السيدة نفيسة بنت الحسن الأنور…
نفيسة العلم … كريمة الدارين
نشأت السيدة نفيسة في جو يسوده العلم والورع والتقوى، وفي وسط يزخر بالعلماء والعبّاد والزهّاد… فقرأت القرءان وحفظته، ودرست العلم ووعته، وسمعت مسائل الحديث والفقه ففهمتها. وكانت رضي الله عنها مُجابة الدعوة، أظمأت نهارها بالصيام، وأقامت ليلها بالقيام … عرفت الحق فوقفت عنده والتزمت به، وعرفت الباطل فأنكرته واجتنبته، واجتهدت بالعبادة حتى أكرمها الله بكرامات عديدة.
من هي؟
هي السيدة نفيسة بنت أبي محمد الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن السبط بن الإمام علي كرم الله وجهه. فهي من دوحة النبوة التي طابت فرعًا، وزكت أصلا.
أمها فهي أم ولد، وأما إخوتها فأمهم أم سلمة بنت زينب بنت الحسن بن الحسن بن الإمام علي كرم الله وجهه، وليس ذلك بضائرها أو مما ينقص من قدرها.
ولو نظرنا قديمًا لوجدنا أن نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام قد تسرّى بهاجر فولدت له نبي الله إسمعيل عليه السلام، فكان من نسله الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، وأيضًا تسرّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية القبطية فولدت إبراهيم.
كانت السيدة نفيسة عفيفة النفس، فما عُرف عنها أنها مدّت يدها لمخلوق، وكانت تنفق على نفسها وأهل بيتها من مالها أو مال زوجها، أو ما يأتيها مما تغزله بيدها.
وقد قيّض الله تبارك وتعالى لها أن تجتمع بفحول العلماء وأئمة الفقهاء، وشيوخ الزهّاد والعبّاد أمثال بشر بن الحارث المعروف بالحافي، وإمام أهل السنة الورِع أحمد بن حنبل، والإمام الشافعي، والإمام مالك وعبد الله بن الحكم، وأبي سعيد سحنون بن سعيد الفقيه المالكي والربيع بن سليمان المرادي من أصحاب الشافعي، والربيع الجيزي… وغيرهم كثير.
مولدها
كان من عادة الحسن الأنور والد السيدة نفيسة الجلوس في البيت الحرام، وذلك لكي يعطي للناس دروس العلم، ويناقشهم في أمور الفقه، ويتدارسون علوم القرءان.
وفي يوم، وهو على هذه الحال، أقبلت جارية لتزف إليه البشرى وتقول له: أبشر يا سيدي… فقد وُلدت لك الليلة مولودة جميلة، لم نرَ أحسن منها وجهًا، ولا أضوأ منها جبينًا، يتلألأ النور من ثغرها، ويشعّ من محيّاها.
فلما سمع الحسن الأنور هذه البشرى، فرح، وخرّ ساجدًا لله، شكرًا على ما وهبه من نعمة، وحمدًا لاستجابة دعائه. ثم أقبل على الجارية فأجزل لها العطاء… ثم قال لها: مري أهل البيت فليسمّوها "نفيسة"، فسوف تكون إن شاء الله تعالى "نفيسة".
وُلدت السيدة نفيسة بمكة المكرمة يوم الأربعاء الحادي عشر من شهر ربيع الأول سنة خمس وأربعين ومائة من الهجرة النبوية، وقد فرحت أمها بمولودتها، ومما زاد في سرور الحسن الأنور أنها قريبة الشبه بأخته السيدة نفيسة بنت زيد رضي الله عنها، وهي التي تزوج بها الخليفة الوليد بن عبد الملك.
ولما سمع الحاضرون من صفوة الأخيار وصالحي المريدين نبأ ولادة مولوة للحسن الأنور، قاموا وهنّأوه بتحقيق أمله، واستجابة دعائه… فشكر لهم… ثم رفع يديه إلى السماء، وبسط كفيه بالدعاء والرجاء قائلا: "اللهم انبتها نباتًا حسنًا، وتقبلها قبولا حسنًا طيبًا، واجعلها من عبادك الصالحين، وأوليائك المقرّبين الذين تحبهم، ويحبونك.
اللهم اجعلها معدن الفضل، ومنبع الخير، ومصدر البرّ، ومشرق الهداية والنور، اللهم اجعلها نفيسة العلم، عظيمة الحلم، جليلة القدر، قوية الدين، كاملة اليقين".
وعند البشرى أيضًا بمولد السيدة نفيسة قدم رسول الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، وترجّل عن فرسه، ثم دخل المسجد الحرام، وشقّ الصفوف حتى وصل إلى الحسن الأنور، ثم أخرج من جعبته كتابًا، ورفع إليه مع هذا الكتاب هدية الخلافة وكانت عبارة عن كيس كبير يحتوي على عشرين ألف دينار. وكان الكتاب يفوح منه رائحة المسك والعطر والطيب، ففتحه الشيخ، وقرأه في تؤدة وأناة. وكان القوم يسمعون وهم خائفون على كبير أهل البيت، وعظيم بني هاشم أن يمسّه من الخليفة سوء، أو يناله منه مكروه، ولكنهم لم يبرحوا حتى شاهدوا الحسن الأنور يبكي، فازدادوا قلقًا وخيفة عليه، فسألوه عن فحوى كتاب الخليفة، فقال لهم وهو يبكي، متهيبًا الموقف لعظيم الأمانة التي تُلقى على عاتقه: "لقد وُلّيت المدينة المنورة واختارني الخليفة أميرًا عليها " … فتهلل وجههم بالبشر، واستضاء جباههم بالفرح والسرور، وقالوا له: هنيئًا لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل مثلك، يقيم فيها لواء العدل، وينشر فيها راية الحق، ويبثّ في جنباتها وبين ربوعها الأمن والطمأنينة والسلام والإنصاف… هنيئًا لأهلها أن يظفروا بذلك كله على يد ابن بار من عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفّذ الأحكام ويقيم الحدود، ويُحيي السنن، ويُجدّد معالم الدين الحنيف.
فدع عنك التردد… فلعلك تجد مظلومًا تُنصفه، أو ملهوفًا تُغيثه، أو أسيرًا تفكّه، أو شريدًا طريدًا تحميه وتؤويه، فلما سمع الحسن الأنور منهم هذا القول سرّي عنهم وقال لهم: "إذا كانت تلك الإمارة نعمة من الله علينا وعلى الناس كانت تلك الوليدة بشيرها – يقصد السيدة نفيسة – وإذا كانت الإمارة كرامة لنا فإن الوليدة الجديدة رسولها".
نشأتها
نشأت السيدة نفيسة نشأة شريفة، فبعد أن درجت بمكة تحوطها العزة والكرامة، اصطحبها أبوها وهي في الخامسة من عمرها إلى المدينة، وأخذ يلقنها أمور دينها ودنياها، فحفظت القرءان، ولقّنها حديث النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، وسمعت سيرة الصالحين، وصفات المتقين، ولم يقتصر في تربيتها على الحفظ والرواية، والدراسة والتلقين، بل حرص أن يجمع في تربيتها بين القول والعمل.
فكان يشاركها معه في نسكته وعبادته، ويُقرئها معه أوراده، وكثيرًا ما كان يصحبها إلى المسجد النبوي لتشهد جماعة المسلمين، ولتنظر بعينها إلى مواكب الأخيار، ووفود الأبرار وهم يترددون بشوق على مسجد النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم.
وقد بارك الله لها في طفولتها، فلم تبلغ الثامنة من عمرها حتى فرغت من حفظ كتاب الله تعالى، وشيئًا غير قليل من السنّة النبوية وكانت لا تفارق أباها في حلّه وترحاله، فكان لها قدوة حسنة وأسوة صالحة.
فأشرق صدرها بنور الإيمان، وخالطت نفسها حلاوة الطاعة. وكثيرًا ما كانت تدعو الله وهي صغيرة قائلة: اللهم حُلّ بين قلبي وبين كل ما يشغلني عنك وحبّب إليّ كل ما يقرّبني منك، ويسّر لي الطريق لطاعتك، واجعلني من أهل ولايتك، فإنك المرجو في الشدائد، المقصود في النوائب والملمّات.
ومن بين الذين التقت بهم السيدة نفيسة في المدينة الإمام مالك رضي الله عنه الذي كان حديث الفقهاء والمسلمين بكتابه "الموطأ" وفقهه الذي انتشر في الأمصار.
وكان الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة من أرفع العلماء قدرًا، وأكثرهم ورعًأ، وأصحهم حديثًا، وأقرأهم لكتاب الله رضي الله عنه.
وكانت تجتمع في بيت أبيها الحسن بصفوة العماء وخلاصة الفقهاء، وفحول الشعراء وكبار الأدباء، فكانت تستمع إليهم وتروي عنهم، تأخذ من أقوالهم وتحفظ من حكمتهم ما يغذّي عقلها المتفتح، ويضيء نفسها الزكية. فكانت صاحبة عقل راجح، وهمّة عالية، وعزيمة صادقة، وفكرة سليمة، ونشاط متجدد.
زواجها
بلغت نفيسة العلم وكريمة الدارين سن الزواج، فرغب فيها شباب ءال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني الحسن والحسين رضي الله عنهما، كما تهافت لخطبتها الكثير من شباب أشراف قريش لما عرفوا من خيرها وبرّها وإيمانها وتقواها… وكان أشدهم حرصًا عليها إسحق بن جعفر الصادق وهو الذي كان يُلقّب بين أقرانه، ويُعرف بين الناس بإسحق "المؤتمن" لكثرة أمانته وقوة إيمانه ودينه.
ولم يكن هذا الشاب بغريب عنها فهو ابن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولقد رأى إسحق الناس يخطبون السيدة نفيسة من أبيها الحسن الأنور، ومنهم العلماء الأفاضل، والعباد الأعلام، وكان أبوها إذا سأله الناس عن سبب رفضه لهم قال: "إني أريد أن أؤدي الأمانة إلى أهلها، وأردّ القطرة إلى بحرها، وأغرس الوردة في بستانها". فإذا سمع الناس منه ذلك أمسكوا عن الكلام، وقالوا: لعلّ في الأمر سرًا لا ندركه ولا ندريه.
لكن إسحق رأى أن يُجرّب حظه، فيطلب الزواج بالسيدة نفيسة، فاستخار الله تعالى، وذهب إلى عمه ومعه كبار أهل البيت. فرحّب بهم الحسن ضيوفًا كرامًا. لكنه امتنع عن تزويج السيدة نفيسة لإسحق، فانصرفوا من عنده يعصر الألم قلوبهم لأن إسحق لا يُردّ.
قام إسحق من عند الحسن، وفي نفسه حزن كبير، وذهب إلى المسجد النبوي، ووقف في محرابه الميمون، وأخذ يصلي، فلمّا فرغ دخل الحجرة النبوية، ووقف عند القبر الشريف وقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا سيد المرسلين وخاتم النبيين وحبيب رب العالمين.. إني أبثك لوعتي، وأنزل بك حاجتي، وأعرض عليك حاجتي.. ولطالما استغاث بك الملهوفون، واستنجد بعونك المكروبون، فقد خطبت "نفيسة" من عمي "الحسن" فأباها عليّ…" ثم سلّم وانصرف.
فلما كان الصباح بعث إليه الحسن فأدهشه ذلك فلما لقيه قال له: لقد رأيت الليلة جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحسن صورة يُسلّم عليّ ويقول لي: "يا حسن زوّج نفيسة ابنتك من إسحق المؤتمن". فتمّ زواجها يوم الجمعة في الأول من شهر رجب سنة إحدى وستين ومائة للهجرة.
وبزواجهما اجتمع في بيتها نوران، نور الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة، فالسيدة نفيسة جدها الإمام الحسن وإسحق المؤتمن جده الإمام الحسين رضي الله عنهما.
وكان إسحق من أهل الفضل والاجتهاد والورع، روى عنه الكثير من الناس الحديث والآثار، فقد كان محدثًا ثقة مأمونًا صادقًا.
وجاء في عمدة الطالب: وأما إسحق بن جعفرالصادق ويكنى أبا محمد، ويُلقّب "المؤتمن" فقد وُلد بالعريض، وهو وادٍ بالمدينة، وكان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان سفيان بن عيينة شيخ الإمام الشافعي رضي الله عنهما إذا ما روى عنه يقول: حدّثني الثقة الرضا إسحق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم.
ويروي المقريزي في خططه: وتزوج بنفيسة إسحق بن جعفر أهل الصلاح والخير والفضل والدين.
رحلتها إلى مصر الكنانة
كان للسيدة نفيسة مكانة في قلوب المسلمين عامة، والمصريين خاصة. وكان أهل مصر يلتقونها في موسم الحج، ويسألونها زيارتهم في بلدهم لكثرة ما سمعوا عن فضلها وعلمها، فكانت ترحب بدعوتهم وتقول لهم: سأزور بلادكم إن شاء الله فإن الله قد أثنى على مصر وذكرها في كتابه الكريم. وقد أوصى جدي بأهلها خيرًا فقال: "إن فتحتم مصرًا فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لكم فيها صهرًا ونسبًا"…
وتقلبت الأحوال بآل البيت، وعُزل ولدها الحسن الأنور عن ولاية المدينة، بعد وشاية بن أبي ذئب، وساءت الأحوال، وكثرت الفتن، واضطربت الأمور بين ءال البيت في الانتقال إلى مكان ءاخر غير المدينة، رغم أنها عزيزة عليهم، فعقدوا العزم على الانتقال إلى مصر، وكانت سبقتهم إليها في زمن سابق السيدة الطاهرة زينب بنت الإمام علي شقيقة الحسن والحسين وبنت فاطمة الزهراء عليها السلام وحفيدة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم.
رحّب المصريون بأهل البيت وعلى رأسهم السيدة نفيسة وزوجها إسحق وإبناها القاسم وأم كلثوم وغيرهم من أبناء ءال البيت، وتسابقوا في تكريمهم، وتنافسوا في استضافتهم.
فحظي بهذا الشرف السيد جمال بن الجصاص فأنزلهم في داره، وأقامت السيدة نفيسة في مصر حتى توفيت ودفنت بها.
وعلى الرغم أن السيدة نفيسة نشأت في بيت أبيها يحيط بها مظاهر الترف إلا أنها ءاثرت الزهد والتقشف، فكانت قليلة الأكل، ويروى أنها كات تأكل كل ثلاثة أيام مرة.
قالت زينب بنت أخيها: خدمتُ عمتي السيدة نفيسة أربعين عامًا فما رأيتها نامت بليل، ولا أفطرت إلا العيدين وأيام التشريق فقلت لها: أما ترفقين بنفسك؟ فقالت: كيف أرفق بنفسي وأمامي عقبات لا يقطعهن إلا الفائزون.
وكانت تقول: كانت عمتي تحفظ القرءان وتفسيره، وكانت تقرأ القرءان وتبكي.
من كراماتها
لما استقامت السيدة نفيسة رضي الله عنها بطاعة الله، أكرمها بكرامات كثيرة نذكر بعضًا منها:
سلة الطعام:
قال القناعي رحمه الله: قلت لزينب بنت يحيى أخي السيدة نفيسة: ما كان قوت عمتك؟ قالت: كات تأكل في كل ثلاثة أيام أكلة، وكانت لها سلة معلقة أمام مصلاها، وكانت كلما طلبت شيئًا للأكل وجدته في تلك السلة، وكانت لا تأخذ شيئًا من غير زوجها أو ما يحبوها به ربها، فالحمد لله الذي جعل لنا نصيبًا مما جعل للسيدة مريم بنت عمران عليه السلام".
جريان ماء النيل:
قال سعيد بن الحسن: توقف النيل بمصر في زمن السيدة نفيسة فجاء الناس إليها وسألوها الدعاء، فأعطتهم قناعها، فجاءوا بها إلى النهر وطرحوه فيه، فما رجعوا حتى فاض النيل بمائه وزاد زيادة عظيمة.
مع الثعبان:
روى عبد الرحمن الأوزاعي رضي الله عنه إمام الشام وفقيهها وعالمها المتوفى سنة 158 هـ فقال: قلت لجوهرة (إحدى إماء الحسين) هل رأيت من سيدتك الصغيرة نفيسة كرامة؟ قالت: نعم. كنت في يوم شديد القيظ، وإذا بتنين –ثعبان كبير- قد جاءني وكان معي ماء لسيدتي نفيسة، فصار ذلك التنين يمرّغ خدّه على الإبريق كأنه يتمسح به، متبركًا بمائها، ثم ذهب من حيث أتى.
دعاؤها للشافعي:
كان الإمام الشافعي رضي الله عنه إذا مرض يرسل لها رسولا من عنده، كالربيع الجيزي أو الربيع المرادي، فيقرئها سلامه ويقول لها: إن ابن عمك الشافعي مريض، ويسألك الدعاء فتدعو له، فلا يرجع إليه رسوله إلا وقد عوفي من رمضه.
فلمّا مرض الشافعي مرضه الأخير، أرسل لها على عادته رسوله يسألها الدعاء له، فقالت لرسوله: متّعه الله بالنظر إلى وجهه الكريم (أي ذاته الكريم في الآخرة).
رؤياها لجدها صلى الله عليه وسلم:
قال زوجها إسحق المؤتمن يومًا لها: "ارحلي بنا إلى الحجاز"، فقالت: لا أفعل ذلك إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وقال لي: لا ترحلي من مصر فإن الله تبارك وتعالى متوفيك فيها.
وفاتها
أصاب السيدة نفيسة المرض في شهر رجب سنة مائتين وثمان للهجرة وظل المرض يشتدّ ويقوى حتى رمضان، فبلغ المرض أقصاه، وأقعدها عن الحركة، فأحضروا لها الطبيب فأمرها بالفطر، فقالت: واعجباه! إن لي ثلاثين سنة وأنا أسأل الله أن يتوفاني وأنا صائمة …
أفأفطر؟ وكان وراء ستار لها قبر محفور، فأشارت إليه وقالت: هذا قبري، وها هنا أُدفن إن شاء الله، فإذا متُّ فأدخلوني فيها. فلمّا فاضت روحها الطاهرة الشريفة دفنت في قبرها الذي حفرته بيدها، وذلك بعد موت الشافعي بأربعين سنة …
رضي الله عن السيدة نفيسة الطاهرة الشريفة، نفيسة العلم وكريمة الدارين. اللهم أمّدنا بأمدادها واجمعنا بها في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقًا والحمد لله رب العالمين.
سيرته
هو جندب بن جنادة من غفار، قبيلة لها باع طويل في قطع الطريق، فأهلها مضرب الأمثال في السطو غير المشروع، إنهم حلفاء الليل، والويل لمن يقع في أيدي أحد من غفار
ولكن شاء المولى أن ينير لهذه القبيلة دربها بدأ من أبي ذر رضي الله عنه فهو ذو بصيرة، وممن يتألهون في الجاهلية ويتمردون على عبادة الأصنام، ويذهبون إلى الإيمان بإله خالق عظيم، فما أن سمع عن الدين الجديد حتى شد الرحال إلى مكة
إسلامه
ودخل أبو ذررضي الله عنه مكة متنكرا، يتسمع إلى أخبار أهلها والدين الجديد، حتى وجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في صباح أحد الأيام جالسا، فاقترب منه وقال:نعمت صباحا يا أخا العرب فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم: وعليك السلام يا أخاه قال أبو ذر: أنشدني مما تقول فأجاب الرسول : ما هو بشعر فأنشدك، ولكنه قرآن كريم قال أبو ذر: اقرأ علي فقرأ عليه وهو يصغي، ولم يمض غير وقت قليل حتى هتف أبو ذر: أشهد أن لا اله الا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وسأله النبي -صلى الله عليه وسلم-:ممن أنت يا أخا العرب فأجابه أبو ذر: من غفاروتألقت ابتسامة واسعة على فم الرسول -صلى الله عليه وسلم-، واكتسى وجهه بالدهشة والعجب، وضحك أبو ذر فهو يعرف سر العجب في وجه الرسول الكريم، فهو من قبيلة غفار… أفيجئ منهم اليوم من يسلم؟!… وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله يهدي من يشاء)… أسلم أبو ذر من فوره، وكان ترتيبه في المسلمين الخامس أو السادس، فقد أسلم في الساعات الأولى للإسلام…
تمرده على الباطل
وكان أبو ذر -رضي الله عنه- يحمل طبيعة متمردة، فتوجه للرسول -صلى الله عليه وسلم- فور إسلامه بسؤال: يا رسول الله، بم تأمرني فأجابه الرسول: ترجع إلى قومك حتى يبلغك أمري فقال أبو ذر: والذي نفسي بيده لا أرجع حتى أصرخ بالإسلام في المسجد هنالك دخل المسجد الحرام ونادى بأعلى صوته: أشهد أن لا اله الا الله… وأشهد أن محمدا رسول الله
كانت هذه الصيحة أول صيحة تهز قريشا، من رجل غريب ليس له في مكة نسبا ولا حمى، فأحاط به الكافرون وضربوه حتى صرعوه، وأنقذه العباس عم النبي بالحيلة فقد حذر الكافرين من قبيلته اذا علمت، فقد تقطع عليهم طريق تجارتهم، لذا تركه المشركين، ولا يكاد يمضي يوما آخر حتى يرى أبو ذر -رضي الله عنه- امرأتين تطوفان بالصنمين أساف ونائلة وتدعوانهما، فيقف مسفها مهينا للصنمين، فتصرخ المرأتان، ويهرول الرجال إليهما، فيضربونه حتى يفقد وعيه، ثم يفيق ليصيح -رضي الله عنه- مرة أخرى: أشهد أن لا اله إلا الله… وأشهد أن محمدا رسول الله
إسلام غفار
ويعود -رضي الله عنه- إلى قبيلته، فيحدثهم عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعن الدين الجديد، وما يدعو له من مكارم الأخلاق، فيدخل قومه بالإسلام، ثم يتوجه إلى قبيلة (أسلم) فيرشدها إلى الحق وتسلم، ومضت الأيام وهاجر الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة، وإذا بموكب كبير يقبل على المدينة مكبرا، فإذا هو أبو ذر – رضي الله عنه – أقبل ومعه قبيلتي غفار وأسلم، فازداد الرسول – صلى الله عليه وسلم – عجبا ودهشة، ونظر إليهم وقال: (غفار غفر الله له… وأسلم سالمها الله)… وأبو ذر كان له تحية مباركة من الرسول الكريم حيث قال: (ما أقلت الغبراء، ولا أظلت الخضراء، أصدق لهجة من أبي ذر)…
غزوة تبوك
وفي غزوة تبوك سنة 9 هجري، كانت أيام عسرة وقيظ، خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحبه، وكلما مشوا ازدادوا تعبا ومشقة، فتلفت الرسول الكريم فلم يجد أبا ذر فسأل عنه، فأجابوه: لقد تخلف أبو ذر وأبطأ به بعيره
فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:دعوه، فان يك فيه خير فسيلحقه الله بكم، وان يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه)… وفي الغداة، وضع المسلمون رحالهم ليستريحوا، فأبصر أحدهم رجل يمشي وحده، فأخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقال الرسول: كن أبا ذر
وأخذ الرجل بالاقتراب فإذا هو أبو ذر -رضي الله عنه- يمشي صوب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلم يكد يراه الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى قال: يرحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده
وصية الرسول له
ألقى الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أبا ذر في يوم سؤال: (يا أبا ذر، كيف أنت إذا أدركك أمراء يستأثرون بالفئ)… فأجاب قائلا: (إذا والذي بعثك بالحق، لأضربن بسيفي)… فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- (أفلا أدلك على خير من ذلك؟… اصبر حتى تلقاني)… وحفظ أبو ذر وصية الرسول الغالية فلن يحمل السيف بوجوه الأمراء الذين يثرون من مال الأمة، وإنما سيحمل في الحق لسانه البتار…
جهاده بلسانه
ومضى عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن بعده عهد أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما-، في تفوق كامل على مغريات الحياة وفتنتها، وجاء عصر عثمان -رضي الله عنه- وبدأ يظهر التطلع إلى مفاتن الدنيا ومغرياتها، وتصبح السلطة وسيلة للسيطرة والثراء والترف، رأى أبو ذر ذلك فمد يده إلى سيفه ليواجه المجتمع الجديد، لكن سرعان ما فطن إلى وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ)…
فكان لابد هنا من الكلمة الصادقة الأمينة، فليس هناك أصدق من أبي ذر لهجة، وخرج أبو ذر إلى معاقل السلطة والثروة معترضا على ضلالها، وأصبح الراية التي يلتف حولها الجماهير والكادحين، وذاع صيته وهتافه يردده الناس أجمعين: (بشر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاو من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة)…
وبدأ أبو ذر بالشام، أكبر المعاقل سيطرة ورهبة، هناك حيث معاوية بن أبي سفيان وجد أبو ذر -رضي الله عنه- فقر وضيق في جانب، وقصور وضياع في الجانب الآخر، فصاح بأعلى صوته: (عجبت لمن لا يجد القوت في بيته، كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه)…
ثم ذكر وصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- بوضع الأناة مكان الانقلاب، فيعود إلى منطق الإقناع والحجة، ويعلم الناس بأنهم جميعا سواسية كأسنان المشط، جميعا شركاء بالرزق، إلى أن وقف أمام معاوية يسائله كما أخبره الرسول -صلى الله عليه وسلم- في غير خوف ولا مداراة، ويصيح به وبمن معه: (أفأنتم الذين نزل القرآن على الرسول وهو بين ظهرانيهم؟؟)…
ويجيب عنهم: (نعم أنتم الذين نزل فيكم القرآن، وشهدتم مع الرسول المشاهد)، ويعود بالسؤال: أولا تجدون في كتاب الله هذه الآية: {…وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ}…
فيقول معاوية: (لقد أنزلت هذه الآية في أهل الكتاب)… فيصيح أبو ذر: (لا… بل أنزلت لنا ولهم)… ويستشعر معاوية الخطر من أبي ذر فيرسل إلى الخليفة عثمان رضي الله عنه-: (إن أبا ذر قد أفسد الناس بالشام)… فيكتب عثمان إلى أبي ذر يستدعيه، فيودع الشام ويعود إلى المدينة، ويقول للخليفة بعد حوار طويل: (لا حاجة لي في دنياكم)… وطلب الأذن بالخروج إلى (الربذة)… وهناك طالبه البعض برفع راية الثورة ضد الخليفة ولكنه زجرهم قائلا: (والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة، أو جبل، لسمعت وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي)…
فأبو ذر لا يريد الدنيا، بل لا يتمنى الإمارة لأصحاب رسول الله ليظلوا روادا للهدى … لقيه يوما أبو موسي الأشعري ففتح له ذراعيه يريد ضمه فقال له أبو ذر: (لست أخيك، إنما كنت أخيك قبل أن تكون واليا وأميرا)… كما لقيه يوما أبو هريرة واحتضنه مرحبا، فأزاحه عنه وقال: (إليك عني، ألست الذي وليت الإمارة، فتطاولت في البنيان، واتخذت لك ماشية وزرعا)… وعرضت عليه إمارة العراق فقال: (لا والله… لن تميلوا علي بدنياكم أبدا)…
اقتدائه بالرسول
عاش أبو ذر -رضي الله عنه- مقتديا بالرسول -صلى الله عليه وسلم- فهو يقول: (أوصاني خليلي بسبع، أمرني بحب المساكين والدنو منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني ألا أسأل أحدا شيئا، وأمرني أن أصل الرحم، وأمرني أن أقول الحق ولو كان مرا، وأمرني ألا أخاف في الله لومة لائم، وأمرني أن أكثر من: لا حول ولا قوة إلا بالله)… وعاش على هذه الوصية،
ويقول الإمام علي رضي الله عنه -: (لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر)…
وكان يقول أبو ذر لمانعيه عن الفتوى: (والذي نفسي بيده، لو وضعتم السيف فوق عنقي، ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل أن تحتزوا لأنفذتها)…
ورآه صاحبه يوما يرتدي جلبابا قديما فقال له: (أليس لك ثوب غير هذا؟… لقد رأيت معك منذ أيام ثوبين جديدين؟)… فأجابه أبو ذر: (يا بن أخي، لقد أعطيتهما من هو أحوج إليهما مني)… قال له: (والله انك لمحتاج إليهما)…
فأجاب أبو ذر: (اللهم غفرا انك لمعظم للدنيا، ألست ترى علي هذه البردة، ولي أخرى لصلاة الجمعة، ولي عنزة أحلبها، وأتان أركبها، فأي نعمة أفضل مما نحن فيه؟)…
وفاته
في (الربذة) جاءت سكرات الموت لأبي ذر الغفاري، وبجواره زوجته تبكي، فيسألها: (فيم البكاء والموت حق؟)… فتجيبه بأنها تبكي: (لأنك تموت، وليس عندي ثوب يسعك كفنا !)… فيبتسم ويطمئنها ويقول لها: لا تبكي، فاني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه يقول: (ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض، تشهده عصابة من المؤمنين)… وكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية، ولم يبق منهم غيري، وهأنذا بالفلاة أموت، فراقبي الطريق فستطلع علينا عصابة من المؤمنين، فاني والله ما كذبت ولا كذبت)… وفاضت روحه إلى الله، وصدق…
فهذه جماعة مؤمنة تأتي وعلى رأسها عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما أن يرى وجه أبي ذر حتى تفيض عيناه بالدمع ويقول: (صدق رسول الله، تمشي وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وحدك)…
وبدأ يقص على صحبه قصة هذه العبارة التي قيلت في غزوة تبوك كما سبق ذكره..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كيف يمكن لجيل المستقبل أن يقتدي برسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام
سؤال مهم جدا كيف يمكننا جعل أبنائنا يحبون رسولهم الكريم ويقتدون به..
إليكم هذه النقاط لكي تستطيع ونزرع حب الرسول صلى الله عليه وسلم في نفوس أبنائنا ….
1القدوه:
أول خطوه تتمثل في القدوه ، بأن يكون الوالدان قولا وفعلا محبان لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فيكثرون من ذكره امام الطفل… يصلون عليه… يتحدثون عنه… يتبعون سنته مبينين للطفل أننا نفعل كذا لأن الرسول كان يفعله… نحب الشيئ الفلاني لأن الرسول كان يحبه… فالقدوه مؤثر فعال على الطفل … وطريق يسير لتحقيق الأمر المبتغى…
2 الحاسوب والتلفاز :
في الوقت الحالي ، باتت متعة أفلام التلفاز وبرامج الحاسوب أكبر من متعة القصص، فكم هو جميل أن تجلس طفلك بجانبك وتعرضله فيلما مولدالرسول عليه الصلاة والسلام
ليتأثر بمواقفه… ويشعر بالعذابالذي واجهه في سبيل الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ، وكذلك الأناشيد والقصص على اقراص الليزر الكمبيوتريه تشد الطفل وتثير اهتمامه.
3 وصف حياته :
رافق طفلك إلى فراشه .. إجلس بجانبه،حدثه قبل أن يغمض عينيه عن موقف جليل لرسول الله صلى الله عليه وسلم
قصه عليه بإسلوب مشوق.. اختر في كلليله موقفا له، أو خلقا من أخلاقه، أو أسلوبا من أساليبه المثاليه في التعامل مع أصحابه وابنائه.
4 زيارته :
من الجميل أن تصطحب طفلك في رحلة إلى المدينة المنورة ثمـ إلى الروضه حيث قبر سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بعدما تكون نفسه قد ارتوت من طيب ذكره… ولمست حبه وشوقه لزيارة مدينته… وهناك سيشعر بعظمة وإجلال ربما لا تغيب عن ذاكرته عند الكبر.
5الصلاة عليه :
عود طفلك أن يكثر من الصلاة عليه خاصة يومـ الجمعة، كرر على مسامعه ذلك، واشرح له فضائل الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم والتي منها:
مرافقة رب العزة سبحانه وتعالى
إطاعة الله الذي أمرنا بالصلاةوالسلام على رسوله
نيل شفاعةالرسول عليه الصلاة والسلام والقرب منه يوم القيامه.
زيادة الحسنات ..
من أحباب الرسول عليه الصلاةوالسلام
أهلاً بكم أخواني وأخواتي.. الأعزاء..
***********
لقد اطلعت على كتاب "صفه صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم" لشيخ الألباني.. فوجدته كتاباً قيماً..مليئاً بالكنوز والفوائد الثمينة.. مبيناً كيفية صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم من التكبير حتى التسليم .
وأكثر ما شد انتباهي.."صحة الأحاديث" فقد اشترط –يرحمه الله- أن لا يضع في كتابه إلا الصحيح.. وهذا ما يضمن للقارئ الثقة التامة لجميع الأحاديث.. وسهولة تطبيق صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم القائل: "صلوا كما رأيتموني أصلي"
وأنا قد اطلعت على أكثر من كتاب لصفة صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم.. ولكن لم أجد أفضل من هذا الكتاب لاعتماده على الأحاديث الصحيحة فقط..
لذا قررت أن أضعة بين أيديكم.. لتصلوا صلاة صحيحة ..وفق صلاة النبي صلى الله عليه وسلم.."فكما تمتعت جداً بقراءته ..أرجو لكم ذلك..فالمؤمن يحب لأخيه المسلم ما يحبه لنفسه"
وأرجو من الله تعالى أن يكون عونا لكم على تصحيح الصلاة.. ويجب أن لا يخلو هذا الكتاب من أي بيت..خاصة لاعتماده على الأحاديث الصحيحة..فلا نجاه لنا إلا بالتمسك بكتاب الله تعالى وبسنه نبيه الصحيحة..
أترككم مع الكتاب:
صفة صلاة النبي للألباني
وقد اخترت لكم هذا الموضوع..
ما كان يقرؤه صلى الله عليه وسلم في الصلوات
وأما ما كان يقرؤه صلى الله عليه وسلم في الصلوات من السور والآيات، فإن ذلك يختلف باختلاف الصلوات
الخمس وغيرها، وهاك تفصيل ذلك مبتدئين بالصلاة الأولى من الخمس:
1- صلاة الفجر:
كان صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها بطوال(1) المفصل ف" كان أحيانا – يقرأ ( الواقعة 56: 96) ونحوها من
السور في الركعتين"0
وقرأ من سورة ( الطور52: 49) وذلك في حجة الوداع0
و "كان – أحيانا – يقرأ (ق والقرآن المجيد 50: 45) ونحوها في الركعة الأولى"0
و "كان – أحيانا – يقرأ بقصار المفصل ك(إذا الشمس كورت 11: 15)0
و "قرأ – مرة: (إذا زلزلت 99: 8 في الركعتين كلتيهما) حتى قال الراوي: فلا أدري أنسي رسول الله – أم
قرأ ذلك عمدا"(2) 0
وقرأ – مرة – في السفر( قل أعوذ برب الفلق 113: 5) وقل أعوذ برب الناس 114: 6)0
وقال لعقبة بن عامر رضي الله عنه: "اقرأ في صلاتك المعوذتين [فما تعوذ متعوذ بمثلهما]"0
وكان – أحيانا – يقرأ بأكثر من ذلك، ف"كان يقرأ ستين آية فأكثر"، قال بعض رواته: لا أدري في إحدى
الركعتين أو في كلتيهما؟0
و "كان يقرأ بسورة ( الروم 30: 60) و- أحيانا – بسورة (يس 36: 83)0
ومرة "صلى الصبح بمكة فاستفتح سورة (المؤمنين 23: 118) حتى جاء ذكر موسى وهارون أو ذكر
عيسى(3) – شك بعض الرواة – أخذته سعلة فركع"0
و "كان – أحيانا – يؤمّهم فيها ب(الصافات 37: 182)0
و "كان يصليها يوم الجمعة ب(ألم تنزيل (السجدة) 32: 30) [في الركعة الأولى، وفي الثانية] ب(هل آتى علىالإنسان76: 31)"0
القراءة في سنة الفجر:
وأما قراءته في ركعتي سنة الفجر، فكانتخفيفة جداً، حتى إن عائشة رضي الله عنها كانت تقول: "هل
قرأفيها بأم الكتاب؟".
و "كان – أحيانا – يقرأ بعد الفاتحة في الأولى منهما آية(136:2):
((قُولُواْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا)) إلى آخر الآية، وفي الأخرى (3: 64): ((قُلْ يأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ)) إلى آخرها"0 و "ربما قرأ بدلها (23: 52): ((فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْر)) إلى آخر الآية"0
و أحيانا يقرأ (( قل يا أيها الكافرون: 109: 6) في الأولى، و (قل هو الله أحد (112: 4) في الأخرى0
و "سمع رجلا يقرأ السورة الأولى في الركعة الأولى فقال: هذا عبد آمن بربه0 ثم قرأ السورة الثانية في
الركعة الأخرى فقال: هذا عبد عرف ربه"0
2- صلاة الظهر:
و "كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين, ويطول في الأولى مالا
يطول في الثانية"0
و كان أحيانا يطيلها حتى أنه "كانت صلاة الظهر تقام، فيذهب الذاهب إلى البقيع فيقضي حاجته، [ثم
يأتي منزله] ثم يتوضأ، ثم يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعة الأولى مما يطولها"0
و "كانوا يظنون أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة الأولى"0
و "كان يقرأ في كل من الركعتين قدر ثلاثين آية، قدر قراءة (الم تنزيل(السجدة) 32: 30) وفيها (الفاتحة)"
و أحيانا"كان يقرأ ب(وَالسَّمَآءِ وَالطَّارِقِ)،و (وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْبُرُوج)، و (وَالْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَى)،ونحوها من السور".
وربما "قرأ (إِذَا السَّمَآءُ انشَقَّت)، ونحوها"0
و "كانوا يعرفون قراءته في الظهر والعصر باضطراب لحيته"0
قراءته صلى الله عليه وسلم آيات بعد الفاتحة في الأخيرتين:
و "كان يجعل الركعتين الأخيرتين أقصر من الأوليين قدر النصف قدر خمس عشرة أية(4)، وربما اقتصر فيهما
على الفاتحة"0
و "كان يسمعهم الآية أحيانا"0
و "كانوا يسمعون منه النغمة ب(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى87: 19) و (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَة 88: 26)"0
و "كان – أحيانا – يقرأ ب(وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْبُرُوج 85: 22) وب (وَالسَّمَآءِ وَالطَّارِقِ 86: 17) ونحوهما من السور"0
و "أحيانا يقرأ ب(وَالْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَى 92: 21) ونحوها"0
3- صلاة العصر:
و "كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين ويطول في الأولى ما لا يطول في
الثانية"، و "كانوا يظنون أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة"0
و "كان يقرأ في كل منهما قدر خمس عشر آية قدر نصف ما يقرأ في كل من الركعتين الأوليين في الظهر"0
و "كان يجعل الركعتين الأخيرتين أقصر من الأوليين قدر نصفهما"0
و "كان يقرأ فيهما بفاتحة الكتاب"0
و "كان يسمعهم الآية أحيانا"0
ويقرأ بالسور التي ذكرنا في "صلاة الظهر"0
4- صلاة المغرب:
و "كان صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها – أحيانا- بقصار المفصل"، حتى إنهم "كانوا إذا صلوا معه وسلم بهم
انصرف أحدهم وإنه ليبصر مواقع نبله"0
و "قرأ في سفر ب(التين والزيتون 95: 8) في الركعة الثانية"0
وكان أحيانا يقرأبطوال المفصل وأوساطه، ف"كان تارة يقرأ ب(الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله 47: 38)"0
وتارة ب(الطور52: 49)0
وتارة ب(المرسلات 77: 50) قرأ بها في آخر صلاة صلاها صلى الله عليه وسلم0
و "كان أحيانا يقرأ بطولى الطوليين(5) الأعراف 7: 206) في الركعتين"0
وتارة ب(الأنفال 8: 75) في الركعتين0
القراءة في سنة المغرب:
وأما سنة المغرب البعدية ف"كان يقرأ فيها: (قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ 109: 6) و (قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ 112: 4)0
5- صلاة العشاء:
كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين من وسط المفصل، ف"كان تارة يقرأ ب(والشمس وضحاها 91: 15) وأشباهها من السور"0
و "تارة ب(إذا الشمس انشقت 84: 25) وكان يسجد بها"0
و "قرأ – مرة – في سفر ب(والتين والزيتون 95: 8) في الركعة الأولى"0
ونهى عن إطالة القراءة فيها، وذلك حين "صلى معاذ بن جبل لأصحابه العشاء، فطّول عليهم، فانصرف
رجل من الأنصار فصلى، فأخبر معاذ عنه، فقال: إنه منافق، ولما بلغ ذلك الرجل دخل على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأخبره ما قال معاذ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أتريد أن تكون فتاناً يا
معاذ؟! إذا أممت الناس فاقرأ ب(والشمس وضحاها 91: 15) و (سبح اسم ربك الأعلى77: 19) و (اقرأ
باسم ربك 96: 19) و (الليل إذا يغشى92: 21) [ فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة]"0
6- صلاة الليل:
و كان صلى الله عليه وسلم يقصر القراءة فيها تارة، ويطيلها أحيانا ويبالغ في إطالتها أحيانا أخرى، حتى
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
"صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة؛ فلم يزل قائما حتى هممت بأمر سوءٍ، قيل: وما هممت؟
قال: هممت أن أقعد وأذر النبي صلى الله عليه وسلم" 0
وقال حذيفة بن اليمان: "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح (البقرة) فقلت: يركع عند
المائة، ثم مضى فقلت: يصلي بها في [ركعتين]، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح (النساء) فقرأها، ثم
افتتح (آل عمران)(6) فقرأها، يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ
تعوذ، ثم ركع…." الحديث، و "قرأ ليلة وهو وجع السبع الطوال"(7) 0
و "كان – أحيانا – يقرأ في كل ركعة بسورة منها"0
و "ما عُلِمَ أنه قرأ القرآن كله في ليلة [قط]"0 بل إنه لم يرض ذلك لعبد الله بن عمرو رضي الله عنه حين
قال له: "اقرأ القرآن في كل شهر، قال: قلت: أني أجد قوة، قال: فاقرأه في عشرين ليلة, قال: قلت: إني
أجد قوة , قال: فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك"0
ثم "رخص له أن يقرأه في خمس"
ثم "رخص له أن يقرأه في ثلاث"0
ونهاه أن يقرأه في أقل من ذلك وعلل ذلك في قوله له:
"من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقهْهُ"0 وفي لفظ: "لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث"0 ثم
في قوله له: "فإن لكل عابد شِرّة(8) ولكل شِرّة فترة، فإما إلى سنة، وإما إلى بدعة، فمن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك"0
ولذلك "كان صلى الله عليه وسلم لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث"0
وكان يقول: "من صلى في ليلة بمائتي آية فإنه يكتب من القانتين المخلصين"0
و "كان يقرأ في كل ليلة ب(بني إسرائيل 17: 111) و (الزمر 39: 75)"0
وكان يقول: "من صلى في ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين"0
و "كان – أحيانا – يقرأ في كل ركعة قدر خمسين آية أو أكثر"0
وتارة يقرأ قدر(يا أيها المزمل 73: 20)"0
و "ما كان صلى الله عليه وسلم يصلي الليل كله"(9) إلا نادرا،
فقد "راقب عبد الله بن خبّاب بن الأرت – وكان قد شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم – الليلة
كلها (وفي لفظ: في ليلة صلاها كلها) حتى كان مع الفجر، فلما سلم من صلاته قال له خبّاب: يا رسول
الله بأبي أنت وأمي لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت نحوها؟ فقال: أجل إنها صلاة رغب ورهب،
[وإني] سألت ربي عز وجل ثلاث خصال، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة: سألت ربي أن لا يهلكنا بما
أهلك به الأمم قبلنا (وفي لفظ: أن لا يهلك أمتي بسنة) فأعطانيها،
وسألت ربي عز وجل أن لا يظهر علينا عدُّواً من غيرنا فأعطانيها، وسألت ربي أن لا يُلبسنا شيعاً فمنعنيها"0
و "قام ليلة بآية يرددها حتى أصبح وهي: (إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 5: 118) [ بها يركع، وبها يسجد، وبها يدعو]،[ فلما أصبح قال له أبو ذر رضي الله عنه: يا رسول الله ما زلت
تقرأ هذه الآية حتى أصبحت، تركع بها، وتسجد بها]،[وتدعو بها]،[وقد علمك الله القرآن كله]،[لو فعل هذا
بعضنا لوجدنا عليه؟] [قال: إني سألت ربي عز وجل الشفاعة لأمتي، فأعطانيها، وهي نائلة إن شاء الله
لمن لا يشرك بالله شيئاً"0
و "قال له رجل: يا رسول الله إن لي جارا يقوم الليل ولا يقرأ إلا (قل هو الله أحد112: 4)، [يرددها] [لا يزيد
عليها] كأنه يقللها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن"0
7- صلاة الوتر:
"كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الأولى(سبح اسم ربك الأعلى 87: 19) وفي الثانية
(قل يا أيها الكافرون 109: 6) وفي الثالثة (قل هو الله أحد112: 4)0
وكان يضيف إليها أحيانا: (قل أعوذ برب الفلق 113: 5) و (قل أعوذ برب الناس 114: 6)0
ومرة "قرأ في الركعة الثالثة بمائة آية من النساء4: 176"0
وأما الركعتان بعد الوتر(10) فكان يقرأ فيهما (إذا زلزلت الأرض 99: 8) و(قل يا أيها الكافرون)0
8- صلاة الجمعة:
"كان صلى الله عليه وسلم يقرأ- أحيانا – في الركعة الأولى بسورة (الجمعة 62: 11) وفي الأخرى: (إذا
جاءك المنافقون63: 11)، وتارة يقرأ- بدلها-: (هل أتاك حديث الغاشية 88: 26)0
وأحيانا "يقرأ في الأولى: (سبح اسم ربك الأعلى 87: 19) وفي الثانية: (هل أتاك)"0
9- صلاة العيدين:
"كان صلى الله عليه وسلم يقرأ – أحيانا – في الأولى: (سبح اسم ربك الأعلى) وفي الأخرى: (هل أتاك)"0
و -أحيانا- "يقرأ فيهما ب(ق والقرآن المجيد50: 45) و (اقتربت الساعة54: 55)"0
10- صلاة الجنازة:
"السنة أن يقرأ فيها ب(فاتحة الكتاب)(11) [ وسورة]"(12) 0
و"يخافت فيها مخافته, بعد التكبيرة الأولى"0
منقــــــــــــــول
منقول
1- أبو بكر الصديق ( الصديق ) …..17
أبو بكر الصديق و حل المشكلات 1
بداء الإسلام ينتشر بعد صلح الحديبية أى بعد السنة السادسة للهجرة و بعد هزيمة هوازن و ثقيف بدأت الوفود ترد الى رسول الله معلنة إسلامها و كان ذلك فى العام التاسع و من هذا يتضح أن كثيرين ممن دخلوا الإسلام آنذاك لم يدخلوه عن إقتناع تام .
فمنهم من دخله من الداخلين دون دراسة أو إيمان و منهم من رأى الحروب و لم يفهم أنها لنشر الدعوة فدخل فى الإسلام تجنبا لخوض الحروب ضد المسلمين , و منهم من دخل الإسلام طمعا فى مغنم أو جاه …
الى هنا ينتهى النص المنقول حرفيا من الكتاب بارك الله لكاتبه فى عمره و عمله
النص الذى تقدم رغم قصره و قلة عدد كلماته هام و مفيد جدا
و تعالوا نعترف بحقيقة واقعيه كى ندرك أهميه هذا النص
نحن أغلبنا بل معظمنا قد ورث هذا الدين مجرد وراثة من أبويه و هذا فضل من الله عز و جل و نعمة لمن وعى و فهم و أدرك أن هذا الإرث الثمين إنما هو كنز ثمين لمن أحسن إستثماره
و أكرر هو كنز ثمين لمن أحسن إستثماره
و كيف يكون الإستثمار ؟؟
إن الإستثمار الأمثل لهذا الكنز لتنميته و تقويته و إعلاء شأنه هو العلم و العمل
نعم لا يكفى أن نكون مسلمين بالميراث فقط بل لابد على كل منا أن يتعلم و يتفقه كل شخص على قدر إستطاعته و بدون أى تخاذل أو تهاون و لا ندخر فى ذلك وقتا أو جهدا لأنها مسألة حياة أو موت للقلوب .
و انا يدهشنى من زاد عمره عن الستة عشر عاما و لا يعرف ما هى فرائض الوضوء و ما هى سنن الوضوء أو من لا يعرف فقه صلاة المسبوق أو من لا يعرف هل جلسة الغستراحة فى الصلاة سنة أم فرض و قس على هذه الأمور البسيطة التى يكاد السواد الأعظم منا لا يعرفها
لا يجوز مطلقا أن نكتفى بإرث ورثناه و لا ننميه و لا نستثمره أفضل إستثمار و الله هذا عار علينا فعلا
و لست هنا لأحاسب غيرى بل لأحاسب نفسى أولا
فكثيرا من أمهات اليوم لا يعلمون أولادهم الصلاة و تعاليم الدين البسيطه و مع هذا نجدهم يحرصون أشد الحرص على تعليم أولادهم أمور الإتيتكيت و غيرها من الأمور التافهة بل زاد الأمر عن الحد فنجد من أولياء الأمور من يعلم بناته الرقص بدلا من أن يعلمونهم الدين و أصوله .
و كثيرا من الأباء لا يعلمون أولادهم بعضا من سيرة الآل و الأصحاب و يحفظونهم كتاب الله تعالى و بدلا من هذا نجد الأغلب الأعم منهم يحرص أشد الحرص على أن يتفوق إبنه فى التعلم الدنيوى و هذا ليس عيبا و لكنه تعليم ناقص ينقصه التعليم الشرعى لأن إهمال تعليم الدين و التركيز فقط على تعليم الأمور الدنيوية هو الذى أخرج لنا الطبيب الذى لا يرحم المرضى و المهندس الذى لا يتق الله فى عمله و العامل الذى يغش فى صنعته و أخرج لنا من صنوف البشر من لا يتقون الله فى أعمالهم .
رأينا فى تاريخ أسلافنا من دخل الدين بغير إقتناع كان مصيره الردة فلماذذا لا نعتبر لو كنا من أولى الأبصار
كفانا تجاهلا لأهمية الدين فى حياتنا
و كفانا جهلا بحقيقة هذا الدين
إن الله عز و جل ما أنزل هذا الكتاب الكريم إلا لنحفظه فى الصدور و تنطلق به كل جوارحنا و أفعالنا و ليس ليكون زينة لنا فى الغرف و على الأرفف و السيارات فقط
إن الذى نفعله اليوم هو هراء بل جهل بحقيقة هذا الدين الذى يجب ان يكون قانونا و دستورا لنا فى كل حركاتنا و سكناتنا
و كم أعجبنى منظر أطفال لم يتجاوز عمرهم السادسة من عمرهم و قد أصر والديهم على أن يحفظوا كتاب الله كاملا و كثيرا من الأحاديث الشريفة فى هذا السن المبكر
و هؤلاء الأطفال هم عماد هذه الأمة فى المستقبل القريب إن شاء الله
و نصيحة لكل من لم يتزوج بعد
أحسن الإختيار و إختار صاحبة الدين لتعينك على تربية أولادك على النهج الذى يرتضيه رب العالمين و لا تغتر بمال أو جمال أو حسب و نسب بل إختار صاحبة الدين و حبذا لو كانت صاحبة دين أولا و ذات خلق و جمال و مال معا .
أحسنى الإختيار و إختارى صاحب الدين ليحفظك و يرعاكى كما أمره رب العالمين عز و جل و ليكون عونا لك على الطاعة و تربية أولادك على نحو يجعل الأبناء فى ميزان حسناتكما يوم القيامة و لا تغترى بمن له جاه و سلطان و مال و حبذا لو كان ذا دين و جاه و سلطام و مال معا
لا أريد أن أطيل أكثر من هذا حتى لا تملوا
أعلم أننى ربما نسيت بعض الكلمات التى لابد من وجودها هنا فى نفس المقام و أتمنى على الله عز و جل أن يرزقنى بمن ينبهنى و يذكرنى بما نسيت منكم
و حتى لا أطيل عليكم
و سأنتظركم كعادتى على الرابط التالى
http://forum.te3p.com/460353.html
اللهم ردنا الى دينك مردا جميلا
اللهم حبب الى قلوبنا سير الآل و الأصحاب رضوان ربى عليهم أجمعين و أحشرنا معهم بفضلك يا كريم
و رحمة الرسول الكريم شملت الطفل و أحاطته
فكانت رحمته بالطفل منهجا يقتدي به جميع العباد في تعاملهم مع الأطفال عامة
الطفل يختلف اختلافا كبيرا عن الشخص الكبير
و هذا الآختلاف يشمل السلوك و الجسد و العقل
لذلك فان الله سبحآنه و تعالى قد رفع الحسآب و العقآب عن هذآ الكآئن الضعيف..
و يتجلى لنا ذلك من خلال قول الرسول صلى الله عليه و سلم:"رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتّى يستيقظ ، وعن الصغير حتّى يكبر ، وعن المبتلى حتّى يعقل "
و فترة الطفولة حساسة جدا لذلك وجب الاهتمام بالطفل في هذه الفترة و رعايته .. و هذا ما عرف به رسول الله صلى الله عليه و سلم..
في هذا الموضوع سوف نتطرق الى حاجيات الطفل
و كيفية التعامل معه وفق منهج و سنة الرسول صلى الله عليه و سلم..
* رسول الله محب عطوف مع الطفل
الطفل في حاجة دآئمة الى عطف الآخرين و محبتهم له ..
الطفل في حاجة دآئمة الى اللعب و المغآمرة و اللهو لما في ذلك من انعكاسات و تأثيرات ايجابية على شخصيته و فكره.
فاللعب يفسح له المجآل لتجريب القدرآت و اكتساب المزيد من المعارف و تجآوز الصعوبآت و الترفيه عن النفس
هنا نسجل تواضع الرسول الكريم مع الآطفال و مشآركتهم لعبهم و لهوهم ..
فعن جابر قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يمشي على أربعة وعلى ظهره الحسن والحسين رضي الله عنهما وهو يقول : " نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما".رواه الطبراني وغيره
* رسول الله يشكر الطفل
جميل أن نقدم لأطفالنا الشكر ازاء عمل طيب قاموا به.
حيث أن الشكر يحثهم لمزيد العطاء و يشجعهم على المضي قدما نحو فعل الخير و العمل الصالح .كان رسول الله صلى الله عله و سلم يحرص على الشكر و الثناء لكل طفل قام بعمل حسن
قال ابن عباس ضَمَّني رسول الله وقال:[اللهم علمه الكتاب]
وقال ابن عباس: وضعت للنبي (صلى الله عليه وسلم) وضوءاً قال:من وضع هذا؟ فأخبر؛ فقال: اللهم فقهه في الدين .
لما خدم أنس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دعا له النبي (صلى الله عليه وسلم)
فقال: اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته.
* رسول الله يلقي السلام على الأطفال
كثير من الكبار من يتجاهل الأطفال و لا يلقون عليهم حتى التحية.
الرسول الكريم تواضع لهذه الفئة البشرية و لم يتردد أبدا في القاء السلام عليهم.
فقد مرَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) على أطفال يلعبون.. فقال لهم:"السلام عليكم يا صبيان"
عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال: كان النبي يفعله .
و لم يحرمههم من مشاركة الكبار في السلام
قال صلى الله عليه وسلم: يُسَلِّم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير.
وكان يحذرهم صلى الله عليه وسلم من الالتفات في الصلاة فيقول: " هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد"
وكان صلى الله عليه وسلم يصحبهم للصلاة ويمسح خدودهم رحمة وإعجاباً بهم .
* رسول الله يأكل مع الأطفال
كان الرسول الكريم يأكل مع الأطفال لهدف تعليمهم آداب الأكل
يقول عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه: كنت غلاماً في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم" يا غلام، سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك"
و مآذآ يحتاج هؤلاء الأطفال غير ود يسعهم و قلب كبير يحبهم.
فلنلزم هدي النبي صلى الله عليه و سلم في تربية أطفالنا على قواعد الاسلام و تنشئتهم تنشئة صحيحة.و ليكن هدفنا من هذه التنشئة هو مرضاة الله
أسأل الله أن يصلح أبنائنا و بناتنا
و أنيهديهم الى طريق الحق
</B></I>
و رحمة الرسول الكريم شملت الطفل و أحاطته
فكانت رحمته بالطفل منهجا يقتدي به جميع العباد في تعاملهم مع الأطفال عامة
الطفل يختلف اختلافا كبيرا عن الشخص الكبير
و هذا الآختلاف يشمل السلوك و الجسد و العقل
لذلك فان الله سبحآنه و تعالى قد رفع الحسآب و العقآب عن هذآ الكآئن الضعيف..
و يتجلى لنا ذلك من خلال قول الرسول صلى الله عليه و سلم:"رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتّى يستيقظ ، وعن الصغير حتّى يكبر ، وعن المبتلى حتّى يعقل "
و فترة الطفولة حساسة جدا لذلك وجب الاهتمام بالطفل في هذه الفترة و رعايته .. و هذا ما عرف به رسول الله صلى الله عليه و سلم..
في هذا الموضوع سوف نتطرق الى حاجيات الطفل
و كيفية التعامل معه وفق منهج و سنة الرسول صلى الله عليه و سلم..
* رسول الله محب عطوف مع الطفل
الطفل في حاجة دآئمة الى عطف الآخرين و محبتهم له ..
الطفل في حاجة دآئمة الى اللعب و المغآمرة و اللهو لما في ذلك من انعكاسات و تأثيرات ايجابية على شخصيته و فكره.
فاللعب يفسح له المجآل لتجريب القدرآت و اكتساب المزيد من المعارف و تجآوز الصعوبآت و الترفيه عن النفس
هنا نسجل تواضع الرسول الكريم مع الآطفال و مشآركتهم لعبهم و لهوهم ..
فعن جابر قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يمشي على أربعة وعلى ظهره الحسن والحسين رضي الله عنهما وهو يقول : " نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما".رواه الطبراني وغيره
* رسول الله يشكر الطفل
جميل أن نقدم لأطفالنا الشكر ازاء عمل طيب قاموا به.
حيث أن الشكر يحثهم لمزيد العطاء و يشجعهم على المضي قدما نحو فعل الخير و العمل الصالح .كان رسول الله صلى الله عله و سلم يحرص على الشكر و الثناء لكل طفل قام بعمل حسن
قال ابن عباس ضَمَّني رسول الله وقال:[اللهم علمه الكتاب]
وقال ابن عباس: وضعت للنبي (صلى الله عليه وسلم) وضوءاً قال:من وضع هذا؟ فأخبر؛ فقال: اللهم فقهه في الدين .
لما خدم أنس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دعا له النبي (صلى الله عليه وسلم)
فقال: اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته.
* رسول الله يلقي السلام على الأطفال
كثير من الكبار من يتجاهل الأطفال و لا يلقون عليهم حتى التحية.
الرسول الكريم تواضع لهذه الفئة البشرية و لم يتردد أبدا في القاء السلام عليهم.
فقد مرَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) على أطفال يلعبون.. فقال لهم:"السلام عليكم يا صبيان"
وكان يحذرهم صلى الله عليه وسلم من الالتفات في الصلاة فيقول: " هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد"
وكان صلى الله عليه وسلم يصحبهم للصلاة ويمسح خدودهم رحمة وإعجاباً بهم .
* رسول الله يأكل مع الأطفال
كان الرسول الكريم يأكل مع الأطفال لهدف تعليمهم آداب الأكل
يقول عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه: كنت غلاماً في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم" يا غلام، سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك"
و مآذآ يحتاج هؤلاء الأطفال غير ود يسعهم و قلب كبير يحبهم.
فلنلزم هدي النبي صلى الله عليه و سلم في تربية أطفالنا على قواعد الاسلام و تنشئتهم تنشئة صحيحة.و ليكن هدفنا من هذه التنشئة هو مرضاة الله
أسأل الله أن يصلح أبنائنا و بناتنا
و أن يهديهم الى طريق الحق
منقول
حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عدي بن كعب بن لؤي (18 ق. هـ- 45 هـ/ 604- 665م)، وأُمُّها زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب.[1]
وُلِدَتْ حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي بخمس سنين، وحفصة -رضي الله عنها- أكبر أولاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه . فقد ورد أن حفصة أسنُّ من عبد الله بن عمر، وكان مولدها قبل الهجرة بثمانية عشر عامًا[2].
حياتها قبل النبي صلى الله عليه وسلم:
تزوَّجت حفصة -رضي الله عنها- من خُنَيْس بن حذافة السهمي، وقد دخلا الإسلام معًا، ثم هاجر خُنَيْس إلى الحبشة في الهجرة الأولى، التي كانت مكوَّنة من اثني عشر رجلاً وأربع نسوة، يرأسهم عثمان بن عفان رضي الله عنه ومعه السيدة رقيَّة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم هاجر خُنَيْس بن حُذافة مع السيدة حفصة –رضي الله عنها- إلى المدينة، وقد شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرًا، ولم يشهد من بني سهم بدرًا غيره، وقد تُوُفِّيَ متأثِّرًا بجروح أُصيب بها في بدر[3].
زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم:
وبعد وفاة زوجها يرأف أبوها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بحالها، ثم يبحث لها عن زوج مناسب لها، فيقول رضي الله عنه : لقيتُ عثمان فعرضتُ عليه حفصة، وقلتُ: إن شئتَ أنكحتُكَ حفصة ابنة عمر. قال: سأنظر في أمري. فلبثتُ لياليَ ثم لقيني، فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج في يومي هذا. قال عمر: فلقيتُ أبا بكر، فقلتُ: إن شئتَ أنكحتُكَ حفصة ابنة عمر. فصمت أبو بكر، فلم يُرْجِع إليَّ شيئًا، فكنت أَوْجَد عليه منِّي على عثمان، فلبثتُ ليالي، ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنكحتها إيَّاه، فلقيني أبو بكر، فقال: لعلَّك وَجَدْتَ علَيَّ حين عرضتَ علَيَّ حفصة، فلم أُرجع إليك شيئًا؟ فقلتُ: نعم. قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضتَ علَيَّ إلاَّ أنِّي كنتُ علمتُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها رسول الله لقبلتُها [4].
وقد تزوَّج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة في شعبان على رأس ثلاثين شهرًا، قبل أُحُد، وقيل: تزوَّجها رسول الله في سنة ثلاث من الهجرة[5].
حفصة في بيت النبي صلى الله عليه وسلم :
اشتهرت السيدة حفصة -رضي الله عنها- بالغَيرة على رسول الله بين زوجاته الأخريات، والغَيرة في المرأة أمر من الأمور الملازمة لطبيعتها وشخصيَّتها، خاصَّة إذا كانت لها في زوجها ضرائر، فكل واحدة منهن تريد أن تستحوذ عليه بحبِّها وعطفها وقربها، وأن يكون لها دون سواها؛ لذا فقد ورد عن عائشة رضي الله عنها: أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كنَّ حزبين؛ حزب فيه: عائشة، وحفصة، وصفيَّة، وسودة، وحزب فيه: أُمُّ سلمة، وسائر أزواج النبي[6]
وقد جاء في سبب نزول قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التحريم: 1]، أن مارية القبطيَّة المصريَّة أُمَّ ولد النبي إبراهيم، قد أصابها النبي في بيت السيدة حفصة رضي الله عنه وفي يومها، فوجَدت حفصة في نفسها، فقالت: يا رسول الله لقد جئتَ إليَّ بشيء ما جئتَه إلى أحد من أزواجك، في يومي وفي دوري وعلى فراشي. فقال: "أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ أُحَرِّمَهَا فَلا أَقْرَبُهَا أَبَدًا؟" قالت حفصة رضي الله عنها: بلى. فحرَّمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: "لاَ تَذْكُرِي ذَلِكَ لأَحَدٍ". فذكرته لعائشة -رضي الله عنها– فأظهره الله عليه، فأنزل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 1- 4]، ثم كفَّر النبي صلى الله عليه وسلم عن يمينه، وأصاب مارية[7].
وقد كانت حفصة -رضي الله عنها- كسائر نساء النبي تتقرَّب إليه بما يحبُّه، وتسأله النفقة والمال، فعن ابن عباس رضي الله عنه أنه كان يريد أن يسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن قول الله تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4]، فقال ابن عباس -رضي الله عنهما- لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : فكنتُ أهابك. فقال: سلني عمَّ شئتَ، فإنَّا لم نكن نعلم شيئًا حتى تعلَّمْنَا. فقلتُ: أخبرني عن قول الله: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} [التحريم: 4]، مَنْ هما؟ فقال: لا تسأل أحدًا أعلم بذلك منِّي، كنَّا بمكة لا يكلم أحدُنا امرأَتَه إنما هُنَّ خادم البيت، فإذا كان له حاجة سَفَع[8] برجليها فقضى منها حاجته، فلمَّا قدمنا المدينة تعلَّمْنَ من نساء الأنصار، فجعلْنَ يكلِّمننا ويراجعننا، وإنِّي أَمَرْتُ غلمانًا لي ببعض الحاجة، فقالت امرأتي: بل اصنع كذا وكذا. فقمتُ إليها بقضيب فضربتها به، فقالت: يا عجبًا لك يابن الخطاب تريد ألاَّ تكلّم! فإن رسول الله يكلِّمنه نساؤه. فخرجتُ فدخلتُ على حفصة، فقلتُ: يا بنيَّة، انظري، لا تكلِّمي رسول الله في شيء، ولا تسأليه؛ فإن رسول الله ليس عنده دنانير ولا دراهم يعطيكهن، فما كانت لك من حاجة حتى دهن رأسك فسليني…[9].
الغَيْرة في حياة السيدة حفصة رضي الله عنها:
أوَّلاً: غيرتها من مارية القبطيَّة رضي الله عنها:
في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التحريم: 1]، قال الطبري: اختَلَف أهل العلم في الحلال الذي كان الله جلَّ ثناؤه أحلَّه لرسوله، فحرَّمه على نفسه ابتغاء مرضاة أزواجه، فقال بعضهم: كان ذلك مارية[10] مملوكته القبطيَّة، حَرَّمَهَا على نفسه بيمين أنه لا يقربها طلب بذلك رضا حفصة بنت عمر زوجته؛ لأنها كانت غارت بأن خلا بها رسول الله في يومها وفي حجرتها[11].
ثانيًا: غيرتها من السيدة صفيَّة رضي الله عنها:
عن أنس قال: بلغ صفيَّة أن حفصة قالت: صفيَّة بنت يهودي. فبكت، فدخل عليها النبي وهي تبكي فقال: "مَا يُبْكِيَكِ؟" قالت: قالت لي حفصة: إني ابنة يهودي. فقال النبي: "إِنَّكِ لابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟" ثم قال: "اتَّقِي اللَّهَ يَا حَفْصَةُ"[12].
ثالثًا: غيرتها من السيدة سودة رضي الله عنها:
عن رزينة مولاة رسول الله أن سودة اليمانيَّة جاءتْ عائشةَ تزورها وعندها حفصة بنت عمر، فجاءت سودة في هيئة وفي حالة حسنة، عليها بُرد من دروع اليمن وخمار كذلك، وعليها نقطتان مثل العدستين من صبر وزعفران إلى موقها -قالت عليلة[13]: وأدركتُ النساءَ يتزيَّنَّ به- فقالت حفصة لعائشة: يا أم المؤمنين اتقي! يجيء رسول الله وهذه بيننا تبرق. فقالت أُمُّ المؤمنين: اتَّقي الله يا حفصة. فقالت: لأفسدَنَّ عليها زينتها. قالت: ما تَقُلْنَ؟ وكان في أذنها ثِقَلٌ، قالت لها حفصة: يا سودة، خرج الأعور. قالت: نعم. ففزعت فزعًا شديدًا، فجعلت تنتفض، قالت: أين أختبئ؟ قالت: عليكِ بالخيمة -خيمة لهم من سعف يختبئون فيها- فذهبت فاختبأت فيها، وفيها القذر ونسيج العنكبوت، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما تضحكان لا تستطيعان أن تتكلَّما من الضحك، فقال: "مَاذَا الضَّحِكُ؟" ثلاث مرَّات، فأومأتا بأيديهما إلى الخيمة، فذهب فإذا سودة ترعد، فقال لها: "يَا سَوْدَةُ، مَا لَكِ؟" قالت: يا رسول الله، خرج الأعور. قال: "مَا خَرَجَ وَلَيَخْرُجن، مَا خَرَجَ وَلَيَخْرُجن". فأخرجها، فجعل ينفض عنها الغبار ونسيج العنكبوت[14].
رابعًا: غيرتها من السيدة عائشة رضي الله عنها:
عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي كان إذا خرج أقرع بين نسائه، فطارت القرعة لعائشة وحفصة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدَّث، فقالت حفصة: ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك؛ تنظرين وأنظر؟ فقالت: بلى. فركبتْ، فجاء النبي إلى جمل عائشة وعليه حفصة فسلم عليها، ثم سار حتى نزلوا، وافتقدته عائشة، فلما نزلوا جعلتْ رجليها بين الإِذْخر[15] وتقول: يا ربِّ سلِّط علَيَّ عقربًا أو حيَّة تلدغني، ولا أستطيعُ أن أقول له شيئًا[16].
خامسًا: غيرة أمهات المؤمنين منها:
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحِبُّ الحَلوى والعَسل، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه، فيدنو من إحداهن، فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس أكثر ما كان يحتبس، فَغِرْتُ، فسألتُ عن ذلك، فقيل لي: أهدت لها امرأة من قومها عُكَّة عَسَل، فسقت النبي منه شربة. فقلتُ: أما والله لنحتالَنَّ له. فقلتُ لسودة بنت زَمْعَةَ: إنه سيدنو منك، فإذا دنا منك فقولي: أكلتَ مغَافير[17]؟ فإنه سيقول لك: "لاَ". فقولي له: ما هذه الريح التي أجد؟ فإنه سيقول لك: "سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ". فقولي: جَرَسَتْ[18] نحلُه العُرفُطَ. وسأقول ذلك، وقولي أنت له يا صفية ذلك. قالت: تقول سودة: والله ما هو إلاَّ أن قام على الباب، فأردتُ أن أباديه بما أمرتِنِي فرقًا منكِ. فلمَّا دنا منها، قالت له سودة: يا رسول الله، أكلتَ مغافير؟ قال: "لاَ". قالت: فما هذه الريح التي أجد منكَ؟ قال: "سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ". قالت: جَرَسَت نَحلُه العرفطَ. فلمَّا دار إليَّ قلتُ نحو ذلك، فلمَّا دار إلى صفية قالت له مثل ذلك، فلمَّا دار إلى حفصة قالت له: يا رسول الله، ألا أسقيك منه؟ قال: "لاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ". قالت: تقول سودة: والله لقد حَرَمْنَاه. قلتُ لها: اسكتي[19].
وعن أنس قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أُمَّهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربَتِ التي هو في بيتها يد الخادم فسقطَت الصحفة فانفلقت، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فِلَقَ الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول: "غَارَتْ أُمُّكُمْ". ثم حبس الخادم حتى أُتِيَ بصَحْفَة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصَّحْفَة الصحيحة إلى التي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا[20]، وأمسك المكسورة في بيت التي كَسَرَتْ[21].
طلاقها من النبي صلى الله عليه وسلم ورجوعها إليه:
طَلَّقَ النبي صلى الله عليه وسلم السيدة حفصة -رضي الله عنها- فلمَّا علم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بطلاقها، حثى على رأسه التراب، وقال: ما يعبأ الله بعمر وابنته بعد اليوم؛ فعن قيس بن زيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم طلَّق حفصة بنت عمر تطليقة، فدخل عليها خالاها قدامة وعثمان ابنا مظعون، فبكت وقالت: والله ما طلَّقني عن سبع[22]. وجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "قَالَ لِي جِبْرِيلُ: رَاجِعْ حَفْصَةَ؛ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ، وَإِنَّهَا زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ"[23].
قصة الإنفاق:
عن جابر رضي الله عنه قال: أقبل أبو بكر رضي الله عنه يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس ببابه جلوس، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فلم يؤذن له، ثم أقبل عمر فاستأذن فلم يؤذن له، ثم أُذِنَ لأبي بكر وعمر فدخلا، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس وحوله نساؤه، وهو ساكت، فقال عمر: لأكلمَنَّ النبي لعله يضحك. فقال عمر: يا رسول الله، لو رأيت ابنة زيد -امرأة عمر- سألتني النفقة آنفًا، فوجأتُ عنقها. فضحك النبيحتى بدا ناجذه، وقال: "هُنَّ حَوْلِي يَسْأَلْنَنِي النَّفَقَةَ". فقام أبو بكر رضي الله عنه إلى عائشة ليضربها، وقام عمر رضي الله عنه إلى حفصة، كلاهما يقولان: تسألان النبيما ليس عنده. فنهاهما رسول الله، فقلن نساؤه: والله لا نسأل رسول الله بعد هذا المجلس ما ليس عنده. قال: وأنزل اللهالخيار، فبدأ بعائشة، فقال: "إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا، وَلا عَلَيْكِ أَنْ لا تَعْجَلِي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ". قالت: وما هو؟ فتلا عليها: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ…} [الأحزاب: 28] الآية، قالت عائشة رضي الله عنها: أفيكَ أستأمر أبويَّ؟! بل أختار الله ورسوله، وأسألك ألاَّ تذكر لامرأة من نسائك ما اخترتُ. فقال: "إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّفًا وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا، لاَ تَسْأَلُنِي امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ عَمَّا اخْتَرْتِ إِلاَّ أَخْبَرْتُهَا"[24].
اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بتعليمها:
عن الشفاء بنت عبد الله قالت: دخل علَيَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة، فقال لي: "ألا تُعَلِّمِينَ هَذِهِ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ[25] كَمَا عَلَّمْتِيهَا الْكِتَابَةَ؟"[26].
وفي الحديث إشارة واضحة إلى أن السيدة حفصة -رضي الله عنها- كانت متعلمة للكتابة، وهو أمر نادر بين النساء في تلك الفترة الزمنيَّة الممتدة في عمق الزمن، ومما أعان على توفُّر العلم لدى السيدة حفصة -رضي الله عنها- وجودها في هذا المحضن التربوي بين أزواج النبي، حيث اتصال السماء بالأرض، وتتابع نزول الوحي بالرسالة الخاتمة على الرسول الكريم.
وقد نتج عن هذا كله أن لُقِّبت السيدة حفصة -رضي الله عنها- بحارسة القرآن، وكانت إحدى أهمِّ الفقيهات في العصر الأوَّل في صدر الإسلام، وكثيرًا ما كانت تُسأل فتجيب رضي الله عنها وأرضاها.
حياتها ومواقفها بعد النبي صلى الله عليه وسلم :
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لزمت السيدة حفصة -رضي الله عنها- بيتها، ولم تخرج منه إلاَّ لحاجة، وكانت هي وعائشة -رضي الله عنهما- يدًا واحدة، فلمَّا أرادت عائشة الخروج إلى البصرة، همَّت حفصة -رضي الله عنها- أن تخرج معها، وذلك بعد مقتل عثمان رضي الله عنه إلاَّ أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه حال بينها وبين الخروج، وقد كانت -رضي الله عنها- بليغة فصيحة، قالت في مرض أبيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "يا أبتاه ما يحزنك؟! وفادتك على ربٍّ رحيم، ولا تبعة لأحد عندك، ومعي لك من البشارة لا أذيع السرَّ مرَّتين، ونعم الشفيع لك العدل، لم تَخْفَ على الله خشنة عيشتك، وعفاف نهمتك، وأخذك بأكظام المشركين والمفسدين في الأرض"[27].
مشاركتها في الأحداث:
ذكر ابن الجوزي في أحداث سنة ستٍّ وثلاثين أن طلحة والزبير انطلقوا إلى حفصة، فقالت: رأيِي تبعٌ لرأي عائشة[28]. حتى إذا لم يبقَ إلاَّ الخروج، قالوا: كيف نستقلُّ وليس معنا مال نجهز به الناس؟ فقال يعلى بن أمية: معي ستمائة ألف وستمائة بعير فاركبوها. فقال ابن عامر: معي كذا وكذا فتجهَّزوا بها.
فنادى المنادي: إن أمَّ المؤمنين وطلحة والزبير شاخصون إلى البصرة، فمن كان يريد إعزاز الإسلام وقتال المحلين والطلب بثأر عثمان ولم يكن عنده مركب، ولم يكن له جهاز؛ فهذا جهاز وهذه نفقة. فحملوا ستمائة رجل على ستمائة ناقة سوى مَنْ كان له مركب -وكانوا جميعًا ألفًا- وتجهَّزوا بالمال، ونادوا بالرحيل، واستقلُّوا ذاهبين.
وأرادت حفصة الخروج، فأتاها عبد الله بن عمر فطلب إليها أن تقعد فقعدت، وبعثت إلى عائشة تقول: إن عبد الله حال بيني وبين الخروج. فقالت: يغفر الله لعبد الله[29].
حديثها:
روت -رضي الله عنها- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ستِّين حديثًا، اتَّفق البخاري ومسلم على ثلاثة، وانفرد مسلم بستَّة، وقد روى عنها جماعة من الصحابة والتابعين؛ كأخيها عبد الله، وابنه حمزة، وزوجته صفية بنت أبي عبيد، وحارثة بن وهب، والمطلب بن أبي وداعة، وأمُّ مبشر الأنصارية، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعبد الله بن صفوان بن أمية، والمسيِّب بن رافع… وغيرهم، ومسندها في كتاب بقيّ بن مخلد ستُّون حديثًا[30].
ومن أهمِّ ما تُرِكَ عندها صحائف القرآن الكريم، التي كُتبت في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه بإشارة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد اعتمد عثمان بن عفان رضي الله عنه على صحائف القرآن الكريم التي كانت موجودة عندها -رضي الله عنها- في كتابة مصحف واحد للأمصار الإسلاميَّة.
وفاتها:
تُوُفِّيَتْ -رضي الله عنها- في شعبان سنة 45هـ، على أرجح الروايات، فقد قيل: سنة سبع وعشرين للهجرة في خلافة عثمان رضي الله عنه. وإنما جاء اللَّبس؛ لأنه قيل: إنها تُوُفِّيَتْ في العام الذي فُتحت فيه إفريقيَّة، وقد بدأ فتحها في عهد عثمان، ثم تَمَّ الفتح عام 45هـ، والراجح أنها تُوُفِّيت عام 45هـ؛ لأنها أرادت أن تخرج مع عائشة -رضي الله عنها- إلى البصرة بعد مقتل عثمانرضي الله عنه وكان ذلك في حدود عام 36هـ، كما ذُكر من قبلُ، فرضي الله عنها وأرضاها.
[1] حفصة: هي الرخمة، وهو طائر شبيه بالنسر، وقد تكون أنثى الولد من الأسد. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة حفص 7/16.
[2] المباركفوري: الرحيق المختوم ص70-71، ومسانيد أمهات المؤمنين ص103.
[3] برهان الدين الحلبي: السيرة الحلبية 3/314، وابن سيد الناس: عيون الأثر 2/384.
[4] الصالحي الشامي: سبل الهدى والرشاد 11/184.
[5] ابن سعد: الطبقات الكبرى 7/81.
[6] رواه الطبراني في المعجم الكبير (18661).
[7] الشوكاني: فتح القدير 5/251.
[8] سفع بناصيته ورجله: جذب وأخذ وقبض. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة سفع 8/156.
[9] رواه الطبراني في الأوسط (8764).
[10] مارية بنت شمعون القبطية، أم إبراهيم، ومن سراري النبي، مصرية الأصل، أهداها المقوقس القبطي (سنة 7هـ) للنبي، فولدت له إبراهيم u، وماتت في خلافة عمر t بالمدينة ودُفِنَتْ بالبقيع.
[11] ابن جرير الطبري: جامع البيان في تأويل القرآن 23/475.
[12] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 6/407، والحديث رواه الترمذي (3894)، وصححه الألباني.
[13] هي عليلة بنت الكميت الأزدية، راوية الحديث.
[14] مسند أبي يعلى (7003)، والطبراني: المعجم الكبير 18/16، والهيثمي: مجمع الزوائد 4/578، 579.
[15] الإذخر: نبات طيب الرائحة، تعيش فيه الهوام. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 9/311.
[16] البخاري: كتاب النكاح، باب القرعة بين نسائه إذا أراد سفرًا (4913)، ومسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة رضي الله عنها (6451).
[17] المَغافِير: صمغ طعمه حلو يسيل من شجر العرفط، غير أن رائحته ليست بطيِّبة. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة غفر 5/25.
[18] جَرَسَتْ نَحْلُه العُرْفُطَ: أَي أَكلتْ ورَعَتْ، والعُرْفُطُ شجر. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة جرس 6/35.
[19] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 8/161، والبخاري: كتاب الطلاق، باب "لم تحرم ما أحل الله لك" (4967)، ومسلم: كتاب الطلاق، باب وجوب الكفارة على من حرَّم امرأته ولم ينو الطلاق (4967).
[20] في بعض الروايات أنها السيدة حفصة رضي الله عنها، وأن التي غارت منها هي السيدة عائشة رضي الله عنها.
[21] البخاري: كتاب النكاح، باب الغيرة (4927)، وأبو داود (3567)، وأحمد (12046).
[22] ذُكرت هكذا في السمط السمين للطبري، ولعلها شبع أو شنع والمقصود بها (البغض أو العيب أو النقص).
[23] البوصيري: إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة 7/251،
[24] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 6/403، ومسلم: كتاب الطلاق، باب بيان أن تخيير امرأته لا يكون طلاق إلا بالنية (1478).
[25] النملة: قروح تخرج في الجنبين وهو داء معروف، وسُمِّي نملة لأن صاحبه يحس في مكانه كأن نملة تدبُّ عليه وتعضه. انظر: ابن منظور: لسان العرب 11/678.
[26] أبو داود: كتاب الطب، باب ما جاء في الرقى (3887)، وأحمد (27140)، وصححه الألباني، انظر: السلسلة الصحيحة (178).
[27] عمر رضا كحالة: أعلام النساء 1/275.
[28] وكانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- ترى الخروج إلى البصرة.
[29] ابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 5/80، 81، وابن كثير: البداية والنهاية 7/237.
[30] الذهبي: سير أعلام النبلاء 2/227، 228، والزركلي: الأعلام 2/265.
من العبيد ليحررهم من العبودية ويخلصهم من العذاب الذي كان يلحقه
بهم ساداتهم من مشركي قريش ، فأعتق بلال بن رباح وستة آخرين
من بينهم عامر بن فهيرة وأم عبيس
فنزل فيه قوله تعالى( وسَيُجَنَّبُها الأتْقَى الذِيِ يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكّى )
000
سورة الليل ( آية 17-21 )000
***************************************
بعد أن أسلم سعد بن أبي وقّاص ، سمعت أمه بخبر اسلامه حتى
ثارت ثائرتها فأقبلت عليه تقول يا سعد000ما هذا الدين الذي اعتنقته
فصرفك عن دين أمك و أبيك؟ والله لتدعن دينك الجديد أو لا آكل ولا
أشرب حتى أموت فيتفطر فؤادك حزنا علي ويأكلك الندم على فعلتك
التي فعلت وتعيرك الناس أبد الدهر )000فقال لاتفعلي يا أماه فأنا لا
أدع ديني لأي شيء )000إلا أن أمه اجتنبت الطعام ومكثت أياما على
ذلك فهزل جسمها وخارت قواها000فلما رأها سعد قال لها يا أماه اني
على شديد حبي لك لأشد حبا لله ولرسوله ووالله لو كان لك ألف نفس
فخرجت منك نفسا بعد نفس ما تركت ديني هذا بشيء )000فلما رأت
الجد أذعنت وأكلت وشربت000
ونزل قوله تعالى وَوَصّيْنَا الإنْسانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أمُّهُ وَهْناً على وَهْن
وفِصَاله في عامَيْن أن اشْكُر لي ولوالدَيْكَ إليّ المَصير000وأن جاهَدَاك
على أن تُشْرِك بِي ما ليْسَ لك بِهِ عِلم فلا تُطِعْهما وصَاحِبْهُما في الدنيا
مَعْروفـا واتّبِع سَبيـل مَنْ أنابَ اليّ ثُمّ إليّ مَرْجِعكـم فَأنَبّئَكـم بما كُنْتُم
تعملـون )000
سورة لقمان ( آية 14 – 15)000
*********************************
ولقد سجل القرآن الكريم شرف الصحبة لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه-
مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أثناء الهجرة الى المدينة المنوره0
فقال تعالى ( ثَانِي اثْنَيْن إذْ هُمَا فِي الغَارِ ، إذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إنَّ اللّهَ مَعَنَا )000
سورة التوبة ( آية 40 )000