في مملكة البحرين ………….يــــــــســــــــر
في مملكة البحرين ………….يــــــــســــــــر
وأقول لك أخي الحبيب:
إن من حب الله تعالى لعباده ورحمته بهم لم يجعل قرب قلوبهم منه في الصلاة فقط أو في قراءة القرآن فقط -رغم عظم أهميتها في تحريك القلوب نحو الخير-، وإنما شرع لمصلحتهم ولإسعادهم فروضا كثيرة "أي يثاب فاعلها ويأثم تاركها"، وسننًا أكثر كثيرًا لتنويع وسائل القرب منه,من هذه الوسائل:
1- الاستعانة بالله ودعاؤه ليرقق قلبك : (وقال ربكم ادعوني استجب لكم)، وسيستجيب سبحانه في الوقت الذي يرى فيه مصلحةً لك، فإن أجَّل الاستجابة فقد يكون سبب ذلك مثلاً أن يدرّبك على الصبر لإعدادك لاقتحام الحياة واستكشافها بهذا الصبر والسعادة فيها، أو التأجيل لرفع درجات في الآخرة بكثرة دعائك، أو نحو ذلك.
2-حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين: وذلك من خلال تدبر نعم الله وأفضاله وأرزاقه وشكره عليها باستشعارها بالقلب، وحمدها باللسان، واستخدام أعضاء الجسد فيما خلقت له من أعمال حسنة، وحب النبي صلى الله عليه وسلم من خلال العيش في ضلال السنة المباركة والسنة المطهرة ,وحب المؤمنين، كل ذلك يرقق القلب..
ألم يقل صلى الله عليه وسلم: (ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد بهنَّ حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار) أخرجه البخاري ومسلم.
3- المشاركة في الأعمال الخيرية الاجتماعية.. ألم ينصح صلى الله عليه وسلم الرجل الذي اشتكي إليه قسوة قلبه أن يرقِّقه بفعلها، فقال له: (امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين) أخرجه أحمد بسندٍ حسن. ومن ذلك حب المسلمين وسلامة الصدر نحوهم وعدم حمل أي ضغائن لهم.
4- المواظبة على الصلاة في مواعيدها وفي جماعة ، وقراءة بعض آيات من القرآن وبعض الأذكار بتدبرٍ وباعتدالٍ دون شدَّة أو وسوسة، فليس المهم كثرتها، ولكن المهم الاستفادة منها، مع الصبر على ذلك، وسيأتي اليوم بإذن الله الذي تنتفع بها ويرق قلبك لها، فإن المواظبة في ذاتها، والصبر في ذاته، كل منهما يرقق القلب!
5- غضِّ البصر يرقق القلب ما دام من أجل الله! ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: (النظرة سهمٌ مسمومٌ من سهام إبليس، فمن تركها من خوف من الله، أثابه الله عز وجل إيمانًا يجد حلاوته في قلبه) أخرجه الحاكم وصححه.
6-استحضار نوايا الخير في كل عملٍ أنه لله، وحبًّا فيه، وطلبًا لثوابه لا لأحدٍ من الناس، يرقِّق القلب.. ألم يقل صلى الله عليه وسلم عن صنفٍ من الأصناف السبعة الذين: (يظلهم الله بظله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله… ورجلٌ ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه) جزءٌ من حديثٍ أخرجه البخاري ومسلم.
وكل نيةٍ أو قولٍ أو فعلٍ أو فكرٍ في الإسلام له دوره في ترقيق القلب وقربه من ربه وتوكله عليه وإحسان معاملاته، فيحيا المسلم سعيدًا مطمئنًا في الدنيا ومستبشرًا بانتظار أعظم الثواب وأعلى الدرجات في الجنة في الآخرة.
7- محاولة تشخيص أسباب التقصير، وعلاجها بفعل عكسها.. فإن كان السبب مثلاً كثرة الصغائر أو الإصرار على بعضها ، فيكون العلاج بالتوبة منها والعزم على عدم العودة إليها، واجتهد في مقاومة الشيطان بتقوية إرادتك ببعض الشعائر التي تقويها كالصيام وقيام الليل مثلا، وببعض المعاملات كحفظ اللسان وغض البصر مثلا.
وإن كان السبب مثلا كثرة المشاغل، فلتجتهد، في جعل خلوةٍ لنفسك يوميًا ولو لبضع دقائق للتدبر أو للذكر، مع استحضار نوايا الخير في مشاغلك الدنيوية واتقاء الله فيها حتى تكون طاعات لله سبحانه ترقق قلبك ولا تُقسيه.
7- التواجد في أوساط صالحة، فيذكركِ أحدهم بخير، وآخر يذكرك بخيرٍ آخر، وثالث يذكرك بخيرٍ ثالث، وهكذا.. خيرٌ على خير، ورقةٌ على رقةٍ حتى لا يبقى في القلب مكان لقسوة!
8-معرفة الله وتأمل في آيات الله في القرآن والكون:
فأعظم سبب تلين به القلوب لله عز وجل وتنكسر من هيبته المعرفة بالله تبارك وتعالى، وما من شيء في هذا الكون إلا ويذكره بذلك الرب.فمن عرف الله رق قلبه من خشية الله تبارك وتعالى.
ومن يديم التفكر في ملكوت الله،والتدبر لآيات الله , يجد في قلبه رقة و خشوع وانكسار إلى الله تبارك وتعالى.
9- تذكر الموت وزيارة المقابر:
فما من إنسان يتذكر الموت ويتعظ به ويديم زيارة المقابر إلا رق قلبه وخشع .
10- قراءة سير السلف الصالح والعيش معها .
وثق أخي الحبيب أن الله لن يُخيّب من اقترب منه ودعاه قال تعالى:
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين). وفقك الله وأعانك.. ولا تنسانا من صالح دعائك.
:f55: بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني وأخواتي الكرام ……
إن الله لا ينسا عبده الصالح أبدا وهذه القصة قصة حقيقية لأمرأة عرفت الله
فلم ينساها أبدا في محنتها وأتمنى أن نأخذ منها العبر والعظات ..
( حكاية امرأة صالحة )
إنها امرأة صالحة تقيّة تحب الخير ولا تفتر عن ذكر الله ، لا تسمح لكلمة نابية أن تخرج من فمها . إذا ذكرت النار خافت وفزعت ورفعت أكف الضراعة إلى الله طالبة الوقاية منها .
وإذا ذكرت الجنة شهقت رغبة فيها ومدّت يديها بالدعاء والابتهال إلى الله أن يجعلها من أهلها .
تحب الناس ويحبونها وتألفهم ويألفونها .
وفجأة .
تشعر بألم في الفخذ وتسارع إلى الدهون والكمادات ولكن الألم يزداد شدة .
وبعد رحلة في مستشفيات كثيرة ولدى عدد من الأطباء سافر بها زوجها إلى لندن وهناك وفي مستشفى فخم وبعد تحليلات دقيقة يكتشف الأطباء أن هناك تعفناً في الدم ويبحثون عن مصدره فإذا هو موضع الألم في الفخذ .
ويقرر الأطباء أن المرأة تعاني من سرطان في الفخذ هو مبعث الألم ومصدر العفن .
وينتهي تقريرهم إلى ضرورة الإسراع ببتر رجل المرأة من أعلى الفخذ حتى لا تتسع رقعة المرض .
وفي غرفة العمليات كانت المرأة ممددة مستسلمة لقضاء الله وقدره.
ولكن لسانها لم ينقطع عن ذكر الله ، وصدق اللجوء والتضرع إليه .ويحضر جمع من الأطباء فعملية البتر عملية كبيرة ويوضع الموس في المقص وتدنى المرأة ويحدد بدقة موضع البتر وبدقة متناهية ووسط وجل شديد ورهبة عميقة يوصل التيار الكهربائي وما يكاد المقص يتحرك حتى ينكسر الموس وسط دهشة الجميع.
وتعاد العملية بوضع موس جديد وتتكرر الصورة نفسها وينكسر الموس .
وما يكاد الموس ينكسر للمرة الثالثة لأول مرة في تاريخ عمليات البتر التي أجريت من خلاله حتى ارتسمت علامات حيرة شديدة على وجوه الأطباء الذين راحوا يتبادلون النظرات !
انعزل كبير الأطباء بهم جانباً وبعد مشاورات سريعة قرر الأطباء إجراء جراحة للفخذ التي يزمعون بترها .
ويا لشدة الدهشة !!
ما كاد المشرط يصل إلى وسط أحشاء الفخذ حتى رأى الأطباء بأم أعينهم قطناً متعفناً بصورة كريهة .
وبعد عملية يسيرة نظف الأطباء المكان وعقموه .
صحت المرأة وقد زالت الآلام بشكل نهائي حتى لم يبق لها أثر .
نظرت المرأة فوجدت المرأة رجلها لم تمس بأذى .
ووجدت زوجها يحادث الأطباء الذين لم تغادر الدهشة وجوههم فراحوا يسألون زوجها هل حدث وأن أجرت المرأة عملية جراحية في فخذها ؟
لقد عرف الأطباء من المرأة وزوجها أن حادثاً مرورياً تعرضا له قبل فترة طويلة كانت المرأة قد جرحت جرحاً بالغاً في ذلك الموضع وقال الأطباء بلسان واحد إنها العناية الإلهية .
وكم كانت فرحة المرأة وكابوس الخطر ينجلي وهي تستشعر أنها لن تمشي برجل واحدة كما كان يؤرقها .
فراحت تلهج بالحمد والثناء على الله الذي كانت تستشعر قربه منها ولطفه بها ورحمته لها .
إخوتي .. أخواتي ….
هذه القصة نموذج من نماذج لا حصر لها من أولياء الله الذين التزموا أمره وآثروا رضاه على رضا غيره
وملأت محبته قلوبهم فراحوا يلهجون بذكره لا يفترون عنه حتى أصبح ذكر الله نشيد عذب لا تمل ألسنتهم من ترديده بل تجد فيه الحلاوة واللذة وهؤلاء يقبلون على أوامر الله بشوق ويمتثلون أحكامه بحب
والله سبحانه وتعالى لا يتخلى عنهم بل يمدهم بقوته ويساعدهم ويمنعهم بعزته
وبعد ذلك يمنحهم رضاه ويحلهم جنته
قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى
إذا جمع الداعي مع الدعاء حضور القلب وصادف وقتاً من أوقات الإجابة الستة (وهي:-الثلث الأخير من الليل ، وعند الأذان ، وبين الأذان والإقامة ، وأدبار الصلوات المكتوبة ،وعند صعود الإمام المنبر يوم الجمعة حتى تقضى الصلاة ،وآخر ساعة بعد عصر يوم الجمعة أيضاً ) ،
وصادف خشوعاً في القلب
وانكساراً بين يدي الرب
وذلاً وتضرعاً ورِِقة
واستقبل الداعي القبلة وكان على طهارة
ورفع يديه إلى الله
وبدأ بحمد الله والثناء عليه
وثنى بالصلاة على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم
ثم قدّم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار
ثم دخل على الله وألحّ عليه في المسألة
وتملقه ودعاه رغبة ورهبة
وتوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده
وقدم بين يدي دعائه صدقة؛
فإن هذا الدعاء لا يكاد يُرد أبداً ..
ولا سيما إذا صادف الأدعية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها مظنة الإجابة أو متضمنة للاسم الأعظم (وهو:-الحي القيوم ،وقيل :- الله ، قال ابن حجر وأرجحها من حيث السند :"الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفُواً أحد ".
فما أحوجنا أحبتي لمثل هذا الفضل العظيم ..
منقول من
"الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي"
بسم اله الرحمن الرحيم
اخواني بالله السلام عليكم جميعا .
قد لايكون عندي موضوع جديد لكن عندي كلمات قراتها بدفتر عتيق جدا لجدتي الله يرحمها ويكرم نزلها هذه المراه التي عاشت زاهده وهي الغنيه التي تملك ثروه وزعتها بحياتها قبل ان تكبر اوتموت واكتفت بغرفه بسيطه ببيت والدي فهي متدينه ملتزمه وحافظه للقران علمت نفسها القراءه والكتابه دون مدرسين لاتخرج من المنزل الالواجب كعزاء اوطبيب ليست كالنساء لاتذهب لشاي ضحى ونميمه لايهزها عرس اوحفله اوفستان.لاانسى صوتها بالليل والجميع في منزلنافي سبات عميق الاهي ترتل كلام الله لااريدان اطيل لكناليكم هذه الجمله التي وجدتها بدفترها ولااعلم من قائلها بصراحه لكنهااعجبتني واثرت بي***
**ان لله عباد فطن *طلقوا الدنيا وعافوا الفتن*
لما نظروا بها علموا انها ليست للحى وطن****
بالنهايه علمت ان الدنيا لاتسوى ان اضيع بها الاخره لا ملابس ولا حقائب ولا سيارات بل انتهزت كل دقيقه بهاحرصتت على صلاة النوافل وانتبهت الى ان النقود لاتنفع اذا بخلت بها على فقير وان القران اكبر فرصه لزيادة الحسنات
دخل على أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور فوجد أمير المؤمنين
يأكل من طبق من اللوز والفستق.
فألقى أبو جعفر المنصور إلى أشعب بواحدة من اللوز
..
فقال أشعب: يا أمير المؤمنين ثاني اثنين إذهما في الغار
فألقى إليه أبو جعفر اللوزة الثانية..
فقال أشعب : فعززناهما بثالث فألقى إليه الثالثه..
فقال أشعب : خذ أربعة من الطير فصرهن إليك فألقى إليه الرابعة..
فقال أشعب : ويقولون خمسه سادسهم كلبهم فألقى إليه الخامسة والسادسة..
فقال أشعب : ويقولون سبعه وثامنهم كلبهم فألقى إليه السابعة والثامنة..
فقال أشعب : وكان في المدينة تسعة رهط فألقى إليه التاسعة
..
فقال أشعب : فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة
فألقى إليه العاشرة..
فقال أشعب: إني وجدت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين
فألقى إليه الحادية عشر.
.
فقال أشعب : والله يا أمير المؤمنين إن لم تعطني الطبق كله لأقولن لك
وأرسلناه إلى مائه ألف أو يزيدون
.. فأعطاه الطبق كله!.
هذا هو أشعب وهذا هو طمع أشعب
وبرغم من ذلك كله فانه كان يحفظ القران عن ظهر قلب./
"يا ودود يا ودود ، ياذا العرش المجيد ، يا مبدئ يا معيد، يا فعالا لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملئ أركان عرشك، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك و أسألك برحمتك التي و سعت كل شيء، لا إله إلا أنت،يا مغيث أغثني ، ثلاث مرات"
فلا تدعها تقف عندك
جزا الله معدها ومرسلها خير الجزاء
لقد وضع الله سبحانه وتعالى من خصائص الموت مايجعل
الأنسان يفيق من غرور وجاه الدنيا ويذكره بقدرة الله سبحانه وتعالى
ِِ فأخفى الله موعد الموت … لماذا ؟
حتى يتوقعه الأنسان في اي لحظه فكلما اغتر تذكر أنه قد
يفارق الدنيا بعد ساعه او ساعات فرجع عن غروره ورجع الى الله سبحانه وتعالى .
ولو كان الله قد أعلم كلا منا بأجله وعصينا الله .. وطغينا في الحياة ..
وظلمنا الناس .. ثم نتوب ونستغفر قبل موعد الأجل بأشهر ..
في هذه الحاله تنتفي الحكمة من الحياة .
وإخفاء الله سبحانه وتعالى موعد الموت هو إعلام به ..
ذلك أن إخفاء الموعد يعني أن الأنسان يتوقع الموت في أي لحظه .
ولذلك فإنه إذا كان عاقلاً تكون عينه على الدنيا ،وعينه الأخرى على الآخرة ..
فإذا ارتكب معصيه فهو لايعرف هل سيمد الله أجله
الى أن يرتكب المعصيه ويتوب .. أم أن أجله قد يأتي وقت ارتكاب المعصيه ،
فلا يجد الوقت للتوبه .
ومايقال عن المعصيه يقال عن العمل الصالح ..
فلو أن موعد الموت معلوم .. لأجل الأنسان العمل الصالح إلى آخر حياته ..
ولكن الله يريد أن يكون الصلاح ممتداً طوال الزمن ولذلك أخفى موعد الموت ..
ليعجل الناس بالأعمال الصالحة قبل أن يأتي الأجل ..
فكان إخفاء الموعد فيه رحمة من الله للبشر ..
رحمة بأن يخافوا المعصيه أن تأتي مع الأجل ..
ورحمة بأن يسارعوا في الخيرات حتى لايفاجئهم الأجل
منقوووووووووول
:030104_emM7_prv: :030104_emM7_prv: :030104_emM7_prv:
ولهذا لم يخالف أحد من الصحابة في تكفير من تركها متعمداً واعتباره خارجا من دين الإسلام.
روى الترمذي -وصححه- عن عبد الله بن شقيق العقيلي رضي الله عنه قال: (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة) وعبارة الراوي تشعر أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا متفقين على هذا الرأي. ولهذا لم ينسبه إلى واحد معين منهم. وهذا ما رواه أهل العلم وأصحاب الأثر عن الصحابة والتابعين وفقهاء الحديث.
فعن علي كرم الله وجهه قال: من لم يصل فهو كافر.
وعن ابن عباس: من ترك الصلاة فقد كفر.
وعن ابن مسعود: من ترك الصلاة فلا دين له.
وعن جابر بن عبد الله: من لم يصل فهو كافر.
وعن أبي الدرداء: لا إيمان لمن لا صلاة له ولا صلاة لمن لا وضوء له.
وقال محمد بن نصر المروزي في كتابه عن "الصلاة": سمعت إسحق -يعني ابن راهويه يقول: صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن تارك الصلاة كافر، وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم أن تارك الصلاة عمداً من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر.
وعن أيوب السختياني قال: ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه.
قال الحافظ المنذري بعد أن أورد هذه الآثار والأحوال: قد ذهب جماعة من الصحابة ومن بعدهم إلى تكفير من ترك الصلاة متعمدا لتركها حتى يخرج جميع وقتها منهم: عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، ومعاذ بن جبل، وجابر بن عبد الله، وأبو الدرداء: رضي الله عنهم ومن غير الصحابة: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعبد الله بن المبارك، والنخعي، والحكم بن عتيبة، وأيوب السختياني، وأبو داود الطيالسي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب وغيرهم. رحمهم الله تعالى"(الترغيب والترهيب ج1 كتاب الصلاة فصل الترهيب من ترك الصلاة تعمدًا).
هذا ما نقله الأئمة الحفاظ عن الصحابة ومن بعدهم في تكفير من ترك صلاة واحدة متعمدا حتى يخرج جميع وقتها، فكيف يكون رأيهم فيمن سلخ من عمره سنين تطول أو تقصر ولم يحن جبهته لله ساجدا في يوم من الأيام؟
هذا هو تارك الصلاة. فإما أنه كافر إذا تركها منكرا لها أو مستخفا بوجوبها. وإذا لم يكن منكرا ولا مستخفا فهو بين أن يكون كافرا مرتدا كما هو ظاهر الأحاديث، وظاهر ما أفتى به الصحابة ومن بعدهم، وأن يكون فاسقا بعيدا عن الله.
فأخف الآراء فيه أنه فاسق يخشى عليه الكفر. فمما لا ريب فيه أن الذنوب يجر بعضها إلى بعض، فالصغائر تجر إلى الكبائر، والكبائر تجر إلى الكفر.
ولهذا يجب على كل من ينتسب إلى الإسلام أن يراجع نفسه، ويتوب إلى ربه، ويصحح دينه، ويصمم على إقامة الصلاة.
كما يجب على المتدينين أن يقاطعوا كل تارك للصلاة، مصر على تركها، بعد أن يسدوا إليه النصيحة، ويأمروه بالمعروف، وينهوه عن المنكر.
قال الإمام ابن تيمية في تارك الصلاة: لا ينبغي السلام عليه، ولا إجابة دعوته.
وكذلك لا يجوز للأب أن يزوج ابنته من تارك للصلاة لأنه في الحقيقة ليس بمسلم وليس أهلا لها. ولا أمينا عليها، ولا على أولادها.
ولا يجوز لصاحب المؤسسة أن يوظف تارك الصلاة لأنه يعينه برزق الله على معصية الله، ومن ضيع حق الله الذي خلقه وسواه فهو لحقوق عباده أكثر تضييعا وإهمالا.
ومن هنا تتضح مسئولية المجتمع عن هذه الفريضة التي هي عماد الدين، والتي لم يجعل الله لأحد عذرا في تركها، إلا أن يكون مريضا مرضا أفقده وعيه بحيث لا يفهم الخطاب وما دون ذلك من الأمراض لا تسقط به الصلاة ولو كان قعيدا، أو مشلولا، أو مثخنا بالجراح.
فالشرع يقول للمريض: تطهر كيف استطعت، وصل كيف استطعت ولا تترك الصلاة، تطهر بالماء فإن لم تجد فتيمم صعيدا طيبا. صل قائما فإن لم تستطع فصل قاعدا فإن لم تستطع فصل مضطجعا على جنبك، أو مستلقيا على ظهرك، مشيرا برأسك، أو مومئا بحاجبيك كما قال تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم) التغابن:16.
المجتمع مسئول إذاً عن إقامة هذه الفريضة، وبخاصة كل ذي سلطان في سلطانه: كالأب مع أولاده الصغار، والزوج مع زوجته قال تعالى: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى)طه:132 وقال عليه الصلاة والسلام: (مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر)(رواه أحمد وأبو داود والحاكم بإسناد حسن). وقال تعالى: (يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة)التحريم:6.
فإذا كان الزوج حريصا على زوجته، محبا لها، وإذا كان الأب حريصا على أولاده، محبا لهم، فليحمهم من النار، وليأمرهم بطاعة الله تعالى، وأولها الصلاة.
روى أبو يعلى بإسناد حسن عن ابن عباس -قال حماد بن زيد ولا أعلمه إلا قد رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم- قال: (عرا الإسلام، وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم: شهادة أن لا إله إلا الله، والصلاة المكتوبة، وصوم رمضان).
وكفى بهذا الحديث وأمثاله زاجرا ورادعا لمن كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.