الوقت والعمر والأيام والليل والنهار والدقائق واللحظات رأس مال العبد،
وهو نعمة من أعظم نعم الله عز وجل على العباد
وأقسم الله عز وجل بالزمان فقد أقسم بالعصر،
وبالليل والنهار، وبالفجر وبالضحى لبيان أهمية الزمان
وقال تعالى: (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى )
وقال تعالى: ( والضحى والليل إذا سجى )
وقال تعالى:"( والفجر وليال عشر )
فيسأل العبد يوم القيامة سؤالين عن الزمن،
عن عمره فيما أفناه عامة، وعن شبابه فيما أبلاه خاصة.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال (( قال رسول الله
نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ))
والمغبون هو الذي باع شيئا بأقل من ثمنه،
أو اشترى شيئا بأكثر من ثمنه، فالصحة والوقت نعمتان عظيمتان،
أكثر الناس لا يستفيد منهما ويضيعهما ثم يندم عليهما في وقت لا ينفع فيه الندم،
فالله عز وجل قدر لنا عددا محددا من الأنفاس فكلما تنفس العبد نفسا سجل عليه،
حتى يصل العبد إلى آخر العدد المقدر له، عند ذلك يكون خروج النفس
قال النبي : ((من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له بها نخلة في الجنة ))
قال بعض السلف: بلغنا أن نخل الجنة ساقها من ذهب،
وسعفها من حلل، وثمارها أبيض من اللبن، وألين من الزبد، وأحلى من العسل والشهد
فالعمر والوقت نعمة من الله عز وجل، فمن شكرها
بطاعة الله عز وجل وأنفقها في سبيل الله تقول له الملائكة يوم القيامة (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون)
وكان السلف يبخلون بأوقاتهم وأنفاسهم أن تنفق في غير طاعة الله عز وجل،
وكانوا أحرص على أوقاتهم من حرصكم على دنانيركم ودراهمكم.
مات ابن لأبي يوسف تلميذ أبي حنيفة فوكل أحد جيرانه في غسله ودفنه لئلا يفوته درس من دروس شيخه أبي حنيفة.
كان ثابت البناني يستوحش لفقد التعبد بعد موته فيقول: يا رب إن أذنت لأحد أن يصلى في قبره فأذن لي.
يا من إذا تشبه بالصالحين فهو عنهم متباعد، وإذا تشبه بالمذنبين فحاله وحالهم واحد
******************************
يا من يسمع ما يلين الجوامد وطرفه جامد، وقلبه أقسى من الجلامد،
إلى متى تدفع التقوى عن قلبك وهل ينفع الطرق في حديد بارد.