التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم – سنة النبي

إن نعم الله تعالى على عباده كثيرة لا تحصى، وأعظم نعمة أنعم الله بها على الثقلين ـ الجن والإنس ـ أن بعث فيهم عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، محمداً – صلى الله عليه وسلم – ليخرجهم به من الظلمات إلى النور، ويرشدهم إلى سبيل النجاة والسعادة، وقد نوّه الله بهذه النعمة العظيمة في كتابه العزيز فقال: { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } (آل عمران:164 ) .
ولما كانت نعمة الله تعالى على المؤمنين بإرسال رسوله – صلى الله عليه وسلم – إليهم عظيمة، أمرهم الله تعالى في كتابه العزيز أن يصلوا عليه ويسلموا تسليما، بعد أن أخبرهم أنه وملائكتَه يصلون عليه، فقال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } (الأحزاب:56).
ذكر ابن كثير في تفسيره: " أن الله سبحانه أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى، بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعا .." .
وقال ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ : " يصلون: يُبرِّكون، أي يدعون له بالبركة ".
وقال البخاري : قال أبو العالية : "صلاة الله: ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة: الدعاء" .
والصلاة والسلام على الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أفضل القربات، وأجل الأعمال ..

أما كيفية الصلاة عليه – صلى الله عليه وسلم – فقد بيّنها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه حين سألوه عن ذلك، وقد وردت هذه الكيفية من طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة – رضي الله عنهم – .
عن كعب بن عجرة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( قيل يا رسول الله، أمّا السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة عليك؟، قال: قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) ( البخاري ) .
وعن أبي مسعود الأنصاري – رضي الله عنه – قال: ( أتانا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ونحن في مجلس سعد بن عبادة ، فقال له بشير بن سعد : أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك؟، قال: فسكت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما علمتم ) ( مسلم ).
وهذه (الكيفية) التي علم النبي – صلى الله عليه وسلم – أصحابه إياها عندما سألوه عن كيفية الصلاة عليه – صلى الله عليه وسلم – هي أفضل كيفيات الصلاة عليه ..
وممن استدل بتفضيل الكيفية التي أجاب النبي – صلى الله عليه وسلم – أصحابه بها، الحافظ ابن حجر في فتح الباري، فقد قال: " واستدل بتعليمه – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه الكيفية بعد سؤالهم عنها بأنها أفضل كيفيات الصلاة عليه، لأنه لا يختار لنفسه إلا الأشرف والأفضل .." .

وقد درج السلف الصالح، ومنهم المحدِّثون بذكر الصلاة والسلام عليه – صلى الله عليه وسلم – عند ذكره بصيغتين مختصرتين: إحداهما: ( صلى الله عليه وسلم )، والثانية: ( عليه الصلاة والسلام ).
وقال النووي في كتاب الأذكار: " إذا صلى أحدكم على النبي – صلى الله عليه وسلم – فليجمع بين الصلاة والتسليم، ولا يقتصر على أحدهما، فلا يقل: (صلى الله عليه) فقط، ولا (عليه السلام) فقط ".

أما فضائل وثمرات الصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد ذكر ابن القيم في كتابه( جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام ) فضائل وثمرات كثيرة للصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، منها :
امتثال أمر الله تعالى، وسبب للحصول على الحسنات ورفع الدرجات ومحو السيئات، وشفاعته يوم القيامة لمن يصلي عليه، وأنها سبب لقرب المسلم من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم القيامة، وأنها سبب لصلاة الله والملائكة على المسلم، وسبب استجابة الدعاء، وسبب لمغفرة الذنوب وجلاء الهموم، وسبب لطيب المجلس، وأنها تنفي عن قائلها صفة البخل، وسبب لدوام محبة قائلها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأنها متضمنة لِذْكر الله وشكره، ومعرفة نعمه على عباده بإرساله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهداية الناس ..

صلاة بصلوات

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم قال: ( من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا ) ( مسلم )، وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( منْ ذُكِرتُ عنده فليصل عليَّ، ومن صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا ) ( النسائي )، وعن عامر بن ربيعة ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ( ما من عبد يصلي عليَّ إلا صلت عليه الملائكة ما دام يصلي علي، فليُقِل العبد من ذلك أو ليكثر ) ( أحمد ).

رفع للدرجات وحط للسيئات
عن أبي طلحة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( أصبح رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوما طيب النفس يرى في وجهه البشر. قالوا يا رسول الله: أصبحت اليوم طيب النفس يرى في وجهك البشر. قال: أجل، أتاني آت من عند ربي عز وجل، فقال : من صلى عليك من أمتك صلاة، كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ورد عليه مثلها ) ( أحمد ).

مغفرة للذنوب وكفاية الهموم
عن أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: يا أيها الناس اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه . قال أُبَي : قلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي(دعائي)؟ فقال: ما شئت . قال: قلت: الربع؟، قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك . قلت: النصف قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك . قال: قلت: فالثلثين؟، قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك . قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟، قال: إذا تُكفى همك ويغفر لك ذنبك ) ( الترمذي ).
وذلك لأن الصلاة عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ مشتملة على ذكر الله تعالى، وتعظيمه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والاشتغال بأداء حقه عن أداء مقاصد نفسه، وإيثاره ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالدعاء والصلاة عليه، ومن ثم كانت النتيجة أن تُكْفى ما أهمك من أمور دنياك وآخرتك ..

سبب لنيل شفاعة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ
عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ أنه سمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى على صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة فى الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة ) ( مسلم ) .

عرض اسم المصلي على الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ

عن عمار بن ياسر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إن لله تعالى ملكا أعطاه سمع العباد، فليس من أحد يصلي علي إلا أبلغنيها، وإني سألت ربي أن لا يصلي عليَّ عبد صلاة إلا صلى عليه عشر أمثالها ) ( الطبراني ).
وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ : ( إن لله عز و جل ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام ) ( أحمد ).

انتفاء صفة البخل عن الذي يصلى على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ

عن الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( البخيل منْ ذُكِرْتُ عنده ثم لم يصل عليَّ ) ( أحمد ) .

طُهرة من لغو المجالس

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه، ولم يصلوا على نبيهم، إلا كان عليهم تِرة( نقص وحسرة)، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم ) ( الترمذي ) .

الصلاة على النبي من أسباب إجابة الدعاء

عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال :" كل دعاء محجوب حتى يُصلى على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " ( الطبراني ) ..

صلاتك على الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ دليل إلى الجنة

عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( من نسي الصلاة عليَّ خطئ طريق الجنة ) ( ابن ماجه ) ..

هذا بعض ما ورد من أحاديث صحيحة في فضل الصلاة على الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ..
يقول ابن حجر : ".. وفي الباب أحاديث كثيرة ضعيفة وواهية، وأما ما وضعه القصاص في ذلك فلا يحصى كثرة، وفي الأحاديث القوية غنية عن ذلك " ..
ولا شك أن ما جاءت به السنة، وفعله الصحابة الكرام والتابعون لهم بإحسان، هو الطريق المستقيم، والمنهج القويم، والفائدة للآخذ به محققة والمضرة عنه منتفية، وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )( البخاري ).
وقال – صلى الله عليه وسلم -: ( عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ) ( أحمد ) .

ولذا فإن على المسلم أن يحذر من بعض الكتب في الصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والتي اشتملت على الغث والسمين، والأحاديث الموضوعة والضعيفة، وفيها مجاوزة للحق والسنة، ووقوع في المحذور الذي لا يرضاه الله ولا رسوله – صلى الله عليه وسلم -، ولم يكن من نهج الصحابة، وهم أشد وأصدق الناس حبا لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..
وقد حذر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمته من الغلو فيه، فقال: ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله )( البخاري ) .
والإطراء : مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه ..
وقد ذكر أهل العلم أوقاتا وأحوالا يُستحبُ عندها أن نصلي على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ منها: عند الصباح والمساء، وقبل الدعاء، وعقب دعاء القنوت، وعند ختام المجلس، وعند دخول المسجد والخروج منه، وعند الصفا والمروة في الحج والعمرة، وفي تشهد الصلاة، وفي صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية، ويوم الجمعة، وفي الخطب: كخطبة الجمعة، والعيدين، والاستسقاء، وغيرها، وعند ذكره وسماع اسمه، أو كتابته، وبعد الأذان، ويوم الجمعة ..

إن الصلاة على الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أعظم القربات والطاعات، كما أنها علامة من علامات محبة المسلم للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . فعلينا أن نكثر من الصلاة والتسليم عليه في كل وقت وحين، وأن نوقره بالإجلال والإكرام، ونقدم قوله وطاعته على طاعة كل أحد، وأن نخضع لهديه ونقتدي به في جميع حركاته وسكناته ..


موقع مقالات اسلام ويب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

يا أبا الدرداء ما يبكيك – في الاسلام

قال الإمام احمد: حدثنا الإمام مسلم حدثنا صفوان بن عمر حدثني عبد الرحمن عن أبيه
قال: لما فتحت قبرص فرق بين أهلها فبكي بعضهم إلي بعض ،فرأيت أبا الدرداء وحده يبكي فقلت:
يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم اعز الله فيه الإسلام وأهله ؟؟؟؟

فقال ويحك يا جبير ما أهون الخلق علي الله عز وجل
إن أضاعوا أمره ، بينما هي امة ظاهرة قاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصارت إلي ما تري

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

أنا أحبه .. اذا أنا أطبق سنته من السنة

بسم الله الرحمـــن الرحيــــم
السلام عليكــــم ورحمــــــة الله وبركــــاته

هل فعــــلاً نعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حق المعرفة ؟؟
هل نطبق سنن الرسول صلى الله عليه وسلم في حياتنـــــا ؟؟
هل نصرنــا الرسول صلى الله عليه وسلم كما ينبغــــي علينـــا ؟؟


قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( كل أمتي يدخلون الجنـــة إلا من أبى .
قالوا : ومن يأبى يا رسول الله ؟
قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقــــد أبى ) [ صحيــــح ]


وهنـــا الطــاعة تعني إتبـــاع هدي النبي وتطبيق سنته وليس مجرد حبه وسماع أحاديثه وإنما الحب مقروناً بالإتباع وتطبيق سنته صلوات ربي وسلامه عليه ..

قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )
وقال تعالى : ( وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ )
وقال تعالى : ( اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ )

والآيات في الصبر كثيرة وعديدة كلها تبشر بخير وفير وأجور لا حصر لها ولا عــد
تأمل قوله تعالى : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )

عن أنس – رضي الله تعالى عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : ( إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة ) [صحيـــــح ]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ عِظم الجزاء مع عظم البلاء،وإنَّ الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط ) [ صحيــــح ]

ولنــا في رسول الله أســوة حسنــــة ..
حيث كان الرسول يوعك عن رجلين صلوات ربي وسلامه عليه وكان يصبر ويحتسب
وعن ابن مسعــود – رضي الله تعالى عنه – قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك ، فقلت : يا رسول الله ، إنك لتوعك وعكا شديدا ؟ قال : ( أجل ، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم ) . قلت : ذلك بأن لك أجرين ؟ قال : ( أجل ، ذلك كذلك ، ما من مسلم يصيبه أذى ، شوكة فما فوقها ، إلا كفر الله بها سيآته ، كما تحط الشجرة ورقها ) [ متفق عليه ]

وعن أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من يرد الله به خيرا يصب منه ) [ رواه البخــاري ]

فما اعظم الصبر وما أعظم أجر الصابرين ..فهل نقتدي بحبيبنا محمد ونصبر
على ابتلائات الله فأنا لنا في رسول الله أسوة حسنه

* ومضـــــــة *
سيبقى المرض مؤلما ..والظلم يقهرالنفس..والشمس حارقة..والفراق يكدر
القلوب ووو…وكل أنواع المشاكل تتوالى ولن تتغيرالحياة لأجلنا
لكن السعيــــد
من يتأقلم مع الأحداث ويواجه الألم ويصبر ويتعامل مع تقلبات الحيــاة
بإحتساب لأنه يوقن أنها فترة قصيرة وتنتهي ومن ورائها
جنــــة عرضها السماوات والأرض ..

فضل الصلاة والأمر بأدائها في وقتها وأن ذلك لهوخيرُ ….. وفلاح للمسلم في الدنيا والأخرة
وأنها من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي تعجيل الصلاة وأدائها في وقتها يقول الله تبارك وتعالى : ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ )
يراد بالصلاة الوسطى صلاة العصر
قال تعالى : ( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ )
سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل ؟ قال : ( الصلاة لأول وقتها ) [ صحيح الترميذي ]

ومن فضل الصلاة على المسلمين انها تحول بينهم وبين الكفر والشرك بالله
فعن جابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ان بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) [ رواه مسلم ]
وعن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) [ رواه الترمذي ]


عبادة عظيمة وهي يسيرة حيث لاتحتاج الى وقت او جهد
ولا طهارة او استقبال قبلة وليس لها زمان معين ولامكان معين بل تشرع في كل الاوقات وفي جميع الاحوال الا وهي عبادة الذكر

وقد ورد في عظيم فضلها آيات كثيرة وأحاديث وكلها تخبر عن فضل ذكر الله واثره على الروح والقلب
قال تعالى : ( وَلَذِكْر اللَّه أَكْبَر )
قال تعالى : ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ )
قال تعالى : ( وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ )
وفي الحديث القدسي يقول ربنا جل وعلاعن أبي هريرة – رضي الله عنه –
قال : قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خيرمنهم ، وإن تقرب إليّ شِبراً تقربت إليهِ ذراعا ، وإن تقرب إليّ ذراعا تقربت إليهِ باعًا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) [ رواه البخاري ومسلم ]

قال رسول صلى الله عليه وسلم ( كلمتان خفيفتان على اللّسانِ ، ثقِيلتانِ في الميزانِ ، حبيبتانِ إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) [ متفق عليه ]

فلنسارع إلى ذكر الله ونقتدي بنبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي كان يذكر الله في كل أحواله قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكرربه كمثل الحي والميت ) [ رواه البخاري ]

فضــــل الرفــــق والحلــــم ..

قال تعالى : ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين )
قال تعالى : ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ )
والكثير من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ماينص فيها بفضل الحلم والأناة والرفق ..

فعن ابن عباس – رضي الله تعالى عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم للأشج عبد قيس : ( ان فيك خصلتان يحبهما الله الحلم والأناة ) [ رواه مسلم ]

وقل صلى الله عليه وسلم : ( إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف ومالا يعطي على ما سواه ) [ رواه مسلم ]

وعن أنس – رضي الله تعالى عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ) [ متفق عليه ]

وعن أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه – أن رجلاً قال للنبي – صلى الله عليه وسلم – : أوصني .. قال : ( لا تغضب ) فردد مراراً وقال : ( لا تغضب ) [ رواه البخاري ]

قال الله تعالى : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا )
وقال تعالى : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى )
وقال تعالى : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏ )

والآيــات في السياق كثيــرة أما الأحــاديث ..
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب ، فقيل : يا رسول الله ! كأنها موعظة مودع فأوصنا ، قال : ( عليكم بالسمع والطاعة ، وإن كان عبدا حبشيا ؛ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ . وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل بدعة ضلالة ) [ ثابت صحيح ]

وعن أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ) قيل ومن يأبى يا رسول الله ؟ قال : ( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) [ رواه البخاري ]

قال تعالى في فضل العلم والعلمــاء : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ )
وقال تعالى : ( وَقل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا )
وقال تعالى : ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )
وقال تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )

عن معاوية – رضي الله تعالى عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( من يرد الله به خيراً يفقه في الدين ) [ متفق عليه ]

عن عبد الله بن عمروا بن العاص قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) [ رواه البخاري


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

هديه صلى الله عليه وسلم في بيعه وشرائه وتعاملاته – في الاسلام

[BACKGROUND="100 http://im32.gulfup.com/x80N6.gif"]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

1- باعَ صَلى الله عَليه وسَلمْ واشترى ، وكان شراؤه أكثر من بيعه بعد الرسالةِ . وآجر واستأجر ، ووكَّل ، وكان توكيلُه أكثرَ مِنْ تَوكُّلِهِ .

2- واشترى بالثمن الحالَّ والمؤجَّل ، وتَشَفَّعَ وشُفِّع إليه ، واستدانَ بِرَهْنٍ وبغير رَهنٍ ، واستعار .

3- ووهبَ واتَّهَبَ ، وأَهدى وقبل الهدية وأثاب عليها ، وإن لم يُردها اعتذر إلى مُهديها ، وكانت الملوك تُهدي إليه ، فيقبلُ هداياهم ، ويَقسمُها بين أصحابه .

4- وكان أحسن الناس معاملةً ، وكان إذا استسلف من أحدٍ سلفاً قضى خيراً منه ، ودعا له بالبركة في أهله وماله واقترض بعيراً فجاءَ صاحبُه يتقاضاهُ ، فأغلظ للنبي صَلى الله عَليه وسَلمْ فهمَّ به أصحابه فقال : " دَعُوهُ ، فإنَّ لِصَاحِبِ الحَقِّ مَقَالاً " [البخاري ومسلم] .

5- كان لا تزيدُه شِدَّةُ الجهلِ عليه إلا حلماً ، وأمر من اشتدَّ غضبُه أن يُطفيَ جمرة الغضب بالوضوء ، وبالقعود إن كان قائماً ، والاستعاذةِ بالله من الشيطان .

6- وكان لا يتكبر على أحدٍ ، بل يتواضع لأصحابه ويبذلُ السلامَ للصغير والكبير .

7- وكان يُمازحُ ويقول في مزاحه الحقَّ ، ويورِّي ولا يقولُ في توريتِه إلا الحقَّ .

8- وسابق بنفسه على الإقدامِ ، وخَصَفَ نعلَه بيده ، ورفع ثوبه بيده ، ورقع دلوه ، وحلب شاته ، وفلى ثوبه ، وخدم أهله ونفسه ، وحمل مع أصحابه اللَّبِنَ في بناءِ المسجد .

9- وكان أشرح الخلقِ صدراً ، وأطيبهَم نفساً .

10- وما وما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرَهما ما لم يكُن مأثماً .

11- ولم يكن ينتصرُ من مظلمةٍ ظُلمها قط ما لم يُنتهك من محارم الله شيءٌ ، فإذا انتُهكت محارم الله لم يقم لغضبه شيءٌ .

12- وكان يُشيرُ ويستشيرُ ، ويعودُ المريضَ ، ويشهدُ الجنازةَ ، ويجيبُ الدعوةَ ، ويمشي مع الأرملةَ والمسكين والضعيف في قضاءِ حوائجهم .

13- وكان يدعو لمن تقرَّب إليه بما يحبُّ ، وقال : " من صُنع إليه معروفٌ فقال لفاعله : جزاكَ اللهُ خيراً ، فقد أبلغَ في الثناءِ " [الترمذي] .

[/BACKGROUND]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

قصة وفاة الرسول مؤثرة من كتاب الرحيق المختوم من السنة

(( قــصــة وفــاة الــرســــول ))

من كتاب الرحيق المختوم

قصة تذرف لها العيون

في أوائل صفر سنة 11 هـ خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد، فصلي على الشهداء كالمودع للأحياء والأموات، ثم انصرف إلى المنبر فقال‏:‏ ‏(‏إني فرط لكم، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها‏)‏‏.‏

وخرج ليلة ـ في منتصفها ـ إلى البَقِيع، فاستغفر لهم، وقــال‏:‏ ‏(‏السلام عليكـم يـا أهل المقابر، لِيَهْنَ لكم ما أصبحتم فيه بما أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع آخرها أولها، والآخرة شر من الأولي‏)‏، وبشرهم قائلاً‏:‏ ‏(‏إنا بكم للاحقون‏)‏‏.‏

– بـدايـة المـرض‏‏

وفي اليوم الثامن أو التاسع والعشرين من شهر صفر سنة11هـ ـ وكان يوم الاثنين ـ شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة في البقيع، فلما رجع، وهو في الطريق أخذه صداع في رأسه، واتقدت الحرارة، حتى إنهم كانوا يجدون سَوْرَتَها فوق العِصَابة التي تعصب بها رأسه‏.‏
وقد صلي النبي صلى الله عليه وسلم بالناس وهو مريض 11 يوماً، وجميع أيام المرض كانت 31، أو 41 يوماً‏.‏

– الأسبوع الأخير‏‏

وثقل برسول الله صلى الله عليه وسلم المرض، فجعل يسأل أزواجه‏:‏ ‏(‏أين أنا غداً‏؟‏ أين أنا غداً‏؟‏‏)‏ ففهمن مراده، فأذن له يكون حيث شاء، فانتقل إلى بيت عائشة يمشي بين الفضل بن عباس وعلى بن أبي طالب، عاصباً رأسه، تخط قدماه حتى دخل بيتها، فقضي عندها آخر أسبوع من حياته‏.‏
وكانت عائشة تقرأ بالمعوذات والأدعية التي حفظتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت تنفث على نفسه، وتمسحه بيده رجاء البركة‏.‏

– قبل الوفاة بخمسة أيام

وفي يوم الأربعاء قبل خمسة أيام من الوفاة، اشتدت عليه حرارة بجسمه، فاشتد به الوجع وأغمي، فقال‏:‏ ‏(‏هريقوا علي سبع قِرَب من آبار شتي، حتى أخرج إلى الناس، فأعهد إليهم‏)‏، فأقعدوه في مِخَضَبٍ ، وصبوا عليه الماء حتى طفق يقول‏:‏ ‏(‏حسبكم، حسبكم‏)‏‏.‏

وعند ذلك أحس بخفة، فدخل المسجد متعطفاً ملحفة على منكبيه، قد عصب رأسه بعصابة دسمة حتى جلس على المنبر، وكان آخر مجلس جلسه، فحمد الله وأثني عليه، ثم قال‏:‏ ‏(‏أيها الناس، إلي‏)‏، فثابوا إليه، فقال ـ فيما قال‏:‏ ‏(‏لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد‏)‏ ـ وفي رواية‏:‏ ‏(‏قاتل الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد‏)‏ ـ وقال‏:‏ ‏(‏لا تتخذوا قبري وثناً يعبد‏)‏‏.‏

وعرض نفسه للقصاص قائلاً‏:‏ ‏(‏من كنت جلدت له ظَهْرًا فهذا ظهري فليستقد منه، ومن كنت شتمت له عِرْضاً فهذا عرضي فليستقد منه‏)‏‏.‏

ثم نزل فصلى الظهر، ثم رجع فجلس على المنبر، وعاد لمقالته الأولي في الشحناء وغيرها‏.‏ فقال رجل‏:‏ إن لي عندك ثلاثة دراهم، فقال‏:‏ ‏(‏أعطه يا فضل‏)‏، ثم أوصي بالأنصار .

– قبل الوفاة بأربعة أيام

وفي يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أوصى ذلك اليوم بثلاث‏:‏

أوصي بإخراج اليهود والنصاري والمشركين من جزيرة العرب،

وأوصي بإجازة الوفود بنحو ما كان يجيزهم،

أما الثالث فنسيه الراوي‏.‏ ولعله الوصية بالاعتصام بالكتاب والسنة، أو تنفيذ جيش أسامة، أو هي‏:‏ ‏(‏الصلاة وما ملكت أيمانكم‏)‏‏.‏

والنبي صلى الله عليه وسلم مع ما كان به من شدة المرض كان يصلي بالناس جميع صلواته حتى ذلك اليوم ـ يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام ـ وقد صلي بالناس ذلك اليوم صلاة المغرب، فقرأ فيها بالمرسلات عرفاً‏.‏ويذكر بعض المؤرخين انها أخر صلاة صلها الرسول جهرية بمسجده المسجد النبوي

وعند العشاء زاد ثقل المرض، بحيث لم يستطع الخروج إلى المسجد‏.‏ قالت عائشة‏:‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أصَلَّى الناس‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ لا يا رسول الله، وهم ينتظرونك‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏ضعوا لي ماء في المِخْضَب‏)‏، ففعلنا، فاغتسل، فذهب لينوء فأغمي عليه‏.‏ ثم أفاق، فقال‏:‏ ‏(‏أصلى الناس‏؟‏‏)‏ ـ ووقع ثانياً وثالثاً ما وقع في المرة الأولي من الاغتسال ثم الإغماء حينما أراد أن ينوء ـ فأرسل إلى أبي بكر أن يصلي بالناس، فصلي أبو بكر تلك الأيام 17 صلاة في حياته صلى الله عليه وسلم، وهي صلاة العشاء من يوم الخميس، وصلاة الفجر من يوم الإثنين، وخمس عشرة صلاة فيما بينها‏.‏

– قبل الوفاة بيوم

وقبل يوم من الوفاة ـ يوم الأحد ـ أعتق النبي صلى الله عليه وسلم غلمانه، وتصدق بستة أو سبعة دنانير كانت عنده ، ووهب للمسلمين أسلحته، وفي الليل أرسلت عائشة بمصباحها امرأة من النساء وقالت‏:‏ أقطري لنا في مصباحنا من عُكَّتِك السمن ، وكانت درعه صلى الله عليه وسلم مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من الشعير‏

وطفق الوجع يشتد ويزيد، وقد ظهر أثر السم الذي أكله بخيبر حتى كان يقول‏:‏ ‏(‏يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبْهَرِي من ذلك السم‏)‏‏.‏

وقد طرح خَمِيصَة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك ـ وكان هذا آخر ما تكلم وأوصي به الناس‏:‏ ‏(‏لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ـ يحذر ما صنعوا ـ لا يبقين دينان بأرض العرب‏)‏‏.‏

وأوصى الناس فقال‏:‏ ‏(‏الصلاة، الصلاة، وما ملكت أيمانكم‏)‏، كــرر ذلك مــراراً‏.‏

وبدأ يحتضرفأسندته عائشة إليها، وكانت تقول‏:‏ إن من نعم الله على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سَحْرِي ونَحْرِي، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته‏.‏ وبين يديه رَكْوَة فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح به وجهه، يقول‏:‏ ‏(‏لا إله إلا الله، إن للموت سكرات‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ الحديث‏.‏
وما عدا أن فرغ من السواك حتى رفع يده أو أصبعه، وشخص بصره نحو السقف، وتحركت شفتاه، فأصغت إليه عائشة وهو يقول‏:‏ ‏(‏مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلي‏.‏ اللهم، الرفيق الأعلي‏)‏‏.‏
كرر الكلمة الأخيرة ثلاثاً، ومالت يده ولحق بالرفيق الأعلي‏.‏ إنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏

– تاريخ الوفاة ووقتها

وقع هذا الحادث حين اشتدت الضحي من يوم الاثنين 12 ربيع الأول سنة 11هـ، وقد تم له صلى الله عليه وسلم ثلاث وستون سنة وزادت أربعة أيام‏.

– انتشار خبر الوفاة بالمدينة ‏

وتسرب النبأ الفادح، وأظلمت على أهل المدينة أرجاؤها وآفاقها‏.‏ قال أنس‏:‏ ما رأيت يوماً قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما رأيت يوما كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.

وأقبل أبو بكر على فرس من مسكنه بالسُّنْح حتى نزل، فدخل المسجد، فلم يكلم الناس، حتى دخل على عائشة فتيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مغشي بثوب حِبَرَة، فكشف عن وجهه ثم أكب عليه، فقبله وبكي، ثم قال‏:‏ بأبي أنت وأمي، لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كتبت عليك فقد مِتَّهَا‏.‏


– التجهيز وتوديع الجسد الشريف إلى الأرض‏‏

ووقع الخلاف في أمرالخلافة قبل أن يقوموا بتجهيزه صلى الله عليه وسلم، فجرت مناقشات ومجادلات وحوار وردود بين المهاجرين والأنصار في سَقِيفة بني ساعدة، وأخيرًا اتفقوا على خلافة أبي بكر رضي الله عنه، ومضي في ذلك بقية يوم الاثنين حتى دخل الليل، وشغل الناس عن جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان آخر الليل ـ ليلة الثلاثاء ـ مع الصبح، وبقي جسده المبارك على فراشه مغشي بثوب حِبَرَة، قد أغلق دونه الباب أهله‏.‏

تغسيل الجسد الطاهر

ويوم الثلاثاء غسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن يجردوه من ثيابه، وكان القائمون بالغسل‏:‏ العباس وعليّا، والفضل وقُثَم ابني العباس، وشُقْرَان مولي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسامة بن زيد، وأوس بن خَوْلي، فكان العباس والفضل وقثم يقلبونه، وأسامة وشقران يصبان الماء، وعلى يغسله، وأوس أسنده إلى صدره‏.‏

وقد غسل ثلاث غسلات بماء وسِدْر، وغسل من بئر يقال لها‏:‏ الغَرْس لسعد بن خَيْثَمَة بقُبَاء وكان يشرب منها‏.‏

تكفين الجسد الطاهر

ثم كفنوه في ثلاثة أثواب يمانية بيض سَحُولِيَّة من كُرْسُف، ليس فيها قميص ولا عمامة‏.‏ أدرجوه فيها إدراجًا‏.‏

موضوع الدفن

واختلفوا في موضع دفنه، فقال أبو بكر‏:‏ إني سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏ما قبض نبي إلا دفن حيث يـقبض‏)‏، فرفع أبو طلحة فراشه الذي توفي عليه، فحفر تحته، وجعل القبر لحداً‏.‏

كيف صلى المسلمون على الرسول

ودخل الناس الحجرة أرسالاً، عشرة فعشرة، يصلون على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أفذاذاً، لا يؤمهم أحد، وصلي عليه أولاً أهل عشيرته، ثم المهاجرون، ثم الأنصار، ثم الصبيان، ثم النساء، أو النساء ثم الصبيان‏.‏


– وقت دفن الرسول عليه الصلاة والسلام

ومضى في ذلك يوم الثلاثاء كاملاً، ومعظم ليلة الأربعاء، قالت عائشة‏:‏ ما علمنا بدفن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا صوت المسَاحِي من جوف الليل ـ وفي رواية‏:‏ من آخر الليل ـ ليلة الأربعاء‏.‏

اللهم صل على رسولك ونبيك محمد

منقول من كتاب الرحيق المختوم .,ْ[/QUOTE]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

وجدت ما وعدني ربي حقآ – سنة النبي

انتهت معركة بدر بانتصار المسلمين ، وبهزيمة ساحقة للمشركين ، وكان قتلى المشركين سبعين رجلا ، وأسِر منهم سبعون ، وكان أكثرهم من قادة قريش وزعمائهم ، واستشهد من المسلمين أربعة عشر رجلا ، منهم ستة من المهاجرين ، وثمانية من الأنصار ، ولما انهزم المشركون أرسل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عبد الله بن رواحة وزيد بن حارثة ليبشرا المسلمين في المدينة بنصر الله .. وقد تلقى المسلمون الخبر بسرور كبير، وقد ذكر أسامة بن زيد ـ رضي الله عنه ـ أنه لم يصدق الخبر إلى أن رأى الأسرى ، وقد علت الدهشة الناس ، إذ لم يصدقوا في البداية أن قريشا قد هُزِمت ، وأن زعماءها قد أصبحوا بين قتيل وأسير ، وتحطم كبرياؤهم وجبروتهم ، وظهرت حقيقة آلهتهم الزائفة ، وعقائدهم الباطلة ..

ومن المعلوم أن الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ لا يعلمون الغيب ، ولا اطلاع لهم على شيء منه ، فقد قال الله تعالى : { قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ }(الأنعام: 50).. وكما جاءت الأدلة تدل على أن الله ـ تبارك وتعالى ـ قد اختص بمعرفة علم الغيب ، وأنه استأثر به دون خلقه ، جاءت أدلة أخرى تفيد أن الله تعالى استثنى من خلقه من ارتضاه من الرسل ، فأودعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحي إليهم , وجعله معجزة لهم ، ودلالة صادقة على نبوتهم ، قال تعالى : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا }(الجن: 26، 27) .

وقد اشتهر وانتشر أمره – صلى الله عليه وسلم – بإطلاع الله له على بعض المغيبات ، وكان لأحداث غزوة بدر نصيب من تلك المعجزات الغيبية ، ومنها :

إخباره ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن مصرع الطغاة ورؤوس الكفر وأسمائهم وأماكن مصرعهم قبل المعركة .

عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : ( كنا مع عمر بين مكة والمدينة فتراءينا الهلال ، وكنت رجلا حديد البصر فرأيته ، وليس أحد يزعم أنه رآه غيري ، قال: فجعلت أقول لعمر أما تراه ؟ ، فجعل لا يراه ، قال : يقول عمر : سأراه وأنا مستلق على فراشي ، ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر ، فقال : إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس يقول : هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله ، قال : فقال عمر : فوالذي بعثه بالحق ما أخطئوا الحدود التي حد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال : فجعلوا في بئر بعضهم على بعض ، فانطلق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى انتهى إليهم فقال : يا فلان بن فلان ، ويا فلان بن فلان ، هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقا ، فإني قد وجدت ما وعدني الله حقا ، قال عمر : يا رسول الله كيف تكلم أجسادا لا أرواح فيها ؟! ، قال : ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا عليَّ شيئا )( مسلم ) .
وقال قتادة ـ في رواية البخاري ـ: " أحياهم الله حتى أسمعهم قوله، توبيخا وتصغيرا ونقمة وحسرة وندما " ..

وفي وقوف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على فم البئر ينادي قتلى المشركين ويكلمهم بعد موتهم عظة وعبرة ، إذ أنهم الآن بعد قتلهم وموتهم في حياة جديدة ، هي حياة البرزخ الخاصة ، التي لا ندري حقيقتها وكيفيتها ، وهو أمر يتعلق بعالم الغيب .
فالإيمان بهذه الحياة وما يحدث فيها من عقائد المسلمين ، فنعيم القبر وعذابه ثابتان في صحيح الأحاديث ، من ذلك قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينما مرَّ بقبرين : ( إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير )( البخاري ) ، فأثبت ـ صلى الله عليه وسلم ـ عذاب القبر ، وأخبر أن سبب تعذيبهما النم بين الناس وعدم الاستنزاه من البول .
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر )( مسلم ) .
فعذاب القبر أمرٌ غيبي، والأمور الغيبية مجالها الاعتقاد ، لأنَّهَا لا تُدرَك بالعقول ، فيجب الإيمان بها والتسليم ، بعد أن تحدث عنها الصادق ـ صلى الله عليه وسلم ـ ووصلتنا بطريق ثابت صحيح ..

وكما شهد الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ نزول الملائكة في بدر ، هاهم الآن يشهدون حوار رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع صناديد الكفرـ بعد قتلهم ـ وقد انتهت المعركة ـ ، يعرفهم مصيرهم الأسود ، ويحدثهم أنه قد وجد ما وعده ربه حقا ، فقد تكلل النصر ، وتحقق الوعد، وهاهي جثثهم منتنة في أحد آبار بدر ، وفي ذلك إعلان لانتصار الإيمان على الكفر ، وعلو الحق على الباطل ..

وكم زرع هذا الحدث في نفوس المسلمين من الثقة واليقين ، والسعادة الغامرة ، وهم يشهدون ويسمعون هذا الحوار من رسولهم وقائدهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع زعماء الكفر ، أن قد وجد ما وعده ربه حقا من النصر والتمكين ، فهل وجدوا ما وعدهم ربهم حقا ، ويأتي الجواب الصامت منهم أن قد وجدوا ما أخبر به ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولكنهم لا يستطيعون الكلام ..

إن إخبار الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن مصارع الطغاة في بدر ومخاطبتهم بعد قتلهم ، درس من مدرسة بدر الكبرى ، التي يجب على المسلمين في جميع العصور أن يقفوا أمامه ، لينظروا من خلاله إلى المعايير الإيمانية في مواجهة الحق مع الباطل ، وكيف أن الفئة المؤمنة ـ القليلة العدد والعتاد والمستضعفة في الأرض ـ حين تسلحت بالإيمان بالله، وأخلصت لربها ، وأطاعت نبيها ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وثبتت أمام الفتن والابتلاءات ، وتخلصت من الأهواء والشهوات ، فإن الله تعالى أعزَّها ونصرها على زعماء الكفر ، وتحقق لها النصر الذي وعد الله به عباده ، قال الله تعالى : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ }(الصافات173:171) ..

موقع مقالات اسلام ويب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

صلوا على رسولنا الحبيب – سنة النبي

‫ضربوآ "الرسول" صلى الله عليه و سلم و آذوه !!

و هو يمسح الدم عن وجهه الشريف و يقول

["اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"]♥

صلوآت ربي و سلآمه عليك يا خير البشر‬

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

قصة إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه

السلام ورحمة الله وبركاته

ما صحة الحديث عندما اعتنق نصراني الإسلام ، فحكى للرسول صلى الله عليه وسلم عن قصة إسلامه ، فأخبره أنه التقى عدة رهبان ، كل واحد منهم يوصيه بالذهاب للآخر ، فكان آخرهم رجل صالح يخرج مرة في العام ، يشفي الناس ، فلما أدركه نصحه بالذهاب لمكة ، وأعطاه أوصاف الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : إن صدقت القول فهو المسيح عيسى ؟.

