التصنيفات
اسلاميات عامة

الغرور اسلاميات

مما لا شك فيه أن الأخلاق الرذيلة هي معاول هدم وتدمير للأفراد والمجتمعات ، فمهما انحرف الأفراد والمجتمعات عن مكارم الأخلاق ، وشاعت فيهم الأمراض والأوبئة المتمثلة في مساوئ الأخلاق تعرضت هذه المجتمعات للتفكك والانهيار مما يهدد وجودها واستمرارها.
ومن أعظم المفاسد الأخلاقية التي يتعرض لها الأفراد والمجتمعات الغرور، ذلك الداء الذي يدل على نقصان الفطنة وطمس نور العقل والبصيرة ، فينخدع العبد بما آتاه الله من أسباب القوة والجمال وبعض من الدنيا ؛ فيتعالى على الناس ويتكبر، ثم يتكبر على ربه وخالقه ومولاه ، فلا يخضع له ولا يقوم بواجب العبودية ، بل يسير وراء شهواته ونزواته غير عابئٍ بنظر الله إليه ، غير مكترث بالناس من حوله، فقد زينت له نفسه ، وبررت له الأخطاء ، والله عز وجل يقول: (يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ) (الانفطار:6-7 )
يعني: ما خدعك وسوّل لك ؟ وكيف اجترأت على ربك فأضعت ما وجب عليك ، وارتكبت ما حرم عليك ، وهذا توبيخ وتبكيت للعبد المغرور الذي سكنت نفسه إلى ما يوافق هواها ولو كان فيه ما يغضب الرب تبارك وتعالى.
بين الغرور والجهل:
إن أحد الأسباب الباعثة على تمكن هذه الآفة من النفوس هو الجهل، الجهل بحقيقة النفس، والجهل بحقيقة الحياة، والجهل بصفات الرب جل وعلا، فإذا جهل الإنسان كل هذه المعاني رفع نفسه فوق قدرها ، وترفع على الخلق ، وتكبر على الله فصار من المغرورين.
أنواع الغرور:
ذكر بعض العلماء أن الغرور أنواع، وهي متفاوتة، يقول الغزالي رحمه الله : أظهر أنواع الغرور وأشدها غرور الكفار وغرور العصاة والفُسّاد.
ثم ذكر رحمه الله ما ملخصه:
المثال الأول: غرور الكفار ، فمنهم من غرته الحياة الدنيا، ومنهم من غره بالله الغرور، أما الذين غرتهم الحياة الدنيا فهم الذين قالوا: النقد خير من النسيئة " والمراد بالنقد البيع المعجل ، والنسيئة هي البيع الآجل" والدنيا نقد والآخرة نسيئة ، فالدنيا إذن خير من الآخرة فلا بد من إيثارها . وقالوا أيضا: اليقين خير من الشك ولذات الدنيا يقين ولذات الآخرة شك فلا نترك اليقين للشك. وعلاج هذا الغرور إما بتصديق الإيمان وإما بالبرهان.
فأما التصديق بالإيمان فهو أن يصدق الله تعالى في قوله:
( ما عندكم ينفد وما عند الله باق). وقوله عز وجل: ( وللآخرة خير لك من الأولى) .
وأما المعرفة بالبيان والبرهان فهو أن يعرف وجه فساد هذا القياس الذي نظمه في قلبه الشيطان وهذا القياس الذي نظمه الشيطان فيه أصلان: أولا: أن النقد خير من النسيئة وأن الدنيا نقد والآخرة نسيئة ..فهذا محل التلبيس لأن الأمر ليس كذلك بل إن كان النقد مثل النسيئة في المقدار والمقصود فهو خير، وإن كان أقل منها فالنسيئة خير ، ولذلك فإن الكافر المغرور يبذل في تجارته درهما ليأخذ عشرة نسيئة ..ولا يقول النقد خير من النسيئة فلا أتركه ، والإنسان إذا حذّره الطبيب الفواكه ولذائذ الأطعمة ترك ذلك في الحال خوفا من ألم المرض في المستقبل . ثانيا: أن اليقين خير من الشك فهذا القياس أكثر فسادا من الأول ، إذ اليقين خير من الشك إذا كان مثله ، وإلا فالتاجر في تعبه على يقين، وفي ربحه على شك، والمتفقّه في جهاده على يقين وفي إدراكه رتبة العلم على شك ، والصياد في تردده في المقتنص على يقين ، وفي الظفر بالصيد على شك .
وهذا القياس الخاطئ يتيقّن منه المؤمن وليقينه مدركان. أحدهما : الإيمان والتصديق وتقليدا للأنبياء والعلماء ، وذلك أيضا يزيل الغرور وهو مُدرك يقين العوام وأكثر الخواص، ومثالهم مثال مريض لا يعرف دواء علته وقد اتفق الأطباء على أن دواءه النبت الفلاني ، فإن المريض تطمئن نفسه إلى تصديقهم ولا يطالبهم بتصحيح ذلك بالبراهين الطيبة ، بل يثق بقولهم ويعمل به. والخلاصة : أن غرور الشيطان بأن الآخرة شك ، يُدفع إما بيقين تقليدي، وإما ببصيرة ومشاهدة من جهة الباطن، والمؤمنون بألسنتهم وعقائدهم إذا ضيعوا أوامر الله تعالى وهجروا الأعمال الصالحة ولابسوا الشهوات والمعاصي فهم مشاركون للكفار في هذا الغرور لأنهم آثروا الحياة الدنيا على الآخرة إلا أن أمرهم أخف لأن أهل الإيمان يعصمهم من عقاب الأبد فيخرجون من النار ولو بعد حين. ومجرد الإيمان لا يكفي للفوز ، قال تعالى: ( وإني لغفار لمن تاب و آمن وعمل صالحا ثم اهتدى).
والمثال الثاني : غرور العصاة من المؤمنين…بقولهم : إن الله كريم وإنا نرجو عفوه ، واتكالهم على ذلك وإهمالهم الأعمال، وتحسين ذلك بتسمية تمنيّهم واغترارهم رجاء وظنهم أن الرجاء مقام محمود في الدين، وأن نعمة الله واسعة ورحمته شاملة ويرجونه بوسيلة الإيمان. فإن قلت فأين الغلط في قولهم هذا، وقد قال المولى أنا عند ظن عبدي بي ، فليظن بي خيرا، فهذا كلام صحيح مقبول في الظاهر ولكن اعلم أن الشيطان لا يغوي الإنسان إلا بمثل هذا، ولولا حسن الظاهر لما انخدع به القلب، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كشف عن ذلك فقال: " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والأحمق من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله " وهذا التمني على الله غّير الشيطان اسمه فسماه رجاء حتى خدع به الجهال ، وقد شرح الله الرجاء فقال: ( إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله). يعني أن الرجاء بهم أليق ، لأن ثواب الآخرة أجر وجزاء على الأعمال فقد قال تعالى: ( وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ) فلو أن شخصا استؤجر لإصلاح شيء وشرُط له أجرة ، وكان الشارط كريما بما يفي بالوعد ويزيد عليه ، فجاء الأجير وأخذ هذا الشيء ثم جلس ينتظر الأجر بزعم أن المستأجر كريم ، أفيرى العامل ذلك تمنيا وغرورا أم رجاء؟
وهذا للجهل بالفرق بين الرجاء والغرور ، وقد قيل للحسن : قوم يقولون نرجو الله ويضيعون العمل ، فقال: هيهات هيهات تلك أمانيهم يترجحون فيها،من رجا شيئا طلبه ومن خاف شيئا هرب منه.
فإن قلت فأين مظنة الرجاء وموضعه المحمود: فاعلم أنه محمود في موضعين:
أحدهما في حق العاصي المنهك إذا خطرت له التوبة فيقنطه الشيطان ، هنا يقمع القنوط بالرجاء ، ويتذكر قوله تعالى: ( إن الله يغفر الذنوب جميعا). فإذا توقع المغفرة مع التوبة فهو راج.
ثانيهما: في حق من تغتر نفسه عن فضائل الأعمال ويقتصر على الفرائض ، فيرجّي نفسه نعيم الله تعالى وما وعد به الصالحين حتى ينبعث من رجائه نشاط العبادة فيقبل على الفضائل ويتذكر قوله تعالى : ( قد أفلح المؤمنون) إلى قوله تعالى: ( الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون).
المثال الثالث: غرور طوائف لهم طاعات ومعاص إلا أن معاصيهم أكثر، وهم يتوقعون المغفرة ويظنون أنهم بذلك تترجح كفة حسناتهم ، مع أن ما في كفة السيئات أكثر، وهذا غاية الجهل ، فترى الواحد يتصدق بدراهم من الحلال والحرام وما يتناوله من أموال المسلمين أضعاف ذلك ويظن أن إنفاق عشرة في الصدقة يكفرّ عن مائة من مشبوه المال، وذلك غاية في الجهل والاغترار.
الفرق بين الثقة بالله والغرور والعجز:
قال ابن القيم: الفرق بينهما : أن الواثق بالله قد فعل ما أمره الله به ، ووثق بالله في طلوع ثمرته وتنميتها وتزكيتها كغارس الشجرة وباذر الأرض ، والمغتر العاجز قد فرط فيما أُمر به ، وزعم أنه واثق بالله ، والثقة إنما تصح بعد بذل المجهود.
وقال رحمه الله : إن الثقة سكون يستند إلى أدلة وأمارات يسكن القلب إليها فلكما قويت تلك الأمارات قويت الثقة واستحكمت ولا سيما على كثرة التجارب وصدق الفراسة.
وأما الغرة فهي حال المغتر الذي غرته نفسه وشيطانه وهواه وأمله الخائب الكاذب بربه حتى أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ، والغرور ثقتك بمن لا يوثق به وسكونك إلى من لا يُسكن إليه ورجاؤك النفع من المحل الذي لا يأتي بخير كحال المغتر بالسراب.
ومن أعظم الغرة أن ترى المولى عز وجل يُتابع عليك نعمه وأنت مقيم على ما يكره ، فالشيطان وكّل بالغرور ، و طبع النفس الأمارة الاغترار ، فإذا اجتمع الرأي والبغي والشيطان الغرور والنفس المغترة لم يقع هناك خلاف " في حدوث الغِرة" فالشياطين غروا المغترين بالله وأطمعوهم – مع إقامتهم على ما يسخط الله ويبغضه – في عفوه وتجاوزه ، وحدثوهم بالتوبة لتسكن قلوبهم ثم دافعوهم بالتسويف حتى هجم الأجل فأُخذوا على أسوأ أحوالهم وقال تعالى في هؤلاء: ( وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور). وأعظم الناس غرورا بربه من إذا مسه الله برحمة منه وفضل قال" هذا لي " أي أنا أهله وجدير به ومستحق له ثم قال" وما أظن الساعة قائمة" فظن أنه أهلٌ لما أولاه من النعم مع كفره بالله، ثم زاد في غروره فقال" ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى" يعني الجنة والكرامة وهكذا تكون الغرة بالله ، فالمغتر بالشيطان مغتر بوعوده وأمانيه وقد ساعده اغتراره بدنياه ونفسه فلا يزال كذلك حتى يتردى في آبار الهلاك.
فيا أيها العبد الضعيف : إن الله عز وجل حذرك من الوصول إلى هذا الحال ، وأعلمك بقرب وقوفك بين يديه للحساب والجزاء في يوم تشيب لهوله الولدان (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) (لقمان:33) .
فإياك إياك أن تكون بالله مغرورا واستحضر قول عبد الله بن مسعود : ما منكم من أحد إلا وسيخلو الله به يوم القيامة ، فيقول له : يا ابن آدم ما غرك بي؟ يا ابن آدم ماذا عملت فيما علمت؟
نسأل الله أن يرزقنا البصيرة وأن يصلحنا ظاهرا وباطنا وأن يقينا شر الغرور.



