التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الحمد لله بكرمه و فضله تم الإنتهاء من موقع رسول الله صلى الله عليه وسلم السنة النبوية

مواقع بكل اللغات يسرد سيره الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويوضح الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …

الحمد لله بكرمه و فضله تم الإنتهاء من موقع رسول الله صلى الله عليه وسلم

http://www.rasoulallah.net

بسم الله الرحمن الرحيم

آن يهدي الله بك رجلا خير مما طلعت عليه الشمس

نصيحة أبتغى فيها ما عند الله تعالى
أخي أختي في الله .. الأجر العظيم أتاكم .. كن سبب في
اسلام انسان وأخدم هذا الدين وأعمل بما امرك الله فقط
أنشر هذا كتاب وموقع يدعو ويعرف بالأسلام احرص على نشره
في أماكن الغير ناطقين بالعربيه..ولا تتهاون في ذلك
ابداً
أكتبه على طريقه الستيكرز والصقه على سيارتك إن أمكن
وكونوا ***** بعد الله سبحانه وتعالى في إخراج انسان من
النار إلى الجنه إنشاء الله أخي أختي في الله اجتهد …
ليس لأحد!!؟؟ فقط لربك وخالقك الله

عنوان المواقع

للغه الأنجليزيه

http://www.islam-guide.com

للغه الفرنسيه

http://www.islam-guide.com/fr

للغه الأيطاليه

http://www.islam-guide.com/it

للغه الأسبانيه

http://www.islam-guide.com/es

للغه الصينيه

http://www.islam-guide.com/cs/

للغه اليابانيه

http://www.islam-guide.com/jp/

للغه الالمانيه

http://www.islam-guide.com/de/

موقع الكتاب على الانترنت هو :

http://www.islam-guide.com

http://www.i-g.org

وهذا الكتاب على هيئة بي دي اف بشكل الكتاب الاصلي :
http://www.islam-guide.com/islam-guide.pdf

* بعـــض طـــرق النشـــر للموقـــع:
– ارسله لكــل من تعرفهـم لا تتـرك أحد منهـم
– ضعه في موقعك الشخصي
– ضعه في مدونة
– ضعه في توقيعك اسفل الرسائل او المشاركات او على
التوبك او على رسائل الترحيب
– اكتبه في غرف وبرامج المحادثه
– ارسله في رساله بالجوال..واطلب من قارئها بأن يقوم
بنشرها
– أكتبه على طريقه الستيكرز والصقه على سيارتك إن أمكن

*مقتطفات من الرسائل التي جاءت إلى الموقع بفضل من الله
وحده له المنه وله الحمد تعالى الله ربي .. لا إله إلا
هو سبحانه:

• سأكون مقدرةً لأي معلومات يمكنك أن ترسلها لي عن
الإسلام.
• أرغب في الدخول فيه وأحتاج لبعض التوجيه
•ما أريد أن أعرفه هو كيف يمكن للمرأة أن تدخل في
الإسلام؟
•أريد أن أعرف الله. كيف هو؟ وكيف يمكن لي أن أدخل داره
المقدسة (بعد الممات) مع أنني عاصي…. أرجو أن تعطوني
جواباً شافياً لنفسي الآن وفي الآخرة.
• قبل قليل قرأت كتابك على الإنترنت وأرغب منك أن ترسل
لي معلومات عن كيفية الدخول في الإسلام……..
• أنا يابانية. الحمد لله، دخلت في الإسلام قبل حوالي 14
شهراً.
• موقعك كان أول شيء جعلني أفكر في الإسلام. لم أكن أؤمن
بالله إلى أن قرأت مقالاتك. سبحان الله وجزاك الله
خيراً. الآن، أحاول أن أقوم بالدعوة في اليابان والتي
فيها عدد قليل من المسلمين00000
وغيرها الكثير

شارك في الأجر .. بإذن الله .. وأنشر هذه الرساله قدر
استطاعتك
اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم
سلطانك
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

ربَّ خيــرٍ لــم تـنـلــه *** كــان شـــراً لــو أتــاك
عنوان الموقع2
http://www.u5u5.net/go.php?id=318&type=l

هذا الكتاب ينشره ففيه من الخير ما فيه وهو باكثر من لغة
وهو نصرة حقيقية للنبي صلي الله عليه وسلم

هذا هو الرابط الذي يوصلكم للتحميل

http://www.islamhouse.com/file/rasool/

[ عربي | انجليزي | فرنسي | روسي | فلبيني-تاجالوج | ألماني | دنمركي | فارسي | اسباني ]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم في تأخير دفنه – سنة النبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من المعلوم أن من إكرام الميت التعجيل بدفنه ، فبم تفسرون دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد يومين ؟



الجواب :
الحمد لله
ليس في تأخير دفن جسد النبي صلى الله عليه وسلم الطاهر أي مخالفة لإكرام الميت ، وبيان ذلك من وجوه عدة :

أولا :
جسد النبي صلى الله عليه وسلم الطاهر في حياته وموته ليس كأجساد بقية البشر ، لا يغيره الموت ولا تصيبه الآفات ، بل هو محفوظ بحفظ الله عز وجل ، جسد شريف طيب طاهر في حياته وفي مماته ، والدليل على ذلك ما رواه البخاري رحمه الله في " صحيحه " (رقم/3667) عن عائشة رضي الله عنها في قصة موت النبي صلى الله عليه وسلم قالت : ( فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبَّلَهُ ، قَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا….إلى آخر الحديث )
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( لَمَّا اجْتَمَعَ الْقَوْمُ لِغَسْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَيْسَ فِي الْبَيْتِ إِلا أَهْلُهُ : عَمُّهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، وَقُثَمُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ، وَصَالِحٌ مَوْلاهُ….وَكَانَ الْعَبَّاسُ وَالْفَضْلُ وَقُثَمُ يُقَلِّبُونَهُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَكَانَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَصَالِحٌ مَوْلاهُمَا يَصُبَّانِ الْمَاءَ ، وَجَعَلَ عَلِيٌّ يَغْسِلُهُ ، وَلَمْ يُرَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم شَيْءٌ مِمَّا يُرَاهُ مِنَ المَيِّتِ ، وَهُوَ يَقُولُ : بِأَبِي وَأُمِّي ، مَا أَطْيَبَكَ حَيًّا وَمَيِّتًا…إلى آخر الحديث ) رواه أحمد في " المسند " (4/187) وقال المحققون في طبعة مؤسسة الرسالة : حسن لغيره . انظر: " الخصائص الكبرى " للسيوطي (2/469-492)
ولهذا فقد أمِنَ الصحابة الكرام رضوان الله عليهم على جسده الشريف أن يتغير بسبب الموت ، وكراهة تأخير الدفن معللة بخوف تغير الميت ، أما إذا انتفت العلة فأُمِنَ التغير ، كما في جسده صلى الله عليه وسلم ، فلا كراهة حينئذ ، إذا وجدت حاجة لمثل ذلك التأخير .

ثانيا :
ومن الحاجات التي ربما تكون قد دعت إلى ذلك التأخير ، حرص جميع الصحابة رضوان الله عليهم على الصلاة عليه ، فقد صلى عليه جميع الناس ، الرجال والنساء والصبيان ، صلوا أرسالا – أي جماعات متفرقين -، لم يؤمهم إمام واحد ، وإنما كان يدخل الجمع منهم حجرته الشريفة عليه الصلاة والسلام فيصلون عليه فرادى ، وهذا لا بد أن يستغرق كثيرا من الوقت كي يدرك الجميع هذه الفضيلة .
جاء في " موطأ مالك " (1/231) :
" أنه بلغه أنه صلى الناس عليه أفذاذا لا يؤمهم أحد " انتهى.
وروى ابن أبي شيبة في " المصنف " (7/430) عن سعيد بن المسيب قال : لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع على سريره , فكان الناس يدخلون زمرا زمرا يصلون عليه ويخرجون ولم يؤمهم أحد .
وقد كان اختلافهم في شأن غسله صلى الله عليه وسلم ، ومن يغسله ، وأين يدفن ، كل ذلك مما يستغرق شيئا من الوقت ، ويدعو إلى بعض التأخر .
بل قبل ذلك ، كان وقع هذه الفاجعة على الصحابة الكرام رضوان الله عليهم عظيما ، فلم تكد عقولهم وقلوبهم تطيق ثقل المصيبة ، حتى أنكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد مات ، وكان من الصحابة من أصمت ، ومنهم من أقعد إلى الأرض فلم يستطع حراكا ، وهكذا لم يصب الصحابة بمصاب أعظم من ذلك اليوم .
حتى قال حسان بن ثابت رضي الله عنه :
لقد غيبوا حلما وعلما ورحمة … عشية علوه الثرى لا يوسد
وراحوا بحزن ليس فيهم نبيهم … وقد وهنت منهم ظهور وأعضد
يبكون من تبكي السماوات يومه … ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد
وهل عدلت يوما رزية هالك … رزية يوم مات فيه محمد
انظر: " الروض الأنف " (7/584، 602) .

