،
بين استنزافات السيول
وتجليات أمواج الجنون
بحثت عن عباب مهجور
كغريق في قعر الليل ،،
بحثت عن ظلٍ مضاء بشموع الكبرياء
بحثت عن شراعِ رفرف فوق بحيرة العشق
عن قدح مليء بالسم والياسمين
لأحتسي دموع بجعة التفت بالفصول
كلما لمحتها تجنحت ، لتعلو بي وتعلو حتى ألامس أنوار النجوم
ثم تطيحني فوق أشلاء ليالٍ تنفث حبا عقيم ، لا شيء ينقذه
سرتُ مع الفجر الحزين
خشيت أن ينطوي عليه النسيم
أتقرى همسةً نُفيت ،، ترحل في ربيع الذاكرة ،،، ( أشتاقك )
فرف بجفني حزنٌ بلون الهديل
وغمرة شوقٍ مُلح يدعو شجاه
أشم كلمات تهدلت ، تنوس بين شطري قلبٍ نحيل ، غرير
لا سقف له يقيه وكفا مخمور
كيمامٍ دون مأوى يرهب المطر
أتحسس قبلةً سُرقت ، ماتت على أعقابها عيني فلم تعد ترى النهار
لأرسم في الظلام ذات الأسارير
ذات العيون التي أسهدتها
ذات الحرمان الذي يغلبني
بهوس همسه
فأهوم محموم القلب
ثم أرتمي على الإياب ، فلا أراه إلا الرحيل
ظليلٌ بين شعاب المحال
رحيلٌ شيد لي محرابا من الوجد
صار مأواي ومأوى لذكرى وجه غجري
لا يعرف غصة الشجي ولا لوعة الحنون
يحاورني حول دموعٍ ما كانت سوى وهم ، اغتالت الأحاسيس
ذرفتها ملاكٌ تقبع أركانا عتم ، أرعبتها الأسارير
هراء أن تقترب من سراب
هراء أن تسترق السمع الى آهات زمن الحزن
يا ملاكي ..
جبالي الحزينة انتظرت
صدقا دعتكِ مروجها
ينابيعها ، تلالها
أرادت أن تعتادكِ فصلا أخير
لكنها عصافيركِ الكاسرة تحاول قتلي
تتراقص وتغني مرادها على أغصان أشجاري الخائبة
ووردتي ،،، وردتي الحمراء
التي ازدحمت حولها الأحلام
تراكِ تمشين في ليلٍ مصنوع من الأوهام
حاملة فانوس احتمالات الفردوس
غافية في ممرات أحلام مهشمة
وردتي الندية ،،،
تراكِ واقفة بجوار الصمت اللعين
تخطين قصيدة ليست بالكلمات
متقنة بفنون العذاب
تنثرين جفاءات معلنة
على حزينٍ عشقَ بصدق
هكذا رأتكِ وردتي ، فلم تعد تقاوم أسرارها وعذاباتها الجميلة
فآثرت آلام الذبول ، وحزن الزوال
/
haval
18 / 5 / 2022