موقع مقالات اسلام ويب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

تعرفوا على مالك قلوبنا ! تفضلوا لتعرفوا المفاجأة – شريعة اسلامية

السلام عليكم ورحمة الله وبركااته ..

أسعد الله أوقاتكم بكل خير وتوفيق في الدنيا والآخرة ..

تعرفوا على مالك قلوبنا بأسمه (( السميع )) جل في علاه ..

وهذه المفاجأة ..

هذا شرح مبسط لأخيتي الغاليه مرام كتبته بطريقة سلسة وميسرة ..

وأدعكم مع هذا الأسم الجميييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييل . .

سبحــان من وسعَ سمعه الأصوات والخواطــر!!…

من أكثر مادفعني لكتابة هذا المقال هو موقف مررت به مع احدى اخواتي في الله قبل يومين :

قالت لي:

أتعلمي يامرام بحاجتي تلك التي سألتها الله سنينا ..

قلت لها :بلى ..

قالت : وكأن الفرج قد قدم وقرب تحقيقها ..

ذكرت لي أنها في ليلة من الليالي كانت تبيت في فراشها باكية شاكية تناجي ربها ياكريم ياسميع ..يامن تعلم اضطرار حاجتي ..حقق لي مرادي..

تنادي ربها ..في ظلمة الليل ..وتحت الفراش ..لا أحد يسمعها …لكن السميع قد سمع اضرارها من فوق ساااابع سماوات وقد أذن لحاجتها ..

فما انقضى يومان الا وقد تحقق لها رجاؤها التي طلبته سنينا ..فسبحان من وسع سمعه الأصوات ..

فهو الذي يسمع نداء المضطرين ،

يجيب دعاء المحتاجين يعين الملهوفين ،

يسمع حمد الحامدين ، يسمع دعاء الداعين ،

يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ،

يسمع خطرات القلوب ،

يسمع هواجس النفوس ،

يسمع مناجاة الضمائرجل في علاه..

سمعت قصة شخص من أهل الشام أنهى خدمته الإلزامية ، وهو لا يملك درهماً واحد ، بحث عن عمل فلم يجد ، أعطته أخته قطعة حُلِي لها ، فباعها واشترى بثمنها بطاقة طائرة ، إلى بعض دول الخليج ، وسافر إلى هناك ، أَقسَم َ بالله أنه وهو في الطائرة ، وهو ساكت ، حدث نفسه حديثاً نفسياً.. ،

قال في نفسه : والله لإن أكرمني الله بهذه السفرة لأبنينَّ لله مسجداً ، أقسم بالله هذا الخاطر ما ذكره بلسانه ..فلم وصل أخذ الله بيده وأكرمه في هذه السفرة وعاد إلى بلده ، وبنى مسجداً ، قال : هذا المسجد استجابة لنداء خفي ما ذكرته بلساني : إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا "

فسبحان من وسع سمعه الأصوات والخواطر.

أنت بإمكانك أن تنادي ربك ، وأنت ساكت ، وشفتاك ملتصقتان ، ولا أحد يعلم بهذا النداء، هذا الإله الذي ينبغي أن نعبده ، خواطرك مكشوفة دعاؤك مسموع طلبك ملبَّىً ، استغفارك مغفور، توبتك مقبولة ..

