المرحلة الأولى : الاكتشاف والاهتمام
يبدأ الاتجاه نحو الخبرة بأن تكتشف أولا مجال عملك ، حيث أن معظم العلماء والخبراء لم يولدوا مفطورين بحرفية عملهم
فلم يكن "انتشين" عالما في الفيزياء ولم يكن
"موزارت " يلعب بالعود في رحم أمه ، لكن
معظم الأشخاص يبدؤون أولا بالشغف وحب
المجال الذي يعملون فيه ثم اكتشافه. وتمتلئ هذه
المرحلة في البداية بنوع من الطموح والرغبة
القوية في الوقوف على المعرفة الكمينة بمهنتهم
وقضاء أكبر وقت مهتمين بكل ما هو جديد في
مجالاتهم.
المرحلة الثانية : التعليم الذاتي المبكر
غالبا ما يلي الاهتمام المبكر والمتعة محفزات
العمل الذاتية ، فلاعب الجولف يذهب منذ الصغر
للأماكن الفسيحة لركل المزيد من الكرات ، بينما
يتدرب المغني والعازف على تلحين وغناء المزيد
من الأغاني بينما يقوم "مطور برامج السوفت
وير" بكتابة القليل من برامجه الأولية. ومن ثم
يتم اكتساب الثقة والتعمق في مجاله لكي يتفتح
عقله وتنمو مداركه في مجاله.
المرحلة الثالثة : التعلم الرسمي
تتضمن هذه المرحلة المزيد من التعلم الرسمي
في المجال الذي يعتزم الخبير احترافه وكسب
المزيد من المعرفة المبكرة وتوسيع نطاق العلم
بمهنته. ومن الندرة الشديدة أن نجد شخصا
خبيرا في عمله دون التعليم الرسمي المبكر ،
فهذا النوع من التعلم يمد الخبير بالإرشاد
والمعرفة الواسعة التي لا تكون متوفرة من خلال
التعليم الذاتي ، ومن ثم ستتطور مهارات
الشخص بسرعة كبيرة حتى يصل إلي الكفاءة
والإتقان.
المرحلة الرابعة التحدي والمهنية
وتحدث عندما يدخل الشخص في منافسة قوية
وجادة وكلما أصبحت أكثر مهنية في مجال عملك
كلما أعجب بك الناس وكلما زادت درجتك إتقانك
للمجال الذي أنت تهتم به وتبرع فيه. وتكون
المنافسة ناجحة لهؤلاء الذين تعرضوا لمناقشات
جادة وشديدة مع هؤلاء الذين عملوا من قبل في
نفس مجالهم وفي خبايا ودسائس مهنتهم.
المرحلة الخامسة: المحاولات الجادة في التطور الحرفي
حيث تقود روح التحدي والمنافسة إلي العمل
الجاد في عملية التطوير الذاتي للحرفة والتركيز
على مزيد من المنافسين الحرفيين الأمر الذي
سيقود حتما إلى العمل الجاد لتحسين المهارة
ومن ثم الحرفية الشديدة.
المرحلة السادسة: قهر المنافسين المحليين
وبالنسبة للأشخاص الذين يعتزمون الحرفية في
مجالهم وأن يكونوا خبراء أكفاء ، لا يجب عليهم
مطلقا أن يكونوا مجردين هاوين مستمتعين
بحرفتهم بل إن المطلوب منهم أكثر من ذلك بكثير
وهو أن يضعوا أنفسهم في مرتبة تليق بكونهم
خبراء أكفاء وان يرتقوا إلى أن يضعوا أنفسهم
في مصاف الخبرة الشديدة والتغلب وقهر
المنافسين المحليين ، مع عدم الوقوف عند ذلك
الحد والتسلم الى الكبرياء والغرور.
المرحلة السابعة : اختبار الحقيقة ومواجهة العمالقة
ويحدث ذلك عندما تتوقف عن اللعب مع الصغار
، وتدخل إلى مجال المنافسة واللعب مع العمالقة
وما نقصده هنا أن تتطلع إلى الخبرة الشديدة وأن
تكون أكثر شهرة وعالمية ، وأن تدخل إلى باب
آخر من المنافسة باب تطرقه ولن تجد فيه إلا
المنافسة الشديدة التي علمت نفسك وتدربت على
أن تواجهها لسنوات طويلة دون أن تلتفت إلى ما
يمكن أن يلحق بك من هزائم طالما أخذت من
العمل والجد والمثابرة والحرفية الشديدة ما
يؤهلك إلى مواجهة العمالقة.
المرحلة الثامنة : أدرك جيدا أنك لن تكون عالما بكل شيء
وهذه هي الخطوة التي يقف عندها معظم الخبراء
، فهم يعلمون الكثير لكنهم على يقين أنهم لم
يعلموا كل شيء ، بل عن البعض يعتقد أنه لم
يتعلم بعد الكثير مهما كانت أفقه وتطلعاته وهذا
النوع هو الذي يملك كل شيء ولن يكون
بمقدورهم ذلك وإن حدث ووصل إلى أذهانهم
بأنهم علموا بكل سيء وأن ذلك يكفيهم ، ستكون
هذه نهايتهم ويقفون فقط عند هذا الحد.
ومن هنا سنقوم بسرد القصة التالية لـ "آلان
جرينسبان Alan Greenspan " الذي شغل
منصب رئيس " الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي "
، لقد كان هذا الرجل شخص شديد الوقار لدرجة
أن الكثيرين أيقنوا أنه أفضل مصرفي في التاريخ
الأمريكي ، وعند توليه منصبه قام بجمع بعض
الخبراء حديثي التخرج وطلب منهم السماع إلى
آرائهم وعند فراغهم من أقوالهم أيقن تماما أن
أي شخص أقل منه منصبا يمكن أن يخبره بشيء
لم يكن على علم به. ومن ثم يجب أن ندرك جيدا
أن الخبرة هي رحلة مدى الحياة ، لن تكتمل أبدا
مهما كانت السرعة التي أنهيتها بها.