التصنيفات
خواطر وعذب الكلام

الحلم المؤلم – رائعة

كلما ارجع بذاكرتي إلى الوراءقليلا.. اتذكر احلامي الوردية التي كنت أنت فارسهاالجميل الذي يمتطي حصانا ناصع البياض.. و يركض إلي وأنا واقفة امام البحر أشكو له احزاني وآلامي..تندفع إلي بلهفةالعاشق المجنون و سرعان ماتختطفني من شرودي ويأسي وترفعني لتجلسني امامك ..و قد مسحت عن خدي دموعا حارة جعلته ورديا اللون تضمني إلى قلبك بكل حنان وأشعر بالدفءو الحب يمتلكانني..ننطلق بحصانك الأبيض الذي يشق بنا الآفاق ومن ثم يفتح أجنحته الكبيرة البيضاء ويطير بنا إلى السماء… ومابعد السماء والى ما ليس لنا‎ ‎به علم..نطير ونطير إلى حيث ما يعلمه الا الله..رسمتك في قلبي ذلك الفارس الحبيب الذي ينتشلني من الرمال إلى السماء..من الألم إلى السعادة.. حيث يكون معي حبيبا وعاشقا وخليلا..بعيدا عن الألم والوحشة والعزلة..

ولكن…

بعد كل هذه الأحلام الهنية والسعيدة..استفيق.. وأشعر انك بقربي..نعم.. أستطيع ان ارى ملامح وجهك الذي رسمته في قلبي كالبدر..ارى وجهك وارى فيه ملامحا أجهل تفسيرها..

روحي.. هي الوحيدة التي استطاعت ان تهمس في أذني وتخبرني عن سر ملامحك..

همست تلك الروح في أذني قائلة:ليس هذا من حلمت به يوما..وسقيته من كأس حبك وحنانك..صحيح انه من أحببته وإنما ليس من حلمت به..ليس في عينيه ملامح الاشتياق أو اللهفة..

إنما هي ملامح استفهام واستغراب..

نظرت إلى الأرض و تمنيت لو اختفي امام نظراته التي هدمت فيني كل احلامي وآمالي..قال لي:أنت التي كنت ترسلي روحك في طلبي..مرارا وتكرارا..تلك هي روحك؟كم هي رقيقة..كم كنت اتمنى معرفة صاحبة تلك الروح ..إلى ان جاء هذا اليوم ..ولكن كيف عساي ان أخدمك..هل أستطيع مساعدتك بشيء؟.

لم أكن في هذه الأثناء أجرؤ على الكلام فالحروف كادت تختنق من شدة المفاجأة..وهولها..نظرت إلى القمر وفي عيناي آلاف الدموع المتزاحمة..

فأشار إلي برقة أن اطير اليه..نظرت إلى روحي وجدتها متمسكة بي وفي عيونها بوارق من الرجاء و الأمل..همست لي ارجوك لا ترحلي عني..

قلت لها من لي سواك..ولكن ساطلب منك طلبا صغيرا..أبقي مع هذا الفارس قليلا واسأليه عن قلبه..

نظرت إلى يداي وجدت عليهما جناحان أبيضان كالثلج..مشيت بخطوات هزيلة إلى البحر ..إلى ان ابتلت قدماي شعرت بالبرد يتسلل إلي..نظرت إلى القمر مجددا وجدته يدعوني لعنده..وفجأة تحرك جناحاي بدون ارادتي.. طارا بي إلى النجوم إلى حيث السماء المظلمة..

تلك الروح الوفية..نظرت إلى الفارس بأسى ولوعة: هل شعرت بها..؟.أنا أشعر بأنها تتمنا قلبي وامتلاكه..ولكن كيف اساعدها وقلبي ليس معي.. أين قلبك؟ .. قلبي بين يدي فتاة احبها وتحبني وتتمناني واتمناها.و روحك؟تحلق حول حبيبتي وتحميها وقلبي من كل خطر..هل أنت مجرد من كل شيء..روحك وقلبك؟لا ..أنااعيش مع حبيبتي تظلنا السعادة ويغمرناالحب والوئام..قالت الروح والألم يعتصرها:وهل شعرت بالحب الذي تكنه لك والذي تنطق به عيناها..لا لم أشعر بشيء تجاهها..وما المهم ان كانت كذلك فهي حرة بمشاعرها..تهبها لمن تشاء..نظرت الروح وشعرت بأنها تكلم شخصا لا يتأثر بدموع ولا بدماء..قالت له..الا تواسي قلبا هام في حبك سنوات طوال..وآلمه الشوق للقاك؟..نظر الفارس واعتذر..وقال..كنت أرجو الا تذهب ..لكي أقول لها انه يستحيل علي ترك حبيبتي من أجلها ..ولكنها ذهبت فقولي لها ايتها الروح اني آسف ..آسف..نظرت الروح اليه مودعة ودمعة حارة سقطت منها ..وطارت ..طارت الروح لتبحث عن جسدها وقلبها..وقد شعرت بالرسالة ..تعتصرها..وتخنقها..
الما وحزنا وخوفا…ويأسا.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.