سيدنا يونس أين نادى ربه ؟ في بطن الحوت ، والحوت في عمق البحر وفي ظلمة الليل:

من الذي سمع نداءه في تلك الظلمات ..ظلمة الليل ..وفي ظلمة البحر ..وفي ظلمة بطن الحوت ؟؟.

إنه الله السميع جل في علاه . ،،، يسمعك ، وأنت في بيتك وأنت في عملك ، وأنت في طائرة ، وأنت على ظهر سفينة ، وأنت في أعماق الوادي ، وأنت في أي وضع يسمعك ، إن نطقت وإن سكت ، إن ناجيته بخواطرك ، وإن ناجيته بلسانك هو سميع مجيب .

يسمع نداء المضطرين..

(أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإلــه مع الله قليلا ماتذكرون )

يجيب دعوة المحتاجين ..

يقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ هَلْ مِنْ تَائِبٍ هَلْ مِنْ سَائِلٍ هَلْ مِنْ دَاعٍ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ

سميع في كل أحوالك..

فإذا علمنا أن الله هو السميع يسمع المناجاة ، ويجيب الدعاء عند الاضطرار ويكشف السوء ويقبل الطاعة ، لجئت اليه في كل حين وغسلت يدك من البشر أجمعين فهوالسميع الذي يــخْــبُر بحالك وما يناسب مصالحك جل في علاه .

يقول شفيق البلخي مكثت أياما لا نجد طعاما ولا شرابا فأتت امرأتي شاكية لي الحال وجوع العيال ، فقلت لها : ائتني بالموضئة فتوضأت وبينما أنا أتوضا اذا تذكرت لي أخا في الله أوصاني ان اردت حاجة ان آتيه ..فهممت مسرعا الى بيته وبنما انا في الطريق تذكرت قول القائل (من كانت له حاجة عند مخلوق فاعرضها أول على خالقك )فحولت للمسجد وصليت ركعتين اذ غفت بعدها عيناي فسمعت مناديا في المنام يقول لي (ياشفيق أتدل الخلق علي ثم تنساني !!)فاستيقظت ، فعلمت انما هو عتاب من رب العالمين أنَّي لجئت لغيره فقلت والله لا أبرح المسجد ،فمكثت حتى صلاة العشاء وبينما انا اخرج من المسجد اذ بصديق لي امامي يهديني عطية فعلمت أن الخالق سبحانه هو الذي ساقه لي!!)…

واذا علم العبد المؤمن أن الله هو السميع كان من كمال الأدب معه أن يحفظ لسانه من الباطل إلا بخير ، ومن عرف أن الله تعالى سميع كان من أدبه دوام المراقبة ، ومطالبة النفس بالمحاسبة ، وينبغي للعبد أن يعلم أن الله تعالى ، لم يخلق له السمع إلا ليسمع كلام الله أولاً.

" إلهي أنت السميع لحركات القلوب وخطرات النفوس ، السميع لنداء المضطرين ، المغيث لجميع المحتاجين ، أشرِقْ على أسماعنا نوراً من عندك إنك ،، وامنن علينا بسماع حاجتنا وتحقيقها انك انت السميع البصير .."

اللهم آمين ..آمين ..آمين

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

هل قرأت أعينكم ما كـتبت …!! اسلاميات

{ مدخل …
أعلم بأن كلمة صادقة تخرج من قلباً صافياً

هي تذكرةٌ لفتح أبواب الخير …!!
( حجر )

كم هو قاسي هذا الحجر

صلب بتكوينه إذا ضُر منه فهو يأتي بأذى !!

لا يطرأُ ببالنا أن نحتفظ به وهو بساطه رمزاً لايعني بشيء!!
( دمعه )

أحياناً تُسعِدُنا وأحيناً تقهُرنآ ليس لهآ بحكم القدر!!

ولكن تعتبر ( رمزاً لإي ردة فعل ) !!

( القرآن )

هو رمزاً للدين

يبين لنا الأحكام !!

ومواطن تخلو بها النفس لتسعد بالدارين ….
هل قرأت أعينكم ما كتبت !!

إذاً دعو قلوبكم تعيش معي تلك الأسماء التي صنفتها !!

لنعرف ماهي تلك الحقيقه ….
( الحجر )

هي قلوب متحجره عصت عن أوامر بارئها

قاسية بجميع حالتها أفعالها وماتنطق !!

أخذتها مجريات حياتنا باللهو بهذهِ الدنيا

مهما ينصح مهما تأخذه بيدك للخير لن يتغير شي

ببساطه ( حجر)
( الدمعه )

هذهِ فئه تجدها بين حالتين بهآ الخير ولكن تسول لها نفسها وتنقاد إلى الرذيله

أحياناً تلك الدموع تفرح لعودتها إلى الله بها شوقاً إليه وتوبةً تفتح لها بشائر الخير بإذن ربها

وأحياناً تدمع من أهوال تلك النفس ومما ضيعت تتحسر تلك العين مما رأت وتخجل تلك الأطراف

لهول مافعلت !!

دمعتين هي بإرادة النفوس أياً كان إتجاهها !!
( القرآن )

هم أهل الخير والصلاح وبهم تسعد النفس

تجدهم مطمئنين متمسكين بما أمر ونهى الله عز وجل
هذهِ هي الحجر والدمعه والقرآن

إذاً فعلى أهل الخير البدأ بالوعظ والنصح لأصحاب تلك القلوب التى نراها رغم قسوتها

إلى أنها ضعيفه لتبدأ دموع جديده ممتزجه ببشائر التوبه

{ مخرج …

فأعلم إنك بقلائل الكلمات تضفي بحياة الكثيرين إلى إتجاه مضيء لحياتهم !! }

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

خمسون سؤالا لمن اراد محاسبة نفسه – شريعة اسلامية

خمسون سؤالا لمن اراد محاسبة نفسه
– هل زرت القبور وتذكرت هادم اللذات وأعددت العدة لها؟
– هل إبتعدت عن الغضب و الإنتقام وكنت حليما على من أخطا عليك ؟
– هل إنشغلت بإصلاح عيوبك عن عيوب الأخرين ؟
– هل جاهدت نفسك على أن تكون من المتقين وابتعدت عن الفتور في العبادة ؟
– هل خشع قلبك وذرفت عينك لله وأنت بعيد عن الناس ؟
– هل اخترت شابا وكثفت جهودك في دعوته إلى الله تعالى ؟
– هل كنت جادا في حياتك بعيدا عن الإسراف في المباحات والإغراق في الكماليات ؟
– هل حفظت وقتك من الضياع وطلبت العلم وحفظت شيئا من الحديث ؟
– هل أفشيت السلام على من عرفت ومن لم تعرف وكان ثغرك باسما وكلامك طيبا ؟
– هل بررت بوالديك ووصلت أرحامك أو زرت أخا لك في الله ؟
– هل سجدت شكرا لله عند سماعك خبرا سارا ؟
– هل فزعت إلى الصلاة عندما أتاك ما يحزنك ويكدر خاطرك ؟
– هل حاولت الإصلاح بين متخاصمين وبدأت بنفسك فتصافيت مع من هجرك ؟
– هل تصدقت على فقير أو تبرعت لعمل خيري لاسيما الصدقة الجارية ؟
– هل التزمت بجميع مواعيدك في وقتها لتنجو من النفاق ؟
– هل أمرت بامعروف ونهيت عن المنكر وابتعدت عن المجاملة على حساب الدين ؟
– هل صمت يوما في سبيل الله لاسيما الإثنين و الخميس ؟
– هل جلست مع أفراد أسرتك ودعوتهم إلى الله وعلمتهم ما ينفعهم ؟
– هل عدت مريضا ودعوت له باشفاء من مرضه ؟
– هل حملت هم الإسلام وتأثرت لما يحصل للمسلمين في كل مكان ؟
– هل حرصت على أن تعمر وتحج وتؤدي هذين النسكين قبل مماتك ؟
– هل حرصت على تبشير المسلم بما يسره ويدخل الفرح في قلبه ؟
– هل صليت جميع الصلوات مع الجماعة وحافظت على الصف الأول ؟
– هل قرأت شيئا من كتاب الله بتأمل وتدبر ؟
– هل حافظت على نوافل الصلاة كالسنن الرواتب والوتر والضحى ؟
– هل دعوت الله بصدق وتضرعت إليه بإلحاح وأنت موقن باالإجابة ؟
– هل خشعت في الصلاة وجاهدت الشيطان ودافعت الوساوس ؟
– هل حافظت على أذكار الصباح و المساء و الأدعية الزمانية والمكانية ؟
– هل تيامت غي مأكلك وملبسك وطهارتك وتعاملك وفي شئونك كلها ؟
– هل ابتعدت عن مجالسة العصاة إلا لدعوتهم ؟
– هل استخدمت السواك لاسيما عند الوضوء والصلاة ؟
– هل حاسبت نفسك قبل النوم ونمت وقلبك خال من الحسد على الناس ؟
– هل اتقيت الله في أحوالك و أخلصت له في أعمالك ؟
– هل رددت مع المؤذن لتكسب شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
– هل ابتعدت عن فضول المأكول و الكلام والنظر والنوم والخلطة والضحك ؟
– هل أمسكت لسانك عن كل محرم خاصة الغيبة ؟
– هل غضضت بصرك وكففت سمعك عما حرم الله ؟
– هل سألت الله الثبات على الدين ودخول الجنة والنجاة من النار ؟
– هل حمدت الله على نعمة الإسلام والصحة والمال والولد ؟
– هل توكلت على الله واستعنت به و فوضت أمرك إليه ؟
– هل دعوت لغيرك ظهر الغيب ؟
– هل تواضعت للناس وكنت في عونهم فيما تقدر عليه ؟
– هل تدبرت في خلق الله وتفكرت في ملكوته ؟
– هل شكوت إلى الله كل ما يصيبك وابتعدت عن الشكوى لغيره ؟

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

اللي جوعان يدخل ..؟؟ اسلاميات

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اخباركم ان شاء الله جوعانين <<< هههههه اقصد صايمين,,:pangel4:

الصراحه انا ميته جوع

والمشكله قاعده اطبخ <<< ياحراام متعذبه,,

مااطول عليكم ..

المكتوب مبين من عنوانه (( المطلوب ))

ابي كل شخص يدخل يكتب وش وده ياكل الحين؟؟

وش احسن أكله عندكـ؟؟

وش المشروب المفضل عندكـ مع الاكل؟؟

:: يعني طلعوا حره الجوع هنا<<< من قلب جوعانه ههههااي:laughter:

والسؤال اللي شويه غريب ::

انت لما تكون جوعان ممكن تقول

:: لوكان الجـــوع رجلا لقتلته::؟؟

وسلامتكم,,

ودمتم ودامت طلتكم,,

يلا ابي منكم التفاعل اللي يرضيني..:030104_emM7_prv:

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

الإستخارة تجلب الخير اسلاميات

من المعلوم أن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى ، وأن العبد لا يدري على وجه اليقين عواقب الأمور ؛ فقد يظن العبد أن ما هو مقدم عليه فيه الخير وتأتي النتائج على خلاف ما توقع كما قد يحدث العكس.من أجل هذا كان حريا بالعبد عند إقدامه على أمر من الأمور المباحة أن يتفكر وأن يستخير الله تعالى ويستشير من يثق برأيه وخبرته وأمانته؛فما خاب من استخار الخالق واستشار المخلوق، وقد روى جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: "إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر – يسمي حاجته – خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله؛ فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم ارضني به".
قال: "ويسمي حاجته" أي يسمي حاجته عند قوله: "اللهم إن كان هذا الأمر" [رواه البخاري].
وهذا دليل على العموم، وأن المرء لا يحتقر أمرًا لصغره وعدم الاهتمام به، فيترك الاستخارة فيه، فرُب أمر يُستخف به يكون في الإقدام عليه ضرر عظيم أو في تركه.
فيُسن لمن أراد أمرًا من الأمور المباحة والتبس عليه وجه الخير فيه أن يصلي ركعتين من غير الفريضة، ولو كانتا من السنن الراتبة أو تحية المسجد في أي وقت من الليل أو النهار، يقرأ فيها بما شاء بعد الفاتحة ثم يحمد الله ويُصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بهذا الدعاء الذي رواه البخاري. والأولى أن يكون بعد التشهد وقبل التسليمتين، فإن لم يفعل دعا بدعاء الاستخارة بعد التسليمتين.
أحكام متعلقة بالاستخارة
ولا تجري الاستخارة إلا في أمر مباح كعقد صفقة تجارية وسفر مباح، والتزوج من فلانة.. أما الواجب والمندوب فهو مطلوب الفعل، والمحرم والمكروه مطلوب الترك.
وصلاة الاستخارة تجوز في أوقات الكراهة، ولم يصح في القراءة فيها شيء مخصوص، كما لم يصح شيء في استحباب تكرارها.
وعن أنس رضي الله عنه أنه قال: "لما تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بالمدينة رجل يَلحدُ (شق في عرض الأرض) وآخر يُضرح (يدفن بلا لحد) فقالوا: نستخير ربنا ونبعث إليهما فأيهما سبق تركناه. فأرسل إليهما فسبق صاحب اللحد، فلحدوا للنبي صلى الله عليه وسلم". [رواه أحمد وابن ماجه].
قال ابن أبي جمرة – رحمه الله تعالى -: "الاستخارة في الأمور المباحة وفي المستحبات إذا تعارضا في البدء بأحدهما، أما الواجبات وأصل المستحبات والمحرمات والمكروهات كل ذلك لا يُستخار فيه".
وقال أيضًا: "الحكمة في تقديم الصلاة على دعاء الاستخارة: أن المراد حصول الجمع بين خيري الدنيا والآخرة فيُحتاج إلى قرع باب الملك، ولا شيء لذلك أنجع ولا أنجح من الصلاة لما فيها من تعظيم الله والثناء عليه والافتقار إليه مآلاً وحالاً".
قال الطيبي – رحمه الله تعالى -: "سياق حديث جابر في الاستخارة يدل على الاعتناء التَّام بها".
الاستخارة تجلب الخير
قال بعض أهل العلم: "من أعطى أربعًا لم يُمنع أربعًا: من أُعطي الشُّكر لم يُمنع المزيد، ومن أُعطي التوبة لم يُمنع القبول، ومن أُعطي الاستخارة لم يُمنع الخيرة، ومن أُعطي المشورة لم يُمنع الصواب".
قال بعض الأدباء: "ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار".
قال ابن الحاج في ضرورة الالتزام بالوارد في الاستخارة؛ لأن صاحب العِصمة صلى الله عليه وسلم أمر بالاستخارة والاستشارة لا بما يُرى في المنام، ولا يُضيف إليها شيئًا، ويا سُبحان الله، إن صاحب الشرع صلوات الله وسلامه عليه قد اختار لنا ألفاظًا منتقاة جامعة لخير الدنيا والآخرة، حتى قال الراوي للحديث في صفتها على سبيل التخصيص، والحض على التمسك بألفاظها وعدم العدول إلى غيرها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يُعلمنا السُّورة من القرآن".
ومعلوم أن القرآن لا يجوز أن يُغير أو يُزاد فيه أو يُنقص منه، ثم انظر إلى حكمة أمره عليه الصلاة والسلام الْمُكلف بأن يركع ركعتين من غير الفريضة، وما ذاك إلا لأن صاحب الاستخارة يُريد أن يطلب من الله تعالى قضاء حاجته، وقد قضت الحكمة أن من الأدب قرع باب تُريد حاجتك منه، وقرعُ باب المولى سبحانه وتعالى إنما هو بالصلاة، فلما أن فرغ من تحصيل فضائل الصلاة الجمة أمره صاحب الشرع عليه الصلاة والسلام بالدعاء الوارد".
ولو لم يكن فيها من الخير والبركة إلا أن من فاعلها كان مُمتثلاً للسُّنة المطهرة مُحصلاً لبركتها، ثم مع ذلك تحصُلُ له بركةُ النطق بتلك الألفاظ التي تربو على كل خير يطلبه الإنسان لنفسه ويختاره لها، فيا سعادة من رزُق هذا الحال.
وينبغي للمرء أن لا يفعلها إلا بعد أن يتمثل ما ورد من السُّنة في أمر الدعاء، وهو أن يبدأ أولاً بالثناء على الله سبحانه وتعالى، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يأخذ في دعاء الاستخارة الوارد، ثم يختمه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم الأفضل أن يجمع بين الاستخارة والاستشارة؛ فإن ذلك من كمال الامتثال للسُّنة، وقد قال بعض السلف: "من حق العاقل أن يُضيف إلى رأيه آراء العلماء، ويجمع إلى عقله عقول الحكماء، فالرأي الفذُّ ربما زلَّ، والعقلُ الفرد ربما ضل".
من ترك الاستخارة عرض نفسه للمتاعب
فعلى هذا؛ من ترك الاستخارة والاستشارة يُخافُ عليه من التعب فيما أخذ بسبيله لدخُوله في الأشياء بنفسه دون الامتثال للسُّنة المطهرة وما أحكمته في ذلك.
ماذا يفغل بعد الاستخارة؟
قال النووي: وينبغي أن يفعل بعد الاستخارة ما ينشرح له، ولا يعتمد على انشراحٍ كان فيه هوىً قبل الاستخارة، بل ينبغي للمُستخير تركُ اختياره رأسًا، وإلا فلا يكون مُستخيرًا لله، بل يكون غير صادقٍ في طلب الخيرة وفي التبرّي من العلم والقُدرة وإثباتها لله تعالى، فإذا صدق في ذلك تبرأ من الحول والقوة ومن اختياره لنفسه.
(وقد ذكر بعض أهل العلم كالعلامة ابن عثيمين يرحمه الله أن العبد يمضي في حاجته بعد الاستخارة فإن رأى تيسيرا أتم عمله وإن رأى غير ذلك أحجم)
والاستخارة دليل على تعلق القلب بالله في سائر أحواله والرضا بما قسم الله، وهي من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، وفيها تعظيم لله وثناء عليه وامتثال للسُّنة المطهرة وتحصيل لبركتها، وفيها دليل على ثقة الإنسان في ربه ووسيلة للقرب منه.
والمستخير لا يخيب مسعاه وإنما يُمنح الخيرة ويبعد عن الندم. فاللهم وفقنا لهداك، واجعل عملنا في رضاك، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين.


د/ سعيد عبدالعظيم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

يارب أستجب …. – في الاسلام

استغفار جامع

استغفر الله العظيم من كل ذنب اذنبته استغفر الله العظيم من كل فرض تركته
استغفر الله العظيم من كل انسان ظلمته استغفر الله العظيم من كل صالح جفوته
استغفر الله العظيم من كل ظالم صاحبته استغفر الله العظيم من كل برا اجلته
استغفر الله العظيم من كل ناصح اهنته استغفر الله العظيم من كل محمود سئمته
استغفر الله العظيم من كل زور نطقت به استغر الله العظيم من كل حق اضعته
استغفر الله العظيم من كل باطل اتبعته استغفر الله العظيم من كل وقت اهدرته
استغفر الله العظيم من كل ضمير قتلته استغفر الله العظيم من كل سر افشيته
استغفر الله العظيم من كل امين خدعته استغفر الله العظيم من كل وعد اخلفته
استغفر الله العظيم من كل عهد خنته استغفر الله العظيم من كل امرىء خذلته
استغفر الله العظيم من كل صواب كتمته استغفر الله العظيم من كل خطاء تفوهت به
اسغفر الله العظيم من كل عرض هتكته استغفر الله العظيم من كل ستر فضحته
استغفر الله العظيم من كل لغوسمعته استغفر الله العظيم من كل حرام نظرت اليه
استغفر الله العظيم من كل كلا م لهوت به استغفر الله العظيم من كل اثم سننته
استغفر الله العظيم من كل نصح خالفته اسغفر الله العظيم من كل علم نسيته
استغفر الله العظيم من كل شك اطعته استغفر الله العظيم من كل ظن لازمته
استغفر الله العظيم من كل ضلال عرفته اسغفر الله العظيم من كل دين اهملته

اسغفر الله العظيم من كل ذنب تبت لك به ثم عدت فيه
استغفر الله العظيم من كل ماوعدتك به من نفسى ولم اوف به
استغفر الله العظيم من كل عمل اردت به وجهك فخالطنى فيه غيرك
اسغفر الله العظيم من كل نعمه انعمت على بها فاستعنت بها على معصيتك
استغفر الله العظيم من كل ذنب اذنبته فى ضياء النهار او سواد الليل فى ملأ اوخلا او سر او علانيه
استغفر الله العظيم من كل مال اكتسبته بغير حق
استغفر الله العظيم من كل علم سئلت عنه فكتمته
استغفر الله العظيم من كل قول لم اعمل به وخالفته
استغفر الله العظيم من كل فرض خالفته ومن بدعه اتبعتها

م
ن
ق
و
ل

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

رساله تكتبها طفله إلى الله – في الاسلام

تبدأ الأم قائلتا استقيظت مبكرا كعادتي .. بالرغم من ان اليوم هو يوم أجازتي .. صغيرتي ريم كذلك اعتادت على الاستيقاظ مبكرا .. كنت اجلس في مكتبي مشغولة بكتبي واوراقي ..
ماما ماذا تكتبين ..؟!
اكتب رسالة الى الله ]
هل تسمحين لي بقراءتها ماما ..؟!
لا حبيبتي .. هذه رسائلي الخاصة ولا احب ان يقرأها احد ..
خرجت ريم من مكتبي وهي حزينة .. لكنها اعتادت على ذلك .. فرفضي لها كان باستمرار .. مر على الموضوع عدة اسابيع .. ذهبت الى غرفة ريم و لاول مرة ترتبك ريم لدخولي ..
يا ترى لماذا هي مرتبكة ..؟!
ريم ماذا تكتبين ..؟!
زاد ارتباكها .. وردت: لا شئ ماما .. انها اوراقي الخاصة ..
ترى ما الذي تكتبه ابنة التاسعة وتخشى ان اراه ..؟!
اكتب رسائل الى الله كما تفعلين ..
قطعت كلامها فجأة وقالت: ولكن هل يتحقق كل ما نكتبه ماما ..؟!

طبعا يا ابنتي فإن الله يعلم كل شئ ..
لم تسمح لي بقراءة ما كتبت .. فخرجت من غرفتها واتجهت الى راشد ( زوجي) كي اقرأ له الجرائد كالعادة .. كنت اقرأ الجريدة وذهني شارد مع صغيرتي فلاحظ راشد شرودي ظن بأنه سبب حزني .. فحاول اقناعي بأن اجلب له ممرضة .. كي تخفف علي هذا العبء يا الهي لم ارد ان يفكر هكذا .. فحضنت رأسه وقبلت جبينه الذي طالما تعب وعرق من اجلي انا وابنته ريم .. واليوم يحسبني سأحزن من اجل ذلك.. واوضحت له سبب حزني وشرودي..

ذهبت ريم الى المدرسة .. وعندما عادت كان الطبيب في البيت فهرعت لترى والدها المقعد وجلست بقربه تواسيه بمداعباتها وهمساتها الحنونة .. وضح لي الطبيب سوء حالة راشد وانصرف .. تناسيت ان ريم ما تزال طفلة .. ودون رحمة صارحتها ان الطبيب اكد لي ان قلب والدها الكبير الذي يحمل لها كل هذا الحب بدأ يضعف كثيرا وانه لن يعيش لأكثر من ثلاث اسابيع .. انهارت ريم وظلت تبكي وتردد: لماذا يحصل كل هذا لبابا ..؟! لماذا ..؟!

ادعي له بالشفاء يا ريم .. يجب ان تتحلي بالشجاعة .. ولا تنسي رحمة الله انه القادر على كل شئ.. فانتي ابنته الكبيرة والوحيدة أنصتت ريم الى امها ونست حزنها .. وداست على ألمها وتشجعت وقالت : لن يموت أبي ..

في كل صباح تقبل ريم خد والدها الدافئ .. ولكنها اليوم عندما قبلته نظرت اليه بحنان وتوسل وقالت : ليتك توصلني يوما مثل صديقاتي ..

غمره حزن شديد فحاول اخفاءة وقال: ان شاء الله سياتي يوما واوصلك فيه يا ريم ..

وهو واثق ان اعاقته لن تكمل فرحة ابنته الصغيرة ..

اوصلت ريم الى المدرسة .. وعندما عدت الى البيت .. غمرني فضول لأرى الرسائل التي تكتبها ريم الى الله .. بحثت في مكتبها ولم اجد اي شئ .. وبعد بحث طويل .. لا جدوى .. ترى اين هي ؟!! ترى هل تمزقها بعد كتابتها ..؟! ربما يكون هنا ..

لطالما احبت ريم هذا الصندوق .. طلبته مني مرارا فأفرغت ما فيه واعطيتها الصندوق .. يا الهي انه يحوي رسائل كثيرة .. وكلها الى الله!

يا رب … يا رب … يموت ( كـلـب ) جارنا سعيد .. لأنه يخيفني!!

يا رب … قطتنا تلد قطط كثيرة .. لتعوضها عن قططها التي ماتت !!!

يا رب … ينجح ابن خالتي .. لاني احبه !!!

يا رب … تكبر ازهار بيتنا بسرعة .. لأقطف كل يوم زهرة واعطيها معلمتي ، والكثير من الرسائل الاخرى وكلها بريئة .. من اطرف الرسائل التي قرأتها هي التي تقول فيها : يا رب … يا رب … كبر عقل خادمتنا .. لأنها ارهقت امي ..

يا الهي كل الرسائل مستجابة .. لقد مات كلب جارنا منذ اكثر من اسبوع .. قطتنا اصبح لديها صغار .. ونجح احمد بتفوق .. كبرت الازهار .. ريم تاخذ كل يوم زهرة الى معلمتها..

يا الهي لماذا لم تدعوا ريم ليشفى والدها ويرتاح من عاهته ..؟!

شردت كثيرا ليتها تدعو له .. ولم يقطع هذا الشرود الا رنين الهاتف المزعج ردت الخادمة ونادتني : سيدتي المدرسة ..

المدرسة !! …ما بها ريم ..؟! هل فعلت شئ..؟!

اخبرتني ان ريم وقعت من الدور الرابع وهي في طريقها الى منزل معلمتها الغائبة لتعطيها الزهرة .. وهي تطل من الشرفة .. وقعت الزهرة .. ووقعت ريم .. كانت الصدمة قوية جدا لم اتحملها انا ولا راشد .. ومن شدة صدمته اصابه شلل في لسانه فمن يومها لا يستطيع الكلام .. لماذا ماتت ريم ..؟! لا استطيع استيعاب فكرة وفاة ابنتي الحبيبة .. كنت اخدع نفسي كل يوم بالذهاب الى مدرستها كأني اوصلها .. كنت افعل كل شئ صغيرتي كانت تحبه .. كل زاوية في البيت تذكرني بها اتذكر رنين ضحكاتها التي كانت تملأ علينا البيت بالحياة .. مرت سنوات على وفاتها .. وكأنه اليوم ..

في صباح يوم الجمعة اتت الخادمة وهي فزعة وتقول انها سمعت صوت صادر من غرفة ريم

يا الهي هل يعقل ريم عادت ..؟! هذا جنون ..

انت تتخيلين لم تطأ قدم هذه الغرفة منذ ان ماتت ريم..

اصر راشد على ان اذهب وارى ماذا هناك.. وضعت المفتاح في الباب وانقبض قلبي فتحت الباب فلم اتمالك نفسي .. جلست ابكي وابكي .. ورميت نفسي على سريرها .. انه يهتز .. آه تذكرت قالت لي مرارا انه يهتز ويصدر صوتا عندما تتحرك .. ونسيت ان اجلب النجار كي يصلحه لها ولكن لا فائدة الآن .. لكن ما الذي اصدر الصوت .. نعم انه صوت وقوع اللوحة التي زينت بآيات الكرسي .. والتي كانت تحرص ريم على قراءتها كل يوم حتى حفظتها .. وحين رفعتها كي اعلقها وجدت ورقة بحجم البرواز

وضعت خلفه يا الهي انها احدى الرسائل يا ترى .. ما الذي كان مكتوب في هذه الرسالة بالذات ولماذا وضعتها ريم خلف الآية الكريمة إنها احدى الرسائل التي كانت تكتبها ريم الى الله ..كان مكتوب ..

يا رب … يا رب … اموت انا ويعيش بابا………[/

size]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

عوامل الخطورة – في الاسلام

عوامل الخطورة
الدكتور عماد عطا البياتي

مفهوم عوامل الخطورة في مجال الصحة العامة والوقاية من الأمراض المزمنة هو مفهوم أجده ذكيّا وعمليا رائعا جدا، وهو مفهو شائع لكني تفكّرت فيه بحرفيّة وعمق لأول مرة في حياتي خلال دراستي في كلية الطب.

ففي حالة الأمراض المزمنة الوخيمة المستعصية كثيرة المضاعفات والمشاكل الصحية كأمراض السرطان والقلب والشرايين والسكري وغيرها لا نستطيع أن نشير إلى سبب واحد مباشر لها وإنما هنالك مجموعة من العوامل التي تعمل متظافرة وتؤدي إلى ظهور المرض وتساعد على انتشاره بكثرة في المجتمع ليصبح مشكلة صحية وخيمة وكبيرة يعاني منها الأفراد والمجتمعات في العالم كله.
ومن أهم عوامل الخطورة المسببة لتلك الأمراض والتي درس وفحص أثرها السلبي من خلال دراسات وبائية كثيرة جدا وعلى مداد سنين طويلة وفي بقاع مختلفة من العالم، التدخين والسمنة وزيادة نسبة الدهون في الدم والعامل النفسي والعامل الوراثي والخمول والكسل الجسمي والتلوث الإشعاعي وغيرها من العوامل.
وبعد دراستي وعملي في اختصاص طب المجتمع تعمّقت في دراسة تفاصيل هذا المفهوم وخطر هذه العوامل وطرق السيطرة عليها والحد من انتشارها في المجتمع وذلك كسبيل وحيد ومهم جدا للسيطرة على تلك الأمراض الوخيمة المزمنة والتي لا تكاد البشرية اليوم أن تجد علاجات جذرية وفعالة لها رغم التطور العلمي والطبي الكبير الذي نشهده.
تعلّمت ذلك ووعيته نظريّا كون التطبيق ما زال متأخرا في بلدنا كباقي مجالات العلم والمعرفة مع الأسف الشديد. ثم ّ بعد هجرتي إلى بلد غربي وعملي فيه كطبيب في المركز الصحي وبعد شروعي في دراسة تخصص الطب العام اطلعت على وعايشت ومارست عمليا طرق سيطرة عملية وذكية ومهمة جدا للحد من انتشار عوامل الخطورة التي ذكرناها آنفا، ووجدت وعيا كبيرا بين الناس لهذا المفهوم وممارسات عملية واعية للسيطرة عليها. لكن رغم كل ذلك نجد أن تلك الأمراض مازالت منتشرة ومتوطنة وتسبب مشكلة صحية كبيرة ومعقدة تحتاج إلى جهود متظافرة أكبر وأعمق وأذكى للسيطرة على عوامل الخطورة تلك أولا ثم على الأمراض المزمنة الوخيمة المهلكة ثانيا.
قلت كل هذه المقدمة الطويلة لأني تفكّرت في مرض ضعف الإيمان واليقين بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشرّه، وركوني والناس إلى الدنيا والافتتان بها والسعي لها كغاية أساسية ونهائية دون الإلتفات إلى الحياة التي بعدها في القبر والآخرة والحساب والعقاب والثواب.
هذا المرض الوخيم المزمن المستعصي ذو المضاعفات الكثيرة والخطيرة والمهلكة، مرض العصر الذي نخر عظامي وجسمي وقلبي وروحي وجسم المجتمع الإسلامي وغير الإسلامي، هذا الداء الخطير الذي استشرى وانتشر وينتشر وما من انتباهه ذكية لطرق العلاج والسيطرة لعوامل الخطورة خاصته التي تؤدي إليه وتسببه.
تفكّرت في هذا المرض وفي نفسي وحالي وحال المجتمعات من حولي وعلى طريقة ومنهجية تفكير طب المجتمع والصحة العامة والطب الوقائي أيام طويلة.. وأنا داخل هذه الأجواء التفكّرية مرّت على سمعي وعقلي وقلبي الآيات الأولى في سورة الأنبياء، بسم الله الرحمن الرحيم: "اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون. ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون. لاهية قلوبهم…"، وعشت مع الأفكار والآيات أيام طويلة أيضا سجلت خلالها على الورق بعض الأفكار والخواطر المتناثرة.
ثمّ أرسلت إلي مدرسة إنقاذ الإيمان وضمن نشاطات وفعاليات التواصل الفكري والقلبي والروحي الحبيب معها أبيات شعرية إيمانية شعبية باللغة القروية العامية البسيطة للشاعر الشعبي عباس داود والتي يقول مطلعها:
قووا إيمانكم يهل العقيدة… واحذروا الغفلة تر الفتنة شديدة قصيدة جميلة ومعبرة وتتضمن معاني إيمانية رائعة جدا للمتبصر الفطن.
أعدت قرائتها مرات عديدة مع نفسي وبصوت خافت وجهرا ومع الأولاد والأهل حتى كدت احفضها غيبا فتزاحمت أفكار عوامل الخطورة مع الآيات الكريمة مع الأبيات الشعرية الإيمانية ثم توصلت إلى الفكرة التالية:
إن داء العصر الأهم والمرض المزمن الوخيم والخطير ذو المضاعفات الفتاكة المهلكة الذي أعاني منه وتعاني منه الأفراد والجماعات والأحزاب والمجتمعات والذي عطلني وآذاني وفتك بي ويكاد يهلكني وباقي الناس هو داء ومرض ضعف الإيمان.
وإن عوامل الخطورة "أو من عوامل الخطورة" المهمة المؤدية والمسببة لانتشار واستفحال هذا الداء كما فهمت ووعيت وعلمت هي ثلاثة، وجدتها في الآيات الكريمة الأولى في سورة الأنبياء وهي: الغفلة… واللعب… واللهو…
نعم.. يجدر بي وأنا أحمل شهادة الطب ووشهادة الإختصاص في طب المجتمع وأدرس في اختصاص الطب العام في بلد "متطور" في مجالات علمية دنيوية محددة وفي الطب، يجدر بي أن أنتبه إلى دائي وعلتي المهلكة ثم إلى داء الناس والمجتمعات من حولي وإلى عوامل الخطورة المسببة له، وأن ألتفت إلى دراسة وفهم وتطبيق طرق وأساليب علاج وسيطرة واعية وذكية وفعالة أفك بها قيودي وسلاسلي والأغلال التي في عنقي لأنفذ في أقطار سماوات السعادة والرقي والنجاح بسلطان الإيمان بالله الخالق العظيم القدير جل جلاله.
نعم يجدر بي أن أسعى لذلك، وإلا أصبح حالي كحال بني إسرائيل عند رفضهم لتعاليم التوراة وتحريفها، كمثل الحمار يحمل أسفارا.

بئس المثل مثلي لو كنت أحمل الشهادات والتخصصات العلمية الطبية ثم أفشل في معالجة عوامل الخطورة المهمة.. الغفلة واللعب واللهو.. المسببة لدائي.. داء العصر.. مرض ضعف الإيمان.

وأهدي هذه الأفكار، محاولا التعبير عنها ببساطة ووضوح قدر الإمكان وعلى حسب مستوى التعبير لدي، إلى مدرسة إنقاذ الإيمان الحبيبة إلى قلبي للفائدة العامة، راجيا منهم الدعاء الجميل بظهر الغيب.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

إذا كنت ممن يسهل عليهم العطاء ولا يؤلمهم البذل فأنت سخي ! – شريعة اسلامية

[BACKGROUND="100 http://www.alamuae.com/up/uptemp/animated_backgrounds_a691715694742920.gif"]

إذا كنت ممن يسهل عليهم العطاء ولا يؤلمهم البذل فأنت سَخِي،

وإن كنتَ ممن يعطون الأكثر ويُبقون لأنفسهم فأنت جواد.
أما إن كنت ممن يعطون الآخرين مع حاجتك إلى ما أعطيت لكنك قدمت غيرك على نفسك فقد وصلت إلى مرتبة الإيثار.
ورتبة الإيثار من أعلى المراتب، وإنما ينشأ الإيثار عن قوة اليقين وتوكيد المحبة، والصبر على المشقة، مع الرغبة في الأجر والثواب.

ومن أهم الأسباب التي تعين على الإيثار:

1-الرغبة في مكارم الأخلاق، والتنزه عن سيئها، إذ بحسب رغبة الإنسان في مكارم الأخلاق يكون إيثاره؛ لأن الإيثار أفضل مكارم الأخلاق.
2-بُغض الشُّحِّ، فمن أبغض الشُّحَّ عَلِمَ ألا خلاص له منه إلا بالجود والإيثار.
3-تعظيم الحقوق، فمتى عظمت الحقوق عند امرئٍ قام بحقها ورعاها حق رعايتها، وأيقن أنه إن لم يبلغ رتبة الإيثار لم يؤد الحقوق كما ينبغي فيحتاط لذلك بالإيثار.
4-الاستخفاف بالدنيا، والرغبة في الآخرة، فمن عظمت في عينه الآخرة هان عليه أمر الدنيا، وعلم أن ما يعطيه في الدنيا يُعطاه يوم القيامة أحوج ما يكون إليه.
5-توطين النفس على تحمل الشدائد والصعاب، فإن ذلك مما يعين على الإيثار، إذ قد يترتب على الإيثار قلة ذات اليد وضيق الحال أحيانًا، فما لم يكن العبد موطنًا نفسه على التحمل لم يطق أن يعطي مع حاجته.

درجات الإيثار:

لقد قسم بعض العلماء الإيثار إلى مراتب ودرجات، فقد قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:

الأولى: أن تُؤْثِرَ الخلقَ على نفسك فيما لا يخْرُمُ عليك دِينًا، ولا يقطع عليك طريقًا، ولا يُفسد عليك وقتًا، يعني أن تُقدمهم على نفسك في مصالحهم، مثل: أن تطعِمهم وتجوع، وتكسوهم وتعرَى، وتسقيهم وتظمأ، بحيثُ لا يؤدي ذلك إلى ارتكاب إتلافٍ لا يجوز في الدين، وكلُّ سببٍ يعود عليك بصلاح قلبك ووقتك وحالك مع الله فلا تؤثِر به أحدًا، فإن آثرت به فإنما تُؤْثِر الشيطان على الله وأنت لا تعلم.

الثانية: إيثارُ رضا الله على رضا غيره وإن عظمت فيه المحن وثقلت فيه المؤن وضعف عنه الطول والبدن ، وإيثار رضا الله عز وجل على غيره، هو أن يريد ويفعل ما فيه مرضاته، ولو أغضب الخلْق، وهي درجة الأنبياء، وأعلاها لِلرسل عليهم صلوات الله وسلامه. وأعلاها لأولي العزم منهم، وأعلاها لنبينا صلى الله عليه وسلم، وعليهم، فإنه قاومَ العالم كُله وتجرد للدعوة إلى الله، واحتمل عداوة البعيد والقريب في الله تعالى، وآثر رضا الله على رضا الخلق من كل وجه، ولم يأخذه في إيثار رضاه لومةُ لائم، بل كان همُّه وعزْمُه وسعيه كله مقصورًا على إيثار مرضاة الله وتبليغ رسالاته، وإعلاء كلماته، وجهاد أعدائه؛ حتى ظهر دين الله على كل دين، وقامت حجته على العالمين، وتمت نعمتُهُ على المؤمنين، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاد، وعبد الله حتى أتاه اليقين من ربه، فلم ينل أحدٌ من درجةِ هذا الإيثار ما نالَ، صلوات الله وسلامه عليه.

هذا وقد جرت سنة الله التي لا تبديل لها أن من آثر مرضاة الخلق على مرضاته: أن يُسخط عليه من آثر رضاه، ويخذُله من جهته، ويجعل محنته على يديه، فيعود حامدُهُ ذامًّا، ومن آثر مرضاته ساخطًا، فلا على مقصوده منهم حصل، ولا إلى ثواب مرضاة ربه وصل، وهذا أعجز الخلقِ وأحمقهم.

قال الشافعي رحمه الله: " رضا الناس غايةٌ لا تدرك فعليك بما فيه صلاحُ نفسك فالزمهُ"، ومعلومٌ أن لا صلاح للنفس إلا بإيثار رضا ربها ومولاها على غيره، ولقد أحسن من قال:
فليتك تحلُو والحياةُ مريرَةٌ.. .. .. وليتك ترضى والأنامُ غِضَابُ
وليت الذي بيني وبينك عامرٌ.. .. .. وبيني وبين العالمين خرابُ
إذا صحَّ منك الودُّ فالكّلُّ هينٌ.. .. .. وكل الذي فوق التراب تراب

الثالثة: أن تنسب إيثارك إلى الله دون نفسك، وأنه هو الذي تفرد بالإيثار لا أنت، فكأنك سلمت الإيثار إليه، فإذا آثرت غيرك بشيء؛ فإن الذي آثره هو الحق لا أنت فهو المؤثر على الحقيقة، إذ هو المُعطي حقيقةً.

مواقف خالدة في الإيثار

ولقد سجل التاريخ بأحرف من نور مواقف خالدة للمسلمين بلغوا فيها المرتبة العالية والغاية القصوى من الإيثار:

فهذا سيد الخلق وخاتم النبيين وإمام المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم تأتيه امرأة بُبردة فتقول: " يا رسول الله أكسوك هذه ؟ " فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها، فلبسها فرآها عليه رجل من الصحابة، فقال: " يا رسول الله ما أحسن هذه ؟ فاكسنيها " فقال: " نعم " ، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم لامه أصحابه فقالوا: " ما أحسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها، ثم سألته إياها وقد عرفت أنه لا يُسأل شيئًا فيمنعه، فقال: " رجوت بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم لَعلِّي أُكَفَّن فيها " .

وأما أصحابه رضي الله عنهم والتابعون فحدث ولا حرج، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى نسائه فقلن: " ما معنا إلا الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يُضيف هذا ؟ " فقال رجل من الأنصار: أنا، فانطلق به إلى امرأته، فقال: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: ما عندنا إلا قوت صبياني. فقال: هيئي طعامك وأصبحي سراجك (أوقديه) ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء، فهيأت طعامها وأصبحت سراجها ونوَّمت صبيانها، ثم قامت كأنها تصلح سراجها، فأطفأته، فجعلا يريانه أنهما يأكلان، فباتا طاويين، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " ضحك الله الليلة – أو عجب – من فعالكما، فأنزل الله: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) [الحشر:].

وهؤلاء هم الأنصار يعرض أحدهم على أخيه من المهاجرين أن يناصفه أهله وماله فيأبى المهاجر ويقول: " بارك الله لك في أهلك ومالك ".

وهذا أبو طلحة أكثر الأنصار مالاً وأحب ماله إليه حديقة تسمى بيرحاء يسمع قول الله تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) [آل عمران:] فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم معلنًا أنه يتصدق بها لوجه الله تعالى.
وذاك قيس بن سعد بن عبادة يمرض ويتأخر إخوانه عن زيارته فيسأل عنهم، فيقال له: "إنهم كانوا يستحيون مما لك عليهم من الدَّين، فيقول: أخزى الله مالاً يمنع الإخوان من الزيارة " .
ثم أمر مناديًا ينادي: " من كان لقيس عليه مالٌ فهو في حلٍّ " .
فما أمسى حتى كسرت عتبة بابه لكثرة الزوار.

وإن تعجب فعجبٌ أمر هؤلاء الثلاثة الذين آثر كل منهم أخاه بالحياة، فقد قال حذيفة العَدَوي: " انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عمٍّ لي، ومعي شيءٌ من ماء، وأنا أقول: إن كان به رمق سقيته ومسحتُ به وجهه، فإذا أنا به، فقلت: أسقيك ؟ فأشار إليَّ أن نعم، فإذا رجل يقول: آه، فأشار ابن عمي إليَّ أن انطلق به إليه، فجئته فإذا هو هشام بن العاص، فقلت: أسقيك ؟ فأشار إليَّ أن نعم، فسمع به آخر فقال: آهٍ، فأشار هشام: انطلق به إليه فجئته، فإذا هو قد مات. فرجعت إلى هشام فإذا هو قد مات، فرجعت إلى ابن عمي فإذا هو قد مات. رحمة الله عليهم أجمعين " .

من فوائد الإيثار:
لو لم يكن من فوائده إلا أنه دليل كمال الإيمان وحسن الإسلام ورفعة الأخلاق لكفى، فكيف وهو طريق إلى محبة الرب سبحانه، وحصول الألفة بين الناس وطريق لجلب البركة ووقاية من الشُّحِّ ؟.

مع خالص تحياتى
حسن العربى

[/BACKGROUND]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده