التصنيفات
قصص وروايات

إشتباك مع الذات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

وها أنا أضع بين أيديكم محاولتي لكتابة قصة .

أرجو أن تنال الرضا والقبول ….
إشــتــبـــاكـــ مــع الــذات

وقفت أمام المرآة ،
تنظر إلى وجهها وجسدها تتفقد أنوتثها

فوجدت أنها قد اكتنزت من الأنوثة ما أشبع عينيها

وظلت تقارن نفسها بما تراه الآن وماكان منها في السابق

تنهدت ااااااه

قالت الآن أكملت عامي السابع والعشرين

الآن أنا امرأة ناضجة ،،

تمخطرت قليلاً ثم جلست على كرسيها المتحرك وسرحت بخيالها

تنهدت ،تذكرت أنها دخلت عالم الزوجية وهي صبية في عامها السابع عشر ،،

وكان عقلها كما جسدها لم ينضج بعد،،

وبقيت تداهمها الأفكار ،

تنهدت تنهيدة طويلة ،وقالت لحالها وماذا بعد؟

أيعني هذا أنني ابتدأت !

في لحظةٍ امتزجت عليها اللحظات

وتذكرت أنها وحدها من دفعت ذلك الثمن

ثمن الوحدة والفراغ العاطفي الذي يسكنها ،

مضى من عمرها عشر سنوات

في انشغال بين واجبات زوجها ورعاية أطفالها ،

لم تلتفت لرغباتها

كانت منهمكة في إرضاء الجميع ،

وتجد نفسها أمام زوجٍٍ

لا يعِيها ولا يعرفُ مابها ولا يهُمه أمرها ،

فكرت بكسر ذاك القيد ،

وسألت نفسها أيعقل هذا ؟!

أن أتحرر من ذلك القيد!

بعد عشر سنوات أبدأ من جديد ،

بعد عشرسنوات وقد أنجبت أطفالي ،

ترد

نعم ولما لا ؟

الآن اكتملت أنوتثي
الأن أصبحت امرأةً كاملة،،

ولكن !

كيف لي أن أكسر ذلك القيد ؟

أو العقد الذي سماه زواج ،،

كيف أتمرد عليه ؟

وأعلمه أنني لم أجد لي حياة معه ،

اختلطت عليها الأفكار وتزاحمت في رأسها ،

و تعالت الأهاااات وكثرت التنهدات ،

لكن كيف سأقول له

ماذا سأقول لقد سئمت تجاهلك

سئمت وضعي معك،،

سأقول أنا الآن امرأة واعية تطالب باستقلالها منك

لن أكمل معك الطريق ،

اااااه سأقول له ذلك لن أتراجع عن قراري ،

وظلت تهيم في أرجاء البيت تبحت عن شئ ولا تدري لماذا تجول .

لعلها تتفقده قبل أن تغادره ،

وبقيت على حالِها تدور وتدور وتدور ،

خطت قدمِها حُجرة أطفالِها

تأملت أحبابها وهم في سباتٍ عميق ،

اااااه وهؤلاء لم أحسب لهم حسابي،

يالأنانيتي

هؤلاء من أحببتهم

هم فلذة كبدي

هم قرة عيني

ااااااه أولادي نعم أولادي أتركهم وأغادر لأرضي غروري ،،

لا لن أتفوة بكلمةٍ اليوم

لن أطالب بفكاك قيدي الآن

لن تكون لحياتي بعد أطفالي حياة

هم نبع حناني ،

يالي من مغرورة أنانية

تحسست جميع أنوتثي

ولم أتحسس نبض قلبي ،

أطفالي أحبابي هم نبض قلبي ،

تمد يدها لتغطي أطفالها بحنان

تقبلهم في وجنتيهم ،تطمئنهم إنها مازالت معهم ،،

وبخطئ متثاقلة تخرج زاحفة ،

وتعود لكرسيها المتحرك وتعاودها الأفكار تزاحمها ،

قيدي أضناني ،

أءفك قيدي منه أم قيد أمومتي ؟

صعب الاختيار

صعب عليّ أن أختار نفسي عن أطفالي ،

بعمر السابعة والعشرون أجد نفسي زوجة ممزقة تتربص

الفرص لتفك قيدها ،

هزت كرسيها بقوة لعلها تخرج تلك الأفكار

لعلها تنفتها بعيداً عنها ،

وتسارعت وتزاحمت تلك الأفكار ،

وبدأت تأخد النفس يتلوه الأخرفي ثواني معدودات ،

ياإلهي لحظات مرت كأنها دهر ،

اااااااه ماذا أصابني ماذا دهاني ،

لما هذا التغير!

أفقدت عقلي، لم أعد أعرف ما أُريد ؟

أطلقت زفيرها مرة ومرات ،

تنهدت ،

في لحظةٍ ارتسمت على مخيلتها لحظات

استعادت لحظاتٍ كانت قد تناستها ،

وتزاحمت تسابقت عليها تلك اللحظات ،

أيهم تخرج لها قبلاً

أيهم الأفضل لتبدأ بالسرد لها،

وبدأت تسترد كل الذكريات ،

وترد عليها

نعم ولكن لم يهتم بي

لم يشعرني كم هو بحاجتي

لم أكن يوماً قريبة منه

لم ولم ولم ،

نعم كنت أنتظر أن يحس بي يوماَ

لكن طال إنتظاري ونفد صبري ،

لم أعد أتحمل ،

لم أعد أبالي به،

أيتها الأفكار أتركيني وحدي رجاءً .

وتفرض نفسها تلك الأفكار ،

تخبرها وتسألها هل كان قاسياً معك ؟

تجيب لا ،

هل مارس طقوس القهر معك ؟

تجيب لا ،

وهل ؟

تجيب لا ولا ولا

كنت معه لم أعرفه

ولم يفكر بي يوماً ، ولم يهتم بي ،

أيتها الأفكار أرجوك أتركيني الأن ،

تعبت منك لا أريد أن أفكر أرهقتني أيتها الأفكار ،

إذهبي عني إتركيني اتأمل نفسي دونك أرجوك أتركيني بسلام ،،

أغمضت عينيها برهة

تنفست،

هدأت وأستمرت في الهدواء .

عادت لتجول أرجاء البيت تبحث عن شئ مفقود ،

وقفت مرةً أخرى على حجرة أطفالها ،

تتأملهم أحبابها

ذرفت دمعة

وأخرى

ولم تحتمل

ثم أذرفت ماتبقى منها من الدموع ،

حزنت وهي ترى البراءة تغوص في نوم عميق

وهي تدبر بغفلةٍ منهم فكاكها ،

تسأل نفسها ،

أي فكاك هذا !؟

وبقيت متحجرة

على باب حجرة أطفالها

تتأملهم

تشتاق لهم

وهم أمام ناظريها

تهزها المشاعر

ينتابها حزن عميق ،

وبقيت

تلوم تلك الأنثى الذي داهمتها في لحظات

لتزرع بداخلها بذرة قنوط ،

حضنت أصغر أطفالها

بقيت بجانبهُ تسمح على جبينهُ

وهو يغظ في نومٍ عميق ،

تتأملهُ

تخرج الإبتسامة من ثغرها

قربتهُ لحضنها .

وبدأت تثور

على تلك الأنثى الأتية في لحظات

غضبت على تلك الأنثى الحائرة .

صرخت صرخةً من الأعماق

صرخت بلااااا

لن أترككم أطفالي

لن أترككم أحبابي

لن أتبع تلك المراة الغاضبة

ساتمرد عليها ،

سأبقى لأطفالي ولن أبرحَ هذا المكان ،

هذا المكان الذي بنيت فيه أسرتي

هذا المكان الذي تعالت ضحكاتكم فيه

هذا المكان الذي إسمه بيتي

اااااه نعم بيتي ،

لن أتركه أحبابي

لن أترككم أطفالي

لن أدع تلك المراة تنسيني ما صنعتُ بتلك السنين ،

لن أدعها تهزمني

لن أدعها تغتالني

ساطردها من رأسي

لا بل ساغتالها من رأسي

سادمرها لأجلكم أطفالي

سادمرها أوعدكم وسابقى معكم ولن أبرح مكاني هذا

ابداً ابداً ابداً ….

من بنان أفكاري.

( قطر الياسمين )..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.