ثالثا :
لقد اشتغل الصحابة الكرام رضوان الله عليهم بما يحفظ على الأمة أمرها وشأنها ، فدارت بينهم بعض الحوارات والاجتماعات لتحديد خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كي يوحدوا راية الأمة ، ويقطعوا على الشيطان سبيل التفرقة بين الناس ، وكي لا يخلو الناس من إمام يقيم فيهم الحق ، ويخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشؤون العظام ، وهذا أيضا استغرق بعض الوقت .
وقد كان ذلك هو أهم وأعظم أمر دعاهم إلى التأخر في دفنه هذه الأيام .
قال الزرقاني رحمه الله :
" إنما أخروا دفنه لاختلافهم في موته أو في محل دفنه ، أو لاشتغالهم في أمر البيعة بالخلافة حتى استقر الأمر على الصديق ، ولدهشتهم من ذلك الأمر الهائل الذي ما وقع قبله ولا بعده مثله ، فصار بعضهم كجسد بلا روح ، وبعضهم عاجزا عن النطق ، وبعضهم عن المشي ، أو لخوف هجوم عدو ، أو لصلاة جم غفير عليه " انتهى من " شرح الموطأ " (2/94)
سابعا :
ومع هذه الأسباب والأحداث المتنوعة التي ذكرناها ؛ فإن الأمر كله يستغرق سوى شيئا من نهار الاثنين ، وليلة الثلاثاء ونهاره ، ثم دفن عليه الصلاة والسلام وسط ليلة الأربعاء ، أي إن الأمر كله لم يستغرق أكثر من (48) ساعة في أعلى تقدير ، وهذا وقت ليس بالطويل ، ولا يكاد يكفي لتحقيق جميع الأسباب السابقة . انظر " السيرة النبوية الصحيحة " (2/553-556)

فكيف إذا علمنا أن كثيرا من المحدثين قالوا إنه عليه الصلاة والسلام توفي يوم الإثنين، ودفن يوم الثلاثاء ، وليس ليلة الأربعاء .
فقد اختلف المحدثون والمؤرخون في اليوم الذي دفن فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك على قولين :
القول الأول : أنه دفن ليلة الأربعاء ، وهو الذي عليه الأكثرون ، واستدلوا لذلك بما روي عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : ( تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ، وَدُفِنَ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ )
رواه أحمد في " المسند " (41/300) وقال المحققون في طبعة مؤسسة الرسالة : إسناده محتمل للتحسين . وذكروا متابعاته التي يحسن لأجلها .
قال ابن كثير رحمه الله – بعد أن ذكر القول الثاني في دفنه عليه الصلاة والسلام يوم الثلاثاء – : " هو قول غريب ، والمشهور عن الجمهور ما أسلفناه من أنه عليه الصلاة والسلام توفي يوم الاثنين ، ودفن ليلة الأربعاء " انتهى من " البداية والنهاية " (5/292)

القول الثاني : أنه دفن يوم الثلاثاء ، وقد وردت بذلك مجموعة من الأدلة والآثار ، حتى قال ابن عبد البر رحمه الله : " أكثر الآثار على أنه دفن يوم الثلاثاء ، وهو قول أكثر أهل الأخبار " انتهى من " الاستذكار " (3/56)
جاء في " موطأ مالك " (1/231) :
" أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي يوم الاثنين ، ودفن يوم الثلاثاء ، وصلى الناس عليه أفذاذا لا يؤمهم أحد " انتهى.
وروى ابن أبي شيبة في " المصنف " (7/430) عن سعيد بن المسيب قال :
" لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع على سريره , فكان الناس يدخلون زمرا زمرا يصلون عليه ويخرجون ولم يؤمهم أحد , وتوفي يوم الإثنين , ودفن يوم الثلاثاء " انتهى.
وروى الترمذي في " الشمائل المحمدية " (ص/336) عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ :
" تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ، وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ . قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ " انتهى.
وفي " شرح السنة " للبغوي (14/49):
" قال عروة : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ، ودفن في آخر الليل من ليلة الثلاثاء ، أو مع الصبح ، وقال عكرمة : دفن ليلة الأربعاء " انتهى.
وروى البيهقي في " دلائل النبوة " (7/ 256) عن الأوزاعي قال :
" توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين في شهر ربيع الأول قبل أن ينتصف النهار ، ودفن يوم الثلاثاء " انتهى.
وروى البيهقي أيضا في " دلائل النبوة " (7/256) عن ابن جريج قال : أُخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم مات في الضحى يوم الاثنين ، ودفن الغد في الضحى .

وأما يوم وفاته فكان عندما اشتد الضحى من يوم الاثنين باتفاق المحدثين ، ورد في ذلك النص الصريح الصحيح عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لابنته عائشة رضي الله عنها :
( فِي أَيِّ يَوْمٍ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَتْ : يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ) رواه البخاري في " صحيحه " (رقم/1387)
والله أعلم.

الإسلام سؤال وجواب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الإمام المهدي وخروجه في آخر الزمان _ الجزء الثاني – سنة النبي

أسعد الله أوقاتكم جميعا ,, يا آل تعب قلبي ,, وجعلها عامرة بالطاعات .

هذا هو الجزء الثاني لموضوعي السابق
(( الإمام المهدي وخروجه في آخر الزمان ))

وفي هذا الجزء سأنقل لكم بعض الأدلة من السنة على ظهوره ,,

بالإضافة ,,

إلى بعض ما جاء في الصحيحين من الأحاديث فيما يتعلق به ..

وأسأل الله تعالى العون والتوفيق ,,

والأحاديث نقلتها لكم من المصدر السابق ,,
كتاب : أشراط الساعة ,, للمؤلف : يوسف الوابل .

** يقول صاحب الكتاب **

** الأدلة من السنة على ظهوره :
جاءت الأحاديث الصحيحة الدالة على ظهور المهدي , وهذه
الأحاديث منها ما جاء فيه النص على المهدي , ومنها ما جاء
فيه ذكر صفته فقط , وسأذكر هنا بعض هذه الأحاديث , وهي
كافية في إثبات ظهوره في آخر الزمان علامة من علامات الساعة .

1_ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال (( يخرج في آخر أمتي المهدي , يسقيه الله الغيث ,
وتُخرج الأرض نباتها , ويُعطى المال صحاحا , وتكثر الماشية ,
وتعظم الأمة , يعيش سبعا أو ثمانيا )) (( يعني : حججا )) .
(( مستدرك الحاكم )) ( 4/ 557_ 558) , وقال : (( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ))
ووافقه الذهبي .
وقال الألباني : هذا سند صحيح , رجاله ثقات )) .(( سلسلة الأحاديث الصحيحة )) ( م2/ص336)
( ح 711) .

2_ وعن علي رضي الله عنه ؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : (( المهدي منَّا آل البيت , يصلحه الله في ليلة )) .
(( مسند أحمد)) ( 2/ 58) ( ح 645) , تحقيق أحمد شاكر , وقال : (( إسناده صحيح )) ,
و (( سنن ابن ماجه )) (2/ 1367) , والحديث صححه أيضا الألباني في (( صحيح الجامع الصغير))
( 6 / 22) ( ح 6611) .

قال ابن كثير (( أي : يتوب عليه , ويوفقه , ويلهمه , ويرشده , بعد أن لم يكن كذلك )) .
(( النهاية في الفتن والملاحم )) ( 1/ 29) , تحقيق طه زيني .

3_ وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ؛ قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : (( المهدي منِّي أجلى الجبهة , أقنى الأنف ,
يملأ الأرض قسطا وعدلا كما مُلِئت ظلما وجورا , يملك سبع سنين))
(( سنن أبي داوود )) كتاب المهدي , ( 11 / 375) ( ح 4265) , و (( مستدرك الحاكم )) ( 4/ 557)
وقال : (( هذا حديث صحيح على شرط مسلم , ولم يخرجاه )) .
وقال الألباني : (( إسناده حسن )) . (( صحيح الجامع )) ( 6/ 22_ 23) ( ح 6612) .

4_ وعن أم سلمة رضي الله عنها ؛ قالت : سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : (( المهدي من عترتي , من ولد فاطمة )).
(( سنن أبي داوود )) ( 11/ 373) , و (( سنن ابن ماجه )) ( 2 / 1368) .
قال الألباني في (( صحيح الجامع )) : (( صحيح )) ( 6/ 22) ( ح 6610) .

5_ وعن جابر رضي الله عنه ؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : (( ينزل عيسى بن مريم , فيقول أميرهم المهدي : تعال صلِّ
بنا , فيقول : لا ؛ إن بعضهم أمير بعض ؛ تكرمة الله هذه الأمة )).
رواه الحارث بن أبي أسامة في (( مسنده )) ؛ كما في (( المنار المنيف )) لابن القيم
( ص 147_ 148) , و (( الحاوي في الفتاوي )) للسيوطي ( 2/ 64).
قال ابن القيم (( هذا إسناد جيد )).

***********

** بعض ما في الصحيحين فيما يتعلق بالمهدي :

1_ عن أبي هريرة رضي الله عنه ؛ قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : (( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم , وإمامكم منكم ؟!))
(( صحيح البخاري )) , كتاب أحاديث الأنبياء , باب نزول عيسى بن مريم عليهما السلام ,
( 6/ 491_ مع الفتح )) و (( صحيح مسلم ) , كتاب الإيمان , باب نزول عيسى بن مريم صلى الله
عليه وسلم حاكما , ( 2/ 193_ مع شرح النووي ) .

2_ وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ؛ قال : سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون
على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة . قال : (( فينزل عيسى بن مريم
صلى الله عليه وسلم , فيقول أميرهم : تعال صلِّ بنا .
فيقول : لا ؛ إن بعضكم على بعض أمراء ؛ تكرمة الله هذه الأمة )).
(( صحيح مسلم )) , كتاب الإيمان , باب نزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم حاكما ,
( 2/ 193 _ 194 _ مع شرح النووي ).

3_ وعن جابربن عبدالله ؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا لا يعده عدد )).

قال الجريري _ أحد رواة الحديث _ : قلت لأبي نضرة وأبي العلاء:
أتريان أنه عمر بن عبد العزيز ؟ فقالا : لا )).
(( صحيح مسلم )) كتاب الفتن وأشراط الساعة , ( 18/ 38_ 39_ مع شرح النووي ) .
قال البغوي : (( هذا حديث صحيح ، أخرجه مسلم )).