الحمد لله
الحديث الذي يعنيه السائل هو حديث طويل في قصة إسلام الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه ، فقد كان على الديانة المجوسية ثم انتقل إلى النصرانية ثم انتقل إلى الإسلام ،
وذلك بعد أن التقى عدة رهبان من رهبان النصارى ، وكان آخرهم رجل صالح عنده علم عن نبي آخر الزمان ، فنصح الراهب سلمان أن يذهب إلى بلاد العرب التي سيخرج فيها ووصفها له ، فكانت هي مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن ليس في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن هذا الراهب إنه المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، بل عيسى عليه السلام في السماء ، رفعه الله إليه إلى أجل مسمى ، حتى ينزله الله تعالى فيقيم به الدين في آخر الزمان .
وقصة إسلام سلمان قصة عظيمة ، فيها العبرة والعظة والفائدة ، وأترك السائل الكريم ليقرأ الحديث بكماله ، ويستفيد مما فيه :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ حَدِيثَهُ مِنْ فِيهِ قَالَ
( كُنْتُ رَجُلا فَارِسِيًّا مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ ، مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ مِنْهَا يُقَالُ لَهَا جَيٌّ ، وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ قَرْيَتِهِ ( أي رئيسها ) ، وَكُنْتُ أَحَبَّ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْهِ ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حُبُّهُ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ ، أَيْ مُلازِمَ النَّارِ ، كَمَا تُحْبَسُ الْجَارِيَةُ ، وَأَجْهَدْتُ فِي الْمَجُوسِيَّةِ حَتَّى كُنْتُ قَطَنَ النَّارِ ( أي خادمها ) الَّذِي يُوقِدُهَا لا يَتْرُكُهَا تَخْبُو سَاعَةً ، قَالَ وَكَانَتْ لأَبِي ضَيْعَةٌ ( أي بستان ) عَظِيمَةٌ ، قَالَ فَشُغِلَ فِي بُنْيَانٍ لَهُ يَوْمًا فَقَالَ لِي : يَا بُنَيَّ ، إِنِّي قَدْ شُغِلْتُ فِي بُنْيَانٍ هَذَا الْيَوْمَ عَنْ ضَيْعَتِي فَاذْهَبْ فَاطَّلِعْهَا ، وَأَمَرَنِي فِيهَا بِبَعْضِ مَا يُرِيدُ ، فَخَرَجْتُ أُرِيدُ ضَيْعَتَهُ ، فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةٍ مِنْ كَنَائِسِ النَّصَارَى ، فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ فِيهَا وَهُمْ يُصَلُّونَ ، وَكُنْتُ لا أَدْرِي مَا أَمْرُ النَّاسِ لِحَبْسِ أَبِي إِيَّايَ فِي بَيْتِهِ ، فَلَمَّا مَرَرْتُ بِهِمْ وَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ دَخَلْتُ عَلَيْهِمْ أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُونَ ، قَالَ : فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبَنِي صَلَاتُهُمْ وَرَغِبْتُ فِي أَمْرِهِمْ ، وَقُلْتُ هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنْ الدِّينِ الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ ، فَوَاللَّهِ مَا تَرَكْتُهُمْ حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ ، وَتَرَكْتُ ضَيْعَةَ أَبِي وَلَمْ آتِهَا ، فَقُلْتُ لَهُمْ : أَيْنَ أَصْلُ هَذَا الدِّينِ ؟ قَالُوا : بِالشَّامِ . قَالَ ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَبِي وَقَدْ بَعَثَ فِي طَلَبِي وَشَغَلْتُهُ عَنْ عَمَلِهِ كُلِّهِ ، قَالَ فَلَمَّا جِئْتُهُ قَالَ : أَيْ بُنَيَّ ! أَيْنَ كُنْتَ ؟ أَلَمْ أَكُنْ عَهِدْتُ إِلَيْكَ مَا عَهِدْتُ ؟ قَالَ قُلْتُ : يَا أَبَتِ ! مَرَرْتُ بِنَاسٍ يُصَلُّونَ فِي كَنِيسَةٍ لَهُمْ ، فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ دِينِهِمْ ، فَوَاللَّهِ مَازِلْتُ عِنْدَهُمْ حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْس ، قَالَ : أَيْ بُنَيَّ ! لَيْسَ فِي ذَلِكَ الدِّينِ خَيْرٌ ، دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْهُ ، قَالَ قُلْتُ : كَلا وَاللَّهِ إِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ دِينِنَا . قَالَ : فَخَافَنِي ، فَجَعَلَ فِي رِجْلَيَّ قَيْدًا ، ثُمَّ حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ ، قَالَ وَبَعثَتُ إِلَى النَّصَارَى فَقُلْتُ لَهُمْ : إِذَا قَدِمَ عَلَيْكُمْ رَكْبٌ مِنْ الشَّامِ تُجَّارٌ مِنْ النَّصَارَى فَأَخْبِرُونِي بِهِمْ . قَالَ : فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ رَكْبٌ مِنْ الشَّامِ تُجَّارٌ مِنْ النَّصَارَى ، قَالَ فَأَخْبَرُونِي بِهِمْ ، قَالَ فَقُلْتُ لَهُمْ : إِذَا قَضَوْا حَوَائِجَهُمْ وَأَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلادِهِمْ فَآذِنُونِي بِهِمْ ، قَالَ فَلَمَّا أَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلَادِهِمْ أَخْبَرُونِي بِهِمْ ، فَأَلْقَيْتُ الْحَدِيدَ مِنْ رِجْلَيَّ ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ ، فَلَمَّا قَدِمْتُهَا قُلْتُ : مَنْ أَفْضَلُ أَهْلِ هَذَا الدِّينِ ؟ قَالُوا : الأَسْقُفُّ فِي الْكَنِيسَةِ . قَالَ فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ : إِنِّي قَدْ رَغِبْتُ فِي هَذَا الدِّينِ ، وَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ أَخْدُمُكَ فِي كَنِيسَتِكَ وَأَتَعَلَّمُ مِنْكَ وَأُصَلِّي مَعَكَ ، قَالَ : فَادْخُلْ . فَدَخَلْتُ مَعَهُ ، قَالَ فَكَانَ رَجُلَ سَوْءٍ ، يَأْمُرُهُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُهُمْ فِيهَا فَإِذَا جَمَعُوا إِلَيْهِ مِنْهَا أَشْيَاءَ اكْتَنَزَهُ لِنَفْسِهِ وَلَمْ يُعْطِهِ الْمَسَاكِينَ ، حَتَّى جَمَعَ سَبْعَ قِلالٍ مِنْ ذَهَبٍ وَوَرِقٍ ، قَالَ وَأَبْغَضْتُهُ بُغْضًا شَدِيدًا لِمَا رَأَيْتُهُ يَصْنَعُ ، ثُمَّ مَاتَ فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ النَّصَارَى لِيَدْفِنُوهُ ، فَقُلْتُ لَهُمْ : إِنَّ هَذَا كَانَ رَجُلَ سَوْءٍ ، يَأْمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُكُمْ فِيهَا فَإِذَا جِئْتُمُوهُ بِهَا اكْتَنَزَهَا لِنَفْسِهِ وَلَمْ يُعْطِ الْمَسَاكِينَ مِنْهَا شَيْئًا . قَالُوا : وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ ؟ قَالَ قُلْتُ : أَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَى كَنْزِهِ . قَالُوا : فَدُلَّنَا عَلَيْهِ . قَالَ فَأَرَيْتُهُمْ مَوْضِعَهُ ، قَالَ فَاسْتَخْرَجُوا مِنْهُ سَبْعَ قِلَالٍ مَمْلُوءَةٍ ذَهَبًا وَوَرِقًا ، قَالَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا : وَاللَّهِ لا نَدْفِنُهُ أَبَدًا . فَصَلَبُوهُ ثُمَّ رَجَمُوهُ بِالْحِجَارَةِ ، ثُمَّ جَاءُوا بِرَجُلٍ آخَرَ فَجَعَلُوهُ بِمَكَانِهِ ، قَالَ يَقُولُ سَلْمَانُ : فَمَا رَأَيْتُ رَجُلا لا يُصَلِّي الْخَمْسَ أَرَى أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْهُ أَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا وَلا أَرْغَبُ فِي الآخِرَةِ وَلا أَدْأَبُ لَيْلا وَنَهَارًا مِنْهُ . قَالَ فَأَحْبَبْتُهُ حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ مَنْ قَبْلَهُ ، وَأَقَمْتُ مَعَهُ زَمَانًا ، ثُمَّ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَقُلْتُ لَهُ : يَا فُلَانُ ! إِنِّي كُنْتُ مَعَكَ ، وَأَحْبَبْتُكَ حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ مَنْ قَبْلَكَ ، وَقَدْ حَضَرَكَ مَا تَرَى مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي ؟ وَمَا تَأْمُرُنِي ؟ قَالَ : أَيْ بُنَيَّ ! وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا الْيَوْمَ عَلَى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ ، لَقَدْ هَلَكَ النَّاسُ وَبَدَّلُوا وَتَرَكُوا أَكْثَرَ مَا كَانُوا عَلَيْهِ إِلا رَجُلا بِالْمَوْصِلِ وَهُوَ فُلانٌ ، فَهُوَ عَلَى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ ، فَالْحَقْ بِهِ .قَالَ فَلَمَّا مَاتَ وَغَيَّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ الْمَوْصِلِ ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا فُلانُ ! إِنَّ فُلانًا أَوْصَانِي عِنْدَ مَوْتِهِ أَنْ أَلْحَقَ بِكَ ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّكَ عَلَى أَمْرِهِ . قَالَ فَقَالَ لِي : أَقِمْ عِنْدِي . فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ ، فَوَجَدْتُهُ خَيْرَ رَجُلٍ عَلَى أَمْرِ صَاحِبِهِ ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قُلْتُ لَهُ : يَا فُلانُ ! إِنَّ فُلانًا أَوْصَى بِي إِلَيْكَ وَأَمَرَنِي بِاللُّحُوقِ بِكَ ، وَقَدْ حَضَرَكَ مِنْ اللَّهِ مَا تَرَى ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي ؟ وَمَا تَأْمُرُنِي ؟ قَالَ : أَيْ بُنَيَّ ! وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ رَجُلًا عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ إِلا بِنِصِِّيبِينَ ، وَهُوَ فُلَانٌ ، فَالْحَقْ بِهِ . وَقَالَ فَلَمَّا مَاتَ وَغَيَّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ نِصِِّيبِينَ ، فَجِئْتُهُ ، فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِي وَمَا أَمَرَنِي بِهِ صَاحِبِي ، قَالَ : فَأَقِمْ عِنْدِي . فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى أَمْرِ صَاحِبَيْهِ ، فَأَقَمْتُ مَعَ خَيْرِ رَجُلٍ ، فَوَاللَّهِ مَا لَبِثَ أَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ ، فَلَمَّا حَضَرَ قُلْتُ لَهُ : يَا فُلَانُ ! إِنَّ فُلانًا كَانَ أَوْصَى بِي إِلَى فُلانٍ ، ثُمَّ أَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَيْكَ ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي وَمَا تَأْمُرُنِي ؟ قَالَ : أَيْ بُنَيَّ ! وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ أَحَدًا بَقِيَ عَلَى أَمْرِنَا آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ إِلا رَجُلا بِعَمُّورِيَّةَ ، فَإِنَّهُ بِمِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ ، فَإِنْ أَحْبَبْتَ فَأْتِهِ قَالَ فَإِنَّهُ عَلَى أَمْرِنَا ، قَالَ فَلَمَّا مَاتَ وَغَيَّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ عَمُّورِيَّةَ وَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي ، فَقَالَ : أَقِمْ عِنْدِي . فَأَقَمْتُ مَعَ رَجُلٍ عَلَى هَدْيِ أَصْحَابِهِ وَأَمْرِهِمْ ، قَالَ وَاكْتَسَبْتُ حَتَّى كَانَ لِي بَقَرَاتٌ وَغُنَيْمَةٌ ، قَالَ ثُمَّ نَزَلَ بِهِ أَمْرُ اللَّهِ فَلَمَّا حَضَرَ قُلْتُ لَهُ : يَا فُلانُ ! إِنِّي كُنْتُ مَعَ فُلانٍ ، فَأَوْصَى بِي فُلانٌ إِلَى فُلانٍ ، وَأَوْصَى بِي فُلانٌ إِلَى فُلانٍ ، ثُمَّ أَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَيْكَ ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي وَمَا تَأْمُرُنِي ؟ قَالَ : أَيْ بُنَيَّ ! وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ أَصْبَحَ عَلَى مَا كُنَّا عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ ، وَلَكِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُ نَبِيٍّ ، هُوَ مَبْعُوثٌ بِدِينِ إِبْرَاهِيمَ ، يَخْرُجُ بِأَرْضِ الْعَرَبِ مُهَاجِرًا إِلَى أَرْضٍ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ ( الحرة : الأرض ذات الحجارة السود ) ، بَيْنَهُمَا نَخْلٌ ، بِهِ عَلامَاتٌ لا تَخْفَى : يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ وَلا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ ، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ ، فَإِنْ استَطَعْتَ أَنْ تَلْحَقَ بِتِلْكَ الْبِلادِ فَافْعَلْ . قَالَ ثُمَّ مَاتَ وَغَيَّبَ ، فَمَكَثْتُ بِعَمُّورِيَّةَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَمْكُثَ ، ثُمَّ مَرَّ بِي نَفَرٌ مِنْ كَلْبٍ تُجَّارًا ، فَقُلْتُ لَهُمْ : تَحْمِلُونِي إِلَى أَرْضِ الْعَرَبِ وَأُعْطِيكُمْ بَقَرَاتِي هَذِهِ وَغُنَيْمَتِي هَذِهِ ؟ قَالُوا : نَعَمْ . فَأَعْطَيْتُهُمُوهَا وَحَمَلُونِي ، حَتَّى إِذَا قَدِمُوا بِي وَادِي الْقُرَى ظَلَمُونِي فَبَاعُونِي مِنْ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ عَبْدًا ، فَكُنْتُ عِنْدَهُ ، وَرَأَيْتُ النَّخْلَ ، وَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ الْبَلَدَ الَّذِي وَصَفَ لِي صَاحِبِي ، وَلَمْ يَحِقْ لِي فِي نَفْسِي ، فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ قَدِمَ عَلَيْهِ ابْنُ عَمٍّ لَهُ مِنْ الْمَدِينَةِ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ ، فَابْتَاعَنِي مِنْهُ ، فَاحْتَمَلَنِي إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلا أَنْ رَأَيْتُهَا فَعَرَفْتُهَا بِصِفَةِ صَاحِبِي ، فَأَقَمْتُ بِهَا ، وَبَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ فَأَقَامَ بِمَكَّةَ مَا أَقَامَ ، لا أَسْمَعُ لَهُ بِذِكْرٍ مَعَ مَا أَنَا فِيهِ مِنْ شُغْلِ الرِّقِّ ، ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَفِي رَأْسِ عَذْقٍ لِسَيِّدِي أَعْمَلُ فِيهِ بَعْضَ الْعَمَلِ وَسَيِّدِي جَالِسٌ إِذْ أَقْبَلَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ فُلانُ : قَاتَلَ اللَّهُ بَنِي قَيْلَةَ ، وَاللَّهِ إِنَّهُمْ الآنَ لَمُجْتَمِعُونَ بِقُبَاءَ عَلَى رَجُلٍ قَدِمَ عَلَيْهِمْ مِنْ مَكَّةَ الْيَوْمَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَبِيٌّ ، قَالَ فَلَمَّا سَمِعْتُهَا أَخَذَتْنِي الْعُرَوَاءُ ( برد الحمى ) حَتَّى ظَنَنْتُ سَأَسْقُطُ عَلَى سَيِّدِي ، قَالَ : وَنَزَلْتُ عَنْ النَّخْلَةِ فَجَعَلْتُ أَقُولُ لابْنِ عَمِّهِ ذَلِكَ : مَاذَا تَقُولُ مَاذَا تَقُولُ ؟ قَالَ فَغَضِبَ سَيِّدِي فَلَكَمَنِي لَكْمَةً شَدِيدَةً ثُمَّ قَالَ : مَا لَكَ وَلِهَذَا ؟! أَقْبِلْ عَلَى عَمَلِكَ . قَالَ قُلْتُ : لا شَيْءَ ، إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَثْبِتَ عَمَّا قَالَ . وَقَدْ كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ قَدْ جَمَعْتُهُ ، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ أَخَذْتُهُ ثُمَّ ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِقُبَاءَ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ وَمَعَكَ أَصْحَابٌ لَكَ غُرَبَاءُ ذَوُو حَاجَةٍ ، وَهَذَا شَيْءٌ كَانَ عِنْدِي لِلصَّدَقَةِ ، فَرَأَيْتُكُمْ أَحَقَّ بِهِ مِنْ غَيْرِكُمْ ، قَالَ فَقَرَّبْتُهُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ : كُلُوا . وَأَمْسَكَ يَدَهُ فَلَمْ يَأْكُلْ ، قَالَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي هَذِهِ وَاحِدَةٌ ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ عَنْهُ فَجَمَعْتُ شَيْئًا ، وَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ ، فَقُلْتُ إِنِّي رَأَيْتُكَ لا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ أَكْرَمْتُكَ بِهَا ، قَالَ فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهَا ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا مَعَهُ ، قَالَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي هَاتَانِ اثْنَتَانِ ، ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ ، قَالَ : وَقَدْ تَبِعَ جَنَازَةً مِنْ أَصْحَابِهِ عَلَيْهِ شَمْلَتَانِ لَهُ ، وَهُوَ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ اسْتَدَرْتُ أَنْظُرُ إِلَى ظَهْرِهِ هَلْ أَرَى الْخَاتَمَ الَّذِي وَصَفَ لِي صَاحِبِي ، فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَدَرْتُهُ عَرَفَ أَنِّي أَسْتَثْبِتُ فِي شَيْءٍ وُصِفَ لِي ، قَالَ فَأَلْقَى رِدَاءَهُ عَنْ ظَهْرِهِ ، فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ فَعَرَفْتُهُ فَانْكَبَبْتُ عَلَيْهِ أُقَبِّلُهُ وَأَبْكِي ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : تَحَوَّلْ . فَتَحَوَّلْتُ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ حَدِيثِي كَمَا حَدَّثْتُكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، قَالَ فَأَعْجَبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَسْمَعَ ذَلِكَ أَصْحَابُهُ ، ثُمَّ شَغَلَ سَلْمَانَ الرِّقُّ حَتَّى فَاتَهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَدْرٌ وَأُحُدٌ ، قَالَ ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : كَاتِبْ يَا سَلْمَانُ . فَكَاتَبْتُ صَاحِبِي عَلَى ثَلاثِ مِائَةِ نَخْلَةٍ أُحْيِيهَا لَهُ بِالْفَقِيرِ ( حفرة الفسيلة التي تغرس فيها ) وَبِأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابِهِ : أَعِينُوا أَخَاكُمْ . فَأَعَانُونِي بِالنَّخْلِ ، الرَّجُلُ بِثَلاثِينَ وَدِيَّةً ( أي صغار النخل ) ، وَالرَّجُلُ بِعِشْرِينَ ، وَالرَّجُلُ بِخَمْسَ عَشْرَةَ ، وَالرَّجُلُ بِعَشْرٍ ، يَعْنِي الرَّجُلُ بِقَدْرِ مَا عِنْدَهُ ، حَتَّى اجْتَمَعَتْ لِي ثَلاثُ مِائَةِ وَدِيَّةٍ ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : اذْهَبْ يَا سَلْمَانُ فَفَقِّرْ لَهَا ( أي احفر لها موضع غرسها ) ، فَإِذَا فَرَغْتَ فَأْتِنِي أَكُونُ أَنَا أَضَعُهَا بِيَدَيَّ ، فَفَقَّرْتُ لَهَا وَأَعَانَنِي أَصْحَابِي حَتَّى إِذَا فَرَغْتُ مِنْهَا جِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعِي إِلَيْهَا : فَجَعَلْنَا نُقَرِّبُ لَهُ الْوَدِيَّ ، وَيَضَعُهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ ، فَوَالَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ مَا مَاتَتْ مِنْهَا وَدِيَّةٌ وَاحِدَةٌ ، فَأَدَّيْتُ النَّخْلَ وَبَقِيَ عَلَيَّ الْمَالُ ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِ بَيْضَةِ الدَّجَاجَةِ مِنْ ذَهَبٍ ، مِنْ بَعْضِ الْمَغَازِي ، فَقَالَ : مَا فَعَلَ الْفَارِسِيُّ الْمُكَاتَبُ ؟ قَالَ فَدُعِيتُ لَهُ فَقَالَ : خُذْ هَذِهِ فَأَدِّ بِهَا مَا عَلَيْكَ يَا سَلْمَانُ . فَقُلْتُ : وَأَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِمَّا عَلَيَّ . قَالَ : خُذْهَا فَإِنَّ اللَّهَ سَيُؤَدِّي بِهَا عَنْكَ . قَالَ فَأَخَذْتُهَا فَوَزَنْتُ لَهُمْ مِنْهَا ، وَالَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً ، فَأَوْفَيْتُهُمْ حَقَّهُمْ ، وَعُتِقْتُ ، فَشَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْخَنْدَقَ ، ثُمَّ لَمْ يَفُتْنِي مَعَهُ مَشْهَدٌ )
رواه أحمد في المسند (5/441) وقال المحققون : إسناده حسن .
والله أعلم .


الإسلام سؤال وجواب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الإمام المهدي وخروجه في آخر الزمان _ الجزء الأول . – في الاسلام

******* الإمام المهدي وخروجه في آخر الزمان *******

من أشراط الساعة الكبرى :_ خروج الإمام المهدي .

في آخر الزمان يخرج رجل من أهل البيت يؤيد الله به الدين , يملك سبع سنين , يملأ

الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما , تنعم الأمة في عهده نعمة لم تنعمها قط ؛ تُخْرِجُ

الأرض نباتها , و تُمْطِرُ السماء قطرها , ويُعْطَى المال بغير عدد .

قال ابن كثير رحمه الله : (( في زمانه تكون الثمار كثيرة , والزروع غزيرة , والمال

وافر , والسلطان قاهر , والدّين قائم , والعدو راغم , والخير في أيّامه دائم ))

اسمه وصفته :_

وهذا الرجل اسمه كاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم , واسم أبيه كاسم أبي النبيّ

صلى الله عليه وسلم , فيكون اسمه محمد _ أو أحمد _ بن عبدالله , وهو من ذرية

فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم من ولد الحسن بن عليّ رضي الله عنهم .

قال ابن كثير رحمه الله في المهديّ : (( وهو محمد بن عبدالله العلوي الفاطمي الحسني

رضي الله عنه )). ( النهاية / الفتن والملاحم ) ( 1/ 29 ).

وصفته الواردة : أنه أجلى الجبهة , أقنى الأنف .

أجلى الجبهة : ( الأجلى ) : الخفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين , والذي انحسر الشعر

عن جبهته .

( أقنى الأنف ) : القنا في الأنف : طول ورقة أرنبته , مع حدب في وسطه .

مكان خروجه :_

يكون ظهور المهدي من قبل المشرق , فقد جاء في الحديث عن ثوبان رضي الله عنه ؛

قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يقتتل عند كنزكم ثلاثة ؛ كلهم ابن خليفة ,

ثم لا يصير إلى واحد منهم , ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق , فيقتلونكم قتلا

لم يقتله قوم …. ( ثم ذكر شيئا لا أحفظه ، فقال : ) فإذا رأيتموه ؛ فبايعوه , ولو حبوا

على الثلج ؛ فإنه خليفة الله المهدي )) . ( سنن ابن ماجه ) , كتاب الفتن , باب خروج المهدي ,

( 2/1367) , و( مستدرك الحاكم ) ( 4/ 364_464 ) , وقال : ( هذا حديث صحيح على شرط

الشيخين ) , ووافقه الذهبي .

وقال ابن كثير : ( هذا اسناد قوي صحيح ) . ( النهاية / الفتن والملاحم ) ( 1/ 29 )

تحقيق د: طه زيني .

وقال الألباني : ( الحديث صحيح المعنى دون قوله ( فإن فيها خليفة الله المهدي ) .

قال ابن كثير رحمه الله : ( والمراد بالكنز المذكور في هذا السياق كنز الكعبة ,

يقتتل عنده ليأخذوه ثلاثة من أولاد الخلفاء , حتى يكون آخر الزمان , فيخرج المهدي ,

ويكون ظهوره من بلاد المشرق , لا من سرداب سامرا ؛ كما يزعمه جهلة الرافضة

من أنه موجود فيه الآن , وهم ينتظرون خروجه في آخر الزمان , فإن هذا نوع من

الهذيان , وقسط كبير من الخذلان , شديد من الشيطان , إذ لا دليل على ذلك , ولا برهان,

لا من كتاب , ولا سنة , ولا معقول صحيح , ولا استحسان ) .

وقال أيضا : ( ويُؤَيّدُ بناس من أهل المشرق ينصرونه , ويقيمون سلطانه , ويشيدون

أركانه , وتكون راياتهم سود أيضا , وهو زيٌّ عليه الوقار ؛ لأن راية رسول الله

صلى الله عليه وسلم كانت سوداء يقال لها : العقاب ) .

إلى أن قال : ( والمقصود أن المهدي الممدوح الموعود بوجوده في آخر الزمان

يكون أصل ظهوره وخروجه من ناحية المشرق , ويبايَع له عند البيت ؛ كما دلَّ على

ذلك بعض الأحاديث )) . (( النهاية / الفتن والملاحم )) ( 1/ 29_30 ).

المصدر :
كتــــــاب :

( أشـــــراط الســـاعة )

تأليف :

يوسف بن عبدالله بن يوسف الوابل
جزاه الله خيرا وأجزل له المثوبه

ودي واحترامي وتقديري لكم
أختكم
شمـــــوووع

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

قصة ابو بكر الصديق – سنة النبي

قصة ابو بكر الصديق

بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي بالله/ حفظه الله بالإسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لما احتضر أبوبكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه حين وفاته قال : و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد
و قال لعائشة : انظروا ثوبي هذين , فإغسلوهما و كفنوني فيهما , فإن الحي أولى بالجديد من الميت
و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلا : إني أوصيك بوصية , إن أنت قبلت عني : إن لله عز و جل حقا بالليل لا يقبله بالنهار , و إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل , و إنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة , و إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة بإتباعهم الحق في الدنيا , و ثقلت ذلك عليهم , و حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا , و إنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل , و خفته عليهم في الدنيا و حق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا
………………….
ولما طعن عمر .. جاء عبدالله بن عباس ,فقال .. : يا أمير المؤمنين , أسلمت حين كفر الناس , و جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خذله الناس , و قتلت شهيدا و لم يختلف عليك اثنان , و توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنك راض
فقال له : أعد مقالتك فأعاد عليه
فقال : المغرور من غررتموه , و الله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع
و قال عبدالله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه
فقال : ضع رأسي على الأرض
فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟
فقال : لا أم لك , ضعه على الأرض
فقال عبدالله : فوضعته على الأرض
فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و جل
…………………………………
أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه و أرضاه
قال حين طعنه الغادرون و الدماء تسيل على لحيته : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
اللهم إني أستعديك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي
ولما إستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا . ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوبا عليها (هذه وصية عثمان)
بسم الله الرحمن الرحيم
عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد . عليها يحيا و عليها يموت و عليها يبعث إن شاء الله
………………………………..
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
بعد أن طعن علي رضي الله عنه
قال : ما فعل بضاربي ؟
قالو : أخذناه
قال : أطعموه من طعامي , و اسقوه من شرابي , فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي , و إن أنا مت فإضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها .
ثم أوصى الحسن أن يغسله و قال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لاتغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا
و أوصى : إمشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي , و لا تبطئوا , فإن كان خيرا عجلتموني إليه , و إن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم
………………………………….
معاذ بن جبل رضي الله عنه و أرضاه
الصحابي الجليل معاذ بن جبل .. حين حضرته الوفاة
و جاءت ساعة الإحتضار .. نادى ربه … قائلا .. : يا رب إنني كنت أخافك , و أنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا لجري الأنهار , و لا لغرس الأشجار .. و إنما لظمأ الهواجر , و مكابدة الساعات , و مزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم
ثم فاضت روحه بعد أن قال : لا إله إلا الله
روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال .. : نعم الرجل معاذ بن جبل
و روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أرحم الناس بأمتي أبوبكر …. إلى أن قال … و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ
………………..
بلال بن رباح رضي الله عنه و أرضاه
حينما أتى بلالا الموت .. قالت زوجته : وا حزناه
فكشف الغطاء عن وجهه و هو في سكرات الموت .. و قال : لا تقولي واحزناه , و قولي وا فرحاه
ثم قال : غدا نلقى الأحبة ..محمدا و صحبه
………………..
أبو ذر الغفاري رضي الله عنه و أرضاه
لما حضرت أبا ذر الوفاة .. بكت زوجته .. فقال : ما يبكيك ؟
قالت : و كيف لا أبكي و أنت تموت بأرض فلاة و ليس معنا ثوب يسعك كفنا
فقال لها : لا تبكي و أبشري فقد سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول لنفر أنا منهم : ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين
و ليس من أولئك النفر أحد إلا و مات في قرية و جماعة , و أنا الذي أموت بفلاة , و الله ما كذبت و لا كذبت فانظري الطريق
قالت :أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريق
فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا : ما لك يا أمة الله ؟
قالت : امرؤ من المسلمين تكفونه
فقالوا : من هو ؟
قالت : أبو ذر
قالوا : صاحب رسول الله
ففدوه بأبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث
و قال : أنشدكم بالله , لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا
فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى
و صلى عليه عبدالله بن مسعود
فكان في ذلك القوم
رضي الله عنهم أجمعين
………………..
الصحابي الجليل أبوالدرداء رضي الله عنه و أرضاه
لما جاءأبا الدرداء الموت … قال : ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟
ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟
ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟
ثم قبض رحمه الله
………………..
سلمان الفارسي رضي الله عنه و أرضاه
بكى سلمان الفارسي عند موته , فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال : عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب , و حولي هذه الأزواد
و قيل : إنما كان حوله إجانة و جفنة و مطهرة !
الإجانة : إناء يجمع فيه الماء
الجفنة : القصعة يوضع فيها الماء و الطعام
المطهرة : إناء يتطهر فيه
………………….
الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
لما حضر عبدالله بن مسعود الموت دعا إبنه فقال : يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود , إني أوصيك بخمس خصال , فإحفظهن عني : أظهر اليأس للناس , فإن ذلك غنى فاضل
و دع مطلب الحاجات إلى الناس , فإن ذلك فقر حاضر
و دع ما تعتذر منه من الأمور , و لا تعمل به
و إن إستطعت ألا يأتي عليك يوم إلا و أنت خير منك بالأمس , فافعل
و إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع , كأنك لا تصلي بعدها
…………………
الحسن بن علي سبط رسول الله و سيد شباب أهل الجنة
رضي الله عنه
لما حضر الموت بالحسن بن علي رضي الله عنهما , قال : أخرجوا فراشي إلى صحن الدار , فأخرج فقال : اللهم إني أحتسب نفسي عندك , فإني لم أصب بمثلها !
………………….
الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
قال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله : أجلسوني
فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. , ثم بكى .. و قال : الآن يا معاوية .. جئت تذكر ربك بعد الانحطام و الانهدام .., أما كان هذا و غض الشباب نضير ريان ؟!
ثم بكى و قال : يا رب , يا رب , ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقل العثرة و اغفر الزلة .. و جد بحلمك على من لم يرج غيرك و لا وثق بأحد سواك
ثم فاضت رضي الله عنه
………………..
الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه
حينما حضر عمرو بن العاص الموت .. بكى طويلا .. و حول وجهه إلى الجدار , فقال له إبنه :ما يبكيك يا أبتاه ؟ أما بشرك رسول الله
فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه و قال : إن أفضل ما نعد … شهادة أن لا إله إلا الله , و أن محمدا رسول الله
إني كنت على أطباق ثلاث
لقد رأيتني و ما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه و سلم مني , و لا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته , فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار
فلما جعل الله الإسلام في قلبي , أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : إبسط يمينك فلأبايعنك , فبسط يمينه , قال : فقضبت يدي
فقال : ما لك يا عمرو ؟
قلت : أردت أن أشترط
فقال : تشترط ماذا ؟
قلت : أن يغفر لي
فقال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله , و أن الهجرة تهدم ما كان قبلها , و أن الحج يهدم ما كان قبله ؟
و ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أحلى في عيني منه , و ما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له , و لو قيل لي صفه لما إستطعت أن أصفه , لأني لم أكن أملأ عيني منه ,
و لو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة ,
ثم ولينا أشياء , ما أدري ما حالي فيها ؟
فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة و لا نار , فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمها , حتى أستأنس بكم , و أنظر ماذا أراجع به رسل ربي ؟
…………………..
الصحابي الجليل أبوموسى الأشعري
لما حضرت أبا موسى – رضي الله عنه – الوفاة , دعا فتيانه , و قال لهم : إذهبوا فاحفروا لي و أعمقوا …
ففعلوا
فقال : إجلسوا بي , فوالذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين , إما ليوسعن قبري حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعا , و ليفتحن لي باب من أبواب الجنة , فلأنظرن إلى منزلي فيها و إلى أزواجي , و إلى ما أعد الله عز و جل لي فيها من النعيم , ثم لأنا أهدى إلى منزلي في الجنة مني اليوم إلى أهلي , و ليصيبني من روحها و ريحانها حتى أبعث
و إن كانت الأخرى ليضيقن علي قبري حت

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده