ثوران رحيلها سكب مدائن الحزن بأوردتي …….
آمــــــــــاه …………
نزاع صارع عالمي ……..
برحيلكِ من بين أحضاني ……..
وغزو حروب وزلازل حل بي …….
ودمار كامل شل كياني ……..
آمـــــــــــاه ……
يا رمز الصبر والقوة والتحدي ……….
يا نبع الشموخ والعزة ….
دواء أنتِ ……
وأكبر داء فراقكِ ……..
أشتاقكَ غاليتي ……..
آمــــــــــــــاه ………..
هل سامحتني عندما قصرت بحقكِ ؟؟؟
وهل سامحتني عندما أغضبتكِ ؟؟؟؟
مرت السنين ……
وأنا أتعثر وأرتكب الحماقات وأنتِ بكل
الطيب والحب تغفرين وتسامحين ……
كم أشتهي أن أضع رأسي بين
أحضانكِ ……
وكم أشتهي نظرة عيناكِ …….
وكم أشتهي همس شفاهكِ ………
كي أسد بها رمق جوعي وليهب عطشي
إليكَ ……..
وحانت لحظات فراقكِ غاليتي ……..
لم ولن أنسا يا قبس النور ……
توجهت لكِ وكنتِ منهكة تصارعين
المرض ……
أقبلتُ وقبلت جبينكِ ويداكِ …..
وكانت أخر كلمات أسمعها من
ثغركِ …….
أرجوكِ أمي هل أنتِ راضية عني ؟؟
أجبتِ بكل الإنهاك والتعب ……….
رضي الله عنكِ يا أبنتي …….
فقلتيها وغرقتِ عيناكِ بالدموع …….
وفي اليوم الذي يليه صـــحـــووووت علي نكبة
رحيلكِ …..
تمنيت أكون بأطراف الكفن معكِ …….
عرفتُ بعدها أني فقدتُ كل ما
أملك …….
فقدتُ عواصم الحب ومدن الحنان
والعطف ……
أصبحتُ مثلكِ …….
أقتص العمر منكِ التعب والمرض …..
وأقتص العمر مني شواطئ الراحة في
اغترابكِ …..
وأنتشل من جسدكِ الروح ……
وأنتشل من جسدي السكون
والأمان ……
أختصر كل معاني الحياة في لحظات …….
وأختصر معاني الحياة بداخلي حتى
الممات …..
فقدتُ الكثير ……..
ولكن لن أفقد روحكِ فهي تسكنني …..
ولن أدع لذكرى تحتلينها سوى روعة حضوركِ
ورقه عبيركِ ……
آمـــــــــــــاه ……….
أحتاجكِ رغم كل أوجاع جسدي القتيل ….
وأشتاقكِ رغم أن اللقاء بكِ قد أصبح
مستحيل ……
وأحبكِ رغم أن الحب لن يفيكِ غير
القليل …….
وأعشقكِ رغم أن عشقكِ لا يوجد له
مثيل …..
وأزرع مسافات الألم بعبق وجهكِ
الأصيل ………
وأروي ظمأ روحي بشفق ابتسامتكِ وقلبكِ
النبيل ….
أعترف وأعلنها لا ولن يوجد لكِ
بديل ……
فأنتِ أعظم نغم وأقدس مخلوق عرفته
بمشواري الطويل …….
أدعو الله أن يصبر قلبي لرحيلكِ …..
وأدعوه أن يجمعني وإياك في جنات
النعيم …..
لا تقلقي غاليتي ……
فقد كسا الحزن معالم وجهي وعمري …..
ولكن البسمة لازالت تترقق فوق
شفاهي ……
وقبس الأمل والأشراق يسكننني ….
ملاحظة : وليدة اللحظة …..
من نبض القلب لروح والدتي الطهارة ……
رحمها الله وأسكنها جنات النعيم ……