فهذه الأحاديث التي وردت في الصحيحين تدل على أمرين :

أحدهما : أنه عند نزول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام من
السماء يكون المتولِّي لإمرة المسلمين رجلا منهم .

والثاني : أن حضور أميرهم للصلاة , وصلاته بالمسلمين , وطلبه
من عيسى عليه السلام عند نزوله أن يتقدم ليصلي لهم يدل على
صلاح في هذا الأمير وهدى , وهي وإن لم يكن فيها التصريح بلفظ
: ( المهدي ) ؛ إلا أنها تدل على صفات رجل صالح , يؤم المسلمين
في ذلك الوقت , وقد جاءت الأحاديث في السنن والمسانيد وغيرها
مفسرة لهذه الأحاديث التي في الصحيحين , ودالة على أن ذلك
الرجل الصالح يسمى : محمد بن عبدالله , ويقال له : المهدي ,
والسنة يفسر بعضها بعضا .
ومن الأحاديث الدالة على ذلك الحديث الذي رواه الحارث بن أبي
أسامة في (( مسنده )) عن جابر رضي الله عنه ؛ قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : (( ينزل عيسى بن مريم , فيقول أميرهم
المهدي …..)) . ( سبق تخريجه ) .
فهو دال على أن ذلك الأمير المذكور في (( صحيح مسلم )) الذي
طلب من عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام أن يتقدم للصلاة ؛
يقال له : المهدي .

*******************
المصدر : كتاب (( أشراط الساعه ))
للمؤلف : يوسف بن عبدالله بن يوسف الوابل .
******************************

أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا
إنه ولي ذلك والقادر عليه .

ودي واحترامي لكم
أختكم شمـــوووع

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

فضائل النبي صلى الله عليه وسلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أكرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم بفضائل جمّة ، وصفات عدة، فأحسن خلْقَه وأتم خُلقه، حتى وصفه تعالى بقوله:{ وإنك لعلى خلق عظيم } (القلم:4)، ومنحه جل وعلا فضائل عديدة، وخصائص كثيرة، تميز بها صلى الله عليه وسلم عن غيره، فضلاً عن مكانة النبوة التي هي أشرف المراتب، ونتناول في الأسطر التالية شيئاً من فضائله صلى الله عليه وسلم:

فمنها أنه خليل الرحمن فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا إني أبرأ إلى كل خل من خله، ولو كنت متخذاً خليلاً، لاتخذت أبا بكر خليلا، إن صاحبكم خليل الله ) رواه مسلم . وهذه الفضيلة لم تثبت لأحد غير نبينا وإبراهيم الخليل عليهما الصلاة والسلام.

ومن فضائله أنه شهيد وبشير، فعن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوماً، فصلى على أهل أُحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال: ( إني فرط لكم – أي سابقكم – ، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أُعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها ) متفق عليه.

ومن فضائله أنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، قال تعالى: { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم } (الأحزاب:6).
قال الشوكاني في تفسيره "فتح القدير" : "فإذا دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم لشيء، ودعتهم أنفسهم إلى غيره، وجب عليهم أن يقدموا ما دعاهم إليه، ويؤخروا ما دعتهم أنفسهم إليه ، ويجب عليهم أن يطيعوه فوق طاعتهم لأنفسهم، ويقدموا طاعته على ما تميل إليه أنفسهم، وتطلبه خواطرهم".

ومن فضائله صلى الله عليه وسلم أنه سيد ولد بني آدم، فقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: ( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة، فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه، فنهس منها نهسة، وقال أنا سيد القوم يوم القيامة ) متفق عليه.

وهو صلى الله عليه وسلم أمان لأمته، حيث جاء في الحديث الصحيح ( النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ) رواه مسلم .

ومن فضائله صلى الله عليه وسلم أنه أول من تنشق عنه الأرض، وأول من يشفع ، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع ) رواه مسلم ، وهو صاحب المقام المحمود ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما ( إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا – أي جالسين على ركبهم -، كل أمة تتبع نبيها، يقولون يا فلان اشفع، يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود ) رواه البخاري .

تلك هي بعض فضائل نبينا الكريم، ورسولنا العظيم، الذي اختاره الله ليكون خاتم الرسل المكرمين ورحمة للخلق أجمعين، نسأل الله أن يجمعنا به، ويدخلنا مُدخله، وألا يحرمنا شفاعته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

صلاح بن فتحي هلل السنة النبوية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، ورضي الله عن آله وصحبه الذين اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه، وجعلهم خير أمةٍ أُخْرِجَتْ للناس، أما بعد:

فقد جرى في عصرنا لغطٌ عجيبٌ غريب، حول صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عن جميعهم، وخاض في ذلك طوائف مِن الناس، بشتى أطيافهم وتوجُّهاتِهم الفِكْرِيَّة والعقديَّة، وتَحَامَقَ أحدُهم، فأتى بعجيبة العجائب، عندما زَعَمَ أَنَّ الإسلام لم يكن بحاجةٍ إلى صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فوجودهم وعدمهم سواء -حسبما تسافه في زَعْمِه-.

فليعْلم القارئ أن الصحابة الكرام رضي الله عنهم ضرورة دينية، على سبيل الاضطرار لا الاختيار، فلابُدَّ مِن وجودهم وحبِّهم واعترافنا بهم، دينًا وعقلًا، وأي سبيلٍ لنزع الثقة منهم، أو الاعتراض على وجودهم فهو سبيلٌ لِجَحْدِ الإسلام والقضاء عليه، وذلك مِن وجوهٍ عديدةٍ، أقتصر منها الآن على الآتي:

أولًا: إنزال الكتب على الأنبياء بلسان أقوامهم:
فكلّ كتابٍ أنزله الله عز وجل، على نبيٍّ مِن أنبيائه قد نزل بلسان قومه، كما قال تبارك وتعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} [إبراهيم:4].

فكانت معرفة لسان القوم الذين نزلتْ فيهم كتب الله عز وجل ضرورة شرعية، لا يمكن فهْم مراد الله سبحانه وتعالى بغيرها، ومعرفة لسانهم لا يقتصر فقط على معرفة لغتِهم، وإنما يتَّسع ذلك لمعرفة أحوالهم وأعرافهم ومقاصدِهم مِن أفعالهم، ليتسنَّى الوقوف بعد ذلك على مقاصد النصوص الشرعية، ومعرفة مراميها، لأنها إِنما نزلت على هؤلاء بلغتهم وأعرافهم، فصار الوقوف على لغتهم وأعرافهم ضرورة مِن الضرورات التي لا يقوم الدين إلا بها، لأنه ما نزلت النصوص إلا مُنَجَّمة مُفَرَّقَة، حسب وقائع وأسبابٍ خاصة بالوقائع التي عاينها أو عاصرها الصحابة الكرام رضي الله عنهم، فالرجوع لملابسات نزول النصوص ضرورةٌ وحتمٌ، لأنها جزءٌ أصيل مِن أجزاء بناء فَهْم النصوص ومعرفة مراميها، فهي كالأعمال التحضيرية والمذكرات التفسيرية والديباجة التي يرجع إليها رجال القانون في عصرنا عند تفسير نصوصهم القانونية.

والحقيقة فإِنَّ الرجوع في تفسير النصوص إلى اللغة والسياق والسبب والعُرْف المحيط مِن المُسلَّمَات المتَّفَق عليها بين أصحاب العقول جميعًا، مسلمهم وغير مسلمهم، فالجميع يرجع في تفسير النصوص إلى لُغَتِها الأصلية، وسياقها، وأعراف الناس وتصرُّفاتهم عند وبعد وجود هذه النصوص للمرة الأولى، فالذي يُنكر ضرورة الرجوع إلى لسانِ وأعراف الخلفاء الراشدين وغيرهم مِن الصحابة رضي الله عنهم يسلخ النصوص الشرعية مِن طرق تفسيرها، ويحرفها ويُلْحِد في معانيها، إِذا فهم النصوص بناءً على لغةٍ أخرى أو عُرْفٍ آخر غير لغة وعُرْفِ الخلفاء الراشدين وغيرهم مِن الصحابة رضي الله عنهم.

وقد فسَّرَ شيخُ المفسرين الإمام ابن جرير الطبري معنى "التَّنُّور"على المشهور المعروف مِن كلام العرب، ثم قال مُعَلِّلًا ذلك في"تفسيره" (15/321): "وكلام الله لا يُوَجَّهُ إلا إلى الأغلب الأشهر من معانيه عند العرب، إلا أن تقوم حُجّةٌ على شيءٍ منه بخلافِ ذلك [1]فيُسلّم لها، وذلك أنه جلّ ثناؤه إنما خاطبهم بما خاطبهم به، لإفهامهم معنى ما خاطبهم به" أهـ.

وإذا كانت مخاطبة الناس بلسانهم ضرورة لقيام الحُجَّة عليهم، فلا يجوز في الشرع ولا في عَقْلِ عاقلٍ أيضًا أَنْ تُفهمَ النصوص الشرعية على لغةٍ غير لغتها، ولا في عُرْفٍ غير الذي نزلتْ فيه، فوجبَ لذلك معرفة اللغة التي نزلتْ بها النصوص، والعُرْف الذي كان سائدًا عند نزولها، وهي لغة الصحابة رضي الله عنهم، التي هي لغة العرب، والعُرْف عُرْفهم أيضًا، فهم إِذن ضرورة شرعية حتمية، لا يمكن التخلِّي عنها، وليست اختيارًا يأخذه من شاء ويتركه مَن شاء، بل الرجوع إلى لغة الصحابة رضي الله عنهم وعُرْفهم اضطرارٌ وحتمٌ لازمٌ لمَن أراد فَهْم مراد الله عز وجل مِن النصوص الشرعية التي نزلتْ عليهم بدايةً، ثم نقلوها هم بلغتِهم إلى مَن بعدهم.

والقضية هي نفسها التي خاضها علامة العربية في العصر الحديث: أبو فهرٍ محمود محمد شاكر -طيب الله ثراه-، في دفاعه عن الشعر الجاهليِّ، لأنَّ الشعرَ الجاهليَّ جزءٌ مِن الواقع واللغة والإبداع الذي جاءت النصوص تتحدَّاه، فعجزَ، فلو ذهب الشعر الجاهليُّ أو ثبت تزوير المسلمين له كما يدعي المستشرقون وأذنابهم لبَطُلَتِ المعجزة القرآنية القائمة على تحدِّي العرب في لغتهم وفصاحتهم وإبداعهم في ذلك، فوجودُ هؤلاء العرب بهذه الفصاحة ضرورةٌ لقيام المعجزة، وأعلى مِن ذلك أن يعترف العرب بالمعجزة، ويُذْعِنوا لها، ثم يحملوها إلى مَن بعدهم، ويُجاهدوا في الدفاع عنها، كما فعل الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وهذا هو:

ثانيًا: أمارة المعجزة:
فإذا كان القرآن الكريم قد أتى مُعْجِزًا يتحدَّى العرب في صميم ما يعرفونه ويحسنونه مِن أدبٍ وبلاغةٍ وفصاحةٍ، فإِنَّ أعظم أمارات قيام المعجزة أن يُسَلِّمَ بها الخصم ثم يقوم هو نفسه بنقلها إلى مَنْ سواه راضيًا مُسَلِّمًا مُذْعِنًا، فضلًا عن قيامه بتكاليفها ودعوة الناس للإيمان بها، وهذا ما وقع بالفعل في حالة الصحابة رضي الله عنهم، حيثُ جاء الإسلام وقامت المعجزة تتحدَّاهم في لغتهم وفصاحتهم، فأذعنوا لها، واعترفوا بصحَّتِها، وأنها ليست مِن قولِ بشرٍ، ولا هي مِن شِعْرِ شاعرٍ، ثم قام هؤلاء الذين آمنوا واستجابوا وأذعنوا مِن قريش ومَنْ حولها بنقْلِ هذه المعجزة، وهذا الدين، إلى مَن سواهم، وجعلوه مَعْقِد ولائهم وبرائهم.

وهذا كما نرى أتم في قيام المعجزة، والإذعان لها، فالصحابة رضي الله عنهم على هذا ليسوا مجرد أشخاصٍ نقلوا معارف وجدوها هنا أو هناك، وإنما هم أمارة على قيام المعجزة وتسليمهم وإذعانهم بصحة هذا الدين الجديد الذي آمنوا به أولًا، ثم نقلوه إلى مَن سواهم ثانيًا، بل وخاضوا الحروب ذودًا عن حياضه.

فهذا اعترافٌ مِمَّن شاهد وعاين ونزلت المعجزة تتحدَّاه في صميم ما يُحْسنه ويعرفه، فإذا ما سقط هذا الاعتراف سقط ما اعترفوا به، وهذا عين ما يريده أعداء الإسلام.

ولذا شبه الإمام النسائي: الإسلامَ بدارٍ بابها الصحابة رضي الله عنهم، عندما سُئِلَ الإمام: عن مُعاوية بن أبي سُفْيان رضي الله عنهما صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال الإمام النسائيُّ رحمه الله: "إنما الإسلام كدارٍ لها باب، فباب الإسلام: الصحابة رضي الله عنهم، فمَنْ آذى الصحابة إنما أرادَ الإسلامَ، كمَن نَقَرَ البابَ إنما يريد دخول الدار. قال: فمَنْ أرادَ مُعاويةَ رضي الله عنه فإنما أراد الصحابة رضي الله عنهم" [2].

ثالثًا: منبعٌ واحدٌ لا منابع:
والمقصود بذلك أَنَّ الصحابة رضي الله عنهم هم الذين نقلوا الإسلام لمَن بعدهم، قرآنًا وسُنَّةً، فهم المنبع الوحيد لمعرفة الإسلام، حتى لا يقولنَّ قائلٌ بأنه يمكنه فَهْم النصوص الشرعية بناءً على لغة العرب، ويستغني بذلك عن الصحابة رضي الله عنهم، لأنَّ الوصول إلى هذه النصوص الشرعية لا يمكن إلا عن طريق الصحابة رضي الله عنهم، ثم تأتي مرحلة فهم هذه النصوص التي نقلوها، فتُفْهَم عن طريق لُغَتِهم وعُرْفِهم أيضًا.

فهم الذين نقلوا الشريعة أولًا، وبلُغَتِهم وعُرْفهم ومعارفهم وأفهامِهم يتسنَّى لِمَنْ بعدهم فَهْم المنقول ثانيًا، فمَن طعن فيهم أو تخَلَّى عنهم أو نزع يدًا مِن تبعيَّتِهم فقد توجَّه بالشيء نفسه للنصوص الشرعية التي نقلوها، فالطعن في الناقلِ أو نزع اليد منه طعنٌ في المنقول، وإهدار الناقل إهدارٌ لمنقوله، والوسائل في ديننا لها أحكام المقاصد.

وعن هذا تتحدَّث وقائع التاريخ ونصوص العلماء، فيقول الإمام أبو داود السجستاني رحمه الله: لَمَّا جاء الرَّشيدُ[3] بشاكر رأس الزنادقة ليضرب عنقه، قال [4]: أَخْبِرْنِي لِمَ تُعَلِّمُونَ الْمُتَعَلِّمَ منكم أولَ ما تُعلمونه الرَّفْضَ والقَدَر؟ قال: أَمَّا قولنا بالرفض فإِنَّا نريدُ الطعنَ على الناقلةِ، فإذا بطلت الناقلة أَوْشَكَ أَنْ نبطلَ المنقول، وأَمَّا قولنا بالقَدَر فإِنَّا نريدُ أَنْ نُجَوِّزَ إخراجَ بعضَ أفعال العباد لإِثبات قَدَر الله، فإذا جازَ أَنْ يخرجَ البعضُ جازَ أَنْ يخرجَ الكلُّ" [5].

ويقول الإمام الكبير أبو زُرْعَةَ الرازيُّ: "إذا رأيتَ الرجلَ ينتقص أحدًا مِن أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فاعْلَمْ أنَّهُ زنديق، وذلك أَنَّ الرسولَ صلى الله عليه وسلم عندنا حَقٌّ، والقرآنَ حَقٌّ، وإنما أَدَّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدونَ أَنْ يَجْرَحوا شهودَنا ليُبْطِلُوا الكتابَ والسنةَ، والجرح بهم أَوْلَى، وهم زنادقة" [6].

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية في كلامٍ له: "وذلك أنَّ أولَ هذه الأمة هم الذين قاموا بالدين تصديقًا وعِلْمًا وعَملًا وتبليغًا، فالطعن فيهم طعنٌ في الدين، مُوجبٌ للإعراض عما بعثَ الله به النبين، وهذا كان مقصود أول مَن أظهر بدعة التشيع، فإنما كان قصده الصّدّ عن سبيل الله، وإبطال ما جاءت به الرسل عن الله، ولهذا كانوا يُظْهِرُونَ ذلك بحسْبِ ضعفِ الملة" [7].

رابعًا: الرضى بما ارتضاه الله عز وجل، وارتضاه رسوله صلى الله عليه وسلم:
وذلك عبر الكثير مِن الآيات والأحاديث الواردة في فضائل الصحابة رضي الله عنهم، ورِضَا الله عز وجل عنهم، وكذلك رضا رسوله صلى الله عليه وسلم عنهم، وما أعدَّه الله عز وجل لهم مِن ثوابٍ عظيمٍ، ومغفرةٍ وزرقٍ كريمٍ، في الدنيا والآخرة، والنصوص في ذلك لا حصر لها، وهي معلومةٌ مشهورةٌ [8] ، فالذي يُؤمن بكتاب الله عز وجل وسُنَّةِ نبيِّه صلى الله عليه وسلم يلزمه الإيمان بما ذكره الله عز وجل في كتابه، وما ذكره رسوله صلى الله عليه وسلم في سُنَّتِه عن الصحابة، وفضائلهم، والرِّضَى عنهم، والفوز العظيم، والجزاء الحَسَن الجميل الذي أُعِدَّ لهم عند الله عز وجل، فالإيمان بمنزلة الصحابة رضي الله عنهم التي ذكرها لهم الله عز وجل وذكرها لهم رسوله صلى الله عليه وسلم من ضرورات الإيمان بالكتاب والسنة، لورود ذلك كله في الكتاب والسنة، والذي يزعم الإيمان بالكتاب والسنة ثم لا يؤمن بالنصوص الواردة في الصحابة رضي الله عنهم وفضلهم ومكانتهم والرِّضى عنهم وما أَعَدَّهُ الله عز وجل لهم مِن نعيمٍ مقيمٍ في جنة الخُلْد هو في الحقيقة ممن ينطبق عليه قولُ الله سبحانه وتعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ القِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ العَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}[البقرة:85].

وخلاصة القول: أن الإيمان بفضائل الصحابة رضي الله عنهم، وضرورة الرجوع إلى لُغَتِهم ولسانهم وفهْمِهِم وأعرافهم عند نزول النصوص الشرعية مِن الحتميات والضرورات اللازمة لكلِّ مسلمٍ، فإِنَّما نزلت النصوص بلسانهم لتخاطبهم هم قبل غيرهم، ولا سبيل لمعرفة ماهية النصوص إلَّا بالرجوع إلى لسانهم وأعرافهم والوقوف على معارفهم وأفهامهم.

وقد حذَّرَ عز وجل مِن الخروج عن سبيلِهم وسبيل أتباعهم، وذكَرَ عقوبةَ ذلك، فقال سبحانه وتعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء:115].

فليتدبَّر القارئ في هذا العقاب الأليم، لمَنْ سلك غير سبيل المؤمنين، وفي مُقَدِّمتِهم الصحابة رضي الله عنهم ومَنْ تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.

رضي الله عن صحابة نبيِّنا صلى الله عليه وسلم، وجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
والحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهمَّ وسلِّم وبارك على عبدك ونبيك محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وارضَ اللهمَّ عن آله وأصحابه رضي الله عنهم.

14/9/1437 هـ

——————————————–

[1] يعني بخلاف الأشهر مِن معانيه عند العرب، ويُعلم ذلك بالقرائن المحيطة وهي الحجة التي أشار إليها الإمام الطبري رحمه الله.
[2] (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) للإمام ابن منظور (3/103)، (تهذيب الكمال) للإمام أبي الحجَّاج المِزِّيِّ (1/339 – 340).
[3] أمير المؤمنين: هارون الرشيد رحمه الله.
[4] يعني: الرشيد رحمه الله.
[5] (تاريخ بغداد) (4/308).
[6] (الكفاية) للخطيب (ص/97).
[7] (منهاج السنة النبوية) (1/18).
[8] وتُراجع المؤلفات الكثيرة في موضوع (فضائل الصحابة رضي الله عنهم).

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

مشاركتي : زعيم المعارضة و عدو الثروات "أبوذر الغفاري" السنة النبوية

[BACKGROUND="100 http://im36.gulfup.com/ZS1Pw.gif"]

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ..سيدنا محمد الهادي الأمين

وعلى آله وصحبه أجمعين …أما بعد ..

إن ما تشهده الأمة الإسلامية اليوم من تفرقات ونزاعات فكرية وحزبية لدليل واضح على إبتعادها عن المنهج الصحيح

وتركها للهدي المستقيم الآ وهو القرآن الكريم والسنة النبوية. انعكس تأثير تلك الخلافات والنزاعات على حياة الناس

أفراد وجماعات و داخل الأسرة الواحدة . أصبح الواحد منا ما بين طرفين أحدهما يزايد على وطنيتك والآخر يزايد على

دينك…مع أن حب الأوطان من الدين أصلا. ما عدنا نميز الصالح من الطالح , اختلطت المفاهيم والأفكار حتى القيم .وبدأ

كل شخص يتجه لأي تنظيم أو حزب مهما كانت قيمه ومبادئه سواء ليبرالي شيعي ,علماني .معتقدين جهلا أو من واقع

الفتن التي يشهدها الدين الإسلامي أن الفكر الإسلامي مثله مثل أي فكر لديه عيوب ونواقص ؛ والإنسان يمكن أن

يعتنق أي ديانة تحلو له ..فحاشا لله أن يكون ذلك صحيحا فالدين الإسلامي كان و ما زال وسيبقى هو الدين الكامل

والصالح لكل زمان ومكان فهو دين الفطرة و لكن الله يهدي من يشاء . ولا شك أننا اليوم نعيش في وسط أمة متفرقة

تائهة ؛ فما أحوجنا لأن نستطلع سيرة نبينا الكريم محمد _صلى الله عليه وسلم _ وأصحابه. وقد أخترت لكم سيرة

الصحابي الجليل /

أبـــــــــــو ذر الغفــــــــــــــاري

رضي الله عنه

يقول صلى الله عليه وسلم فيه :" رحم الله أبا ذر ..يمشي وحده ..ويموت وحده ..ويبعث يوم القيامة وحده " ولا

يمكنني شرح معنى الحديث دون الرجوع لكل موقف بدء من حياة هذا الصحابي الجليل "أبا ذر الغفاري" إلى وفاته.

في غزوة تبوك ، وقد أمر الرسول _عليه الصلاة و السلام_ بالتهيؤ لملاقاة الروم، كانت الأيام التي دعى فيها الناس

للجهاد أيام صعبة والعدو كان مخيفا .خرج الرسول وصحبه سيرا.. , بدأ يتخلف الرجل تلو الآخر فيقولون يا رسول

الله تخلف فلان، فيقول: دعوه.فان يك فيه خير فسيلحقه الله بكم..وان يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه"..!! , تلفتوا

، فلم يجدوا أبا ذر.. ؛ قالوا يا رسول الله : لقد تخلف أبو ذر، ..وأعاد الرسول مقالته الأولى.. لكن أبا ذر لم يتخلف أبدا

..وإنما تعبت بعيره في السفر ولم يعد يقوى على الحركة , إلا أنه أتم سيره مشيا متحملا التعب والمشقة في

وسط الصحراء الملتهبة كي يدرك الرسول _ عليه الصلاة والسلام_ وأصحابه ..إلى أن تم له ما أراد و أقترب من

رسول الله ولم يكد صلى الله عليه وسلم يراه حتى تألقت على وجهه ابتسامة حانية واسية، وقال:"يرحم الله أبا

ذر..يمشي وحده..ويموت وحده..ويبعث وحده".

_من هذا الموقف..تعلمت أن كل إنسان سيحاسب عن نفسه ولا تزر وازة وزر آخرى ,

ومن يكفر بدين الله بحجة ما يراه اليوم من نزاعات بين المسلمين ؛ هو الخاسر المبين ..وأن أنأى

بنفسي عن الفتن التي نعيشها.

_عين الله ترعى المجاهدين ..والدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم .

_التضحية والجهاد في سبيل الله .

كان أبو ذر الغفاري رضي الله عنه أحد الذين شاء الله لهم الهدى , وأراد لهم الخير ؛ فقد روي عنه أنه كان أحد

الذين كانوا يتمرون على عبادة الأصنام في الجاهلية ويؤمنون بأن هناك خالق عظيم لهذا الكون. ما أن سمع

بظهور نبي يسفّه الأصنام وعبّادها , ويدعو إلى عبادة الله حتى شد رحاله إليه. ذهب _رضي الله عنه_ إلى

مكة متنكرا خوفا من فتك أهل مكة به إن علموا أن جاء يبحث عن محمد "صلى الله عليه وسلم ", بيد أنه

فعليا أراد أولا أن يقابل الرجل الذي طال إنتظاره ويقتنع بصدقه ويطمئن لدعوته . بحث هنا وهناك حتى دله

الناس على مكان محمد صلى الله عليه وسلم. فذهب إليه و وتلى رسول الله _ عليه الصلاة والسلام_

آيات من الذكر الحكيم …وأبا ذر مصغي له قلبا وروحا ..وسرعان ما هتف قائلا _رضي الله عنه _ :

"أشهد أن لا إله إلا الله ..وأشهد أن محمد رسول الله " .

-في هذا الموقف دليل على أن الإسلام دين الفطرة .وإلا لماذا رفض أباذر عبادة

الأصنام قبل أن يعلم بوجود محمد _صلى الله عليه ويسلم _ ولا حتى رسالته…ولم يستدل عليه

لا من صديق أو عزيز .

ينحدر أصل أبي ذر الغفاري لقبيلة تدعى قبيلة غفار , عرف عنها الفساد وكثرة السرقات حتى لقب قادتها بسادة

الليل والظلام ..كان منهم قطاع الطرق . بعد نطقه للشهادتين سأله رسول الله _ عليه الصلاة والسلام _

:"من أين أخ العرب؟"قال أبو ذر:" من غفار"..أبتسم رسول الله _ عليه الصلاة والسلام _ وبانت عليه ملامح

الدهشة والعجب فكيف يدخل رجل من تلك القبيلة في الإسلام , لا سيما وأن الإسلام كان لا يزال سرا مستخفيا.

رفع رسول الله _ عليه الصلاة والسلام _ بصره وصوّبه إليه وقال :" إن الله يهدي من يشاء". لم يكتفي أبا ذر بإسلامه

بل عاد إلى قومه وحمل راية الدعوة ليدخلوا في الإسلام واحد تلو الآخر,ثم إتجه إلى قبيلة "أسلم" …وعاد بالقبيلتين

مسلمتين إلى المدينة ليستقبلهم رسول الله _ عليه الصلاة والسلام _ ويكرر "الله يهدي من يشاء" ثم قال :

" غفار غفر الله لها " .."أسلم سالمها الله " .

-إن الله يهدي من يشاء.

كان إسلام الصحابي الجليل أبا ذر مبكرا حيث كانت الدعوة الإسلامية في مهدها وكان الرسول_ عليه الصلاة والسلام _

يهمس بها لنفسه وللقلة الذين أمنوا معه . ذهب أبو ذر إلى رسول الله _ عليه الصلاة والسلام _ فقال : "يا رسول الله ,

بما تأمرني ؟قال _ عليه الصلاة والسلام _ :" ترجع إلى قومك حتى يبلغك أمري ". فقال أبو ذر :"والذي نفسي بيده

لا أرجع حتى أصرخ بالإسلام في مكة " . فخرج إلى المشركين ونادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله،

وأن محمدًا رسول الله. فقام إليه المشركون فضربوه ضربًا شديدًا، إلا أن ذلك لم يمنعه من رفع صوت الحق

صداحا …عاليا ..شامخا ..للمرة الثانية حينما وجد إمرأتين تطوفان بالأصنام وتدعوانهم ويقف لهما ويسفّه الأصنام

فتصرخ المرأتان ليهاجمه الرجال ويوسعوه ضربا حتى فقد وعيه …وحين يفيق يصرخ مرة أخرى

"أشهد أن لا إله إلا الله, محمد رسول الله".

_الجهر في الحق ..والعزة في الإسلام .

عرف عن أبي ذر صدقه وطاعته لله ولرسوله , لقد كان الرسول _ عليه الصلاة والسلام _ يرى ببصيرته الثاقبة عن

علم الغيب كل المتاعب التي سيواجهها أبا ذر لقاء صدقه وصلابته ؛ فكان دائما يأمره بالتأني والصبر . وألقى إليه

الرسول_ عليه الصلاة والسلام _ هذا السؤال: "يا أبا ذر كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يستأثرون بالفئ؟» فقال أبو

ذر: "إذا والذي بعثك بالحق أضرب بسيفي حتى ألحق به". فقال: «أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ اصبر حتى

تلقاني». ولطالما كانت قضية المال ..والأمراء هي الشغل الشاغل لحياة الناس على مر العصور..والسبب في فتنة

الشعوب.أسدى الرسول _ عليه الصلاة والسلام _ نصيحة ذهبية آلا وهي الصبر . فلم يحمل السيف الذي توعد به

الأمراء_ الذين يستغلون مال الأمة_ , فإن كان _صلى الله عليه وسلم قد نهاه عن ذلك فلم ينهاه عن حماية الحق

بلسانه .مضى عهد رسول الله _ عليه الصلاة والسلام _ ومن بعده عصر أبي بكر ..وعصر عمر ..رضي الله عنهما ..

في تفوق كامل على مغريات الحياة ودواعي الفتنة . عاش أبو ذر خلالهما حياة هانئة ..ومن بعد إنتهاء تلك الحقب

الذهبية للخلافة الإسلامية؛ رأى أبو ذر الخطر الذي يحدق بالأمة فخرج إلى قادة الحكم والثروة يغزوهم بمعارضته

المتعقلة ,لقد ألتفت حوله الجماهير وكان بإمكانه أن يشعل نار الثورة بإشارة منه لكنه لم يفعل طاعة ووفاء لوصية

ملعمه ؛ حصر إهتمامه في خلق رأي عام يفرض إحترامه وصارت كلماته حديث الناس , مرددا دائما :"بشر الكانزين

الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاو من نار ؛ تكوى بها جباههم وجنوبهم …فهاهو يناظر والي المسلمين على الشام

معاوية بن أبي سفيان ويسآله عن أمواله وقصوره ..وعن بيته في مكة قبل الولاية ..وينتصر عليه بالحجة والدليل .

أرسل معاوية إلى عثمان يشكوا أبا ذر وإفساده للناس ..فما كان من عثمان رضي الله عنه إلا أن أمر بإحضاره . ودار

بينهما حوار طويل ..خلص إلى طلب عثمان من أبي ذر البقاء معه في مكة مقابل الرعاية والإهتمام به ..إلا أنه رفض

ذلك ونأى بنفسه بعيدا عن كل الفتن والمشاكل ..هاجر إلى الزبدة وبقي فيها حتى توفاه الله وحيدا و كذلك سيبعث

يوم القيامة كما قال صلى الله عليه وسلم .

_وجوب طاعة الله والرسول صلى الله عليه وسلم.

_الصبر على ظلم الأمراء وفسادهم كما جاء على لسان النبي عليه السلام ..فما ينطق عن الهوى

إن هو إلا وحي يوحي ..وما نراه اليوم في ظل الثورات العربية بدء من تونس وصولا إلى سوريا إلا

دليل على حجم المهالك التي تتكبدها الشعوب لقاء الثورة على الفساد .

_الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

المرجع :

كتاب رجال حول الرسول وخلفاء الرسول "صلى الله عليه وسلم".

للدكتور / خالد محمد خالد ..من ص 39 ,ص52

إعداد /


فلسطينيةالهوية

إحترامي وتقديري للجميع .

[/BACKGROUND]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

فاطمة ابنة قيس السنة النبوية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فاطمة ابنة قيس بن خالد الأكبر القرشيّة الفهريّة، أخت الضحاك بن قيس:
أمّها أميمة بنت رَبيعة بن حِذيْمِ، وكانت فاطمة من المهاجرات الأول، وكانت ذات جمال وعقل، وهي التي روت قصة الجسَّاسة بطولها فانفردت بها مطولة، رواها عنها الشعبي لما قدمت الكوفة على أخيها، وهو أميرها، وقيل أنها أكبر من الضحاك بعشر سنين.

وكانت فاطمة بنت قيس تحت أبي عمرو بن حفص بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فطلّقها فخطبها معاوية بن أبي سفيان بن حرب وأبو جهم بن حذيفة بن غانم العدوي فذكرت ذلك لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "أمّا معاوية فصعلوك لا مال له، وأمّا أبو جَهم فلا يضع عَصَاه من عنقه، ولكن انكحي أسامة بن زيد"، فنكحته فقالت: لقد اغتطبت بنكاحي إيّاه(*) وفي رواية: أنّ أبا عَمرو بن حفص طلّقها أَلْبَتَّة وهو غائب فأرسل إليها وكيله بشعير فتسخّطته فقال: والله ما لك علينا من شيء، فجاءت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "ليس لك عليه نفقة"، وأمرها أن تعتدّ في بيت أمّ شَرِيك، ثم قال: "تلك المرأة يغشاها أصحابي، اعتدّي عند ابن أمّ مَكْتُوم فإنّه رجل أعمى، تضعين ثيابك فإذا حَلَلْتِ فآذِنيني"، قالت: فلمّا حَلَلْت ذكرت له أنّ معاوية بن أبي سفيان وأبا جَهْم بن حُذَيفة خَطَباني فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أمّا أبو جَهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأمّا معاوية فصعلوك لا مال له، ولكن انكحي أسامة"، فكرهته فقال: "انكحي أسامة"، فنكحته فجعل الله فيه خيًرا واغتطبت به، وفي رواية: عن أَبِي سَلَمَة قال: دخلتُ عليّ فاطمة بنت قيس، قالت: أتيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأنا أريد السُّكْنى والنَّفَقة فقال: "يا فاطمة إنّما السُّكْنَى والنفقة التي لزوجها عليها رجعة، انتقلي إلى أمّ شَرِيك وَلاَ تَفُوتِينا بنفسك"، ثمّ قال: "إنّ أمّ شَرِيك يدخل عليها إخوتها من المهاجرين فانتقلي إلى ابن أمّ مَكْتُوم فإنّه رجل ضرير البصر"، فلمّا حلّ أجلها خطبها معاوية وأبو جَهْم بن حُذَيْفة وأسامة فقال رسول الله: "أمّا معاوية فعائل لا مال له، وأمّا أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، أين أنتم من أسامة؟" قال: فكأنّ أهلها كرهوا ذلك فقالت: لا أنكح إلاّ الذي قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.
وفي بيت فاطمة اجتمع أصحابُ الشّورى عند قَتْل عمر بن الخطّاب، وخطبوا خُطَبهم المأثورة، قال الزّبير: وكانت امرأة نجودًا ــ والنّجود النبيلة ــ وفي طلاقها ونكاحها بعد سُنَن كثيرة مستعملة، روت عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم أحاديث، وروى عنها جماعةٌ منهم الشّعبيّ، والنّخعي، وأبو سلمة‏.

م/ن

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

قصة من قصص الرسول صلى الله عليه وسلم


قال عبد الله بن سلام إن الله تبارك وتعالى لما أراد هدى زيد بن سعنة قال زيد بن سعنة ثم إنه لم يبق من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه يسبق حلمة جهله ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما فكنت أتلطف له لأن أخالطه فأعرف حلمه وجهله قال فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحجرات ومعه علي بن أبي طالب فأتاه رجل على راحلته كالبدوي فقال يا رسول الله قرية بني فلان قد أسلموا ودخلوا في الإسلام وكنت أخبرتهم أنهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغدا وقد أصابهم شدة وقحط من الغيث وأنا أخشى يا رسول الله أن يخرجوا من الإسلام طمعا كما دخلوا فيه طمعا فإن رأيت أن ترسل إليهم من يغيثهم به فعلت قال فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل عمر فقال ما بقي منه شيء يا رسول الله قال زيد بن سعنة فدنوت إليه فقلت له يا محمد هل لك أن تبيعني تمرا معلوما بني فلان إلى أجل كذا وكذا فقال لا يا زفر ولكن أبيعك تمرا معلوما إلى أجل كذا وكذا ولا بني فلان قلت نعم فبايعني صلى الله عليه وسلم فأطلقت همياني فأعطيته ثمانين مثقالا من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا قال فأعطاها الرجل وقال اعجل عليهم وأغثهم بها قال زيد بن سعنة فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار ومعه أبو بكر وعمر وعثمان ونفر من أصحابه فلما صلى على الجنازة دنا من جدار والحاصل إليه فأخذت بمجامع قميصه ونظرت إليه بوجه غليظ ثم قلت ألا تقضيني يا محمد حقي فوالله ما علمتكم بني عبد المطلب بمطل ولقد كان لي بمخالطتكم علم قال ونظرت إلى عمر بن الخطاب وعيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير ثم رماني ببصره وقال أي عدو الله أتقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسمع وتفعل به ما أرى فوالذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر فوته لضربت بسيفي هذا عنقك ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة ثم قال إنا كنا أحوج هذا منك يا عمر أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن التباعة اذهب به يا عمر فاقضه حقه وزده عشرين صاعا من غيره مكان ما رعته قال زيد فذهب بي عمر فقضاني حقي وزادني عشرين صاعا من تمر فقلت ما هذه الزيادة قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أزيدك مكان ما رعتك فقلت أتعرفني يا عمر قال لا فمن أنت قلت أنا زيد بن سعنة قال الحبر قلت نعم الحبر قال فما دعاك أن تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما قلت وتفعل به ما فعلت فقلت يا عمر كل علامات النبوة قد عرفتها في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أختبرهما منه يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما فقد أختبرتهما فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وأشهدك أن شطر مالي فإني أكثرها مالا صدقة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقال عمر أو على بعضهم فإنك لا تسعهم كلهم قلت أو على بعضهم فرجع عمر وزيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال زيد أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم فآمن به وصدقه وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشاهد كثيرة ثم توفي في غزوة تبوك مدبرا رحم الله زيدا

——–
رواه ابن حبان (288)
الحاكم (3/700) عن عبد الله بن سلام
——————————————–

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

كيف ينتسب الأشراف إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن له ولد ذكر؟ – سنة النبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السؤال : لقد سمعت أن الأسياد من نسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، من فضلك : اشرح لي كيف أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم لم يكن له ولد ، وأنا أعرف أن النسب يكون من الابن وليس من البنت ؟


الجواب :

الحمد لله
أولا :
أحفاد الرسول صلى الله عليه وسلم وذريته الموجودون الآن كلهم من نسل ابنته فاطمة رضي الله عنها ، ولكون الرسول صلى الله عليه وسلم سيد البشر وأشرفهم والنسبة إليه شرف بلا شك ، صارت ذريته ينتسبون إليه ، ولا ينسبون إلى آبائهم ، وقد ذكر العلماء أن ذلك من خصائصه صلى الله عليه وسلم .
واستدلوا على ذلك بعدة أدلة ، منها :
قوله صلى الله عليه وسلم : (فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي) رواه البخاري (3714) ومسلم (2449) .
قال الشريف السمهودي :
"معلوم أن أولادها بضعة منها ، فيكونون بواسطتها بضعة منه صلى الله عليه وسلم ، وهذا غاية الشرف لأولادها" انتهى .
نقله الألوسي في "روح المعاني" (26/165) .
ومنها : قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسن بن علي رضي الله عنهما : (إِنَّابْنِيهَذَاسَيِّدٌ، وَلَعَلَّاللَّهَأَنْيُصْلِحَبِهِبَيْنَفِئَتَيْنِعَظِيمَتَيْنِمِنْالْمُسْلِمِين) رواه البخاري (2704) .
فسمَّاه "ابنه" وهو ابن بنته فاطمة رضي الله عنهما .
قال ابن القيم رحمه الله :
"المسلمون مجمعون على دخول أولاد فاطمة رضي الله عنها في ذرية النبي صلى الله عليه وسلم المطلوب لهم من الله الصلاة ؛ لأن أحدا من بناته لم يعقب غيرها ، فمن انتسب إليه صلى الله عليه وسلم من أولاد ابنته فإنما هو من جهة فاطمة رضي الله عنها خاصة ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحسن ابن ابنته : (إن ابني هذا سيد) فسماه ابنه ، ولما أنزل الله سبحانه آية المباهلة : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) آل عمران/61، دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وحسنا وحسينا وخرج للمباهلة ….
إلى أن قال :
وأما دخول أولاد فاطمة رضي الله عنها في ذرية النبي صلى الله عليه وسلم فلشرف هذا الأصل العظيم والوالد الكريم ، الذي لا يدانيه أحد من العالمين ، سرى ونفذ إلى أولاد البنات لقوته وجلالته وعظيم قدره ، ونحن نرى من لا نسبة له إلى هذا الجناب العظيم من العظماء والملوك وغيرهم تسري حرمة إيلادهم وأبوتهم إلى أولاد بناتهم ، فتلحظهم العيون بلحظ أبنائهم ، ويكادون يضربون عن ذكر آبائهم صفحا ، فما الظن بهذا الإيلاد العظيم قدره ، الجليل خطره ؟ " انتهى باختصار.
" جلاء الأفهام " (ص/299-301) .
وجاء في "مغني المحتاج" (3/63) :
"فَائِدَةٌ : مِنْ خَصَائِصِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَوْلَادَ بَنَاتِهِ يُنْسَبُونَ إلَيْهِ ، وَهُمْ الْأَشْرَافُ الْمَوْجُودُونَ ، وَمِنْهُمْ الْهَاشِمِيُّونَ" انتهى .
وجاء في "الموسوعة الفقهية" (2/640) :
"ممّا اختصّ به رسول اللّه صلى الله عليه وسلم دون النّاس جميعاً أنّ أولاد بناته ينتسبون إليه في الكفاءة وغيرها ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (إنّ ابني هذا سيّد)" انتهى .
وقال الحافظ ابن حجر الهيتمي الفقيه الشافعي :
"ثم معنى الانتساب إليه الذي هو من خصوصياته صلى الله عليه وسلم : أنه يطلق عليه أنه أب لهم ، وأنهم بنوه ، حتى يعتبر ذلك في الكفاءة ، فلا يكافىء شريفة هاشمية غير شريف . [وهذا عند من اعتبر الكفاءة في النسب في النكاح ، فلا تتزوج شريفة بغير شريف إلا برضاها ورضا جميع أوليائها . [وقد سبق الكلام على الكفاءة في النسب في جواب السؤال رقم (65510) وبيَّنَّا أن الصحيح من أقوال العلماء أنها غير معتبرة] .
ثم قال ابن حجر : وقولهم : "إن بني هاشم والمطلب أكفاء" محله فيما عدا هذه الصورة .
وحتى يدخلوا في الوقف على أولاده والوصية لهم ، [ وهذه مسألة افتراضية ، لو أوقف الرسول صلى الله عليه وسلم مالاً أو أوصى به وقال : هذا لأولادي ، دخل في أولاده صلى الله عليه وسلم أولاد فاطمة وأولاد الحسن والحسين رضي الله عنهم، وهذا من فوائد أنهم ينسبون إليه] .
وأما أولاد بنات غيره فلا تجري فيهم مع جدهم لأمهم هذه الأحكام .
نعم ، يستوي الجد للأب والأم في الانتساب إليهما من حيث تطلق الذرية والنسل والعقب عليهم . ومن فوائد ذلك أيضاً : أنه يجوز أن يقال للحسنين : أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو أب لهما اتفاقا ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحسن : (إن ابني هذا سيد)" انتهى باختصار .
"الصواعق المرسلة" (4/462) لابن حجر الهيتمي .
وقد استدل السيوطي رحمه الله على ذلك بأحاديث أخرى في كتابه "الخصائص الكبرى" (2/381) ، غير أنها ضعيفة ، كما بَيَّن ذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله في "التلخيص" (3/142) ، والألباني في "السلسلة الضعيفة" (801 ، 4104 ، 4324) .
ثانياً :
هذا الحكم ، وهو أن أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم ينسبون إليه ، إنما هو لأولاد بناته ، ثم أولاد الحسن والحسين ، أما أولاد بنات بناته فإنهم لا ينسبون إليه صلى الله عليه وسلم ، وإنما ينسبون إلى آبائهم .
قال السيوطي رحمه الله :
"هل يشاركون – يعني أولاد زينب بنت فاطمة – أولاد الحسن والحسين في أنهم ينسبون إلى النبي صلى الله عليه وسلّم ؟
والجواب : لا . وإن كانوا جميعاً يدخلون في "ذرية النبي صلى الله عليه وسلم" وفي "أولاده" .
وقد فَرَّق الفقهاء بين مَن يُسَمَّى ولداً للرجل ، وبين مَن ينسب إليه :
ولهذا قالوا : لو قال : وقفت على أولادي : دخل ولد البنت .
ولو قال : وقفت على مَن يُنسب إلي مِن أولادي : لم يدخل ولد البنت .
وقد ذكر الفقهاء من خصائصه صلى الله عليه وسلّم : أنه ينسب إليه أولاد بناته ، ولم يذكروا مثل ذلك في أولاد بنات بناته ، فالخصوصية للطبقة العليا فقط ، فأولاد فاطمة الأربعة ينسبون إليه ، وأولاد الحسن والحسين ينسبون إليهما فينسبون إليه ، وأولاد زينب وأم كلثوم [بنات فاطمة] ينسبون إلى أبيهم عمر وعبد الله ، لا إلى الأم ، ولا إلى أبيها صلى الله عليه وسلّم ؛ لأنهم أولاد بنت بنته ، لا أولاد بنته ، فجرى الأمر فيهم على قاعدة الشرع في أن الولد يتبع أباه في النسب لا أمه ، وإنما خرج أولاد فاطمة وحدها للخصوصية التي ورد الحديث بها ، وهو مقصور على ذرية الحسن ، والحسين ….
ولهذا جرى السلف والخلف على أن ابن الشريفة لا يكون شريفاً ، ولو كانت الخصوصية عامة في أولاد بناته وإن سفلن لكان ابن كل شريفة شريفاً تحرم عليه الصدقة وإن لم يكن أبوه كذلك كما هو معلوم .
ولهذا حكم صلى الله عليه وسلّم بذلك لفاطمة دون غيرها من بناته ، لأن أختها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم لم تعقب ذكراً حتى يكون كالحسن والحسين في ذلك ، وإنما أعقبت بنتاً ، وهي أمامة بنت أبي العاصي بن الربيع ، فلم يحكم لها صلى الله عليه وسلّم بهذا الحكم مع وجودها في زمنه ، فدل على أن أولادها لا ينسبون إليها لأنها بنت بنته ، وأما هي فكانت تنسب إليه بناء على أن أولاد بناته ينسبون إليه ، ولو كان لزينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولدٌ ذكر لكان حكمه حكم الحسن والحسين في أن ولده ينسبون إليه صلى الله عليه وسلّم .
هذا تحرير القول في هذه المسألة" انتهى باختصار .
"الحاوي" (2/31) .
ومثل ذلك قاله الحافظ ابن حجر الهيتمي الفقيه الشافعي في "الفتاوى الحديثة" (ص 67) .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم مقدمون في العلم والفضل على سائر الصحابة. السنة النبوية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل ثبت عن عثمان رضي الله عنه أنه صلى بالقراّن كاملا في ركعة واحدة ؟ ومن هم الصحابة الحافظون للقراّن؟ هل عندما يقول النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بالحلال والحرام معاذ بن جبل أو عندما يقول ابن مسعود أنه أعلم الأمة بالقراّن يعني أن معاذا وابن مسعود أعلم من الخلفاء الراشدين؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
ثبت عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قرأ القرآن كله في ركعة ، وقد روي ذلك عنه من طرق :
– فروى الطبراني في "الكبير" (130) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَت امْرَأَةُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ أَطَافُوا بِهِ يُرِيدُونَ قَتْلَهُ : " إِنْ تَقْتُلُوهُ أَوْ تَتْرُكُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي رَكْعَةٍ ، يَجْمَعُ فِيهَا الْقُرْآنَ " .
– وروى البيهقي (4782) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ : " قُمْتُ خَلْفَ الْمَقَامِ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ لَا يَغْلِبَنِي عَلَيْهِ أَحَدٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ، فَإِذَا رَجُلٌ يَغْمِزُنِي فَلَمْ أَلْتَفِتْ ، ثُمَّ غَمَزَنِي فَالْتَفَتُّ ، فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، فَتَنَحَّيْتُ فَتَقَدَّمَ ، فَقَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ " .
– وروى ابن المبارك في "الزهد" (1275) عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ : " أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ، قَامَ بَعْدَ الْعِشَاءِ فَقَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِي رَكْعَةٍ ، لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا ".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وقراءة القرآن في ركعة ثابت عن عثمان رضي الله عنه " .
انتهى من "منهاج السنة النبوية" (4/ 32) .
وقال ابن كثير رحمه الله :
" وَقَدْ رُوِيَ هَذَا مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّهُ صَلَّى بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ فِي رَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ ، عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ، أَيَّامَ الْحَجِّ " انتهى من "البداية والنهاية" (7/ 214).
وصححه ابن حجر في "الفتح" (2/482) .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
" في كتاب محمد بن نصر وغيره بإسناده صحيح عن السائب بن يزيد : " أن عثمان قرأ القرآن ليلة في ركعة " . انتهى من "صلاة التراويح" (98) .
ومثل هذا محمول على أن الله تعالى قد بارك له في هذا الوقت ، حتى تسنى له أن يقرأ فيه بالقرآن كله .
ومثل هذا ما رواه مسلم (772) عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ : " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ ، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ : يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ ، فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا ، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ ، ثُمَّ رَكَعَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ ، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ، ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ ، ثُمَّ سَجَدَ، فَقَالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى ، فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ " .
وراجع لمزيد الفائدة إجابة السؤال رقم : (156299) .
ثانيا :
لم نقف على وجه الضبط والتحديد على إحصاء لحفاظ القرآن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وكم كانت عدتهم الدقيقة .
وقد سمى غير واحد من أهل العلم جماعة منهم ، وهم أبرزهم وأشهرهم ، لكن هذا لا يمنع أن يكون آخرون منهم قد حفظوا القرآن ، لكن لم ينقل تسميتهم .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" ذَكَرَ أَبُو عُبَيْدٍ الْقُرَّاءَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَعَدَّ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْخُلَفَاءَ الْأَرْبَعَةَ وَطَلْحَةَ وَسَعْدًا وابن مَسْعُودٍ وَحُذَيْفَةَ وَسَالِمًا وَأَبَا هُرَيْرَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ السَّائِبِ وَالْعَبَادِلَةَ .
وَمِنَ النِّسَاءِ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ .
وعد ابن أَبِي دَاوُدَ فِي كِتَابِ الشَّرِيعَةِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ أَيْضًا تَمِيمَ بْنَ أَوْسٍ الدَّارِيَّ وَعُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ وَمِنَ الْأَنْصَارِ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَمُعَاذًا الَّذِي يُكَنَّى أَبَا حَلِيمَةَ وَمُجْمِّعَ بْنَ حَارِثَةَ وَفَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ وَمَسْلَمَةَ بْنَ مَخْلَدٍ وَغَيْرَهُمْ .
وَمِمَّنْ جَمَعَهُ أَيْضًا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ ذَكَرَهُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ ، وَعَدَّ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ مِنَ الْقُرَّاءِ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَسَعْدَ بْنَ عَبَّادٍ وَأُمَّ وَرَقَةَ " .
انتهى من "فتح الباري" (9/ 52) .
ثالثا :
روى الترمذي (3790) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ ، وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالحَلَالِ وَالحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ) .
وصححه الألباني في " صحيح الترمذي" .
فأقرأ الأمة أبي بن كعب ، كما ثبت في هذا الحديث ، لا ابن مسعود رضي الله عنهما ، وإن كان ابن مسعود من أعلم الأمة بكتاب الله ، وأقرئهم له .
وهذا الحديث لا يعني أن معاذ بن جبل أو ابن مسعود أو أبي بن كعب أو غيرهم من علماء الصحابة وقرائهم وفقهائهم رضي الله عنهم أعلم من الخلفاء الراشدين ، وخاصة أبو بكر وعمر رضي الله عنهما .
وإنما يعني أنهم أعلم الأمة بما ذكر من خصائصهم بعد عصر الصحابة ، فلا أحد في الأمة بعد الصحابة أعلم بالحلال والحرام من معاذ بن جبل ، ولا أحد منهم أقرأ لكتاب الله من أبي بن كعب ، ولا أفرض من زيد ، وهكذا .
أو هم كذلك بعد انقراض زمن عظماء الصحابة وأكابرهم ، فهم بعد هؤلاء الأكابر بتلك المثابة بالنسبة للأمة كلها من بعدهم .
ومن المعلوم أن الخلفاء الراشدين مقدمون في الفضل والعلم على سائر الصحابة، رضي الله عنهم جميعًا، ولذلك أمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باتباع سنتهم خاصة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" أَهْل الْعِلْمِ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ أَعْلَمُ مِنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ ، وَأَعْظَمُ طَاعَةً لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مِنْ سَائِرِهِمْ ، وَأَوْلَى بِمَعْرِفَةِ الْحَقِّ وَاتِّبَاعِهِ مِنْهُمْ " .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (35/ 124) .
وقال أيضا :
" الْخُلَفَاء الرَّاشِدونَ هُمْ أَعْلَمُ الْأُمَّةِ بِأُمُورِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسُنَّتِهِ وَأَحْوَالِهِ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (20/ 234) .
وقال الإمام النووي رحمه الله :
" وأما حديث: "أقْضَاكُمْ عليٌّ" : فليس فيه أنه أقضى من أبي بكر وعُمر رضي الله عنهما؛ فإنه يقتضي أنه أقضى من المخاطَبين، ولم يثبت كونهما كانا من المخاطبين، ولا يلزم من كون واحد أقضى من جماعة؛ أن يكون أقضى من كل واحد..
وأما قوله: هل يستفاد من ذلك كونه أفضلَ منهما ، فجوابه : أنه لا يستفاد ، لأوجهٍ:
1 – منها: أنه لم يثبت كونه أقضى منهما، لما ذكرناه.
2 – ومنها: أنه لا يلزم من كون واحد أقضى من آخرَ، أن يكون أعلَم منه مطلقًا، وإِنما يقتضي رجحانه في معرفة القضاء فقط.
3 – ومنها: لا يلزم من كونه أقضى وأعلَم، أن يكون أفضل، لأن التفضيل ليس بمنحصر في معرفة القضاء .. " انتهى من "فتاوى الإمام النووي" (253) .
قال المناوي رحمه الله :
" (وأفرضهم) أي أكثرهم علما بمسائل قسمة المواريث وهو علم الفرائض (زيد بن ثابت) أي أنه يصير كذلك ومن ثم كان الحبر ابن عباس يتوسد عتبة بابه ليأخذ عنه (وأقرؤهم) أي أعلمهم بقراءة القرآن (أبي) بن كعب بالنسبة لجماعة مخصوصين أو وقت من الأوقات فإن غيره كان أقرأ منه (وأعلمهم بالحلال والحرام) أي بمعرفة ما يحل ويحرم من الأحكام (معاذ بن جبل): يعني أنه سيصير كذلك بعد انقراض عظماء الصحابة وأكابرهم ، وإلا فأبو بكر وعمر وعلي أعلم منه بالحلال والحرام وأعلم من زيد بن ثابت في الفرائض ، ذكره ابن عبد الهادي. قال: ولم يكن زيد على عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم مشهورا بالفرائض أكثر من غيره ، ولا أعلم أنه تكلم فيها على عهده ، ولا عهد الصديق رضي الله عنهم " .
انتهى من "فيض القدير" (1/ 460) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" ليس هناك أفقه من الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم " .
انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (22/ 62) .
راجع إجابة السؤال رقم : (34577) .
والله أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده