بسم الله الرحمن الرحيم
اتى الشتاء ..!
كلمة جعلتهُ فعلاً يجيء حتى لو لم نرى اعظمَ طقوسه التي تأتِ برفقته عادةً
حتى لو لم يأتِ بـ الثلوج والامطار الغزيرة واظطررنا للمكوث بالمنازل من شدّة البرد بالخارج ..
بإمكاننا الآن أن نتخيّل اننا نقطنُ موسكو لو أحببنا ..!
تكفينا امطارنا البسيطة ونسماتنا الباردة لـ أن نضعَ ايادينا بـ اقرب كنزةٍ صوفية تُخرجُ لنا شيئاً منسي من الشتاءِ الماضي
يشعرنا بضرورة الشتاء وإحتياجنا لعودته حتى ولو لم يعد بالاشياء التي كانت برفقته ,
فـ هو كـ اعظم واجباته اتى بشيءٍ منها / منهم !
هذا الشتاء المملوء بروائحِ الذكريات والاصدقاء والاشياء التي تبعثُ الحميمية من حيثُ لاندري
هذا الذي تشعر انّه يتلبّس كل اشيائك ويحيلها لشيءٍ يتجاهلُ كلّ الاشياء إلا احتياجهُ للدفء والثرثرة
ولايخذلكَ ابداًّ !
لابدّ أن يباغتكَ بهِ طفلاً صغير يبحثُ عن دفءٍ كنتَ تنتظره من شخصٍ اكثرَ إحتواءًا فـ اكتفيتَ منهُ دفءًا
لابدّ أنّ هناك من يصنع لكَ فيه الحليب الساخن .. لابدّ انّك سـ تشتاق لرائحةَ النار والذرة المشوية
يداكَ وصدرك لن تبردَ هذا الشتاء .. اجعلهُ لايفعل ذلك حتى ولو بتفاصيلٍ لا تشعرُ بها لكنّها موجودة لـ تفعل !
لابدّ انّ لديكَ معطفاً يحملُ رائحتهم .. ومن دونِ مبالغة ابحث بهِ عن اصواتهم !
فـ المعاطف الشتوية اكثرُ الاوفياء وصالاً !
درجةُ الحرارةِ هنا منخفضةً جداً , اجتمعنا من اركانِ المكانِ الاربعة لـ نلتقي في المنتصف حولَ مدفئةٍ تشبهُ شيئاً نحتاجه
تشبهُ الحكايا والاسرار, تشبهُ الجنون الذي نترقبّه لـ يبعثر روتينَ الفصول السابقة
تشبهُ الخروج عنّا قليلاً , تشبهُ أعماقنا كثيراً كثيراً كثيراً !
حقيقةً لا ادري ماذا يخبء فينا هذا الشتاء من تفاصيل .. لا اريدُ التنبؤ بشيء فـ ليأتِ كما لا اعلم ..
بعضُ الاشياء تبدو أجمل حينَ لا ننتظرها وتأتِ!
كلّ مااردناه حينَ قدمنا من اركاننا حاجتنا للدفء والثرثرة ,
حاجتنا لـ ذاكرةٍ تحملُ شتاءً جميل اجتمعنا بهِ بمكانٍ ما لـ نتركَ فيهِ الكثير منّا ..
لنعودَ بعدَ شتاءاتٍ كثيرة نحملُ بقلبنا الحنينَ
لهذا الشتاء وهذهِ الصحبة ..!