التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

هل الأنبياء متساوون

هل الأنبياء متساوون
إحدى البنات سألتني السؤال التالي وحقيقة لم أستطع الرد عليه وأخبرتها أنني سأبحث لها عن الجواب أو أسأل لها شخصا ما ، كان السؤال هل الأنبياء يعتبرون متساوين ؟ لو كان الأمر هكذا ، لماذا يوجد نبي في كل مستوى من الجنة والنبي محمد في أعلاها السماء السابعة؟.

الجواب :
الحمد لله
إن العباد جميعاً خلق لله تعالى وهم عباده ، وهو سبحانه له الحكم وله الأمر من قبل ومن بعد ، ولقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يصطفي من الملائكة بعضهم على بعض ، وفضَّل بعضهم على بعض كتفضيل جبريل وميكائيل وإسرافيل ومالك ورضوان وغيرهم على من سواهم ، كما اقتضت حكمته وعدله أن يصطفي من بني آدم بعضاً منهم ، وأنه فضَّل بعضهم على بعض في المنزلة والمكانة والخيرية ، كما قال تعالى : ( الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس إن الله سميع بصير ) وقال سبحانه وتعالى ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ، منهم من كلَّم اللهُ ورفع بعضهم درجات ) وأخبر سبحانه وتعالى أنه قد اصطفى واجتبى من الناس هؤلاء الرسل فقال جل وعلا بعدما ذكر جملة من الأنبياء والمرسلين ( ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ) وقال تعالى ( والله فضَّل بعضكم على بعض في الرزق ) ، اقتضت حكمته أن يكون آدم عليه السلام هو أبو البشر ، واقتضت حكمته ورحمته وعدله أن يختار من ذريته أصفيائه من المرسلين والأنبياءالأنبياء والمرسلين أولوا العزم من الرسل وهم : محمد وإبراهيم ونوح وموسى وعيسى بن مريم عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، واختار وفضَّل عليهم جميعاً إمامهم وسيدهم وخاتمهم نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فهو بحق سيد ولد آدم ولا فخر ، وهو صاحب اللواء والشفاعة ، وهو الذي له المقام المحمود في الجنة التي لا تنبغي إلا لشخص واحد فقط وهو نبينا صلى الله عليه وسلم ، لهذا فقد أخذ الله تعالى العهد والميثاق على كل الأنبياء والمرسلين أنه لو بُعث محمد صلى الله عليه وسلم في حال حياة أحدهم فالواجب عليه اتباعه صلى الله عليه وسلم وترك ما معه إلى ما مع نبينا صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى : ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ، فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) ، وقال صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ( والله لو كان أخي موسى حياً لما وسعه إلا اتباعي ) ولما ينزل المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان فإنه ينزل حكماً بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ، ويكون تابعاً له صلى الله عليه وسلم . الكرام عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام ، وكان ممن اصطفاهم واختارهم وفضلهم على غيرهم من
وهذا كله بالنسبة لمكانتهم عند الله ، وأما بالنسبة لدينهم فدينهم واحد وقد اتفقوا جميعاً في الدعوة إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له ، وأما شرائعهم فكل شريعة خاصة به له ولقومه فحسب قال تعالى : ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ) أما شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهي أكمل وأفضل وأحسن وأتمُّ وأحب الشرائع إلى الله ، وهي ناسخة لكل شريعة قبلها ، ولا شكَّ أن الأنبياء يتفاوتون في الدرجة والمنزلة ، فهم درجات وطبقات وأفضلهم – كما سبق أولوا العزم الخمسة ، وأفضلهم على الإطلاق هو خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم ، وأما ما ورد من أحاديث صحيحة مثل ( لا تفضلوني على يونس بن متى ) وحديث ( والذي اصطفى موسى على العالمين ) فإنها كلها تدل على شدة تواضعه صلى الله عليه وسلم مع إخوانه الرسل الكرام ، وإلا فهو بلا شك أفضلهم على الإطلاق إذ كان إمامهم ليلة الإسراء في بيت المقدس ، وهو سيد ولد آدم يوم القيامة ، وهو الذي له الشفاعة الكبرى يوم القيامة دون غيره من المرسلين ، وهو القائل صلى الله عليه وسلم ( إن الله اصطفى من بني آدم قريشاً ، واصطفى من قريشٍ كنانة ، واصطفى من كنانة بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم ) فهو المصطفى من الخلق كلهم صلى الله عليه وسلم .
والله تعالى أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

نوح""عليه السلام"" – قصص انبياء

نوح""عليه السلام""

كان ود،وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر رجالا صالحين أحبهم الناس، فلما ماتوا حزنوا عليهم حزنًاشديداً، واستغل الشيطان هذه الفرصة فوسوس للناس أن يصنعوا لهم تماثيل تخليداًلذكراهم، ففعلوا، ومرت السنوات، ومات الذين صنعوا تلك التماثيل، وجاء أحفادهم،فأغواهم الشيطان وجعلهم يظنون أن تلك التماثيل هي آلهتهم فعبدوها من دون الله،وانتشر الكفر بينهم، فبعث الله إليهم رجلا منهم، هو نوح -عليه السلام- فاختاره اللهواصطفاه من بين خلقه، ليكون نبيًّا ورسولا، وأوحى إليه أن يدعو قومه إلى عبادة اللهوحده لا شريك له.

وظل نوح -عليه السلام- يدعو قومه إلى عبادة الله وحدهوترك
عبادة الأصنام، فقال لهم: {يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخافعليكم عذاب يوم عظيم} [الأعراف:59] فاستجاب لدعوته عدد من الفقراء والضعفاء، أماالأغنياء والأقوياء فقد رفضوا دعوته، كما أن زوجته وأحد أبنائه كفرا بالله ولميؤمنا به، وظل الكفار يعاندونه، وقالوا له: {ما نراك إلا بشرًا مثلنا وما نراكاتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين} [هود:27].

ولم ييأس نوح -عليه السلام- من عدم استجابتهم له، بل ظل يدعوهم بالليلوالنهار، وينصحهم في السر والعلن، ويشرح لهم برفق وهدوء حقيقة دعوته التي جاء بها،إلا أنهم أصرُّوا على كفرهم، واستمروا في استكبارهم وطغيانهم، وظلوا يجادلونه مدةطويلة، وأخذوا يؤذونه ويسخرون منه، ويحاربون دعوته.

وذات يوم ذهب بعض الأغنياءإلى نوح -عليه السلام- وطلبوا منه أن يطرد الفقراء الذين آمنوا به؛ حتى يرضى عنهالأغنياء ويجلسوا معه ويؤمنوا بدعوته فقال لهم نوح: {ما أنا بطارد الذين آمنوا إنهمملاقوا ربهم ولكني أراكم قومًا تجهلون . ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلاتذكرون}
[
هود:29-30] فغضب قومه واتهموه بالضلال، وقالوا: {إنا لنراك فيضلال
مبين } [الأعراف:60].

فقال لهم: {يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من ربالعالمين . أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون} [الأعراف:61-62] واستمر نوح -عليه السلام- يدعو قومه يومًا بعد يوم، وعامًا بعدعام، دون أن يزيد عدد المؤمنين، وكان إذا ذهب إلى بعضهم يدعوهم إلى عبادة الله،ويحدثهم عن الإيمان به، وضعوا أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوا كلامه، وإذا ذهب إلىآخرين يحدثهم عن نعم الله عليهم وعن حسابهم يوم القيامة، وضعوا ثيابهم على وجوههمحتى لا يروه، واستمر هذا الأمر طويلا حتى قال الكفار له:
{
يا نوح قد جادلتنافأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من
الصادقين} [هود:32].

فقال لهم نوح: {إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين . ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصحلكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون} [هود: 33-34]
وحزن نوح -عليهالسلام- لعدم استجابة قومه وطلبهم للعذاب، لكنه لم ييأس، وظل لديه أمل في أن يؤمنوابالله -تعالى- ومرت الأيام والسنون دون نتيجة أو ثمرة لدعوته، واتَّجه نوح -عليهالسلام- إلى ربه يدعوه، ويشكو له ظلم قومه لأنفسهم، فأوحى الله إليه: {إنه لن يؤمنمن قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون} [هود:36].

وظل نوح -عليهالسلام- يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين (950 سنة) دون أن يجد منهم استجابة، فقال: {ربإن قومي كذَّبونِ . فافتح بيني وبينهم فتحًا ونجني ومن معي من المؤمنين} [الشعراء:117-118] ودعا عليهم بالهلاك، فقال: {رب لا تذر على الأرض من الكافرينديارًا . إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرًا كفارًا} [نوح: 26-27] فأمره الله أن يصنع سفينة، وعلَّمه كيف يتقن صنعها، وبدأ نوح -عليه السلاموالمؤمنون معه في صنع السفينة، وكلما مر الكفار عليهم سخروا منهم واستهزءوا بهم؛ إذكيف يصنعون سفينة وهم يعيشون في صحراء جرداء لا بحر فيها ولا نهر، وزاد استهزاؤهمحينما عرفوا أن هذه السفينة هي التي سوف ينجو بها نوح ومن معه من المؤمنين حينماينزل عذاب الله.

وأتمَّ نوح -عليه السلام- صنع السفينة، وعرف أن الطوفان سوفيبدأ، فطلب من كل المؤمنين أن يركبوا السفينة، وحمل فيها من كل حيوان وطير وسائرالمخلوقات زوجين اثنين، واستقر نوح -عليه السلام- على ظهر السفينة هو ومن معه، وبدأالطوفان، فأمطرت السماء مطرًا غزيرًا، وتفجرت عيون الماء من الأرض وخرج الماء منهابقوة، فقال نوح: {بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم} [هود:41] .

وبدأتالسفينة تطفو على سطح الماء، ورأى نوح -عليه السلام- ابنه، وكان كافرًا لم يؤمنبالله، فناداه: {يا بني اركب معنا ولا تكن من
الكافرين} [هود:42] فامتنع الابنورفض أن يلبي نداء أبيه، وقال: {سآوي إلى جبل يعصمني من الماء} [هود:43] فقد ظن أنالماء لن يصل إلى رءوس الجبال وقممها العالية، فحذره نوح -عليه السلام- وقال له: {لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم} [هود: 43].
ورأى المشركون الماء يملأبيوتهم، ويتدفق بسرعة رهيبة، فأدركوا أنهم هالكون فتسابقوا في الصعود إلى قممالجبال، ولكن هيهات .. هيهات، فقد غطى الماء قمم الجبال، وأهلك الله كلَّ الكافرينوالمشركين، ونجَّى نوحًا -عليه السلام- والمؤمنين؛ فشكروا الله على نجاتهم، وصدرأمر الله -تعالى- بأن يتوقف
المطر، وأن تبتلع الأرض الماء: {وقيل يا أرض ابلعيماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودى وقيل بعدًا للقومالظالمين} [هود: 44]
وابتلعت الأرض الماء، وتوقفت السماء عن المطر، ورست السفينةعلى جبلٍ يسَمَّى الجودى.
ثم أمر الله نوحًا -عليه السلام- ومن معه من المؤمنينبالهبوط من السفينة، قال تعالى: {يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممنمعك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم} [هود:48] وناشد نوح -عليه السلام- ربه فيولده، وسأله عن غرقه استفسارًا واستخبارًا عن الأمر، وقد وعده أن ينجيه وأهله، فقالسبحانه: {إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح} [هود:46] وكان ابن نوح من الكافرين فلميستحق رحمة الله، فامتثل نوح لأمر الله، وهبط من السفينة ومعه المؤمنون، وأطلق سراحالحيوانات والطيور، لتبدأ دورة جديدة من الحياة على الأرض، وظل نوح يدعو المؤمنين،ويعلمهم أحكام الدين، ويكثر من طاعة الله من الذكر والصلاة الصيام إلى أن توفي ولقىربه.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

وقفات مع هدهد سليمان – قصص انبياء

وقفات مع هدهد سليمان

بقلم أبو حمزة المدني

الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. أما بعد:
فإن الله عز وجل خلق الخلق , وجعل لكل صنف منهم حاجة عند الآخر , فالفقير محتاج للغني , والغني يحتاج للفقير , والخلق يحتاج بعضهم إلى بعض , رأى الإمام أحمد رجل يدعوا الله "اللهم لا تحجني إلا إليك " قال الإمام أحمد: دعا على نفسه بالموت , ولذالك لا يحتقر شيء من مخلوقات الله لا لصغر جسمه ولا لضعفه , فله منافعه في هذه الدنيا.
ومن هذا المنطلق أحببت أن أبحث وأستقصي عن خلق من مخلوقات الله ألا وهو الطير ومن أسباب تقديم الطير على جميع الحيوانات الأسباب التالية:
1)إن أكثر الطيور غذائها الحشرات التي يتأذى

2) أن لحمه طعام للإنسان في الدنيا والآخرة , كما ذكر الله سبحانه وتعالى.
3)أنها تبعث للإنسان الراحة كلما رآها بألوانها الباهرة.
4)أنه كان يستخدم في نقل الرسائل في الماضي قبل وسائل النقل الحديثة.
ومن العجيب أن الاختراعات الحديثة تحاكي ماهو موجود في الطبيعة , ومن هذه الاختراعات اختراعهم لطائرات فهم يحاكون خلقة الطير في رأسه وأجنحته وكيف يطير وكيف يهبط ,
وصدق الشاعر عندما قال:
لله في الحركات ينتهى عجبـي * ومن عجائبه جـرى الجمـادات
سبحان من جعل الطيار من جمد * كهيئة الطير يسمـو للسمـاوات
ينهضُ ينْقَضُ كالبازى على عجل * وكـم يواصِِـلُ رنـاتٍ بأنـات
يحكى الطُّيورَ جئاجئا واجنحـة *والرعْد يحكيه في ترديد أصوات
لله ما فيه من هولٍ ومن عَجَـبٍ *ومن شيـات وءايـات وءالات
والطيور أمم وجماعات وأنواع منها المهاجر ومنها المستقر ومنها الجارح ومنها غير الجارح , والطير يطلق على ما يطير في السماء.
وأول ما أبداء من أصناف الطيور هو (الهدهد)
وقد ورد ذكر الهدهد في القرآن في موضع واحد قال تعالى {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ }النمل20
الهدهد: طائر مشهور بقنزعته المنتصبة , ذات اللون البندقي المحمر , والمنتهي ريشاتها بالسواد وبمنقاره المقوس , ريش الرأس والرقبة بندقي محمر , والرداء يميل إلى البني. الظهر والكتف والجناحان مقلمة بمناطق سوداء وعسليّة عريضة , العجز أبيض , والذنب أسود يقطعه من الوسط شريط أبيض عريض.
طوله 25-26سنتم , وبسطته 44-47سنتم , ووزنه 51 -80 غراماً , منقاره طويل معقوف إلى الأدنى , يقتات الخنافس , والديدان , والعناكب , والحشرات.
تضع الأنثى 4-8 بيضات تحضنها 15 – 19 يوماً , وتترك الفراخ العش بعد 22-28 يوماً من التفريخ. ويعتبر الهدهد من الطيور جزيلة النفع الواجب حمايتها.
أسماؤه: الهدهد , الهُداهد , النّباح , أبو الأخبار , أبو سجاد , أبو ثمامة
صوته: الهَدهَدة , العَندَلة , القَرقَرة , النُباح.
ولنستمع لابن عباس وهو يحدث عن الهدهد
حدث يوما عبد الله بن عباس وفي القوم رجل من الخوارج يقال له نافع ابن الأزرق وكان كثير الاعتراض على ابن عباس فقال له قف يا ابن عباس غلبت اليوم قال ولم , قال إنك تخبر عن الهدهد أنه يرى الماء في تخوم الأرض وإن الصبي ليضع له الحبة في الفخ ويحثو على الفخ ترابا فيجئ الهدهد ليأخذها فيقع في الفخ فيصيده الصبي فقال ابن عباس لولا أن يذهب هذا فيقول دررت على ابن عباس لما أجبته ثم قال له ويحك إنه إذا نزل القدر عمى البصر وذهب الحذر فقال له نافع والله لا أجادلك في شيء من القرآن أبداً.
ومن الفوائد التي يستاقها المؤمن من قصة سليمان عليه السلام والهدهد مايلي:
أ‌)إنكار الهدهد لمّا رأى أمرآة تقود رجال, وهذه من الأمور التي جعلها الله فطرة في الإنس والجن والهوام, أن الرجل هو الذي يقود النساء.وفيها أيضاً حسن التدرج في الإبلاغ فقد أبلغ الهدهد سليمان من الأصغر إلى الأكبر من قيادة المرآة لرجال إلى الشرك بالله وهذا فيه حسن أدب وفطنة
ب‌) عندما رأى الهدهد قوم سبأ يشركون بالله ذهب مباشرة إلى سليمان داعياً إلى الله , واليوم يرى العالم أقوام يعبدون البقر ولا يتحرك ساكناً.
ت‌)نقل الهدهد الصورة كما كانت ولم يحكم عليهم , بل ترك الحكم لسليمان عليه السلام.
ث‌) ولما أرسله سليمان إلى قوم بلقيس لم يحرف ولم يبدل بل أدى الرسالة كما كانت.
ج‌)ولنتأمل أنهم أشركوا بالله وسجدوا لشمس ومع ذالك لم يشتمهم ولم يقبحهم , لأن السب ليس من صفات الداعية المسلم , فهوا هدفه الأول أن يقيم التوحيد.
ح‌)واستخدم الهدهد في هذه الآية القاعدة الفقهية المشهورة "إذا تزاحمت المصالح يقدم الأعلى من المصالح " فقدم الدعوة إلى الله على الحضور عند سليمان.
خ‌)وفي الآيات دليل على أن الذي يعلم حجة على الذي لا يعلم.
د‌)وفي الآيات دليل على سموا أخلاق نبي الله سليمان عليه السلام , في تواضعه في قبول خبر الهدهد وحسن ظنه عندما قال { سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ }النمل27.
ذ‌)قال القرطبي: فيه دلالة على أن الأنبياء لايعلمون الغيب.
ر‌)قال ابن العربي: وفي الآيات دليل على أن الحد على قدر الذنب لا على قدر الجسد.
ز‌)كتاب سليمان لبلقيس قال {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }النمل30 {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ }النمل31. مع كونه ملك لم يذكر مدحاً له قبل الاسم أو بعد الاسم , بل ذكر

)قال ابن العربي: وفي الآيات دليل على أن الحد على قدر الذنب لا على قدر الجسد.
ز‌)كتاب سليمان لبلقيس قال {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }النمل30 {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ }النمل31. مع كونه ملك لم يذكر مدحاً له قبل الاسم أو بعد الاسم , بل ذكر اسمه فقط وهذا من كمال تواضعه , وكمال بلاغته.
س)ذكر الهدهد {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ }النمل25 , فيه أن الهدهد أعظم ما يعلم هذا الأمر فلذالك لا يرى أعظم منه في نظره.
ش) لم يعاقبه لأنه اعتذر له ولا أحد أحب إليه العذر من الله ولذلك بعث النبيين مبشرين ومنذرين.
ص) قال العلماء فعل سليمان يدل على تفقده أحوال الرعية والمحافظة عليهم فانظروا إلى الهدهد وإلى صغره فإنه لم يغب عنه حاله فكيف بعظائم الملك.
وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين
المصدر: مدونة أهل التفسير
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=16566


سبحان الله عدد خلقة ورضا نفسة وزنة عرشة ومداد كلماتة
استغفر الله لي ولوالدي والمسلمين والمسلمات والمؤمنات والمؤنين الاحياءوالاموات الى قيام الساعة

منقولة من موقع الاعجاز العلمي


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

مراتب الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام

مراتب الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلامما هي رتبة أنبياء الله الكرام : ( شعيب و يوسف وأيوب ويونس وموسى وإلياس واليسع وذو الكفل وداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام .. ) في القرآن الكريم ؟

الحمد للَّه
أخبرنا الحق تبارك وتعالى أنه فضل بعض النبيين على بعض ، قال جل وعلا :
( وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً ) الإسراء/55
وقد أجمعت الأمة على أن الرسل أفضل من الأنبياء ، والرسل بعد ذلك متفاضلون فيما بينهم كما قال تعالى :
( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ) البقرة/253

ثم أفضل الرسل والأنبياء خمسة :
محمد صلى الله عليه وسلم ، ونوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى عليهم الصلاة والسلام جميعا .
وهؤلاء هم أولو العزم من الرسل ، قال تعالى :
( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ) الأحقاف/35
وجاءت تسميتهم في موضعين من القرآن الكريم .
قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً ) الأحزاب/7
وقال تعالى : ( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ) الشورى/13
وقد خص الله تعالى مَن فَضَّلَه منهم ببعض الأعطيات التي أوجبت تفضيلهم .
يقول القرطبي في تفسيره (3/249) :
" والقول بتفضيل بعضهم على بعض إنما هو بما مُنح من الفضائل ، وأُعطي من الوسائل " انتهى .

فَفَضَّلَ نوحا بأنه أول الرسل إلى أهل الأرض ، وسماه عبدا شكورا .
وفَضَّلَ إبراهيم باتخاذه خليلا : ( واتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ) النساء/125 ، وجعله إماما للناس ( قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً ) البقرة/124
وفَضَّل موسى بكلامه سبحانه له : ( قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ ) الأعراف/144 ، واصطنعه لنفسه سبحانه كما قال : ( وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ) طه/41 ، وصنعه على عينه : ( وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ) طه/39
وفضَّل عيسى بأنه رسول الله ، وكلمته ألقاها إلى مريم ، وروح منه ، يكلم الناس في المهد .

ويتفاضل الأنبياء من جهة أخرى :
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "مجموع الفتاوى" (35/34) :
" والتحقيق أن من النبوة ما يكون مُلكا : فإن النبي له ثلاثة أحوال :
إما أن يُكَذَّب ولا يُتبع ولا يطاع : فهو نبي لم يؤت ملكا .
وإما أن يطاع فنفس كونه مطاعا هو مُلك ، لكن إن كان لا يأمر إلا بما أُمِر به ، فهو عبد رسول ليس له ملك .
وإن كان يأمر بما يريده مباحا له ، ذلك بمنزلة الملك كما قيل لسليمان : ( هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ) فهذا نبي ملك .
فالملك هنا قسيم العبد الرسول ، كما قيل للنبى صلى الله عليه و سلم : ( اختر إما عبدا رسولا وإما نبيا ملكا ) وحال نبينا صلى الله عليه و سلم أنه كان عبدا رسولا مؤيدا مطاعا متبوعا ، فأعطي فائدة كونه مطاعا متبوعا ليكون له مثل أجر من اتبعه ، ولينتفع به الخلق ، ويُرحموا به ، ويرحم بهم ، ولم يختر أن يكون ملكا لئلا ينقص – لما فى ذلك من الاستمتاع بالرياسة والمال – عن نصيبه فى الآخرة ، فإن العبد الرسول أفضل عند الله من النبي الملك ، ولهذا كان أمر نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم أفضل من داود وسليمان ويوسف " انتهى .

هكذا يمكن أن نصف مراتب الأنبياء عند الله سبحانه وتعالى ، فأكرمهم عنده مرتبة أولو العزم من الرسل ، وأكرم أولي العزم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
عن أَبُي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ ) رواه مسلم (4223) .
وأما ما سوى ذلك من الترتيب والتفضيل على ذكر الأسماء فلا دليل عليه في كتاب الله وسنة رسوله ، ولا حاجة بالمسلم إلى تكلف طلبه والبحث عنه ، ولأجل ذلك لم يذكره أحد من أهل العلم في مصنفاتهم في العقيدة وأصول السنة .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

الطيور المخيفة في الاسلام

يوسف

الطيور المخيفة

قال تعالى:{ ودخل معه السجن فتيان, قال أحدهما اني أراني أعصر خمرا, وقال الآخر اني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه, نبئنا بتأويله, انا نراك من المحسنين}

1. في البدء كلمة

الأنبياء عباد الله, خصّهم ربّهم بمكانة عظيمة, ومنزلة رفيعة, فزيّن لهم فعل الخيرات, لأنهم كانوا من عباده المخلصين, وجعل الله لكل نبي معجزة أو معجزات لا تكون لبشر غيرهم, ومنهم يوسف عليه السلام الذي أصابه اضطهاد اخوانه وأشقائه فحاولوا التخلص منه, ولكن الله كان له خير حافظ والله أرحم الراحمين.

وقد اختص الله عز وجل يوسف بالرؤيا الصادقة التي تحدثت عن أحداث كثيرة قبل وقوعها, فكانت رؤياه وحلمه وهو نائم معجزة,وكان تفسيره للأحلام معجزة كبيرة تدل على ما اختصه ربه به من معجزات عظيمة ما زلنا نسمعها وتصيبنا بالدهشة فنسبح بحمد الله القادر على كل شيء لأنه سبحانه عز وجل ليس كمثله شيء.

2. يوسف في السجن

منذ أن خرج يوسف من البئر ومضى مع بعض الناس الذين باعوه لوزير من وزراء مصر اسمه العزيز ومنذ هذا اليوم ويوسف يعيش عيشة هانئة راضية يحبه أهل هذا البيت, فهو في دار العزيز أحد وجهاء مصر وامرأته "زليخة" بنت أخت الملك الريان بن الوليد ملك مصر.

نشأ يوسف نشأة عظيمة وأصبح شابا جميلا, بديع الجمال والبهاء مما جعل النساء ينظرن الى جماله وبهائه, وكان ممن نظر اليه زليخة امرأة العزيز, وحاولت أن تجعله خائنا لسيّده العزيز ولكن يوسف نبي من سلالة الأنبياء, عصمه ربه وحماه من الفاحشة, ومن مكر النساء, فهو سيّد النجباء, والسبعة الأتقياء الذين قال عنهم الرسول محمد خاتم الأنبياء:

"سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الاه ظله:

امام عادل

ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عينينه

ورجل قلبه معلق بالمساجد اذا خرج منه حتى يعود اليه

ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه

ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقته يمينه

وشاب نشأ في عبادة الله

ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني أخاف الله.

رواه البخاري في صحيحه1036660, ومسلم والترمذي والنسائي ومالك وأحمد.

لما كان يوسف أحد هؤلاء السبعة الذين تحدث عنهم رسول الله فقد رفض خيانة سيده العزيز, وعصى أمر زوجته "زليخة" وقال لها منكرا ما تريد:{ معاذ الله انه ربي} يقصد زوجها صاحب المنزل, ثم استكمل يوسف حديثه فقال: انه أحسن الي وأكرم مقامي عنده وفي فعلي هذا الذي تدعينني له ظلم,{ انه ربي أحسن مثواي لكنه لا يفلح الظالمون}.

حاولت امرأة العزيز أن تجعل من يوسف الطاهر الطيّب, فاحشا خائنا ولكنها فشلت, وخرج يوسف من دارها هاربا مسرعا, ولما عاد صاحب الدار وهو زوجها اشتكت له مرّ الشكوى ووصفت يوسف بأنه خائن فاحش, زورا وبهتانا, واتهمته بالباطل, ولكن الرجل لم يصدق هذا الاتهام وحقق مع يوسف, وثبتت براءته, ولكنها لم توقف كيدها ليوسف عليه السلام, وخاصة أن نساء المدينة تحدثوا عنها وعن يوسف فأصابها غيظ شديد, وخاصة أنهن نساء الأمراء والكبراء, فقد طعنوا فيها وعابوا عليها, وشنعوا بها.

علمت بمكرهن وسمعت به, فأرادت أن تثبت لهن عذرها وأنهن لو شاهدن يوسف وما عليه من جمال لفعلوا مثل ما فعلت, ففكرت في حيلة تثبت من خلالها صدق ما فعلت, كي يعذرها النسوة, لأنها متأكدة من أن ما عليه هذا النبي الكريم يجعل الفتنة في قلوب النساء, فأرسلت لهن دعوة للغداء جامعة في منزلها, وأعدّت لهن مجلسا مريحا جميلا, وضيافة رائعة, وأحضرت من جملة ما أحضرت من الطعام وأدواته سكاكين يقطعن بها فاكهة وطعاما, وآتت كل واحدة منهم سكينا, وهيأت يوسف عليه السلام وألبسته أحسن الثياب, وكان في ريعان شبابه مليئا بكل تقاسيم الجمال, وأمرته ان يخرج عليهن وهو بكامل زينته وجماله فخرج عليهن وهو بدر في جماله, وروعة في ثيابه وشبابه.

فلما رأته النساء وهن في مجلس زليخا أعظمنه وأجللنه, وأخذتهن الهيبة والدهشة من فرط جماله وحسنه, وجعلت النسوة يقطعن أيديهن بالسكاكين ولا يشعرن بالجراح الاتي أصابتهن من يوسف وقد وصف القرآن الكريم هذا المشهد فجاءت الآيات تقول:

{فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاشى له ما هذا بشر ان هذا الا ملك كريم}.

وقالت زليخا للنساء:{ فذلكن الذي لمتنني فيه} فعذرت النساء زليخا التي مدحت يوسف ووصفته بالطهارة والعفة, ولكن يوسف لم يستمع الى حديثهن ودعوتهن له الى طاعة سيدته, وقد هددته زليخا بادخاله السجن ان لم يكن لها من الطائعين, وقالت:{ لئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين}.

استجار يوسف بربه ودعاه دعاء خالصا, بأن يخلصه من بين أيدي النساء, وقال في هذا الدعاء:{ قال رب السجن أحب الي مما يدعونني اليه والا تصرف عني كيدهن أصب اليهن وأكن من الجاهلين}. يوسف 33.

قال مناجيا ربه: يا رب ان تركتني لنفسي, فليس لي من نفسي الا العجز والضعف, ولا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا الا ما شاء الله, فأنا ضعيف الا ما قويتني وعصمتني وحفظتني بحولك وقوتك.

عند ذلك استجاب الله عز وجل لدعاء نبيه يوسف عليه السلام فقد فضل السجن على المعصية, معصية الله عز وجل, ولقد اعتبر يوسف عليه السلام أن السجن رحمة من الله عز وجل, وطريق يسلكه الى الطاعة ويعصم نفسه بدخول السجن من المعصية.

ودخل يوسف السجن رغم ثبوت براءته عند العزيز, الا أن العزيز وامرأته بدا لهم من الرأي أن دخول يوسف السجن ولو لوقت قصير يقلل من كلام الناس حولهم, وحكي أن يوسف عليه السلام لما دعا ربه قائلا:{ السجن أحب الي} أوحى الله اليه:" يا يوسف! أنت حبست نفسك حيث قلت السجن أحب اليّ, ولو قلت العافية أحب اليّ لعوفيت. القرطبي ج9 الآيتان 33-34 ص 121 .

اقتاد الناس يوسف الى السجن مظلوما, فحمل مقيدا على ظهر حمار, وطيف به وقد قال بعضهم: "هذا جزاء من يعصي سيدته" أما يوسف فكان يقول: هذا السجن أيسر وأهون من مقطعات النيران, وسرابيل القطران, وشراب الحميم في جهنم, والأكل من شجرة الزقوم في جهنم والعياذ بالله, فلما وصل يوسف السجن وجد قوما قد انقطع رجاؤهم, واشتد بلاؤهم, فيومهم عمل شاق, ومذلة وتعذيب فقدوا من خلاله كرامتهم وعزتهم, واكتوت ظهورهم بسياط السجانين وظلمهم, واختلط فيهم المظلوم بالظالم والجاني بالبريء.

رأى يوسف حالتهم هذه, فتقدم اليهم وقال لهم: اصبروا وأبشروا تؤجروا, فقالوا له: يا فتى! ما أحسن حديثك! لقد بورك لنا في جوارك, من أنت يا فتى؟ قال: أنا يوسف ابن صفي الله وحبيبه يعقوب, ابن نبي الله اسحاق, ابن خليل الله ابراهيم عليه السلام.

أصبح يوسف في السجن وقد رأى الناس على حال يرثى لها فمنهم الحزين ومنهم المريض والجريح, فكان يعزي فيه الحزين, فلا يتركه حتى يذهب عنه الحزن والبأس, وكان يعود المريض, فيخفف عنه آلامه, ويداوي الجريح حتى يشفى من جراحه, وكان يوسف عليه السلام يصلي الليل كله قائما خاشعا لله عز وجل الذي أنعم عليه ونجاه من فتنة النساء.

وكان يقف بين يدي ربه باكيا حتى تبكي معه جدر البيوت وسقفها والأبواب من شدة خشوعه وخوفه من الله عز وجل, حتى طهر به السجن, واستأنس به أهل السجن, فكان اذا خرج الرجل من السجن رجع حتى يجلس في السجن مع يوسف!

وقد نشأت علاقة ود شديدة وحب صادق بين يوسف وقائد السجن وصاحبه فوسّع عليه فيه, وأكمل له سبل الراحة, وقال له ذات يوم:

يا يوسف! لقد أحببتك حبا لم أحب شيئا مثل حبك!!

قال يوسف: أعوذ بالله من حبك.

قال قائد السجن: ولم تقول ذلك يا يوسف؟ وظن الرجل أن يوسف يرفض منه هذا الشعور الطيّب والود الخالص ولكن يوسف استدرك قائلا:" أحبني أبي ففعل بي اخوتي ما فعلوه".

يقصد أن اخوته ثارت غيرتهم عليه لما أحبه أبوه واستدرجوه الى البئر وألقوه فيه, وقالوا لأبيهم ان يوسف أكله الذئب وتبع ذلك بيعه للعزيز بعد اخراجه من البئر.

ثم قال يوسف: وأحبتني سيدتي فنزل بي ما ترى.

تبسّم صاحب السجن ولكن حديث يوسف عليه السلام لم ينقص الود بينهما فكانا يلتقيان دوما ويسمران, وأصبحت شخصية يوسف دواء يشفي جراح المساجين, ويهون كروبهم وهمومهم, فاذا أصبح أهل السجن بحثوا عن يوسف ليستبشروا به, وشاوروه في آمالهم وأحلامهم, وحكّموه في خصامهم, وقبلوا حكمه بروح طيبة ونفس عالية, وأصبح السجن ليوسف ومن معه روضة جميلة, واسعة اتساع الحرية, هنيئة هناء الطاعة والعبادة, وانصرفت مشيئة الله الا يكون سجن يوسف سجنا بل رحمة وحرية الى الطاعة, وذلك أرحم من سجن المعصية, فالذنب الذي يرتكبه الانسان يسجنه طوال عمره فيه أما الحرية فهي في عفة النفس اللسان واحترامها, فليست الجدران وحدها هي السجن, وانما السجن هو سجن النفس المذنبة الذليلة.

3. صاحبي السجن

قال تعالى: { ودخل معه السجن فتيان} يوسف 36.

ظل يوسف في حبسه وسجنه راضي النفس قانعا بقضاء الله والذي هو خير له, ولما طالت أيام السجن أصبح ليوسف صحبة أصحاب, ومن أصحابه الذين كانوا يلازمونه فتيان أحدهما اسمه "مجلب" والآخر " نبوا" كان يوسف يودهما كما يود أصحابه في السجن ويحبهما كما يحب أهل السجن جميعا مما زاد في التصاقهما به, ودوام مجالسته والتحدث اليه في كل أمر يخطر ببالهما. لم يكن يعلم يوسف سبب سجنهما, ومع دورة الأيام والزمن علم السبب فقد كان الملك الوليد بن الريان ملك مصر طويل العمر والملك, وأمضى زمنا طويلا في ملكه ما جعل الناس يملون ملكه فكادوا له, وبدأ الكيد من جماعة من مصر فأرادوا المكر بالملك واغتياله فدسوا الى هذين الغلامين وأرسلوا لهما من يفاوضهما في الأمر, فقد كان "مجلب" صاحب الطعام وخباز الملك وطباخه الذي يقدم له الطعام كل يوم ويطعمه, أما "نبوا" فقد كان ساقيه يقدم له الشراب بأنواعه, ولا يأمن الوليد لغيرهما في تقديم الطعام والشراب له سواء أكان وحيدا أو مع حاشيته وضيوفه. جاءهما جماعة من مصر وعرضوا عليهما مالا كثيرا وبساتين ومزارع جميلة اذا هما دسا السم في طعام الوليد, وضمنا لهما السلامة من أي خطر قد يتعرضان له, طالت المفاوضات, وبعدها وافق "مجلب" سريعا وتردد "نبوا" كثيرا, وفي النهاية وافقا على طلب هؤلاء الناس وحصلا على بعض المال منهم.

جاء موعد غداء الملك في اليوم التالي, فدس مجلب السم في الطعام وعمل بما اتفق عليه مع المصريين المعارضين للملك الوليد بن الريان والراغبين في اغتياله ليخلو لهم حكم مصر, أما نبوا فقد حفظ عشرة سيده ورغب ألا يخون الأمانة, فلم يضع سما في شراب الملك.

حمل كل منهما ما يخصه من الطعام والشراب فتقدم مجلب بمائدة طعام الملك وحمل نبوا أواني الشرب ودخل على مليكه, وامتدت يد الواليد بن الريان للطعام فصرخ نبوا قائلا:" لا تأكل يا مولاي ففي الطعام سم وضعه مجلب"!! تراجع الملك ورفع يده فورا عن الطعام بعد أن امسك به, ونظر الى مجلب في دهشة, وتنقل بصره بين مجلب ونبوا, وقال موجها حديثه لنبوا وقد وقف مجلب يرتعد من شدة الخوف, قال: ما تقول يا نبوا؟!

قال نبوا: أقول يا مولاي ان الطعام الذي أمامك مسموم فقد دس مجلب السم فيه.

فقال الملك: وأنت ماذا فعلت يا بنوا؟ أوضعت السم في الشراب؟

فقال نبوا: حاشا لله يا مولاي, فأنت ولي نعمتي, ومليكي الذي أرتع في قصوره, وأسعد بجواره, وأكرّم نفسي من أمواله, هل يعقل أن أخون كل هذا يا مولاي؟

فقال الملك وهو ينظر الى مجلب نظرة قاسية:

اذن.. تناول الشراب واشربه يا نبوا!!

شرب نبوا كأس الملك وأتبعه بكأس آخر, ووقف هادئا سليما لم يصبه شيء من الأذى لأن الشراب كان خاليا من السم وطازجا.

اعتدل الملك في جلسته, ونادى مجلب كي يقترب منه قليلا, وقال له: كل من هذا الطعام يا مجلب.

قال مجلب وهو يرتعش وقد تصبب عرقا: لا أستطيع أيها الملك لا أستطيع, اعفني من هذه المهمة.

صرخ الملك في مجلب قائلا:

أيها الخائن, أنت تعرف أن الطعام مسموم, أتخاف من الموت الآن, وقد أردت أن تقتلني, قل لي من وضع السم في هذا الطعام؟

تأتأ مجلب وارتبك وقال في تردد وخوف: لا..لا أدري.

نادى الملك جميع حراسه, وقال: اقبضوا على هؤلاء وأحضروا لي حيوانا أو دابة تأكل من هذا الطعام.

أحضر الحراس حصانا كبير السن وجعلوه يأكل من الخبز المسموم والطعام. فجاؤوا به, ولما أكل صهل بصوت عال صهلة وسقط على الأرض ميتا, عندئذ تأكد الملك من صدق نبوا وقبض على مجلب ومعه نبوا وأجريت معهما التحقيقات التي أدانتهما ادانة شديدة, مجلب وضع الطعام مسموما أمام الملك ولم يحفظ الأمانة التي ائتمنه عليها الملك وهي حياته, فمن يأمن لانسان أن يقدم له طعامه, فانه يأمنه على حياته وعمره, ونبوا اتهم أيضا بأنه كان على علم بالمؤامرة وتأخر في الابلاغ عنها حتى اللحظات الأخيرة.

وسيق الاثنان الى السجن ليقضيا عقوبة رادعة, بعد أن نجيا من حكم الاعدام, وهناك في السجن أصبحا مع يوسف عليه السلام في كل مكان يجلس فيه صباحا ومساءا.

وذات يوم جلس الفتيان الى جوار يوسف وقد أهمهما أمر وشغلهما, وساد فيهم صمت لوقت قصير قطعه نبوا بقوله:

ما علمك الذي تعلمه يا يوسف؟

فقال يوسف: اني أعبّر الرؤيا وأفسرها تفسيرا كاملا بأمر الله.

عاد الجميع الى صمتهم الأول ونظر يوسف في وجه نبوا ومجلب فوجدهما مكروبين مهمومين, كأن بهما كربا أو أصابتهما صائبة أو مصيبة, عندئذ بادرهما يوسف عليه السلام بقوله: ما لي أراكما مكروبين؟ القرطبي ج 9 ص 36-38.

قالا: انا رأينا في المنام ما كرهنا أن نراه.

قال يوسف: وما هو؟ قصا عليّ ما رأيتما.

تردد الفتيان لحظة في الحديث ثم استهل مجلب الخباز حديثه قائلا:

أتنبئنا يا يوسف بتأويل وتفسير ما رأينا؟

قال يوسف: نعم لقد قلت لكما أنني أسطيع أن أنبئكما به ان شاء الله تعالى..

قال مجلب على الفور:

رأيت كأنني اختبزت وصنعت خبزا في ثلاثة تنانير أو ثلاثة أفران لصناعة الخبز وجعلت الخبز في ثلاث سلال, فوضعته على رأسي فجاء الطير تأكل منه.

وقال نبوا ليوسف:

رأيت كأني أخذت ثلاثة عناقيد من عنب أبيض, فعصرتهن في ثلاث أوان, ثم صفيته فسقيت الملك كعادتي فيما مضى, صمت يوسف قليلا وقد اشرأبت أعناق صاحبيه ينتظران على شوق تفسير حلميهما العجيبين, ثم تغيّر لونه لما عرفه من تفسير الرؤيا, عندئذ أعاد نبوا رؤياه بصيغة أخرى فقال ليوسف: أيها العالم رأيت كأني في بستان فاذا أنا أقف تحت كرمة عنب عليه ثلاث عناقيد فجنيتها, وكان كأس الملك بيدي فعصرتها وسقيت الملك شربة. عرائس المجالس للثعلبي ص 108.

نظر اليه يوسف عليه السلام, عرف أنه يستعجل التفسير, ونظر باشفاق الى مجلب الذي لم يشأ ان يكرر سرد رؤياه عليه مثل ما فعل نبوا.

كره يوسف عليه السلام أن يعبر ويفسر لهما ما سألاه عن الرؤيا لما علم في ذلك من المكروه الذي سيقع على أحدهما وهو مجلب, فقد كان تفسير رؤياه مشقة عليه لا يبشر بخير, لهذا السبب أعرض يوسف عليه السلام وامتنع عن تفسير الرؤيا وبدأ يتحدث في أمر آخر فيه اعراض عن الخوض في تفسير الرؤيا, وفيه دعوة لاسلام أهل السجن وهو كفار.

رتب يوسف عليه السلام أفكاره, وجعل همه الأول هو الدعوة لله عز وجل لأن ما عنده من علم هو من الله عز وجل لا يستطيع أن يدعي أو أن يقول ان ما عندي من تفسير للرؤيا هو من علمي الذي جاء من أفكاري, وليجعل في قلوب هؤلاء الأصحاب الذين يعيشون معه في السجن شيئا من الايمان والتقوى, تستقيم معه شروط صدق الرؤيا, فايمان الانسان وصدقه يجعل رؤياه صادقة, فلن تجد رؤيا صادقة لانسان كاذب أو عاص لله عز وجل, الرؤيا الصادقة نعمة من الله, والمعصية تحرم الانسان من هذه النعمة, فالمعاصي تزيل النعم وتقضي عليها, والطاعات تجلب الخير والبشر والسعادة للناس جميعا, لهذ اتجه يوسف اتجاها مغايرا في حديثه قبل أن يفسر الرؤيا.

بيّن يوسف لصاحبي السجن أن الله خصه بعلم عظيم, ومن هذا العلم قال يوسف:{ لا يأتيكما طعام ترزقانه الا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما}.

يعني لا يجيئكما غدا طعام من منزلكما الا أخبرتكما به الآن قبل أن يأتي.

فقالا له: هذا من فعل العرّافين والكهنة.

فقال يوسف: ما أنا بكاهن, وانما ذلك مما علمنيه ربي, اني لا أخبركما به تكهنا وتنجيما, بل هو بوحي من الله عز وجل. تفسير القرطبي ج9 ص 127.

وبيّن لهم يوسف عليه السلام دينه ومذهبه, وقال لهما: اني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون واتبعت دين وملة آبائي ابراهيم واسحاق ويعقوب وكلهم أنبياء مؤمنون موحدون لله عز وجل وما ينبغي لي ولا لآبائي أن نشرك بالله من شيء, وهذا الايمان فضل من الله علينا أن عصمنا من الشرّ كله, وزيّن لنا فعل الخيرات للناس, ومن فضل الله علينا أن جعلنا أنبياء صالحين, وفضله سبحانه عز وجل على الناس وهم عباده الصالحين, ولكن أكثر الناس لا يشكرون الله على ما أتاهم من نعمة وفضل تحيط بهم ولا يشعرون بها.

استمع الفتيان لحديث يوسف عليه السلام وقد تشوّقا لتأويل الرؤيا, ولكن يوسف لم ينه دعوته ورسالته لهما بعد بل مضى يقول:

{ يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار} بأي صفة تحبون أن يكون لكم رب تعبدونه؟ أتحبون أن تعبدوا آلهة متفرقة في العدد والسن؟ انها اصنام تلك التي تعبدونها لا تضر ولا تنفع, أهذه الأصنام خير لكم أم الله الواحد القهار الذي قهر كل شيء, ان الآلهة المتفرقة تتفرّق في الارادة, ولو كانوا كذلك لعلا اله على اله, ولتصارعت كل واحدة مع الأخرى.

ان ما تعبدونه من أصنام يا صاحبي السجن من دون الله عز وجل ليست من الأوهية في شيء, وما هي الا أسماء سميتموها أنتم, لانها جماد لا يتكلم ولا يعقل.

تحدث يوسف عن الايمان والعقيدة والربوبية والطاعة فهذه رسالته في الدنيا شأنه شأن أي نبي, يدعو الناس لعبادة الله الواحد القهار, ويدعوهم للتوحيد والطاعة, والايمان بأن الربوبية لله, ولا يعبد الناس الا الله من خلال هذا الدين القيّم.

4. تفسير الرؤيا

قال تعالى على لسان يوسف عليه السلام:{ يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا, وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه, قضي الأمر الذي فيه تستفتيان}. يوسف 41.

بعد أن دعاهما دعوة الايمان, وبيّن لهما فطنته ودرايته, وميز لهما بين تلك الأصنام التي لا تنفع ولا تضر, وبين الله الواحد القهار الذي لا اله سواه ولا شريك له في الملك, وهو على كل شيء قدير. بعد كل هذا بدأ يوسف عليه السلام في تفسير الرؤيا فقال موجها حديثه للساقي: انك ترد الى عملك الذي كنت فيه وهو سقاية الملك بعد ثلاثة أيام.

وقال للآخر: أما أنت فتدعى بعد ثلاثة أيام فتصلب فتأكل الطير من رأسك.

نظر مجلب ونبوا في يوسف وتفحصا بعضهما بعضا من المفاجأة.

وارتعد نبوا خوفا وقال: والله ما رأيت شيئا وان هذه الرؤيا كذبنا بها عليك لنعرف مدى فراستك في تفسير الأحلام.

وقال الثاني: ما رأينا شيئا انما كنا نلعب ونجرّب عملك هذا.

فقال يوسف عليه السلام في حزم شديد.

{ قضي الأمر الذي فيه تستفتيان}.

أي انتهى الأمر ولا جدال مرّة أخرى.

وقال يوسف في سلام لنبوا وهو الساقي الذي ظن أنه سينجو من الموت ويعود الى حالته الأولى مع الملك الوليد بن الريان, فيدخل قصره ويكون ساقيه مرة أخرى, قال له يوسف:

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

قصت يونس عليه السلام – شريعة اسلامية

يونس عليه السلام

هو من الرسل الذين أرسلهم الله بعد سليمان وقبل عيسى عليه السلام، وقد ذكره الله في عداد مجموعة الرسل. وقال عزّ شأنه: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات: 139]
نسب يونس:

لم يذكر المؤرخون ليونس عليه السلام نسباً، وجُلّ ما أثبتوه أنه: يونس بن متّى. قالوا: ومتَّى هي أمُّه، ولم ينسب إلى أمه من الرسل غير يونس وعيسى عليهما السلام. ويسمى عند أهل الكتاب: يونان بن أمتاي.

قالوا: ويونس عليه السلام بني إسرائيل، ويتصل نسبه بـ (بنيامين). والله أعلم.

حياة يونس عليه السلام في فقرات:

)أ) أبرز ما تعرض له المؤرخون من حياة يونس عليه السلام وأصحه-والله أعلم-ما يلي:

-1 أرسله الله إلى أهل "نينوى" وهي: مدينة كبيرة تقع على نهر دجلة أو قريباً منه، تجاه مدينة الموصل من أرض آشور (في القسم الشمالي من العراق الحديث)، وكان عدد أهل هذه المدينة مائة ألف أو يزيدون.

-2 والذي يظهر أن رسالته عليه السلام كانت خلال القرن الثامن قبل ميلاد المسيح عيسى عليه السلام؛ وقد سبق أن إلياس واليسع عليهما السلام قد أرسلا خلال القرن التاسع قبل الميلاد. والله أعلم.

-3 أمر الله يونس عليه السلام أن يذهب إلى أهل نينوى، ليردهم إلى عبادة الله وحده، وذلك بعد أن دخلت فيهم عبادة الأوثان.

قال المؤرخون: وكان لأهل نينوى صنم يعبدونه اسمه عشتار.

-4 فذهب يونس عليه السلام من موطنه في بلاد الشام إلى نينوى، فدعا أهلها إلى الله بمثل دعوة الرسل كما أمره الله، ونهاهم عن عبادة الأوثان، فلم يستجيبوا له-شأن أكثر أهل القرى-فأوعدهم بالعذاب في يوم معلوم إن لم يتوبوا، وظن أنه قد أدّى الرسالة، وقام بكامل المهمة التي أمره الله بها، وخرج عنهم مغاضباً قبل حلول العذاب فيهم، شأنه في هذا كشأن لوط عليه السلام، إلا أن لوطاً خرج عن قومه بأمر الله، أما يونس فقد خرج باجتهاد من عند نفسه دون أن يؤمر بالخروج، ظاناً أن الله لا يؤاخذه على هذا الخروج ولا يضيق عليه.

-5 فلما ترك يونس أهل نينوى، وجاء موعد العذاب، وظهرت نُذرُه، عرفوا صدق يونس، وخرجوا إلى ظاهر المدينة، وأخرجوا دوابهم وأنعامهم خائفين ملتجئين إلى الله، تائبين من ذنوبهم، وأخذوا يبحثون عن يونس عليه السلام، ليعلنوا له الإيمان والتوبة، ويسألونه أن يكف الله عنهم العذاب فلم يجدوه، ولما ظهرت منهم التوبة، وعلم الله صدقهم فيها كف عنهم العذاب، فعادوا إلى مدينتهم مؤمنين بالله، موحدين له، هاجرين عبادة الأصنام.

-6 أما يونس عليه السلام فإنه سار حتى وصل إلى شاطىء البحر، فوجد سفينة على سفر فطلب من أهلها أن يركبوه معهم، فتوسموا فيه خيراً فأركبوه. ولما توسطوا البحر هاج بهم واضطرب، فقالوا: إن فينا صاحب ذنب، فاستهموا فيما بينهم على أن من وقع عليه السهم ألقوه في البحر، فوقع السهم على يونس، فسألوه عن شأنه وعجبوا من أمره وهو التقي الصالح، فحدثهم بقصته، فأشار عليهم بأن يلقوه في اليم ليسكن عنهم غضب الله فألقوه، فالتقمه بأمر الله حوت عظيم، وسار به في الظلمات، في حفظ الله وتأديبه، وتمت المعجزة. وقد أوحى الله إلى الحوت أن لا يصيب من يونس لحماً ولا يهشم له عظماً، فحمله الحوت العظيم وسار به عباب البحر حياً يسبح الله ويستغفره، وينادي في الظلمات: أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فاستجاب الله له، ونجاه من الغم، ثم أوحى الله إلى الحوت أن يقذف به في العَرَاء على ساحل البحر، فألقى به وهو سقيم.

قالوا: وقد لبث في جوف الحوت ثلاثة أيام بلياليها، والله أعلم.

-7 وجد يونس نفسه في العراء سقيماً هزيلاً، فحمد الله على النجاة، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين، فأكل منها واستظل بظلها، وعافاه الله من سقمه وتاب عليه. وعلم يونس أن ما أصابه تأديب رباني محفوف بالمعجزة، حصل له بسبب استعجاله وخروجه عن قومه مغاضباً، بدون إذن صريح من الله له يحدّد له فيه وقت الخروج، وإن كان له فيه اجتهاد مقبول، ولكن مثل هذا الاجتهاد إن قُبِلَ من الصالحين العاديين، فإنه لا يقبل من المرسلين المقربين، فهو بخروجه واستعجاله قد فعل ما يستحق عليه اللوم والتأديب الرباني. قال الله تعالى: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} [الصافات: 142].

-8 ولمّا قدر يونس على المسير عاد إلى قومه، فوجدهم مؤمنين بالله، تائبين إليه، منتظرين عودة رسولهم ليأتمروا بأمره ويتبعوه، فلبث فيهم يعلمهم ويهديهم ويدلُّهم على الله، ويرشدهم إلى الصراط المستقيم.

-9 ومتّع الله أهل نينوى في مدينتهم مدة إقامة يونس فيهم وبعده آمنين مطمئنين حتى حين، فلما أفسدوا وضلوا سلّط الله عليهم من دمَّر لهم مدينتهم، فكانت أحاديث يرويها المؤرخون، ويعتبر بها المعتبرون.

)ب) وقد تعرض القرآن الكريم لحياة يونس عليه السلام في نحو خمس سور من القرآن الكريم؛ جاء فيها ما يلي:

-1 إثبات نبوته ورسالته عليه السلام إلى مئة ألف أو يزيدون.

-2 إثبات أنه ذهب مغاضباً ظاناً أن الله لا يقدر عليه (أي: لا يضيق عليه بذهابه عن قومه).

-3 إثبات أنه أبق إلى الفلك المشحون، فساهم فكان من المُدحَضين، فالتقمه الحوت وهو مُليم.

"من المدحضين، أي: من أهل الزلل الذين وقع عليهم السهم بأن يقذف في البحر".

-4 إثبات أنه كان من المسبِّحين لله في بطن الحوت، وأنه نادى في الظلمات أن لا إِله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، وأن الله استجاب له فنجّاه من الغم، ولولا أنه كان من المسبحين لَلَبِثَ في بطن الحوت إلى يوم يبعثون.

-5 إثبات خروجه من بطن الحوت ونبذه بالعراء وهو سقيم، وأن الله أنبت عليه شجرة من يقطين.

-6 إثبات أن قومه تعرضوا بسبب مخالفتهم له لعذاب الخزي في الحياة الدنيا، إلا أن الله كشف عنهم هذا العذاب لمَّا آمنوا، ومتعهم إلى حين.

-7 وقد سماه الله: (ذا النون) في سورة الأنبياء الآية (87)، و(نون): اسم من أسماء الحوت، فيكون المعنى: "صاحب الحوت".

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

من صفات ووظائف سيدنا جبريل عليه السلام – شريعة اسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم وظائف وصفات سيّدنا جبريل عليه السلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سيّدنا جبريل عليه السلام هو رئيس الملائكة الكرام ويجب الايمان به وأنه أمين الوحي الذي ينزل به على الأنبياء الحمد لله وكفى وسلامٌ على عباده الذين اصطفى لا سيّما على نبيه المصطفى،
وبعد اخوة الإيمان:
إنّ المتفكرَ في مخلوقات الله المتدبرَ بآياته البينات يتوقف عند ذكر ملائكة الله مليًا ليتفكر في عظمة الخالق جل وعلا في خلقهم، فهم عالَمُ عظيم جدا لا يحصي عددهم إلا الله تعالى، قال تعالى:{وما يعلم جنود ربك إلا هو} صدق الله العظيم.
وإذا أردنا في هذه الحلقات أن نتكلم عن أعظم هؤلاء الملائكة الكرام الذي هو سيّدنا جبريل عليه السلام فإننا سنفتتح حلقتنا الاولى بالحديث عن خلقهم وصفتهم وأين يسكنون إلى ما هنالك من النعوت التي وصفهم بها ربُّنا سبحانه وتعالى في القرآن الكريم.
يقول ربُّنا سبحانه وتعالى: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنين كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير}.
إن الايمان بالملائكة الكرام لا بد منه فقد عدّه رسول الله من أهم الأمور ونحن نؤمن بوجودهم ولو لم نرهم، إذ الآيات البينات والأحاديث الشريفة ناضحة بما يؤكد وجودهم وهم مخلوقات كريمة على الله، أجسامهم نورانية أي من نور ليسوا كالبشر من طين ولا هم ذكور ولا إناث وليسوا كالجن من نار والله خلقهم لعبادته تعالى، فهم لا يفتُرون عن عبادته ولا يسأمون ولا يملّون من الطاعة إذ عليها قد جبلوا، يقول ربُّنا في سورة الأنبياء : {ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون}.
وقال: {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}.
فهم ينفذون ما يأمرهم به ربُّنا تعالى ولا يحيدون عن أمره قيد أنملة وليس فيهم الشهوة التي ركبت في بني آدم ،ولم تجعل فيهم الميول نحو الشر والفساد، ولهم وظائف عديدة فمنهم المُوَكّل بالرياح أو النبات أو بقبض الأرواح أو بسؤال القبر أو بحفظ المؤمنين أو بكتابة ما يتلفظ به المرء، وغيرها من الوظائف التي يُوكّلهم بها المولى عز وجلّ.
وأما صفتهم فإنهم كما قلنا أجسامٌ نورانية، لهم اجنحة، وسيّدنا جبريل عليه السلام له ستُ مائةِ جناحٍ، كلُّ جناح يسد ما بين المشرق والمغرب وكما أوردنا سابقا فالملائكة ليسوا اناثًا ولا ذكورًا، انما قد يتشكلون بأشكال الرجال جميلي الشكل من دون آلة الذكورة

تسمية سيدنا جبريل عليه السلام

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى لا سيّما على نبينا المصطفى وبعد، اخوة الايمان، نتابع في حلقتنا الثانية من برنامج جبريل عليه السلام الكلام عن هذا الملك الكريم ، يقول ربنا تعالى في سورة النحل: {قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين}.

إن روح القدس هو سيدنا جبريل عليه السلام وقد أيّد الله به أنبياءه الكريم ومنهم موسى وعيسى ومحمد ، وورد أن النبي قال لحسان بن ثابت: "اهجر قريشا وروح القدس معك"، ومرة قال له: "وجبريل معك"، ويقوي ذلك قول الله تعالى: {اذ أيدتك بروح القدس}.

وقيل سمي جبريل بذلك لان الغالب على جسمه الروحانية وكذلك سائر الملائكة، أو لأنه يحيا به الدين كما يحيا البدن بالروح، فإنه هو المتولي لإنزال الوحي وقد أيّد الله تعالى سيّدنا عيسى عليه السلام بروح القدس جبريل عليه السلام ما لم يُؤيد قبله أحدا من الأنبياء لأنه هو الذي بشّر مريم بولادته ونفخ هو –أي جبريل- بأمر من الله روح عيسى في مريم، وكان يسير معه حيث سار وكان معه حين صعد إلى السماء.

وأيّد الله سبحانه وتعالى سيّدنا محمّدًا بروح القدس جبريل عليه السلام في مواطن ومواقع كثيرة سيكون لنا وقفات عند بعضها إن شاء الله في الحلقات المقبلة من برنامجنا هذا.

وقد تكرر في القرآن الكريم تسمية سيدنا جبريل عليه السلام بروح القدس، يقول ربنا عز وجل في سورة البقرة: {وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس}، وفي سورة المائدة قال ربنا سبحانه وتعالى مخاطبًا سيدنا عيسى عليه السلام: {اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ ايدتك بروح القدس}، وفي موضع آخر من القرآن الكريم سمى الله تعالى جبريل عليه السلام بالروح الأمين، يقول الله عز وجل في سورة الشعراء: {نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين}،وقد يسمى جبريل عليه السلام بالروح فما ورد في سورة مريم في قول الله تعالى: {فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا}، فالمقصود هنا بالروح سيدنا جبريل عليه السلام عندما جاء متشكلا على غير هيئته الحقيقية بسورة رجل إلى السيدة مريم عليها السلام يبشرها بعيسى .

ويقال جبريل ويقال جبرئيل وهي لغة تميم وقيس وقال حسان:

شهدنا فما تلقى لنا من كتيبة***مدى الدهر إلا جبرئيل إمامها

ويقال جبرائيل وجبراييل وقرأ بهما ابن عباس وعكرمة وقال ورقة بن نوفل:

وجبريل ياتيه وميكال معهما ***من الله وحي يشرح الصدر منزل

وقال عمران بن حطّان:

والروح جبريل منهم لا كفاء له*** وكان جبريل عند الله مأمونا


المصدر/ملتقى البيان لتفسير القران

الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	Dm33-com-5215e5365a.gif‏  المشاهدات:	151  الحجـــم:	36.4 كيلوبايت  الرقم:	21088  

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

الخمسة الذين خلقهم الله من دون ام ولا اب – قصص انبياء

السلام عليكم
خلق الله مخلوقات الارض كلهم من ام واب
لكن اصطفى منهم اية ليكونوا آية للناس
هم اولهم سيدنا (آدم) عليه السلام من تراب الارض
وامنا (حواء) من ضلع سيدنا آدم
وكبش فداء سيدنا (اسماعيل)عليه السلام انزل من السماء
وناقة سيدنا (صالح) التي خرجت من الجبل
وحية سيدنا (موسى) هي من عصاه
عليهم وعلى سيدنا محمد افضل الصلاة والسلام

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

خاصيه في سيرة موسى عليه السلام – قصص انبياء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

المتأمل في قصة موسى عليه السلام يرى أنه الوحيد من الأنبياء عليهم
السلام الذي تم ذكر الخوف كثيرا في سيرته في صيغ متنوعه
وسياقات مختلفه فعلى سبيل المثال قوله تعالى : ( أننا نخاف أن

يفرط علينا أو أن يطغى ) وقوله ( لاتخافا أنني معكما أسمع
وأرى ) وقوله ( فأوجس في نفسه خيفة موسى ) وقوله

( لاتخاف دركا ولاتخشى ) وقوله ( ففررت منكم لما خفتكم )

وقوله ( فخرج منها خائفا يترقب ) وقوله ( اني أخاف أن
يكذبون )

وهذه الايات وغيرها تحتاج منا الى وقفه لنعرف الحكمه والعبره من
وجودها في سيرة موسى عليه السلام وماهي الاشارات التي تحملها

ونوجزها بمايلي :

1- أنه ليس من شرط الشجاعه أن لايجد الانسان في نفسه الخوف
من الهلاك ولكن هذا لايمنعه من الاقدام

2- الشجاعه هي مواجهة الالم والخطر وليست فقط ضد الخوف كما
يظن البعض

3- الخوف فضيله عندما يكون مانعا من الاقدام على امر قد يضر
الامه او ما يتعلق بمصالحها

4- في سيرة موسى عليه السلام تبيين للناس كافه كيفية التعامل مع
الخوف وتوطين النفس على تجاوزه والاخذبالعواقب والاعتصام
بالله سبحانه واللجوء اليه في كل امر
فأعظم بها من سيره وأعظم به من نبي
جل الاحترام

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

قصه مهمه جدا جدا ؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أقبل رجل إلى إبراهيم بن أدهم.. فقال:يا شيخ.. إن نفسي.. تدفعني إلى

المعاصي.. فعظني موعظة..
فقال له إبراهيم: إذا دعتك نفسك إلى معصية الله فاعصه.. ولا بأس عليك..

ولكن لي إليك خمسة شروط..
قال الرجل: هاتها..
قال إبراهيم: إذا أردت أن تعصي الله فاختبئ في مكان لا يراك الله فيه..
فقال الرجل: سبحان الله..كيف أختفي عنه..وهو لا تخفى عليه خافية..
فقال إبراهيم:
سبحان الله.. أما تستحي أن تعصي الله وهو يراك.. فسكت الرجل..
ثم قال: زدني..

فقال إبراهيم: إذا أردت أن تعصي الله.. فلا تعصه فوق أرضه..
فقال الرجل: سبحان الله.. وأين أذهب.. وكل ما في الكون له.
فقال إبراهيم: أما تستحي أن تعصي الله.. وتسكن فوق أرضه ؟

قال الرجل: زدني..

فقال إبراهيم: إذا أردت أن تعصي الله.. فلا تأكل من رزقه..
فقال الرجل: سبحان الله.. وكيف أعيش.. وكل النعم من عنده..
فقال إبراهيم:أما تستحي أن تعصي الله..وهو يطعمك ويسقيك..ويحفظ لك قوتك ؟

قال الرجل:
زدني..
فقال إبراهيم: فإذا عصيت الله.. ثم جاءتك الملائكة لتسوقك إلى النار..فلا تذهب معهم..
فقال الرجل:
سبحان الله.. وهل لي قوة عليهم.. إنما يسوقونني سوقاً..

فقال إبراهيم: فإذا قرأت ذنوبك في صحيفتك.. فأنكر أن تكون فعلتها..
فقال الرجل: سبحان الله.. فأين الكرام الكاتبون.. والملائكة الحافظون.. والشهود الناطقون..

ثم بكى الرجل.. ومضى..
وهو يقول:أين الكرام الكاتبون..والملائكةالحافظون..والشهودالناطقون

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده