اول مسجد فى ايطاليا
مسجد برني
مسجد اسطنبول
مسجد بباكستان
مسجد الرباط المغرب
يحيى بلافتشيني
"عدم توافر المصادر الموثوق منها أهم مشكلة لنا في نشر الإسلام". "نؤمن بأننا جسر التواصل والحور بين المجتمعات الإسلامية والغربية".
بهذه الكلمات بدأ يحيى عبد الواحد بلافتشيني، نائب رئيس الجمعية الإسلامية الدينية في إيطاليا حديثه عن أوضاع المسلمين ودورهم في نشر الإسلام بإيطاليا.
وعبر بلافتشيني عن العديد من التخوفات خلال حواره مع شبكة "إسلام أون لاين نت"، من أهمها الخطر الذي يهدد نجاح مهمة الدعوة الإسلامية بسبب الجهل، والفكر المغلوط عن الإسلام وعلاقته بالإرهاب، كاشفا عن تكثيف جهود الجمعية الإسلامية الإيطالية لتدريس الإسلام الحقيقي داخل المدارس الإيطالية الرسمية، بالإضافة إلى العديد من الأمور التي يكشف عنها هذا الحوار.
– بداية نود التعرف على طبيعة الإسلام في إيطاليا، ومهمة الجمعية الإسلامية الدينية في إيطاليا.
* الإسلام في إيطاليا حديث عهد، والمسلمون هناك يبلغ تعدادهم مليون مسلم، من بينهم 5% من أصل إيطالي، حيث إن معظم مسلمي إيطاليا مهاجرون من الدول العربية والإسلامية، وبخاصة من تونس وألبانيا والمغرب.
ولا يوجد في إيطاليا بأكملها سوى مسجدين فقط: الأول في روما والآخر في ميلانو، بالإضافة إلى المراكز الإسلامية غير الرسمية التي ينشئها المسلمون في إيطاليا، إلا أن الحكومة لا تعترف إلا بمسجدي روما وميلانو.
أما الجمعية الإسلامية بإيطاليا فعمرها الآن عشر سنوات، وقد نشأت من أجل خدمة الإسلام والمسلمين في إيطاليا، وهي تتبع وزارة التربية والثقافة الإيطالية من الناحية الإدارية والتعليمية. وعلى الرغم من قصر عمرها فإنها تقوم حاليا ببناء مسجد ومدرسة في مدينة ميلانو، وهو مكسب كبير لمسلمي إيطاليا.
– ما مدى الترابط بين الجمعية الإسلامية الإيطالية والمنظمات الإسلامية؟.
* نحن نسعى لإحداث هذا الترابط، وقد حققنا فيه خطوات جيدة، فمنذ عام 1996 بدأنا في إقامة علاقات رسمية مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، ورابطة العالم الإسلامي، وجمعية الدعوة الإسلامية، وما زلنا نواصل الجهود من أجل التواصل مع المنظمات الإسلامية العالمية من أجل دعم عملنا الإسلامي في الغرب.
– هل تواجهون مشكلات معينة في نشر الدعوة الإسلامية بإيطاليا؟.
* نعم؛ لأن الإسلام في أوربا ككل، ونتيجة للصور السيئة الملصقة به، والجهل بحقيقته، يعتبر غير مقبول لدى الفكر الأوربي الغالب، الذي ترسخ لديه أن الإرهاب والإسلام جزء واحد، ولذلك أصبح من الضروري أن نكثف جهودنا كمسلمين في الغرب من أجل إصلاح صورة الإسلام من خلال محاربة الجهل به، وهو ما نسعى إليه من خلال اتصالاتنا المستمرة بالمراكز الثقافية في إيطاليا، خاصة أن الجمعية معترف بها من قبل الحكومة الإيطالية.
– ما أهم المشكلات التي تواجه الدعوة الإسلامية في إيطاليا؟.
* للأسف ما زالت هناك مشكلة عدم توفر المصادر الموثوقة للتعريف بالإسلام، فعلى الرغم من أن الإسلام يهاجَم في الغرب، فإن التعرف عليه حتى لمسلمي المهجر وبالأخص في إيطاليا لا يأتي إلا من خلال كتب المستشرقين، وبالتالي يتم تعليم أبناء المسلمين هناك من تلك الكتب، وهو خطر حقيقي يهدد مستقبل الدعوة الإسلامية والتعريف بالإسلام في إيطاليا، ولذلك نحن نسعى كمؤسسة دينية إسلامية في إيطاليا إلى التعريف بالإسلام من خلال مصادره الأصلية.
– ولكن كيف تواجهون ما قد يُعرَض في كتب المستشرقين من افتراءات على الإسلام؟.
* الحل الوحيد هو إصدار كتب إسلامية الأصل، ذات مرجعية صافية، للتعريف بالإسلام بمختلف اللغات، وفي هذا الإطار قمت بإعداد كتاب عن "الإسلام في أوربا" وسيتم تدريسه في المدارس الإيطالية الرسمية، كما سيتم ترجمته للغة الفرنسية والإنجليزية من أجل مساعدة الأوربيين في التعرف على الإسلام، وهو بمثابة دعوة حقيقية داخل المجتمع الأوربي، وذلك من إيماننا بأن مسلمي المهجر هم الجسر الأول لتعريف الأوربيين والغرب بالإسلام.
ونحن نطالب الهيئات والمؤسسات بعالمنا الإسلامي بدعم الأقليات المسلمة لبناء هذا الجسر بين المجتمعات الإسلامية والمجتمعات الغربية.
– ما طبيعة العلاقة بين مسلمي إيطاليا والحكومة الإيطالية؟.
* نحن لدينا علاقات رسمية طيبة مع وزارتَي التربية والثقافة الإيطالية، ونعمل حاليا على تطبيع العلاقة مع وزارة الداخلية بإيطاليا، خاصة أنها الجهة المسئولة عن تنسيق العلاقات بين أصحاب الديانات المختلفة، والسماح لهم بممارسة عملهم ونشاطهم، ونحن من خلال اتصالاتنا بهذه الوزارة نحاول إصدار قانون يخص حقوق المسلمين في إيطاليا.
– وإلى أي مدى يسمح بالاهتمام بالدراسات الإسلامية في إيطاليا؟.
* يتم حاليا تدريس الدارسات الإسلامية بكليات الآداب بجامعات إيطاليا، إلا أن من يقوم على تدريسها غير مسلمين، خاصة أن الشباب الإيطالي يحبون التعرف على الإسلام، وتاريخه، وفلسفته، والتعرف كذلك على الحضارة الإسلامية.
– هل واجهت مسلمات إيطاليا مشكلة بسبب الحجاب مثلما حدث في فرنسا؟.
* في إيطاليا لم تحدث حتى الآن مشكلة حول الحجاب، فهناك حرية كبيرة في هذا الأمر حيث إن الشعب الإيطالي ترسخ لديه أن الحجاب أمر ضروري وهام بالنسبة للمسلمات.
– وهل هناك مشكلات يعاني منها مسلمو إيطاليا بسبب المهاجرين الجدد؟.
* هناك مهاجرون كثيرون يأتون إلى إيطاليا من مختلف أنحاء العالم، والمشكلة التي تواجهنا بسبب ذلك أن الحكومة تعتبر كل المسلمين مهاجرين، وذلك على الرغم من أن هناك مسلمين من أصل إيطالي، ومسلمين مكثوا سنوات عديدة في إيطاليا حتى أصبحوا جزءا من المجتمع الإيطالي، هذا بالإضافة إلى أن معظم المهاجرين يأتون إلى إيطاليا، ولا يعرفون شيئا عن الإسلام، ويبدءون في الحديث عنه بشكل يسيء للإسلام وللمسلمين مما يفرض زيادة الجهد لمواجهة ما يصدر عن هؤلاء المهاجرين من تشويه.
– ما الأخطاء التي ارتكبها المسلمون وأدت إلى سوء نظرة الآخر للإسلام والمسلمين؟.
* أول هذه الأخطاء: الخلافات التي تظهر بين المسلمين، فالأوربي عندما يرى هذه الخلافات حتى في أمور العبادة، وقيام بعض المسلمين بقذف إخوتهم بالجهل والتطرف، فإنه يأخذ صورة سيئة للغاية عن الإسلام. هذا بالإضافة إلى عدم حرص المسلمين في الغرب على الاهتمام بتربية أبنائهم تربية إسلامية صحيحة حتى يستطيعوا الحفاظ على الصورة الإسلامية في الغرب.
كما أن مظاهر التخلف، وعدم الحفاظ على البيئة في بعض الدول الإسلامية، أعطت صورة سلبية عن المسلمين في الأذهان الغربية، ما قلل من فرص اقتناع الغرب بأهمية تحسين العلاقة مع المسلمين باعتبارهم غير حضاريين!.
– كيف ترى الحوار بين الأديان؟ وهل هو ضروري أم لا؟.
* الحوار بين الأديان أصبح من ضروريات العصر الحالي؛ لأن المسيحيين واليهود لا يمكن أن يتعرفوا على الهوية الإسلامية إلا من خلال الحوار، وبالتالي فنحن نؤيد الحوار بين أهل الأديان المختلفة من أجل إظهار الحق، وسد الطرق على من يحاول تضليل الآخرين كما هو حادث بالنسبة لاتهام الإسلام وحضارته بالعنف والإرهاب.
– وماذا عن الحوار الإسلامي اليهودي؟ وهل ترى وجود منفعة منه خاصة مع تصميم الصهيونية العالمية على تزييف الحقائق المتعلقة بالإسلام والمسلمين؟.
* من خلال واقع معايشتي في أوربا أرى أن الحوار مطلوب مع كل الطوائف والأديان، ومن بينهم اليهود، وذلك تطبيقا لقوله تعالى: "وجادلهم بالتي هي أحسن" حيث إن الحوار هو سبيل الإقناع، وإظهار الحق، ولذلك فأنا أرفض القول بعدم إجراء الحوار الإسلامي اليهودي، خاصة أن الحوار بين الأديان ليس حوارا سياسيا، وهذا هو الذي نطلبه ونؤكد عليه، فإذا تدخلت السياسة في مجال الحوار بين الأديان فشل ولم يؤدِّ إلى نتيجة ملموسة.