التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

ليلة في بيت النبوة من السنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قال " كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعُ نِسْوَةٍ ، فَكَانَ إِذَا قَسَمَ بَيْنَهُنَّ لَا يَنْتَهِي إِلَى الْمَرْأَةِ الْأُولَى ، إِلَّا فِي تِسْعٍ ، فَكُنَّ يَجْتَمِعْنَ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي بَيْتِ الَّتِي يَأْتِيهَا " ، فَكَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ ، فَجَاءَتْ زَيْنَبُ ، فَمَدَّ يَدَهُ إِلَيْهَا ، فقَالَت : هَذِهِ زَيْنَبُ ، فَكَفَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فَتَقَاوَلَتَا ، حَتَّى اسْتَخَبَتَا وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ ، فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ عَلَى ذَلِكَ فَسَمِعَ أَصْوَاتَهُمَا ، فقَالَ : اخْرُجْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِلَى الصَّلَاةِ وَاحْثُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فقَالَت عَائِشَةُ : الْآنَ يَقْضِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ فَيَجِيءُ أَبُو بَكْرٍ ، فَيَفْعَلُ بِي وَيَفْعَلُ ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، صَلَاتَهُ أَتَاهَا أَبُو بَكْرٍ ، فقَالَ لَهَا قَوْلًا شَدِيدًا ، وَقَالَ : أَتَصْنَعِينَ هَذَا " . سؤالي : ماذا قصد أبو بكر بقوله " احْثُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ " ؟ لماذا جاءت زينب إلى بيت عائشة ما دام أن ذلك اليوم مخصص لعائشة رضي الله عنهن ؟ لماذا مَدَّ النبي صلى الله عليه وسلم يده إلى زينب ثم كفها ؟ ماذا قصد الرسول صلى الله عليه وسلم عندما مد يده إلى زينب ؟ ما هو معنى الحديث بالتفصيل ؟ الجواب :
الحمد لله
أولا :
روى مسلم (1462) عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : " كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعُ نِسْوَةٍ ، فَكَانَ إِذَا قَسَمَ بَيْنَهُنَّ ، لَا يَنْتَهِي إِلَى الْمَرْأَةِ الْأُولَى إِلَّا فِي تِسْعٍ ، فَكُنَّ يَجْتَمِعْنَ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي بَيْتِ الَّتِي يَأْتِيهَا ، فَكَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ ، فَجَاءَتْ زَيْنَبُ ، فَمَدَّ يَدَهُ إِلَيْهَا ، فَقَالَتْ : هَذِهِ زَيْنَبُ ، فَكَفَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ ، فَتَقَاوَلَتَا حَتَّى اسْتَخَبَتَا ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ ، فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ عَلَى ذَلِكَ ، فَسَمِعَ أَصْوَاتَهُمَا ، فَقَالَ : اخْرُجْ يَا رَسُولَ اللهِ إِلَى الصَّلَاةِ ، وَاحْثُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : الْآنَ يَقْضِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ ، فَيَجِيءُ أَبُو بَكْرٍ فَيَفْعَلُ بِي وَيَفْعَلُ ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ ، أَتَاهَا أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ لَهَا قَوْلًا شَدِيدًا ، وَقَالَ : أَتَصْنَعِينَ هَذَا ؟! " .
هذا الحديث الصحيح يبين لنا ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من حسن صحبة زوجاته رضي الله عنهن ، ومعاشرتهن بالمعروف كما أمر الله تعالى .
وليس في الحديث – بحمد الله – ما يدل من قريب أو بعيد – على عدم العدل بين الزوجات ، فإن هذا الاجتماع كان برضاهن جميعا ، ثم إنه كان يتكرر في كل ليلة ، يجتمع نساؤه صلى الله عليه وسلم في بيت صاحبة الليلة ، وهذا من رفقه صلى الله عليه وسلم بهن ، لما كان عنده تسع نسوة ، اصطلح نساؤه على ذلك الأمر ، لئلا يطول العهد برسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا انتظرت ثمان ليال قبل أن تأتي ليلتها ، وإذا قدر أن صاحبة الليلة نقص شيء من حظها في ليلتها ، فهي سوف تعوضها في ليلة غيرها ، حينما تجتمع في بيتها ، كما حصل لها .
قال الشوكاني رحمه الله :
" فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لَا يُشْتَرَطُ فِي الْعَدْلِ بَيْنَ الزَّوْجَاتِ أَنْ يُفْرِدَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ لَيْلَةً بِحَيْثُ لَا يَجْتَمِعُ فِيهَا مَعَ غَيْرِهَا ، بَلْ يَجُوزُ مُجَالَسَةُ غَيْرِ صَاحِبَةِ النَّوْبَةِ وَمُحَادَثَتُهَا ، وَلِهَذَا كُنَّ يَجْتَمِعْنَ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي بَيْتِ صَاحِبَةِ النَّوْبَةِ " انتهى من " نيل الأوطار " (6/257) .
وقال النووي رحمه الله :
" وأما مد يده إلى زينب ، وقول عائشة : " هذه زينب " ، فقيل : إنه لم يكن عمدا ، بل ظنها عائشة صاحبة النوبة ؛ لأنه كان في الليل ، وليس في البيوت مصابيح ، وقيل : كان مثل هذا برضاهن " انتهى من " شرح النووي على مسلم " (10/47) .
فجائز أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم مد يده إلى زينب يظنها عائشة ، فلما قالت عائشة : ( إنها زينب ) كف يده عنها ؛ لئلا تغار أختها وهي في بيتها .
وجائز أن يكون مد يده إليها وهو يعلم أنها زينب ، وكان ذلك برضاهن ، فلما قالت عائشة : ( إنها زينب ) علم أنها لا تحب ذلك فكف يده عنها خشية أن تغضب ، ومده صلى الله عليه وسلم يده إليها من مداعبته لها ، وهذا من تمام العشرة الطيبة والمعاملة بالمعروف .
ثانيا :
روى أبو داود (2135) عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها : " يَا ابْنَ أُخْتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُفَضِّلُ بَعْضَنَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْقَسْمِ ، مِنْ مُكْثِهِ عِنْدَنَا ، وَكَانَ قَلَّ يَوْمٌ إِلَّا وَهُوَ يَطُوفُ عَلَيْنَا جَمِيعًا ، فَيَدْنُو مِنْ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ غَيْرِ مَسِيسٍ ، حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى الَّتِي هُوَ يَوْمُهَا ، فَيَبِيتَ عِنْدَهَا " ، وصححه الألباني في " صحيح سنن أبي داود " .
قال الشوكاني رحمه الله :
" يَجُوزُ لِلزَّوْجِ دُخُولُ بَيْتِ غَيْرِ صَاحِبَةِ النَّوْبَةِ وَالدُّنُوُّ مِنْهَا وَاللَّمْسُ إلَّا الْجِمَاعَ كَمَا فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ الْمَذْكُورِ " انتهى من " نيل الأوطار " (6/257) .
ثالثا :
أراد أبو بكر رضي الله عنه بقول ذلك زجرهن عن الاصطخاب وفرط التغاير ، بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لئلا يتكدر خاطره الشريف ، صلى الله عليه وسلم .
قال النووي رحمه الله :
" وَأَمَّا قَوْلُهُ : ( احْثُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ ) فَمُبَالَغَةٌ فِي زَجْرِهِنَّ وَقَطْعِ خِصَامِهِنَّ ، وَفِيهِ فَضِيلَةٌ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَشَفَقَتُهُ وَنَظَرُهُ فِي الْمَصَالِحِ .
وَفِيهِ إِشَارَةُ الْمَفْضُولِ عَلَى صَاحِبِهِ الْفَاضِلِ بِمَصْلَحَتِهِ " انتهى من " شرح النووي على مسلم " (10/48) .
والمقصود من الحديث ، بيان مَا كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم من حُسْنِ الْخُلُقِ وَمُلَاطَفَةِ الْجَمِيعِ ، والعمل على زوال الوحشة من صدروهن .
وللفائدة ينظر في جواب السؤال رقم : (120175) ، وجواب السؤال رقم : (191437) .
والله أعلم .

موقع الإسلام سؤال وجواب


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

حياته صلى الله عليه وسلم في رمضان الجزء الثاني والعشرون – سنة النبي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

حياته صلى الله عليه وسلم في رمضان الجزء الثاني والعشرون

الثاني والعشرون:
إيقاظه صلى الله عليه وسلم أهله في العشر الأواخر

عن عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ) رواه الشيخان
فيا أيها العبد :

1-إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان فاعتن بزوجتك وأولادك وبناتك وأمك وأبيك وغيرهم من الأهل ليقوموا في هذه العشر فأيقظهم لصلاة الليل والاستكثار من الطاعات وكذلك توقظ المرأة زوجها وأهلها في العشر الأواخر ليغتنموا هذه الليالي الفاضلة بالصلاة والذكر وقراءة القرآن والدعاء متأسين في ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يوقظ أهله في هذه العشر.

2-ليعتن الرجل والمرأة في العشر الأواخر بالاستكثار من الطاعات وأن يوقظ كل منهم الأخر لذلك تعاوناً على البر والتقوى وقد قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]
وحتى لو اعتزل الرجل زوجته أو المرأة زوجها من أجل التفرغ للعبادات والطاعات بلا ضرر على أحدهما ولا اضاعة حق فقد جاء في الحديث عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَرَفَعَ الْمِئْزَرَ " قِيلَ لِأَبِي بَكْرٍ: مَا رَفَعَ الْمِئْزَرَ ؟ قَالَ: اعْتَزَلَ النِّسَاءَ) رواه أحمد.

3-إذا قمت أيها الرجل من الليل لتصلي فايقظ زوجتك لتصلي قيام الليل سواء في رمضان أو في غيره فإن أبت فانضح في وجهها الماء حتى تقوم من النوم لتصلي قيام الليل لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاء) رواه أبو داود.

4-أنت أيتها المرأة قومي لصلاة الليل في رمضان أو في غيره وايقظي زوجك ليصلي قيام الليل فإن أبى فانضحي في وجهه الماء إذا كان لا يلحقك ضرر للحديث السابق وفيه ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وايقضت زوجها فصلى فإن ابى نضحت في وجهه الماء.

5-احرص أيها الرجل والمرأة على قيام العشر الأواخر من رمضان ولا تضيعا هذه العشرة في الأمور التافهة لأن كثيرا من الرجال يضيع هذه الليالي العشر في اللعب أو في المجالس التي لا فائدة فيها أو في التسكع في الأسواق وكذلك بعض النساء تضيع ليالي العشر الأواخر في الأسواق بحثاً وراء امور تافهة أو ملابس للعيد أو بعض الأمور التوافه أو غير ذلك فتنبها لذلك ولاتطع أيها الرجل امرأتك إذا كانت سفيهة فتضيع عليك هذه الليالي العشر ولاتطيعي أيتها المرأة زوجك إذا كان سفيهاً فتضيع عليك هذه العشر.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل ما أنا بقارئ لمَّا قال له جبريل اقرأ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السؤال :
عندما قال جبريل عليه السلام للنبي صلي الله عليه وسلم – وهو في غار حراء – : اقرأ ، وقال له النبي صلي الله عليه وسلم : ( ما أنا بقارئ ) ، هل كان النبي صلي الله عيه وسلم أمامه اللوح المحفوظ في ذلك الوقت ليقرأ منه ؟ أم ما معنى اقرأ؟ أما في قوله تعالى : (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) العنكبوت/ 48 . ذكر أحد الأشخاص شبهة أن المقصود من تلك الآية : أن النبي صلي الله عليه وسلم لم يكن يقرأ ولا يكتب قبل البعثة ، أما بعد ما بُعِث : فهو الذي كتب القرآن ، بل وخطَّه بيمينه ، حتى يتأكد أنه يأتينا صحيحا ، وأن النبي صلي الله عليه وسلم لم يقرأ ويكتب سوى القرآن ؟

الجواب :
الحمد لله
أولا :
للعلماء في قول جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم : ( اقرأ ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم له : ( ما أنا بقارئ ) أقوال :
– قيل : أتاه بنمط من ديباج فيه كتاب ، ثم قال له : اقرأ ، يعني اقرأ ما في هذا الكتاب .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" وَقع عِنْد ابن إِسْحَاقَ فِي مُرْسَلِ عُبَيْدِ بِنِ عُمَيْرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (أَتَانِي جِبْرِيلُ بِنَمَطٍ مِنْ دِيبَاجٍ فِيهِ كِتَابٌ قَالَ اقْرَأْ . قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ) قَالَ السُّهَيْلِيُّ قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ: إِنَّ قَوْلَهُ ( ألم ذَلِكَ الْكتاب لَا ريب فِيهِ ) إِشَارَةٌ إِلَى الْكِتَابِ الَّذِي جَاءَ بِهِ جِبْرِيلُ حَيْثُ قَالَ لَهُ (اقْرَأْ) " انتهى من " فتح الباري " (8/ 718) .
وقال الحافظ ابن حجر – أيضا – :
" تَكَلَّمَ شَيْخُنَا – يعني البلقيني – عَلَى مَا كَانَ مَكْتُوبًا فِي ذَلِكَ النَّمَطِ فَقَالَ: (اقْرَأْ) أَيِ الْقَدرَ الَّذِي أَقْرَأَهُ إِيَّاهُ وَهِيَ الْآيَاتُ الْأُولَى مِنِ (اقْرَأ باسم رَبك) وَيحْتَمل أَن يكون جملَة الْقُرْآن ، وعَلى هَذَا يَكُونُ الْقُرْآنُ نَزَلَ جُمْلَةً وَاحِدَةً بِاعْتِبَارٍ وَنَزَلَ مُنَجَّمًا بِاعْتِبَارٍ آخَرَ " انتهى من " فتح الباري " (12/ 357) .
أما القول بأنه كان أمامه اللوح المحفوظ ، فقول فاسد ، لأن اللوح المحفوظ في الملأ الأعلى في السماء .
انظر جواب السؤال رقم : (7002) .
– وقيل : معنى (اقرأ) ، يعني ردِّد خلفي ما أقوله ، ومعنى (ما أنا بقارئ) يعني : لم أتعلم القراءة ، كما هو المعتاد فيمن يقرأ .
قال الحافظ ابن حجر :
" قَوْلُهُ (فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ) : اسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ : ( افعل ) : تَرِدُ لِلْتَنْبِيهِ ، وَلَمْ يَذْكُرُوهُ قَالَهُ شَيْخُنَا الْبُلْقِينِيُّ ، ثُمَّ قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ عَلَى بَابِهَا لِطَلَبِ اَلْقِرَاءَةِ ، عَلَى مَعْنَى : أَنَّ الْإِمْكَانَ حَاصِلٌ.
قَوْلُهُ (فَقَالَ اقْرَأْ) قَالَ شَيْخُنَا الْبُلْقِينِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: دَلَّتِ الْقِصَّةُ عَلَى أَنَّ مُرَادَ جِبْرِيلَ بِهَذَا أَنْ يَقُولَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصَّ مَا قَالَهُ ، وَهُوَ قَوْلُهُ (اقْرَأْ) .
ثُمَّ قَالَ شَيْخُنَا : وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ جِبْرِيلُ أَشَارَ بِقَوْلِهِ (اقْرَأْ) إِلَى مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّمَطِ الَّذِي وَقَعَ فِي رِوَايَة ابن إِسْحَاقَ ، فَلِذَلِكَ قَالَ لَهُ (مَا أَنَا بِقَارِئٍ) ؛ أَيْ : أُمِّيٌّ لَا أُحْسِنُ قِرَاءَةَ الْكُتُبِ .
قَالَ : وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ . وَهُوَ أَنَّهُ أَرَادَ بِقَوْلِهِ ( اقْرَأْ ) : التَّلَفُّظَ بِهَا " انتهى مختصرا من" فتح الباري " (12/ 357) ، وينظر : " طرح التثريب " ، للعراقي (4/ 187-188) ، " مرقاة المفاتيح " (9/ 3730) .
– وقيل : لا يلزم من أَمرِه بالقراءة أن يكون هناك مكتوب يريد منه أن يقرأه ، وإنما المعنى : اقرأ ما يتلى عليك فيما يستقبل ، ويكون معنى ( ما أنا بقارئ ) الاعتذار له عن القراءة التي لا يعرف حقيقتها في ذلك الوقت ، فهو رجل أمي لا يقرأ ولا يكتب .
قال ابن عاشور رحمه الله :
" وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (اقْرَأْ) أَمْرٌ بِالْقِرَاءَةِ، وَالْقِرَاءَةُ نُطْقٌ بِكَلَامٍ مُعَيَّنٍ مَكْتُوبٍ أَوْ مَحْفُوظٍ عَلَى ظَهْرِ قَلْبٍ.
وَالْأَمْرُ بِالْقِرَاءَةِ مُسْتَعْمَلٌ فِي حَقِيقَتِهِ ، مِنَ الطَّلَبِ لِتَحْصِيلِ فِعْلٍ فِي الْحَالِ أَوِ الِاسْتِقْبَالِ، فَالْمَطْلُوبُ بِقَوْلِهِ: اقْرَأْ : أَنْ يَفْعَلَ الْقِرَاءَةَ فِي الْحَالِ أَوِ الْمُسْتَقْبَلِ الْقَرِيبِ مِنَ الْحَالِ، أَيْ أَنْ يَقُولَ مَا سَيُمْلَى عَلَيْهِ، وَالْقَرِينَةُ عَلَى أَنَّهُ أَمْرٌ بِقِرَاءَةٍ فِي الْمُسْتَقْبَلِ الْقَرِيبِ : أَنَّهُ لَمْ يَتَقَدَّمْ إِمْلَاءُ كَلَامٍ عَلَيْهِ مَحْفُوظٍ ، فَتُطْلَبَ مِنْهُ قِرَاءَتُهُ، وَلَا سُلِّمَتْ إِلَيْهِ صَحِيفَةٌ ، فَتُطْلَبَ مِنْهُ قِرَاءَتُهَا، فَهُوَ كَمَا يَقُولُ الْمُعَلِّمُ لِلتِّلْمِيذِ: اكْتُبْ، فَيَتَأَهَّبُ لِكِتَابَةِ مَا سَيُمْلِيهِ عَلَيْهِ " انتهى من " التحرير والتنوير " (30/ 435) .
ثانيا :
القول بأن المقصود من قوله تعالى : ( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ) العنكبوت/ 48 ، أن النبي صلي الله عليه وسلم لم يكن يقرأ ولا يكتب قبل البعثة ، أما بعد البعثة فهو الذي كتب القرآن ، وخطه بيمينه ، وأنه لم يقرأ ولم يكتب سوى القرآن : قول باطل من وجوه :

الأول : أن الصواب المقطوع به : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أميا لا يقرأ ولا يكتب ، من يوم ولد إلى أن توفاه الله .
انظر جواب السؤال رقم : (1108) ، (218079) .
الثاني : أنه ليس في الآية ، ولا في غيرها من الآيات ، ولا فيما ثبت من السنن والآثار : أنه صلى الله عليه وسلم قرأ وكتب بعد البعثة ، وإنما فيها أنه لم يكن يكتب ولا يقرأ ، ولم يأت ما يدل على تعلمه القراءة والكتابة ، وهذا آكد في الحجة ، وأعظم في البرهان ، والقول بخلاف ذلك ، أو دعوى أنه كان يكتب الوحي بيده صلى الله عليه وسلم : دعوى باطلة في نفسها ، عاطلة عن الدليل الصحيح.
الثالث : قول هذا المدعي : كتبه بيده حتى يتأكد من وصوله إلينا صحيحا ، مِن أفسد القول ؛ لأن فيه غمزا للصحابة رضي الله عنهم ، كأنه يقول : كان لا يأمن الصحابة على كتابة القرآن فكتبه بيده ، فيقال : فكيف استأمنهم من بعد موته على نقله ونقل الشريعة إلى الأمة بأسرها ؟

موقع الإسلام سؤال وجواب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الحدث الذي أحزن الرسول صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا

وفي الشهر نفسه الذي وقعت فيه مأساة الرَّجِيع وقعت مأساة أخري أشد وأفظع من الأولي، وهي التي تعرف بوقعة بئر معونة‏.‏

وملخصها ‏:‏ أن أبا براء عامر بن مالك المدعو بمُلاَعِب الأسِنَّة قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فدعاه إلى الإسلام فلم يسلم ولم يبعد، فقال ‏:‏ يا رسول الله، لو بعثت أصحابك إلى أهل نَجْد يدعونهم إلى دينك لرجوت أن يجيبوهم، فقال‏:‏ ‏‏(‏إني أخاف عليهم أهل نجد‏)‏، فقال أبو بََرَاء ‏:‏ أنا جَارٌ لهم، فبعث معه أربعين رجلاً ـ في قول ابن إسحاق، وفي الصحيح أنهم كانوا سبعين، والذي في الصحيح هو الصحيح ـ وأمر عليهم المنذر بن عمرو أحد بني ساعدة الملقب بالمُعْنِقَ لِيمُوت ، وكانوا من خيار المسلمين وفضلائهم وساداتهم وقرائهم، فساروا يحتطبون بالنهار، يشترون به الطعام لأهل الصفة، ويتدارسون القرآن ويصلون بالليل، حتى نزلوا بئر معونة ـ وهي أرض بين بني عامر وحَرَّة بني سُلَيْم ـ فنزلوا هناك، ثم بعثوا حرام بن مِلْحَان أخا أم سليم بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عدو الله عامر بن الطُّفَيْل، فلم ينظر فيه، وأمر رجلاً فطعنه بالحربة من خلفه، فلما أنفذها فيه ورأى الدم، قال حرام ‏:‏ الله أكبر، فُزْتُ ورب الكعبة‏.‏

ثم استنفر عدو الله لفوره بني عامر إلى قتال الباقين، فلم يجيبوه لأجل جوار أبي براء، فاستنفر بني سليم، فأجابته عُصَيَّة ورِعْل وذَكَوان، فجاءوا حتى أحاطوا بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم إلا كعب بن زيد بن النجار، فإنه ارْتُثَّ من بين القتلي، فعاش حتى قتل يوم الخندق‏.‏

وكان عمرو بن أمية الضمري والمنذر بن عقبة بن عامر في سرح المسلمين فرأيا الطير تحوم على موضع الوقعة، فنزل المنذر، فقاتل المشركين حتى قتل مع أصحابه، وأسر عمرو بن أمية الضمري، فلما أخبر أنه من مُضَر جَزَّ عامر ناصيته، وأعتقه عن رقبة كانت على أمه‏.‏

ورجع عمرو بن أمية الضمري إلى النبي صلى الله عليه وسلم حاملاً معه أنباء المصاب الفادح، مصرع سبعين من أفاضل المسلمين، تذكر نكبتهم الكبيرة بنكبة أحد ؛ إلا أن هؤلاء ذهبوا في قتال واضح ؛ وأولئك ذهبوا في غدرة شائنة‏.‏

ولما كان عمرو بن أمية في الطريق بالقَرْقَرَة من صدر قناة، نزل في ظل شجرة، وجاء رجلان من بني كلاب فنزلا معه، فلما ناما فتك بهما عمرو، وهو يري أنه قد أصاب ثأر أصحابه، وإذا معهما عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشعر به، فلما قدم أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فعل، فقال ‏:‏‏‏(‏لقد قتلت قتيلين لأدِيَنَّهما‏)‏، وانشغل بجمع ديتهما من المسلمين ومن حلفائهم اليهود ، وهذا الذي صار سبباً لغزوة بني النضير، كما سيذكر‏.‏

وقد تألم النبي صلى الله عليه وسلم لأجل هذه المأساة، ولأجل مأساة الرجيع اللتين وقعتا خلال أيام معدودة ، تألما شديداً، وتغلب عليه الحزن والقلق ، حتى دعا على هؤلاء الأقوام والقبائل التي قامت بالغدر والفتك في أصحابه‏.‏ ففي الصحيح عن أنس قال ‏:‏ دعا النبي صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوا أصحابه ببئر معونة ثلاثين صباحاً، يدعو في صلاة الفجر على رِعْل وذَكْوَان ولَحْيَان وعُصَية، ويقول‏:‏‏‏(‏عُصَية عَصَتْ الله ورسوله‏)‏، فأنزل الله تعالى على نبيه قرآناً قرأناه حتى نسخ بعد‏:‏ ‏‏(‏بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه‏)‏ فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم قُنُوتَه ‏

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

مواقع بكل اللغات يسرد سيره الرسول صلى الله عليه وسلم يوضح الاسلام السنة النبوية




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على قائد الغر الميامين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :​

مواقع بكل اللغات يسرد سيره
الرسول صلى الله عليه وسلم ،
ويوضح الاسلام
الحمد لله بكرمه و فضله تم الإنتهاء
من موقع رسول الله

بسم الله الرحمن الرحيم
آن يهدي الله بك رجلا خير مما طلعت عليه الشمس
نصيحة أبتغى فيها ما عند الله تعالى
أخي أختي في الله .. الأجر العظيم أتاكم ..
كن سبب في
اسلام انسان وأخدم هذا الدين وأعمل
بما امرك الله فقط
أنشر هذا كتاب وموقع يدعو ويعرف بالأسلام
احرص على نشره
في أماكن الغير ناطقين بالعربيه..
ولا تتهاون في ذلك
ابداً
أكتبه على طريقه الستيكرز والصقه
على سيارتك إن أمكن
وكونوا ***** بعد الله سبحانه وتعالى في إخراج
انسان من
النار إلى الجنه
إنشاء الله أخي أختي في الله اجتهد …
ليس لأحد!! فقط لربك وخالقك الله

عنوان المواقع

للغه الأنجليزيه

http://www.islam-guide.com

للغه الفرنسيه

http://www.islam-guide.com/fr

للغه الأيطاليه

http://www.islam-guide.com/it

للغه الأسبانيه

http://www.islam-guide.com/es

للغه الصينيه

http://www.islam-guide.com/cs/

للغه اليابانيه

http://www.islam-guide.com/jp/

للغه الالمانيه

http://www.islam-guide.com/de/

موقع الكتاب على الانترنت هو :

http://www.islam-guide.com
http://www.i-g.org

وهذا الكتاب على هيئة بي دي اف بشكل الكتاب الاصلي :

http://www.islam-guide.com/islam-guide.pdf

* بعـــض طـــرق النشـــر للموقـــع:
– ارسله لكــل من تعرفهـم لا تتـرك أحد منهـم
– ضعه في موقعك الشخصي
– ضعه في مدونة
– ضعه في توقيعك اسفل الرسائل
او المشاركات او على
التوبك او على رسائل الترحيب
– اكتبه في غرف وبرامج المحادثه
– ارسله في رساله بالجوال..واطلب
من قارئها بأن يقوم
بنشرها
– أكتبه على طريقه الستيكرز والصقه
على سيارتك إن أمكن

اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي
لجلال وجهك وعظيم
سلطانك
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت
أستغفرك وأتوب إليك

هذا الكتاب ينشره ففيه من الخير ما فيه
وهو باكثر من لغة
وهو نصرة حقيقية للنبي صلي الله عليه وسلم

هذا هو الرابط الذي يوصلكم للتحميل

http://www.islamhouse.com/file/rasool/

إظهار الجانب الإنساني للرسول

http://mohammedrasouloalah.fr.gd


موقع الهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته | نبي الرحمة

http://mercyprophet.org/

http://mercyprophet.org/mul/ar/node/2457

[ عربي | انجليزي | فرنسي | روسي |
فلبيني-تاجالوج | ألماني | دنمركي |
فارسي | اسباني ]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

شخصية توكيدية

كانت شخصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- "توكيدية".
الشخصية التوكيدية سوية هادئة تحقق الهدف المراد بطريقة مؤدبة دون جرح لمشاعر الآخرين أو استفزازهم، وصاحبها يناضل بتحقيق أهدافه دون أن يطيح بالآخرين ويحب لهم ما يحب لنفسه ويحافظ على سكينتهم وكرامتهم ما استطاع، فالتوكيدية مجموعة من صفات السلامة النفسية والمهارة والعلاقات والصبر.
أما صاحب الشخصية العدوانية فهو أناني شرس عنيف يقهر ولا يبالي ويسلك الطرق المؤدية إلى هدفه مهما تكن ولو ظلم أو جرح،

ونقيضه "الإذعاني"؛ الذي يستسلم ولا يقاوم ولا يدافع.
– الحب : كان يملك من الحب رصيداً هائلاً ويشيعه للقريب والبعيد.
لم يكن كلما دخل بيته حلف على الحب ولكنه في كل مرة كان يفعل شيئاً يدل عليه.
انسلّت أم سلمة من الفراش فسألها: أنفستِ؟ ثم أدناها وغطاها معه في الخميلة.
كان يدخل بيته كزوج .
وقد تدل عليه إحداهن فتهجره فلا يسخط بل يراضيها، ولما عاتبهن عمر قالت أم سلمة : إن في رسول الله ما يعظنا أكثر من موعظتك، لكنا نعامله بما تعلمنا منه، ولو نهانا لانتهينا.
كان أصحابه يتنافسون على مكانتهم في قلبه، فيسألونه : من أحب الناس إليك؟ وقال عن الحسن والحسين : اللهم إني أحبهما فأحبهما، وكان أسامة حبه وابن حبه.
وقال : المِقَة (الحب) من الله.
وبالحب سعى في تغيير مواقف خصومه وأعدائه، كما قال صفوان: "كان محمد أبغض الناس إليّ فما زال يعطيني حتى أصبح أحب الناس إليّ".
العطاء المادي والروحي سبيل لإشاعة الحب حتى لدى الخصوم والمناوئين فضلاً عن الأقربين.
ولا غرابة أن يتحول أعداؤه إلى جنود يتمنون أن تسفك دماؤهم دونه.
أحب أبا طالب لقرابته وحياطته وسعى في هدايته لآخر لحظة فأنزل الله {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} (56) سورة القصص.
وهدى الله عبيدة بن عبد المطلب من آل بيته فأصيب بين يديه يوم بدر، وكان يلفظ أنفاسه ويقول : ألست شهيداً؟ قال بلى، قال: أما والله لو كان أبو طالب حياً لعلم أني أحق بما قال حين يقول:

كَذَبتُم وَبَيت اللَهِ نُبزى مُحَمَّداً … وَلَمّا نُطاعِن دونَهُ وَنُناضِلِ
وَنُسلِمهُ حَتّى نُصَرَّعَ حَولَهُ … وَنذهلَ عَن أَبنائِنا وَالحَلائِلِ!

كان "كسب القلوب" هو الأهم عنده، وفي سبيله يبذل المال وتسخو العاطفة ويسهل النسيان والتجاوز.
كان يتقن فن التواصل الاجتماعي : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (13) سورة الحجرات.
فنجاح أي علاقة إنسانية معرفية أو اجتماعية أو مصلحية يحتاج إلى حسن التواصل.
ولأنه -صلى الله عليه وسلم- صاحب رسالة مهمته تبليغها إلى الناس كافة كانت سيرته عامرة بالتواصل، وآدابه كأخلاق التعامل والمجادلة بالتي هي أحسن والمعاملة للقريب والبعيد.
أ- فهو يبدأ من لقيه بالسلام والوجه الباشّ والمصافحة ويؤثر جليسه بالوسادة، ويقبل على الناس بوجهه، ويتكلم بكلام بيِّن واضح، وربما أعاد الكلمة مرتين أو ثلاثاً حتى تفهم وتحفظ، فكان هذا من عاداته في الحديث والخطبة، قالت عائشة: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لاَ يَسْرُدُ الْكَلاَمَ كَسَرْدِكُمْ هَذَا كَانَ كَلاَمُهُ فَصْلاً بَيِّنًا يَحْفَظُهُ كُلُّ مَنْ سَمِعَهُ"، وقال أنس: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُعِيدُ الْكَلِمَةَ ثَلاَثًا لِتُعْقَلَ عَنْهُ".
وكان يعود المريض، ويشهد الجنازة، ويغشى أصحابه في منازلهم، ويشاركهم مناسباتهم؛ كالفرح، والولادة، وعودة الغائب، وربما استقبل المولود في حجره وحنّكه بالتمر واختار له اسماً؛ تطييباً لأهله، وتحقيقاً لمفهوم التراحم.
ب- وتواصل -صلى الله عليه وسلم- مع أعدائه بالمراسلة، ولما علم أن من عاداتهم أنهم لا يقرؤون كتاباً إلا مختوماً صنع خاتماً فصه (محمد رسول الله).
وكتب إلى كسرى والمقوقس والنجاشي وملوك الأرض يدعوهم إلى الله عز وجل.
وتواصل مع المشركين بمكة، بإرسال عثمان إليهم للتفاوض يوم الحديبية، واستقبل رسلهم، ولأن من مقتضى هذا حماية الرسل والسفراء أقرّ -صلى الله عليه وسلم- مبدأ أن الرسل لا تُقتل.


د.سلمان العودة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

هل دعا النبي عليه الصلاة والسلام على معاوية؟ السنة النبوية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل صحيح بأن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم دعا على معاوية ؟ لأني سمعت حديثاً فيه (يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي قال: و كنت تركت أبي قد وضع له وضوء , فكنت كحابس البول مخافة ان يجئ قال : فطلع معاوية..)
الجواب :
الحمد لله
لم يبين السائل مراده بذلك واضحا ، وأظهر ما يقال في هذا حديثان : أحدهما باطل ، والآخر صحيح!!
أما الحديث الأول ، وقد ورد مقرونا بالحديث الذي سبق ذكره في جواب السؤال رقم (210844)، في بعض روايات الرافضة ، لكن منسوبا إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، لا عبد الله بن عمرو ، كما في الرواية السابقة .
وقد نقله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، من كتاب "ابن المطهر" الرافضي ، ورده عليه .
قال شيخ الإسلام :
" وَأَمَّا قَوْلُهُ: " وَقَدْ «رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ يَمُوتُ عَلَى غَيْرِ سُنَّتِي " فَطَلَعَ مُعَاوِيَةُ. وَقَامَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – خَطِيبًا، فَأَخَذَ مُعَاوِيَةُ بِيَدِ ابْنِهِ يَزِيدَ وَخَرَجَ وَلَمْ يَسْمَعِ الْخُطْبَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لَعَنَ اللَّهُ الْقَائِدَ وَالْمَقُودَ، أَيُّ يَوْمٍ يَكُونُ لِلْأُمَّةِ مَعَ مُعَاوِيَةَ ذِي الْإِسَاءَةِ» " .

فَالْجَوَابُ: أَنْ يُقَالَ: أَوَّلًا: نَحْنُ نُطَالِبُ بِصِحَّةِ هَذَا الْحَدِيثِ ; فَإِنَّ الِاحْتِجَاجَ بِالْحَدِيثِ لَا يَجُوزُ إِلَّا بَعْدَ ثُبُوتِهِ. وَنَحْنُ نَقُولُ هَذَا فِي مَقَامِ الْمُنَاظَرَةِ، وَإِلَّا فَنَحْنُ نَعْلَمُ قَطْعًا أَنَّهُ كَذِبٌ.

وَيُقَالُ ثَانِيًا: هَذَا الْحَدِيثُ مِنَ الْكَذِبِ الْمَوْضُوعِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ، وَلَا يُوجَدُ فِي شَيْءٍ مِنْ دَوَاوِينِ الْحَدِيثِ الَّتِي يُرْجَعُ إِلَيْهَا فِي مَعْرِفَةِ الْحَدِيثِ، وَلَا لَهُ إِسْنَادٌ مَعْرُوفٌ . وَهَذَا الْمُحْتَجُّ بِهِ لَمْ يَذْكُرْ لَهُ إِسْنَادًا.
ثُمَّ مِنْ جَهْلِهِ أَنْ يَرْوِيَ مِثْلَ هَذَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ كَانَ مِنْ أَبْعَدِ النَّاسِ عَنْ ثَلْبِ الصَّحَابَةِ، وَأَرْوَى النَّاسِ لِمَنَاقِبِهِمْ، وَقَوْلُهُ فِي مَدْحِ مُعَاوِيَةَ مَعْرُوفٌ ثَابِتٌ عَنْهُ، حَيْثُ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَسْوَدَ مِنْ مُعَاوِيَةَ. قِيلَ لَهُ: وَلَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ؟ فَقَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ خَيْرًا مِنْهُ، وَمَا رَأَيْتُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَسْوَدَ مِنْ مُعَاوِيَةَ …" اهـ من "منهاج السنة النبوية" (4/443) .

وقال أيضا :
" هَذَا الْحَدِيثُ يُمْكِنُ مُعَارَضَتُهُ بِمِثْلِهِ مِنْ جِنْسِهِ بِمَا يَدُلُّ عَلَى فَضْلِ مُعَاوِيَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ فِي كِتَابِ " الْمَوْضُوعَاتِ " : " قَدْ تَعَصَّبَ قَوْمٌ مِمَّنْ يَدَّعِي السُّنَّةَ، فَوَضَعُوا فِي فَضْلِ مُعَاوِيَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – أَحَادِيثَ لِيَغِيظُوا الرَّافِضَةَ، وَتَعَصَّبَ قَوْمٌ مِنَ الرَّافِضَةِ فَوَضَعُوا فِي ذَمِّهِ أَحَادِيثَ، وَكِلَا الْفَرِيقَيْنِ عَلَى الْخَطَأِ الْقَبِيحِ ". اهـ من "منهاج السنة النبوية" (4/446) ، وينظر : "الموضوعات لابن الجوزي" (2/15) .

وأما الحديث الآخر الصحيح ، فقد رواه الإمام مسلم في صحيحه (2604 ) بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( كُنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ . فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَوَارَيْتُ خَلْفَ بَابٍ ، قَالَ فَجَاءَ فَحَطَأَنِي حَطْأَةً ، وَقَالَ: اذْهَبْ وَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ . قَالَ فَجِئْتُ فَقُلْتُ : هُوَ يَأْكُلُ . قَالَ ثُمَّ قَالَ لِيَ: اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ . قَالَ فَجِئْتُ فَقُلْتُ: هُوَ يَأْكُلُ . فَقَالَ: لَا أَشْبَعَ اللَّهُ بَطْنَهُ ) .
فهذا الحديث يا أخي لا يشين معاوية رضي الله عنه بل هو معدود في فضائله :
أ- هذا الحديث يثبت مدى قرب مجلس معاوية من النبي صلى الله عليه وسلم بحيث كان يرسل في طلبه وقد كان من كُتَّابه .
ب- النبي صلى الله عليه وسلم لم يدع على معاوية بشيء يمس دينه وآخرته ، بل كان دعاؤه عليه بشيء يمس دنياه ، والدنيا ليس هي مطلب المؤمن ومبتغاه بل الآخرة .
ج- قال الحافظ الذهبي : " لعلَّ أن يقال : هذه منقبة لمعاوية لقوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم ! من لعنته أو سببته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة ) " انتهى من " سير أعلام النبلاء " ( 14/130).
وقال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم ( 16/156 ) :
" وأما دعاؤه على معاوية أن لا يشبع حين تأخر ؛ ففيه الجوابان السابقان : أحدهما أنه جرى على اللسان بلا قصد . والثاني : أنه عقوبة له لتأخره ، وقد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقا للدعاء عليه ، فلهذا أدخله في هذا الباب ، وجعله غيره من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاء له "
وقال الشيخ الالباني رحمه الله تعالى : " وقد يستغل بعض الفرق هذا الحديث ؛ ليتخذوا منه مطعنا في معاوية رضي الله عنه ، وليس فيه ما يساعدهم على ذلك ؛ كيف وفيه أنه كان كاتب النبي صلى الله عليه وسلم ؟! ولذلك قال الحافظ ابن عساكر ( 16/349/2 ) : " إنه أصح ما ورد في فضل معاوية " .
فالظاهر أن هذا الدعاء منه صلى الله عليه وسلم غير مقصود ، بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية….. ويمكن أن يكون ذلك منه صلى الله عليه وسلم بباعث البشرية التي أفصح عنها هو نفسه عليه السلام في أحاديث كثيرة متواترة ، منها حديث عائشة رضي الله عنها قالت : " دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان، فكلماه بشيء لا أدري ما هو ، فأغضباه، فلعنهما وسبهما، فلما خرجا ؛ قلت: يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان؟ قال: وما ذاك؟ قالت: قلت: لعنتهما وسببتهما، قال: " أَوَمَا عَلِمْتِ ما شارَطْتُ عليهِ رَبِّي؟ قلتُ: اللهُمَّ ! إِنَّما أَنا بَشَرٌ، فأَيُّ المسلمينَ لَعَنْتُهُ أَو سَبَبْتُهُ ؛ فاجْعَلْهُ لهُ زكاةً وأَجْرًا "
رواه مسلم مع الحديث الذي قبله في باب واحد ؛ هو : " باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه ، وليس هو أهلا لذلك ؛ كان له زكاة وأجرا ورحمة "
ثم ساق فيه من حديث أنس بن مالك ؛ قال :
" كانت عند أم سُلَيْم يتيمة ، وهي أم أنس، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة، فقال: آنت هيه ؟ لقد كبرتِ ، لا كَبُرَ سنك !! فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي ، فقالت أم سليم: ما لك يا بنية؟ قالت الجارية: دعا عليَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم أن لا يكبر سنِّي أبدا، أو قالت: قرني، فخرجت أم سليم مستعجله تلوث خمارها ، حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لك يا أم سليم؟ فقالت يا نبي الله ! أَدَعَوْتَ على يتيمتي؟ قال: وما ذاك يا أم سليم؟ قالت: زعمتْ أنك دعوتَ أن لا يكبر سنها ، ولا يكبر قرنها ؟ قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ( يا أُمَّ سُلَيْمٍ! أَما تَعلَمينَ أَنَّ شَرْطي على رَبِّي أَنِّي اشْتَرَطْتُ على رَبِّي فقلتُ: إِنَّما أَنا بَشرٌ أَرْضى كما يَرْضى البَشَرُ، وأَغْضَبُ كما يَغْضَبُ البشرُ، فأَيُّما أَحدٍ دَعَوْتُ عليهِ مِن أُمَّتي بدعوةٍ ليس لها بأَهْلٍ، أَنْ يجْعَلَها لهُ طَهورًا وزكاةً وقُربةً يُقَرِّبُهُ بها منهُ يومَ القيامةِ ؟(
ثم أتبع الإمام مسلم هذا الحديث بحديث معاوية ، وبه ختم الباب ، إشارة منه رحمه الله إلى أنها من باب واحد ، وفي معنى واحد، فكما لا يضرُّ اليتيمة دعاؤه صلى الله عليه وسلم عليها – بل هو لها زكاة وقربة-؛ فكذلك دعاؤه صلى الله عليه وسلم على معاوية " انتهى من " سلسلة الأحاديث الصحيحة " (1/ 165-166 ) .

وينظر جواب السؤال رقم (210844).

والله أعلم

الإسلام سؤال وجواب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

فضل رسولنا علينا،،،اتمنى الكل تنور الصفحه بوجودة – سنة النبي

السلام عليكم جميعا ،،،،،
كيف الحال ان شالله تمام،،،

اليوم حبيت اكتب لكم عن فضل رسولنا صلى الله عليه وسلم علينا،،،

وهو بما معنى الحديث الذي رواه ابو هريره رضي الله عنه:ان الناس يوم القيامه يقولون نفسي نفسي ورسولنا الكريم يقول أمتي أمتي؟؟؟؟

فمـــــــــــــــــــــــاذا فعلنا لنصرته عليه الصلاه والسلام،،،،

فيجب علينا أحياء سنه رسولنا بكل مكان ليس في مقاطعه المنتجااااااات فقط لا بل يجب علينا نصرته في نشر كتب ونشرات عن حياه وكفاح الرسول لأجل اخراجنا من جهلنا الى العلم وانقاذنا من النار الى الجنه….

وتقبلــــــــــو خالص تحياتي،،،

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

رسول الهدى من السنة

رسول الهدى

حبيب الله هلّ هلاله بنور قد بهرْ
جلّى الظّلماء بفجرٍ لم يدركه البصر
خرّ ساجدا لربّه فزعزع كلّ من كفر
هذي نيران فرسٍ خمدتْ بعد طول شرر
و تلك شرفات كسرى لم يعدْ لها خبر
فللّه درّكِ آمنة جدتِ بخير البشر
و أُثِبتَ خيْرا عبد الله لأمانة شبه القمر
و الحمد لله على نعمة فاقت كلّ قدر

* *

لو سُئِلتُ عن خير خلق الله كلّهم
لما تلعثم اللّسان و لتكلّم بكلّ الهمم
هو أحمد بن عبد الله نبع المعارف و الشّمم
و هو محمود السّماء و الأرض ما خطّ بالقلم
هو محمّد رمز المحبّة أحيا القيم
نلنا به شرفا ما نالته أمّة من الأمم
أعزّنا الله ببدر ساطع النّور ما انهزم

* *

لكَ أرنو بقلب صادق الودّ خجول
و اليك أهفو بجسم متعب أرهقه النّحول
فجازاك عنّا خيرا نبيّ الأخلاق و الشّمول
و هدى بك أمّة كاد يدركها الذّبول
كنتَ مجاهدا للكفّار بسيْف من الله مسلول
فما هدأتْ لك روح حتّى اتّبعتْك الفلول
فصلّى الله عليْك حبيب اليتيم خيْر رسول

الشاعر "أبو عمر" – تونس

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم :قصيدة< روحي فداك > من السنة

روحي فداك

ميم كعيون المها
تغدق سحر جمال و بهاء
حاء لأحباب الله
عفو و رجاء
مبم تأسر الفؤاد
طهرا و نقاء
دال دلت على خير الخلق
محمد رمز الصفاء

* *

طه .. طهرك بلغ عنان السماء
بك نرجوالشفاعة
واليك نغدو شهداء
فأنت للزمن دهر
خالد زانه ورد الرجاء
سبحان من صورك
أحمد..أنت نور الوفاء

* *

دمي أسفحه لطهر ذكراك
شهيد عليه رب الضعفاء
و فؤادي أسير هواك
ينساق لعشقك زهرا و نماء
لأجل جلالك
أرفع قلما بتارا للعداء
يتصر اسمك و ينقش رسمك
وشما خالدا يمحو البلاء

* *

حبيب الله من لي بك
يدنيني من فيح دوحتك الغناء ؟
فأنت نهر المحبة
وافر الظل عبقا سمح الجلاء
و أنت نور فؤادي العليل
ما له غير حبك رواء
فكن شفيعي يوم الحشر
و لا تجعلني من التعساء..

الشاعر أبو عمر- تونس

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده