[BACKGROUND="100 #000000"]
اللهم صلّ على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ورضوان من الله عز وجل على صحابته الكرام
قلوبنا تعلقت بك يا حبيبي يا رسول الله
يا منقذ البشرية من ظلمات الجهل إلى نور الهداية والطاعة
يوم مولدك
إنطفات نار كسرى وتقوّس عرش هرقل
وانهار بناء الظلم والطغيان
لنا فيك القدوة الحسنة وفي صحابتك رضى الله عنهم خير مثال
نقتبس منهم كل ما هو نفيس يكللنا بدرر وكنوز التقوى والصلاح
ومنهم الأكرمين من فاض بعطائه
وجاد براحته في سبيل الخير والصلاح
الصحابي الجليل رضى الله عنه
أبو عبيدة عامر بن الجراح
لما قدّمه من فداء قلب وروح ونفس وجسد في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين
الصحابي الجليل المعروف بأصالته وكرم نسبه إلى قبيلة قريش
من صفاته
نور ينبعث من وجهه , نحيل الجسم ,طويل القامة
أكثر ما يميزه تواضعه الكثير والحياء الشديد
كان رضي الله عنه زاهدا في الدنيا طالبا للآخرة
مكثرا من الطاعات والعبادات
ومن شدة زهده في الدنيا لم يكن يمتلك في بيته
إلا أقل القليل من متاع الدنيا كطعام او ملبس
أو شئ من زخرف هذه الدنيا الفانية
كيف أسلم وشرح الله له صدره إلى الإسلام :
كان أبو عبيدة يتمتع بصداقة متينة مع الصحابي الجليل أبي بكرٍ الصديق
دعاه إلى الإسلام , فانشرح صدره ولبى الدعوة
آمنا مطمئنا ملتحقا بركب السابقين إلى الإسلام
أشهر إسلامه أمام رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات والسلام
أنذر حياته رضى الله عنه في سبيل الله وكان من العشرة المبشرين بالجنة
تحمل الأذى الشديد من قبيلته قريش بسبب إسلامه
واضُطر إلى الهجرة إلى الحبشة فرارا من قسوة التعذيب
وكذلك كانت هجرته إلى المدينة المنورة
حيث النصرة والمؤاخاة والمؤازرة
في المدينة آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين الصحابي الجليل
سعد بن معاذ رضى الله عنه
أحب أبو عبيدة الآخرة وكان نفسه دوما توّاقة للشهادة في سبيل الله
كما أحبه جميع من عرفه من صحابة رسول الله لزهده وورعه وتواضعه وصفاته الحميدة
حيث قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم :" نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح "
لُقب ( بأمين الأمة ) فقال عنه الرسول :" أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح "
رواه البخاري
كان أحب الرجال إلى رسولنا الكريم ومن أكثرهم قربا إليه
بعد صاحبه أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه
موقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم :
عندما استتب الأمر بالرسول وصحابته في المدينة المنورة وبدأت مرحلة الجهاد
في سبيل الله أبلى أبو عبيدة بلاءً حسنا في معركة بدر التي انتهت بانتصار المسلمين
وردا على النصر المؤزر للمسلمين من كفار قريش أرادوا الانتقام فكانت معركة أحد
في هذه المعركة أصيب رسولنا الكريم
وسالت دماؤه الطاهرة والتف الصحابة حوله لمؤازرته ومنهم أبو عبيدة
وردد رسولنا القول الكريم :" كيف يُفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم " رواه البخاري
وأثناء إصابة الرسول دخل المغفر في وجنته الشريفة فتقدم أبو عبيدة و أمسك المغفر بثنيته و أخرج المغفر فسقطت ثنيتي أبي عبيدة
حيث قال عنه أبو بكر رضي الله عنه : من أحسن الناس هتما
ومن مواقفه رضي الله عنه في فتح بلاد الشام _
عندما أرسله ابو بكر جعله رئيسا لأحد الجيوش الأربعة المتجهة إلى حمص وأوصى أن يكون له إمارة الجيش إذا احتدم القتال
وأثناء ذلك توفي أبو بكر وخلفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فارسل كتابا بأن يتولى أبو عبيدة القيادة بدلا من خالد , فأخفى أبو عبيدة الكتاب
حتى انتهت المعركة بانتصار المسلمين
بعد ذلك قدم أبو عبيدة الكتاب لخالد بكل أدب وتواضع
فرد عليه خالد رضي الله عنه :
يرحمك الله يا أبا عبيدة ما منعك أن تخبرني في حين جاءك الكتاب
فرد عليه أبو عبيدة بما معناه
أنه لا يريد أن يكسر عليه الحرب ولا يرد سلطان
ولا مال بل كل غايته رضى الله وعفوه
و اجتماع كلمة المسلمين على راية التوحيد ( أشهد ان لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله )
حقا هو خير مثال للصحابي المؤمن الصامد
كانت له رضى الله عنه شجاعة نادرة وصلابة في كل الأمور
حيث ظهر ذلك في مواقفه في حروب بلاد الشام
ما أروعه وما أحلى خصاله أمين الأمة
وكان له رضى الله عنه موقف في السقيفة حين اختلف المهاجرون والأنصار على من يتولى الخلافة
بعد أبي بكرٍ رضي الله عنه
فخرج لهم أبو عبيدة بتواضعه قائلا :
يا معشر الأنصار كنتم أول من آزر ونصر الرسول الكريم
فلا تكونوا أول من بدّل وغير
فاقتنع الجميع بسداد رأيه الرشيد
وفاته
توفي رضي الله عنه في طاعون عمواس الذي مات بسببه عدد من الصحابة الكرام
ومنهم ابو عبيدة
بكاه عمر بن الخطاب حتى ابتلت لحيته
وحزن لوفاته كثير من المسلمين
صلى عليه سعد بن معاذ
رحم الله الصحابي الجليل أبا عبيدة و رضي عنه
العبر والدروس المستفادة من سيرة أبي عبيدة
– الإسلام غايتنا وطاعة الله ورسوله الكريم منهاجنا في الدنيا للنل عفو الرحمن في الآخرة
– حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وافتدائه بروحه وجسده
– أن الدنيا فانية وكل شئ إلى زوال ولا يبقى سوى وجه ربك ذو الجلال والإكرام
– التمسك بالقيم والأخلاق الحميدة فالسيرة الحسنة زينة النفس وتقوى القلوب
– التواضع فمن تواضع لله رفعه
– و أخير التمسك بكتاب الله وسنة نبيه المصطفى عليه أفضل الصلوات والسلام
بقلمي وأسلوبي مع الاستعانة ببعض المراجع
أسماء المراجع
كتاب : الفرج بعد الشدة
المؤلف : القاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
اللهم اجعل الدنيا آخر همنا
ورضاك وعفوك منالنا
وجنان الفردوس مفازنا في عليين
نحن واياكم أجمعين
طبتم بحفظ المولى ورعايته
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/BACKGROUND]