التصنيفات
اسلاميات عامة

الشيخ احمد حسين ديدات رحمه الله – شريعة اسلامية

هوا الشيخ أحمد حسين ديدات ولد في " تادكهار فار" بإقليم سراط بالهند عام 1918م لأبوين مسلمين هما حسين كاظم ديدات و زوجته فاطمة , وكان يعمل والده بالزراعة و أمه تعاونه و مكثا تسع سنوات ثم انتقل والده الى جنوب أفريقيا و عاش فى ديربان و غير أبيه اتجاه عمله الزراعى و عمل ترزياً ونشيء الشيخ على منهج اهل السنة والجماعة منذ نعومة أظافره فلقد ألتحق الشيخ أحمد بالدراسة بالمركز الإسلامى فى ديربان لتعلم القرأن الكريم و علومه و أحكام شريعتنا الإسلامية و فى عام 1934 أكمل الشيخ المرحلة السادسة الإبتدائية و ثم قرر أن يعمل لمساعدت والده فعمل فى دكان يبيع الملح , و انتقل للعمل فى مصنع للأثاث وأمضا به أثنا عشر عاما و صعد سلم الوظيفة فى هذا المصنع من سائق ثم بائع ثم مدير للمصنع وفى أثناء ذالك ألتحق الشيخ بالكلية الفنية السلطانية كما كانت تسمى فى ذلك الوقت فدرس فيها الرياضيات و ادارة الأعمال .

أن نقطة التحول الحقيقى كانت فى الأربعينات و كان سبب هذا التحول هو زيارة بعثة أدم التنصيرية فى دكان الملح الذى كان يعمل به الشيخ و توجيه أسئلة كثيرة عن دين الإسلام و لم يستطيع وقتها الإجابة عنها.
و قرر الشيخ أن يدرس الأناجيل بمختلف طبعاتها الإنجليزية حتى النسخ العربية كان يحاول أن يجد من يقرأها له و قام بعمل دراسة مقارنة فى الأناجيل و بعد أن وجد فى نفسه القدرة التامة على العمل من أجل الدعوة الإسلامية و مواجهة المبشرين ثم قرر الشيخ بأن يترك كل الأعمال التجارية و يتفرغ لهذا العمل.

كان هناك عامل مؤثر أخر لا يقل عن دور بعثة أدم التنصيرية فى التأثير على تغير حياة الشيخ و لكن كان هذا العامل الآخر فى فترة متأخرة أثناء عمل الشيخ فى باكستان , حيث كان من مهام الشيخ فى العمل ترتيب المخازن فى المصنع وبينما وهوا يعمل فإذ به يعثرت على كتاب " إظهار الحق " للعلامة رحمت الله الهندى .

وهذا الكتاب يتناول الهجمة التنصيرية المسيحية على وطن الشيخ الأصلي ( الهند ) ذلك أن البريطانيين لما هزموا الهند ، كانوا يُوقنون أنهم إذا تعرضوا لأية مشاكل في المستقبل فلن تأتي إلاَّ من المسلمين الهنود ، لأن السلطة والحكم والسيادة قد انتزعت غصباً من أيديهم ، ولأنهم قد عرفوا السلطة وتذوقوها من قبل ، فإنهم لا بد وأن يطمحوا فيها مرة أُخرى . ومعروف عن المسلمين أنهم مناضلون أشدّاء ، بعكس الهندوس ، فإنهم مستسلمون ولا خوف منهم .
وعلى هذا الأساس خطط الإنجليز لتنصير المسلمين ليضمنوا الاستمرار في البقاء في الهند لألف عام . وبدأوا في استقدام موجات المنصرين المسيحيين إلى الهند ، وهدفهم الأساسي هو تنصير المسلمين وكان هذا الكتاب العظيم أحد أسباب فتح آفاق الشيخ ديدات للرد على شبهات النصارى و بداية منهج حواري مع أهل الكتاب و تأصيله تأصيلا شرعيا يوافق المنهج القرآني في دعوة أهل الكتاب إلى الحوار و طلب البرهان و الحجة من كتبهم المحرفة.

وأخذ الشيخ يمارس ما تعلمه من هذا الكتاب في التصدي للمنصرين ، ثم أخذ يتفق معهم على زيارتهم في بيوتهم كل يوم أحد .. فقد كان يقابلهم بعد أن ينتهوا من الكنيسة,ثم أنتقل الشيخ الى مدينة ديربان وواجه العديد من المبشرين كأكبر مناظر لهم.

ثم سافر الشيخ الى باكستان فى عام 1949 من أجل المال فقد وجد أنه لكى يجمع مبلغا ً يفيض عن حاجته لأنفقه فى الدعوة كان عليه أن يسافر و فعلا مكث فى باكستان لمدة ثلاث سنوات .

تزوج الشيخ أحمد ديدات وأنجب ولدين وبنتاً .

عمل خلالها فى مصنع للنسيج و بعدها كان لابد من العودة الى جنوب أفريقيا و إلا فقد تصريح الإقامة بها لانه ليس من مواليد جنوب أفريقا وعندما عاد الى ديربان أصبح مديرًا لنفس المصنع الذى سبق أن تركته قبل سفره و مكث حتى عام 1956 يعد نفسه للدعوة الى الدين الحق .
وفي مدينة ( ديربان ) .. في الخمسينات .. جدّ جديدٌ أخر – كل هذا بفضل الله ، مسبب الأسباب –كان يحضر الشيخ صباح كل أحد محاضرات دعوية . وكان جمهوره صباح كل أحد ما بين مائتين إلى ثلاثمائة فرد ، وكان جمهور المحاضرات في ازديادٍ دائماً .
وبعد نهاية هذه التجربة ببضعة شهور ، اقترح شخص إنجليزي اعتنق الإسلام واسمه ( فيرفاكس ) .. اقترح على الشيخ أن لديهم الرغبة والاستعداد من بيننا أن يدرس : " المقارنة بين الديانات المختلفة " ، وأطلق على هذه الدراسة اسم : " فصل الكتاب المقدس .. Bible Class " .
وكان يقول بأنه سوف يعلم الحضور كيفية أستخدم ( الكتاب المقدس ) في الدعوة للإسلام
ومن بين المائتين أو الثلاثمائة شخص الذين كانوا يحضرون حديث الأحد ، اختار السيد ( فيرفاكس ) خمسة عشر أو عشرين أن يبقوا ليتلقوا المزيد من العلم .
استمرت دروس السيد ( فيرفاكس ) لعدة أسابيع أو حوالي شهرين ، ثم تغيب السيد ( فيرفاكس ) ، ولاحظ الشيخ الإحباط وخيبة الأمل على وجوه الشباب .
ويوم الأحد من الأُسبوع الثالث من تغيب السيد (فيرفاكس) اقترح عليهم الشيخ أن يملأ الفراغ الذي تركه السيد ( فيرفاكس ) ، وأن يبدأ من حيث انتهى السيد ( فيرفاكس ) ، لأنه كان قد تزود بالمعرفة في هذا المجال ، ولكنه كان يحضر دروس السيد ( فيرفاكس ) لرفع روحه المعنوية ،
وظل الشيخ لمدة ثلاث سنوات يتحدث إليهم كل أحد ، ويصف الشيخ هذه الفترة بأنه أكتشفت أن هذه التجربة كانت أفضل وسيلة تعلمت منها ، فأفضل أداة لكي تتعلم هي أن تُعَلِّم الآخرين ، والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول : " بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَة " .. فعلينا أن نبلغ رسالة الله – عَزَّ وَجَلَّ – ، حتى ولو كنا لا نعرف إلاَّ آيةً واحدةً .
إن سرّاً عظيماً يكمن وراء ذلك .. فإنك إذا بلَّغت وناقشت وتكلمت ، فإن الله يفتح أمامك آفاقاً جديدةً ، ولم أدرك قيمة هذه التجربة إلاَّ فيما بعد .

عرف الشيخ أحمد ديدات بشجاعته و جرئته في الدفاع عن الاسلام, و الرد على أباطيل و الشبهات التي كان يثيرها أعداء الاسلام من نصارى حول النبي محمد صلى الله عليه و سلم , ونتج عن هذا أن أسلم على يديه بضعة آلاف من النصارى من مختلف أنحاء العالم و البعض منهم الآن دعاة إلى الاسلام.

و في عام 1959 م توقف الشيخ أحمد ديدات عن مواصلة أعماله حتى يتسنى له التفرغ للمهمة التي نذر لها حياته فيما بعد ، وهي الدعوة إلى الإسلام من خلال إقامة المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات . وفي سعيه الحثيث لأداء هذا الدور العظيم زار العديد من دول العالم ، واشتهر بمناظراته التي عقدها مع كبار رجال الدين المسيحي أمثال : كلارك – جيمي سواجارت – أنيس شروش .
أسس معهد السلام لتخريج الدعاة ، والمركز الدولي للدعوة الإسلامية
بمدينة ( ديربان ) بجنوب إفريقيا .

ألف الشيخ أحمد ديدات ما يزيد عن عشرين كتاباً ، وطبع الملايين منها لتوزع بالمجان بخلاف المناظرات التي طبع بعضها ، وقام بإلقاء مئات المحاضرات في جميع أنحاء العالم .

ولهذه المجهودات الضخمة مُنح الشيخ أحمد ديدات جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1986 م و أعطي درجة " أستاذ".

و فى عام 1996م بعد عودة الشيخ من استراليا بعد رحلة دعوية مذهلة أصيب فارس الإسلام بمرضه الذى أقعده طريح الفراش طيلة تسع سنوات , و عن بداية اصابة الشيخ ديدات بالمرض يقول صهره "عصام مدير" :

إنه كان قد أصيب بجلطة في الشريان القاعدي في شهر ابريل عام 1996 بسبب عدة عوامل على رأسها أنه مريض بالسكر منذ فترة طويلة، أجهد خلالها نفسه في الدعوة كعادته !
ولكن في ذلك الشهر تحديدا أخذ رحلة مكوكية للدعوة، واجتهد فيها خصوصا في رحلته الأولى والقوية جدا لاستراليا التي تحدث عنها الاعلام الاسترالي لأنه ذهب لعرض الاسلام عليهم وتحدى عددا من المنصرين الاستراليين الذين اساءوا للاسلام، وكان ديدنه أن لا يناظر ولا يبادر المنصرين الا الذين يتعدون على الاسلام فيستدعيهم الشيخ للمناظرات ويرد عليهم بالحجة والبرهان.
ولذلك ذهب إلى استراليا وطاف بها محاضرا ومناظرا، وعندما عاد حدث له ما جرى واصيب بجلطة في الدماغ.

و فى صباح يوم الإثنين الثامن من أغسطس 2022م الموافق الثالث من رجب 1443هـ فقدت الأمة الإسلامية الداعية الإسلامي الكبير الشيخ المجاهد ‘أحمد ديدات’, فعليه من الله جزيل الرحمات وواسع المغفرة و الكرامات .

لقد علمنا النبى عليه الصلاة و السلام " ان أعظم الجزاء مع عظم البلاء , و أن الله اذا أحب قومًا ابتلاهم , فمن رضى فله الرضا , ومن سخط فله السخط " رواه الترمذى و ابن ماجه .
و اذا تتبعت سير الأنبياء و المرسلين , و سير علماء أمة التوحيد من المستقدمين و المستأخرين وجدت العجب العجاب فى هذا الصدد , و الحديث فى هذه المسألة يطول !
فنحسب شيخنا أحمد ديدات مِن مَن أخبر عنهم النبى صلى الله عليه وسلم .
فرحمك الله يا فارس الإسلام , طبت حيًا و ميتًا , نسأل الله أن يرزقنا نصفك !

عن كتاب هذه حياتى سيرتى و مسيرتى – أحمد ديدات
– أعده أ / أشرَف محمَّد
وعن حوار مع ديدات فى باكستان
و قد أجرى هذا الحوار الصحفى تينيز أرينا
جزا الله خيرا الأخ /أبو عبيدة على تجميعه هذه المادة الدعوية

موقع انصار ال محمد

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

ليلة القدر وفضلها 000 – في الاسلام

۞ لَيْـلَـةُ الْقَدَرِ ۞

قال الله تعالى :

{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ(3) }

فضائل ليلة القدر ..

أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة القدر }

1- أنها ليلة مباركة ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة مباركة }

2- يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام ، قال تعالى { فيها يفرق كل أمر حكيم }

3- فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي ، قال تعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر}

4- تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة ، قال تعالى { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر }

5- ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر ، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها ، قال تعالى { سلام هي حتى مطلع الفجر }

6- فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) – متفق عليه

سبب تسميتها بليلة القدر ..

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ..
أولا : سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم ، أي ذو شرف ..
ثانيا : أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام ، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه ..
ثالثا : وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه ..

علامات ليلة القدر …

ذكر الشيخ بن عثيمين رحمه الله أن لليلة القدر علامات مقارنة , وعلامات لاحقة

العلامات المقارنة ..

1- قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة ، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار ….

2- الطمأنينة ، أي طمأنينة القلب ، وانشراح الصدر من المؤمن ، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي

3- أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف ، بل يكون الجو مناسبا..

4- أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام ، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم .

5- أن الانسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي

العلامات اللاحقة …

1- أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع ، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام ، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها ) – رواه مسلم

إستحباب طلب ليلة القدر ..

و يستحب طلبها فى الوتر من العشر الأواخر فى رمضان فقد كان النبى صلى الله عليه و سلم يجتهد فى طلبها فى العشر الأواخر من رمضان , و تقدم انه إذا دخل العشر الاواخر أحيا الليل و أيقظ أهلة و شد المئزر

أي الليالي هي ؟؟!

للعلماء آراء فى تعيين هذة الليلة , فمنهم من يرى : أنها ليلة الحادى و العشرين و منهم من يرى انها الثالث و العشرين و منهم من يرى انها الخامس و العشرين و منهم من يرى انها السابع و العشرين و منهم من ذهب أنها ليلة التاسع و العشرين , و منهم من قال انها تنتقل فى ليالى الوتر من العشر الأواخر , و أكثرهم على ليلة السابع و العشرين , و روى احمد بإسناد صحيح عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( من كان متحريها فليتحرها ليلة السابع و العشرين ))
و عن أُبى بن كعب أنه قال ( والله الذى لا إله إلا هو , إنها لفى رمضان , يحلف ما يستثنى – ووالله إنى لأعلم أى ليلة هى , هى الليلة التى أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بقيامها , هى ليلة السابع و العشرين , و أمارتها ان تطلع
الشمس فى صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها
)) ::: رواه مسلم و أحمد و أبوا داود و الترمزى و صححه :::

قيامها و الدعاء فيها …

عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه و سلم قال (( من قام ليلة القدر إيماناً و إحتساباً , غفر له ما تقدم من ذنبه )) ::: رواه البخارى و مسلم ::: ,,,
وعن عائشة رضى الله عنها قالت , قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أى ليلة ليلة القدر , ما أقول فيها ؟ قال (( قولى : اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فأعفو عني )) ::: رواه أحمد و ابن ماجة و الترمزى و صححه :::

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ..
ولاتنسوني بالدعاء في ليلة القدر ..
تقبل الله منا صيامنا وقيامنا وصالح اعمالنا وغفر لنا سيئاتنا اللهم امين ….

منقول للفائدة >>

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

الروح روحين..ياللى بتسالوا عن الروح..؟ في الاسلام

اللهم اجعل عملنا كله صالحا, واجعله لوجهك خالصا, ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئا

احبتى فى الله

معلش انا مضطر ان اسبق هذا الموضوع عن تكمله موضوعات الله موجود نظرا لوجود متاهات كثيره فى السؤال عن الروح واين هى…

{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }الاسراء 85

كثرت الاسئله من بعض الاخوه والاخوات عن الروح وما هى و..؟واين مكانها ..؟

واحنا مش عايزين نعمل زى اليهود لما ارادوا ان يختبروا النبى صلى الله عليه وسلم وان يكيدوا له..

وكمان لازم نعرف ان الروح بس مش هى اللى عارفينها ولكن دعونى اكتب لكم وبعدين اعتقد انه

سوف يكون فيه الاجابه عن ما يدور بخاطرنا جميعا..اتفقنا ….نبتدىباسم الله..

والسؤال يَرِد في القرآن بمعان متعددة، ووردتْ هذه الصيغة { وَيَسْأَلُونَكَ } في مواضع عِدّة،

فإنْ كان السؤال عن شيء نافع يضر الجهل به أجابهم القرآن، كما في قوله تعالى:

{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَٱعْتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلْمَحِيضِ }
[البقرة: 222]

وقوله تعالى:
{ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَآ أَنْفَقْتُمْ مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَٱلأَقْرَبِينَ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }
[البقرة: 215]

فإنْ كان السؤال عن شيء لا يضر الجهل به، لفت القرآن أنظارهم إلى ناحية أخرى نافعة،

كما في سؤالهم عن الأهِلّة:

كيف يبدو الهلال صغيراً ثم يكبر ويكبر إلى أن يصير بدراً، ثم يأخذ في التناقص ليعود كما بدأ؟

فالحديث مع العرب الذين عاصروا نزول القرآن في هذه الأمور الكونية التي لم نعرفها إلا حديثاً أمر

غير ضروري، وفوق مستوى فهمهم، ولا تتسع له عقولهم، ولا يترتب عليه حكم، ولا ينتج عن الجهل

به ضرر، ولو أخبرهم القرآن في إجابة هذا السؤال بحقيقة دوران القمر بين الأرض والشمس وما

يترتب على هذه الدورة الكونية من ليل ونهار، وهم أمة أمية غير مثقفة لاتهموا القرآن بالتخريف،

ولربما انصرفوا عن أصل الكتاب كله.

لكن يُحوِّلهم القرآن، ويُلفت أنظارهم إلى ما يمكن الانتفاع به من الأهِلَّة:

{ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلْحَجِّ.. }
[البقرة: 189]

وقد يأتي السؤال، ويُرَاد به اختبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك ما حدث من اتفاق كفار مكة واليهود حيث قالوا لهم:

اسألوه عن الروح، وهم يعلمون تماماً أن هذه مسألة لا يعلمها أحد، لكنهم أرادوا الكيد لرسول الله، فلعله يقول في الروح كلاماً يأخذونه عليه ويستخدمونه في صَرْف الناس عن دعوته.

ولا شَكَّ أنه سؤال خبيث؛ لأن الإنسان عامة يحب أن يظهر في مظهر العالم، ولا يحب أن يعجز أمام

محاوره فاستغلوا هذه العاطفة، فالرسول لن يُصَغِّر نفسه أمام سائليه من أهل مكة، وسوف يحاول الإجابة عن سؤالهم.

ولكن خَيَّب الله سَعْيهم، فكانت الإجابة:

{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } [الإسراء: 85]

فعندما سمع أهل الكتاب هذه الإجابة آمن كثيرون منهم؛ لأنها طابقت ما قالته كتبهم عن الروح، وأنها من عند الله.

و { ٱلرُّوحِ } لها إطلاقات مُتعدِّدة، منها:

الرُّوح التي تمدُّ الجسم بالحياة إن اتصلت به، كما في قوله تعالى:

{ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ }
[الحجر: 29]

فإذا ما فارقتْ هذه الروح الجسد فقد فارق الحياة، وتحوَّل إلى جثة هامدة، وفيها يقول تعالى:

{ فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ ٱلْحُلْقُومَ }
[الواقعة: 83]

وقد تأتي الروح لتدل على أمين الوحي جبريل عليه السلام، كما في قوله تعالى:

{ نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ }
[الشعراء: 193]

وقد تُطلَق الروح على الوحي ذاته، كما في قوله تعالى:

{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا }
[الشورى: 52]

وتأتي بمعنى التثبيت والقوة، كما في قوله تعالى:

{ أُوْلَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ }
[المجادلة: 22]

وأُطلِقَتْ الروح على عيسى ابن مريم ـ عليه السلام ـ في قوله تعالى:

{ إِنَّمَا ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ }
[النساء: 171]

إذن: لهذه الكلمة إطلاقات مُتعدِّدة، فما العلاقة بينها؟

قالوا: الروح التي بها حركة الحياة إذا وُجِدَتْ في الإنسان تعطي مادية الحياة،

ومادية الحياة شيء، وقيَمُ الحياة شيء آخر،

فإذا ما جاءك شيء يعدل لك قيم الحياة فهل تُسمِّيه روحاً؟…. لا….

، بل هو روح الروح؛ لأن الروح الأُولى قصاراها الدنيا،

لكن روح المنهج النازل من السماء فخالدة في الآخرة، فأيُّهما حياته أطول؟

لذلك فالحق سبحانه يُنبِّهنا:

إياك أنْ تظنَّ أن الحياة هي حياتك أنت وكونك تُحِسُّ وتتحرك وتعيش طالما فيك روح، لا بل هناك روح أخرى أعظم في دار أخرى أَبْقى وأَدْوم:

{ وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ لَهِيَ ٱلْحَيَوَانُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }
[العنكبوت: 64]

لأن الروح التي تعيش بها في الدنيا عُرْضة لأنْ تُؤخَذ منك، وتُسلَب في أيّ مرحلة من مراحل حياتك منذ وجودك جنيناً في بطن أمك، إلى أنْ تصير شيخاً طاعناً في السنِّ..

أما روح الآخرة، وهي روح القيم وروح المنهج، فهي الروح الأَقْوى والأَبْقى؛ لأنها لا يعتريها الموت.

إذن: سُمّي القرآن، وسُمّي المَلك النازل به روحاً؛ لأنه سيعطي حياة أطول هي حياة القيم في الآخرة.

وهنا يقول تعالى: { قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي.. } [الإسراء: 85]

أي: أن هذا من خصوصياته هو سبحانه، وطالما هي من خصوصياته هو سبحانه، فلن يطلع أحداً على سِرِّها.

وهل هي جوهر يدخل الجسم فيحيا ويسلب منه فيموت،…؟؟

أم هي مراد (بكُنْ) من الخالق سبحانه،

فإنْ قال لها كُنْ تحيا….؟؟

وإنْ قال مِتْ تموت…؟

إنّ علم الإنسان سيظل قاصراً عن إدراك هذه الحقيقة، وسيظل بينهما مسافات طويلة؛

لذلك قال تعالى بعدها:

{ وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } [الإسراء: 85]

وهل عرف العقل البشري كل شيء حتى يبحث في أسرار الروح؟!

ولما تعرَّض أحد رجال الصوفية للنقد، واعترض عليه أحد الأشخاص

فقال له الصوفي: وهل أَحَطْتَ عِلْماً بكل شيء في الكون؟

قال الرجل: لا،

قال: فأنا من الذي لا تعلم.

والحق سبحانه وتعالى حينما يعطينا فكرة عن الأشياء لا يعطينا بحقائق ذاتها وتكوينها؛….؟؟؟

لأن أذهاننا قد لا تتسع لفهمها، وإنما يعطينا بالفائدة منها.

فحين حدثنا عن الأهِلّة قال:
{ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلْحَجِّ.. }
[البقرة: 189]

وهذه هي الفائدة التي تعود علينا والتي تهمنا من الأَهِلّة،
أما حركتها ومنازلها والمراحل التي تمر بها الأَهِلّة فأمور لا يضر الجهل بها؛

ذلك لأن الاستفادة بالشيء ليستْ فرعاً لفهم حقيقته،

فالرجل الأُميّ في ريفنا يقتني الآن التلفاز وربما الفيديو، ويستطيع استعمالهما وتحويل قنواتهما وضبطهما،

ومع ذلك فهو لا يعرف كيف تعمل هذه الأجهزة؟

وكيف تستقبل؟

إذن: الاستفادة بالشيء لا تحتاج معرفة كل شيء عنها، فيكفيك ـ

إذن أنْ تستفيد بها دون أن تُدخِل نفسك في متاهات البحث عن حقيقتها.

والحق سبحانه وتعالى ينبهنا إلى هذه المسألة في قوله تعالى:

{ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ.. }[الإسراء: 36

لأن الخالق سبحانه يريد للإنسان أن يُوفّر طاقاته الفكرية ليستخدمها فيما يُجدي، وأَلاَّ يُتعِب نفسه ويُجهدها في علم لا ينفع، وجهل لا يضر.

فعلى المسلم بدل أن يشغل تفكيره في مثل مسألة الروح هذه، أنْ ينشغل بعمل ذي فائدة له ولمجتمعه.

وأيّ فائدة تعود عليك إنْ توصلت إلى سِرٍّ من أسرار الروح؟

وأيّ ضرر سيقع عليك إذا لم تعرف عنها شيئاً؟

إذن: مناط الأشياء أن تفهم لماذا وجدت لك، وما فائدتها التي تعود عليك.

والحق سبحانه حينما قال: { وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } [الإسراء: 85]

كان يخاطب بها المعاصرين لرسول الله منذ ما يزيد على ألف وأربعمائة عام،

ومازال يخاطبنا ويخاطب مَنْ بعدنا، وإلى أن تقوم الساعة بهذه الآية مع ما توصلتْ إليه البشرية من علم وكأنه سبحانه يقول:

يا ابن آدم، الزم غرزك، فإن وقفت على سِرٍّ فقد غابتْ عنك أسرار.

وقد أوضح الحق سبحانه لنا هذه المسألة في قوله:
{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ }
[فصلت:53]

وهاهم العلماء والباحثون يقفون كل يوم على جديد في الكون الفسيح وفي الإنسان، ولو تابعتَ ما

توصّل إليه علماء الفضاء ورجال الطب لَهالكَ ما توصَّلوا إليه من آيات وعجائب في خَلْق الله تعالى،

لكن هل معنى ذلك أننا عرفنا كل شيء؟ إن كلمة { سَنُرِيهِمْ } ستظل تعمل إلى قيام الساعة.

والمتتبع لطموحات العقول وابتكاراتها يجد التطور يسير بخُطىً واسعة،

ففي الماضي كان التقدم يُقَاسُ بالقرون، أما الآن ففي كل يوم يطلع علينا حديث وجديد، ونرى الأجهزة تُصنع ولا تُستعمل؛ لأنها قبل أنْ تُبَاع يخرج عليها أحدث منها، لكن كلها زخارف الحياة وكمالياتها، كما قال تعالى:
{ حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَٱزَّيَّنَتْ.. }
[يونس: 24]

فكلُّ مَا نراه من تقدُّم ليس من ضروريات الحياة، فقد كُنَّا نعيش بخير قبل أن نعرف الكهرباء،

وكُنَّا نشرب في الفخار والآن في الكريستال، فابتكارات الإنسان في الكماليات،

أما الضروريات فقد ضمنها الخالق سبحانه قبل أن يوجد الإنسان على هذه الأرض.

فإذا ما استنفدتْ العقول البشرية نشاطاتها، وبلغتْ مُنتهى مَا لديها من ابتكارات، حتى ظنَّ الناس أنهم قادرون على التحكم في زمام الكون، لا يعجزهم فيه شيء، كما قال تعالى:

{ وَظَنَّ أَهْلُهَآ أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَآ أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِٱلأَمْسِ }
[يونس: 24]

فبعد ما أخذتم أسرار المنعِم في الكون على قَدْر ما استطعتم، فاذهبوا الآن إلى المنعِم ذاته..ليه .؟

لتروا النعيم على حقيقته، وكلما رأيت في دنيا الناس ابتكارات واختراعات تُسعِد الإنسان، فهذا ما أعدَّ البشر للبشر،
فكيف بما أعدَّ الله الخالق لخَلْقه؟

فالمفروض أن زخارف الحياة وزينتها وكمالياتها لا تدعونا إلى الحقد والحسد لمن توفرتْ لديه،

بل تدعونا إلى مزيد من الإيمان والشوق إلى النعيم الحقيقي عند المنعِم سبحانه.

ولو تأملتَ هذه الارتقاءات البشرية لوجدتها قائمة على المادة التي خلقها الله والعقل المخلوق الله

والطاقة المخلوقة لله، فَدوْر الإنسان أنه أعمل عقله وفكره في المقوّمات التي خلقها الله، لكن مهما وصلتْ هذه الارتقاءات،

ومهما تطورتْ هل ستصل إلى درجة: إذا خطر الشيء ببالك تجدْه بين يديك؟

واعتقد كفايه عليكوا كده وممكن يارب اكون وفيت الموضوع واعطيته حقه

وارجع واقول برضه

استنونى ومع فضفضه ايمانيه تاليه

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

نسمات الحج لغير الحجاج – في الاسلام

[BACKGROUND="100 #CCCCCC"]

…. بسم الله الرحمن الرحيم ….

استوقفني الحديث الصحيح المروي
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
بُنِيَ الإسْلامُ عَلَى خَمس: شَهَادة أنْ لا إلـه إلا الله وأَنْ محمدًا رَسُول الله، وإقام الصلاةِ وإيتاءُ الزَكـَاةِ، وصَوْمُ رَمَضَــان، وحَجُ البيْتِ.. ولفت نظري أن يكون الحج أحد هذه الأسس الخمس التي يبنى عليها الإسلام!! وهو عبادة لا يكلف بها المسلم أو المسلمة إلا مرة واحدة في العمر، وهي لمن استطاع.. أي أن هناك ملايين من المسلمين على مر العصور لا يتمكنون من أداء هذه الفريضة لعدم الاستطاعة.. حتى من يستطيع أن يؤدي هذه الفريضة، فأغلبهم يؤديها مرة واحدة؛ أي أن هذه الفريضة لا تأخذ من وقت المسلم ومن حياته -إذا أداها- إلا وقتًا قليلاً جدًّا لا يتجاوز الأسبوعين في أحسن الأحوال..

فلماذا يختار الله عز وجل هذه العبادة العارضة ليجعلها أساسًا من أسس هذا الدين؟؟!!

رأيت أن الحج لا بد أن يكون له تأثيره على حياة الإنسان بكاملها في الأرض، وأن هناك فوائد تتحقق من أداء هذه الفريضة في حياة الإنسان الذي أداها كلها.
وكذلك فقد شرع الله لمن لم يشهد الحج بعض الأمور التي تجعلنا نحيا في نفس جو الحجاج، ونتنسم معهم نسمات الحج، ليس ذلك عن طريق سماعهم أو متابعتهم إعلاميًّا، وإنما بالفعل أيضًا.. ولتتأمل معي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر -أي عشر ذي الحجة-، قالوا يا رسول: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء.
هذه الأيام العشر من ذي الحجة هي الفرصة لكل المؤمنين في الأرض.. مما يعني أننا يجب أن نستغل هذه الأيام العشر خير استغلال حتى نكون كمن حج تمـامًا.

ولعلي أعرض عليك بعض الأعمال التي يمكن تحصيل الأجر بها إن شاء الله رب العالمين:
الصيام:
يجب أن يحرص كل مسلم على صيام التسع أيام الأول من ذي الحجة، وبخاصة يوم (عرفة)؛ لأن صيامه يكفر ذنوب سنتين كاملتين: سنة ماضية وسنة مستقبلة، كما روى مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه؛ ويجب أن نعلم أن الله يغفر ذنوب الحجاج جميعًا، ويعتق رقاب الكثيرين من خلقه في ذلك اليوم المبارك (يوم عرفة).. روى مسلم عن السيدة عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق فيـه عبدًا من النار من يوم عرفة)،فالحاج سيكفر الله له ذنوبه في عرفة، وغير الحجاج الصائمين في يوم "عرفة" سيغفر الله تعالى لهم ذنوبهم وهم في بلادهم على بعد أميال من مكة!! أي نعمة وأي فضل أعظم من ذلك؟؟

صلاة الجمـاعة:
فالحفاظ على صلاة الجماعة بالنسبة للرجال، والصلاة على أول وقتها بالنسبة للنساء يجب أن يكون حال المسلم طوال العام، ولكن للشيطان أوقات يتغلب فيها على ابن آدم فيحرمه من الأجر والثواب العظيم، ومن فضل الله تعالى ورحمته أن جعل للمؤمنين مواسم يشتاق فيها المرء للعبادة، مثل "شهر رمضان"، "والعشر الأوائل من ذي الحجة".. وهي فرص ثمينة ليست لتحصيل الثواب فحسب، وإنما للتدرب والتعود على هذه الفضائل طوال العام وطول العمر. وصلاة الفجر من أهم الصلوات التي يجب على المسلم أن يحافظ عليها في كل أيامه، وفي هذه الأيام المباركة على الخصوص، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن صلاة الجماعة بصفة عامة:
(من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلاً في الجنة، كلما غدا أو راح)..
مـاذا نريد أكثر من ذلك؟.. إنها فرصة ذهبية، ألسنا نحسد الحجاج على وعد الله لهم بالجنة، في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة)، وها نحن تتوفر لنا فرصة رائعة ونحن في بلادنا.. فلا يتعلل المرء بأنه لا يستطيع الحج في حين أنه في كل مرة يذهب فيها للمسجد أو يرجع منه يَعَدّ الله سبحانه له بيتًا في الجنة.

الإكثار من صلاة النوافل:
للحجاج بالطبع فرصة عظيمة في تحصيل الأجر من الصلاة في المسجد الحرام، والمسجد النبوي؛ لكن الله سبحانه وتعالى لم يحرم من لم يحج من فرصة زيادة الحسنات عن طريق صلاة النافلة.. وأنت في بلدك وفي بيتك.. ذلك إذا استشعرت أنك كالحاج تمامًا في هذه الأيام العشر، فالحاج في مكة لا يضيع وقته؛ لأن كل صلاة يصليها بمائة ألف صلاة.. وكذلك أنت يجب ألا تضيع وقتك في هذه الأيام، وستجد أبوابًا للحسنات لا يمكنك حصرها:

قيام الليل:
وهو من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه عز وجل، وقيام الليل في هذه الأيام له وضع خاص وأجر خاص.. وكثير من المفسرين يقولون في تفسير القسم في قول الله عز وجل: [والفجر . وليــالٍ عشر]أن المقصود بها الليالي العشر الأول من ذي الحجة.. قم صل قدر ما استطعت، واسأل الله من فضله ما أردت، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له)ماذا يريد العبد أكثر من ذلك؟؟!

الله سبحانه وتعالى يتودد إلى عباده ويطلب منهم أن يسألوه حاجاتهم.. كل حاجاتهم، ويَعِدُهم بالإجابة سبحانه!!.. ألسنا نحسد الحجاج على أن الله يكفر عنهم كل سيئاتهم؟ هاهي الفرصة أمامنا، فقط قم الليل واستغفر الله، وسيغفر لك الغفور الرحيم.. ولم تتكلف في ذلك عناء السفر، أو إنفاق الآلاف!!
ليس معنى ذلك أن يتوقف الناس عن الحج.. أبدًا؛ فالحج من أعظم العبادات في الإسلام، ولكنني أقول هذا لعموم المسلمين الذين لم يُيسر الله لهم الحج أن أعطاهم المولى عز وجل بدائل في نفس موسم الحج، ولها أجر يقترب من أجر الحج نفسه، بل قد تكون أعلى إذا خلصت النية وكان هناك شوق حقيقي للمغفرة والعمل الصالح، وانظر معي إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم في مرجعه من غزوة تبوك: (إن بالمدينة أقوامًا، ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إلا شركوكم الأجر، قالوا: يا رسول الله، وهم بالمدينة؟ قال: (وهم بالمدينة، حبسهم العذر)، فكان جزاء صدق نواياهم أن كتب الله لهم الأجر كاملاً.

السنن الرواتب:في صحيح مسلمٍ عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير الفريضة إلا بنى الله له بيتًا في الجنة)؛
12 ركعة: ركعتان قبل الفجر، وأربع ركعات قبل الظهر وركعتان بعده، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء..

أي فضل وأي خير هذا؟! انظر كم باستطاعتك أن (تحجز) من البيوت، وتدبر معي: إذا وعدك أحد الملوك بأنه سيعطيك بيتًا واسعًا وجميلاً في مكان جميل بشرط أن تفرِّغ له نصف ساعة يوميًّا من وقتك، فهل ستلبي طلبه أم تتقاعس عنه؟! فما بالك ورب العزة سبحانه وتعالى يعدك ببيت في الجنة التي وصفها فقال: [عرضها السماوات والأرض]!!! لذلك فإنني أقول إن المسألة مسألة إيمان ويقين في وعد الله تبارك وتعالى، فلا يفرط إنسان عاقل في هذه الفرص.
وغير ذلك من السنن والنوافل: صلاة الضحى، سنة الوضوء، صلاة الاستخارة، وغيرها…
لتجعل من هذه العشر هجرة كاملة لله عز وجل.

ذكر الله عز وجل:
والذكر في هذه الأيام له وضع خاص جدًّا، يقول الله سبحانه وتعالى: [واذكروا الله في أيام معدودات] أي هذه العشر؛ وقال ابن عباس في قوله تعالى: [ويذكروا اسم الله في أيام معلومات] هي الأيام العشر؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: (الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات).
وكل أنواع الذكر محمودة ومطلوبة، لكن في هذه الأيام يكون هناك خصوصية لبعض الأذكار، ومنها: التهليل، والتكبير، والتحميد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما رواه أحمد عن ابن عمر رضي: (ما من أيام أعظم عند الله تعالى ولا أحب إلى من العمل فيهن من هذه الأيام العشر.. فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)، وكذلك فإن للاستغفار في هذه الأيام حضور ومكانة كبيرة؛ إذ تشعر أن الجو العام في هذه الأيام هو جو الرحمة والمغفرة والتوبة، فهذه الأيام فرصة للاستغفار والتوبة إلى الله تعالى بصيغ الاستغفار المتعددة.. وتذكر دائمًا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله).
الـدعـاء:
وقد رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرًا من قيمة الدعاء، فقال: (الدعاء هو العبادة)، ويقول الله سبحانه وتعالى: [وقال ربكم ادعوني أستجب لكم]، وإذا كان للحجاج فرص عظيمة لاستجابة الدعاء: في مكة، وفي الطواف، وعند رمي الجمرات.. وغيرها، فإننا لدى غير الحاج فرص كثيرة أيضًا، منها: الثلث الأخير من الليل، وعند السجود، وفيه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا فيه من الدعاء)؛ وعلى أية حـال فإن الدعاء يكون في كل حال، وفي أي وقت، والأيام العشر كلها أيام عظيمة مباركة.

قراءة القرآن:
نعمة كبيرة جدًّا أن يمن الله علينا بحب قراءة كلامه سبحانه وتعالى، وفي قراءة القرآن فضل وخير كثير.. اقرأ القرآن ولك بكل حرفٍ فيه حسنة، والحسنة بعشر أمثالها؛ بل من الممكن أن تختم القرآن كله في هذه العشر.. نعم صعب، لكن ليس مستحيلاً، اعتبر نفسك ستحج، كنت ستقتطع أسبوعين للحج، الآن اجعل ساعتين فقط يوميًّا لقراءة كتاب الله وبذلك تتمكن من ختم القرآن كله خلال هذه الأيام بإذن الله.
الوحدة بين المسلمين:
اذا كان الشعور بإحساس الأمة الواحدة من الأهداف الرئيسة للحج، ولن يتواجد هذا الشعور والخلاف والشقاق منتشر بين أجزاء هذه الأيام، فتجده بين أبناء البلد الواحد، والمدينة الواحدة، بل وبين أبناء البيت الواحد أحيانًا..
لذلك فقد تكون هذه الأيام العشر فرصة لغير الحاج ليجتهد في توحيد المسلمين في محيطه، وقد يساعدك في هذا الأمر أن تسعى لتحقيق هذه الأمور:

أولاً، بر الوالدين..فبرهما وطاعتهما مقدمة على كل شيء ما داما لم يأمرا بمعصية؛ وتذكر أنك تريد الحج حتى تدخل الجنة، والوالدان يمكنهما أن يدخلاك الجنة.

ثانيًا، صلة الرحم..فأنتبوصلك للرحم تكون أهلاً لأن يصلك الله عز وجل، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس الواصل بالمكافئ، لكن الواصل هو الذي إذا قطعت رحمه وصلها).

ثالثًا، الأصحاب والجيران، ودوائر المجتمع المحيطة بك، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من عاد مريضًا، أو زار أخًا له في الله ناداه مناد: أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً).

رابعًا: إصلاح ذات البين..ابحث فيمن حولك عمن بينك وبينه خلاف أو قطيعة، واجتهد أن تصلح ما بينك وبينه، بل واجتهد أن تصلح ما بين المسلمين من حولك أيضًا، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس، فيغفر لك عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا).
التقشف:
تعالوا نعش مع الحجاج معيشتهم في هذه الأيام.. تعالوا نأخذ من الحج درسًا عمليًّا نطبقه في حياتنا في بيوتنا، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على أن يستشعر المسلمون حياة الحجيج حتى لو لم يذهبوا إلى مكة؛ ولذلك قال فيما ترويه أم سلمة رضي الله عنها: (إذا دخلت العشر، وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يمس من شعره وبشره شيئًا)، ليس مهمًّا أن نلبس أفخم الثياب، أو نأكل أفضل الأكل.. لكن المهم أن نغتنم كل لحظة وكل دقيقة من هذه الأيام في طاعة الله سبحانه وتعالى.
– ذبح الأضحية:
وهي من أعظم القربات إلى الله عز وجل، وهي مما يُشعر المسلم بجو الحج تمامًا.. ويكفي أن أذكر هنا حديثين للنبي صلى الله عليه وسلم، أولهما قوله: (ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله تعالى من إراقة دم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها، وأظلافها وأشعارها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض.. فطيبوا بها نفسًا).
الحديث الثاني رواه ابن ماجه أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوه: يا رسول الله، ما هذه الأضاحي؟ قال: (سنة أبيكم إبراهيم)، قالوا: فما لنا فيها يا رسول الله؟ قال: (بكل شعرة حسنة)، قالوا: فالصوف يا رسول الله؟ قال: (بكل شعرة من الصوف حسنة).

الصدقـات:
الإكثار من الصدقة في هذه الأيام المباركة له فضله وأجره، قال تعالى:
[وما تنفقوا من خيرٍ فلأنفُسِكُم ومـا تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خيرٍ يوفَّ إليكم وأنتم لا تظلمون].
فهذه الأيام أيام سعادة، وفقراء المسلمين في أمس الحاجة إلى السعادة في هذه الأيام.. فأكثر من النفقة واحتسب أجرك عند الله، ولا شك أن الأجر مضاعف في هذه الأيام.. وتذكر أن الحاج ينفق من ماله الشيء الكثير في الحج، ولا بد على من لم يحج ويريد أن يفوز بالأجر والثواب أن يتنافس معه قدر استطاعته، كلٌ بمقدرته (اتقوا النار ولو بشق تمرة).تلك -أيها الإخوة الكرام- عشرة كاملة: عشر واجبات في عشرة أيام، أعتقد أنه من خلالها يجد المرء بديلاً مناسبًا من أعمال الخير إذا لم يحج، وهي أعمال علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليثبت لنـا فعلاً أن الحج ليس للحجاج فقط، بل ينعكس أثره على الأمـة الإسلامية بكاملها.

وأخيرًا..
كلمتي للمخلصين من أبناء هذه الأمة الذين لم يكتب لهم الحج بعد: لا تحزن يا أخي، فقد جعل الله لك عوضًا عن ذلك؛ لا تحزن إن لم تكن مستطيعًا، فالله لا يكلف نفسًا إلا وسعها؛ لا تحزن فقد يكتب الله لك أجر الحجاج.. وزيادة، بنيتك الصادقة وشوقك الحقيقي ولهفتك غير المصطنعة.
ولكن إلى أن يكتب الله عز وجل لك حجًّا لا تضيع وقتًا.. قد فتح الله عليك أبواب الخير على مصراعيها، فأعمال الخير لا تنتهي، وأبواب الجنة لا تغلق في وجه طالبيها، ورحمة الله واسعة.

وأقول…
ليُقِم كل منا جبلاً لعرفات في قلبه، وليدعُ الله وقتما شاء.. ليرجم كل منا الشيطان في كل لحظة من لحظات حياته.. ليتخفف كل منا من دنياه، فما بقي من الدنيا أقل بكثير مما ذهب.. ليصلح كل منا ذات بينه وليسامح إخوانه، ويحب الخير لكل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
أسأل الله تبارك وتعالى حجًّا مبرورًا لكل من كتب له الحج، وعملاً صالحًا مقبولاً لمن لم ييسر له الحج.

[/BACKGROUND]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

خشيت أن يقال – في الاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

صلى الله عليه وسلم

( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
(آل عمران:104)

جيل لن يتكرر

أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه

‏قال عمر: ما هذا ؟

‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا

‏قال: أقتلت أباهم ؟‏قال: نعم قتلته

‏قال : كيف قتلتَه ؟

‏قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً، وقع على رأسه فمات …

‏قال عمر : القصاص …. ‏الإعدام ..

قرار لم يكتب …

وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ،

لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟

هل هو من أسرة قوية ؟‏

ما مركزه في المجتمع ؟

كل هذا لا يهم عمر – رضي الله عنه – لأنه لا‏يحابي ‏أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ،
ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص منه ..


قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة،
لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ،
فأُخبِرُهم ‏بأنك ‏سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ،
والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا

قال عمر : من يكفلك

أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟

‏فسكت الناس جميعا ً،

إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ،

فكيف يكفلونه !!

وهي كفالة ليست على عشرة دنانير،

ولا على ‏أرض ،

ولا على ناقة ،

إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ..

ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟

ومن يشفع عنده ؟

ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟

فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ،

لأنه ‏وقع في حيرة ،

هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ،
فيضيع دم المقتول ،

وسكت الناس ، ونكّس عمر‏رأسه ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟

‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..


قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!

‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته

وزهده ، وصدقه ، وقال : ‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله

قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا !

‏قال : أتعرفه ؟

‏قال : ما أعرفه ، قال : كيف تكفله ؟

قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ،

فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاء‏ الله

‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!

‏قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين …

فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع‏ أطفاله وأهله ،
وينظر في أمرهم بعده ،ثم يأتي ،
ليقتص منه لأنه قتل ….

‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ،

وفي العصر ‏نادى ‏في المدينة : الصلاة جامعة ،

فجاء الشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر

‏وجلس أمام عمر ، قال عمر : أين الرجل ؟

قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!

‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها، وسكت‏ الصحابة واجمين ،
عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله .

‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد‏ لكن هذه شريعة ،

لكن هذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ،

لا يلعب بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ،

ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان…

وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ،

فكبّر عمر ،وكبّر المسلمون‏ معه


فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ،
ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك !!

‏قال : يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !!

ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،وجئتُ لأُقتل ..

وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس

فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته ؟؟؟

فقال أبو ذر :

خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس

‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان ؟

قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه ..

وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !

‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ….. ‏

جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ،

وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ‏ يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته،

وجزاك الله خيراً أيها الرجل ‏لصدقك ووفائك …

‏وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك ….

قال أحد المحدثين :

والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت سعادة الإيمان ‏والإسلام في أكفان عمر!!.




همسة صدق العطاء :

الكتاب الذي تقرأه لأول مرة
وتتفاجأ بما فيه رغم أنك أنت ( مؤلفة )
هو : ( كتابك ) يوم القيامة !
فأحسن تأليفه

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

نصائـح للـذين يسرحــون فـي الصــلاة مهم جدا

نصائــــــــح للـذين يسرحــون فـي الصــلاة ( مهم جدا )

قال تعالى (( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر))
فكيف نحد من مشكلة {{السرحان}} في الصلاة…؟
::إليكم النصائح::
::بـــدايــــةً ::
::الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم::
::ثم البسملة ( وليكن ذلك نابعا من القلب وليس تأدية فرض )::
::ويستحسن قبل الوضوء أيضا ::
::ان تشعر بخشية وتقوى الله ::
::واستحضار حب الله سبحانه وتعالى ::
::تجميع التركيز فى بؤرة التعبد ::
" اى انك تصلى لله ، فكن مع الله "
استحضار حب الرسول " صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم "
::وتذكر ان صلاتك ستعرض على الله ورسوله والمؤمنين ::
::فكيف تحب ان تكون صلاتك حينئذٍ !! ::
::عند الدخول فى الصلاة وقراءة القرآن " الفاتحة " ::
::والسور الصغيرة او ما يقرأ بعد الفاتحة ::
::تأمل آيات الله وتفكر بها ::
::فالفاتحة هى السبع المثانى الذى أهداها الله لرسوله الحبيب ::
::فلها مكانة عظيمة فى القرآن ،، فهى أم الكتاب ::
::وهى أيضا دعاء ومناجاة عظيمة للخالق عز وجل ::
" اهدنا الصراط المستقيم "
::قبل الدخول فى الصلاة ::
::أزح عن فكرك وكاهلك كل أمور الدنيا الفانية ::
::وتذكر انك تقف أمام الله الواحد الأحد وليكن ذلك بقولك::
::" لا إله الا الله وحده لا شريك له ،، له الملك وله الحمد ::
::وهو على كل شىءٍ قدير " لا تدع أمرا معلقا قبل دخولك الصلاة ::
::فمثلا لا تتركى أختى المسلمة شؤون المنزل المعلقة ::
::او مثلا إطعام زوجك او طفلك ثم تبررين ذلك بالصلاة فى ميعادها !! ::
::واخى المسلم لا تترك ضيوفك مثلا او متجرك مفتوحا ثم تذهب
للصلاة !! ::
::تذكر ان وقت الصلاة ممتد ::
::وصلاة الفرد وانت خالى الذهن إلا من حب الله ::
::أفضل من صلاة الجماعة وانت مشغول الفكر ::
::والأفضل ان ترتب أمورك حتى تلحق بركب صلاة الجماعة::
::وانت على اتم استعداد وتهيؤ لملاقاة الله !! ::
::من المستحسن الدعاء أثناء السجود ::
::والمناجاة والندم على ذنوب ما قبل الصلاة ::
::فكلما أطلت السجود والدعاء ، زيح عن كاهلك عبء الذنوب ::
:::ومن الأفضل ان يكون دعاءك " مناجاة " او " توبة " :::
::حين تهم بالتفكير فى شىء ما او تنشغل بأمر فاني ::
::فأسرع بالرجوع إلى طريق صلاتك::
::ولا تزغ عينيك عنه حتى لا تزل قدمك ::
::أكثر من الصلاة على محمد " صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم " ::
::أثناء الدعاء او السجود ::
::فقسما بالله لو عرفت مقدارها لما فارقت لسانك::

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

هل تعلم لمن يضحك الله عزوجل في الدنيا اسلاميات

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

منقبة عظيمة .. ومزية كريمة .. يا احبابي الكرام من ضحك الله اليه .. فلا عذاب عليه
> > هل تعلمون .. من هو
> >
> > صاحب .. الحظ الكبير الذي يضحك الله له ؟؟؟
> >
> >
> > انهم اصحاب الهمم .. الذين قاموا جميع الدجى على قدم الاعتذار .. ثم تساندوا الى رواحل
> > البكاء
> > والاستغفار .. رفعوا رسائل الخضوع والانكسار .. فعاد جواب الابرار .. من اللطيف القهار …
> >
> > وقد اخبرنا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام .. ان
> > المولى تعالى يضحك لقائم الليل .. ويستبشر به
> > رضا وفرحا .. بقيامه له في الظلام .. والناس نيام .. فطوبى لك يا قائم الليل .. بهذا الثواب العظيم…
> >
> >
> > عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ‘ الا ان الله يضحك لرجلين : رجل قام في ليلة باردة من فراشه
> > ولحافه ودثاره.. قتوضأ ثم قام الى الصلاة
> > .. فيقول الله عزوجل لملائكته : ما حمل عبدي هذا على ما صنع ؟
> > فيقولون : ربنا رجاء ما عندك .. وشفقة مما عندك .. فيقول : فاني قد اعطيته ما رجا ..
> > وامنته مما يخاف ‘
> >
> > اعزائي : عسى الله ان يجعلنا جميعا من قوم قال عنهم الشاعر :
> >
> > لله قوم شروا لله انفسهم . . . فاتعبوها بزجر الله ازمانا
> > اما النهار فقد وافوا صيامهم . . . وفي الظلام تراهم فيه رهبانا
> > ابدانهم اتعبت في الله انفسهم . . . وانفس اتعبت في الله ابدانا
> > ذابت لحومهم خوف الحساب غدا . . . وقطعوا الليل تسبيحا وقرانا
> >
> >
> > اخواني احباب في الله .. نعم الرجل عبدالله .. لو كان يصلي من الليل ؟؟؟
> > وخير خلق الله
> > من سار على سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم

تحياتي

كلي شموخ ومهابه

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

الإيـمـان -8- اسلاميات

الإيـمـان

– 8-

الاستاذ:
عبد المجيد الزنداني

الأسماء الحسنى
لله الأسماء الحسنى ، وله تسعة وتسعون اسماً ، من أحصاها دخل الجنة، وله أسماء أخرى غيرها ، كما جاء في الحديث .
قال تعالى : ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ (الأعراف: 180) . ومن الأسماء الحسنى :
"الواحد ، الأحد الصمد(17)، القيوم(18)، الخالق، المصور ، الرحمن ، الرحيم ، اللطيف ، الرزاق ، الواسع(19)، العظيم ، العزيز(20)، الحكيم ، العليم ، الحافظ ، الهادي، المحيي ، المميت ، الوارث(21).
شهادة أن محمداً رسول الله
ـ الأدلة البينة على صدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم :
يؤكد الله رسله بالبينات الدالة على صدق رسالتهم حتى لا يكذبهم الناس، قال تعالى : ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ﴾ (22)، ولقد أيد الله محمداً صلى الله عليه وسلم ببينات واضحة وأدلة قاطعة معجزة منها :

ـ البينة (المعجزة) القرآنية :
لقد جعل الله معجزة محمد صلى الله عليه وسلم دائمة لتقنع الناس جميعاً إلى يوم القيامة ، وجعل القرآن الكريم أقوى المعجزات ، وحفظه سبحانه من التحريف، قال تعالى : ﴿ أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنْ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ﴾ (23) (هود: 17) .
ولهذه البينة القرآنية أوجه توضح إعجاز القرآن نذكر منها:

ـ فصاحة القرآن وعظمته الدائمة :
القرآن مكون من أحرف الهجاء (أ ، ب ، ت ، ث) وكلام الناس مكون من نفس الأحرف ، لكن فصاحة القرآن أعجزة الإنس والجن ، على أن يأتوا بمثل أقصر سورة منه ، فأنت إذا سمعت خطبة فصيحة ، أو قصيدة بليغة ، أعجبتك ، سرعان ما تصبح هذه الخطبة أو القصيدة بالية في سمعك إذا كررت عليك لأنه ما من كلام بشر إلا وهو يبلى إذا كرر .
ولكن ، كم يقرأ المسلمون الفاتحة ، والسور القصار؟ وكم يختم الدارس للقرآن كتاب الله ، ويعيده ، فما أحس قارئ للقرآن أن الفاتحة أو أي سورة قد أصبحت بالية ، فعلى أي شيء يدل هذا؟ لا شك أن هذه الظاهرة تشهد لكل عاقل أن القرآن كلام الله ، الذي لا يبلى .
ولقد تحدى القرآن من ارتاب في صدقه أن يأتي بسورة من مثله ، قال الله تعالى : ﴿وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ(24) مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ(23)فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾ (البقرة: 23، 24) .

ـ إخبار القرآن بالغيب :
الغيب لا يعلمه إلا الله ، ولقد أخبر القرآن بغيوب كثيرة ، فكان هذا دليلاً على أن القرآن من عند الله ، وأن محمداً الذي بلغ القرآن للناس رسول الله ومن هذه الأخبار الغيبية :
1 ـ عندما انتصر الفرس وهم عباد أوثان على الروم وهم أهل كتاب في فلسطين فرح المشركون في مكة، وتوعدوا المسلمين بمصير كمصير الروم ، فساء ذلك المؤمنين فأنزل الله قوله : ﴿ الم(1)غُلِبَتْ الرُّومُ(2)فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ(3)فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ(4)بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ(5)وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (الروم:1-6).
وعندما نزلت هذه الآيات رددها المسلمون ، وتهكم بما وعدت به الكافرون، وتصدى كافر لأبي بكر رضي الله عنه يراهنه على أن الفرس ، لن تنهزم في المدة التي حددتها الآيات بكلمة (بضع سنين) ، وهي مدة تمتد من ثلاث سنوات ، إلى عشر ولا تزيد ، فقبل أبو بكر الصديق الرهان قبل تحريم الرهان، وسمح الرسول صلى الله عليه وسلم بمضي الرهان ، ووقف الكافرون مع الكافر الذي دخل الرهان ، كما وقف المسلمون ينتظرون تحقيق وعد الله، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (فإن البضع ما بين الثلاث إلى التسع)(25) ، ووضعت النبوة أمام امتحان ، فقد جاء الخبر الإلهي بانتصار الروم المهزومين ، وليس هناك من الدلائل ما يدل على أنهم ينتصرون ، وحدد الموعد بأقل من عشر سنين، وكان الخبر بصيغة لا تقبل التأويل ﴿ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (الروم : 6) ، والكفار جميعاً يعلمون أن محمداً من أعقل الناس، ولا يمكن أن يورط نفسه في مثل هذا الامتحان ، لو لم يكن في غاية الثقة من ربه وتصديقه له .

لذلك ما مرت سبع سنوات حتى تحقق وعد الله ، وفرح المؤمنون، وظهر صدق الرسول صلى الله عليه وسلم فآمن جمع من الناس، ودخلوا في دين الله .
2 ـ لقد كانت المحاولات كثيرة جداً ، لاغتياله صلى الله عليه وسلم من المشركين ، ومن اليهود ، عن طريق الحرب ، وعن طريق المؤامرة ، ومع ذلك فقد نزل قرآن ، يعد رسول الله بأن أعداءه لن يصلوا إليه ، قال تعالى : ﴿وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ﴾ (الإسراء: 60) وقال سبحانه : ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ﴾ (المائدة: 67) وبعد نزول هذه الآية ، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة الذين كانوا يحرسونه ، فقال : ( يا أيها الناس انصرفوا عنا فقد عصمنا الله عز وجل)(26) .
ولقد كثرت المؤامرات ، ولكن الله سبحانه أحبطها ، تحقيقاً لوعده ، ولقد استشهد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة من الخلفاء ، الأربعة الراشدين والإسلام قوي ، والكفر مندحر ، وأسباب الأمن متوفرة للخلفاء ولم تكن متوفرة في عهد الرسول ، لكن الدفاع الإلهي ، هو الذي نجى رسوله الذي وثق بوعد ربه ، فمضى في دعوته ، وصرف حرسه ، فصدقه الله ما وعده .

3 ـ لقد كان الرسل يتعاقبون على الأرض ، ولكن منذ أن ظهر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم انقطع الرسل ، وذلك تصديقاً لقول الله سبحانه : ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ (الأحزاب : 40) . فهذا خبر غيبي صدقته القرون التي جاءت بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم تشهد بأنه لا نبي آخر بعد خاتم الأنبياء .

ـ الإعجاز العلمي الحديث للقرآن :
قال تعالى : ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ ( فصلت : 53) .
لقد تحقق الوعد من ربنا في هذا الزمان ، فرأى الكافرون الذين لم يتبينوا الحق آيات الله في آفاق المخلوقات، وما رأوا تلك الآيات والأسرار إلا بأدق الأجهزة والوسائل كالطائرات والغواصات ، والتي لم يملكها الإنسان إلا في هذا الزمان ، فكان لهم في ذلك بينة بأن الله هو الذي أخبر محمداً صلى الله عليه وسلم عن هذه الأسرار في الخلق ، يوم لا أجهزة بحث علمي ، ولا طائرات ، ولا غواصات ، فكان هذا لوناً جديداً من إعجاز القرآن ، يبين للكافرين اليوم صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق هذا الدين ، ومن أمثلة ذلك:
1- ما كان أحد يظن أن أصل السماء ونجومها ، وكواكبها هو الدخان ، حتى تقدمت أجهزة البحث العلمي ، وشاهد الباحثون بقايا الدخان ، لا تزال تتكون منه النجوم إلى يومنا هذا ، والله يقول : ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ (فصلت: 11) .
2- وكشف الباحثون الآن : أن نجوم السماء لا تزال تخلق ، وأن مدن النجوم يتباعد بعضها عن بعض ، وبهذا عرف أن السماء لا تزال تتسع ، قال تعالى : ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ(27) وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ (الذاريات : 47) .
3- وكشف الباحثون أخيراً : أن القمر كان مشتعلاً ثم انطفأ ، ومحي ضوؤه، وأن النور الذي يخرج منه في الليل ليس إلا انعكاساً من سراج آخر ، هو الشمس ، والله يقول : ﴿ .. فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً ﴾ (الإسراء : 12) ، قال المفسرون : ( آية الليل القمر وآية النهار الشمس) ، وقال ابن عباس رضي الله عنه : (كان القمر يضيء كالشمس) . وقال المفسرون : ﴿فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ﴾ أي طمسنا ضوءها . ثم ذكر القرآن القمر وسراجه ، فقال تعالى : ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا﴾ (الفرقان : 60) انظر : قال الله : ﴿ سِرَاجًا ﴾ , ولو كان القمر يضيء ، لقال الرحمن : (سراجين) ولم يقل: سراجاً .
4- وكان الناس يظنون : أن من صعد في السماء تنفس الهواء العليل ، فلما صنع الإنسان الطائرات الحديثة وصعد في السماء ، وجد : أن من صعد في السماء؛ يضيق صدره ، ويبلغ أشد درجات الضيق بسبب أن الهواء ينقص كلما صعد الإنسان في السماء ، والله يقول ﴿ فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ﴾ (الأنعام: 125) .
5- وما كان أحد يتصور أن الجبال تخرق الأرض ، كالأوتاد ، حتى اكتشف الدارسون ، أن تحت الطبقة الأرضية الصلبة ، التي نعيش عليها ، طبقة لينة لزجة تحتها ، وأن تحت كل جبل ، جذراً يغوص في هذه الطبقة اللينة ، فيمسك الأرض الصلبة ، التي نعيش عليها ، من أن تضطرب من تحتنا ، بسبب لين ما تحتها ، والله يقول : ﴿ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾ (النبأ : 7). ويقول : ﴿ وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ ﴾ .
6- واكتشف الدارسون : أن الماء إذا نزل أخرج النبات ، وأن النبات يخرج مادة خضراء اللون ، هي التي تصنع فيها الحبوب والثمار ، ومن هذه المادة الخضراء تخرج الحبوب ، والثمار ، والله يقول : ﴿ وهو الذي أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضراً نخرج منه حباً متراكباً ﴾ (28) (الأنعام : 99) .
7- واكتشف الباحثون أن في النباتات جميعاً زوجية (ذكر وأنثى) وما كان أحد يعلم ذلك من قبل . والله يقول : ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ﴾ (يس: 36) .
8- واكتشف الأطباء أن الأعصاب التي تتألم بحريق النار وشدة البرد توجد في الجلد فقط ، كما تتركز باقي أعصاب الإحساس في الجلد مما يجعل الإنسان يتألم عند دخول إبرة الطبيب في منطقة الجلد ، فإذا غارت في اللحم تلاشى الألم ، وقد بين القرآن أن الألم بالحرق يكون في الجلد ، في قوله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ(29) جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ (النساء: 56) .
9- واكتشف الدارسون أن اللبن في الأنعام يستخلص من بين الفرث في الأمعاء الدقيقة ، فتبقى الفضلات التي تخرج في صورة بعر ، وغيره ، بعد أن كانت كلها فرثاً سائلاً ، ثم تدخل المواد الغذائية في الدم ، ثم يستخلص اللبن من الدم في الضروع ، والله يقول : ﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ(30) لبناً خالصاً سائغاً للشاربين﴾ ( النحل : 66 ).
10- ما كانت البشرية تعرف أن في البحر موجاً داخلياً غير الموج السطحي ، وما كان الناس يعلمون أن في أعماق البحار ظلمات ، فجعل الله للأسماك سرجاً تنير لها في تلك الظلمات ، وما كان أحد يعلم أن الموج بسطحه المائل يشتت الضوء الذي يسقط عليه من أعلى فيكون بذلك ظلمة كما تفعل السحاب في منع بعض الأشعة ، من النفاذ إلى أسفل ، لكن كل هذه الأسرار قد ذكرها الله في آية واحدة، قال تعالى : ﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ (31) (النور : 40) .
هذه الأسرار وغيره في أعماق السماء ، وأعماق الماء ، وباطن الأرض ، وبطون الأنعام ، وجوف النبات ، وفي تركيب الإنسان ، ما عرفها الإنسان إلا في هذا الزمان ، بعد أن صنع أدق الآلات ، التي تمكن بها من معرفة هذه الأسرار.
فمن كشف لمحمد صلى الله عليه وسلم قبل ألف وأربعمائة عام ، يوم لا طائرات ، ولا غواصات ، ولا مخترعات علمية ؟! إن هذا كله يشهد لكل عاقل ، في أمريكا أو روسيا ، في الهند أو الصين ، في أوروبا أو استراليا ، أن هذا القرآن نزل بعلم الله ، قال تعالى : ﴿ قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ (الفرقان : 6) كما يشهد لكل عاقل ، أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

تأملات قرانيه اسلاميات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
من قراننا العظيم نستلهم العبر ونأخذ بلاغة الكلمه وجمال الاسلوب
وهنا أحبتي قطفت لكم شيئا من المعاني القرانيه لنعش بظلالها
1- في قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام: ((قال ربي اشرح لي صدري )) الى قوله (( كي نسبحك)) وقوله على لسان زكريا عليه السلام: ((فهب لي من لدنك وليا)) أدب من آداب الدعاء، وهو نبل الغاية، وشرف المقصد، وقريب منه قوله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم اشف عبدك فلاناً ينكأْ لك عدواً، ويمشِ لك إلى صلاة)).

2– قوله تعالى: ((فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)) يفيد أن القلوب لا تجتمع إلا على من كان رفيقاً، رحيماً، ليناً، وأنها لا تُقْبِلُ على صاحب القلب القاسي وإن بلغ ما بلغ من العلم والجاه.

3- في قوله تعالى: ((قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لاينبغي لاحد من بعدي)) أدب من آداب الدعاء، وهو الطموح، وعلو الهمة، وعِظم الرغبة.
فسليمان عليه السلام لم يكتفِ بسؤال الله المغفرة، ولكنه لكِبَرِ نفسه، وعلو همته، وعلمه بسعة فضل ربه سأله مع ذلك مُلْكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعده.
فكانت النتيجة أن أجاب الله دعاءه، وسخر له الريح، والشياطين، وإن له في الآخرة لزلفى وحسن مآب.

4-في قوله تعالى: ((رب اغفر لنا ولاخوننا الذين سبقونا بالايمان)) إشارة إلى أنه يَحْسُن بالداعي إذا أراد أن يدعو لنفسه ولغيره أن يبدأ بنفسه ثم يثنِّي بغيره.
ولهذا الدعاء القرآني نظائر كثيرة من الكتاب والسنة.

5-في قوله تعالى:((واستبقا الباب )) مشروعية الفرار من الفتن مهما بلغ الإنسان من العلم، والدين، والعقل.

6- في قوله تعالى:(( وخلق الانسان ضعيفا)) بيان لضعف
الإنسان الجِبِلِّي، وفيه إرشاد له بألا يغرر بنفسه؛ فيلقي بها في

مواطن الفتن؛ ثقة بعلمه، ودينه؛ فمن حام حول الحمى أوشك أن يرتع

فيه.
7- في قوله تعالى: (( وأمرأهلك بالصلاة واصطبر عليه

لانسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى)) عزاءٌ لمن يلاقي ما

يلاقي من جَرَّاء أَمْرِهِ أَهْلَهُ بالصلاة، وإيقاظهم لها خصوصاً صلاة

الفجر؛ فقوله ((واصطبر)) أبلغ ما يكون من العبارات، ولا تغني

عنها في هذا السياق لفظة أخرى؛ لما فيها من معنى المثابرة،
والاستمرار على هذه الخصلة؛ كيف وقد ختمت تلك الآية بضمان
الرزق، وحسن العاقبة لمن كان هذا شأنه؟
فيالها من آية تبعث الرَّوح، وتمد الإنسان بالصبر، واليقين.
هذه بعض صور بلاغة القران واعجازه والامثله على ذلك تطول
لكم جل الاحترام

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

كيفية صلاة العيد اسلاميات

كيفية صلاة العيد.. خطوة.. خطوة..

د. صلاح الدين أرقه دان

تجب صلاة العيد على كل من تجب عليه صلاة الجمعة.
ووقتها من بعد طلوع الشمس وارتفاعها وإلى زوالها (الزوال تعامد الشمس مع الأرض وسط النهار: قبيل وقت صلاة الظهر).
ولا سنة قبلها ولا سنة بعدها.
ولا أذان لها ولا إقامة، وإنما ينادى لها (الصلاة جامعة).
ويسن التكبير من غروب شمس ليلة العيد إلى صلاة العيد،قال تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة/185]. ومن الصيغ الواردة في التكبير: (الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد). وهي تكبيرات جبريل وشكر إبراهيم بفداء إسماعيل (عليهم السلام).
ويسن التكبير في عيد الأضحى عقب الصلاة إلى عصر آخر أيام النحر بخلاف الفطر، إذ لا تكبير بعد الصلاة.
ومن المستحسن أن يذكّر الإمامُ المصلين بكيفية أدائها.
وصلاة العيد ركعتان؛ يكبر قبل القراءة في الأولى –غير تكبيرة الإحرام- سبع تكبيرات، وفي الثانية –غير تكبيرة الرفع من الركوع- خمس تكبيرات. وتكبيرات الزوائد عند الأحناف ثلاث تكبيرات في الأولى قبل القراءة وفي الثانية بعدها. ويرفع يديه عند كل تكبيرة، ويقرأ بعضهم بينها (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر).
ويسن أن يقرأالإمام فيها جهراً بعد الفاتحة سورة (الأعلى) أو سورة (ق) في الركعة الأولى و(الغاشية) أو سورة (القمر) فيالثانية.
وتكون الخطبتان بعد الصلاة، ولا بأس لأصحاب الأعذار والأشغال التي يحتاجها الناس كاللحامين ورجال الأمن من الخروج إلى أعمالهم بعد الصلاة، وسماع الخطبتين أفضل.
ومن السنة المؤكدة خروج النساء إليها، فعن أم عطية (رضي الله عنها) قالت: أمرنا رسول (الله صلى الله عليه وسلم) أن نخرجهن في الفطر والأضحى: العوائق والحيّض وذوات الخدور, فأما الحيّض فيعتزلن المصلى, ويشهدن الخير ودعوة المسلمين, قلت: يا رسول الله، إحدانا لا يكون لها جلباب؟ فقال (صلى الله عليه وسلم): (لتلبسها أختها من جلبابها) [متفق عليه].
وتسن صلاتها في الفلاة، وهو ما كان عليه العمل في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وفضّل الحنفية صلاتها في المساجد الجامعة، خاصة إذا لم يأمن المصلون على أنفسهم من ريح أو مطر أو ثلج أو وحل إلخ..
وأذكر نفسي وإخواني بما ورد في هذه الصفحة سابقاً من أعمال ليلة العيد ويومها:
o الاغتسال والتطيب (المرأة لا تطيب).
o أكل شيء من التمر وتراً (ثلاثاُ أو خمساُ أو سبعاُ إلخ) قبل الخروج إلى الصلاة.
o إخراج زكاة الفطر قبل الصلاة لمن لم يخرجها بعد.
o الخروج إلى الصلاة من طريق والعودة من طريق آخر.
o التوسعة على الأهل والأولاد والمساكين.
o تبادل التهنئة والدعاء يوم العيد.
o صلة الرحم، ولو كانوا قاطعين له، فخيرهم من بدأ بالصلة.
o تصفية القلوب، وترميم العلاقة بينه وبين الناس، وتجديد العهد مع الله تعالى.

والله تعالى أعلم وأحكم
منقول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده