : لأنني أدقق جداً في الأشرطة التي تصدر ، وأنا حريص على خروج المناسب أحسن من أن تخرج للناس سواليف ، يا أخي لا بد أن نحترم عقول السامعين ، فبصراحة : شخص جاء وتعب واشترى شريطاً ووضعه في المسجل خصص لك ساعة كاملة من عمره ليستمع إلى شريطك فأعطه شيئاً يليق به ، مثل خطيب الجمعة الذي يأتي ولم يحضر أعتبره إهانة للمستمعين ، يا أخي أحترم الناس الذين أمامك ، من مس الحصى فقد لغى ، من قال لصاحبه أنصت فقد لغى ، وأنت ما حضرت لهم ، كذلك من يظهر في التلفزيون أحترم عقول الناس الذين أمامك ، أنت تتكلم على الهواء مباشرة ، والساعة التي تتكلم فيها تتكلف مبالغ كبيرة لذلك يجب عليك أن تحضر تحضيرًا جيدًا .

س : فضيلة الشيخ .. كسب محبة الناس غاية عالية .. كيف أحصل عليها ؟
ج : لن تكسبهم بالمال ولا الجاه ولا الجمال .. وإنما بحسن التعامل معهم ..
أذكر أن أحد طلابي في الكلية أصيب بمرض نفسي .. كان نوعاً صعباً من الاكتئاب ..
كان والده ضابطاً يشغل منصباً عالياً .. جاء مراراً إلى الكلية وقابلني وتعاونا على علاج ابنه ..
كنت أذهب إلى بيتهم أحياناً فأرى مجلسه مليئاً بالضيوف .. لا تكاد تجد فيه مكاناً فارغاً ..
فكنت أعجب من محبة الناس لهذا الرجل وإقبالهم عليه ..
مضت سنوات وتقاعد الأب من منصبه ..
فذهبت إليه زائراً .. دخلت القصر .. ثم دلفت إلى المجلس وفيه أكثر من خمسين كرسياً .. فلم أر في المجلس إلا الرجل يتابع برنامجاً في التلفاز .. وخادماً يخدمه بالقهوة والشاي .. جلست معه قليلاً ..
فلما خرجت جعلت أتذكر حاله لما كان في وظيفته .. وحاله الآن .. ما الذي كان يجمع الناس فيما مضى ؟
ما الذي كان يجعلهم يلتمون عليه مؤانسين متحببين ؟!
أدركت عندها أن الرجل لم يكسب الناس بأخلاقه ولطفه وحسن تعامله .. وإنما كسبهم بمنصبه ووجاهته وسعة علاقاته ..
فلما زال المنصب زالت معه المحبة ..
فخذ من صاحبنا درساً .. وتعامل مع الناس بمهارات تجعلهم يحبونك لشخصك .. يحبون أحاديثك وابتسامتك ورفقك وحسن معشرك .. يحبون تغاضيك عن أخطائهم .. ووقوفك معهم في مصائبهم ..
لا تجعل قلوبهم معلقة بكرسيك وجيبك !!

س : ظهر الشيخ العريفي بأسلوب دعوي تمتزج فيه الدعوة بالقصة والحجة والجدية هل كان ذلك مقصوداً بتخطيط مسبق أم كانت بتلقائية عفوية ؟
ج : أساليب توجيه الناس متنوعة، فمنها أسلوب الأستاذية ، افعل ولا تفعل ، فتقول له : لا تزن ولا تسرق ولا تكذب ، والناس قد لا يتقبلون أسلوب الأستاذية ، خصوصاً أننا في عصر ينادون فيه بالحرية في أساليب الحياة مما جعل الناس يترفعون عن قبول أسلوب افعل ولا تفعل ،ولذلك تضطر أحياناً إن تمارس أساليب أخرى أرق ، مثلا يمكن أن أقول لك لا تكذب وممكن أذكر لك قصة عن شخص صادق وقع في مواقف محرجة شديدة ومع ذلك لم يكذب ، فما هي الفائدة من ذكري للقصة ، كأني أقول لك يا أخي أفعل مثله ومثل ما قال الله تعالى عن بني إسرائيل : ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ) (المائدة:78 – 79) كأنه يقول يا مسلمين انتبهوا لا تفلعوا مثلهم ، وكذلك الأسلوب القصصي أسلوب مناسب للتأثير ، والقرآن أكثر من 70 % منه قصص ، قصة موسى في القرآن أعيدت خمسًا وعشرين مرة واسمه تكرر مائة وثلاثة وثمانين مرة ، والنبي صلى الله عليه وسلم حكى لأصحابه قصصًا قصة أصحاب الأخدود قصة موسى والخضر قصة جريج العابد وغير ذلك. والقصص كما قال الإمام مالك : "القصص جند من جنود الله تعالى " .

س : وما هي الانطباعات التي وجدتها عند استعمالك لهذا الأسلوب الجديد ؟
ج : أولاً ينبغي على الداعية الذي يسلك هذا الأسلوب القصصي أن يعتني بأمور :
أولاًُ : أن يكون أسلوبه في طرح القصة مناسبا ، يستعمل أحسن الأساليب البلاغية أثناء القصة ، فما أجمل أن تذكر القصة ويشعر السامع كأن أمامه مشهد ، ما أجمل أن يصل الداعية في طريقة عرضه إلى هذه الدقة من التصوير حتى يتأثر الناس بأسلوبه ، وأذكر أنني خطبت جمعة بقصة ماعز رضي الله تعالى عنه عندما جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : " يا رسول الله زنيت فطهرني " وعندما خرجت أمسك بي أحدهم ، قال لي والله أني سمعت القصة مائة مرة وأنا نفسي ألقيتها عدة مرات لكن عندما سمعتها الآن كأني أسمعها لأول مرة!
لذلك أقول : إن دقة التصوير واستعمال عبارات عاطفية تحرك القلب، تُشعرك كأنك تشاهد أحداثها أمامك ، وقد لاحظت بعضهم يستعمل القصة لكن لا يحسن صياغتها الصياغة المناسبة فلا يتأثر الناس بها .

س : هل الناس الآن محتاجون إلى تجديد الخطاب الدعوي ؟
ج : الخطاب الدعوي لا بد أن يتناسب مع معطيات العصر الذي يعيشه فالخطاب دعوي قبل أربعين سنة والناس ليس عندهم إعلام الجرائد والمجلات غير منتشرة، ولعلك تذكر عندما كنا صغارا كان خطيب الجمعة بالنسبة إلينا هو الموجه الأسبوعي وهو الشيخ الذي نحترمه وأي كلام يقوله نبجله، واليوم خطب الجمعة إذا لم يكن قوياً في خطبته أو في درجته العلمية أو الناس لم يكونوا مقتنعين به لم يكن له التأثير المرجو ، وذلك لأنه يزاحمه كاتب المقال ، والمتحدث في التلفاز وغيرهم ، لذلك أقول إن تجديد الأساليب وتنويعها ، كالاستعانة ببعض الإحصائيات ، فأمامي أناس قد لا يقتنعون أحياناً إلا بمثل هذه الأساليب فماذا يمنع عندما أتكلم عن الخمر آتي لهم من الإنترنت بإحصائية انتشار الخمر في أمريكا أو في أوربا وعدد قضايا القتل وعدد الحوادث التي حصلت ، إضافة إلي ذكر النصوص الشرعية .

س : منطلقاً من حديث فضيلتكم أن تقول لا مانع أن نأتي ببعض الفلاشات والأرقام في خطبة الجمعة ونوضح بها في المسجد مثلاً لمنظر معين أو حادث معين للمستمعين ؟
ج : لا، خطبة الجمعة يبقى لها رزانتها وبهائها ولها نوع من التعبد خاص ، النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" من مس الحصى فقد لغى " ، " من قال لصاحبه أنصت فقد لغى " ، أنت مأمور ألا تلتفت إلى شيء غير كلام الخطيب ولا بد أن يعود الناس على هذا يعودوا أن يتلقوا من الخطيب من غير مساعدات ، غداً قد لا يوجد مساعدات ، كهرباء ، كمبيوتر .
أما في المحاضرات فأنا أرى هذا، وعندي درس له أربع سنوات في جامع الحديثي بالرياض أستعمل فيه عرض البوربوينت عبر البروجكتر، وقد شرحت فيه أشراط الساعة وشرحت فيه الفقه ، ولما بدأت باستعمال عروض البوربوينت بدأت أعداد الحاضرين تتزايد ولاحظت أن نصفهم من غير طلبة العلم فيحضر عندي شباب يرتدون قبعات وبدلة رياضة وقصات شعر يداومون عندي أسبوعياً .
حتى إني أحد الأسابيع فقدت هذه النوعية وعندما ختمت الدرس سألت الموجودين قلت : يا شباب اليوم ألاحظ العدد قليل ولم أقل أن النوعية الأخرى لم تحضر ؟ قالوا : يا شيخ اليوم مباراة الهلال والاتحاد !! وعندما جاء الأسبوع الذي بعده حضرت تلك النوعيات مرة ثانية ، ومن أسباب جذبهم التجديد في الطرح .

س : فضيلة الشيخ كيف ترى الانفتاح الإعلامي الذي عم الكون ؟
ج : هذا الانفتاح الذي ينتشر هو طبيعي للتطور الذي وقع في العالم عموما لكن لا بد أن يستفيد الدعاة منه في الدعوة وتوجيه الآخرين ، بالأسلوب المناسب ، ومع المحافظة على الضوابط الشرعية .

س : هل تنضبط القنوات بشروطكم الشرعية ؟
ج : في الغالب ينضبطون بالشروط ، وأذكر أني اشترطت على إحدى القنوات ألا تكون مقدمة البرنامج فيها موسيقى فتفاجأت أنهم وضعوا موسيقى والبرنامج على الهواء ، وفي بداية البرنامج قال المقدم نشكر الشيخ ، فقلت للمقدم " إذا طلعنا سيحدث بيننا هوشة " ضحك : قال لماذا يا شيخ ؟ قلت : لأنك لم تحذف الموسيقى مثلما اتفقنا ، فضحك وقال : لا خلاص نشيلها من النهاية لكن القنوات في غالب الأحيان منضبطين .

س : ما سبب مشاركة عدد من الدعاة في وسائل الإعلام بشكل مكثف ما السبب ؟
ج : أعتقد أن وسائل الإعلام هي التي اتجهت إلى الدعاة ، فقبل أربع سنوات خمس سنوات صار توجه كبير من وسائل الإعلام إلى المشايخ عندما صارت أمريكا وغيرها تضغط على الإسلام وتتنقصه وتحاول أنها تسيء إليه بدأ الناس يقبلون على الإسلام ويتمسكون به أكثر مما جعل وسائل الإعلام تقبل على المشايخ ، هذا شيء والشيء الآخر وسائل الإعلام تختار من عندهم قدرة إعلامية وأنت تعلم أن الحديث مع الكاميرا ومواجهة الكاميرا ليس كالحديث على المنبر أو الحديث في المساجد يعني هناك حس إعلامي لا بد يكون عنده قدرة على المخاطبة الإعلامية أنا ألاحظ أحيانا يخرج باحثون اجتماعيون علماء نفس أحياناً أطباء مهندسون وأعتبره فاشل إعلامياً ويحضر مشايخ أيضاً وأعتبرهم أيضاً مثل أولئك ، فليس كل شخص عنده معلومات يظهر في التلفزيون والناس ينجذبون إليه ، ما لم يكن عنده جذب إعلامي وقدرة على التأثير في الشخص الذي أمامه وإلا فلن يستمع إليه الناس ، تلاحظ مثلا أن بعض القنوات تعلن أنها تحتاج إلى قارئ أخبار ويتقدم لها ألف شخص وكلهم يُرفضون .
هل معنى هذا أنهم لا يتقنون العربية ؟ أو لغتهم غير سليمة ؟ لا لكن بعضهم ليس عنده القدرة على مخاطبة الكاميرا ولا حس إعلامي ناجح .

س : وهل أدرك الدعاة مؤخراً دور الإعلام ؟
ج : أنا في تصوري أنهم أدركوه مبكراً .

س : مبكراً !!؟
ج : نعم .. من فترة والدعاة يحاولون المشاركة في الإعلام ولكن ما كان الإعلام مفتوحاً لهم ، يعني من القديم بعض المشايخ يرغب في الوسائل الإعلامية لكن ما أحد يتصل به ما أحد يقول تعال ، وقد يحال بينه وبين الإعلام ، وأنا أقول لك بكل صراحة إن بعض المشايخ ممنوعون من الطلوع في الوسائل الإعلامية .

