التصنيفات
اسلاميات عامة

تجارة شهر رمضان الرابحه – في الاسلام

أخي /اختي :شهر رمضان شهر الحسنات .. الصائم فيه بين حسنه

ماضيه وحسنه قادمه !

وسأذكركم بدرهـ من درر رمضان وبباب من ابواب الخير قليل من

يلجه ..
أتدرون ماهي هذه الدرهـ ؟؟ !!

انهـا (الصدقه في رمضان !) غنيمه بارده من غنائم هذا الشهر

المبارك !

وإياكم ان تفهموا ان هذا الفضل لا يبلغه الا اصحاب الملايين ! بل انتم

من اهله

بقليل تجود به نفسكم !وإليكم البشارهـ قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم : (( من فطر صائماً كان له

مثل اجرهـ , غير انه لاينقص من اجر الصائم شيئاً ))

إنه : (شهر الجود) واهل الجود والصدقه فيها من الفائزين بتلك الدرهـ

الرمضانيه ..

ومن المتخلقين بخلق يحبه الله تعالى ..قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم (( ان الله كريم يحب الكرماء , جواد يحب الجودة ,

يحب معالي الاخلاق ويكرهـ سفاسفها ))

اخي / اختي : هل تذكرتم بر المساكين وانتم في( شهر الجود) ؟؟ !!

هل تذكرتم الإحسان الى الضعفاء وانتم في (شهر الرحمه) ؟؟ !!

سئل بعض السلف : لم شرع الصيام ؟؟

قل لي أيها الموفق-ألا ترى كيف يقلق الجوع الحشى؟ !

ألا ترى كيف ييبس الظمأ العروق؟ !

فإن كان هذا حالك شهرا واحدا ,فكيف بمن هذا حاله عامه كله !

وهاهو شهر الجود يدعوك إلى الجود..وهاهو شهر الرحمة يدعوك إلى

رحمة الضعفاء..

فهل انت من الملبين لهذا النداء ؟ !

*كان ابن عمر رضي الله عنهما يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين,فإذا

منعهم اهله عنه ,

لم يتعش تلك الليلة ! وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه ,أخذ

نصيبه من الطعام,وقام فأعطاه السائل !

فيرجع وقد أكل أهله مابقي في الجفنة,فيصبح صائما ولم يأكل

شيئا !

*وجاء سائل إلى الإمام أحمد ,فدفع إليه رغيفين كان يعدهما

لفطره ,ثم طوى وأصبح صائما !

*وكان الحسن البصري يطعم إخوانه وهو صائم تطوعا, ويجلس

يروحهم وهم يأكلون !

اخي المسلم :اجعل من شهر رمضان واعظا لك ..ومذكرابآلام

الضعفاء ..

فإن رمضان مدرستك ..فإياك أن تكون من الفاشلين فيها !

وتقبل الله صيامي وصيامكم ..وأعانني وإياك على طاعته في صباحي

وصباحك ..

ومسائي ومسائك ..

والحمد لله تعالى دائما .. والصلاة والسلام على نبيه وآله وصحبه

دائبا ..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

بكلمةٍ واحدةٍ يصطفّ المسلمون .. من إيميلي…

عرض بعض الدعاة على رجل أمريكي مشهد حي للحرم المكي

وهو يعج بالمصلين قبل إقامة الصلاة،

ثم سألوه: كم من الوقت يحتاج هؤلاء للاصطفاف في رأيك؟

فقال: ساعتين إلى ثلاث ساعات،

فقالوا له: إن الحرم أربعة أدوار،

فقال: إذن 12 ساعة،

فقالوا له: إنهم مختلفو اللغات،

فقال: هؤلاء لا يمكن اصطفافهم،

ثم حان وقت الصلاة فتقدم الشيخ السديس وقال: استووا، فوقف

الجميع في صفوف منتظمة في لحظات قليلة،

فانبهر الرجل وطلب التعرف على الإسلام

(((سبحان الله بكلمة واحدة جمعووا المسلمين …ان الله قادر على كل شي سبحانة ما اعظم شانة)))

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

حافظوا على الصلاة

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، خير نبي أرسله، أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى، أما بعد فيا عباد الله:
أرأيتم إلى جنودٍ ينتشرون في فلاةٍ واسعة الأرجاء، وينتثرون هنا وهناك في كل أطرافها وقد أنيطت بهم مهمة خطيرة، مما لا شك فيه أن نجاحهم في المهمة التي أنيطت بهم رهن بشبكة الاتصال بينهم وبين قائدهم الأعلى القابع في غرفة عملياته، فإن كانت شبكة الاتصال هذه موفورة وموجودة فإن ضمان نجاحهم في المهمة التي أنيطت بهم موجودٌ ومتحقق، وإلا فلا شك أن عاقبة أمرهم الخيبة بل ربما الهلاك، ونحن إنما نريد أن نتحدث هنا عن شبكة الاتصال التي ينبغي أن تكون سارية بين عباد الله عز وجل في الأرض ومولاهم وخالقهم الذي لا يحده زمان ولا مكان، إن وجدت هذه الشبكة، وتحققت الصلة من جرَّائها بين عباد الله عز وجل ومولاهم وخالقهم تحقق لهم النصر، وتحققت لهم السعادة، وأكرمهم الله عز وجل بالأمن والرخاء في عاجل دنياهم وآجل أخراهم، وأما إن انقطعت مما بينهم وبين الله هذه الشبكة فلا ريب أن مآلهم إلى الخسران.
ولكن ما هذه الشبكة يا عباد الله؟ إنها شيءٌ واحد، هو الصلاة التي كم وكم يُذَكِّرُنَا بها بيان الله سبحانه وتعالى في محكم تبيانه، وكم وكم يحدثنا عن خطورة هذه الشبكة ومدى أهميتها، وإنا لنقرأ جميعاً كتاب الله عز وجل، وتمر بنا الآيات الكثيرة التي ينبهنا الله عز وجل من خلالها إلى أهمية هذا الركن، بل أهمية هذه الشبكة التي تصل بين عباد الله عز وجل المتناثرين في الأرض وبين مولاهم وخالقهم جل جلاله، ألا يكفي من ذلك قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً}[النساء:4/103] ؟ أم ألا يكفي قول الله عز وجل: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة:2/45] ؟ بل أما يكفي من ذلك كله قول الله سبحانه وتعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي}[طـه:20/14]! أقم الصلاة لكي تكون فاتحةَ ذكرك لي، أقم الصلاة لكي تكون فاتحةَ ذكري لك، وأعتقد أننا لسنا بحاجة إلى أن نستعرض سائر الآيات المذكّرة بضرورة سريان هذه الشبكة بيننا وبين مولانا وخالقنا سبحانه وتعالى.
عباد الله، إن كنت أعجب لشيء فإنه ليشتد عجبي ممن يزعم أنه مؤمن بالله، ويزعم أنه معظم لله عز وجل وحرماته، وأنه محب لله سبحانه وتعالى، فإذا ذُكِّرَ بهذه الشبكة، شبكة الوصل بينه وبين الإله الذي يزعم أنه يحبه ويجله ويعظمه، إذا ذُكِّرَ بها أعرض عنها، بل أعرض عنها أيما إعراض، بل ربما دعا الآخرين أيضاً إلى أن يعرضوا عنها، يا عجباً.. نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا، هو الذي يقول: "جُعِلَتْ قرة عيني في الصلاة"، كيف يوجد مسلم مؤمن صادق في إيمانه بالله عز وجل، ثم تكون قرة عينيه في الابتعاد عن الصلاة، في الركون إلى ما يلهيه عن الصلاة؟!
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيما صح عنه لبلال مؤذنه رضي الله عنه: "أرحنا بها يا بلال"، وننظر فنجد أن في المسلمين كثيرين إذا دُعُوا إلى الصلاة شعروا بالتعب والجهد، ومن ثَمَّ يفرون من الصلاة إلى الراحة التي يتصورونها الراحة.
هذا ما أعجب له – يا عباد الله- كيف أكون محباً لمولاي وخالقي ويدعوني مولاي هذا إلى حضوره، إلى حضرته، إلى محاورته ثم لا أستجيب؟ يدعوني الله سبحانه وتعالى إلى حضوره حباً بي، إكراماً لي، عندما أكون متمتعاً بِذَرَّةٍ من الحب لهذا المولى ينبغي أن أقول بكل مشاعري، بكل عواطفي: لبيك يا مولاي، كم أنت حفي بي إذ لم تحجبني عنك وإذ دعوتني إلى الوقوف بين يديك، كم هي سعيدة تلك اللحظة بل كم هي باعثة للنشوة تلك الدقائق التي أقف فيها بين يدي الله عز وجل أخاطبه قائلاً: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:1/5] ، أدعوه قائلاً: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة:1/6] ويأتي الجواب وإن لم أسمعه بإذني، يأتيني الجواب من مولاي وخالقي: حباً وكرامة، سأعينك على ما قد عزمت عليه من التوجه إلي بالعبادة، سأهديك إلى سواء صراطي المستقيم، ولسوف أسعدك عن طريق الالتزام بهذه الصراط في دنياك التي تتقلب فيها، وفي الغد الذي أنت ستقبل إليه. كيف يدعوني الخالق إلى رحابه ثم أعرض عنه، ثم أبتعد عن هذه الدعوة وأنا أزعم أنني مؤمن به، أزعم أنني معتز بإسلامي؟ هذا شيءٌ عجيب يا عباد الله.
شيءٌ آخر ينبغي أن نتذكره جميعاً، إذا قام الناس غداً لرب العالمين ما إجازة المرور التي تجعل من موقف الحساب أمراً سهلاً ليِّنَاً بين يدي الله؟ إجازة مرورك هذه الصلاة، ما الإجازة؟ إجازة المرور التي تجعلك تسير على صراط الله عز وجل كالبرق الخاطف آمناً مطمئناً لا تخشى لهب النيران المتصاعد من حولك؟ إنها الصلاة، ما السيما التي تجعلك أمام الله سبحانه وتعالى ذا حقيقة لا ريب فيها، هي أنك عبد من عباد الله الطائعين له، هي أنك عشت حياتك في الدنيا وأنت متجه إلى الله بذل العبودية له؟ ما السيما التي تبرز هويتك هذه غداً عندما يدعى الإنسان إلى السجود فلا يتأتي له {وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ}[القلم:68/43] ؟ ما السيما التي تبرز هويتك أنك كنت في دار الدنيا ذاك الذي يقف بين يدي الله راكعاً ساجداً ملتجئاً مصلياً متعبداً؟ إنها الصلاة، إنها الصلاة يا عباد الله، ألم تقرؤوا قول الله سبحانه وتعالى:{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ}[الفتح:48/29]؟ قال العلماء: هذه السيما تكون يوم القيامة، بمقدار ما يكون العبد منتشياً في سجوده على الأرض المتربة لله سبحانه وتعالى يناجيه دون أن يراه، يحن إلى مولاه وهو محجوب عنه، تكون هذه السيما متلألئة على وجهه يوم القيامة، تكون هذه السيما هي عنوان مغفرة الله سبحانه وتعالى له مهما كان مقصراً، ألم تسمعوا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، وهو يؤكد أنه سيستقبل إخوانه الذين لم يرهم يوم القيامة على الحوض، قيل له: أو تعرفهم يا رسول الله؟ لم ترهم كيف تعرفهم؟ قال: :أرأيتم لو أن رجلاً له خيل غرٌّ محجلة وسَطَ خيول دهم بهم أفكان يعرفها؟" قالوا: نعم. قال: "فأنا أعرفهم غُرَّاً محجلين من آثار الوضوء"، هذا الوضوء الذي هو التمهيد إلى الصلاة، هذا الوضوء الذي هو التهيؤ للوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى.
أعود فأقول: يا عجباً لمن يزعم أنه مسلم حقاً، وأنه مؤمن بالله حقاً، وأنه محبٌّ لله، معظم لله كيف يفر من دعوة الله له إلى رحابه؟ كيف يفر من إكرام الله له إذ يدعوه إلى الوقوف بين يديه، يقول له: تعالى ناجني، كلمني أكلمك، أذكرني أذكرك.
عباد الله، هذه الشبكة حافظوا عليها، إن تمت المحافظة التامة عليها فاعلموا أننا أمة منتصرة، فاعلموا أننا أمة يكرمها الله بجمع الشمل، فاعلموا أننا أمة يكرمها الله بالقوة والغلبة، شكبة الاتصال هي الصلاة، ينبغي ألا تُحْرَمَ منها مؤسسة، ينبغي ألا تحرم منها دائرة مدنية أو غير مدينة أو عسكرية، صلة ما بيننا وبين الله هي الصلاة، صلة القربى التي نأمل أن تكون شفيعاً لنا ونحن مقصرون، آثامنا كثيرة، صلة القربى التي نأمل أن تكون شفيعاً لنا بين يدي الله عز وجل هي هذه الصلاة، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

المال في الحضارة الاسلامية – شريعة اسلامية

لم تكن الحضارة الإسلامية روحيةً فقط، أو أخلاقيةً بدون رخاء أو تكنولوجيا أو علم، وإنما كانت حضارةً جامعةً محيطةً؛ تحترم الحياة وتُلبي أشواق الإنسان وتطلعاته، تهتم بإيمانه وعقيدته، كما تهتم بمعاشه وواقعه، وتُغذي روحه وقلبه كما تُطعم بطنه وجسده، وتهتم بلباسه ومظهره كما ترعى أمانته وأدبه.

والإنسان المؤمن يزكيه نشاطه الحيوي، وعمله وجهده، وفي الأحاديث والآثار في هذه الحضارة ما يدفع إلى ذلك، ويرشد المسيرة الخيرة التي يحتاجها العالم.
عن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "نعم المال الصالح للمرء الصالح"( صحيح الأدب المفرد) المال الذي اكتُسب من حلالٍ وأُنفق في حلال يكون زيادةً في سعادة الأفراد والأمم، وقوة الشعوب والدول.

وروى الحسن عن سمرة بن جندب، قال رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "الحسب المالوالكرم التقوى".(سنن الترمذي)
وعن يحيى بن سعيد قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: "لا خير فيمن لا يريد جمع المال من حله، يكف به وجهه عن الناس، ويصل به رحمه، ويعطي منه حقه".

و قال أيضاً: "ينبغي للعاقل أن يحب حفظ المال في غير إمساك؛ فإنه من المروءة، يكف به وجهه، ويكرم نفسه، ويصل منه رحمه".
و عن القاسم بن محمد، قال: لما كان زمن عمر فكثُر المال، وحدثت الأعطية، وكف الناس عن طلب المعيشة، قال عمر: "أيها الناس.. أصلحوا معايشكم؛ فإن فيها صلاحًا لكم وصلة لغيركم".
ويروى أن يحيى بن سعيد بن المسيب ترك مالاً كثيراً فقال عند احتضاره: "اللهم إنك تعلم أني لم أجمعها – الدنيا – إلا لأصون بها ديني، وأصل بها رحمي، وأكف بها وجهي، وأقضي بها ديني، لا خير فيمن لا يجمع المال ليكف به وجهه، ويصل به رحمه، ويقضي به دينه، ويصون به دينه".
و قال أبو عبد الله الباهلي حدثنا أبي، قال: سمعت سفيان الثوري يقول: "كنا نكره المال للمؤمن، وأما اليوم فنعم الترس: المال للمؤمن".

و عن عروة بن الزبير، قال: قال الزبير: "إن المال فيه صنائع المعروف، وصلة الرحم، والنفقة في سبيل الله عز وجل، وعون على حسن الخلق، وفيه مع ذلك شرف الدنيا ولذتها".
وسأل رجل سعيد بن جبير عن نهي النبي- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- عن إضاعة المال، قال: "هو أن يرزقك رزقًا حلالاً فتنفقه فيما حرَّم الله عليك".
و قال الأشعث بن قيس: "يا بَنِيّ.. أصلحوا المال لجفوة السلطان وشؤم الزمان"، وكتب الحسن إلى الحسين- رضي الله عنهما- يعيب عليه إعطاء الشعراء، فقال الحسين: إن خير المال ما وقي به العرض.
و قال عبد الملك لرجل من قريش: إنا نعد الحلم وإعطاء المال سؤددًا، ونعد القيام على المال وإصلاحه مروءة.

ولهذا كان نشاط المال في الأمة يرفع قيمتها، ويسد جوعتها، ويذكي قوتها، وكان جلب التجارة وإدارة المال لنفع الناس وعدم الإضرار بهم فضيلةً تُبارِك الرزق وتزكِّي المال، ولهذا جاء في الأثر: "الجالبمرزوق، والمحتكر ملعون"( السنن الكبرى للبيهقي – ضعيف) .
بل روي أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بشر من يستورد الطعام وييسر على الناس بأجر كبير:

فعن ابن مسعود أن النبي- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- قال: "أيما رجل جلب شيئاً إلى مدينة من مدائن المسلمين صابراً محتسباً فباعه بسعر يوم كان عند الله من الشهداء ( الكافي الشاف – ضعيف)

ولعلك تدرك أن القرآن يعتبر التجارة والعمل من أنواع البر (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِيَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) المزمل: من الآية 20.

قال أبو نصر: قلتُ لمعافى: وترى الكداد على عياله محتسبًا؟ قال: وهل المحتسب غير هذا.

هل تسمع الأمة التي لا تجد اليوم ما تأكله والتي تسرق أموالها وتحتكر أرزاقها هذه التوجيهات وتسير على الطريق؟!، أم أنها قد صمت الآذان وأغلقت العقول ؟!
__________
التوحيد والاصلاح بـ"تصرف"



موقع مقالات اسلام ويب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

أنا محبك في الله – شريعة اسلامية

السلام عليكم ورحمت الله وبركاتة

هذي الرساله تم أرسالة نيابة عن صحب هذا اليميل ‏rymkld@gmail.com‏‏ وذالك لوجود بعض التعديلات أسئل الله أن تكون صحيحة

لا تبخل على والدتك بقراءة هذا الدعاء

{ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحسانا ‎}
صلى الله على نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين
اللهم إني أسألك بكل إسم سميت به نفسك أنزلته في كتاب أو أعلمته أحد من خلقك أو إستأثرت به في علم الغيب عندك اللهم إني أسألك بكل صفة وصفتا به نفسك أنزلته في كتاب أو أعلمته أحد من خلقك أو إستأثرت به في علم الغيب عندك اللهم إني أسألك بكل كلمة هي من عندك أنزلته في كتاب أو أعلمته أحد من خلقك أو إستأثرت به في علم الغيب عندك
اللهم يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم ندعوك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت! ! ! ، أن تبسط على والديا من بركاتك ورحمتك ورزقك

اللهم ألبسهما العافية حتى يهنأ بالمعيشة ، واختم لهما بالمغفرة حتى لا تضرهما الذنوب ، اللهم اكفهما كل هول دون الجنة حتى تُبَلِّغْهما إياها .. برحمتك يا ارحم الراحمين

اللهم لا تجعل لهما ذنبا إلا غفرته ، ولا هما إلا فرجته ، ولا حاجة من حوائج الدنيا هي لك رضا ولهما فيها صلاح إلا قضيتها, اللهم ولا تجعل لهما حاجة عند أحد غيرك

اللهم و أقر أعينهما بما تتمناه لنا في الدنيا

اللهم إجعل أوقاتهما بذكرك معمورة

اللهم أسعدهما بتقواك

اللهم اجعلهما في ضمانك وأمانك وإحسانك

اللهم ارزقهما عيشا قارا ، ورزقا دارا ، وعملا بارا

اللهم ارزقهما الجنة وما يقربهما إليها من قول اوعمل ، وباعد بينهما وبين النار وبين ما يقربها إليها من قول أو عمل

اللهم اجعلهما من الذاكرين لك ، الشاكرين لك ، الطائعين لك ، المنيبين لك

اللهم واجعل أوسع رزقهما عند كبرسنها

اللهم واغفر لهما جميع ما مضى من ذنوبهما ، واعصمهما فيما بقي من عمرهما، و ارزقهما عملا زاكيا ترضى به عنهما

اللهم تقبل توبتهما ، وأجب دعوتهما

اللهم إنا نعوذ بك أن تردهما إلى أرذل العمر

اللهم واختم بالحسنات أعمالهما….. اللهم آمين

اللهم وأعنا على برهما حتى يرضيى عنا فترضى ، اللهم اعنا على الإحسان إليهما في كبرهما

اللهم ورضهما علينا ، اللهم ولا تتوفاهما إلا وهما راضياً عنا تمام الرضى ، اللهم و اعنا على خدمتهما كما ينبغي لهما علينا، اللهم اجعلنا بارين طائعين لهما
الهم أجعلنا معينين لهما لا عالتن عليهما الهم لا تحجنا ويهما لحد من خلقك وكفنا وهما شرور خلقك اجمعين ورزقنا ويهما الصحبة الصالحة التقية وعطنا بمداد كرمك ورحمنا بمدا رحمتك وغفر لنا بمداد مغفرتك ورزقنا من خير الدنيا ميكفينا شر الحاجة وقلت الحيلة وضعف النفس ونضر لما بينا ايدي خلقك من الرزق بالحلال وكفنا شر الحرام ورزقنا من صالح العمال ما نتقرب لك به وما يجعلك ترضى عنا وما يجعلك تحبنا يأرحم الراحمين يمجيب دعاء كل من سئلك بخير فئنت الخير ومنك الخير وصنعك الخير ولاخير غيرمنك ولا فضلا ألا لك ولا رزق الا منك انتا ربي وانا عبدك الضعيف اليك المحتاج اليك الفقير اليك اوحدك ولا اشرك بك اعبدك وحدك ولا اشرك بك اطلبك وحدك وانا اعلم انه لا معين الا انت ولا كريم الا انت ولا رحيم الا انت كل شي منك فئنت من خلقت ووضعت وانت من رزقة وغرسة وعطيت ومنعة ولا لحد من خلقك قوة او عمل او فعل الا وقد هديته له فنت كل شي طهر ومنك كل شي صلح وما فسد فهوا من خلقك واعوذ بك ان اكون من المفسدين واسئلك ان اكون من الصلحين الخيار ووالدي

اللهم ارزقنا رضاهما ونعوذ بك من عقوقها

اللهم ارزقنا رضاهما ونعوذ بك من عقوقها

اللهم ارزقنا رضاهما ونعوذ بك من عقوقها

اللهم آمين

اللهم آمين

اللهم آمين

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

********************
صلى الله على نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين

اللهم اني اسألك من خير ما سألك به محمد صلى الله عليه و آله وسلم واستعيذ بك من شر ما استعاذ به محمد صلى الله عليه و آله وسلم

اللهم ارزق مرسل و قارىء الرسالة ومن ساهم بنشرها مغفرتك بلا عذاب وجنتك بلا حساب ورؤيتك بلا حجاب

اللهم زهو جنانك ، وشربة من حوض نبيك واسكنا دار تضيء بنور وجهك

اللهم لا تجعل لنا في هذه الدنيا همًا إلا فرجته ولا دينًا إلاقضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا يسرتها برحمتك يا أرحم الراحمين

اللهم اجعلنا ممن يورثون الجنان ويبشرون بروح وريحان ورب غير غضبان .. امين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

اخي / اختي : لكي يعم الخير انشر هذه الرسالة للاستفادة ، انشرها لله وفي الله ابتغاء في رضى الله ومغفرته في سوف تدور وتدور وتجمع لك الخير الوفير بأذن الله

**************************

رجاء من فضلك وليس أمرا إن أعجبك محتوى الرسالة أعد ارسالها لغيرك فإن الدال على الخير كفاعله

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

صيام القلب…(

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صيام القلب…( د. عائض القرنى )

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد.
يقول الله تبارك وتعالى: «وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ» (التغابن: من الآية 11). وهداية القلب أساس كل هداية، ومبدأ كل توفيق، وأصل كل عُمُر، ورأس كل فعل.

صحَّ عنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه قال: «ألا وإن في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب».

فصلاح قلبك سعادتك في الدنيا والآخرة، وفساده هلاكٌ محققٌ لا يعلم مداه إلا الله عز وجل. يقول الله ـ عز وجل ـ: «إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ» (قّ:37).

ولكل مخلوق قلب، ولكن القلوب قلبان: قلب حيّ نابضٌ بالنور، مشرقٌ بالإيمان، ممتلئٌ باليقين، عامرٌ بالتقوى، وقلبٌ ميتٌ مندثرٌ سقيمٌ، فيه كل خرابٍ ودمار.

يقول ـ سبحانه وتعالى ـ عن قلوب المعرضين اللاهين: «فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً» (ال****: من الآية 10)، وقال تعالى: «وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ» (ال****: 88)، وقال سبحانه: «أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا» (محمد: 24). وقال عنهم: «وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ» (فصلت: من الآية 5). فالقلوب تمرض ويُطبَع عليها، وتقفل وتموت.

إن قلوب أعداء الله ـ عز وجل ـ معهم في صدورهم، ولكنها قلوبٌ لا يفقهون بها. لذلك كان يقول ـ عليه الصلاة والسلام ـ كما صح عنه: «يا مقلِّب القلوب ثبِّتْ قلبي على دينك».

قلب المؤمن يصوم في رمضان وغيره، وصيام القلب يكون بتفريغه من المادة الفاسدة من شِِركيّات مهلِكة، ومن اعتقاد باطل، ومن وساوسَ سيّئة، ومن نوايا خبيثة، ومن خطرات موحشة.

قلب المؤمن عامرٌ بحبّ الله، يعرف ربه بأسمائه وصفاته، كما وصف الله ـ سبحانه وتعالى ـ نفسه، فهذا القلب يطالع بعين البصيرة سطورَ الأسماء والصفات، وصفحات صنع الله في الكائنات، ودفاتر إبداع الله في المخلوقات.

* وكتاب الفضاء أقرأ فيه – صوراً ما قرأتها في كتابي.

قلب المؤمن فيه نور وهّاج لا تبقى معه ظلمة؛ نور الرسالة الخالدة، والتعاليم السماوية، والتشريع الرباني، يُضاف هذا إلى نور الفطرة التي فطر الله عليها العبد، فيجتمع نوران عظيمان «نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ» (النور: من الآية 35). قلب المؤمن يزهر كالمصباح، ويضيء كالشمس، ويلمع كالفجر. يزداد قلب المؤمن من سماع الآيات إيماناً، ومن التفكر فيها يقيناً، ومن الاعتبار بها هداية.

قلب المؤمن يصوم عن الكِبر؛ لأنه يفطر القلب، فلا يسكن الكبر قلبَ المؤمن؛ لأنه الحرام، والكبر خيمته ورواقه، ومنزله في القلب، فإذا سكن الكبر في القلب أصبح صاحب هذا القلب مريضاً سفيهاً، وسقيماً أحمق، ومعتوهاً لعّاباً.

يقول ـ سبحانه ـ كما في صحيح الحديث القدسي: «الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، من نازعني فيهما عذبته». وعنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه قال: «من تكبَّر على الله وضعه، ومن تواضع لله رفعه».وقلب المؤمن يصوم عن العُجب، والعُجب تصوُّر الإنسان كمالَ نفسه، وأنه أفضل من غيره، وأن عنده من المحاسن ما ليس عند الآخرين، وهذا هو الهلاك بعينه. صح عنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه قال: «ثلاث مهلكات: إعجاب المرء بنفسه، وشحٌّ مُطاع، وهوىً متَّبَع». ودواء هذا العجب النظر إلى عيب النفس، وكثرة التقصير. وآلاف السيئات والخطايا التي فعلها العبد، واقترفها ثم نسيَّها، وعلمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى. وقلب المؤمن يصوم عن الحسد؛ لأن الحسد يحبط الأعمال الصالحة، ويطفئ نور القلب، ويعطّل سيره إلى الله تعالى.

يقول سبحانه: «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ» (النساء: من الآية 54). ويقول ـ صلى الله عليه وسلم: «لا تَحاسدوا، ولا تَباغضوا، ولا تَدابروا، ولا تَناجشوا، ولا يَبِعْ بعضُكم على بَيْع بعض». (حديث صحيح).
أخبر ـ عليه الصلاة والسلام ـ ثلاثَ مراتٍ عن رجل من أصحابه أنه من أهل الجنة، فلما سئل ذاك الرجل: بم تدخل الجنة؟ قال: لا أنام وفي قلبي حسدٌ أو حقدٌ أو غشٌّ على مسلم. فهل من قلب يصوم صيام العارفين؟

* صيام العارفين له حنين – إلى الرحمن ربّ العالمينا.

* تصوم قلوبهم في كلّ وقت – وبالأسحار همْ يستغفرونا. اللهم اهدِ قلوبنا إلى صراطك المستقيم، وثبّتها على الإيمان يا ربّ العالمين.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

أسرار عقيدة الميزان اسلاميات

أسرار عقيدة الميزان
محمد ناجي بن عطية
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الميزان شعار العدل، ورمز يرضي من الناس ذوي الفطر السليمة، لذلك يتخذه الناس شعارا للعدل في الأماكن التي يرجى فيها العدل كالمحاكم، وأكثر الناس يرضون به، وهذا الرضا نابع من طبيعة الميزان حيث أن له كفتان ولسان فإذا امتلأت إحداهما مال لسان الميزان تجاهها، وغالب الناس يستسلمون لنتائج أعمالهم طالما كانت معاملتهم بالعدل دون ظلم أو بغي.
ولما كانت الفطرة السليمة ترتضي هذه القاعدة، ولما كان دين الله هو دين الفطرة التي فطر الناس عليها، أخبر عباده انه سيقيم لهم موازين القسط يوم القيامة واخبرهم بأنه لن يظلم أحدا، بل انه قد حرم على نفسه الظلم، واخبرهم أنهم سيحاسبون على ما كسبت أيديهم، وأنها لاتزر وزارة وزر أخرى ، وان تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى.
فبين سبحانه وتعالى في كتابه وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، بيانا شافيا؛ أنها ستنصب الموازين يوم القيامة وستعرض عليها أعمال العباد، فتوضع الحسنات في كفة والسيئات في الكفة الأخرى، فمن ثقلت كفة حسناته وخفت كفة سيئاته فاز ونجا، ومن خفت كفة حسناته وثقلت كفة سيئاته خاب وخسر وهلك.
قال تعالى:عن كمال عدله ودقة محاسبته: ((كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ))(المدثر:38)
((وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ))[البقرة:281]
(( الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ))[غافر:17]
((فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ))[يس:54]

وقال تعالى، مبينا وزن أعمال العباد بالقسط: ((وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ) ((الأعراف (8 ، 9 )
((وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)) الأنبياء( 47 )
((فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَة )) القارعة (6-11 )
((فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) )) المؤمنون (102 – 104 )
وجاء عند البزار وصححه الألباني في صحيح الجامع، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الميزان بيد الرحمن يرفع أقواما ويضع آخرين).
ونقل الحافظ في الفتح عن أبي القاسم اللالكائي عن سلمان انه قال : ( يوضع الميزان وله كفتان لو وضع في احدهما السموات والأرض ومن فيهن لوسعته)
وفي مصنف ابن أبي شيبة عن عمر بن الخطاب أنه قال في خطبته : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، وتزينوا للعرض الأكبر ، يوم تعرضون لا يخفي منكم خافية.

لطف الله بعباده :
ومن رحمته ولطفه بعباده، انه بين لهم هذه الحقيقة بيانا شافيا بما لا يدع مجالا للشك.
فمن ذلك ، انه يسر لهم فعل الحسنات التي ترجح الميزان ورغبهم فيها وحذرهم من السيئات التي تثقل كفة السيئات ونفرهم عنها.
ومنها أن جعل الحسنة بعشر أمثالها، حتى أن العبد يفعل الحسنة فتثقل بقدر عشر مرات على وزنها، بينما جعل السيئة ترجح في ميزان السيئات مرة واحدة على وزنها
ومن ذلك: انه جعل الحسنات يذهبن السيئات، فقال تعالى: (( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ))[هود:114]
ومن ذلك: انه جعل الاستغفار يذهب السيئات ويخفف كفتها.
ومن ذلك: انه جعل التوبة النصوح تتبدل بها السيئات إلى حسنات، فهي بذلك تخفف كفة السيئات وتثقل كفة الحسنات في آن واحد، قال تعالى : (( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) الفرقان (70)

ومن ذلك: قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أسلم العبد فحسن إسلامه كتب الله له كل حسنة كان أسلفها و محيت عنه كل سيئة كان أزلفها ثم كان بعد ذلك القصاص الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف و السيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها ‌)، أخرجه مالك والنسائي عن أبي سعيد وصححه الألباني في صحيح الجامع

ومن ذلك: قول النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الله تعالى كتب الحسنات و السيئات، ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله تعالى عنده حسنة كاملة، فإن هم بها فعملها كتبها الله تعالى عنده عشرة حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة و إن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة فإن هم بها فعملها كتبها الله تعالى سيئة واحدة و لا يهلك على الله إلا هالك) متفق عليه من حديث ابن عباس

ومن ذلك: مضاعفة أجور بعض الأعمال الصالحة بحيث لا تقاومها السيئات؛ مثل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث البطاقة: (يصاح برجل من أمتي يوم القيامة على رءوس الخلائق فينشر له تسعة و تسعون سجلا كل سجل مد البصر ثم يقول الله تبارك و تعالى : هل تنكر من هذا شيئا ؟ فيقول : لا يا رب فيقول: أظلمك كتبتي الحافظون ؟ فيقول : لا يا رب ثم يقول : ألك عذر، ألك حسنة ؟ فيهاب الرجل فيقول : لا فيقول : بلى إن لك عندنا حسنة و إنه لا ظلم عليك اليوم فتخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده ورسوله فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: إنك لا تظلم، فتوضع السجلات في كفة و البطاقة في كفة فطاشت السجلات و ثقلت البطاقة ) رواه ابن ماجة والحاكم عن ابن عمرو وصححه الألباني في صحيح الجامع

ومثل قوله صلى الله عليه وسلم : (من قرأ ،قل هو الله أحد، عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة ) أخرجه احمد وصححه الألباني في صحيح الجامع
وغير ذلك

ومن حكمة الله في الابتلاء :
أن جعل كل بني ادم خطاءين ولم يعصم منهم إلا الأنبياء من اجل تبليغ الرسالة ، وذلك ليعلم من يستحق الإكرام فيكرمه ومن يستحق العقاب فيعاقبه، فأما المكرمين، فأنهم كلما عملوا ذنبا أحدثوا استغفارا وتوبة أو عملوا من الحسنات ما تمحي ذنوبهم ، فتخف بذلك كفة سيئاتهم وترجح كفة حسناتهم، وأما الغافلين، فإنهم لم يتعرفوا على هذه المعادلة أصلا، ولم يحسبوا حسابها ، فقال عنهم: (إنهم كانوا لا يرجون حسابا) ، وقال عنهم: ( يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا)

خطوات عملية:
وبناء على ذلك فعلى كل من يريد النجاة والفوز برضوان الله والجنة وتجنب سخط الله والنار، عليه أن يضع نصب عينيه ثلاثة أهداف أساسية، تكفيه إن شاء الله تعالى من الأعمال الصالحة وتكون بمثابة البرنامج العملي لمحاسبة النفس ، وهي:

الهدف الاول: الترجيح الدائم لكفة الحسنات
الهدف الثاني: المحافظة على الحسنات المكتسبة
الهدف الثالث: التفريغ الدائم لكفة السيئات

ومن وسائل تحقيق الهدف الأول:
1- اغتنام كل الأعمال الصالحة و الحذر من استكثارها
2- تحري أقلها عملا وأكثرها أجرا مثل ما جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم : (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم ) ‌ومثل قوله صلى الله عليه وسلم : (من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا و ثلاثين و حمد الله ثلاثا و ثلاثين و كبر الله ثلاثا و ثلاثين فتلك تسع و تسعون و قال تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير غفرت خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر ) رواه مسلم ، ومثل قوله تعالى: (( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا))الفرقان 70
3- نسيان الحسنات وتعويد النفس عدم ذكرها فإنها ربما دخل عليه الشيطان بكثرة ذكرها حتى يوقعه في العجب الذي قد يؤدي إلى الرياء، واحتساب الأمر عند الله تعالى، فطالما ظن أن الله كتبها فلا يضره بعد ذلك ذكرها للناس.
4- الاستعانة بالله تعالى وعدم الركون إلى العمل وحده وطلب التوفيق منه وانه لا حول له ولا قوة إلا بالله ، وتذكر أنه لو شاء الله ما وفقه ولا شرح صدره ولو شاء ما فقهه في الدين، وتذكر أن العمل يعتمد عليه في كونه سببا لرحمة الله تعالى.
5- الثبات حتى الممات وسلوك السبيل التي تؤدي إلى ذلك من مجالسة العلماء والصالحين والمحافظة على صلاة الجماعة ولزوم المساجد وحلقات الذكر وطلب العلم الشرعي بحسب ما يتيسر وكثرة الدعاء والإلحاح على الله بذلك.

من وسائل تحقيق الهدف الثاني:
1- البعد عن كل ما يحبط الأعمال الصالحة مثل الشرك والرياء والردة وارتكاب نواقض الإسلام، فان ذلك مما يحبط الأعمال الصالحة، فكم يريد المرء من الوقت ومن العمل ليستعيد بعض ما أحبط منها.
2- المحافظة على الحسنات المكتسبة ، والتي قضى عمره في تحصيلها حتى يثقل ميزانه بها ، فيحذر من الغيبة والنميمة وظلم الناس وشتمهم والوقوع في أعراضهم، فان ذلك يجعلهم يوم القيامة يأخذون من حسناته بقدر مظالمهم، فإذا نفدت حسناته اخذ من سيئاتهم فوضعت على سيئاته فوضع في النار، فيحدث أن تفرغ كفة حسناته وتملأ كفة سيئاته.
3- الاستغفار للمؤمنين، وخاصة من يكثر منه الوقوع في أعراضهم ، وذلك أملا في أن يعوضهم بدلا عن الحسنات التي يأخذونها منه يوم القيامة، فيكون ذلك بمثابة من يفتدي نفسه بهذا الاستغفار.

من وسائل تحقيق الهدف الثالث:
1- كثرة التوبة والاستغفار عملا بالأدلة الكثيرة التي توصي بالإكثار من ذلك، فان أثره كبير في تخفيف كفة السيئات وتثقيل كفة الحسنات.
2- تعويد النفس انه كلما أذنب ذنبا، اتبعه بعمل صالح، من صلاة و صيام أو صدقة أو ذكر لله تعالى أو غير ذلك، عملا بقوله تعالى : ( إن الحسنات يذهبن السيئات ،ذلك ذكرى للذاكرين) هود 114
3- الندم على الخطيئة وتعظيمها ودوام تذكرها والحياء من الله على جرأته عليه، فان ذلك يورثه ذلا لله تعالى وتواضعا لخلقه.
4- تذكر السيئات وعدم نسيانها فلعله بكثرة تذكرها، يحدث منها توبة كلما ذكرها وأورثه ذلك ذلا وانكسارا بين يدي الله تعالى يرفع الله بها درجته ويثقل بها كفة حسناته.

وأسأل الله العظيم أن ينفعني وإخواني بهذه الكلمات فإنها نابعة من قلب أخ لكم يملؤه حبكم ويريد لنفسه ولكم النجاة من سوء المصير، ويحثكم على التأمل في هذه العقيدة المهمة،وكيف أن الكثيرين لا يأبهون بها مع أنها ذات شأن خطير، حتى أنها تؤثر بشكل كبير على سائر أعمالنا ومسيرتنا باتجاه اليوم الموعود.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

فتوى تحريم الاختلاط في التعليم والسكرتارية والصيدلة والاستقبال


بســــــم اللــــــه الرحمـــن الرحيــــــــم

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
















أشارت إلى ما يترتب على ذلك من آثار سيئة على الأسرة والمجتمع




اللجنة الدائمة للإفتاء: لا يجوز الاختلاط في التعليم والسكرتارية والصيدلة والاستقبال












سبق – الرياض:







أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، فتوى

بتحريم الاختلاط بين الرجال والنساء سواءً كان ذلك بخلوة أو دونها.




وقالت اللجنة إنه لا يجوز أن تعمل المرأة مع الرجال, كأن تكون سكرتيرة لمكتب الرجال, أو في الاستقبال

لمكان غير خاص بالنساء أو عاملة في خط إنتاج مختلط أو محاسبة في مركز أو محل تجاري أو صيدلية

أو مطعم يختلط فيه العاملون من الرجال والنساء لما يترتب على ذلك من آثار سيئة على الأسرة

والمجتمع .







وفيما يلي نص الفتوى :




فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي:

صالح بن محمد والمُحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء رقم "32601419"

بتاريخ 28-6- 1443هـ, وقد سأل المستفتي سؤالاً هذا نصه: "سماحة المفتي العام: في هذه الأيام كثر

السؤال عن الاختلاط بين الرجال والنساء، وبخاصة في العمل والتعليم، ونريد من سماحتكم التكرم

بالإجابة عمّا ذُكر, والله يرعاكم؟".





وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأن عمل المرأة وتعليمها يجب ألا يترتب عليه اختلاطها بالرجال,

بل لا بد أن يكون في مكانٍ مستقلٍ لا يعمل فيه إلا النساء؛ لأن الشريعة جاءت لتحريم الاختلاط بين

الرجال والنساء ومنعه والتشديد فيه, كالاختلاط في مجالات التعليم والعمل، وكل ما يفضي إلى الاختلاط

قال تعالى "وإذا سألتموهن متاعا, فاسئلوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن"

الأحزاب 53 وحكم هذه الآية عام للنساء المسلمات إلى يوم القيامة .





ولذلك جعل النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ صلاة المرأة في بيتها خيراً لها من صلاتها في المسجد حيث

قال ــ صلى الله عليه وسلم ــ "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله, وبيتهن خير لهن" متفق عليه من حديث

عبد الله بن عمر ــ رضي الله عنهما .




عليه، فيحرم الاختلاط بين الرجال والنساء فيما ذُكر سابقا سواءً كان ذلك بخلوة أو من دونها , ولا يجوز

أن تعمل المرأة مع الرجال, كأن تكون سكرتيرة لمكتب الرجال, أو في الاستقبال لمكان غير خاص بالنساء

أو عاملة في خط إنتاج مختلط أو محاسبة في مركز أو محل تجاري أو صيدلية أو مطعم يختلط فيه

العاملون من الرجال والنساء لما يترتب على ذلك من آثار سيئة على الأسرة والمجتمع .




واللجنة: توصي الجميع بتقوى الله ــ سبحانه وتعالى ــ والالتزام بأحكام شرعه رجالاً ونساءً طاعةً

لله تعالى ولرسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ وبالله التوفيق.




وقد وقّعت على الفتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز

بن عبد الله بن محمد آل الشيخ, وعضوية كلٍّ من: الشيخ عبد الله المطلق, الشيخ أحمد سير مباركي,

الشيخ صالح بن فوزان الفوزان, الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير, الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ,

والشيخ عبد الله بن خنين .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

حديث النفس. – في الاسلام

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

كُل مَركب مُقدر لهُ أن يغادر مَرساه ..
وكُل روح مكتوب لها أن تـُقطف مِن مغارسِها مهمَا امتدَت بها الأيام ..
لن تبقى مقاعد الدُنيا مَلأى بهذهِ الحُشود ..
ولن تبقى ساحاتها مُكتظة بهذه الجُموع .
الجالسُون على تلكَ المقاعد .. والسائرون في تيكَ المراكب ..
إنما مثلهُم مثل :
السائر على أرض مليئة
بالألغام .. خطوَة واحدة قد تفصله عَن الموت..
الموتُ الذي نفرُ منه مُلاقينا ..
الموتُ الذي يُرعبنا ذكرهُ سنعيشُ تفاصيل روايته ..
من : برودة الأطراف ..
وتمتماتِ الاحتضار ..
حتى لحظة النزع ..
نسألُ الله اللطفَ والرحمات ..
والغريب يقيننا بأخذتِه , وتفريطنا في الاستعداد لبَغتته ..
حتى الحَديث الذي يُذكرنا به نهابه ..
حتى المرض الذي قد يفضي بنا إليه نرهبه ..

في الأسبُوع الغابر ..
اعترتني نوبات تَعب شديدة ..
تارة طرقات الصُداع تشتد .. وحِينًا غاشيات الألم تتابع ..
وكانَ وَجعُ الحلق قد أخذ مني مأخذه ..
وساورني الشكُ أنَ هذهِ آياتُ : الكورونا ..
وإني لجالسَة حيال أمي في الهزيع الآخر من الليل ..
وَهي تصلي وأنا أقلبُ ورقات كتاب كان مَوضُوعًا ناحية الغرفة ..
إذ اشتدّ بي الكلال ..
واعترتني نوبَة عُطاس ..
وزملني إعياء غريب ..
لم أدرِ ما كنهه!
فأيقنتُ أنه فتك : الكورونا ..
وأخذ الفزع بمجامع قلبي ..
وظننتها ليلتيَ الأخيرة ..
كانت هدأة الليل وظلمته وسُكونه تزيد من كآبة رُوحي ..
وتذكرُني غياهب الحُفر ومنازل الراحلين.

الثانية ليلا ..
وكُل من في البيت نائم ..
ما خلا أمَّي تصلي ..
سابقتُ اللحظات ..
وأخذتُ هاتفي ..
كتبتُ وصيّتي في الملاحظات ..
كنتُ أسترقُ النظر لامي وهي على سجادتها ..
ماظننتُ أن لي معها ليلة أخرى.
صارحتها لما انتهت ..
معَ أني أعرف خوفها وفرقها أن يمسَّنا بأس ..
وأنها تكادُ تذوي شفقة ورحمَة بنا..
قلتُ لها :
" إني مُتعبة .. وأخشى هذا الذي اعتراني أن يكُون كورونا ..
وأن وصيَّتي موجُودة بالملاحظات ..
وأني قد أزلتُ رمزَ الحمايَة عَن الهاتف".
كنتُ أعرفُ أنها ستحزن ,
لكن خشيتُ أن تتفاجأ ,
وكنتُ أحتاج مَن أعلمه بمكان وصيّتي ولم يكُن إزائي غيرها.
وأنا ليس يفزعني من الموتِ
إلا :ذنوبي ..
وأن يبكيي والداي ..
كما أكرهُ والله أن أبكيهما.
لولا هذا والله :
لرجوتُ الله , أن يأخذني إلى مواطن السعَادة ..
وبُسُط الجنَّة ..
وأرائك الراحة.
يالله ..
دقائق قليلة تراءات لي فيها جَميع ذنوبي ..وتمثلت لي غدراتي ..
ورحتُ أستعرض شريط عُمري , هل ثمَّة عمـلٌ يُنجيني الله به من سياط السعير؟
هل في سجلاتِ حَياتي خبيئة يُؤنسُ الله بها وحشتي ليلة المبيت الأولى في القبر ؟
أنا أخاف الظلام أشد الخوف , وأكرهُ لأجله الليل ..
فـ هل عندي من الأعمال ما يضيء عتمات قبري إذا سكنته ؟
أنا أفرُ أشدَّ الفرار من الحشرات الصغيرة , وترعبُني العناكب الضئيلة ..
كيف لو اجتمعت عليَّ الضيقُ والديدان , وسياط النيران ؟
وأنا لا أملكُ الفرار ..
ولا أستطيع القيام.
أفكارٌ مُرعبة .. وخواطر مُفزعة .. كادت أن تمزقني قبل أن يقطف روحي مَرض أو أجل.
تذكرتُ هولَ الموضع ..
وشدَّة الموقف ..
وضيقَ القبر ..
لـمَ لـمْ أرتدع ؟!
كَم مِن عابر مرَّ بي يحملُ على أمتعَته ؟
لكنهُ أبدًا ليسَ بمثل نهايتي ,
له بيتٌ أعدَه , ومُستقرٌ يسكنُه ..
وقلوبٌ سـَتبكيه مآقيها ,
وآثارٌ سـَتنتحبُ عليه , ومحرابٌ سـَيحزن لـرحيله.
لم أكُن أتخيّل أن سـأموت هذا العام ..
وهل وافت المنيّة أحدًا فأخبرته
بـالعام الذي سَيموت فيه ؟!
لا أدري لم انهالت عليَّ كُل هذه التساؤلات ,
والأفكار المرعبة ..
لم أكن أتخيَّل أني أخاف الموت لهذه الدرجة!
لاحَ لي مَشهدُ الدفن ..
فكرتُ ..
هل سينشغلُ أهلي بالدعاء لي إبانهُ ..
أم بإتقانِ اللحدِ وموازاتهِ وسَدَّ فرجاتِه ..
حتى لايدخلَ عليَّ بصيصُ نور في ظلمةِ القبرَ ولا ومضَة ضَوء..
معَ علمهم أجمَعين بكُرهي للظلام!
كيفَ مَشهدُ مُنكر ونكير إذا جاءاني للسؤال ..
كيفَ لوخذلتني الذنوبِ في هذا المشهَد الهائل ؟
كيفَ لو أركَسني الله بما كَسبت ؟
أسلو بـالقراءَة لأحاربَ فكرة الموت ,
وأقلب أوراقَ الكتاب علَّى أتناسى الموقف..
فما أستطيع!
لماذا لم أستحضر هذه المعاني إلا ساعة الفراق ..
كم أمهلني الله ..
وكم مد ليَ العُمر ؟
كَم قرأتُ من المواعظ ..
وتلوتُ من العِبر ؟.
شعرتُ حينها أني على حافة انهيار .. على شفا هلكة ..
على حَد ضيْعة ..
وأني قد ضيعتُ الدُنيا ..
وضيعتُ الآخرة ..
وخـُيّل إليَّ أنها لحظات وسـَأبدأ في النَّزع ..
وأن روُحي حان قطافها ..
وأن الندمَ لن ينفعُني ..
فــَالموتُ لا يرثى لباكٍ ..
ولا يأبهُ بـمُنكسر.
وأنا في دجم تلك الخواطر ذهبت أمي تعدُ الدواء ..
تدُني عَصير الليمُون ..
وتجلبُ الزنجبيل ..
على قسمَاتِ وجهِها يبدوا الخوف .. تحاولُ أن تخفيه ..
فـتقول لي :
ما فيك إلا العافية.
يالله ..
ما أعذبَ الوالدين ..
وما أندى أرواحهُما :
ربِّ ارحمهُما كما ربيَّاني صَغيرًا.
خرجتُ من الغرفة قليلًا لامسَ مَسمَعي صوتُ دعواتها ,
تحسبُني لا أسمعها.
فلما عُدتُ ..
سألتني :
ما تحسنتي ؟!
أجبتها بنعَم – يغفرُ الله لي -.
لاحَ لي في خضم التأمُلات ..
مَشهدٌ هيّج في قلبي الحَسرة والألم ..
وكادَت الحياة أن تفر من قلبي لما تذكرتهُ ..
مشهدُ الزحام على أبواب الجنّة ..
مشهدُ العناق بعد الاشتياق .. والتلاقي بعد الفراق .. والأنس بعد المواجع ..
بينَ تلكَ الفياض الطاهرة .. والينابيع الباردة ..والأنهُر العَذبة ..
سيرونَ الرسُول صلى الله عليهِ وسلّم ..
والصحابة .. والأخيار .. والــخُلص ..
تراءَت لي كُل صَديقة أحبها ..
مُنى .. وملاك .. ورهامُ .. وإصلاح .. وبيان .. وزينب ..
وبشائر .. وحَنين ..
وغيرهنّ الكثير ..
كيفَ لو اجتمعنَ في ساحاتِ الجنة ..
وعلى سُررها المتقابلة ..
يُحلونَ الأسَاور ..
ويكتسُونَ الحـُلل ..
وأنا تنضجُني حممُ جهنّم ..
وهل إذا جلسنَ على ضفاف أنهُر الجنَة ولم يجدنني معهنَّ ..
ستراودهُم ذكراي وأني كنتُ يومًا ما معهُم ؟
أم أن لذَّة النعيم ..
وأصوات الطيور الفاتنة ..
والرياض اليانعة ..
والثمار الدانية ..
ستمحُو ذكري مَواجعي من عقولهن ..
كما تُنسينا نعمة الأمْن ..
وَ لذة الحياة ..
مَواجغ إخوَتنا في أمصَارَ قريبة.
واللهِ لو لم يكُن لهم من النعيم : إلا أنهُم سيرونَ الرسُول صلى الله عليهِ وسلم لغبطتهم ..
فكيفَ إن كانت لهُم الحُسنى وزيادة.
..
والله إن الأسى والحرمان :
أن يطوي المرءُ عُمرهُ يحب الرسُول والصحبَ والسلفَ والأخيار ..
ويقلبُ في سيرهم ما يملكُ مدامعه ..
فتحجبُه الذنوب أن يراهُم يومَ الفوز الأكبر.
وأن يُبغض الكفار والمنافقين , ويلسعُ فؤاده ظلمهم , ويكرهُهم أشدَّ الكُره ..
ثمَّ تجمعه الذنوب معهُم في دركٍ واحد في النار.
– نعُوذ بالله-
لم أكُن أظنُ أن أبقى لأكتبَ هذه الكلمات والله ..
ولا أن أخط هذهِ الأحاديث فيتلوها قارئ ..
لكنَّ الله يُمهلني لاتوب ..
سويعات قلية ..
يملائني فيها الخوف ..
والفزع .. والرجاء .. والمحاسبة ..
حتى أماط النهارُ بُرقع الظلام عَن وجهه , فـسُريَّ عني كثيرًا مما وجدتُ – بفضل الله –
وكانت روعَة هاجس الموت بقيَت مَعي , فـأطارت عني النوم ,
وفرَّ الكَرى ..
فــَأخذتني غفوة من شدة الونى دونَ مَقصد ..
فلما استيقظتُ منها ما كنتُ بشيء أشد فرحًا أني لم أمُت في نومتي تلكَ ..
وأنتَ تنام ماتدري أيُوقظكَ أهلك .. أم مُنكر ونكير ..
فإذا أيقظكَ أهلكَ فإن الله ردَ عليكَ روحكَ ..
ولم يمسكها عنكَ ..
وأذنَ لكَ بذكره ..
فـ اقدر هذه النعمَة قدرها ..
وإياكَ تنبُذها بـالعراء.
..
اللهمَّ ..
اكتبَ لي الشهادَة في سبيلك بعد عمر في طاعتك ومَسير إليك ..
على حال تحبُه ..
وفي مُقام ترضاه ..
من غير غرَقٍ ولاحرق.
اللهمّ ..
امنحني الأمان يومَ الفزَع .. والسلامَة عند الصْيحة ..
والنجَاة صبيحَة الموقف ..
والغِنى يومَ العيلة ..
ومجاوزة الجسر إلى الجنة.
اللهمّ ..
مُن عليَّ برضوانك قبل أن يحين القطاف ..
وآمن روعاتِنا إن حَان ..
وهوّن علينا غمراتِ الموت..
ووفقنا لعمل صالح متقبل ترضاهُ به عنا.
آمين .. آمين..
آمين.

من قراءاتي لليوم
" خواطر قلب "
كتبته ميمونة الهاشمي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

قرة عيني وعينك اسلاميات

تنقسم الصلاة إلى فرض ونفل وراتبة.. وتخل الراتبة في الناافلة..
– الفرق بين الرواتب والنوافل :

هو أن الرواتب تحافظ عليها حفاظك على الفريضة..لا تتركها
أما النوافل فإنك تصليها أحيانا وتتركها أحيانا..
ما أن الرواتب مرتبطة بالفريضة تجبر ما نقص من خشوعها ..أما النوافل فهي مستقلة الشأن كصلاة الإستخاره..(ولي مع النوافل وقفة إن شاء الله )

والروااتب عظيمة الأجر:

– الروااتب هي السنن التي ترادف الفريضة

– وهي راتبة الفجر ( ركعتين قبله ..ويتأكد الحفاظ عليها لأن النبي ما تركها في سفر ولا حضر وبين أنها خير من الدنيا وما فيها) وفي حال أنك نسيت أن تصليها قبل الفجر أو استيقظت قبيل الإشراق فبادرت بالفريضة لضيق الوقت أو دخلت المسجد وقد بدأ الإمام بالصلاة .. لابأس أن تصلي سنة الفجر بعده..
وفي حال أن تكون بعد الفجر فأنت بالخياار بين أن تصليها بعد الفجر مباشرة أوأن تؤخرها مع الضحى إلا إذا خشييت نسيانها..

– راتبة الظهر وهي أنواع ولك الخيار بينها( 2 قبله و2 بعده) أو ( 4 قبله و2 بعده) أو (4 قبله و2 بعده) مع العلم أنك تسلم بعد كل ركعتين لا تصل السنة ببعضها كالفريضة( ويكره وصلها نهارا ويحرم ليلا ..ولو صلتها في النهار جاائز)

-راتبة العصر ( ليست له راتبة وإنما نافلة ..4 ركعات قبله فقط)

-راتبة المغرب ( قبله نافلة ركعتين ,,وبعده راتبة ركعتين فقط)

-راتبة العشااء( قبله نافله ركعتين وبعده نافلة ركعتين) ثم يأتي الوتر ..

– وقت الرواتب ( الرواتب التي تسبق الفريضة وقتها من أول ما يؤذن وحى تصلي الفريضة لأنها قبلية)

وأما الرواتب التي تلي الفريضة فإن قتها يستمر حتى آخر وقت الفريضة..

-الرواتب إذا نسي الإنسان أداؤها حتى خرج وقتها أو نام عنها ,, فله قضاؤها بعد وقتها..

– إذا تعمد الإنسان ترك لراتبة حتى فات وقتها فليس له قضاؤها لتعمده..

– ما ترك الرسول الرواتب في حضره ,, أما في السفر فقد كان يترك( راتبة الظهر والمغرب والعشاء) وما سوى ذلك من النوافل وراتبة الفجر والوتر ..تبقى على استحبابها,,

-ثم لو جئنا لننظر نظرةواقعية ,, لو جدنا أن النبي كان يحافظ على الرواتب وهو أكملنا صلاتا ..
فكيف بنا ونحن في الصلاة مستقبلين أمور دنيانا ومدونةنا..

– مع العلم أيضا أنه يستحب تخفيف النافله أي اقرأفيها قصار السور .. بذلك لن يأخذ منك أداؤها إلا عشر أو خمس دقااائق فقط………….
فمن هو المحرووم بعد فضل الله هذا؟؟!!
_____________________________________

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده