التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

أرجوكم لاتكونوا أغبياء ……..

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله والشكر لله ولا حول ولا قوة إلا بالله وأفضل الصلاة وأتم التسليم على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبع نهجهم وهداهم إلى يوم الدين ……….

إخواني الطيبين بمدونة " تعب قلبي " سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

لقد كثرت في الآونة الأخيرة المواقع الخبيثة الحقيرة التي تسب وتتهجم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ………….

وكثر المطالبين بإغلاقها … وكل موقع يطالب بملايين الأصوات من أجل إغلاقه ….

ونحن نقوم بكل ما وسعنا بنشر عنواين المواقع المسيئة والتصويت من اجل إغلاقه بكل سرعة وقوة ………..

إخواني مهلا أنتم لا تنصرون النبي بفعلكم هذا بل تزيدون في ثراء وجشع أصحاب هذه المواقع !!!!!!!

وتزيدون من طمعهم في نشر مواقع أكثر للأساءة للنبي صلى الله عليه وسلم والكسب المزيد من المال

فقد قرأت في إحدى الجرائد الرسمية بهذا الخصوص من أنه هناك شرذمة من الناس كانوا يقومون بنشر اساءات للمسيح وللبوذيين ولبعض رموز الدين الأخرى ويطالبون بخمسة ألاف صوت أو عشرة ألاف صوت من أجل إغلاق الموقع ……..

وبالحقيقة هم يحصدون ثروة هائلة من خلال الأصوات من حيث يتم رفع مستوى الموقع لدى زيادة عدد الزوار والمنتسبين إليه من الناحية الإعلانية فيحصلون على مرابح مادية كبيرة ……

وعندما تم نشر رسوم مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في الدنمارك

قام هؤلاء الشرذمة بوضع رسوم مسيئة للرسول من اجل أن يكسبوا المزيد من المال فكانت النتيجة مذهلة ……

حيث تدفق ألاف المسلمين للتصويت من اجل إغلاق الموقع ……..

فزاد طمعهم إلى زيادة النسبة للمليون والآن اصبحت مليونان

وهكذا ……..

فأرجو منكم أن لا تعينوهم وتشجعونهم في زيادة مواقع الإساءة وتصوتوا من أجل إثراءهم ….
فنحن ازكى من ذلك ………

ومن أجل نصرة نبينا وحبيبنا محمد يجب أن نقاطع هذه المواقع لا ان نزيد من مرابحها ………

وأفضل نصرة للرسول صلى الله عليه وسلم هي أن نطبق سنته وننشر رسالته …….

لأنه من يضمن ان يتم إغلاق الموقع بعد المليون والمليونان صوت ؟؟؟؟؟؟؟

ألا هل بلغت ألا هل بلغت ألا هل بلغت

ياربي فاشهد

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
****************

أخوكم بالله مجــــاهد

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

انس بن مالك – سنة النبي

انس بن مالك

اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ مَالاً وَوَلَداً ، وَبَارِكْ لَهُ’ [من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم له]

كان أنس بن مالك فى عمر الورد حين لقتنه أمه ‘الغميصاء’ الشهادتين، وملئت فؤاده الغض بحب نبى الإسلام محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.
وكم تمنى الغلام الصغير أن يمضى إلى نبيه فى مكة ، أو يفد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم عليهم فى ‘يَثْرِبَ’ ليسعد برؤياه ، ويهنأ بلقياه. لم يمض على ذلك طويل وقت حتى سرى فى ‘يَثْرِبَ’ المخطوطة المغبوطة أن النبى صلوات الله وسلامه عليه وصاحبه الصديق فى طريقهما إليها .. فغمرت البهجة كل بيت وملأت الفرحة كل قلب.
وأخذ الفتيان يشيعون مع إشراقة كل صباح: أَنَّ مُحَمَّداً قَدْ جَاءَ … وفى ذات صباح هتف رجال فى ‘يَثْرِبَ’ : إن محمداً وصاحبه غدوا قريبين من المدينة. فطفق الرجال يتجهون نحو الطريق المسمون الذى يحمل إليهم نبى الهدى والخير.
ومضوا يتسابقون اليه جماعات جماعات ، تتخللهم أسراب من صغار الفتيان تزعرد على وجوهم فرحة تغمر قلوبهم الصغيرة، وتترع أفئدتهم الفتية وكان فى طليعة هؤلاء الصبية أنس بم مالك الانصارى.
أقبل الرسول صلوات الله وسلامه عليه مع صاحبه الصديق.. فكان ذلك اليوم يوما مشهودا ظل انس بن مالك يذكره حتى نيف على المائه من عمره.
ما كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يستقر بالمدينة ، حتى جاءته ‘الغُمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ’ أُمُّ أَنَسٍ ، وكان معها غلامها الصغير وهو يسعى بين يديها ثم حيث النبى عليه الصلاة والسلام وقالت: يا رسول الله .. لم يبق رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفك بتحفة ، وإنى لا أجد ما اتحفك به غير ابنى هذا.. فخذه ، فليخدمك ما شئت.. فهش النبى صلى الله عليه وسلم للفتى الصغير وبش ، ومسح رأسه بيده الشريفة، وضمه الى أهله.
كان انس بن مالك أو ‘أُنَيْسٌ’ – كما كانوا ينادونه تدليلا – فى العاشرة من عمره يوم سَعِِدَ بخدمة النبى صلوات الله وسلامه عليه. وظل يعيش فى كنفه ورعايته الى ان لحق النبى الكريم صلا الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى.
فكانت مدة صحبته له عشر سنوات كاملات ، نهل فيها من هدية ما زكى به نفسه ، ووعى من حديثه ما ملأ به صدره ، وعرف من أحواله وأخباره وأسراره وشَمَائِلِهِ ما لم يعرفه أحد سواه.
وقد لقى أنس بن مالك من كريم معاملة النبى صلوات الله وسلامة عليه ما لم يظفر به ولد من والد .. وذاق من نبيل شَمَائِلِهِ ، وجليل خصائله ما تغبطه عليه الدنيا.
فلنترك لانس الحديث عن بعض الصور الوضاءة من هذه المعاملة الكريمة.. قال انس بن مالك: كان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه من أحسن الناس خلقا وأرحبهم صدرا، وأوفرهم حنانا.. فقد ارسلنى يوما لحاجة فخرجت ، وقصدت صبيانا يلعبون فى السوق لألعب معم ولم أذهب إلى ما أمرنى به ، فلما صرت إليهم شعرت بإنسان يقف خلفى ، ويأخذ بثوبى .. فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم ويقول: (يا أنيس أذهبت حيث أمرتك؟) فارتبكت وقلت : نعم .. إنى ذاهب الآن يا رسول الله..
والله لقد خدمته عشر سنين ، فغما قال لشئ صنعته : لم صنعته .. ولا لشئ تركته : لم تركته ؟! وكان الرسول صلوات اله وسلامه عليه إذا نادى أنسا صَغَّرَهُ تحببا وتدليلا ، فتارة يناديه يا أنيس، وأخرى يا بنى. وكان يغدق عليه من نصائحه ومواعظه ما ملأ قلبه وملك لُبَّهُ.
من ذلك قوله له : (يا بنى إن قدرت أن تصبح وتمسى وليس فى قلبك غش لأحد فافعل .. يا بنى إن ذلك من سنتى ، ومن أحيا سنتى فقد أحبنى .. ومن أحبنى كان معى فى الجنة .. يا بنى إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى اهل بيتك).
عاش أنس بن مالك بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام نَيِّفاً وثمانين عاما، ملأ خلالها الصدور علماً من علم الرسول الأعظم عليه الصلاة صلى الله عليه وسلم ، وأَتْرَعَ فيها العقول فقها من فقه النبوة.. وقد غدا أنس على طول هذا العمر المديد مرجعا للمسلمين ، يفزعون اليه كلما أشكل عليهم أمر ، ويُعَوِّلُونَ عليه كلما اسْتَغْلَقَ على أفهامهم حكم. من ذلك أن بعض الممارين فى الدين جعلوا يتكلمون فى ثبوت حوض النبى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، فسألوه فى ذلك ، فقال: ما كنت أطن أن أعيش حتى أرى أمثالكم يتمارون فى الحوض ، لقد تركت عجائز خلفى ما تصلى واحدة منهن إلا سألت الله أن يسقيها من حوض النبى عليه الصلاة والسلام.
ولقد ظل أنس بن مالك يعيش مع ذكرى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ما امتدت به الحياة.. فكان شديد البهجة بيوم لقائه ، سخى الدمعة على سوم فراقه ، كثير الترديد لكلامه.. حريصا على متابعته فى أفعاله وأقواله ، يحب ما أحب ، ويكره ما كره ، وكان أكثر ما يذكره من أيامه يومان: يوم لقائه مع أول مرة ، ويوم مفارقته له أخر مرة.
فإذا ذكر اليوم الأول سعد به وانْتَشَى ، وإذا خطر له اليوم الثانى انتحب وبكى ، وأبكى من حوله من الناس. وكثيراً ما كان يقول : لقد رأيت النبى عليه الصلاة والسلام يوم دخل علينا ، ورأيته يوم قبض منا، فلم أر يومين يشبهانهما.
وكان آخر نظرة نظرتها إليه يوم الاثنين حين كشفت الستارة عن حجرته ، فرأيت وجهه كأنه ورقة مصحف ، وكان الناس يومئذ وقوفا خلف أبى بكر ينظرون اليه ، وقد كادوا أن يضطربوا ، فأشار إليهم أبو بكر أن أثبتوا.
تم توفى الرسول عليه الصلاة والسلام فى آخر ذلك اليوم ، فما نظرنا منظراً كان أعجب إلينا من وجهة – صلى الله عليه وسلم – حين واريناه ترابه.
ولقد دعا رسول الله صلوات الله عليه لأنس بن مالك أكثر من مرة .. وكان من دعائه له: (اللهم ارزقه مالا وولدا ، وبارك له) وقد استجاب الله سبحانه دعاء نبيه عليه الصلاة والسلام ، فكان أنس أكثر الأنصار مالا ، وأوفرهم ذرية ، حتى إنه رأى من أولاده وحفدته ما يزيد على المائة. وقد بارك الله له فى عمره حتى عاش قرنا كاملا.. وفوقه ثلاث سنوات.
ولما مرض أنس بن مالك مرض الموت قال لأهله: لقنونى : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله .. ثم ظل يقولها حتى مات. وقد أوصى بِعُصَيَّهَ صغيرة كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأن تدفن معه ، فوضعت بين جنبه وقميصه.
هنيئا لأنس بن مالك الأنصارى على ما أسبغه الله عليه من خير.
فقد عاش فى كنف الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم عشر سنوات كاملات وكان ثالث اثنين فى رواية حديثه هُمَا أَبُو هُرَيْرَةَ ، وعبد الله بن عمر وجزاه الله هو وأمه الغُمَيْصَاءَ عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الملك العادل – في الاسلام

النجاشي
إنه النجاشي حاكم الحبشة وملكها، واسمه أصحمة -رضي الله عنه- وللنجاشي قصة عجيبة، ففي إحدى الليالي قام بعض المتآمرين بقتل والده ملك الحبشة، واستولوا على عرشه، وجعلوا على الحبشة ملكًا آخر، لكنهم لم يهنأوا بفعلتهم، فقد ظل ابن الملك المقتول يؤرقهم، فخافوا أن ينتقم منهم عندما يكبر، فقرروا أن يبيعوه في سوق العبيد، وبالفعل نفذوا مؤامرتهم، وباعوا ذلك الغلام لأحد تجار الرقيق.
وفي إحدى الليالي خرج الملك الغاصب فأصابته صاعقة من السماء فوقع قتيلاً، فسادت الفوضى في بلاد الحبشة وبحثوا عمن يحكمها، وأخيرًا هداهم تفكيرهم إلى أن يعيدوا ابن الملك الذي باعوه في سوق الرقيق لأنه أحق الناس بالملك، وبعد بحث طويل وجدوه عند أحد التجار، فقالوا له: رد إلينا غلامنا ونعطيك مالك. فرده إليهم.
فقاموا على الفور بإعادته وأجلسوه على العرش، وألبسوه تاج الملك، لكنهم أخلفوا عهدهم مع التاجر ولم يعطوه ماله، فقال التاجر إذن أدخل إلى الملك، وبالفعل دخل إليه وأخبره بما كان، فقال لهم الملك الجديد: إما أن تعطوا التاجر حقه، وإما أن أرجع إليه، فسارعوا بأداء المال للتاجر. [ابن هشام].
وبعد سنوات من حكمه، انتشر عدله، وذهبت سيرته الطيبة إلى كل مكان، وسمع بذلك المسلمون في مكة، فهاجروا إليه فرارًا بدينهم من أذى المشركين واضطهادهم، لكن الكفار لم يتركوهم يهنئون في دار العدل والأمان، فأرسلوا إلى النجاشي عمرو بن العاص، وهو داهية العرب، وعبد الله بن أبي ربيعة بالهدايا العظيمة حتى يسلمهما المسلمين الذين جاءوا يحتمون به، ودخل عمرو، وعبد الله، وقدَّما الهدايا إلى النجاشي، وطلبا منه أن يسلمهما المسلمين، فرفض النجاشي ذلك إلا بعد أن يسمع الطرف الآخر.
فبعث إلى المسلمين رسولا يطلب منهم الحضور، لمقابلة النجاشي، فوقفوا أمامه، وكان جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- ابن عم الرسول ( أميرهم والمتحدث عنهم، فسأله النجاشي: ما الدين الذي فارقتم فيه قومكم، ولم تدخلوا في دينى، ولا في دين أحد من الأمم؟ فرد عليه جعفر قائلاً: أيها الملك إنا كنا قومًا أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ويأكل القوي منا الضعيف، وكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته، فدعانا إلى الله نعبده ونوحده، ونقيم الصلاة، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وحسن الجوار (وعدد أمور الإسلام) فصدقناه، وآمنا به، واتبعناه، فبغى علينا قومنا، وعذبونا، وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأصنام، فلما قهرونا خرجنا إليك، واخترناك على من سواك، ورجونا ألا نظلم عندك.
فقال له النجاشي: هل معك شيء مما جاء به رسولكم عن الله قال: نعم. قال: فاقرأ عليَّ. فقرأ جعفر -رضي الله عنه- من أول سورة مريم، فبكى النجاشي عندما سمع القرآن حتى بلَّ لحيته، وبكى الحاضرون من الأساقفة النصارى (رجال الدين المسيحيين)، ثم قال النجاشي: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة . [أحمد وابن هشام].
ثم اتجه النجاشي إلى عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة، فقال لهما: انطلقا، فوالله لا أسلمهم إليكما أبدًا ولا أكاد، ثم رد عليهما الهدايا. وعاش المؤمنون في أمان على أرض الحبشة وحفظ لهم النجاشي حقهم. وأسلم النجاشي وشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
ولقد وكله النبي ( في أمر زواجه بالسيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان بن حرب -رضي الله عنها-، وكانت قبل ذلك زوجة لعبيد الله بن جحش، لكنه ضل ودخل في النصرانية، ومات على شركه، فأرسل النجاشي إلى أم حبيبة بعد انقضاء عدتها بأن الرسول ( يطلبها للزواج، فسعدت أم حبيبة ووكَّلت قريبًا لها هو الصحابي خالد بن سعيد ليكون وليها في الزواج._[ابن سعد].
وقام النجاشي بأداء المهر عن رسول الله ( وكان أربعمائة دينار، ولما هاجر الرسول إلى المدينة، وظهر دين الله، قال جعفر بن أبي طالب للنجاشي: إن صاحبنا (يقصد النبي () قد خرج إلى المدينة، وانتصر على المشركين، وقد أردنا الرحيل إليه فزودنا، فقال النجاشي: نعم، فأعطاهم ما يكفيهم في سفرهم ويزيد، ثم قال لجعفر: أخبر صاحبك بما صنعت إليكم، وهذا رسولي معك وأنا أشهد ألا إله إلا الله وأنه رسول الله، فقل له: يستغفر لي، ولولا ما أنا عليه من الملك لأتيت إليه، وقبلت قدمه.
وجاء وفد المؤمنين إلى المدينة، ففرح بهم الرسول ( وسمع من جعفر، ثم قام وتوضأ ودعا ثلاث مرات: (اللهم اغفر للنجاشي)، فيقول المسلمون آمين، ثم قال جعفر لرسول النجاشي: انطلق فأخبر صاحبك بما رأيت. [الطبراني].
ولما مات النجاشي قال الرسول ( لأصحابه: (إن أخاكم قد مات بأرض الحبشة)، فخرج بهم إلى الصحراء وصفهم صفوفًا ثم صلى عليه صلاة الغائب. [متفق عليه]، وكان ذلك في شهر رجب (9هـ).

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

صورة الرسول صلى الله عليه وسلم .. سبحان الخالق

خلق أفضل الخلق يقول عنه ربه تبارك وتعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم) سورة ن وتقول عنه أم المؤمنين عندما سئلت عن خلقه فقالت ( كان خلقه القرآن )
وإن المسلم ليشتاق لرؤيته صلى الله عليه وسلم وكذلك لمعرفة خلقه وليستمع لتوجيهه وأقواله ليقتدي به ويقتفي أثره , ولن أطيل عليكم وسأنقل لكم هذه الأحاديث التي جمعتها من صحيح الجامع فلعلها تذكرنا بخلقه صلى الله عليه وسلم وكذلك كيف كانت هيئته وصورته التي صوره الله عليه فنشتاق إليه أكثر ونحبه أكثر بأبي هو وأمي … فتعالوا معي واقرأوا هذه الأحاديث :
كان ابغض الخلق إليه الكذب
كان ابيض ، كأنما صيغ من فضه ، رجل الشعر
كان ابيض ، مشربا بحمره ، ضخم الهامة ، أهدب الأشفار
كان ابيض ، مشربا بيض بحمره ، و كان اسود الحدقة ، أهدب الأشفار
كان ابيض مليحا مقصدا
كان احب الألوان إليه الخضرة
كان احب الثياب إليه الحبرة
كان احب الثياب إليه القميص
كان احب الدين ما داوم عليه صاحبه
كان احب الشراب إليه الحلو البارد
كان احب الشهور إليه إن يصومه شعبان [ ثم يصله برمضان ]
كان احب العرق إليه ذراع الشاه
كان احب العمل إليه ما دووم عليه و إن قل
كان احسن الناس خلقا
كان احسن الناس ربعه ، إلى الطول ما هو ، بعيد ما بين المنكبين ، أسيل الخدين ، شديد سواد الشعر ، اكحل العينين ، أهدب الأشفار ، إذا وطئ بقدمه وطئ بكلها ، ليس له أخمص ، إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضه
كان احسن الناس ، و أجود الناس ، و أشجع الناس
كان احسن الناس وجها ، و أحسنهم خلقا ، ليس بالطول البائن ، و لا بالقصير
كان أخف الناس صلاه على الناس ، و أطول الناس صلاه لنفسه
كان أخف الناس صلاه في تمام
كان إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ، و لكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ، و يقول : السلام عليكم ، السلام عليكم
كان إذا أتى مريضا ، أو أتي به قال : اذهب البأس رب الناس ، اشف و أنت الشافي ، لا شفاء ألا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما
كان إذا أتاه الأمر يسره قال : الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، و إذا أتاه الأمر يكرهه قال : الحمد لله على كل حال
كان إذا أتاه الرجل و له اسم لا يحبه حوله
كان إذا أتاه الفيء قسمه في يومه ، فأعطى الأهل حظين ، و أعطى العزب حظا
كان إذا أتاه قوم بصدقتهم قال : اللهم صل على آل فلان
كان إذا أتى بباكورة الثمرة وضعها على عينيه ثم على شفتيه ، ثم يعطيه من يكون عنده من الصبيان
كان إذا أتى بطعام سال عنه اهديه أم صدقه ؟ فان قيل : صدقه ، قال لأصحابه : كلوا و لم يأكل و إن قيل : هديه ، ضرب بيده ، فأكل معهم
كان إذا اخذ أهله الوعك أمر بالحساء فصنع ، ثم أمرهم فحسوا ، و كان يقول : انه ليرتو فؤاد الحزين ، و يسرو عن فؤاد السقيم ، كما تسرو إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها
كان إذا اخذ مضجعه جعل يده اليمنى تحت خده الأيمن
كان إذا اخذ مضجعه قرا { قل يا أيها الكافرون } حتى يختمها
كان إذا اخذ مضجعه من الليل قال ( بسم الله وضعت جنبي ، اللهم اغفر لي ذنبي و اخسأ شيطاني ، و فك رهاني ، و ثقل ميزاني ، و اجعلني في الندى الأعلى))

كان إذا اخذ مضجعه من الليل ، وضع يده تحت خده ثم يقول ((: باسمك اللهم أحيا ، و باسمك أموت ،)) وإذا استيقظ قال ( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا و إليه النشور ))

كان إذا أراد أن يحرم تطيب بأطيب ما يجد
كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع
كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول : اللهم قني عذابك ، يوم تبعث عبادك ( ثلاث مرات )
كان إذا أراد إن يستودع الجيش قال : استودع الله دينكم ، و أمانتكم ، وخواتيم أعمالكم
كان إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفة
كان إذا أراد أن ينام و هو جنب توضأ وضوءه للصلاة، و إذا أراد أن يأكل أويشرب و هو جنب غسل يديه ، ثم يأكل و يشرب كان إذا أراد سفرا اقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه
كان إذا أراد غزوه ورى بغيرها

كان إذا استجد ثوبا سماه باسمه قميصا أو عمامة أو رداء ثم يقول : اللهم لك الحمد ، و أنت كسوتنيه ، أسألك من خيره ، و خير ما صنع له ، و أعوذ بك من شره ، و شر ما صنع له
كان إذا استراث الخبر تمثل ببيت طرفه : و يأتيك بالأخبار من لم تزود
كان إذا استسقى قال : اللهم اسق عبادك و بهائمك ، و انشر رحمتك ، و أحيي بلدك الميت
كان إذا استفتح الصلاة قال : سبحانك اللهم و بحمدك ، و تبارك اسمك ، و تعالى جدك ، و لا اله غيرك
كان إذا استن أعطى السواك الأكبر ، وإذا شرب أعطى الذي عن يمينه
كان إذا اشتد البرد بكر بالصلاة ، وإذا اشتد الحر ابرد بالصلاة
كان إذا اشتدت الريح قال : اللهم لقحا لا عقيما
كان إذا اشتكى أحد رأسه قال : اذهب فاحتجم ، و إذا اشتكى رجله قال : اذهب فاخضبها بالحناء
كان إذا اشتكى رقاه جبريل قال : بسم الله يبريك ، من داء يشفيك ، و من شر حاسد إذا حسد ، و من شر كل ذي عين كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات و مسح عنه بيده
كان إذا اصبح و إذا أمسى قال : أصبحنا على فطره الإسلام ، و كلمه الإخلاص ، ودين نبينا محمد ، و مله أبينا إبراهيم ، حنيفا مسلما و ما كان من المشركين
كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبه ، لم يزل معرضا عنه حتى يحدث توبة
كان إذا اعتم سدل عمامته بين كفتيه
كان إذا افطر عند قوم قال : افطر عندكم الصائمون ، و أكل طعامكم الأبرار ، و تنزلت عليكم الملائكة
كان إذا افطر قال : ذهب الظمأ ، و ابتلت العروق و ثبت الأجر أن شاء الله
كان إذا افطر عند قوم ، قال : افطر عندكم الصائمون ، و صلت عليكم الملائكة
كان إذا اكتحل اكتحل وترا ، و إذا استجمر استجمر
كان إذا أكل أو شرب قال : الحمد لله الذى أطعم و سقى ، و سوغه و جعل له مخرجا
كان إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلاث
كان إذا أكل لم تعد أصابعه بين يديه
كان إذا انزل عليه الوحي كرب لذلك و تربد وجهه
كان إذا انزل عليه الوحي نكس رأسه و نكس أصحابه رؤوسهم ، فإذا اقلع عنه رفع رأسه
كان إذا انصرف انحرف
كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا ، ثم قال : اللهم أنت السلام ، و منك السلام ، تباركت ياذا الجلال و الإكرام
كان إذا أوى إلى فراشه قال : الحمد لله الذى أطعمنا ، وسقانا ، و كفانا ، و آوانا فكم ممن لا كافي له ، و لا مؤوي له
كان إذا بايعه الناس يلقنهم : فيما استطعت
كان إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره قال : بشروا و لا تنفروا ، و يسروا و لا تعسروا
كان إذا بلغه عن الرجل شيء لم يقل : ما بال فلان يقول ؟ ولكن يقول : ما بال أقوام يقولون كذا و كذا
كان إذا تضور من الليل قال : لا اله إلا الله الواحد القهار ، رب السموات و الأرض و ما بينهما العزيز الغفار
كان إذا تكلم بكلمه أعادها ثلاثا ، حتى تفهم عنه ، و إذا أتى على قوم فسلم عليهم ، سلم عليهم ثلاثا
كان إذا تهجد يسلم بين كل ركعتين
إن الأمم والشعوب والدول، تفتخر بعظمائها، وتبني بهم أمجادها وتؤسس التاريخ لمنقذيها، وما علمنا، ولا عرفنا، ولا رأينا، رجلاً أسدى لبني جنسه ولأمته من المجد والعطاء والتاريخ، أعظم ولا أجل من رسول الله .

الرسول عليه الصلاة والسلام هو أعظم الناس، وإذا سمعت عن عظيم فاعلم أنك إذا رأيته كان أقل مما سمعت، إلا الرسول عليه الصلاة والسلام، إنه أعظم وأعظم مما تسمع عنه.

إن أعظم الصفات من كريم الخصال وحميد السجايا قد جمعها الله – عز وجل – لصفوة خلقه
جمعها الله لنبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

العادل
الذي قال في حزم : لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها
المتواضع الذي قال بحنان لأمرأة هابته (( هوني عليكي فأنما أنا أبن أمرأة من قريش كانت تأكل القديد _الخبز الجاف ))
العابد يتبتل إلى الله حتي تفطرت قدماه، وتشققت رجلاه فتقول له زوجته عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله كيف تفعل هذا بنفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ((أفلا أكون عبداً شكوراً))

فلقد وُصِف – عليه الصلاة والسلام – بأنه يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر

قال أنس – رضي الله عنه – :
ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئا إلا أعطاه . قال : وجاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين ، فرجع إلى قومه ،
فقال : يا قوم أسلموا ، فإن محمدا يُعطي عطاء لا يخشى الفاقة . رواه مسلم .

وأعطى صفوان بن أمية يوم حُنين مائة من النعم ، ثم مائة ، ثم مائة . رواه مسلم .

فمن أعطى مثل هذا العطاء ؟؟
ومن يستطيع مثل ذلك العطاء والسخاء والجود والكرم ؟؟؟
بل مَن يُدانيه ؟؟؟

إن من يملك القناطير المقنطرة من الذهب والفضة لا يُمكن أن يُعطي مثل ذلك العطاء .

ولو أعطى مثل ذلك العطاء ، فلديه الكثير أما رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيُعطي العطاء الجزيل ، وربما بات طاوياً جائعاً .

فهذا الذي أخذ بمعاقد الكرم فانفرد به ، وحاز قصب السبق فيه بل في كل خلق فاضل كريم فلا أحد يقترب منه أو يُدانيه في ذلك كله .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الرِّيحِ المرسَلَة ، وكان أجود ما يكون في رمضان . كما في الصحيحين من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – .

وقَدِمَ عليه سبعون ألف درهم ، فقام يَقْسمُها فما ردَّ سائلاً حتى فرغ منها صلى الله عليه وسلم . رواه أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم .

وأخبر جبير بن مطعم أنه كان يسير هو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الناس مَـقْـفَـلَـهُ من حنين ، فَـعَـلِـقـه الناس يسألونه حتى اضطروه إلى سمُرة ، فخطفت رداءه ، فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أعطوني ردائي . لو كان لي عدد هذه العِـضَـاه نَـعَـماً لقسمته بينكم ، ثم لا تجدوني بخيلا ، ولا كذوبا ، ولا جبانا . رواه البخاري .

ورسول الله صلى الله عليه وسلم الشُّجاع الذي يتقدّم الشجعان إذا احمرّت الحَدَق ، وادلهمّت الخطوب

أنت الشّجاع إذا الأبطال ذاهلة **** والهُنْدُوانيُّ في الأعنـاق والُّلمَـمِ

قال البراء رضي الله عنه : كنا والله إذا احمر البأس نتقي به ، وإن الشجاع مـنـّا للذي يحاذي به ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم
وقال عليّ رضي الله عنه : كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه . رواه أحمد وغيره .
أما البراء رضي الله عنه فهو الملقّب بالمَهْلَكَة ، وأما عليٌّ رضي الله عنه فشجاعتُه أشهرُ من أن تُذْكَر .

ومع ذلك يتّقون برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ومع ذلك كان الشجاع منهم الذي يُحاذي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم

قال رجل للبراء بن عازب – رضي الله عنهما – : أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين ؟ قال : لكن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يَـفِـر . متفق عليه .
وقال – رضي الله عنه – : كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس ، وأشجع الناس ، وأجود الناس ، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق ناس قبل الصوت ، فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا ، وقد سبقهم إلى الصوت ، وهو على فرس لأبي طلحة ، وهو يقول : لم تراعوا . لم تراعوا . قال : وجدناه بحراً ، أو إنه لبحر . ( يعني الفرس ) متفق عليه .

كان صلى الله عليه وسلم حليم على مَنْ سَفِـه عليه ، أتتـه قريش بعد طول عناء وأذى ، فقال : اذهبوا فأنتم الطلقاء .

شَـدّ أعربيٌّ بُردَه حتى أثّـر في عاتقـه ، ثم أغلظ له القول بأن قال له : يا محمد مـُرْ لي من مال الله الذي عندك ! فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك ثم أمـر له بعطاء . متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه .

هو مَنْ جمع خصال الخير وكريم الشمائل ، وَصَفَه ربّـه بأنـه ( بالمؤمنين رؤوف رحيم ) .
قال الحسن البصري في قوله عز وجل ( فبما رحمةٍ من الله لِنْتَ لهم ) قال : هذا خُلُقُ محمد صلى الله عليه وسلم نَعَتَـه الله عز وجل .

كان علي رضي الله عنه إذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم قال : كان أجودَ الناس كـفّـاً ، وأشرَحهم صدرا ، وأصدق الناس لهجة ، وألْيَنهم عريكة ، وأكرمهم عِشرة ، من رآه بديهةً هابَـه ، ومن خالطه معرفـةً أحبَّـه ، يقول ناعِتـُه : لم أرَ قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم . رواه الترمذي وابن أبي شيبة والبيهقفي شُعب الإي.مان ي

تلك قَطْرِةٌ من بحرِ صفاتِه ، وإشارةٌ لمن ألقى السَّمْعَ ، وتذكِرةٌ للمُـحِبّ .
فهذه أخلاقه فأين المحبـُّـون ؟
هذه من أخلاقه عليه الصلاة والسلام فأين المقتدون ؟

صلى الله عليه وعلى آله وسلم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

شهدفلسطين – سنة النبي

اختياراتجاه الكعبة للصلاة .. هل له معنى علمياً كقبلة للمسلمين ؟
الطواف عبادة.. لكن هل من حكمة للطواف حول الكعبة بعكس عقارب الساعة ؟
ما هي علاقة مكة والكعبة بالسماء ؟
لكل من يشكك بالإسلام وصلاة المسلمين
لكل من يبحث عن الحقيقة والنجاة
لكل من يصدر أحكامه بدون دليل
لكل شخص عاقل يقبل بالدليل العلمي
أعرض المعجزه الكبرى في مكة والكعبة بالأدلة العلمية
يرجى الصبر على قراءة الموضوع لأهميته البالغة جدا

منقول للافادة

فلا تنسونا بردودكم و صالح دعائكم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم في استقاء الماء من السنة

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم في استقاء الماء

ومن معجزاته استسقاؤه – عليه السلام – ربه – عز وجل – لأمته حين تأخر المطر فأجابه إلى
سؤاله سريعاً ، بحيث لم ينزل عن منبره إلا والمطر ينزل على لحيته.

فعن أنس رضي الله عنه أن رجلاً دخل المسجد يوم الجمعة من باب كان وجاه (معناها جهه ) المنبر ورسول اللهقائم يخطب ، فاستقبل رسول اللهقائماً فقال : يا رسول الله هلكت الأموال وتقطعت السبل ، فادعُ الله لنا يغيثنا ، قال : فرفع رسول اللهيديه فقال : (( اللهم اسقنا ، اللهم اسقنا ، اللهم اسقنا )) . قال أنس : ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئاً ، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار قال : فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس ، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت .
قال : والله ما رأينا الشمس ستاً ( ستة أيام ) ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ، ورسول اللهقائما يخطب ، فاستقبله قائماً وقال : يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يمسكها ، قال : فرفع رسول اللهيديه ثم قال : (( اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على الآكام والجبال والظراب ومنابت الشجر )) ، قال : فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس .

صحيح : أخرجه البخاري رقم (1013-1014-1015-1016) ، ومسلم في صلاة الاستسقاء وابن ماجه رقم (1272) [

434- الماء ينبع من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم

ومن المعجزات المتعلقة بالجماد : نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم.

قال أنس بن مالك – رضي الله عنه – : (( رأيت رسول الله وحانت صلاة العصر ، والتمس الناس الوضوء فلم يجدوه ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء ، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في ذلك الإناء فأمر الناس أن يتوضؤوا منه ، فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه ، فتوضأ الناس حتى توضؤوا من عند آخرهم ))

]صحيح : أخرجه البخاري في المناقب رقم (3573) ومسلم في الفضائل ، والنسائي في الطهارة ، والترمذي في المناقب [

. وفي رواية (( كانوا ثمانين )) . وفي رواية : (( كانوا ثلاثمائة )) . ]اخرجه البخاري [.

ثلاثمائة يتوضأون من وضوء رجل واحد لا غير ، فإذا ما نظرنا إلى معجزة موسى عليه السلام . من نبع الماء من بين الحجر ، فإن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم أعلى وأكمل وأتم ، فإن نبع الماء من بين الأصابع أعجب من نبعه من الحجر .
435- (1400) يشربون من بئر لا ماء فيها

قال البراء بن عازب – رضي الله عنه – : كنا يوم الحديبية أربع عشر مائــة ( 1400) ، والحديبية بئر فنزحناها حتى لم نترك فيها قطرة ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على شفير البئر ، فدعا بماء فمضمض ومج في البئر فمكثنا غير بعيد ثم استقينا حتى روينا وروت أو صدرت ركابنا.

]صحيح : اخرجه البخاري [.

436- دلو الماء ينقلب نهراً يجري

عن البراء بن عازب – رضي الله عنه – قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فأتينا على ركَيّ ذّمة ، يعني قليلة الماء ، قال : فنزل فيها ستة أناس أنا سادسهم ماحة ، فأدليت دلواًَ قال : ورسول الله صلى الله عليه وسلم على شفتي الرّكي ، فجعلنا فيها نصفها أو قرب ثلثيها ، فرفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال البراء : فكدت بإنائي هل أجد شيئاً أجعله في حلقي ؟ فما وجدت فرفعت الدلو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغمس يده فيها . فقال ما شاء الله أن يقول وأعيدت لنا الدلو بما فيها . قال : فلقد رأيت أحدنا أخرج بثوب خشية الغرق قال : ثم ساحت ، يعني جرت نهراً .

]قال ابن كثير في البداية ( 6/103،104) تفرد به أحمد وإسناده جيد قوي [

437- بصق في عين الحديبية وهي فارغة ففارت عيوناً

عن ناجية بن جندب أو جندب بن ناجية قال : لما كنا بالغميم لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر من قريش أنها بعثت خالد بن الوليد في جريدة خيل تتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكره رسول ا لله صلى الله عليه وسلم أن يلقاه وكان بهم رحيماً ، فقال : هل من رجل يعدل بنا عن الطريق ؟ قلت : أنا بأبي أنت وأمي ! فأخذ بهم في طريق قد كان مهجوراً ذا فدافد وعقاب ، فاستوت بنا الأرض حتى أنزله على الحديبية ، وهي نزح فألقى فيها سهماً أو سهمين من كنانته ثم بصق فيها ثم دعا ، ففارت عيوناً حتى أني لأقول أو نقول : لو شئنا لاغترفنا بأيدينا ، قال : فو الله ما زال يجيش لهم بالري ، حتى صدروا عنه . ]أخرجه ابونعيم في الدلائل ( ص 350) [

438- البئر المالحة تصير عذبة

عن همام بن نفيد السعدي – رضي الله عنه – قال : قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، حفر لنا بئر فخرجت مالحة ، فدفع إلي إداوة فيها ماء فقــال : (( صّبه فيها )) فصببته فعذبت ، فهي أعذب ماء باليمن .

439- البركة في الماء بإلقاء حصيات فيه عركها النبيبيديه

عن زياد بن الحارث الصدائي – رضي الله عنه – قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، فقال : (( أمعك ماء ؟ )) قلت : نعم ، قليل لا يكفيك ، قال : (( صبه في إناء ثم ائتني به )) فأتيته فوضع كفه فيه ، فرأيت بين كل أصبعين من اصابعه عيناً تفور ، فقال : (( لولا أني أستحي من ربي لسقينا واستقينا ، ناد في أصحابي : من كان يريد الماء فليغترف ما أحب ))
قال زياد : وأتى وفد قومي بإسلامهم وطاعتهم ، فقال رجل من الوفد : يارسول الله : إن لنا بئراً إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها فاجتمعنا عليه ، وإذا كان الصيف قل ماؤها ، فتفرقنا على مياه حولنا ، وإنا لا نستطيع اليوم التفرق ، كل من حولنا عدو لنا ، فادع الله أن يسعنا ماؤها .
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع حصيات ، ففرقهن في يده ، ودعا ثم قال : (( إذا أتيتموها فألقوها واحدة واحدة ، واذكر اسم الله عليها )) فما استطاعوا أن ينظروا إلى قعرها بعدها .. كأن قعرها لا نهاية له ، وسبحان الملك القدير .

]أخرجه أبو داود كتاب الصلاة باب في الرجل يؤذن ويقيم آخر ، وسنن الترمذي كتاب الصلاة باب من جاء أن من أذن فهم يقيم رقم (199) وأحمد (4/169) ، والبيهقي في دلائل النبوة باب ذكر البيان أن خروج الماء من بين أصابع رسول الله كان غير مرة (4/127،125) وانظر البداية والنهاية (6/101) .[440- وضع يده في مزادتي الماء ففاض وشرب منه أربعون

عن عمران بن حصين قال : كنت مع نبي الله صلى الله عليه وسلم في مسير له فأدلجنا ( أي سرنا آخر الليل ) ليلتنا حتى إذا كان في وجه الصبح عرسنا فغلبتنا أعيننا حتى بزغت الشمس قال : فكان أول من استيقظ ثم استيقظ عمر . فقام عند نبي الله صلى الله عليه وسلم فجعل يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ رسول الله، فلما رفع رأسه ورأى الشمس قد بزغت قال : (( ارتحلوا )) فسار بنا حتى إذا ابيضت الشمس نزل فصلى بنا الغداة ، فاعتزل رجل من القوم لم يصل معنا فلما انصرف قال له رسول الله: (( يا فلان ما منعك أن تصلي معنا )) .
قال : يا نبي الله أصابتني جنابة فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فتيمم بالصعيد فصلى ثم عجلني في ركب بين يديه نطلب الماء وقد عطشنا عطشاً شديداً فبينما نحن نسير إذا نحن بامرأة سادلة ( أي المدنية المرسلة ) رجليها بين مزادتين (أي أكبر من القربة ) فقلنا لها : أين الماء ؟ قالت : أيهاه أيهاه ( أي هيهات هيهات ) لا ماء لكم . قلنا : فكم بين أهلك وبين الماء ، قالت : مسيرة يوم وليلة . قلنا. انطلقي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت : وما رسول الله ؟ فلم نملكها من أمرها شيئاً حتى انطلقنا بها فاستقبلنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم . فسألها فأخبرته مثل الذي أخبرتنا وأخبرته أنها مؤتمة ( أي ذات أيتام ) لها صبيان أيتام فأمر براويتها فأنيخت فمج في العزلاوين العلياوين ثم بعث براويتها فشربنا ونحن أربعون رجلاً عطاشاً حتى روينا وملأنا كل قربة معنا وإداوة وغسلنا صاحبنا غير أنا لم نسق بعيرنا وهي تكاد تنضرج ( أي تنشق ) من الماء – يعني المزادتين ، ثم قال : هاتوا ما كان عندكم ، فجمعنا لها من كسر وتمر وصر لها صرة فقال لها : اذهبي فأطعمي هذا عيالك واعلمي أنا لم نرزأ من مائك فلما أتت أهلها قالت : لقد لقيت أسحر البشر أو إنه نبي كما زعم كان أمره ذيت وذيت فهدى الله ذاك الصّرم ( أي أبيات مجتمعة ) بتلك المرأة فأسلمت وأسلمــوا . ]أخرجه مسلم كتاب المساجد باب قضاء الفائته واستحباب تعجيله .[

441- بئر قباء الفارغة تمتلئ

عن يحيى بن سعيد أن أنس بن مالك أتاهم بقباء فسألهم عن بئر هناك ، قال : فدلـلته عليها فقال : لقد كانت هذه ، وإن الرجل لينضح على حماره فينزح فنستخرجها له ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بذنوب ( أي الدلو) فسقى فإما أن يكون توضأ منه أو تفل فيه ثم أمر به فأعيد في البئر ، قال : فما نزحت بعد ، قال : فما برحته فرأيته بال ، ثم جاءه فتوضأ ومسح على خفيه ، ثم صلى . ]أخرجه البيهقي في الدلائل (ج6/ص136) .[

442- العيون تنبع من بين أصابع الرسول

عن جابر بن عبدالله – رضي الله عنهما – قال : اشتكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه العطش ، قال : فدعا بعس ( أي حق اللبن ) فصب فيه شيء من الماء ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يده وقال : استقوا ، فاستقى الناس ، قال : فكنت أرى العيون تنبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

]أخرجه البيهقي في الدلائل (6/311) وذكر له شاهداً مُرسلاًَ ونقله السيوطي في الخصائص الكبرى (2/103) .[443-

يفور بين كل أصبعين عين ، عين البئر تفيض ماء ولا يدرك قعرها

قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد صداء ، وذلك أنه لما انصرف من الجعرانة بعث بعوثاً ، وهيأ بعثاً ، استعمل عليه قيس بن سعد بن عبادة ، وعقد له لواء أبيض . ودفع إليه راية سوداء ، وعسكر بناحية قناة في أربعمائة من المسلمين . وأمره أن يطأ ناحية من اليمن كان فيها صداء .
فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل منهم ، وعلم بالجيش ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! جئتك وافداً على من ورائي فاردد الجيش ، وأنا لك بقومي ، فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم قيس بن سعد من صدر قناة ، وخرج الصدائي إلى قومه فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر رجلاً منهم .

فقال سعد بن عبادة : يارسول الله ! ادعهم ينزلوا عليّ ، فنزلوا عليه ، فحياهم وأكرمهم وكساهم ، ثم راح بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبايعوه على الإسلام ، فقالوا : نحن لك على من وراءنا من قومنا ، فرجعوا إلى قومهم ، ففشنا فيهم الإسلام ، فوافى رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم مائة رجل في حجة الوداع . ذكر هذا الواقدي عن بعض بني المصطلق .
وذكر من حديث الحارث بن زياد الصدائي ، أنه الذي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : اردد الجيش وأنا لك بقومي ، فردهم ، قال : قدم وفد قومي عليه ، فقالي لـي : يا أخا صداء ، إنك لمطاع في قومك ؟ قال : قلت : بل يا رسول الله من الله عز وجل ومن رسوله ، وكان زياد هذا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، قال : فاعتشى رسول الله صلى الله عليه وسلم أي سار ليلاً ، واعتشينا معه ، وكنت رجلاً قويّاً ، قال : فجعل أصحابة يتفرقون عنه ، ولزمت غرزه ، فلما كان في السحر ، قال : (( ادن يا أخا صداء )) فأذنت على راحلتي ، ثم سرنا حتى ذهبنا ، فنزل لحاجته ، ثم رجع .
فقال : (( يا أخا صداء هل معك ماء ؟ )) قلت : معي شيء في إداوتي ، فقال : (( هاته )) فجئت به ، فقال : (( صب )) ، فصببت ما في الإداوة في القعب ، فجعل أصحابه يتلاحقون ، ثم وضع كفه على الإناء ، فرأيت بين كل أصبعين من أصابعه عيناً تفور ثم قال : (( يا أخا صداء لولا أني أستحي من ربي عز وجل لسقينا واستقينا )) ، ثم توضأ ، وقال : (( أذن في أصحابي ، من كان له حاجة بالوضوء فليرد )) قال : فوردوا من آخرهم ، ثم جاء بلال يقيم فقال : (( إن أخا صداء أذن ، ومن أذن فهو يقيم )) ، فأقمت ثم تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا وكنت سألته قبل أن يؤمرني على قومي ، ويكتب لي بذلك كتاباً ، ففعل ، فلما فرغ من صلاته قام رجل يشتكي من عامله .
فقال : يا رسول الله إنه أخذنا بدخول كانت بيننا وبينه في الجاهلية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا خير في الإمارة لرجل مسلم )) ثم قام آخر ، فقال : يا رسول الله ! أعطني من الصدقة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله لم يكل فسمتها إلى ملك مقرب ولا نبي مرسل حتى جزأها ثمانية أجزاء ، فإن كنت جزءاً منها أعطيتك ، وإن كنت غنياً عنها ، فإنما هي صداع في الرأس ، وداء في البطن )) .
فقلت في نفسي : هاتان خصلتان حين سألت الإمارة ، وأنا رجل مسلم وسألته من الصدقة وأنا غني عنها ، فقلت : يا رسول الله هذان كتاباك فاقبلهما ، فقال رسول الله: صلى الله عليه وسلم (( ولم ؟ )) فقلت : إني سمعتك تقول : (( لا خير في الإمارة لرجل مسلم )) وأنا مسلم وسمعتك تقول (( من سأل من الصدقة )) وهو غني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أما إن الذي قلت كما قلت )) فقبلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لي : دلني على رجل من قومك أستعمله ، فدللته على رجل منهم ، فاستعمله .
قلت : يا رسول الله ! إن لنا بئراً إذا كان الشتاء ، كفانا ماؤها ، وإذا كان الصيف ، قل علينا فتفرقنا على المياه ، والإسلام اليوم فينا قليل ، ونحن نخاف فادع الله – عز وجل – في بئرنا فقال رسول الله : (( ناولني سبع حصيات )) فناولته فعركهن بيده ثم دفعهن إليّ ، وقال : (( إذا انتهيت إليها ، فألق فيها حصاة حصاة ، وسم الله )) قال : ففعلت فما أدركنا لها قعراً حتى الساعة .

444- الماء نبع من بين الأصابع وتوضأ منه ثلاثمائة

عن أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالزوراء قال : (( والزوراء بالمدينة عند السوق والمسجد فيها ثمة ، دعا بقدح فيه ماء فوضع كفه فيه فجعل ينبع من بين أصابعه فتوضأ جميع أصحابه ، قال : قلت : كم كانوا يا أبا حمزة ؟ قال : كانوا زُهاء ثلاثمائة )) . ] أخرجه مسلم في كتاب الفضائل باب معجزات النبي[

445- شرب العسكر أجمعون وتوضئوا من إناء ماء

عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وليس في العسكر ماء ، فأتاه رجل ، فقال : يا رسول الله ، ليس في العسكر مــاء ، قال : (( هل عندك شيء ؟ )) قال : نعم ، قال : (( فأتني )) ، قال : فأتاه بإناء فيه شيء من ماء قليل ، قال : فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه في فم الإناء وفتح أصابعه ، قال : فانفجرت من بين أصابعه عيون وأمر بلالاً ، فقال : ناد في الناس الوضوء المبارك .

]أخرجه أحمد والطبراني وانظر البداية (6/100) .[

446- يشرب في إناء واحد بعد أن كان يشرب في سبعة

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضافه ضيف كافر ، فأمر له بشاة فُحلبت فشرب حلابها ، ثم أخرى فشرب حلابها ، ثم أخرى فشرب حلابها حتى شرب حلاب سبع شياه ، ثم إنه أصبح فأسلم ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمر له بشاة فُحلبت فشرب حلابها . ثم أمر له بأخرى فلم يستتمها ، فقال رسول الله: (( إن المسلم يشرب في معيّ واحد ، والكافر يشرب في سبعة أمعاء )) …
]الحديث صحيح : أخرجه مسلم .[

448- ظهور الماء المنهمر من عين تبوك قليلة الماء
449- عمران منطقة تبوك بالجنان والعمران
450- معرفة كذب الكذاب
عن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك فكان يجمع الصلاة فصلى الظهر والعصر جميعاً والمغرب والعشاء جميعاً حتى إذا كان يوماً أخر الصلاة ، ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعاً ثم دخل ، ثم خرج بعد ذلك فصلى المغرب والعشاء جميعا ً ثم قال : (( إنكم ســتأتون غداً إن شاء الله عين تبوك ، وإنكم لن تأتوها حتى يضحى النهار فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئاً حتى آتي )) ، فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء . قال : فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم هل مسستما من مائها ؟ قالا : نعم ، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول ، قال : ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلاً قليلاً حتى اجتمع في شيء . قال : وغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يديه ووجهه . ثم أعاده فيها فجرت العين بماء منهمر أو قال : غزير . . حتى استقى الناس ثم قال : (( يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ههنا حتى ملئ جناناً )) . [ أخرجه مسلم كتاب الفضائل باب معجزات النبي]

وهذه من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم فقد سكنت هذه المنطقة وامتلأت بالمساكن والعمران والبساتين من عهد الصديق – رضي الله عنه – وفيه معجزة أخرى وهي كثرة الماء وفيه معجزة ثالثة وهي معرفة كذب الرجلين.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

اعجزتم ان تكونوا مثل عجوز بني اسرائيل من السنة

فعن أبي موسى الأشعري قال: أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- أعرابياً،فأكرمه فقال له: "ائتنا" فأتاه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سلْ حاجتك"،فقال: ناقة تركُبها، واعنُزاً يحلبها أهلي. فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم-: "عجزتم أن تكونوا مثل عجوزبنيإسرائيل؟ قالوا: يا رسول الله، وما عجوز بني إسرائيل؟
قال: "إن موسى لَّما سار ببني إسرائيل من مصر، ضلُّوا طريق، فقال: ما هذا؟ فقال علماؤهم: إن يوسف لما حضره الموتُ أخذ علينا موثقاً من الله أن لا نخرج من مصر حتى تُنقل عظامه معنا. قال: فمن يعلم موضع قبره؟ قالوا: عجوز من بني إسرائيل، فبعث إليها، فأتته، فقال: دُليني على قبر يوسف، قال: حتى تُعطيني حكمي، قال: ما حكمك؟ قالت: أكونُ معك فيالجنة.
فكره (موسى) أن يُعطيها ذلك، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها؟ فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء، فقالت: انضِبُوا هذا الماء، قالت: احتفِرواواستخرجوا عظام يوسف، فلما أقلُّوها إلى الأرض، إذا الطريق مثل ضوءِ النهار"

الفائدة من القصة
في القصة درس عظيم في علو الهمة واستغلال الفرص والطموح العالي فشتان
بين ما اختارته تلك المرأة وما اختاره الاعرابي هم الاعرابي دنيوي منقطع
على رغم ان من اعطاه الفرصة نبي من الانبياء والعجوز استغلت عرض نبي
من الانبياء فطلبت الدائم غير المنقطع
فالواجب على الفرد ان يكون طموحه عاليا ونظرته بعيدة غير قاصرة وامله
كبير وان لا نفوت الفرص من بين ايدينا ابدا اذا اتت لانها قد لا تعود ابدا
مرة اخرى

امير البيان

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الحكمة من تعدد زواجات الرسول صلى الله عليه وسلم من السنة

:33::33::33::33:
ما الحكمة من كثرة زواج الرسول؟ ماذا ستجيب؟
إذا جاءك أحد وسألك بنية غير سليمة وفهمت منها نية الإحراج والتشكيك في نوايا الرسول -صلى الله عليه وسلم – من تعدد زواجه….
فهل تعرف الإجابة؟
وهل تملك دفع هذا الحرج الذي سببه عدم معرفتك معرفة تامة بظروف وحقيقة زواج النبي – صلى الله عليه وسلم من عدة نساء؟
إليكم الجواب, وهو عبارة عن محاضرة عن أمهات المؤمنين
لخصتها لكم بما يأتي:
أولا :لنتسائل بداية كم هن عدد زوجات الرسول – صلى الله عليه وسلم – ؟
عددهن 12 زوجة
والرسول – عليه الصلاة والسلام – توفي وعنده عشر زوجات
حيث توفيت في حياته السيدة خديجة والسيدة زينب بنت خزيمة …رضي الله عنهما …
ثانيا …
هل تحفظون إخوتي أسماء أمهاتكم …أمهات المؤمنين …؟؟
عفى الله عني وعنكم
سنذكر الآن أسماء الزوجات :
1- خديجة بنت خويلد
2-سودة بنت زمعة
3-عائشة بنت ابي بكر
4-حفصة بنت عمر
5-زينب بنت خزيمة
6-أم سلمة هند بنت عتبة
7-زينب بنت جحش
8-جويرية بنت الحارث
9-صفية بنت حيي بن أخطب
10-أم حبيبة رملة بنت ابي سفيان
11-ماريا بنت شمعون المصرية
12- ميمونة بنت الحارث
………………………………………….. …..
لنسأل السؤال التالي بعد ذكر أسماء زوجاته -عليه الصلاة والسلام – :

كم واحدة بكر وكم واحدة كانت متزوجة من قبل؟

الجواب :واحدة بكر وهي السيدة عائشة -رضي الله عنها – والباقي ثيبات
هل كن عربيات؟
كلهن عربيات باستثناء السيدة (ماريا )فقد كانت من خارج الجزيرة العربية وكانت من ارض مصر
هل كن مسلمات كلهن؟
نعم إلا اثنتين : السيدة صفية كانت يهودية والسيدة ماريا كانت مسيحية , رضي الله عنهن جميعا.
والآن .. لنجيب على السؤال التالي :
هل كان سبب تعدد الزواج من قبل الرسول – صلى الله عليه وسلم – شهوة؟

إذا تأملنا مراحل حياة الرسول – صلى الله عليه وسلم – الزوجية نجد أن الشهوة اختفت من حياته
والدليل عقلي هذه المرة ,لنتأمل :

1-الرسول – صلى الله عليه وسلم -منذ نشأته و حتى سن 25 كان أعزبا
2-الرسول – صلى الله عليه وسلم من سن 25 إلى 50 (وهي فورة الشباب )متزوج سيدة أكبر منه ب15 سنة ومتزوجة من قبله برجلين ولها اولاد
3-الرسول – صلى الله عليه وسلم – من سن 50 إلى 52 سنة من غير زواج حزنا ووفاء لزوجته الأولى
4- الرسول – صلى الله علسه وسلم – من سن 52 إلى 60 تزوج عدة زوجات لأسباب سياسية ودينية واجتماعية سنأتي على تفصيلها فيما بعد
إذا …
هل من المعقول أن الشهوة ظهرت فجأة من سن 52 سنة؟

وهل من المعقول للرجل المحب للزواج أن يتزوج في فورة شبابه من ثيب تزوجت مرتين قبله ويمكث معها 25 سنة من غير أن يتزوج بغيرها
ثم يمكث سنتين من غير زواج وفاء وتكريما لها!

ثم إنه عليه الصلاة والسلام عند زواجه بعد السيدة خديجة تزوج السيدة سودة وكان عمرها (80) سنة حيث كانت اول أرملة في الإسلام – واراد عليه الصلاة والسلام أن يكرمها ويكرم النساء اللواتي مثلها حيث ابتدا بنفسه ولم يأمر صحابته بزواجها , بل هو عليه الصلاة والسلام قام بتكريمها بنفسه ليكون هذا العمل الإنساني قدوة من بعده

بعد ما قلناه نخلص إلى النتيجة التالية :

الرسول -صلى الله عليه وسلم – تزوج بطريقتين :
1- محمد الرجل (تزوج بالسيدة خديجة )
2- محمد الرسول (تزوج باقي نسوته )

ولنسأل السؤال التالي :
هل الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – هو الوحيد الذي عدد أم أن هنالك انبياء عددوا أيضا؟
الجواب نعم
لقد عدد المرسلون والأنبياء – صلى الله علسه وسلم كسيدنا إبراهيم وسيدنا داود وسليمان – صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين

وهذا مكتوب في الكتب السماوية كلها ,فلماذا يهاجمنا بها الغرب , وهم معترفون أصلا ومكتوبة عندهم!

نأتي الآن لذكر الدواعي السياسية والإجتماعية والدينية التي دعت الرسول لتعديد زوجاته :
أولا :توريث الإسلام والدعوة بدقة تفاصيلهما وخصوصياتهما (كالصلاة وحركاتها ) فلا بد من دخول ناس لبيت الرسول – صلى الله عليه وسلم- لنقل التفاصيل المطلوبة لتعليم الأمة …

فأراد الله – عزوجل – بزواج الرسول من السيدة عائشة حيث كانت صغيرة تتعلم منه الكثير بحكم سنها (والعلم في الصغر كالنقش على الحجر ) وعاشت بعده 42 سنة تنشر العلم ..
والحديث في علم السيدة عائشة يطول حيث أنها كانت أعلم الناس بالفرائض والنوافل …

وإجمالي عدد الأحاديث المروية عن زوجات الرسول – عليه الصلاة والسلام – 3000 حديث
أما شبهة زواج السيدة عائشة وهي صغيرة فقد كانت طبيعة البيئة الصحراوية أن الفتاة تبلغ بسرعة وكان متعارفعلى تزويج الصغيرات ليس عند العرب فحسب بل عن الروم والفرس ….
ثانيا : تأصيل العلاقة بين الصحابة وتشبيكها مما يؤدي إلى تماسك الامة
فها هو عليه السلام يتزوج بابنة أبي بكر وأخت عمر بن الخطاب
ويزوج ابنتيه لسيدنا عثمان
والبنت الثالثة لسيدنا علي
رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم .

ثالثا : الرحمة بالارامل حيث تزوج الرسول – صلى الله عليه وسلم – من الأرامل (السيدة سودة وأم سلمة وأم حبيبة )
رابعا:استكمال تشريع الإسلام حيث يقوم الرسول بالفعل بنفسه ليكون قدوة واسوة للمسلمين من بعده
سواء كان بتكريم الأرامل أو الرحمة بمن اسلم من غير المسلمين كزواجه بصفية بعدما أسلم أبوها
ورفعة لشأنه عند حاسديه من اليهود
خامسا : محبة الرسول – صلى الله عليه وسلم – لعقد الصلة والرابطة بين أقطار الأرض كلها حيث أراد بزواجه من السيدة ماريا المصرية أن يؤلف بلدا بأكمله
والرسول عليه الصلاة والسلام تزوج السيدة جويرية حتى يسلم بنو المصطلق حيث كانوا أسرى بيد المسلمين بعد غزوة بني المصطلق
والقصة معروفة
بعد هذا العرض نأتي للخاتمة …
مشروعية التعدد بهذا العدد (فوق أربع زوجات ) كانت خصوصية من خصوصيات الرسول – صلى الله عليه وسلم – كخاصية وصال الصيام والقيام …

فلماذا نترك كل خصوصيات الرسول – صلى الله عليه وسلم – فلا نطبقها …
ونأتي لهذه الخاصية ونطبقها …؟؟؟؟
وإن أحب أحد أن يعدد ويقتدي بالنبي – صلوات الله وسلامه عليه – فليكمل الإقتداء ولتكن دواعي زواجه كدواعي زواج الرسول ليكتمل الاجر وينتفي الإثم الذي حذر منه الله عزوجل(ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما)
النساء 129
آمل إخوتي أن أكون قد قدمت لكم ما تطمئن به قلوبكم ويثبتكم ويقويكم على مواجهة هذه الشبهة التي يريد منها أعداؤنا أو جهالنا تشكيكنا و النيل من ديننا ونبينا.
والله من وراء القصد.
………….منقول …..للفائدة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

داعية في الإسلام

داعية في الإسلام
عمير بن وهب
إنه عمير بن وهب -رضي الله عنه-، كان واحدًا من قادة قريش، وبطلاً من أبطالها، كان حادَّ الذكاء، وداهية حرب، طلب منه أهل مكة يوم بدر أن يستطلع لهم عدد المسلمين الذين خرجوا مع الرسول ( للقائهم، ويعرف مدى استعدادهم.
فانطلق هذا الداهية يترقب حول معسكر المسلمين، ثم رجع يقول لقومه: إنهم ثلاثمائة رجل، أو يزيدون قليلاً أو ينقصون قليلاً، وكان تقديره صحيحًا، ثم سأله قومه: هل وراءهم مدد أم لا؟ فقال: لم أجد وراءهم شيئًا، ولكنى رأيت قومًا وجوههم كوجوه الحيات، لا يموتون حتى يقتلوا منا أعدادهم، قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم.
والله ما أرى أن يقتل رجل منهم حتى يقتل رجلاً منكم، فإذا أصابوا منكم مثل عددهم، فما خير العيش بعد ذلك؛ فانظروا رأيكم. فتأثر عدد من زعماء قريش بكلامه، وكادوا يجمعون رجالهم ويعودون إلى مكة بغير قتال، لولا أن أبا جهل أيقظ في نفوس الكفار نار الحقد، وأشعل نار الحرب، ولما نشبت المعركة
كان عمير بن وهب أول من رمى بنفسه عن فرسه بين المسلمين، وانتهت
المعركة بانتصار المسلمين على قريش، وعادت قوات قريش إلى مكة تجر
خيبتها وراءها.
وبعد بدر، أقبل عمير بن وهب على ابن عمه صفوان بن أمية وهو جالس في حجر الكعبة، وأخذا يتذكران ما حل بأهل مكة يوم بدر، فقال صفوان: قبح الله العيش بعد قتلى بدر، فقال عمير: صدقت، والله ما في العيش خير بعدهم، ولولا ديْن عليَّ لا أملك قضاءه، وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدى؛ لركبت إلى محمد حتى أقتله، فإن لي عنده علة (سببًا) أعتكُّ بها عليه: أقول: قدمت من أجل ابني هذا الأسير، وكان ابنه وهب قد أسر يوم بدر، ففرح صفوان وقال له: عليَّ دينك أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي أواسيهم وأرعاهم.
فقال عمير لصفوان: اكتم خبري أيامًا حتى أصل إلى المدينة، ثم جهز عمير سيفه وسنَّه، وجعله حادًا، ووضع عليه السم، ثم انطلق حتى وصل إلى المدينة، وربط راحلته عند باب المسجد، وأخذ سيفه، وتوجه إلى رسول الله (، فرآه عمر بن الخطاب، فأسرع إلى رسول الله ( وقال: يا نبي الله، هذا عدو الله عمير بن وهب جاء رافعًا سيفه، لا تأمنه على شيء، فقال ( لعمر: (أدخله عليَّ).
فخرج عمر، وأمر بعض الصحابة أن يدخلوا إلى رسول الله ( ويحترسوا من عمير، وأمسك عمر بثياب عمير، ودخل به، فقال ( لعمر: (تأخَّر عنه (أي اتركه وابتعد عنه))، وقال لعمير: (اقترب يا عمير)، فاقترب عمير من الرسول (، وقال: انعموا صباحًا (وهى تحية الجاهلية)، فقال له (: (قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام تحية أهل الجنة).
ثم سأله (: (فما جاء بك يا عمير؟) فقال عمير: جئت لهذا الأسير عندكم (يقصد ابنه وهبًا)، تفادونا في أسرانا، فإنكم العشيرة والأهل، فقال النبي (: (فما بال السيف في عنقك؟) قال عمير: قبحها الله من سيوف، وهل أغنت عنا شيئًا؟! إنما نسيته في عنقي حين نزلت، ثم قال الرسول (: (أصدقني يا عمير، ما الذي جئت له؟) فقال عمير: ما جئت إلا في طلب أسيري.
فقال الرسول (: (بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في حجر الكعبة، ثم قلت: لولا دين عليَّ وعيال عندي؛ لخرجت حتى أقتل محمدًا، فتحمل لك صفوان ذلك، والله حائل (مانع) بينك وبين ذلك)، فقال عمير: أشهد أنك رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، كنا يا رسول الله نكذبك بالوحي، وبما يأتيك من السماء، وإن هذا الحديث كان بيني وبين صفوان في الحجر، لم يطلع عليه أحد، فأخبرك الله به، فالحمد لله الذي هداني للإسلام، ففرح المسلمون بإسلام عمير فرحًا شديدًَا. فقال الرسول ( لأصحابه: (علموا أخاكم القرآن، وأطلقوا أسيره) [ابن هشام وابن جرير].
هكذا أسلم عمير بن وهب، وأصبح واحدًا من أولئك الذين أنعم الله عليهم بالهدى والنور، يقول عنه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما أسلم: والذي نفسي بيده، لخنزير كان أحب إلي من عمير حين طلع علينا (حين رآه في المدينة وهو قادم على الرسول ( ليقتله)، ولهو اليوم أحب إلي من بعض ولدي.
وبعد أيام قليلة، ذهب إلى رسول الله ( قائلاً: يا رسول الله، إني كنت جاهدًا على إطفاء نور الله، شديد الأذى لمن كان على دين الله، وإني أحب أن تأذن لي فألحق بقريش، فأدعوهم إلى الإسلام، لعل الله أن يهديهم، فأذن له الرسول (.
وفي الوقت الذي آمن فيه عمير بالمدينة، كان صفوان يقول لقريش: أبشروا بفتح يأتيكم بعد أيام ينسيكم وقعة بدر. وكان صفوان يخرج كل صباح إلى مشارق مكة يسأل القوافل القادمة من المدينة: ألم يحدث بالمدينة أمر؟ هل قتل محمد؟ وظل على هذا النحو حتى قال له رجل قدم من المدينة: لقد أسلم عمير. فغضب صفوان أشد الغضب، وحلف أن لا يكلم عميرًا أبدًا، ولا يعطي له ولا لأولاده شيئًا.
وعاد عمير بن وهب إلى مكة مسلمًا، وراح يدعو كل من يقابله من أهل مكة إلى الإسلام، فأسلم على يديه عدد كبير، ورأى صفوان بن أمية، فأخذ ينادي عليه، فأعرض عنه صفوان، فسار إليه عمير وهو يقول بأعلى صوته: يا صفوان أنت سيد من سادتنا، أرأيت الذي كنا عليه من عبادة حجر والذبح له؟ أهذا دين؟ اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله. فلم يردَّ عليه بكلمة.
وفي يوم فتح مكة، لم ينس عمير صاحبه وابن عمه صفوان بن أمية، فراح يدعوه إلى الإسلام، فشد صفوان رحاله نحو جدة، ليذهب منها إلى اليمن، وصمم عمير أن يسترد صفوان من يد الشيطان بأية وسيلة، وذهب إلى الرسول ( مسرعًا، وقال له: يا نبي الله، إن صفوان بن أمية سيد قومه قد خرج هاربًا منك، ليقذف بنفسه في البحر فأمنه (أي أعطه الأمان)، فقال النبي (: (قد أمنته)، فقال عمير: يا رسول الله، أعطني آية (علامة) يعرف بها أمانك، فأعطاه الرسول ( عمامته التي دخل بها مكة.
فخرج عمير بها حتى أدرك صفوان وهو يريد أن يركب البحر. فقال: يا صفوان فداك أبي وأمي، الله الله في نفسك أن تهلكها، هذا أمان رسول الله ( قد جئتك به. فقال له صفوان: ويحك، اغرب عني فلا تكلمني، فقال عمير: أي صفوان، فداك أبي وأمي، إن رسول الله ( أفضل الناس، وأبر الناس، وأحلم الناس، عزه عزك، وشرفه شرفك. فقال صفوان: إني أخاف على نفسي، فقال عمير: هو أحلم من ذاك وأكرم.
فرجع معه وذهبا إلى رسول الله (، فقال صفوان للنبي (: إن هذا يزعم أنك قد أمنتني. فقال الرسول (: (صدق)، فقال صفوان: فاجعلني فيه (أي في الإيمان) بالخيار شهرين. فقال الرسول (: (بل لك تسير أربعة أشهر) [ابن هشام].
وتحققت أمنية عمير وأسلم صفوان، وسَعِد عمير بإسلامه، وواصل عمير بن وهب مسيرة في نصرة الإسلام، حتى أصبح من أحب الناس إلى رسول الله (، ونال عمير احترام خلفاء الرسول ( وعاش
عمير بن وهب حتى خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

و في ريقه من ريق عائشة..!!(عن الحب مرة أخرى) السنة النبوية

د. ديمة طارق طهبوب

إن نظرة سريعة للإصدارات المرئية و المسموعة و المكتوبة و المدونة الإلكترونية في ميدان العلاقات الزوجية في العقد الماضي تبرهن على وجود مشكلة واضحة في الحياة الزوجية، لم تظهر بهذا الوضوح في الأجيال السابقة، ربما للسبب الذي تسوقه جداتنا بقولهن "نُزعت البركة من حياتنا"!!
فعلى الرغم من أن حياتهم كانت أكثر عناء ومشقة لكنها كانت أكثر حميمية وعاطفية واستقراراً، بالطرق التي كانوا يعرفونها في زمانهم، وفيما زادت علومنا و فلسفتنا للأمور و مقدراتنا و كمالياتنا، لكن قلت مساحة الهناء والسعادة في حياتنا، و زادت مشاكلنا الزوجية وأصبحت حياتنا أكثر تكلفاً وأقل بساطة وأصبحت العلاقات الاجتماعية بيننا أكثر برودة وتصنعاً!!
وفي مناسبة حدّثت صديقات أختي المجتمعات فقلت لهن: "عليكن بصاحب الخلق والدين، كل مظاهر الحياة المادية تتقلب وتتغير ويبقى الدين صمام الأمان؛ فصاحب الدين يكرمك في حال الرخاء و لا يظلمك في حال الشدة". و لكنهن سُقْن لي قصصاً و روايات تدل على جهل و سوء و ظلم أزواج يُصنّفون على أنهم أصحاب دين، و للأسف كانت حقيقة الواقع في كثير من المواقف و الأمثلة مصيبة في تصنيف الناس لهم على أنهم أصحاب دين لكن المعرفة ظاهرية لم تتجاوز إلى المعرفة العملية: هل عاشرته هل سافرت معه هل عاملته بالدينار والدرهم، وهنا تكون قد خانتهم الحصافة والمعرفة الحقيقية..!!
مثل هذه المواقف تجعلنا نراجع حديث الرسول صلى الله عليه و سلم: "إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه"، و نتساءل: لماذا فصل الرسول -عليه الصلاة و السلام- الدين عن الخلق، و هو الذي أوتي جوامع الكلم، و كان بإمكانه لو توافق معناهما أن يعبر عنهما بكلمة واحدة؟ أهو تأكيد مضاعف على أهمية الخلق الذي يعدل أهمية الدين في الزواج؟ أم تنبيه أن المرء قد يملك من عناصر الدين و يفتقر للخلق إذا لم يحسن بدءاً فهم الدين؟ أهو جمع بين الاعتقاد في القلب و هو الدين و المعاملة في الدنيا بحسن الخلق أم هو إشارة للرجال بالذات أن الدين ربما يعطيكم حقوقاً أكثر من النساء في ظاهر الأمر هي مسؤوليات مضاعفة في الحقيقة، و إن إساءة استخدام الحق يجعل من الرجل ظالماً دكتاتوراً لا زوجاً محباً يلوي أعناق النساء كما يلوي أعناق النصوص، بينما لو اجتمع الخلق مع الدين لأصبح ميزان الخيرية و التفاضل بقدر ما يقدمه الرجل لزوجته، لا بقدر ما ينتظر منها فـَ"خيركم خيركم لأهله"، فتصبح مفاهيم القوامة تكليفاً شديد الوطأة و الحساب لا تشريفاً في استعراض المكانة و العضلات.
لقد حمّلنا العصر و الحداثة و العولمة و الأزمات تبعات قاسية فتحت لنا مجالاً للتذمر و بكاء النفس و ندب الحظ؛ فالرجل يتذرع بسوء الأحوال الاقتصادية و أحوال العمل و الأمة، فيكون متنفسه الأول في أسرته و زوجته إما بتحميلهم جزءاً من اللائمة أو بتجاهل مسؤوليات المودة و الرعاية تجاههم؛ إذ يكفيه ما يعانيه من الطحن في دوامة العيش فلا مجال للاستماع لنصائح من نوع برامج البيوت السعيدة، و كيف تعبر عن حبك لزوجتك، و كيف تنشر السعادة في بيتك..الخ. و لو حاولت الزوجة حقن شيء من الحب و الرومانسية في الحياة الزوجية لكان الجواب مهلاً: نحن لم نعد مراهقين!! و كأن الحب و المودة له وقت مستقطع في الحياة لا شعور مستمر و طبيعة متجددة، و هذا سوء فهم لآية الزواج التي تتصدر دعوات الزفاف كأمر جرت عليه العادة دون أن تكون منهاج حياة للأزواج، و المتفكر في اختيار المولى سبحانه لكلمتي المودة و الرحمة في قوله في سورة الروم: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً). يفهم الفرق بين الشعور القلبي العارض و هو الحب، و بين الشعور المنبثق عن السلوك العملي المستمر المقرون بالرحمة و هي المودة، و الدلالة على ذلك تفسير ابن عباس إذ قال: "المودة حب الرجل امرأته و الرحمة رحمته إياها أن يصيبها بسوء، و ليست المودة و الرحمة لونا من الشفقة العارضة، و إنما هي نبع للرقة الدائمة، و دماثة الخلق، و شرف السيرة". إن التعذر بالفطرة الغليظة و الأوضاع السقيمة و كبر السن و الأولاد و غيرها من قوائم الأعذار الجاهزة أمر يسير، و لذلك نبهنا العلماء قائلين: لا تزال الأمة بخير ما لم يعذروا أنفسهم.
من السهل أن نسفه تصرفات النساء العربيات اللواتي تعلقن بالحب المدبلج في المسلسلات التركية و الغربية، و ننعته بالبله و السطحية و الخواء دون أن ندرس الأسباب التي ألجأت نساءنا إلى التعلق بمثل نور ومهند، والتي يكمن جزء منها في فقدان الشعور بالحب والتقدير في واقع حياتهن، والذي يزيد الطين بلة موقف كثير من الرجال والأزواج أن ليس بالإمكان أحسن مما كان، ومن لم يعجبها فلتضرب رأسها بالحائط ولتشرب ماء البحر..!!
و على الرغم من أن الحب أصل أصيل في ديننا وثقافتنا الإسلامية، إلاّ أننا نحجم عن تدارسه و الخوض فيه، فيما تتوجه النظم التعليمية الجديدة لاعتماد مناهج الثقافة الجنسية لأبنائنا، و هم لا يعرفون بداية كيف يحبون و يعاملون النساء ابتداء بأمهاتهم وأخواتهم و انتهاء بأزواجهم و بناتهم.. في المستقبل.
إن الحب أصل أصيل في ديننا و ثقافتنا، و لذلك جعل الله كمال العلاقة بين العباد وربهم ملخصاً بشعور المحبة "يحبهم و يحبونه". لماذا لم تكن مثلاً يقدرونه أو يتبعونه أو يخافونه؟ لماذا كانت المحبة هي اختيار رب العزة لوصف العروة الوثقى والحبل المتين بينه سبحانه وبين عباده؟ يقول المفسرون: إن كمال الاتباع والعمل لا يكون إلاّ بالمحبة؛ فهي ملاك تحصيل وبلوغ الدرجات العلا والمرتقى إلى كنف الله .
فطرة الرجال غليظة من الأعذار التي يقدمها الرجال حتى لا يقوموا بواجباتهم العاطفية تجاه أسرهم!! و نتساءل: هل تُنتظر العاطفة من يتيم ولطيم فقد أمه وأباه، وهما أول مدرسة تعلم الإنسان الحب، ولم يكن له إخوة ولا عضد ولا سند؟ يستوحش من ظلمة قلوب الخلق، فيتركهم للرعي وخلوة الغارات، ثم يخرج للدنيا ليغدقها بالحب والعاطفة رسولاً وزوجاً وأباً ومعلماً، ولقد علّم صلى الله عليه وسلم أن سيأتي رجال يفاخرون بالقسوة والغلظة، فدعاهم في حجة الوداع وهو يوطد آخر أركان الدين والدنيا ليعلنها مجلجلة أن "استوصوا بالنساء خيراً، فما أكرمهن إلاّ كريم وما أهانهن إلاّ ليئم".
كان يُقبّل السيدة عائشة -رضي الله عنها- بين عينيها ويسابقها ويمازحها ويشاكسها، وارتفعت روحه إلى الرفيق الأعلى وهو يستاك بسواك لينته له بريقها..!!
يا أيها الرجال العلم بالتعلم والحب بالتحبب، ومن يزرع الحب يحصده ومن يزرع القسوة والجلفاء يحصدهما، أو يحصد بحث زوجته عن حبٍّ وهميّ متلفز!!
لسنا بحاجة لاستيراد الرومانسية ولا لدبلجتها، ولكننا بحاجة إلى إحياء تراثنا الرومانسي والاقتداء به، لينطلق الرجال كل يوم من دثار بنات خديجة وعائشة ليواجهوا أعباء الدنيا ويقارعوا منغصاتها، فإذا كانت هذه الطريق، فنعمت الرومانسية وهنيئاً للمحبين .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده