يا صوت الحق ..
هل تسكت عند الفجر أصوات الردى ..؟
وهل تسكن الأحزان جوف الأرض ..؟
وهل يخترق رصاص الغدر كل مساحات الحلم ..؟
وهل سيبقى بعد اليوم مكانٌ للعابثين ..؟
هل تعود البسمة لوجه طفل أفقدته المدافع الحنان ..؟
وهل ثمة ثمنٌ آخر لحبِّك غير الحياة ياوطني ..؟
فهذا اللهيب هنا لم تعد تخشاه الجموع الهاتفة لله والوطن ..
يقفز الأبطال فوق الجمر الذي أزكته رائحة العطشى ليوم عزة ..
وأشعلته الأيادي الآثمة …
وبعده لم يصبح رمادا ياسيدي …
فيا حلم الأجيال الوردي أنت ..
المشبع برائحة الموت ..
وأنات الثكالى ..
وآهات اليُتْم ..
يصرخ هذا الوطن في وجه غاصبيه بلا خوف
فأبدا لن تموت المشاعر الأبية على مرمى حجر
من النصر …
صارت الدموع رصاصا في صدور قاتليك ..
وهبطت الملئكة لنصرة مناضليك ..ليس سحرا
هذا ولا ضربا من الجنون ..
يوما ستروي الأجيال على رمالك كيف صار هذا
الوطن معشوقا تتلهف إليه كل الأفئدة ..
ويتصارع لأجله العاشقون مع بقايا أسراب الحقد
الملطخة أيديهم بدماء الأبرياء …
بعدك ياوطني ..تعلوا هاماتك في سماء الكون
وتشدوك الألحان عذبةً لتطرد أكوام الحزن التي
خلفها حراس أقبية الخراب ..
فيا صوت الحب لتصدح في كل الأسماع بلا وجل
بأن السيد آت ..
وأن العاشق قد التقى حبه الذي كان بعيدا ..
وأن النصر قد احكمته قبضات الرجال ..
وأن المجد لدينا صار وطنا .. والوطن لدينا
كان مجدا دائما في وجنة الشمس ..