س : وما السبب ؟
ج : في أكثر الأحيان لا يبين للشيخ السبب الذي منع لأجله ، لكني أتصور أن هناك أسباباً عديدة بعضها أسباب خلافات شخصية بينه وبين القائمين على هذه الوسائل ، وأحياناً اختلاف في وجهات نظر ، وإلا فلا يوجد داعية يفتح له مجال لنفع الناس ويعتذر من هذا .

س : هل الشيخ العريفي تعرض لمثل هذا النوع من المنع ؟
ج : نعم .. أنا ممنوع من القناة السعودية من سنتين تقريباً !!

س : وهذا القرار من الذي أصدره ؟
ج : لا أدري !

س : ومن الذي أبلغك به ؟
ج : أبلغني كثير من العاملين في التلفزيون ، ومن مقدمي البرامج الدينية ، أخبروني أنهم ممنوعون من استضافتي ، بدليل أنني في السابق كان لا يمر شهر إلا وأشارك في لقاء ، والآن كما تعلم من سنتين لم أظهر في أي من القنوات السعودية .

س : والأسباب ؟
ج : لا أعلم .. والأخوة كلّما رفعوا أسمي لاستضافتي حُذف أسمي !! وإلى يومي هذا لا أعرف سبب المشكلة، ولو بين لي ما هو الخطأ لقلت جزاكم الله خيرًا وأحرص أن لا أكرر الخطأ ، لكن المشكلة أن تمنع من المشاركة وإذا حاولت أن تعرف السبب، وأن تناقش لا يسمح لك !!

س : لك برنامج رائع في قناة إقرأ ( استمتع بحياتك ) حدثنا عنه .
ج : فكرة البرنامج تعتمد على مهارات في التعامل مع الهموم التي تصيب الإنسان في الحياة وطريقة استمتاع الإنسان بالحياة من خلال أشياء في مقدوره ، ليس من خلال المال أو الجمال أو القوة الجسدية أو النسب الرفيع أو الجاه يعني أستمتع بحياتي من خلال أخلاقي من خلال تنمية قدراتي .
وتكلمت في أول حلقة عن حقيقة المتعة في الحياة ، هل لا بد أن تكون غنياً لتستمتع ؟ هل لابد أن تكون قويا في جسدك أو رفيعًا في نسبك حتى تستمتع ، البرنامج جماهيري فيه نوع تجديد ، فأمامي طاولات مستديرة ومجموعة شباب متنوعين والحمد لله البرنامج يبث ثلاث مرات في الأسبوع .

س : وما الانطباعات التي خرجت بها من هذا البرنامج ؟
ج : انطباعات كبيرة جداً ولله الحمد ولم يبث إلى الآن إلا ثلاث حلقات.

س : هذا البرنامج فقط أو هناك برامج أخرى أتى فضيلتكم عليها انطباعات جيدة ؟
ج : هناك برنامج بث بقناة قطر اسمه الفقه الميسر ، شرحت كتاب الملخّص الفقهي للشيخ الفوزان حفظه الله ، شرحت أحكام الطهارة والصلاة وكان فيها شيء عملي فأتيت بشاب صغير جعلته يصلي أمام الناس أمام الكاميرا ، وكان له تأثير كبير جداً سجلت خمسين حلقة كل حلقة قرابة العشرين دقيقة .
ومرة جاءني اتصال من داعية بالبرازيل يقول : أنا أتابعك وأسجل اللقاء كله وبعد ذلك ألقيه في المسجد ، وهذا يدل على تأثيره ، والبرنامج الذي في اقرأ بثت أول حلقة ومن الغد ظهراً أتاني اتصال من السويد يشكر على الحلقة .

س :هناك قناة تذيع برنامج أستار أكاديمي ما نظرة الشيخ للبرنامج هذا أولاً ونظرته للقناة نفسها ؟
ج : مع الأسف الأمر كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : "لا يأتيكم زمان إلا كان الذي بعده شر منه " وقال : " يأتي على الناس زمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر " وذكر صلى الله عليه وسلم أنه بآخر الزمان تفشو المنكرات من ذلك ما رواه مسلم لما قال صلى الله عليه وسلم : "إن من علامات الساعة فشو الزنا" .. والزنا أنواع : فالعين تزني وزناها النظر -كما بين في حديث آخر- واليد تزني وزناها اللمس والأذن تزني وزناها السمع .. يعني السمع الفاحش والنظر الفاحش وكذلك اللمس باليد الفاحش ثم قال في آخر الحديث : "والفرج يصدق ذلك أو يكذبه" .
فما يقع الآن من هذا البرنامج الماجن وفي بعض البرامج الأخرى أمر مخزٍ ، وفي أستار أكاديمي يخلطون الشباب والفتيات ويكونون في كثير من الأحيان على أحوال ماجنة هذا قد ضم تلك وتلك قد اتكأت برأسها على صدر هذا ؛ هذا ما يراه الناس المشاهدون وأخشى أن يكون ما خفي أعظم والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما " هذا واضح يعني ما يخلو رجل بامرأة إلا وحدّث نفسه وثارت غريزته ، وتحزن عندما تعلم أن عدد الاتصالات من المملكة وصلت إلى ثمانين مليون اتصال وهذا مؤلم جداً وكل من أنفق قرشاً في اتصال بهم فقد أنفقه في حرام والمال سيسأل عنه يوم القيامة "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وذكر منها النبي صلى الله عليه وسلم عن ماله من أين أكتسبه وفيم أنفقه " سيسألهم الله لماذا أنفق سبعة ريالات في دقيقة واحدة باتصال بالبرنامج ؟ هل أنفقه لنصر فلسطين أو تحرير العراق وأنا أدعو كل من شارك في هذا البرنامج بشيء للتوبة والأمة فيها هموم تكفيها ، والأعداء يشغلوننا بالتوافه وهم يقتلون إخواننا كما قال الشاعر:
قطيع يساق إلى حتفه *** ويطرب من رنة الجازر
يعني قطيع غنم يسوقونه لذبحه والجازر يحد السكين يبردها فيصدر صوت رنين والقطيع يمشي وهو طربان للصوت وما يدري أن فيه حتفه .
الأمر الأخير : تسمية الفائز بهذه التفاهات بطلاً !! هل البطولة أن أرقص ؟ أن اغني ؟ أن أقبل الفتاة وأنزع الحياء من نفسي ؟ بالله عليك ماذا يستفيد الوطن والدين منك إذا صرت بطلاً في رقص أو غناء ؟ ماذا تستفيد الأمة ؟ ماذا تستفيد زوجتك ؟ أولادك ؟ لو كان بطلاً في طب أو هندسة قلنا بيض الله وجهك أنت بطل اخترعت وفعلت .
فينبغي أن يتوب هؤلاء وليعلموا بأن هناك من العبّاد الصالحين الذين تجري دموعهم على خدودهم في آخر الليل يدعون الله تعالى على أصحاب هذه القنوات وعلى ستار أكاديمي ، والله لن يضيع دعاء هؤلاء الأخيار .

س : لكن المشاركين والمؤيدين يشتهرون ؟!!
ج : يا أخي الشهرة أنا معك أن الشهرة فتنة لكن ليس كل شهرة مشرفة !! ذكروا أن رجلاً في الحج رأى الناس مزدحمين على بئر زمزم فأقبل ورفع إزاره وبال في البئر فأقبل الناس هذا يجذبه وهذا يدفعه ويقولون من هذا ؟ من هذا؟ وهو يتبسّم ويقول : أنا فلان .. أنا فلان .. ويعرف بنفسه كلَّ من سأل عنه !! فلما وصل إلى الوالي قال له : الناس يشربون من بئر زمزم وأنت تبول فيه ؟ فقال : أردت أن يذكرني الناس وأشتهر ولو باللعنة .
أنا أسألك : لو أن شخصاً كتب اسمه على سيارته ، ومشى بها على الطريق السريع ثم أوقفها فجأة ونزع ثيابه ورقى فوقها وجعل يرقص !! ألن يشتهر ؟ بلى سيشتهر !! وتجد في الإنترنت صوره واسمه في كل مكان وسيتكلم الناس بخبره ، فهل هذه شهرة يفتخر بها ؟
أما الذي يشتهر بخير أو دعوة أو خير أو إصلاح بين الناس فشأنه آخر ، يذكره الناس لكن بالله عليك هذا يذكرونه بماذا؟ برقصته ؟! هزّته ؟! أغنيته ؟!
بلا شك أن هذه البرامج تروج للرذيلة وكل من يساعد فيها أو يؤيدها فينطبق عليه قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) (النور:19).

س : كاميرا الجوال هل هي وبال على المجتمع أو تقنية لمصلحته ؟
ج : كاميرا الجوال ( فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا )(البقرة: من الآية219) قليل من الناس من يستفيد منها في شيء نافع صور محاضرة واستفاد منها أو أرسلها بلوتوثات ؟ وكم من فتاة صورت في عرس أو مدرسة ثم حصلت مفاسد بسبب الصورة، وأخشى أن يتسع الخرق على الراقع، وتصبح الصور تتداول لدرجة أن الفتاة لا تخجل أن ترى صورتها في أي مكان .

س : أنتشر تناقل الرسائل بالبلوتوث عند الإشارات وغيرها ، ما وجهة نظركم في هذه النقطة بالذات ؟
ج : لو قلت لك أنا أراها خطأ فعندي ثقة تامة أن الناس لن يطبقوا هذا الكلام لا تستطيع أن تقول للناس لا تفتح البلوتوثات في التجمعات العامة، أو لا تفتحها في القطار لكن أقول ينبغي للإنسان أنه يكون عنده نوعاً من التربية الذاتية لنفسه أنه يضبط نفسه ويبتعد عن هذه المحرمات.

س : وهل يمكن أن يستخدم البلوتوث في الدعوة ؟
ج : نعم .. رأيت بلوتوثات هي مقاطع لقراء مؤثرين ، ورأيت مرة مقطعاً لوفاة شاب في ملعب وكان فيها عبرة وأدخل عليها بعض الآيات ، فبعضها قد تكون نافعة .

س : ما هو حق الداعية على الناس ؟
ج: ينبغي للناس أن يتعاملوا مع الداعية على أنه بشر فعندما يرسل لي واحد رسالة مثلاً يكتب فيها إذا لم ترد على سوف أنتحر ، أو يرسل أقسم عليك بالله الذي فطر السماوات والأرض أنك ترد على رسالتي الآن وإلا .. ثم تتصل عليه فإذا هو شاب عنده قضية عادية أو يسألك عن موضوع تافه فأقول للناس رفقا بالدعاة في الاتصال بهم ، وأحياناً يأتيك واحد يمسكك عند المسجد قرابة نصف ساعة لأجل قضية يمكن يختصرها في ثلاث دقائق .

س : الذي قال لك سأنتحر بماذا أجبته ؟
ج : يا أخي هذا أصلاً من ضعف الهمة ، وقلة الثقة في النفس عند الشباب والفتيات .. الشخص المسكين هو الذي استسلم لأخطائه وقنع بقدراته ، وقال : هذا طبعي الذي نشأت عليه ، وتعودت عليه ، ولا يمكن أن أغير طريقتي .. والناس تعودوا علي بهذا الطبع .. أما أن أكون مثل خالد في طريقة إلقائه .. أو أحمد في بشاشته .. أو زياد في محبة الناس له .. فهذا محال ..
أذكر أن رسالة جاءتني على هاتفي الجوال .. نصها : فضيلة الشيخ .. ما حكم الانتحار ؟ فاتصلت بالسائل فأجاب شاب في عمر الزهور .. قلت له : عفواً لم أفهم سؤالك .. أعد السؤال ! فأجاب بكل تضجر : السؤال واضح .. ما حكم الانتحار .. فأردت أن أفاجئه بجواب لا يتوقعه فضحكت وقلت : مستحب .. فصرخ : ماذا ؟! قلت : أقول لك : حكم الانتحار أنه مستحب .. لكن ما رأيك أن نتعاون في تحديد الطريقة التي تنتحر بها .. ؟ فسكت الشاب .. فقلت : طيب .. لماذا تريد أن تنتحر ؟ قال : لأني ما وجدت وظيفة .. والناس ما يحبونني .. وأصلاً أنا إنسان فاشل .. و ..
وانطلق يروي لي قصة مطولة تحكي فشله في تطوير ذاته .. وعدم قدرته على الاستفادة بما هو متاح بين يديه من قدرات ..
لماذا ينظر أحدنا إلى نفسه نظرة دونية ؟ لماذا يلحظ ببصره إلى الواقفين على قمة الجبل ويرى نفسه أقل من أن يصل إلى القمة كما وصلوا .. أو على الأقل أن يصعد الجبل كما صعدوا ..
ومن يتهيب صعود الجبال .. يعش أبد الدهر بين الحفر
جلست يوماً مع شيخ كبير بلغ من الكبر عتياً .. في مجلس عام ، كل من فيه عوام متواضعو القدرات ، وكان الشيخ يتجاذب أحاديث عامة مع من بجانبه .. ولم يكن يمثل بالنسبة لمن في المجلس إلا واحداً منهم له حق الاحترام لكبر سنه .. فقط ..
ألقيت كلمة يسيرة .. ذكرت خلالها فتوى للشيخ العلامة ابن باز ..
فلما انتهيت .. قال لي الشيخ مفتخراً : أنا والشيخ ابن باز كنا زملاء ندرس في المسجد عند الشيخ محمد بن إبراهيم .. وانبلجت أساريره لهذه المعلومة .. كان فرحاً جداً لأنه صاحب رجلاً ناجحاً يوماً من الدهر ..
بينما جعلت أردد في نفسي : ولماذا يا مسكين ما صرت ناجحاً مثل الشيخ ابن باز ؟ ما دام أنك عرفت الطريق لماذا لم تواصل ..؟ لماذا يموت ابن باز فتبكي عليه المنابر .. والمحاريب .. والمكتبات .. وتئن أقوام لفقده ..
وأنت ستموت يوماً من الدهر .. ولعله لا يبكي عليك أحد .. إلا مجاملة .. أو عادة ..!!
فأقول لكل شاب وفتاة : كن بطلاً واعزم من الآن أن تطبق ما تقتنع بنفعه من قدرات .. كن ناجحاً .. اقلب عبوسك ابتسامة .. وكآبتك بشاشة .. وبخلك كرماً .. وغضبك حلماً .. اجعل المصائب أفراحاً .. والإيمان سلاحاً .. استمتع بحياتك .. فالحياة قصيرة لا وقت فيها للغم ..
عفواً يبدو أني خرجت عن الموضوع ..

س : لا .. لا نزال فيه .. وننتقل لموضوع آخر ..
فضيلة الشيخ : هناك نساء يتصلن بالبرامج التلفزيونية وينشرن الأسرار والخلافات الزوجية هل هذا من الإصلاح ؟
ج : إذا كانت السؤال يستفيد منه السامعون كالتعامل بين الزوجين أو سؤال في الطهارة والصلاة فلا بأس ، أما ذكر قضية شخصية أو ذكر اسمها الصريح أو حتى أسمها الأول ويعرف صوتها كثير ممن يشاهدون تلك الحلقة فهذا في تصوري غير مناسب .

س: هل صوت المرأة يعتبر عورة ؟
ج : المرأة صوتها ليس منهياً عن سماعه إلا إذا كان فيه نوع تغنج وإثارة للغريزة أما إذا امرأة تسأل سؤالا جادًا فلا بأس .

س : حتى لو كان على الملأ وفي التلفاز ؟
ج : حتى لو كان على الملأ ، فالنبي صلى الله عليه وسلم خطب بالناس وسألهم سؤالاً معينًا فقامت امرأة من الناس وأجابت فقالت : " يا رسول الله أنهم ليفعلون وإنهن ليفلعن " فانظر كيف تكلمت أمام المجموعة كذلك أسماء بنت يزيد بن السكن عندما سألت النبي صلى الله عليه وسلم أمام الناس عن الجهاد فأجابها .

س: هل هناك برنامج يعوض الجانب هذا إذا قلقنا أنه مثلاً لأمور شخصية ؟
ج : ممكن عن طريق الفاكس أو عن طريق اتصال على الشيخ نفسه بعد ذلك هاتفياً أو تتصل على الإفتاء .

س : ماذا عن بعض البرامج التي يتم فيها مسابقات ما يسمى بالتوب تن "top 10" من الأغاني والمطربين ؟
ج : هذا الجواب فيه واضح نسأل الله العافية ، أنا مرة من المرات في إحدى الثانويات فيها قرابة الألف طالب تكلمت عن التدخين فقلت لهم : يا شباب علبة السجائر كم سجارة فيها ؟ قالوا : عشرين .. عشرين .. قلت : الكرز ( العلبة الكبيرة ) كم بكيت فيه ؟ قالوا : عشرة ، فقلت : يا شباب ما معنى "الله الصمد" ، ولا واحد رفع يده ، ما معنى "والعاديات ضبحا" ، ولا واحد رفع يده ، فقلت : ما هو الذكر الذي تقوله في الصباح وإذا مت قبل المساء دخلت الجنة وإذا قلته المساء ومت قبل الصباح دخلت الجنة ؟ ولا واحد أجاب ، انظر هذه مشكلة حقيقية أن يتوجه الإعلام إلى جعل الناس يتنافسون في معرفة أسماء المغنين أو يعطيه مقطعًا من أغنية ويقول أكمل الأغنية ، أعوذ بالله يا أخي أعطه مقطعًا من آية وقل له : الآية من أي سورة ؟ أعطه أسم صحابي وقل له : أعطنا موقفًا له مع النبي صلى الله عليه وسلم ..

س : عفواً يا شيخ أنا شاب مثلاً أسمع الأغاني وأنت تقول لي لا تسمع الأغاني ، نعم أنا أسمع كلامك ولكن هات لي عوضا عنها هات شيء يعوضني عن سماع الأغاني ؟
ج : ليس بلازم أن أعطيك بديلا لها ، وعموماً مسألة وجود البديل ليست قاعدة شرعية ، ليس كل متعة لازم لها بديل ، وليس كل شيء يكون محرماً يكون هناك بديل له ، الخمر مثلاً أعطني بديلا لها ، لا يوجد بديل ، المخدرات واحد يحشش قال : أعطوني بديلاً ، إيش رأيك ؟ نروح نجيب له حشيش إسلامي! لذلك فالأصل أن الإنسان عبد والعبد يطيع سيده .

س : لو أتينا بالأناشيد الإسلامية كبديل منطقي للأغاني ؟
ج : أنت كنت تريدني أن أقول هذا ، لكني لن أقوله لأنه قد يقول لك الأناشيد الإسلامية ما فيها ألحان ما فيها موسيقى ما فيها أنواع الأورق والعود .

س: انطباعك عن سماع الأناشيد الإسلامية ؟
ج : والله يا أخي الأناشيد كانت سابقاً جيدة وموفقة ينشدها شباب أصواتهم جشه ينتقون ألحانًا جادة وأبياتًا مناسبة وألفاظًا رائعة ، أما الفترة الأخيرة فقد بدأ أكثرها لا تعدو أن يكون مجرد إطراب للسامع ، أكثروا فيها من الآهات والترديدات وأنواع الصدى والخلفيات التي أشبه بالموسيقى ، لدرجة أنك في بعض الأناشيد لولا ثقتك بالمنشد ودينه وإلا لأقسمت أنها موسيقى ، فأقول : الأناشيد يجب أن تعود إلى رونقها وأن لا ننزل كثيراً مع الأناشيد .

س : وهل أنت مع من يقول في الوقت الراهن أن الأناشيد تثبيط للأمة ؟
ج : لا ليست إلى هذا الحد لأن بعض الأناشيد ما زال فيها رونق وجمال وجودة إلقاء ولا يزال بعض المنشدين متميزون .

س : وهل وصل فضيلتكم إلى ما كان يصبو إليه في مجال الدعوة ؟
ج : ههههه كيف ما كان يصبو إليه ؟

س : يعني شيء وددت أن تصل إليه في الدعوة ؟
ج : استغفر الله أنا إنسان مسكين ، يا أخي لكن يعني الأمر مثل ما قال الأول : إذا غامرت في شرف مروم

س : فلا تقنع ..
ج : فلا تقنع بما دون النجوم ، يعني الواحد يكون همته عالية دائماً والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " منهولان لا شبعن يعني جائعاً طالب علم وطالب دنيا فكذلك الداعية لا ينبغي أن يقول مثلا والله أنا اهتدى على يدي عشرة خمسة عشر عشرون خلاص الحمد لله أنا أجلس ببيتي لا إلا أعمل بالدعوة وأعمل بالخير ونصح الناس حتى يأتيك الموت وأنت تدعو إلى الله وتنصح وتذكر بذلك يعقوب عليه والسلام وهو يموت مثل ما قال الله: (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي) (البقرة:133) لا حظ وهو يموت ينبه أولاده على مسألة العبادة والدعوة فكذلك ينبغي لمن كان يقتدي بالأنبياء أن يستمر بدعوته حتى نهاية حياته .

س: هناك بعض المشايخ لا يستطيعون مقابلة الجمهور دائماًَ يغلق بابه أمام أي سائل بحجة التفرغ للدعوة أو للمحاضرات أو للكتابة ؟
ج : هذه تختلف باختلاف الناس فبعض الناس أصلاً لا يحب مخالطة الآخرين ، ليس لأنه داعية أو طبيب أو مهندس إنما لأنه إنسان عادي هذه طبيعته ، لماذا تلزمه بخلاف طبعه ؟!
وكذلك بقية المهارات ليس مهماً أن يجمعها الشخص كلها .. لماذا يلزم الداعية أن يصبح خطيبا مفوهاً ويصبح إعلاميا ناجحا ويصبح مؤلفاً بارزاً لا تلزمه بكل المهارات .
كذلك من لا يحب يخالط الناس يستثقل جلوسهم الطويل عنده لا تلزمه أن يجلس معهم ، يقول : يا جماعة أنا داعية ممكن ألقي محاضرات ممكن أخطب الجمعة لكت تقول لي أجلس مع الناس وأصلح ذات بينهم وأفعل كذا وكذا ليس جميع الدعاة يستطيع أنه يطبق هذا ولا ينبغي ظلمهم في هذه الناحية ونحملهم ما لا يحتملون حتى لا يصل بعد ذلك مرحلة يترك حتى الأشياء التي يستفاد منه فيها .

س : وعن فكرة أقامه مركز استشاري يستقبل مشاكل الناس .
ج : تعني الأمور الاجتماعية ؟

س : نعم ..
ج : هذا جيد ، ويبدو أن بعض الهيئات الخيرية ومراكز الدعوة عندهم شيء من هذا ، هاتف يستقبل أسئلة الناس ، لكن لو وسع هذا المجال ليخفف الضغط على الدعاة .

س/ تقع في بعض الأحيان مواقف لا تنسى ..
نريد أولاً موقفاً وقع في الإعلام ..
ج/ أذكر أني دعيت في ليلة من ليالي شهر رمضان قبل سنتين إلى لقاء مباشر في إحدى القنوات الفضائية ..
كان اللقاء حول أحوال العبادة في رمضان .. وكان انعقاد اللقاء في مكة المكرمة في غرفة بأحد الفنادق مطلة على الحرم .. كنا نتحدث عن رمضان .. والمشاهدون يرون من خلال النافذة التي خلفنا المعتمرين والطائفين خلفنا على الهواء مباشرة ..
كان المنظر مهيباً .. والكلام مؤثراً .. حتى إن مقدم البرنامج رق قلبه وبكى أثناء الحلقة ..
كان الجو إيمانياً .. ما أفسده علينا إلا أحد المصورين !! كان يمسك كاميرا التصوير بيد .. واليد الثانية فيها سيجارة .. وكأنه يريد أن لا تضيع عليه لحظة من ليل رمضان إلا وقد أشبع رئتيه سيجاراً !!
أزعجني هذا كثيراً .. وخنقني وصاحبي الدخان .. لكن لم يكن بد من الصبر .. فاللقاء مباشر .. وما حيلة المضطر إلا ركوبها !!
مضت ساعة كاملة .. وانتهى اللقاء بسلام ..
أقبل إليّ المصور – والسيجارة في يده – شاكراً مثنياً .. فشددت على يده وقلت .. وأنت أيضاً أشكرك على مشاركتك في تصوير البرامج الدينية .. ولي إليك كلمة لعلك تقبلها .. قال : تفضل .. تفضل ..
قلت : الدخان والسجا .. فقاطعني : لا تنصحني .. والله ما فيه فائدة يا شيخ ..
قلت : طيب اسمع مني .. أنت تعلم أن السجاير حرام وأن الله يقول .. فقاطعني مرة أخرى : يا شيخ لا تضع وقتك .. أنا مضى لي أكثر من أربعين سنة وأنا أدخن .. الدخان يجري في عروقي .. ما فيه فااائدة .. كان غيرك أشطر !!
قلت : يعني ما فيه فائدة ؟!!
فأحرج مني وقال : ادع لي .. ادع لي ..
فأمسكت يده وقلت : تعال معي ..
قلت تعال ننظر إلى الكعبة ..
فوقفنا عند النافذة المطلة على الحرم .. فإذا كل شبر فيه مليء بالناس .. ما بين راكع وساجد .. ومعتمر وباك .. كان المنظر فعلاً مؤثراً ..
قلت : هل ترى هؤلاء ؟
قال : نعم ..
قلت : جاؤوا من كل مكان .. بيض وسود .. عرب وأعاجم .. أغنياء وفقراء ..كلهم يدعون الله أن يتقبل منهم ويغفر لهم ..
قال : صحيح .. صحيح ..
قلت أفلا تتمنى أن يعطيك الله ما يعطيهم ؟ قال : بلى ..
قلت : ارفع يديك .. وسأدعو لك .. أمن على دعائي ..
رفعت يدي وقلت : اللهم اغفر له .. قال : آمين .. قلت : اللهم ارفع درجته واجمعه مع أحبابه في الجنة .. اللهم ..
ولا زلت أدعو حتى رق قلبه وبكى .. وأخذ يردد : آمين .. آمين ..
فلما أردت أن أختم الدعاء .. قلت : اللهم إن ترك التدخين فاستجب هذا الدعاء وإن لم يتركه فاحرمه منه ..
فانفجر الرجل باكياً .. وغطى وجهه بيديه وخرج من الغرفة ..
مضت عدة شهور .. فدعيت إلى مقر تلك القناة للقاء مباشر ..
فلما دخلت المبنى فإذا برجل بدين يقبل عليَّ ثم .. يسلم علي بحرارة .. ويقبل رأسي .. وينحني على يدي ليقبلها .. وهو متأثر جداً ..
فقلت له : شكر الله لطفك .. وأدبك .. وأقدر لك محبتك .. لكن اسمح لي فأنا لم أعرفك ..
فقال : هل تذكر المصور الذي نصحته قبل سنتين ليترك التدخين ؟!
قلت : نعم ..
قال : أنا هو .. والله يا شيخ إني لم أضع سيجارة في فمي منذ تلك اللحظة ..

س/ هذا رائع .. نريد موقفاً آخر في الدعوة عموماً ..
ج/ سأعطيك موقفاً وقع مع بعض الصغار ..
ألقيت يوماً محاضرة عن الصلاة لطلاب صغار في مدرسة ..
فسألتهم عن حديث حول أهمية الصلاة .. فأجاب أحدهم .. قال صلى الله عليه وسلم : بين الرجل وبين الكفر أو الشرك ترك الصلاة ..
أعجبني جوابه .. ومن شدة الحماس نزعت ساعة يدي وأعطيته إياها ..
وكانت – عموما – ساعة عادية كساعات الطبقة الكادحة ..!
كان هذا الموقف مشجعاً لذلك الغلام .. أحب العلم أكثر .. وتوجه لحفظ القرآن .. وشعر بقيمته ..
مضت الأيام .. بل السنين .. ثم في أحد المساجد تفاجأت أن الإمام هو ذلك الغلام .. وقد صار شاباً متخرجاً من كلية الشريعة .. ويعمل في سلك القضاء بأحد المحاكم .. لم أذكره وإنما تذكرني هو ..
وخرجت ليلة من إحدى الولائم .. فإذا شاب مشرق الوجه يسلم علي بحرارة بي ويذكرني بموقف لطيف وقع لي معه في محاضرة ألقيتها في مدرسته لما كان غلاماً صغيراً ..

س/ من الملاحظ أن كثيراً من الناس اليوم يتكلم في مسائل الدين ، من خلال المسموع أو المقروء .. ما رأي الدكتور العريفي في ذلك ؟
ج/ صدقت .. في الواقع أننا في زمن بدأ يتكلم في مسائل الدين بعض من لا يحسن سواء من خلال الجرأة على لإفتاء نفسه أو غيره ، أو من خلال الكتابة عن مسائل الدين في الجرائد والمجلات بناء على وجهات نظر شخصية غير مبنية على علم شرعي راسخ ..
أذكر لما كنت شاباً – وأظنني لا أزال كذلك – أعني لما كنت في أوائل الدراسة الثانوية .. أقبل علينا ضيف ثقيل .. لا أدري هل أكمل دراسته الابتدائية أم لا ؟ لكن الذي أجزم به أنه يقرأ ويكتب ..
وكنت مشغولاً وقت دخوله بمسألة شرعية لم أجد لها جواباً ..
وضعت له ما يوضع للضيف من قِرى .. ثم تناولت الهاتف وجعلت أكرر الاتصال بالشيخ ابن باز رحمه الله لسؤاله عنها .. لم أجد الشيخ ..
فلما رآني صاحبي منشغلاً إلى هذا الحد .. سألني : بمن تتصل ..
قلت : بالشيخ ابن باز .. عندي استفتاء مهم ..
فبدرني قائلاً بكل ثقة : سبحان الله .. ابن باز .. وأنا موجود ؟!!

س/ نظرة الشيخ العريفي للغناء ..
أسأل الله تعالى أن يفتح على قلوب جميع المغنين .. ووالله لو كان ما يسمع من حسن أصواتهم هو بقراءة القرآن .. لأفلحوا ..
بالله عليك .. هل سمعت مغنياً غنى يوماً في التحذير من الزنا ؟ أو الأمر بغض البصر ؟ أو حفظ أعراض المسلمين ؟!! أو الحث على صلاة الفجر في المسجد ؟ كلا.. ما تكاد تسمع فيها إلا الحبَّ والغرام.. إضافة إلى ما في كثير من ألفاظ الأغاني من الكلمات المحرمة ..
مثل قول أحدهم :: الله أمر .. لعيونك أسهر .. سبحان الله قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله مالا تعلمون ..وقول آخر : صبرت صبر أيوب .. وأيوب ما صبر صبري ..
وقول ثالث :ليه القسوة ؟ ليه الظلم ؟ ليه يا رب ليه ؟ يعني يتهم الله بالقسوة والظلم !!
وقول رابع : يا تعيش وإياي في الجنة .. يا أعيش وإياك في النار .. بطلت أصوم وأصلي .. بدّي أعبد سماك .. لجهنم ماني رايح إلا أنا وإياك ..

س/ ما شاء الله يا شيخ .. سامعها ..!!
ج/ لا والله .. لكن هذه الألفاظ نقلها إليَّ بعض الشباب ..

س/ ما نظرة الشيخ العريفي للحب ؟
ج/ أذكر أني ألقيت مرة محاضرة عن العشق .. فكتب إليَّ أحد العاشقين .. رسالة يلومني فيها على إثارة هذا الموضوع .. وسطر فيها أبياتاً بلهجته العامية ..

لو يتداوى كل يا شيخ من حبّ * وش لون ابلقى لي وليف نصوحي
لي صاحب بالحب شاطر مدرب * ما اظن من شافه يصد ويروحي
عن الهوى لا تنشد إلا مجرب * تلقى دوى العشاق كان انت توحي
وانت لو انك يالعريفي تكهرب * في حب مجمول شحوح مزوحي
كان اعترفت وقمت يا شيخ تقلب * عنوان درسك بالعنا والجروحي

وعموماً .. أسباب المحبة كثيرة .. فقد تحب أحداً لأنه حافظ للقرآن .. أو داعياً إلى الله .. فهذه المحبة لله .. والمتحابون في الله.. يوم القيامة يكونون على منابر من نور يغبطهم عليها الأنبياء والشهداء ..
وقد تحب شخصاً .. لجمال وجهه .. أو رقة كلامه .. أو تغنجه ودلاله .. دون أن تنظر إلى صلاحه وطاعته لله .. فهذه المحبة لغير الله .. ولا تزيد من الله إلا بعداً .. قال الله : { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوٌ إلا المتقين } ..
فينبغي أن نجعل المحبة مضبوطة بضوابط الشريعة ، وأن يحذر الشاب من التلاعب بمشاعر الفتيات ، أو التعرض لهن بالحرام ، والفتاة ينبغي أن تكون عاقلة وتحافظ على عرضها ..

×من موقع صيد الفوائد.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

Valentine – في الاسلام

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أحبتي غدا كما يسمونه هو عيد الحب أو كما يسمونه الفلنتين

أخواتي العزيزات نحن كمسلمين ليس لنا إلا عيدين فقط

عيد الفطر و عيد الاضحى

أما أننا نتبع الهيود و النصارى و نتبع أعيادهم

طيب ليه هم كمشركين ما يحتفلون ولا يعلمون أن عندنا عيد

لماذا نحن نتبعهم حذو القذة بالقذه لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه …

و الله مصيبه أن من يتبعهم أنه قمة المصخره ..

ترى الاسلام كله حب

اليوم و بكره و بعد بكره و طول السنه نحن عندنا مسلمين …

فقط أقول أتقوا الله و أتركوا عنكم هذه الاحتفالات و تذكروا أخوان لكم

تحت الرصاص و دائهم أغرقت أرضهم و أصبحت ممطوره بالدماء

فتوى شرعية للعلامة و الفقيه الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ

حيث سئل عن الاحتفال بما يسمى (عيد الحب) و المشاركة فيه، فأجاب رحمه الله:

الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه:

الأول: انه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة.

الثاني: انه يدعو إلى العشق و الغرام.

الثالث: انه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح رضي الله عنهم.

فلا يحل أن يُحْدَث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد، سواء كان في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك.

و على المسلم أن يكون عزيزا بدينه، و ان لا يكون إمعة يتبع كل ناعق.

أسأل الله تعالى أن يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن، وان يتولانا بتوليه وتوفيقه.

——————————
لا حب يعلو فوق حب الله♥ Sorry V̶a̶l̶e̶n̶t̶i̶n̶e̶ D̶a̶y̶ ! I’m muslim

عذراآ فربي ورسوله هما من احبهما ..
عذراآ فــليس للمسلمين سوى عيدين ،،
عذرآ فـانا اخشى غضب من في السماء ،،

تـقـبـلـوا تـحيـاتـي وخيـتـكـم :

رووووح خاواها الشموخ

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

أسباب عذاب القبر – شريعة اسلامية

تلك هي الحقيقة التي لا ممارة فيها، ولا مجال لتكذيبها، أن يكون للكافرين والعصاة من المسلمين نصيبٌ من أهوال الحياة البرزخيّة وآلامها، جزاءً من ربّك على الذنوب والمعاصي التي ارتكبوها، فنعوذ بالله أن نكون منهم.

ولعذاب القبر أسباب بيّنها الله ورسوله لتحذير العباد من الوقوع فيها، نُجملها فيما يلي:
أولاً: الكفر بالخالق وجحوده، والكفر كما هو معلومٌ رأس كل خطيئة وأعظم ما عصي الله تعالى به، ولئن كانت كلّ الذنوب داخلةٌ تحت المشيئة بين العفو والمجازاة، فإن الكفر لا يغفره الله أبداً مهما قدّم صاحبه من الأعمال الحسنة، وفي القرآن الكريم: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما} (النساء:48)، ومقتضى ذلك أن يكون للكافر نصيبٌ من العذاب، ومبدأ ذلك حاصلٌ في القبر، وقد دلّت الآيات على هذا المعنى بخصوصه، قال تعالى: {ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق* ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد}(الأنفال:50-51)، وهذا العذاب المذكور في الآية من ضرب الوجوه والأدبار دون العذاب الأكبر يوم القيامة وقبله، يؤيّده ما جاء في الآية الأخرى: {فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم}(محمد:27)، يقول الإمام ابن كثير: "كيف حالهم إذا جاءتهم الملائكة لقبض أرواحهم وتعصت الأرواح في أجسادهم، واستخرجتها الملائكة بالعنف والقهر والضرب.
وفي الحديث الشهير المروي عن البراء بن عازب رضي الله عنه، والذي يبين فيه حال العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، وفيه: (فينادي مناد من السماء أن كذب، فافرشوا له من النار، وافتحوا له باباً إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه) رواه أحمد، فأثبت الحديث تسبّب الكفر بعذاب القبر .
وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: بينما النبي -صلى الله عليه وسلم- في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه، إذ حادت به فكادت تلقيه، وإذا أقبرُ ستة أو خمسة أو أربعة فقال:(من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟) فقال رجل: أنا، قال: (فمتى مات هؤلاء؟) قال: ماتوا في الإشراك، فقال: (إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا، لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه). ثم أقبل علينا بوجهه، فقال: (تعوذوا بالله من عذاب القبر)قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر. رواه مسلم.
والحديث يرينا أن الدابّة التي ركب عليها النبي –صلى الله عليه وسلم- أحسّت بالعذاب الذي يتعذّب به المشركون حتى كادت أن تُلقي النبي عليه الصلاة والسلام من على ظهرها لشدّة نفورها وانزعاجها.

ثانيا: النفاق، والعمدة في إثبات ذلك قوله تعالى: { وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم} (التوبة:101)، وأغلب ما ورد من أقوال المفسّرين أن إحدى المرّتين هو عذابهم في البرزخ قبل الآخرة، كما ورد عن قتادة وابن جريح وأبي مالك وغيرهم.

ثالثا: عدم التنزه من البول والنميمة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر رسول الله – صلى الله عليه وسلم- على قبرين، فقال: (أما إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله)، فدعا بعسيبٍ رطب فشقه باثنين، ثم غرس على هذا واحداً وعلى هذا واحداً ثم قال: (لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا) متفق عليه واللفظ لمسلم، والمعنى أن أحدهما كان لا يستر جسده ولا ثيابه من مماسة البول فيصيبه شيءٌ منه، ثم هو يٌصلّي بثيابٍ نجسه، فكان تركه لتمام الطهارة الحسيّة سبباً لبطلان صلاته، ولذلك استحقّ العذاب في القبر.

وأما الآخر فقد عُذّب بسبب النميمة، ولا عجب فالنميمة بما فيها من نقلٍ للكلام بين الناس على جهة الإفساد سببٌ لانعدام الثقة في المجتمع، وكم قُطِّعت من أرحام، وأثيرت من ضغائن، وهدّمت من بيوت، واشتعلت من فتن، بسبب هذه البليّة.

رابعاً: الغيبة: ورد فيها حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال: بينا أنا أماشي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بيدي، ورجلٌ عن يساره، فإذا نحن بقبرين أمامنا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، وبلى، فأيكم يأتيني بجريدة؟)فاستبقنا، فسبقته، فأتيته بجريدة، فكسرها نصفين، فألقى على ذا القبر قطعة، وعلى ذا القبر قطعة، وقال: (إنه يهون عليهما ما كانتا رطبتين، وما يعذبان إلا في البول، والغيبة ) رواهأحمد، ويُحتمل أن تكون هذه الواقعة تختلف عن الواقعة السابقة، والتي أخبر فيها النبي عليه الصلاة والسلام أن صاحب القبر عُذّب بسبب النميمة، لكن الظاهر اتحاد القصّة كما ذكر الحافظ ابن حجر.

الخامس: الغلول، وهو ما أخفي من الغنيمة عن القسمة، جاء فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: افتتحنا خيبر، ولم نغنم ذهباً ولا فضة، إنما غنمنا البقر والإبل والمتاع والحوائط، ثم انصرفنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى وادي القرى، ومعه عبدٌ له يقال له مدعم، فبينما هو يحط رحل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ جاءه سهم عائر، حتى أصاب ذلك العبد، فقال الناس: هنيئاً له الشهادة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (بل، والذي نفسي بيده، إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من المغانم، لم تصبها المقاسم، لتشتعل عليه نارا) فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي -صلى الله عليه وسلم- بشراك أو بشراكين، فقال: هذا شيء كنت أصبته، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (شراك أو شراكان من نار)رواه البخاري، والشملة هي الكساء الذي يلتحف به الرجل، والشراك هو السيور الذي يشدّ به النعال، والمقصود أن الحديث بيّن أن الغلول سببٌ من الأسباب المستوجبة للعذاب في القبر، ولذلك أوردها الإمام البيهقي في كتابه المتعلّق بإثبات عذاب القبر، وبوّب على الحديث بقوله : " باب ما يخاف من عذاب القبر في الغلول".

سادساً: عدم نصرة المظلوم، عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أٌمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة، فلم يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدة واحدة، فجلد جلدة واحدة، فامتلأ قبره عليه ناراً، فلما ارتفع عنه قال: علام جلدتموني؟، قالوا: إنك صليت صلاة بغير طهور, ومررت على مظلوم فلم تنصره) رواه الطحاوي في مشكل الآثار، وصدق الإمام القسطلاني إذ قال: " إن كان هذا حال من لم ينصره، فكيف من ظلمه؟".

سابعا: الكبر والخيلاء، خصوصاً إذا كان في المشية واللباس الطويل ونحوهما: ودليله ما رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : (بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خُسف به، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة ) راوه البخاري، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (بينا رجل يتبختر في حُلّة، معجب بجمّته –أي بشعره-، قد أسبل إزاره، إذ خسف الله به، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة) رواه مسلم، والمعنى أنه يُخسف به في القبر ويغوص في باطن الأرض بحركةٍ تُحدث جلبةً وأصواتاً لا يسمعها البشر، ويظلّ على هذه الحال من العذاب والخسف إلى يوم القيامة.

ثامناً: الكذب، ففي حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : (..فانطلقنا، فأتينا على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلّوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل المرة الأولى) قلت: (سبحان الله! ما هذان؟)فكان الجواب كما في آخر الحديث: (إنه الرجل يغدو من بيته، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق) رواهالبخاري ومعنى يشرشر : أي يقطع، والشدق: هو جانب الفمّ.
والحديث يبيّن خطورة الكذب، ولما كانت أعضاء الكاذب من عينه وأنفه تساعده على ترويج باطله وقعت المشاركة بينهم في العقوبة كما ذكر الإمام ابن هبيرة .

تاسعا: هجر القرآن بعد تعلُّمه، والنوم عن الصلاة المكتوبة: ففي حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال في رؤياه: (أتاني الليلة آتيان، وإنهما ابتعثاني، وإنهما قالا لي انطلق، وإني انطلقت معهما، وإنا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه، فيتدهده الحجر ها هنا، فيتبع الحجر فيأخذه، فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى، قلت لهما: سبحان الله ما هذان؟) فكان الجواب كما في آخر الحديث: (أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة) رواه البخاري، ومعنى يثلغ رأسه: أي يشقّه، ويتدهده: يتدحرج.
وقد تعلّق العذاب السابق بأمرين، كان الأوّل منهما: الأخذ بالقرآن ثم رفضه، والمقصود بذلك كما ذكر بعض العلماء أن يرفض تلاوته حتى ينساه، أو أن يرفض العمل به، قال الإمام ابن هبيرة: "رفض القرآن بعد حفظه جناية عظيمة ؛ لأنه يوهم أنه رأى فيه ما يوجب رفضه ، فلما رفض أشرف الأشياء وهو القرآن عوقب في أشرف أعضائه وهو الرأس ".
وأماالنوم عن الصلاة المكتوبة فهو ما يكون على وجه العمد والإعراض عن القيام بها في وقتها، لاسيما صلاة الصبح ، لأن الله تعالى أكّد المحافظة عليها، وفيها تجتمع الملائكة، وأما من نام من غير تفريط وإصرارعلى الترك، فهو خارج من هذا الوعيد والله أعلم.

عاشراً: أكل الربا، فقد جاء في حديث سمرة رضي الله السابق: (فانطلقنا، فأتينا على نهر أحمر مثل الدم، وإذا في النهر رجل سابح يسبح، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح، ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة، فيفغر له فاه فيلقمه حجراً فينطلق يسبح، ثم يرجع إليه، كلما رجع إليه فغر له فاه فألقمه حجراً، فقلت لهما: ما هذان؟) فكان الجواب كما في آخر الحديث: (وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجر، فإنه آكل الربا) رواه البخاري.
ووجه المناسبة بين الذنب والعقوبة، ما ذكره الإمام ابن هبيرة بأن آكل الربا عوقب بسباحته في النهر الأحمر وإلقامه الحجارة؛ لأن أصل الربا يجري في الذهب؛ والذهب أحمر؛ وأما إلقام الملك له الحجر؛ فإنه إشارة إلى أنه لا يغني عنه شيئا؛ وكذلك الربا فإن صاحبه يتخيل أن ماله يزداد؛ والله من ورائه يمحق الربا.

الحادي عشر: الزنا، فمن المشاهد المذكورة في حديث سمرة رضي الله عنه : (..فانطلقنا، فأتينا على مثل التنور، فإذا فيه لغطٌ وأصوات، فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا، فقلت لهما: ما هؤلاء؟ ) فكان الجواب كما في آخر الحديث: (وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور، فإنهم الزناة والزواني) رواه البخاري، ومعنى (ضوضوا): أي صاحوا، واللغط: هي الأصوات المختلطة التي لا تُفهم.
ويلوح للمتأمّل وجه الملاءمة بين العقوبة والذنب، فقد عوقبوا بالتنوّر لتتقابل نار الجحيم بهيجان الشهوة ونيرانها، والتي جرّأتهم على مقارفة الذنب، وحُشروا في التنّور عراة لاستحقاقهم أن يفضحوا لأن عادتهم أن يستتروا في الخلوة فعوقبوا بالهتك ، والحكمة في إتيان العذاب من تحتهم كون جنايتهم من أعضائهم السفلى.

الثاني عشر: أمر الناس بالبر وعدم الامتثال له، وفيه حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( رأيت ليلة أسري بي رجالاً تُقرض شفاههم بمقاريض من نار، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ فقال : الخطباء من أمتك يأمرون الناس بالبرّ وينسون أنفسهم ، وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون ؟! ) رواه أحمد، وتُقرض بمعنى تُقطّع. وعند البيهقيفي شعب الإيمان: (خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون ، ويقرءون كتاب الله ولا يعملون به).

والذمّ المتوجّه في النصين السابقين لا يتعلّق بالأمر بالبرّ كما يتوهّم البعض، وإنما محطّ الإنكار مذكورةٌ في قوله عليه الصلاة والسلام: (وينسون أنفسهم)، فكان التوبيخ على المباينة الحاصلة بين الأقوال والأفعال، والاستنكار على علومهم المقرونة بترك أعمالهم، كما قال عزّ وجل: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون} (البقرة:44)، وفي آيةٍ أخرى:{كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} (الصف: 3).

الثالث عشر:الإفطار في رمضان من غير عذر، وفيه حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : ( بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان ، فأخذا بضبعيَّ ، وأتيا بي جبلاً فقالا لي : اصعد . فقلت : إني لا أطيقه . فقالا : إنا سنسهله لك، فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل، إذا أنا بأصوات شديدة، فقلت : ما هذه الأصوات ؟ قال : هذا عواء أهل النار، ثم انْطُلق بي، فإذا بقوم معلقين بعراقيبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دماً، قلت: من هؤلاء؟ قال: هم الذين يفطرون قبل تحلة صومهم) رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكمفي مستدركه، والضبعين: العضدين، والشدق: جانب الفم.

وبالجملة فإن عذاب القبر مقدّمةٌ للعذاب الأخروي، وما يُقدّره الله تعالى من العقوبة إنما هو أثر من آثار غضب الله وسخطه على عبده: " فمن أغضب الله وأسخطه في هذه الدار، ثم لم يتب ومات على ذلك، كان له من عذاب البرزخ، بقدر غضب الله وسخطه عليه، فمستقل ومستكثر، ومصدق ومكذّب" .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

لا تحزن – شريعة اسلامية

موضوع ان شاء الله يفيد الجميع

اضغط هنا للتحميل

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

أول الأعمال بالأسلام……. ……… …….. في الاسلام

بسم

الله الرحمن الرحيم
والصلات والسلام على أشرف الأمبياء والمرسلين سيد الأولين والآخرين
سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلات وأتم التسليم

أول من آمن من النساء والرجال000هي السيدة خديجة بنت خويلد

أول من أسلم من الصبيان000هو علي بن أبي طالب فقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- إذا حضرت الصلاة خرج الى شعاب مكة ، وخرج علي معه ( وهو ابن عشر سنين ) مستخفياً من أبيه وسائر قومه ، فيصليان الصلوات معا ، فإذا أمسيا رجعا000

أول من أسلم من الرجال الأحرار000هو أبو بكر الصديق يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت له عنه كَبْوَة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عَتّم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه )000

أول من جهر بالقرآن الكريم في مكة000هو عبد الله بن مسعود فأمام سادات قريش رفع صوته الحلو المثير بقوله تعالى (الرحمن ، علم القرآن خلق الإنسان ، علمه البيان )000حتى وصل فيها الى ما شاء الله000فضربه كفار قريش حتى غشي عليه000ولما أفاق استأذن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعود لما كان منه الليلة التالية000

أول شهيدة في الإسلام000هي سمية بنت خُبّاط ( أم عمّار )0

أول خطيب دعا الى الله000هو أبوبكر الصديق فعندما بلغ عدد المسلمين تسعة وثلاثين رجلاً ، ألح أبو بكر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الظهور فقال الرسول ( يا أبا بكر إنّا قليل )000فلم يزل يلح حتى ظهر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتفرّق المسلمون في نواحي المسجد ، وقام أبو بكر خطيباً ورسول الله جالس ، فكان أول خطيب دعا الى الله عزّ وجل والى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين ، فضربوهم ضربا شديدا ، ووُطىءَ أبو بكر ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة ، فجعل يضربه بنعلين مخصوفين ، وأثّر على وجه أبي بكر حتى لا يعرف أنفه من وجهه000

أول سيف شهر في الإسلام000هو سيف الزبير بن العوام ففي أيام الإسلام الأولى سرت شائعة بأن الرسول الكريم قد قتل ، فما كان من الزبير إلا أن استل سيفه وامتشقه ، وسار في شوارع مكة كالإعصار ، وفي أعلى مكة لقيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فسأله ماذا به ؟000فأخبره النبأ000 فصلى عليه الرسول ودعا له بالخير ولسيفه بالغلب 000

أول دار للدعوة الى الإسلام000هي دار الأرقم بن أبي الأرقم كانت داره على الصفا ، وهي الدار التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يجلس فيها في الإسلام ، وبقي الرسول الكريم يدعو الى الإسلام في دار الأرقم حتى تكاملوا أربعين رجلاً ، خرجوا يجهرون بالدعوة الى الله000

أول من هاجر الى الحبشة000هو عثمان بن عفان مع زوجته رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وقد روي عن رسول الله أن عثمان لأول من هاجر الى الله بأهله بعد لوط000

أول من هاجر الى الحبشة من بني مخزوم000هو أبو سلمة بن عبد الأسد ، معه امرأته أم سلمة بنت أبي أمية

أول مواليد الحبشة000هو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب

أول دم هريق في الإسلام000في بداية الدعوة وبينما سعد بن أبي وقاص في نفر من الصحابة في شعب من شعاب مكة ، إذ ظهر عليهم نفر من المشركين وهم يصلون ، فناكروهم وعابوا عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم ، فضرب سعد يومئذ رجلاً من المشركين بلحي بعير فشجه فكان أول دم هريق في الإسلام000

أول سفير بالإسلام000هو مصعب بن عمير فقد اختاره الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليكون سفيره الى المدينة ، يفقه الأنصار ويعلمهم دينهم ، ويدعو الجميع الى الإسلام ، ويهيأ المدينة ليوم الهجرة العظيم ، مع أنه كان هناك من يكبره سنا وأقرب للرسول منه ، وحمل مصعب -رضي الله عنه- الأمانة مستعينا بما أنعم الله عليه من عقل راجح وخلق كريم ، فنجح بمهمته ودخل أهل المدينة بالإسلام واستجابوا لله ولرسوله000

أول من شيّد مسجد000هو عثمان بن عفان

أول من اتخذ في بيته مسجداً يُصلي فيه000هو عمّار بن ياسر

أول الأنصار إسلاماً000هو أسعد بن زرارة الأنصاري خرج أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس إلى مكة يتنافران الى عتبة بن ربيعة ، فسمعا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأتياه فعرض عليهما الإسلام ، وقرأ عليهما القرآن ، فأسلما ولم يقربا عتبة بن ربيعة ، ورجعا الى المدينة فكانا أول من قدم بالإسلام بالمدينة000

أول من ضرب على يد الرسول ليلة العقبة الثانية000هو البراء بن معرور أخذ البراء بيد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال ( نعم والذي بعثك بالحق نبياً ، لنَمنعَنّك مما نمنـع منه أُزُرَنا فبايعنا يا رسول الله ، فنحن واللـه أبناء الحروب ، وأهـل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر )000

أول المهاجرات الى المدينة000هي أم سلمة بنت أبي أمية

أول دار سكنها رسول الله في المدينة000هي دار أبي أيوب الأنصاري فقد قدم الرسول -صلى الله عليه وسلم- المدينة يوم الجمعة ، وسار وسط جموع المسلمين وكل منهم يريد أن أن ينزل الرسول الكريم عنده ، فيجيبهم باسما شاكرا لهم :" خلوا سبيلها فانها مأمورة "000حتى وصلت ناقته الى دار بني مالك بن النجار فبركت ، فلم ينزل الرسول -صلى الله عليه وسلم- فوثبت الناقة ثانية ، فسارت غير بعيد ثم التفتت الى خلفها فرجعت وبركت مكانها الأول ، فنزل الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وتقدم أبو أيوب الأنصاري فرحا مبتهجا ، وحمل رحل الرسول -صلى الله عليه وسلم- فوضعه في بيته فأقام الرسول الكريم في بيت أبي أيوب الأنصاري حتى بني له مسجده ومسكنه000

أول مواليد المدينة000هو عبد الله بن الزبير فقد كان جنينـا في بطن أمه أسمـاء بنت أبي بكر ، وهي تقطع الصحراء اللاهبـة مغادرة مكة الى المدينة على طريق الهجـرة العظيـم ، وما كادت تبلغ ( قباء ) عند مشارف المدينة حتى جاءها المخاض ونزل المهاجر الجنين أرض المدينة في نفس الوقت الذي كان ينزلها المهاجرون من الصحابة ، وحُمِل المولود الأول الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقبّله وحنّكه ، فكان أول ما دخل جوف عبـد اللـه ريق الرسول الكريم ، وحمله المسلمون في المدينة وطافوا به المدينة مهلليـن مكبرين فقد كَذَب اليهـود وكهنتهم عندما أشاعـوا أنهم سحروا المسلمين وسلّطوا عليهم العقـم ، فلن تشهد المدينة منهم وليدا جديدا ، فأبطل عبـد الله إفك اليهـود وكيدهـم000

أول المهاجرين وفاة بالمدينة000هو عثمان بن مظعون

أول المهاجرين دفناً بالبقيع000هو عثمان بن مظعون

أول من خطّ المفصّل000هو عثمان بن عفان

أوَّل من عدا به فرسه في سبيل الله000هو المقداد بن الأسود

أول سرية خرج فيها المسلمون للقاء العدو كان أميرها 000هو حمزة بن عبد المطلب

أول من رمى سهم000هو سعد بن أبي وقاص بعثه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في سرية عبيدة بن الحارث الى ماء بالحجاز أسفل ثنية المرة فلقوا جمعا من قريش ولم يكن بينهم قتال ألا أن سعد قد رمى يومئذ بسهم فكان أول سهم رمي به في الاسلام000

أول راية عقدها رسول الله لأحد من المسلمين كانت لـ000 حمزة بن عبد المطلب

أول مؤذن للإسلام000هو بلال بن رباح الحبشي

أول من سنّ ركعتين عند القتل000هو خبيـب بن عـدي وذلك أنه صلى ركعتين وأحسنهما قبل أن يرفعـه المشركـون على خشبة ويصلبوه ويقتلوه ( يوم الرجيع )000

أول مسلمة قتلت يهودياً 000هي صفيّـة بنت عبـد المطلـب ففـي غزوة الخنـدق كان لها موقـف لا مثيل له في تاريخ نسـاء البشر000وذلك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمّا خرج الى الخندق ، جعل نساءَه في أطُمٍ يقال له فارع ، وجعل معهن حسان بن ثابت وهو يناهز الستين من العمر ، فجاء انسان من اليهـود ، فرقي في الحصْن حتى أطلّ عليهم000قالت صفية ( فقمت إليه فضربته حتى قطعـتُ رأسـه ، فأخذتُ رأسـه فرميـت به عليهم )000فقالـوا ( قد علمنا أن هذا لم يكـن ليترك أهلـه خُلواً ليـس معهم أحـد )000فتفرّقوا000

أوّل مَنْ أحدث المصافحة000هم الأشعريون وذلك عند قدومهم المدينة وفيهم أبو موسى الأشعري ، الذي اتفق مع فتح خيبر وعودة جعفر بن أبي طالب ، فلمّا دَنَوْا من المدينـة جعلوا يرتجـزون يقولـون ( غداً نلقى الأحبّـة ، محمّـداً وحِزبـه )000 فلمّا قدمـوا تصافحـوا ، فكانوا هم أوّل مَنْ أحدث المصافحة000

أول من يدخل الجنة من أمة محمد000هو أبوبكر الصديق فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم ( أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي )000

أول من ختم القرآن في ركعة000هو عثمان بن عفان

أول من أسْرَج السِّراج في المسجد000هو تميم بن أوس

أول معركة عسكرية بين المسلمين والروم000هي غزوة مؤتة

أول خليفة في الإسلام000هو أبوبكر الصديق فبعد وفاة الرسول الكريم بويع أبوبكر بالخلافة في سقيفة بني ساعدة 000

أول من جمع المصحف الشريف000هو أبوبكر الصديق

أول من أقام للناس حجّهم000هو أبوبكر الصديق في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبعد وفاته000

أول من لقب بأمير المؤمنين000هو عمر بن الخطاب

أول من جمع الناس لقيام رمضان000هو عمر بن الخطاب وذلك في رمضان سنة ( 14 هـ )000

أول من كتب التاريخ من الهجرة 000هو عمر بن الخطاب وذلك في شهر ربيع الأول سنة ( 16 هـ ) 000

أول من عسّ في عمله000هو عمر بن الخطاب فكان يتفقد رعيته في الليل000

أول من ألقى الحصى في المسجد النبوي 000هو عمر بن الخطاب فقد كان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم ، فأمر عمر بالحصى فجيء به من العقيق ، فبُسِط في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-000

أول من أخرج اليهود وأجلاهم من جزيرة العرب الى الشام000هو عمر بن الخطاب

أول من قصّ القصص في عهد عمر000هو تميم بن أوس الدَّاري

أول من وضع ديوان البصرة000هو المغيرة بن شعبة

أول من أنشأ أسطولاً بحرياً000هو عثمان بن عفان فقد أنشـأ الأسطول الإسلامـي لحماية الشواطـيء الإسلامية مـن هجمات البيزنطييـن000

أول من دُفِنَ بظهر الكوفة من الصحابة000هو خبّاب بن الأرت فقد كان الناس يدفنون موتاهم في أفنيتهم ، وعلى أبواب دورهم ، فلمّا رأوا خباباً أوصى أن يدفن بالظهر ، دفن الناس000

أول من كسا الكعبة بالديباج000هو عبد الله بن الزبير

م ن ق و ل
لكم
للأستفادة

أخووكم

Muses

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

الحكمة من إيجاب الصوم – في الاسلام


سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: عن الحكمة من إيجاب الصوم؟

فأجاب فضيلته بقوله: إذا قرأنا قول الله عز وجل: {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } عرفنا ما هي الحكمة من إيجاب الصوم، وهي التقوى والتعبد لله سبحانه وتعالى، والتقوى هي ترك المحارم، وهي عند الإطلاق تشمل فعل المأمور به وترك المحظور، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه». وعلى هذا يتأكد على الصائم القيام بالواجبات وكذلك اجتناب المحرمات من الأقوال والأفعال، فلا يغتاب الناس ولا يكذب، ولا ينم بينهم، ولا يبيع بيعاً محرماً. ويجتنب جميع المحرمات، وإذا فعل الإنسان ذلك في شهر كامل فإن نفسه سوف تستقيم بقية العام. ولكن المؤسف أن كثيراً من الصائمين لا يفرقون بين يوم صومهم ويوم فطرهم، فهم على العادة التي هم عليها من ترك الواجبات وفعل المحرمات، ولا تشعر أن عليه وقار الصوم، وهذه الأفعال لا تبطل الصوم، ولكن تنقص من أجره، وربما عند المعادلة ترجح على أجر الصوم فيضيع ثوابه.
أجاب عليه العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

طريقة سهلة لعلاج المعاصي والذنوب والأحزان – شريعة اسلامية

[BACKGROUND="100 #CCCCCC"]

طريقة سهلة لعلاج المعاصي والذنوب والأحزان

مَن منّا لم يعصي الله ذات يوم؟ ومن منا لم يشعر بالذنب أو الإحباط أو الحزن في يوم من الأيام؟ ولكن ما هو العلاج؟….

إخوتي وأخواتي: هذه طريقة سهلة لعلاج المعاصي والذنوب والأحزان، ففي عصرنا هذا كثُرت الفتن ولم يعد باستطاعة أي واحد منا أن يتجنب المعصية تماماً، فكيف العلاج؟ وكيف نتخلص من عقدة الشعور بالذنب أو النقص؟ … إن الحل سهل جداً ولكن ربما يغيب عن كثير من الناس…
ولكن قبل ذلك أود أن أخبركم بأنني لست مثالياً ولست من عالم الملائكة، إنما أنا إنسان أقل من عادي، له غريزة وشهوات وكان ذات يوم يعصي الله ويمارس بعض الذنوب والأعمال السيئة… ولكن اتبعتُ طريقة محددة وتمكّنتُ بفضل الله تعالى من تطوير نفسي وترك معظم المعاصي.. هذه الطريقة مستمدة من القرآن الكريم، وقد استفدتُ كثيراً من حفظ القرآن وتدبر آياته والعمل بما فيها، فتعاليم القرآن هي أقصر طريق لعلاج أي مشكلة مهما كانت… والآن سوف أحدثكم عن تجربتي الخاصة في ترك المعصية حتى يستفيد منها الإخوة القراء، وأرجو ألا تنسونا من دعوة صالحة في ظهر الغيب.
في هذه المقالة نحاول أن نستفيد معاً من الأفكار التي طرحها القرآن والأحاديث الصحيحة التي أخبر بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وربما كثير من القراء يجهل هذه المعلومات، أو يعرفها ولكن لا يعرف الطريقة العملية لتطبيقها، ولذلك سوف نعدّد أهم "التقنيات" للتغيير الناجح والابتعاد عن المعصية والتمتع بحياة إيجابية أفضل يملؤها رضا الله تعالى.

1- المحافظة على الصلاة
إن أهم عمل وأحب عمل إلى الله تعالى هو الصلاة، وهي مفتاح الخير وتركها يفتح أبواب الشر. ولكن بعض الناس يعتقدون أن المعصية تلغي أو تمحو العمل الصالح، وهذا الاعتقاد غير صحيح، بل العكس هو الصحيح، فالعمل الصالح هو الذي يلغي العمل السيء، لأن الله تعالى قال: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) [هود: 114]. فالحسنة تُذهب السيئة، وليس العكس.
إذاً عندما تُبتلى بكثرة المعاصي فعليك بالصلاة لأنها خير وسيلة تساعدك على التخفيف من هذه المعاصي حتى تتركها نهائياً بإذن الله تعالى. ولا يغرنك وسوسة الشيطان عندما يقول لك: إنك لن تستفيد شيئاً من هذه الصلاة ما دمتَ تعصي الله… فهذه طريقة الشيطان لإبعادك عن الخير ولتغوص في المعصية أكثر.
أقنع نفسك فوراً بأن تحافظ على الصلاة مهما كانت الظروف والمعاصي، حتى لو كنتَ تدخن أو تنظر إلى النساء أو تمارس بعض المعاصي فإن الصلاة لا علاقة لها بهذه الأعمال، أي لا تخلط بين الصلاة وبين العمل السيء. فالصلاة أمر أساسي في حياتك لا تتخلى عنه أبداً، لأن الصلاة هي الأمل الوحيد الذي بفضله ستترك المعاصي.
الصلاة هي أهم وسيلة لعلاج المعصية، فما دُمتَ تقيم الصلوات وتحافظ عليها فلا خوف عليك، لأن الصلاة سوف تنهاك عن فعل المنكر، وهذا ليس كلامي بل كلام الله تعالى فهو القائل: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) [العنكبوت: 45].
2- غض من بصرك
لقد أعطانا القرآن الكريم قاعدة ذهبية للوقاية من المعاصي قبل وقوعها، وهي غض البصر. فكم من إنسان ابتُلي بالنظر إلى النساء –وبخاصة في هذا العصر- ثم ارتكب الفاحشة وضيع وقته وماله ودينه وربما مات وهو مدمن على النساء!
ولذلك ننصحك أخي المؤمن أن تنوي منذ هذه اللحظة أن تغض بصرك عما حرم الله، وبخاصة أن العلماء أثبتوا أن النظر إلى النساء يضعف الذاكرة ويسبب مشاكل في نظام المناعة بالإضافة لمشاكل نفسية عديدة.
3- الزم الاستغفار
للاستغفار سرّ غريب فهو أسهل عمل تقوم به لدرء المعاصي وإبدالها بالأعمال الحسنة التي يرضاها الله، فإذا أردتَ أن يفرّج الله همك وينجيك من المواقف الحرجة فالزم الاستغفار لأن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً)، ولا ننسى أن الله عز وجل يناديك باستمرار ويقول لك: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186].
لقد كان النبي الأعظم وهو الذي جعله الله رحمة للعالمين، كان يستغفر الله سبعين مرة وفي رواية مئة مرة وذلك كل يوم! والأجدر بمن ابتُلي بالمعاصي أن يستغفر الله على الأقل سبعين مرة كل يوم، وهذا الذكر سوف يمنحك حالة من الإحساس بالقرب من الخالق عز وجل، وسوف تكره المعاصي تدريجياً.
ينبغي عليك ألا تنسى الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى باستمرار، يقول تعالى: (وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآَمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [الأعراف: 153]. لا تنسَ أن تستغفر الله بعد كل معصية وتتوب إليه، ولا تدع المعاصي تتراكم عليك فتهلكك.
4- الإصرار على المعصية أخطر من المعصية
في أبحاث عديدة قام بها بعض الخبراء في البرمجة اللغوية العصبية وجدوا أن ما يفكر به الإنسان له دور كبير في سلوكه وتصرفاته وردود أفعاله. فعندما نجد شخصاً يفكر دائماً بالسرقة حتى يسيطر عليه هذا الإحساس فإنه لابد أن يمارس السرقة ولو مرة لأن الفكرة سوف تصبح حقيقة.
على العكس تماماً الإنسان الذي لا يفكر بالسرقة ويفكر دائماً بأن السرقة حرام وأن عقوبتها كبيرة جداً وأكبر من قيمة الشيء المسروق بكثير، فإنه لن يمارس السرقة ولو تم تعريضه لأقسى الظروف.
من هنا نستطيع القول بأن الإنسان الذي يقنع نفسه بأنه لن يعصي الله ولن يرتكب محرماً، فإن هذه الفكرة عندما تتعمق وتتأصل فإنها ستخفض الرغبة لديه بالمعصية، وسوف يجد نفسه محرجاً لمجرد التفكير بالمعصية، ومع مرور الزمن سوف يبتعد عن هذه المعاصي، ولن يستمتع بها أبداً.
ولذلك نجد كثيراً من الناس يقولون إنهم لا يستطيعون ترك المعصية وهذا خارج عن إرادتهم، والحقيقة أن العلاح بسيط وهو أن تعتقد بأن المعصية سوف توصلك إلى غضب الله وعذابه، وأن طريق المعصية هو أسوأ طريق وعواقبه وخيمة ونتائجه مدمرة، وأنك قادر على تغيير هذا الواقع وعندها سوف تشعر بحلاوة الإيمان ولذة ترك المعاصي.
وربما نتذكر نصيحة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما أكد لنا أن النظرة سهم من سهام إبليس مسموم، من تركه مخافة الله أبدله الله نوراً يجد حلاوته في قلبه!! ونستفيد من هذا الحديث أن نرسخ فكرة في دماغنا تقول بأنك يجب أن تترك المعصية مخافة الله تعالى وابتغاء رضوانه، والله سوف يساعدك ويبدلك نوراً تجد لذّته وحلاوته في قلبك.
من هنا ندرك معنى قوله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران: 135].
5- اليقين بأن الله قادر على مغفرة الذنب
من أهم الأشياء النفسية التي ينبغي على المؤمن أن يقنع نفسه بها، أن الله تعالى قادر على كل شيء، قادر على أن يرزقك وأن يبعد عنك الشر وقادر على أن يعذبك أو يكرمك… وقادر على أن يغفر لك الذنوب مهما كانت عظيمة، ولن يكلفه ذلك شيئاً.
إن هذه القناعة لها أثر كبير في جلب الراحة النفسية للإنسان وإبعاده عن الاكتئاب واليأس. وتسهل لك طريق التوبة والبعد عن المعاصي. وربما نذكر قصة ذلك الرجل الذي أصاب ذنباً فقال: أي رب اغفر لي، فقال الله تعالى: أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به؟ فتقول الملائكة نعم يا رب، فيقول قد غفرت لعبدي، ثم يمكث هذا العبد فيصيب ذنباَ آخر وتتكرر القصة ذاتها مرات… في كل مرة يستغفر، وفي كل مرة يقول الله تعالى: أَعَلِمَ عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به؟ فتقول الملائكة نعم يا رب، فيقول قد غفرت لعبدي فليفعل ما يشاء!!
هذه هي رحمة الله، وهذه هي ثقافة الرحمة التي ينبغي على كل مؤمن أن يدركها، وأن يعلم أن رحمة الله أوسع بمليارات المرات مما نظن! فالله تعالى يقول: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53].
6- إياك واليأس من رحمة الله
أيها الأحبة تأملوا معي قصة سيدنا يوسف عليه السلام، هذا النبي الكريم قد مكر به إخوته وألقوه في غيابة الجب، ولكن الله تعالى لم يتركه وحيداً بل أنقذه وسخر له أسباب الملك، ولكن ماذا عن أبيه سيدنا يعقوب عليه السلام؟ لقد مضى على غياب يوسف سنوات طويلة ولكن الأب لم يفقد الأمل من الله عز وجل، وقال كلمة رائعة ينبغي أن نحفظها ونتذكرها في المواقف الصعبة، يقول تعالى على لسان يعقوب: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87].
لقد اعتبر أن اليأس من رحمة الله بمثابة الكفر بالله، فالذي عرف الله وأيقن بصفاته وقدرته لا ييأس منه أبداً. وإن أكثر ما يدمر الإنسان ليس المعصية ذاتها، بل الاعتقاد بأن الله لن يغفر الذنوب وأنه لا يمكن ترك المعصية، إذاً الإنسان قد يعصي الله ولكن الخطورة الاستمرار في هذه المعصية.
7- لماذا لا تشغل نفسك بعمل مفيد؟
من أكثر الأشياء المدمرة للذات هو الفراغ، فالشيطان يتسلل إلى عقلك في حالة فراغ الذهن ويوسوس لك لتفعل الشر، ويزين لك الأعمال السيئة لتراها حسنة، وبالتالي فإن أفضل طريقة لمنع الوساوس ودرء المفاسد أن تشغل وقتك بعمل مفيد تبتغي به وجه الله، وبخاصة حفظ القرآن.

فقد ثبت علمياً أن حفظ القرآن وتلاوته والاستماع لآياته ينشط خلايا الدماغ ويرفع النظام المناعي ويمنح المؤمن صحة نفسية وجسدية أفضل. ولذلك ننصحك أخي الحبيب أن تشغل وقتك بأعمال مفيدة مثل الدعوة إلى الله بأسلوب علمي حديث، من خلال نشر مقالة حول إعجاز القرآن قد تصادف من يحتا جلها ويهتدي بها.
يمكنك أن تشغل وقتك بتدبر آيات الإعجاز العلمي وتأمل خلق الله في الكون والنفس، وتحاول إقناع من حولك من الضالين بصدق القرآن، لا تدري فقد تكون أنت سبباً في هداية إنسان حائر، فيكون هذا العمل خير من الدنيا وما فيها كما أخبر بذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
8- لا تدع الشيطان يتلاعب بك
الشيطان لديه أساليب متعددة للإغواء والإضلال، وينبغي ألا تترك له مجالاً ليعبث بك ويستخف عقلك ويوسوس لك. وربما يكون أهم أسلوب يستخدمه الشيطان لإبعادك عن طاعة الله والتوبة هو أنه يوسوس لك قائلاً: ما دمت تعصي الله فإن الله لن يقبل منك أي عمل صالح، والعمر أمام طويل لتتوب توبة نهائية، ولكن الآن استغل فترة الشباب لتستمتع بالحياة…
والطريقة السهلة لعلاج ذلك أن تبادر بالتوبة إلى الله فوراً ومن دون أن تنتظر المستقبل، لأن الموت إذا جاء لا ينتظرك حتى تتوب! ويجب أن تخاطب نفسك قائلاً: أيتها النفس سوف أتوب إلى الله وأستغفره وهو القادر على المغفرة والهداية وهو القادر أن يخلصني من الأعمال السيئة وهو القادر على إبعاد المعصية عني.
قد يقول لك الشيطان: ما الفائدة من التوبة إذا كنتَ سترجع إلى ممارسة المعصية؟ فلا تستمع إلى هذا القول بل سارع إلى التوبة ولو رجعت إلى المعصية في اليوم الثاني أيضاً سارع إلى التوبة وهكذا، اجعل كل لحظة من لحظات حياتك عبارة عن توبة إلى الله، فالله تعالى لم يقل: "يحب التائبين" بل قال: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة: 222]، والتوّابون هم الذين يتوبون إلى الله باستمرار "صيغة مبالغة للدلالة على كثرة توبتهم إلى الله" ولا نعجب أن النبي كان يتوب إلى الله كل يوم أكثر من سبعين مرة، فماذا عنا نحن اليوم؟!
9- اكره المعصية
إياك أن تحب المعاصي أو تفتخر بها أو تعتبر أنها شيء حسن، وانظر معي إلى هذه الآية الكريم التي يقول فيها تبارك وتعالى: (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [فاطر: 8]. وكم من إنسان عصى الله فستره الله ثم بات بفضح نفسه ويتباهى بالمعصية!
ونصيحتنا أن تعتبر المعصية شيئاً قبيحاً ومكروهاً ويجرّ عليك الدمار والغضب من الله في الدنيا والآخرة، وأن تشعر بمراقبة الله تعالى لك في كل لحظة، فهذه وسيلة فعالة لترك المعصية وعدم الاقتراب منها.
تصور لو أن أحداً ثبت كاميرا تصور حركاتك وتسجل صوتك، فماذا عساك تفعل؟ هل تستطيع أن تخطئ والشريط يسجل كل حركة تقوم بها وسوف يراها الناس؟ فكيف إذا كان الله يراك ويعلم كل شيء عنك وهو معك وأقرب إليك من حبل الوريد! كيف بك إذا كان الله تعالى يعلم كل فكرة تخطر ببالك، حتى ما تختلسه من نظرات أو تخفيه في صدرك يعلمه الله، فهو القائل: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19].
10- التأثير المذهل للصدقة
من الأشياء المهمة أخي المؤمن أن تلجأ إلى التصدق بشيء من المال على من يحتاجه، وبالتالي تعطي على قدر استطاعتك مخلصاً هذا العمل تبتغي به وجه الله وتنوي أن يهديك الله ببركة هذا العمل. وكم من قصة رأينا فيها مريضاً عافاه الله ببركة الصدَقة، وكم من عاصٍ هداه الله ببركه إطعام فقير أو إكرام الأقربين أو مساعدة المحتاج.
فإذا كنتَ ممن ابتلاهم الله بالمعاصي فعليك بالإكثار من الصدقة والعطاء وأن تنوي وأنت تتصدق على الفقراء أن يخلّصك الله من المعصية ويبعد عنك شر الشيطان ويبدلك أعمالاً صالحة، فالله تعالى يقول: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) [النساء: 114].
11- صادق صالحاً
ننصحكم إخوتي وأخواتي في الله، أن تصادقوا الصالحين والأتقياء، فمثل الجليس الصالح كبائع المسك إما أن يعطرك أو تجد منه ريحاً طيباً أو أن تشتري منه عطراً. ومثل الجليس السيء كنافخ الكير الذي ينفخ النار عند الحداد، إما أن يحرق ثيابك أو تجد منه ريحاً خبيثاً أو أن يؤذيك.
ولذلك إذا كانت لديك معاصي لا تستطيع التخلص منها، ففتش بين أصدقائك عن جليس سيء وتخلص منه أو حاول أن تهديه إلى الطريق الصحيح. حاول التعرف على أصدقاء صالحين وتعمق علاقتك معهم وتدريجياً تقلل عدد أصدقائك السيئين. وهذه الطريقة تساعدك على التخلص من المعاصي بإذن الله.

طريقة سهلة لعلاج المعاصي والذنوب والأحزان


[/BACKGROUND]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

هل رأيتها – شريعة اسلامية

هـــــــــــل رأيتها ؟؟؟؟

هل رأيت الجنة ؟؟

حديث عن الجنة وبعض ما فيها جعلنا الله من أهلها آمين


1-
مفتاح الجنة
: الجنة مفتاحها لا آله إلا الله محمد رسول الله والأعمال الصالحة هي أسنان المفتاح التي بها يعمل , وأول من يدخلها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن يشفع للمؤمنين بدخولها

2- ذكر أسماء أبوابها : سيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين( الزمر- 73)


3-
أبواب الجنة ثمانية قيل أن أسماؤها
:

1- باب محمد صلى الله عليه وسلم وهو باب (التوبة)

2- باب الصلاة

3- باب الصوم وهو باب (الريان)

4- باب الزكاة

5- باب الصدقة

6- باب الحج والعمرة

7- باب الجهاد

8- باب الصلة


4-
درجات الجنة وغرفها
:

والجنة درجات أعلاها الفردوس الأعلى وهو تحت عرش الرحمن جل وعلا ومنه تخرج أنهار الجنة الأربعة الرئيسية( نهر اللبن – نهر العسل – نهر الخمر – نهر الماء ).

وأعلى مقام في الفردوس الأعلى هو مقام الوسيلة وهو مقام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن سأل الله له الوسيلة حلت له شفا عته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .

ثم غرف أهل عليين وهى قصور متعددة الأدوار من الدر والجوهر تجرى من تحتها الأنهار يتراءون لأهل الجنة كما يرى الناس الكواكب والنجوم في السماوات العلا, وهى منزلة الأنبياء والشهداء والصابرين من أهل البلاء والأسقام والمتحابين في الله .

وفى الجنة غرف ( قصور ) من الجواهر الشفافة يرى ظاهرها من باطنها وهى لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام . ثم باقي أهل الدرجات وهى مئة درجة وأدناهم منزلة من كان له ملك مثل عشرة أمثال أغنى ملوك الدنيا .


5-
ذكر أسماء بعض أنهار الجنة وعيونها
:

وللجنة أنهار وعيون تنبع كلها من الأنهار الأربعة الخارجة من الفردوس الأعلى وقد ورد ذكر أسماء بعضها في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة منها :
1-
نهر الكوثر
: وهو نهر أعطى لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة ويشرب منه المسلمون في الموقف يوم القيامة شربة لا يظمأ ون من بعدها أبدا بحمد الله وقد سميت إحدى سور القرآن باسمه ووصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن حافتاه من قباب اللؤلؤ المجوف وترابه المسك وحصباؤه اللؤلؤة وماؤه أشد بياضا من الثلج وأحلى من السكر وآنيته من الذهب والفضة .


2-
نهر البيدخ
: وهو نهر يغمس فيه الشهداء فيخرجون منه كالقمر ليلة البدر وقد ذهب عنهم ما وجدوه من أذى الدنيا.

3- نهر بارق:وهو نهر على باب الجنة يجلس عنده الشهداء فيأتيهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا.


4-
عين تسنيم
: وهى أشرف شراب أهل الجنة وهو من الرحيق المختوم ويشربه المقربون صرفا ويمزج بالمسك لأهل اليمين

5- عين سلسبيل : وهى شراب أهل اليمين ويمزج لهم بالزنجبيل

6- عين مزاجها الكافور : وهى شراب الأبرار

وجميعها أشربة لا تسكر ولا تصدع ولا تذهب العقل بل تملأ شاربيها سرورا ونشوة لا يعرفها أهل الدنيا يطوف عليهم بها ولدان مخلدون كأنهم لؤلؤا منثورا بكؤوس من ذهب وقوارير من فضه .

وطعام أهل الجنة من اللحم والطير والفواكه وكل ما اشتهت أنفسهم ( لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد) ق-35


أشجار الجنة :
وجميعها سيقانها من الذهب وأوراقها من الزمرد الأخضر والجوهر وقد ذكر منها:


1-
شجرة طوبى
:

قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تشبه شجرة الجوز وهى بالغة العظم في حجمها وتتفتق ثمارها عن ثياب أهل الجنة في كل ثمرة سبعين ثوبا ألوانا ألوان من السندس (الحرير الرقيق ) والإستبرق ( الحرير السميك ) لم ير مثلها أهل الدنيا ينال منها المؤمن ما يشاء وعندها يجتمع أهل الجنة فيتذكرون لهو الدنيا ( اللعب والطرب والفنون) فيبعث الله ريحا من الجنة تحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا .


2-
سدرة المنتهى
:

وهى شجرة عظيمة تحت عرش الرحمن ويخرج من أصلها أربعة أنهار ويغشاها نور الله والعديد من الملائكة وهى مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام ومعه أطفال المؤمنين الذين ماتوا وهم صغار يرعاهم كأب لهم جميعا وأوراقها تحمل علم الخلائق وما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى وفى الجنة أشجار من جميع ألوان الفواكه المعروفة في الدنيا ليس منها إلا الأسماء أما الجوهر فهو ما لا يعلمه إلا الله وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ( البقرة-25)

وقد ذكر من ثمار الجنة التين – العنب – الرمان – الطلح ( الموز ) والبلح ( النخيل ) و السدر( النبق) وجميع ما خلق الله تبارك وتعالى لأهل الدنيا من ثمار .


صفة أهل الجنة
:


1- الرجــــال
:

يبعث الله الرجال من أهل الجنة على صورة أبيهم آدم جردا ( بغير شعر يغطى أبدانهم ) مردا (طوال القامة ستون ذراعا أي حوالي ثلاثة وثلاثون مترا ) مكحلين في الثالثة والثلاثين من العمر على مسحة وصورة يوسف وقلب أيوب ولسان محمد عليه الصلاة والسلام ( أي يتكلمون العربية ) وقد أنعم الله عليهم بتمام الكمال والجمال والشباب لا يموتون ولا ينامون .


2-
النســــاء : ونساء الجنة صنفان

الحور العين : وهن خلق مخلوقات لأهل الجنة وصفهن الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز بأنهن : ( كأنهن الياقوت والمرجان ( الرحمن – 58
( وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ( الواقعة – 22

( كأنهن بيض مكنون ( الصافات -49
وهن نساء نضيرات جميلات ناعمات لو أن واحدة منهن اطلعت على أهل الأرض لأضاءت الدنيا وما عليها وللمؤمن منهن ما لا يعد ولا يحصى , قال عليه الصلاة والسلام إن السحابة لتمر بأهل الجنة فيسألونها أن تمطرهم كواعب أترابا فتمطرهم ما يشاءون من الحور العين .


نساء الدنيا المؤمنات اللاتي يدخلهن الله الجنة برحمته
: وهؤلاء هن ملكات الجنة وهن اشرف وأفضل وأكمل وأجمل من الحور العين ( لعبادتهن الله في الدنيا ) وفى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم سلمة رضي الله عنها أن فضل نساء الدنيا على الحور العين كفضل ظاهر الثوب على بطانته وقد أعد الله لهن قصورا ونعيما ممدودا أعطاهن الله شبابا دائما وجمالا لم تره عين من قبل , قال صلى الله عليه وسلم في وصفهن أن المؤمن لينظر إلي مخ ساقها ( أي زوجته ) كما ينظر أحدكم إلى السلك من الفضة في الياقوت ( كأنهن في شفافية الجواهر ) على رؤوسهن التيجان وثيابهن الحرير .

الغلمان : وهم خلق من خلق الجنة وهم خدم الجنة الصغار يطوفون على أهل الجنة بالطعام والشراب وقائمين على خدمتهم, وهم من تمام النعيم لأهل الجنة فرؤيتهم وحدها دون خدمتهم من المسرة . ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا ( الإنسان – 19


المولودون في الجنة
: وإذا أشتهى أحد من أهل الجنة الولد ( الإنجاب ) أعطاه الله برحمته كما يشاء وهذه رحمة لمن حرم الإنجاب في الدنيا ولمن لم يحرمها أيضا إذا شاء . لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ( الزمر -34 ) قال صلى الله علية وسلم ( إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان حمله , ووضعه , وسنه ‘ أي نموه إلى السن الذي يرغبه المؤمن ‘ في ساعة كما يشتهى) .


اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده