التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

صــــــــور من تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع بناتــــــــــه

صور من تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع بناته..


هديه –صلى الله عليه وسلم- عند ولادة بناته


كان يُسَّر ويفرح لمولد بناته رضي الله عنهن فقد سُرَّ واستبشر –صلى الله عليه وسلم – لمولد ابنته فاطمة رضي الله عنها وتوسم فيها البركة واليمن، فسماها فاطمة، ولقبها بـِ (الزهراء) وكانت تكنى ( أم أبيها ).

انتقاء الألفاظ الجميلة في مخاطبة البنت ومن ذلك الترحيب بها إذا قدمت

أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي فلما رآها النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَرْحَبًا بِابْنَتِي

ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم المثال أمام الجميع بابنته/

ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : (وأيم الله لو أن ‏ ‏فاطمة بنت محمد ‏سرقت لقطعت يدها)
فوضح صلى الله عليه وسلم أنه لن يتراجع في حدود الله حتى لو كلن ذلك مع فاطمة فجعلها مثلاُ في المحبة والشرف ..

بكاءه على قبر أم كلثوم

في السنة التاسعة من الهجرة توفيت أم كلثوم ، وقد شاهد الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم
قد جلس
على قبرها وعيناه تدمعان .. وقد قال لعثمان بعد دفنها
لو كان عندنا ثالثة لزوجناكها ….

لم يكن يشغله –صلى الله عليه وسلم- عن بناته –رضي الله عنهن– شاغل

بل كان يفكرفيهن وهو في أصعب الظروف وأحلكها فعندما أراد النبي –صلى الله عليه وسلم- الخروج
لبدر كانت رقية مريضة فأمر النبي زوجها عثمان بن عفان – أن يبقى في المدينة؛ ليمرضها وضرب له بسهمه في مغانم بدر وأجره عند الله ..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

سبحان الله … * سبـــب نــزول ايه الكــــــــــــــــــرسي * من السنة

ســــلام الـــلــــه عـــلــيـــكم

كيــــــــــفكـــــــم …..

******************************

سبحان الله ……..

ســـــبــب نــزول آيــــــــــــة الكـــرســـــــــي

——————————————————————————–

استغفر الله _ استغفر الله _ استغفر الله العظيم
اللهم أغثنا

تكفى اقراها كامله

بسم الله الرحمن الرحيم

الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات و

ما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا

يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يئوده حفظهما و

هو العلي العظيم

صدق الله العظيم

سأل بنو إسرائيل رسولهم موسي هـل ينام ربك ؟؟؟؟

فقال موسي : اتقوا الله!!!

فناداه ربه عز و جل: سألوك يا موسي هل ينام ربك؟؟

فخذ زجاجتين في يديك و قم الليل..

ففعل موسي ،

فلما ذهب منه الليل ثلثه نعس فوقع لكبتيه ،

ثم انتعش فضبطهما حتى إذا كان أخر الليل نعس موسي فسقطت الزجاجتان عنه

فانكسرتا ….

قال تعالى: يا موسى لو كنت أنام لسقطت السماوات و الأرض فهلكن كما هلكت

الزجاجتان في يديك ..

ولهذا السبب أنزلت أية الكرسي.

و يستحب قراءة أية الكرسي عقب كل صلاة ،

و قبل النوم وعند الاستيقاظ !

لآتــبخـــل على نفســـــــــــــــك

منقووووووووووووول

تـ ح ــياتي

تحبه حييييل

……..
…….
……
…..
….

..
..
.

:f55::f55:

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

حبيبي يا رسول الله من السنة

** حبيبي يا رسول الله **

عذراً يا حبيب الله

ما ذا أقول
وقد قلت عن زماننا

سيأتي زمان نكون فيه غثاء كغثاء السيل
ولينزعن الله المهابة من قلوب أعداءنا منا
ويقذف الله في قلوبنا الوهن وهو حب الدنيا وكراهية الموت
وأنت الصادق القول الأمين

حبيبي رسول الله
المصطفي بين البشر
صلى عليك الرحمن والصلاة عليك أمر
اللهم صلي على حبيبك محمد بعدد ما رمشت أعين البشر

حبيبي رسول الله
بالحب افتداك صحبك الكرام
فذاك ابن أبي طالب افتداك بالنفس لكي لا يقتلوك في المنام
وكم فز للذود عنك ابن الخطاب ذاك الهمام
وجمع الصحابة ذادوا بسيوفهم والسهام
وقائدهم حمزة الفارس الضرغام
وبالحرف ابن ثابت أحسن في مدحك الكلام

ماذا نقول يا امة الإسلام ؟
كيف ندرأ العار عنا يوم لقاء من عينه لا تنام ؟
لقد تكالب عليه أهل الكفر الأعادي ليشوهوا رسالته بالإسلام
رسموه صورة قبح برزت فيها أفعال اللئام
ونعتوه بالإرهاب وحبه للقتل بالسيف والسهام
ونحن من ضعفنا والوهن
لا نقوى الذود عنه إلا بالصلاة عليه نبياً وآله والسلام

والدعاء على أهل الكفر في صلاتنا والقيام

اللهم

انصر حبيبك سيد البشر
ومن له سواك ناصر منتصر
اللهم
أرهم عذابك في الدنيا قبل القبر
واجعلهم آية لمن تجرأ عليه اوفكر
وانزل عليهم عذابك الذي لا يبقي ولا يذر
واجعل كيد هم يعود عليهم في النحـر
واجعل حياتهم جحيم مستعـر
والنار لمن أساء له مستقـر

عذراً يا حبيب الله
فداك أمي وأبي وروحي وكل البشـر
وصلى الله عليك وسلم عدد ما هل من مطـر
وغابت شمس وبزغ فجـر

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الفاروق عمر بن الخطاب من السنة

عمر بن الخطاب
أحد العشرة المبشرين بالجنة
يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط الا سلك فجا غير فجك "حديث شريف"
الفاروق أبو حفص ، عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزَّى القرشي العدوي ، ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة ( 40 عام قبل الهجرة ) ، عرف في شبابه بالشـدة والقـوة ، وكانت له مكانة رفيعـة في قومه اذ كانت له السفارة في الجاهلية فتبعثـه قريش رسولا اذا ما وقعت الحرب بينهم أو بينهم و بين غيره وأصبح الصحابي العظيم الشجاع الحازم الحكيم العادل صاحب الفتوحات وأول من لقب بأمير المؤمنين

اسلامه
أسلم في السنة السادسة من البعثة النبوية المشرفة ، فقد كان الخباب بن الأرت يعلم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم عمر بن الخطـاب متقلـدا سيفه الذي خـرج به ليصفـي حسابه مع الإسـلام ورسوله ، لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة حتى صاح صيحته المباركة دلوني على محمد

وسمع خباب كلمات عمر ، فخرج من مخبئه وصاح يا عمـر والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصـك بدعـوة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ، فإني سمعته بالأمس يقول اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك ، أبي الحكم بن هشام ، وعمر بن الخطاب فسأله عمر من فوره وأين أجد الرسول الآن يا خباب ؟وأجاب خباب عند الصفـا في دار الأرقـم بن أبي الأرقـم
ومضى عمر الى مصيره العظيم ففي دار الأرقم خرج إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال أما أنت منتهيا يا عمر حتى يُنزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة ؟ اللهم هذا عمر بن الخطاب ، اللهم أعزّ الدين بعمر بن الخطاب فقال عمر أشهد أنّك رسول الله
وباسلامه ظهر الاسلام في مكة اذ قال للرسول – صلى الله عليه وسلم – والمسلمون في دار الأرقم والذي بعثك بالحق لتخرجن ولنخرجن معك وخرج المسلمون ومعهم عمر ودخلوا المسجد الحرام وصلوا حول الكعبة دون أن تجـرؤ قريش على اعتراضهم أو منعهم ، لذلك سماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( الفاروق ) لأن الله فرق بين الحق والباطل

لسان الحق
هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، ومن علماء الصحابة وزهادهم ، وضع الله الحق على لسانه اذ كان القرآن ينزل موافقا لرأيه ، يقول علي بن أبي طالب إنّا كنا لنرى إن في القرآن كلاما من كلامه ورأياً من رأيه كما قال عبد الله بن عمر مانزل بالناس أمر فقالوا فيه وقال عمر ، إلا نزل القرآن بوفاق قول عمر

‏عن ‏أبي هريرة ‏-‏رضي الله عنه- ‏‏قال :‏ ‏قال رسـول اللـه ‏-‏صلى اللـه عليه وسلم-‏ ‏ لقد كان فيما قبلكم من الأمم ‏‏محدثون ،‏ ‏فإن يك في أمتي أحد فإنه ‏‏عمر ‏و‏زاد ‏‏زكرياء بن أبي زائدة ‏ ‏عن ‏ ‏سعد ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سلمة ‏ ‏عن ‏أبي هريرة ‏‏قال ‏: ‏قال النبي ‏ ‏-صلى الله عليه وسلم-‏ لقد كان فيمن كان قبلكم من ‏بني إسرائيل‏ ‏رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء ، فإن يكن من أمتي منهم أحد ‏‏فعمر قال ‏‏ابن عباس ‏-‏رضي الله عنهما ‏‏من نبي ولا محدث ‏

قوة الحق
كان قويا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم ، فقد ‏استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏‏على رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏وعنده ‏‏نسوة ‏من ‏قريش ،‏ ‏يكلمنه ويستكثرنه ، عالية أصواتهن على صوته ، فلما استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏قمن فبادرن الحجاب ، فأذن له رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-،‏ ‏فدخل ‏‏عمر ‏‏ورسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏يضحك ، فقال ‏‏عمر ‏أضحك الله سنك يا رسول الله فقال النبي ‏-صلى الله عليه وسلم-‏ ‏عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي ، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب فقال ‏‏عمر ‏فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ثم قال عمر ‏ ‏يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم-فقلن نعم ، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-فقال رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏إيها يا ‏ابن الخطاب ‏، ‏والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا ‏فجا ‏قط إلا سلك ‏‏فجا ‏غير‏فجك

ومن شجاعته وهيبته أنه أعلن على مسامع قريش أنه مهاجر بينما كان المسلمون يخرجون سرا ، وقال متحديا لهم من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه

خلافة عمر
رغب أبو بكر -رضي الله عنه- في شخصية قوية قادرة على تحمل المسئولية من بعده ، واتجه رأيه نحو عمر بن الخطاب فاستشار في ذلك عدد من الصحابة مهاجرين وأنصارا فأثنوا عليه خيرا ومما قاله عثمان بن عفان اللهم علمي به أن سريرته أفضل من علانيته ، وأنه ليس فينا مثله وبناء على تلك المشورة وحرصا على وحدة المسلمين ورعاية مصلحتهم

أوصى أبو بكر الصديق بخلافة عمر من بعده ، وأوضح سبب اختياره قائلا اللهم اني لم أرد بذلك الا صلاحهم ، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم ، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليه ثم أخذ البيعة العامة له بالمسجد اذ خاطب المسلمين قائلا أترضون بمن أستخلف عليكم ؟ فوالله ما آليـت من جهـد الرأي ، ولا وليت ذا قربى ، واني قد استخلفـت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا فرد المسلمون سمعنا وأطعنا وبايعوه سنة ( 13 هـ )

انجازاته
استمرت خلافته عشر سنين تم فيها كثير من الانجازات المهمه لهذا وصفه ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال كان اسلام عمر فتحا ، وكانت هجرته نصرا ، وكانت إمامته رحمه ، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي الى البيت حتى أسلم عمر ، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا
فهو أول من جمع الناس لقيام رمضان في شهر رمضان سنة ( 14 هـ ) ، وأول من كتب التاريخ من الهجرة في شهر ربيع الأول سنة ( 16 هـ ) ، وأول من عسّ في عمله ، يتفقد رعيته في الليل وهو واضع الخراج ، كما أنه مصّـر الأمصار ، واستقضـى القضـاة ، ودون الدواويـن ، وفرض الأعطيـة ، وحج بالناس عشر حِجَـجٍ متواليـة ، وحج بأمهات المؤمنين في آخر حجة حجها
وهدم مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وزاد فيه ، وأدخل دار العباس بن عبد المطلب فيما زاد ، ووسّعه وبناه لمّا كثر الناس بالمدينة ، وهو أول من ألقى الحصى في المسجد النبوي ، فقد كان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم ، فأمر عمر بالحصى فجيء به من العقيق ، فبُسِط في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-
وعمر -رضي الله عنه- هو أول من أخرج اليهود وأجلاهم من جزيرة العرب الى الشام ، وأخرج أهل نجران وأنزلهم ناحية الكوفة

الفتوحات الإسلامية
لقد فتح الله عليه في خلافته دمشق ثم القادسية حتى انتهى الفتح الى حمص ، وجلولاء والرقة والرّهاء وحرّان ورأس العين والخابور ونصيبين وعسقلان وطرابلس وما يليها من الساحل وبيت المقدس وبَيْسان واليرموك والجابية والأهواز والبربر والبُرلُسّ وقد ذلّ لوطأته ملوك الفرس والروم وعُتاة العرب حتى قال بعضهم كانت درَّة عمر أهيب من سيف الحجاج

هَيْـبَتِـه و تواضعه
وبلغ -رضي الله عنه- من هيبته أن الناس تركوا الجلوس في الأفنية ، وكان الصبيان إذا رأوه وهم يلعبون فرّوا ، مع أنه لم يكن جبّارا ولا متكبّرا ، بل كان حاله بعد الولاية كما كان قبلها بل زاد تواضعه ، وكان يسير منفردا من غير حرس ولا حُجّاب ، ولم يغرّه الأمر ولم تبطره النعمة

استشهاده
كان عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة في سبيل الله ويدعو ربه لينال شرفها اللهم أرزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك وفي ذات يوم وبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه أبو لؤلؤة المجوسي ( غلاما للمغيرة بن شعبة ) عدة طعنات في ظهره أدت الى استشهاده ليلة الأربعاء لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرةولما علم قبل وفاته أن الذي طعنه ذلك المجوسي حمد الله تعالى أن لم يقتله رجل سجد لله تعالى سجدةودفن الى جوار الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في الحجرة النبوية الشريفة الموجودة الآن في المسجد النبوي في المدينة المنوره

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

كل الأحبة يهونون إلا…… ؟!!! – سنة النبي

كل الأحبة يهونووووووون إلا الحبيب المصطفى

ماذا دهاكم ؟! ما الذي أصاب عقولكم لتفرضوا حرية رأيكم على رسولنا الحبيب نبي الرحمة ورسول هذه الأمة؟!
بأي أسلوب تفكرون ؟! وبأي حق تتأولون ؟!
ألا تعلمون عمن تتحدثون ؟!
اقرأُ في سيرته فليس على طور من أطوار حياته ستر ولا حجاب .
كفى .. كفى
لن أرضى بالمزيد ..
الحسن والبداهة يقولانها ..
المنطق والعقل يقولانها ..
إلا رسول الله
ماكان حديثاً يفترى ، ولا فتونا يتردد ، ذلك الحديث الذي روى به التاريخ أنباء أعظم إنسان ظهر في هذه الدنيا .. دنيا العقيدة والإيمان .
فالعظمة التي سنراها على هذه الصفحات ليست أساطير ، وإن بدت من فرط إعجازها كالأساطير !!
إنها حقائق .. تسمو وتتألق .. لا بقدر ما يريد لها الواصفون ، بل بقدر ما أراد لها صاحبها، وبقدر ما بذل في سبيل التفوق والكمال من جهد خارق مبرور .
وأنا لا أزعم لنفسي القدرة على تقديم هذه العظمة كاملة للقراء إذ حسبي أني أ ومئ إلى سماته ، وأتطلع إلى سمائه .
أي معلم كان .. وأي إنسان ..؟؟
هذا المترع عظمة ، وأمانة ، وسموا ..؟
ألا إن الذين بهرتهم عظمته لمعذورون ..
وإن الذين افتدوه بأرواحهم لهم الرابحون ..!
ابن عبد الله محمد ..رسول الله إلى الناس في قيظ الحياة، أي سر توفر له فجعل منه إنسانا يشَّرف بني الإنسان ..؟
وبأية يد طولى ، بسطها شطر السماء ،فإذا كل أبواب رحمتها ونعمتها وهداها مفتوحة على الرحاب ؟!
أي إيمان ، وأي عز ، وأي مضاء ..؟!
أي صدق ، وأي طهر ، وأي نقاء ..؟!
أي تواضع ، وأي حب .. وأي وفاء ؟!
أي تقديس للحق .. أي احترام للحياة ، وللأحياء..؟
لقد أتاه الله من أنعمه بالقدر الذي يجعله أهلاً لحمل رايته، والتحدث باسمه، بل ويجعله أهلاً لأن يكون خاتم المرسلين، ومن ثم كان فضل الله عليه عظيما.
مهما تتبارح القرائح والإلهام والأقلام – متحدثة عنه ، عازفة أناشيد عظمته ، فستظل جميعاً كأن لم تبرح مكانها ..
ولم تحرك بالقول لسانها .
إن هذه الصفحات لا تزعم أنها تقدم الرسول العظيم إلى القراء. إنما هي –لا غير –"بنان " تومئ على استحياء إلى بعض سمات تفوقه وعظمته ، التي جعلت أفئدة الناس تهوي إليه ، والتي جذبت نحوه في ولاء لا نظير له المهاجرين والأنصار ، والتي لم تكد تنشق عبيرها ، حتى جعلت من كل رياحها وأنسا مها بشراً بين يديها حاملة مبادئ الدعوة ، وعبير الداعي و صدق التعاليم ، وعظمة المعلم . ونور الرسالة . ورحمة الرسول. أجل.. تلك هي الغاية ،لا أكثر.
أن نبصر في ضوء شعاع من ضيائه الغامرة بعض سمات عظمته النادرة التي نادت إليه ولاء المؤمنين ، وجعلتهم يرون فيه الهدف والطريق .. والمعلم والصديق ..
ما الذي جعل سادة قومه يسارعون إلى كلماته ودينه .. متخلين بهذه المسارعة المؤمنة عن كل ما كان يحيطهم به قومهم من مجد وجاه ، مستقبلين في نفس الوقت حياة تمور موراً شديداً بالأعباء ، وبالصعاب ، وبالصراع ..!
ما الذي جعل ضعفاء قومه يلوذون بحماه ، ويهرعون إلى رايته ودعوته وهم يبصرونه أعزل من المال.. ومن السلاح .
ينزل به الأذى .. ويطارده الشر في تحدٍ رهيب ، دون أن يملك  له دفعاً..؟!
ما الذي جعل جبار الجاهلية – عمر بن الخطاب – وقد ذهب ليقطف رأسه العظيم بسيفه ، يعود ليقطف بنفس السيف الذي زاده الإيمان مضاء ، رؤوس أعدائه ومضطهديه ..؟!
ما الذي جعل المؤمنين به يزيدون ولا ينقصون ، وهو الذي يهتف فيهم صباح مساء :  لا أملك لكم نفعاً ، ولا ضراً .. ولا أدري ما يفعل بي ولا بكم  ؟؟
ما الذي ملأ قلوبهم يقيناً وعزماً..؟
إنه ابن عبد الله ..
ومن لكل هذا سواه ..؟!
لقد رأوا رأي العين كل فضائله ومزاياه ..
رأوا طهره ، وعفته ، وأمانته ، واستقامته ، وشجاعته ..
رأوا سموه ، وحنانه ..
رأوا عقله ، وبيانه ..
رأوا الشمس تتألق صدقه وعظمة نفسه ..
سمعوا نمو الحياة يسري في أوصال الحياة عندما بدأ محمد يفيض عليها وحي يومه ، وتأملات أمسه ..!!
رأوا كل هذا ، وأضعاف هذا – لا من وراء قناع ..بل مواجهة وتمرساً ، وبصراً وبصيرة .
هؤلاء رأوا "محمداً  " وعاصروه منذ أهل على الوجود وليدا .. لم تخفى عليهم من حياته خافية .حتى طور الطفولة ذلك الذي لا يلحظه إلا أهل الطفل وذويه كان بالنسبة لمحمد مرئيا مشاهداً لأهل مكة جميعا.
ذلك أن طفولته لم تكن كبقية الطفولات ..ولقد لفتت أنظار الناس إليها بقدر ما انطوت عليه من رجولة مبكرة ومبادرة .. وبقدر ما عزفت عن لهو الأطفال إلى جد الرجال ..!!
كانت تتحدث عما أنبأتهم به وأذاعته بينهم مرضعته حليمة ، حين عادت به إلى أهله ، حاكية لهم من ملحوظاتها ومشاهداتها وتجربتها مع الطفل ما أقنعها بأنه طفل غير عادي ، وأنه ينطوي على سر يعلمه الله ، وقد تكشفه الأيام .
وأما شبابه –يالطهر شبابه –فقد كان أكثر وضوحاً وإسفاراً .. وكان حديث قومه عنه وشغلهم به أكثر دأبا وإكباراً.
وأما رجولته فقد كانت ملء كل عين ، وأذن ، وقلب . وكانت فوق هذا ، ضمير مجتمعه وقومه ، يقيسون بسلوكها وتصرفاتها كل رؤاهم عن الحق، والخير ، والجمال ..!!
هي إذن حياة واضحة مقروءة . من المهد إلى اللحد .
كل رؤاه ،كل خطاه ، كل كلماته، كل حركاته ، بل كل أحلامه وأمانيه ، وخاطرات نفسه .كانت من أول يوم أهل فيه على الدنيا حقاً للناس جميعاً.
لكأن الله تعالى أراد هذا ،ليقول للناس :هذا رسولي إليكم ، وسيلته المنطق والعقل .. وهذه حياته كلها مذ كان جنينا .
فبكل ما معكم من منطق وعقل ، افحصوها .. وحاكموها .. هل ترون فيها شبهة ؟ هل تبصرون زيفاً؟
فإذا كانت حياته كما ترون وتبصرون صدقاً وعظمة .. أفيسيغ المنطق والعقل أن يعرف الكذب بعد سن الأربعين رجل هذه حياته ..!
وعلى من يكذب .. على الله ..فيزعم أنه رسوله .، اختاره واصطفاه وأوحى إليه ؟؟!! لا والله ليس كذلك .
وهو الرسول الذي تملأ راياته الأفق عزيزة ظافرة ، يصعد المنبر ، ويستقبل الناس باكياً وهو يقول :  من كنت جلدت له ظهراً ،فهذا ظهري فليقتد منه ..ومن كنت أخذت له مالاً ، فهذا مالي فليأخذ منه 

حين يرونه لا يشارك الناس ما نزل ينزل بهم من خصاصة فحسب ،بل يضع لنفسه ولأهل بيته مبدأ لا يحيدون عنه ، وهو : ( أن يكونوا أول من يجوع إذا جاع الناس ، وآخر من يشبع إذا شبع الناس )..!!
أجل سيزداد المؤمنون الأوائل حمداً لبصيرتهم التي أحسنت رؤية الأمور في إقبالها ، بعد أن يزدادوا حمداً وشكراً لله الذي هداهم للإيمان .
وسيرون أن الحياة التي كانت خير برهان على صدق صاحبها حين قال لهم :  إني رسول الله إليكمكانت عظيمة حقا وكانت بعظمتها وطهرها خير برهان على صدق المعلم العظيم والرسول الكريم .
وعبر هذه الحياة وبعد بلوغها قمتها . تبين كضوء النهار أن صاحب هذه الحياة ، وهذه الرسالة ، لم يكن يسعى لجاه ولا مال ولا سيادة .فحين جاءته كل هذه معقودة بأولويته الظافرة رفضها جميعاً .. وعاش حياته حتى اللحظة الأخيرة ، الأواب المتبتل .
لم تختلف نفسه عن أغراض حياته العظمى قيد شعرة
ولم يخلف موعده مع الله في عبادة ولا في جهاد ..
فلا يكاد النصف الأخير من الليل يبدأ حتى ينهض قائماً ، فيتوضأ ويظل كما اعتاد يناجي ربه ويبكي .. ويصلي ويبكي .. تراكمت الأموال تلالا بين يديه تلالاً ،فلم يتغير ، ولم يأخذ منها إلا مثلما يأخذ أقل المسلمين شأناً وأكثرهم فقراً .. ثم مات ودرعه مرهونة ..!!
ألقى كل أعداء دينه السلاح ، ومدوا إليه أعناقهم ليحكم فيها بما يرى ، بينما عشرة آلاف سيف تتوهج يوم الفتح فوق ربى مكة في أيدي المسلمين فلم يزد على أن قال لهم : (اذهبوا ،فأنتم الطلقاء
حتى حقه في رؤية النصر الذي أفنى في سبيله حياته ، حرم نفسه منه ، فقد سار في موكب نصره يوم الفتح ، حانياً رأسه حتى تعذر على الناس رؤية وجهه ، مردداً بينه وبين نفسه ابتهالات الشكر المبللة بدمعه.. رافعاً إياها في حياء ، إلى ربه العلي الكبير .. حتى وصل الكعبة ، وواجه الأصنام في زحامها ، فأعمل فيها معولة وهو يقول : جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ..!!
أبقي ثمة ريب في رسالته ؟!
إنسان يقضي حياته من الطفولة إلى الأربعين في طهر وتأمل ..ثم يقضيها من الأربعين إلى منتهاها في عبادة وهداية وجهاد ونضال ، وتفتح له الدنيا ، فيركل كل أمجادها الباطلة ، ويظل لائذاً بمسلكه وعبادته ورسالته ، ثم يكون كاذباً؟؟!!
وفيم إذن كذبه؟؟
ألا تنزَّه فيه الإنسان .. وتنزه فيه الرسول !!
هاهو ذا محمد ، قبل رسالته ..
وهاهو ذا ، بعد رسالته ..
وهاهو ذا ، والمهد يستقبله ..
ثم هاهو ذا وفراش الموت يدثره ..
هل ترى العين في طول حياته وعرضها من تفاوت ..! أبداً
والآن لنقف قليلاً على مقربة من السنين الأولى لرسالته ..
فتلك سنوات قلما نجد لها في تاريخ الثبات والصدق والعظمة نظيراً..!!
تلك سنوات كانت فاتحة الكتاب الحي ..كتاب حياته وبطولاته .. بل كانت قبل سواها وأكثر مما سواها
"مهد معجزاته"
هناك .. عبر تلك السنوات ، ورسول الله وحيداً أعزل ، قد غادر كل ما كان فيه راحة وأمن واستقرار .. وخرج على الناس بما لا يألفون ، بل قولوا بما يكرهون ..لقد واجههم من اللحظة الأولى بجوهر الرسالة ولباب القضية :
 يا أيها الناس ، إني رسول الله إليكم ، لتعبدوه ، ولا تشركوا به شيئاً 
إن هذه الأصنام لغو باطل ، لا تملك لكم ضراً ولا نفعا "
من اللحظة الأولى ، واجههم بهذه الكلمات المبينة ، المسفرة ، ومن اللحظة الأولى ، واجه المعركة القاسية التي سيكتب عليه أن يخوضها حتى يغادر الحياة ..!
أو كان المؤمنون الأوائل في حاجة لحافز يدفعهم إلى مبايعة هذا الرسول ..!! أي ضمير حي ، لا يحركه هذا المشهد الفذ الفريد !!
مشهد رجل لم يعرفه الناس إلا كامل العقل ، كامل الخلق، يقف وحيداً ، يواجه قومه بدعوة تتصدع من هول وقعها الجبال .. وتخرج الكلمات من فؤاده وفمه صادعة رائعة .كأنما احتشدت فيها كل قوى المستقبل ومشيئته وتصميمه ..كأنها قدر يذيع بيانه ..!!
لكن !! ربما تكون هذه ومضة روح خيره ، وبعد حين يعود محمد إلى نفسه ، يعبد ربه كما يشاء ، تاركاً آلهة قومه في مثواها ، وتاركاً دين قومه لسبيله ..
إن كل قوى العالم والطبيعة لن تقدر على إسكاته وصده ، لأن الله هو الذي ينطقه ، ويحركه ، ويقود خطاه .. وجاء رد قريش سريعاً ،كاللهب تطوح به ريح عاتية ..!
وبدأت المنغصات تنهال على نفسٍ لم تألف حياتها سوى الإجلال الذي ليس بعده إجلال .. وذوو الضمائر في مكة يطربون ، ويعجبون ، ويقتربون ..رأوا رجلاً شاهقاً عليا.. لا يدرون :
هل استطال رأسه إلى السماء فلامسها ..أم اقتربت السماء منه فتوجته ..؟! رأوا تفانياً وصموداً وعظمة .. وكان أنضر ما رأوا وأروع ما بصروا به ، ذلك اليوم الذي ذهب فيه أشراف قريش إلى أبي طالب قائلين له :  يا أبا طالب .. إن لك سِناً وشرفاً ومنزلة فينا ، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك ، فلم تنهه عنا .. وإنا والله لا نبصر على هذا من شتم آبائنا ، وتسفيه أحلامنا ، وعيب آلهتنا ، حتى تكفه عنا أو ننازله وإياك فينا ، حتى يهلك أحد الفريقين 

ويبعث أبو طالب إلى ابن أخيه ويقول له :  يابن أخي .. إن قومك قد جاءوني ، وكلموني في أمرك ، فأبق علي وعلى نفسك ، ولا تُحملني من الأمر مالا أطيق
لم يتردد الرسول  في الجواب ، ولم يتلعثم عزمه ..
لا .. ولم يبحث عن الكلمات التي يثبت بها يقينه ..
لقد كان يقينه هناك ناهضاً فوق منصة الأستاذية ، يلقي على البشرية كلها أبلغ الدروس ، ويلقنها أمضى مبادئها .
وهكذا تحدث ، فلا ندري ..أإنسان يتكلم ؟ أم الوجود كله يعزف نشيداً..؟!
 يا عم .. والله لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري ، على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ، ما تركته !!
السلام عليك أيها النبي ، ورحمة الله وبركاته ..
ويا سيد الرجال .. لقد كانت كلماتك رجالا..!
استرد أبو طالب من فوره كل إقدامه وإقدام آبائه ، وشد بكلتا يديه على يمين ابن أخيه قائلاً له :
 قل ما أحببت ، فوا لله لا أسلمك لشيء أبداً

لم يكن محمد إذن يستمد من عمه رغم اقتداره ، الحماية والأمن ، بل إن "محمداً" هو الذي كان يفيض على كل من حوله الحماية والأمن والثبات ..!!
أي إنسان من الناس الشرفاء ، يبصر مشهداً كهذا ، ثم لا يطير قلبه صوب هذا الرسول حباً وتفانياً وإيماناً؟
لا أحد يدفع عنه الأذى ، لأنه لا أحد يجد القدرة على أن يدفع عنه الأذى ..!!
حتى أبو بكر العظيم ، لم يكن يملك إلا أن يبكي ..
ذهب الرسول يوماً إلى الكعبة ، وإذا هو يطوف بها وثب إليه أشراف قريش المتربصون ، وأحاطوا به يقولون : أنت الذي تقول في آلهتنا كذا وكذا ..؟ فيجيبهم في هدوء : نعم ، أنا أقول ذلك ..!فيأخذون بمجمع ثوبه وأبو بكر يتوسل إليهم وهو يبكي ويقول : " أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله "..؟
ومن رأى الرسول يوم الطائف ، رأى من آيات صدقه وتفانيه ما هو به جدير وله أهل .
لقد أطلقوا أهل الطائف سفهاءهم وغلمانهم وراء الرسول  يقذفونه بالحجارة .. هذا الذي عرضت عليه قريش أن تجمع له المال ما يجمعه أغناها . ومن الجاه ما يجعله زعيمها وملكها ، فرفض قائلاً : إنما أنا عبد الله ورسوله 
هاهو ذا في الطائف ، وقد آوى إلى بستان يحتمي بحائطه من مطاردة السفهاء .. يمناه مبسوطة إلى السماء يدعو بها ربه .. ويسراه تدفع عن وجهه الحجارة المقذوفة ، وهو يناجي خالقه ومولاه قائلاً:  إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، ولكن عافيتك أوسع لي 
أجل ، إنه لرسول يعرف كيف يناجي ربه في أدب عظيم ..!!
إن خير ما يعبر في مثل هذا الموقف عن شجاعته واحتماله ، هو صوت ضراعته وابتهاله ..!
وهكذا مضى يقول معتذراً إلى ربه ومبتهلاً :
 اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي ، وهواني على الناس . يا أرحم الرحمين ، انت رب المستضعفين ، وانت ربي ، إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ؟ أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، ولكن عافيتك هي اوسع لي . أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، من أن ينزل بي غضبك ، أو يحل علي سخطك ،لك العتبى حتى ترضى ..ولا حول ولا قوة إلا بك

أي ولاء هذا الذي يحمله الرسول لدعوته ..؟
فرد أعزل .. تواجهه المكائد أينما ولَّى وسار ..
إن الإنسان والرسول ، التقيا في محمد لقاء وثيقاً باهراً .
ولقد فتح الله  بصيرته على المدى البعيد الذي ستبلغه دعوته ، وتخفق عنده رايته .
ورأى رأي اليقين مستقبل الدين الذي بشر به، والخلود الحي الذي سيكون له ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. ورغم ذلك كله لم يرى في نفسه ، ولا في دينه ، ولا في نجاحه الذي لن تشهد الأرض له مثيلا، أكثر من "لبنة " في البناء ..!!
ووقف الإنسان العظيم يعلن هذا في أوضح بيان فيقول :
 مثلي ومثل الأنبياء قبلي ، كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة في زاوية من زواياه ، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ، ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة ..؟ فأنا تلك اللبنة ، وأنا خاتم النبيين .!!
كل هذه الحياة التي عاشها ..
كل جهاده وبطولاته ..
كل عظمته وطهره .
كل هذا الفوز الذي حققه دينه في حياته ..
والفوز الذي كان يعلم أنه سيبلغه بعد مماته ..
كل ذلك ، وليس إلا " لبنة "
وهو الذي يعلن هذا ، ويقوله ، ويصر على توكيده ..!!
ثم هو لا ينتحل بهذا القول تواضعاً ، يغذي به جوعاً إلى العظمة في نفسه . بل هو يؤكد هذا الموقف ، باعتباره حقيقة ، تشكل مسؤولية تبليغها وإعلانها ، جزءا من جوهر رسالته ..
ذلك أن التواضع ، على الرغم من أنه خلق من أخلاق " محمد  : الأصيلة لم يكن الدليل الذي يدل على عظمته ويشير إليها ..فإن عظمة الرسول بلغت من التفوق والأصالة ما جعلها آية نفسها ، وبرهان ذاتها .
هذا هو معلم البشر ، وخاتم الرسل .
هذا هو النور الذي رآه الناس وهو يحيا بينهم بشراً .. ثم رآه العالم بعد رحيله عن الدنيا ، حقيقة وذكراً..
هذا هو محمد رسول الله ، الذي جمع الله له من رؤية الحق ، ورفعة النفس ، ما شرُفت به الحياة ، وأضاءت به مقادير الإنسان ..!
والآن .. ونحن نودع ذلك الرجل العظيم الذي عشنا معه على هذه ا لصفحات المتواضعة أوقاتاً مفعمة بالغبطة والسعادة .. نسجد لله شاكرين أنعمه .. راجين المزيد من نعمته ، ورحمته ، وعافيته ..
وفي خشوع وإجلال ، نقول للمعلم العظيم ، خاتم المرسلين :
سنظل ندافع عنك وعن سنتك ما حيينا .. سندافع عنك بكل ما نملك فدمانا وآبائنا وأبنائنا فداك يا رسول الهدى
-فسلام الله عليك أيها النبي ورحمته وبركاته ..
وجزاك الله عما أعطيت ، وهديت ، خير الجزاء
سلام ، أزجيناه خاشعين عند البدء
ونزجيه خاشعين عند الختام .
وصلى الله عليك يا خاتم النبيين وعلى أصحابك الغر المحجلين
وسلم تسليماً كثيراً

فهذا أقل شيء أفعله من أجلك يا رسول الله
محبتك للأبد

بنت الجنوب
2022

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

ابشروا يا امة محمد [ صلى الله عليه وسلم ] – في الاسلام

عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري ‏ ‏قال ‏ قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه
وسلم: (‏ ‏يقول الله عز وجل يوم القيامة ‏ ‏يا ‏ ‏آدم ‏ ‏قم فابعث
بعث النار فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك يا رب ‏ ‏وما
بعث النار قال من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين قال فحينئذ
يشيب المولود وتضع كل ذات حمل حملها ‏ ‏وترى الناس سكارى
وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد قال فيقولون فأينا ذلك
الواحد قال فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏تسع مائة
وتسعة وتسعين من يأجوج ‏ ومأجوج ‏ ‏ومنكم واحد قال فقال
الناس الله أكبر فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أفلا
ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة والله إني لأرجو أن تكونوا ربع
أهل الجنة والله إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة والله إني
لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة قال فكبر الناس قال فقال
رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ما أنتم يومئذ في الناس إلا
كالشعرة البيضاء في الثور الأسود ‏ ‏أو كالشعرة السوداء في الثور
الأبيض)، رواه أحمد

الحمد لله الذي جعلنا من امة محمد صلى الله عليه وسلم

الامة المرحومة آخر الامم واول الامم حساب واول الامم دخول الجنة واكثر الامم دخول الجنة

الحمد لله ملء السماوات والارض وفشمروا بالتوحيد وكافة الاعمال الصالحة لتنالوا رضا الله

وتدخلوا جنته وتروا نبيكم صلى الله عليه وسلم ان شاء الله في الجنة

اللهم من اراد بامة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم سوءا او كيدا فاجعل كيده في نحره
وارح امة نبيك منه اللهم آمين

أمير البيان

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الشهيد ذو الابتسامة

الشهيد ذو الابتسامة

أبو حذيفة بن عتبة

إنه الصحابي الجليل أبو حذيفة بن عتبة -رضي الله عنه-، ابن عتبة بن ربيعة
شيخ قريش، وأخته هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان، كان من السابقين إلى الإسلام، فقد أسلم قبل دخول المسلمين دار الأرقم بن أبي الأرقم، وهاجر مع امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو إلى أرض الحبشة، وولدت له هناك ابنه محمد بن أبي حذيفة، ثم قدم على الرسول ( في مكة، فأقام بها حتى هاجر إلى المدينة، وشهد المشاهد والغزوات كلها مع النبي (.
وفي غزوة بدر، كان أبو حذيفة يقاتل في صفوف المسلمين، بينما أبوه عتبة وأخوه الوليد وعمه شيبة يقفون في صفوف المشركين، فطلب أبو حذيفة من أبيه الكافر عتبة بن شيبة أن يبارزه، فقالت أخته: هند بنت عتبة شعرًا، جعلته يصرف النظر عن مبارزة أبيه، وبعد انتهاء غزوة بدر، أمر النبي ( بسحب القتلى المشركين؛ لتطرح جثثهم في البئر، ثم وقف على حافة البئر، وخاطب المشركين، وقال: (يا أهل القليب، هل وجدتم ما وعد ربكم حقًّا فإني قد وجدت ما وعدني ربى حقًّا؟) فقالوا: يا رسول الله، تكلم قومًا موتي؟ قال: (والذي نفسي بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون الجواب).
ورأى أبو حذيفة أباه يسحب ليرمي في البئر، فتغير لونه، وأصابه الحزن، وعرف النبي ( ذلك في وجهه، فقال له: (كأنك كاره لما رأيت) فقال: يا رسول الله، إن أبي كان رجلاً سيدًا، فرجوت أن يهديه ربه إلى الإسلام، فلما وقع الموقع الذي وقع أحزنني ذلك، فدعا رسول الله ( له بخير. [ابن جرير].
وكان أبو حذيفة يتمنى أن يستشهد في سبيل الله، فظل يجاهد حتى توفي الرسول (، وفي عهد الخليفة أبي بكر -رضي الله عنه-، كان أبو حذيفة في أول صفوف الجيش الإسلامي المتجه إلى اليمامة لقتال مسيلمة الكذاب، وتحقق لأبي حذيفة ما كان يتمناه من الشهادة في سبيل الله فوقع شهيدًا، وعلى وجهه ابتسامة لما رأى من منزلته عند ربه.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الوصف الكامل لرسول الله صلى الله عليه وسلم – في الاسلام

الوصف الكامل لرسول الله

صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

صفة لونه:

عن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أزهر اللون، ليس بالأدهم و لا بالأبيض الأمهق – أي لم يكن شديد البياض والبرص – يتلألأ نوراً).

صفة وجهه:

كان صلى الله عليه وسلم أسيل الوجه مسنون الخدين ولم يكن مستديراً غاية التدوير، بل كان بين الاستدارة والإسالة هو أجمل عند كل ذي ذوق سليم. وكان وجهه مثل الشمس والقمر في الإشراق والصفاء، مليحاً كأنما صيغ من فضة لا أوضأ ولا أضوأ منه وكان صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه حتى كأن وجهه قطعة قمر. قال عنه البراء بن عازب: (كان أحسن الناس وجهًا و أحسنهم خلقاً).

صفة جبينه:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيل الجبين). الأسيل: هو المستوي. أخرجه عبد الرازق والبيهقي وابن عساكر. وكان صلى الله عليه وسلم واسع الجبين أي ممتد الجبين طولاً وعرضاً، والجبين هو غير الجبهة، هو ما اكتنف الجبهة من يمين وشمال، فهما جبينان، فتكون الجبهة بين جبينين. وسعة الجبين محمودة عند كل ذي ذوق سليم. وقد صفه ابن أبي خيثمة فقال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلى الجبين، إذا طلع جبينه بين الشعر أو طلع من فلق الشعر أو عند الليل أو طلع بوجهه على الناس، تراءى جبينه كأنه السراج المتوقد يتلألأ).

صفة حاجبيه:

كان حاجباه صلى الله عليه وسلم قويان مقوسان، متصلان اتصالاً خفيفاً، لا يرى اتصالهما إلا أن يكون مسافراً وذلك بسبب غبار السفر

صفة عينيه:

كان صلى الله عليه وسلم مشرب العينين بحمرة، وقوله مشرب العين بحمرة: هي عروق حمر رقاق وهي من علاماته صلى الله عليه وسلم التي في الكتب السالفة. وكانت عيناه واسعتين جميلتين، شديدتي سواد الحدقة، ذات أهداب طويلة – أي رموش العينين – ناصعتي البياض وكان صلى الله عليه وسلم أشكل العينين. قال القسطلاني في المواهب: الشكلة بضم الشين هي الحمرة تكون في بياض العين وهو محبوب محمود. وقال الزرقاني: قال الحافظ العراقي: هي إحدى علامات نبوته صلى الله عليه وسلم، ولما سافر مع ميسرة إلى الشام سأل عنه الراهب ميسرة فقال: في عينيه حمرة؟ فقال: ما تفارقه، قال الراهب: هو شرح المواهب. وكان صلى الله عليه وسلم (إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين وليس بأكحل) رواه الترمذي. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كانت عيناه صلى الله عليه وسلم نجلاوان أدعجهما – والعين النجلاء الواسعة الحسنة والدعج: شدة سواد الحدقة، ولا يكون الدعج في شيء إلا في سواد الحدقة – وكان أهدب الأشفار حتى تكاد تلتبس من كثرتها). أخرجه البيهقي في الدلائل وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق.

صفة أنفه:

يحسبه من لم يتأمله صلى الله عليه وسلم أشماً ولم يكن أشماً وكان مستقيماً، أقنى أي طويلاً في وسطه بعض ارتفاع، مع دقة أرنبته والأرنبة هي ما لان من الأنف.

صفة خديه:

كان صلى الله عليه وسلم صلب الخدين. وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده). أخرجه ابن ماجه وقال مقبل الوادي: هذا حديث صحيح.

صفة فمه وأسنانه:

قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشنب مفلج الأسنان). الأشنب: هو الذي في أسنانه رقة وتحدد. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل وابن سعد في الطبقات والبغوي في شرح السنة. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضليع الفم (أي واسع الفم) جميله، وكان من أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم. وكان صلى الله عليه وسلم وسيماً أشنب – أبيض الأسنان مفلج أي متفرق الأسنان، بعيد ما بين الثنايا والرباعيات- أفلج الثنيتين – الثنايا جمع ثنية بالتشديد وهي الأسنان الأربع التي في مقدم الفم، ثنتان من فوق وثنتان من تحت، والفلج هو تباعد بين الأسنان – إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه، – النور المرئي يحتمل أن يكون حسياً كما يحتمل أن يكون معنوياً فيكون المقصود من التشبيه ما يخرج من بين ثناياه من أحاديثه الشريفة وكلامه الجامع لأنواع الفصاحة والهداية).

صفة ريقه:

لقد أعطى الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة لريقه الشريف ومن ذلك أن ريقه صلى الله عليه وسلم فيه شفاء للعليل، ورواء للغليل وغذاء وقوة وبركة ونماء، فكم داوى صلى الله عليه وسلم بريقه الشريف من مريض فبرىء من ساعته بإذن الله. فقد جاء في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلهم يرجو أن يعطاها ، فقال صلى الله عليه وسلم: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه. فأتي به وفي رواية مسلم: قال سلمة: فأرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي، فجئت به أقوده أرمد فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، فبرىء كأنه لم يكن به وجع). وروى الطبراني وأبو نعيم أن عميرة بنت مسعود الأنصارية وأخواتها دخلن على النبي صلى الله عليه وسلم يبايعنه، وهن خمس، فوجدنه يأكل قديداً (لحم مجفف)، فمضغ لهن قديدة، قالت عميرة: ثم ناولني القديدة فقسمتها بينهن، فمضغت كل واحدة قطعة فلقين الله تعالى وما وجد لأفواههن خلوف، أي تغير رائحة فم. ومما يروى في عجائب غزوة أحد، ما أصاب قتادة رضي الله عنه بسهم في عينه قد فقأتها له، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تدلت عينه، فأخذها صلى الله عليه وسلم بيده وأعادها ثم تفل بها ومسح عليها وقال (قم معافى بإذن الله) فعادت أبصر من أختها، فقال الشاعر (اللهم صل على من سمى ونمى ورد عين قتادة بعد العمى).

صفة لحيته:

(كان رسول الله صلى الله عليه حسن اللحية)، أخرجه أحمد وصححه أحمد شاكر. وقالت عائشة رضي الله عنها: (كان صلى الله عليه وسلم كث اللحية، – والكث: الكثير منابت الشعر الملتفها – وكانت عنفقته بارزة، وحولها كبياض اللؤلؤ، في أسفل عنفقته شعر منقاد حتى يقع انقيادها على شعر اللحية حتى يكون كأنه منها)، أخرجه أبو نعيم والبيهقي في دلائل النبوة وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق وابن أبي خيثمة في تاريخه. وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: (كان في عنفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم شعرات بيض). أخرجه البخاري. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (لم يختضب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان البياض في عنفقته). أخرجه مسلم. (وكان صلى الله عليه وسلم أسود كث اللحية، بمقدار قبضة اليد، يحسنها ويطيبها، أي يضع عليها الطيب. وكان صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته ويكثر القناع كأن ثوبه ثوب زيات). أخرجه الترمذي في الشمائل والبغوي في شرح السنة. وكان من هديه صلى الله عليه وسلم حف الشارب وإعفاء اللحية.
صفة رأسه:

كان النبي صلى الله عليه وسلم ذا رأس ضخم.

صفة شعره:

كان صلى الله عليه وسلم شديد السواد رجلاً، أي ليس مسترسلاً كشعر الروم ولا جعداً كشعر السودان وإنما هو على هيئة المتمشط، يصل إلى أنصاف أذنيه حيناً ويرسله أحياناً فيصل إلى شحمة أذنيه أو بين أذنيه وعاتقه، وغاية طوله أن يضرب منكبيه إذا طال زمان إرساله بعد الحلق، وبهذا يجمع بين الروايات الواردة في هذا الشأن، حيث أخبر كل واحدٍ من الرواة عما رآه في حين من الأحيان. قال الإمام النووي: (هذا، ولم يحلق النبي صلى الله عليه وسلم رأسه (أي بالكلية) في سني الهجرة إلا عام الحديبية ثم عام عمرة القضاء ثم عام حجة الوداع). وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير شعر الرأس راجله)، أخرجه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح. ولم يكن في رأس النبي صلى الله عليه وسلم شيب إلا شعيرات في مفرق رأسه، فقد أخبر ابن سعيد أنه ما كان في لحية النبي صلى الله عليه وسلم ورأسه إلا سبع عشرة شعرة بيضاء وفي بعض الأحاديث ما يفيد أن شيبه لا يزيد على عشرة شعرات وكان صلى الله عليه وسلم إذا ادهن واراهن الدهن، أي أخفاهن، وكان يدهن بالطيب والحناء. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه، وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، فسدل النبي صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد)، أخرجه البخاري ومسلم. وكان رجل الشعر حسناً ليس بالسبط ولا الجعد القطط، كما إذا مشطه بالمشط كأنه حبك الرمل، أو كأنه المتون التي تكون في الغدر إذا سفتها الرياح، فإذا مكث لم يرجل أخذ بعضه بعضاً، وتحلق حتى يكون متحلقاً كالخواتم، لما كان أول مرة سدل ناصيته بين عينيه كما تسدل نواصي الخيل جاءه جبريل عليه السلام بالفرق ففرق. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كنت إذا أردت أن أفرق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم صدعت الفرق من نافوخه وأرسل ناصيته بين عينيه). أخرجه أبو داود وابن ماجه. وكان صلى الله عليه وسلم يسدل شعره، أي يرسله ثم ترك ذلك وصار يفرقه، فكان الفرق مستحباً، وهو آخر الأمرين منه صلى الله عليه وسلم. وفرق شعر الرأس هو قسمته في المفرق وهو وسط الرأس. وكان يبدأ في ترجيل شعره من الجهة اليمنى، فكان يفرق رأسه ثم يمشط الشق الأيمن ثم الشق الأيسر. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يترجل غباً، أي يمشط شعره ويتعهده من وقت إلى آخر. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في طهوره، أي الابتداء باليمين، إذا تطهر وفي ترجله إذا ترجل وفي انتعاله إذا انتعل). أخرجه البخاري.

صفة عنقه ورقبته:

رقبته فيها طول، أما عنقه فكأنه جيد دمية (الجيد: هو العنق، والدمية: هي الصورة التي بولغ في تحسينها). فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (كان عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم إبريق فضة)، أخرجه ابن سعد في الطبقات والبيهقي. وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنهما قالت: (كان أحسن عباد الله عنقاً، لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر، ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب ذهباً يتلألأ في بياض الفضة وحمرة الذهب، وما غيب في الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر)، أخرجه البيهقي وابن عساكر.

صفة منكبيه:

كان صلى الله عليه وسلم أشعر المنكبين (أي عليهما شعر كثير)، واسع ما بينهما، والمنكب هو مجمع العضد والكتف. والمراد بكونه بعيد ما بين المنكبين أنه عريض أعلى الظهر ويلزمه أنه عريض الصدر مع الإشارة إلى أن بعد ما بين منكبيه لم يكن منافياً للاعتدال. وكان كتفاه عريضين عظيمين.

صفة خاتم النبوة:

وهو خاتم أسود اللون مثل الهلال وفي رواية أنه أخضر اللون، وفي رواية أنه كان أحمراً، وفي رواية أخرى أنه كلون جسده. والحقيقة أنه لا يوجد تدافع بين هذه الروايات لأن لون الخاتم كان يتفاوت باختلاف الأوقات، فيكون تارة أحمراً وتارة كلون جسده وهكذا بحسب الأوقات. ويبلغ حجم الخاتم قدر بيضة الحمامة، وورد أنه كان على أعلى كتف النبي صلى الله عليه وسلم الأيسر. وقد عرف سلمان الفارسي رسول الله صلى الله
عليه وسلم بهذا الخاتم. فعن عبد الله بن سرجس قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت معه خبزاً ولحماً وقال ثريداً. فقيل له: أستغفر لك النبي؟ قال: نعم ولك، ثم تلى هذه الآية: (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) محمد/19. قال: (ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى عليه خيلان كأمثال الثآليل)، أخرجه مسلم. قال أبو زيد رضي الله عنه: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقترب مني، فاقتربت منه، فقال: أدخل يدك فامسح ظهري، قال: فأدخلت يدي في قميصه فمسحت ظهره فوقع خاتم النبوة بين أصبعي قال: فسئل عن خاتم النبوة فقال: (شعرات بين كتفيه)، أخرجه أحمد والحاكم وقال (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. اللهم كما أكرمت أبا زيد رضي الله عنه بهذا فأكرمنا به يا ربنا يا إلهنا يا من تعطي السائلين من جودك وكرمك ولا تبالي.

صفة ذراعيه:

كان صلى الله عليه وسلم أشعر، طويل الزندين (أي الذراعين)، سبط القصب (القصب يريد به ساعديه).

صفة كفيه:

كان صلى الله عليه وسلم رحب الراحة (أي واسع الكف) كفه ممتلئة لحماً، غير أنها مع غاية ضخامتها كانت لينة أي ناعمة. قال أنس رضي الله عنه: (ما مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم). وأما ما ورد في روايات أخرى عن خشونة كفيه وغلاظتها، فهو محمول على ما إذا عمل في الجهاد أو مهنة أهله، فإن كفه الشريفة تصير خشنة للعارض المذكور (أي العمل) وإذا ترك رجعت إلى النعومة. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً. قال: وأما أنا فمسح خدي. قال: فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جونة عطار). أخرجه مسلم.

صفة أصابعه:

قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سائل الأطراف (سائل الأطراف: يريد الأصابع أنها طوال ليست بمنعقدة). أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل وابن سعد في الطبقات والحاكم مختصراً والبغوي في شرح السنة والحافظ في الاصابة.

صفة صدره:

كان صلى الله عليه وسلم عريض الصدر، ممتلىءٌ لحماً، ليس بالسمين ولا بالنحيل، سواء البطن والظهر. وكان صلى الله عليه وسلم أشعر أعالي الصدر، عاري الثديين والبطن (أي لم يكن عليها شعر كثير) طويل المسربة وهو الشعر الدقيق.

صفة بطنه:

قالت أم معبد رضي الله عنها: (لم تعبه ثلجه). الثلجة: كبر البطن.

صفة سرته:

عن هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دقيق المسربة موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك: حديث هند تقدم تخريجه. واللبة المنحر وهو النقرة التي فوق الصدر.

صفة مفاصله وركبتيه:

كان صلى الله عليه وسلم ضخم الأعضاء كالركبتين والمرفقين والمنكبين والأصابع، وكل ذلك من دلائل قوته صلى الله عليه وسلم.

صفة ساقيه:

عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: (وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى بيض ساقيه). أخرجه البخاري في صحيحه.

صفة قدميه:

قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء ششن الكفين والقدمين). قوله: خمصان الأخمصين: الأخمص من القدم ما بين صدرها وعقبها، وهو الذي لا يلتصق بالأرض من القدمين، يريد أن ذلك منه مرتفع. مسيح القدمين: يريد أنهما ملساوان ليس في ظهورهما تكسر لذا قال ينبو عنهما الماء، يعني أنه لا ثبات للماء عليها وسشن الكفين والقدمين أي غليظ الأصابع والراحة. رواه الترمذي في الشمائل والطبراني. وكان صلى الله عليه وسلم أشبه الناس بسيدنا إبراهيم عليه السلام، وكانت قدماه الشريفتان تشبهان قدمي سيدنا إبراهيم عليه السلام كما هي آثارها في مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام.

صفة عقبيه:

كان رسول صلى الله عليه وسلم منهوس العقبين أي لحمهما قليل.

صفة قامته و طوله:

عن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة من القوم (أي مربوع القامة)، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، وكان إلى الطول أقرب. وقد ورد عند البيهقي وابن عساكر أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يماشي أحداً من الناس إلا طاله، ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما فإذا فارقاه نسب إلى الربعة، وكان إذا جلس يكون كتفه أعلى من الجالس. فكان صلى الله عليه وسلم حسن الجسم، معتدل الخلق ومتناسب الأعضاء.
صفة عرقه:

عن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ (أي كان صافياً أبيضاً مثل اللؤلؤ). وقال أيضاً: (ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم). أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له. وعن أنس أيضاً قال: (دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (أي نام) عندنا، فعرق وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: عرق نجعله في طيبنا وهو أطيب الطيب). رواه مسلم، وفيه دليل أن الصحابة كانوا يتبركون بآثار النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أقر الرسول صلى الله عليه وسلم أم سليم على ذلك. وكان صلى الله عليه وسلم إذا صافحه الرجل وجد ريحه (أي تبقى رائحة النبي صلى الله عليه وسلم على يد الرجل الذي صافحه)، وإذا وضع يده على رأس صبي، فيظل يومه يعرف من بين الصبيان بريحه على رأسه.

ما جاء في اعتدال خلقه صلى الله عليه وسلم:

قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتدل الخلق، بادن متماسك، سواء البطن والصدر). أخرجه الطبراني والترمذي في الشمائل والبغوي في شرح السنة وابن سعد وغيرهم. وقال البراء بن عازب رضي الله عنه: (كان رسول الله أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً). أخرجه البخاري ومسلم.

الرسول المبارك صلى الله عليه وسلم بوصفٍ شامل:

يروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه ومولاه ودليلهما، خرجوا من مكة ومروا على خيمة امرأة عجوز تسمى (أم معبد)، كانت تجلس قرب الخيمة تسقي وتطعم، فسألوها لحماً وتمراً ليشتروا منها، فلم يجدوا عندها شيئاً. فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في جانب الخيمة، وكان قد نفد زادهم وجاعوا. وسأل النبي صلى الله عليه وسلم أم معبد: ما هذه الشاة يا أم معبد؟ قالت: شاة خلفها الجهد والضعف عن الغنم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل بها من لبن؟ قالت: بأبي أنت وأمي، إن رأيت بها حلباً فاحلبها، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الشاة، ومسح بيده ضرعها، وسمى الله جل ثناؤه ثم دعا لأم معبد في شاتها حتى فتحت الشاة رجليها، ودرت. فدعا بإناء كبير، فحلب فيه حتى امتلأ، ثم سقى المرأة حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا (أي شبعوا)، ثم شرب آخرهم، ثم حلب في الإناء مرة ثانية حتى ملأ الإناء، ثم تركه عندها وارتحلوا عنها. وبعد قليل أتى زوج المرأة (أبو معبد) يسوق عنزاً يتمايلن من الضعف، فرأى اللبن، فقال لزوجته: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب (أي الغنم) ولا حلوب في البيت!، فقالت: لا والله، إنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا، فقال أبو معبد: صفيه لي يا أم معبد، فقالت: رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه (أي مشرق الوجه)، لم تعبه نحلة (أي نحول الجسم) ولم تزر به صقلة (أنه ليس بناحلٍ ولا سمين)، وسيمٌ قسيم (أي حسن وضيء)، في عينيه دعج (أي سواد)، وفي أشفاره وطف (طويل شعر العين)، وفي صوته صحل (بحة وحسن)، وفي عنقه سطع (طول)، وفي لحيته كثاثة (كثرة شعر)، أزج أقرن (حاجباه طويلان ومقوسان ومتصلان)، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأجلاهم وأحسنهم من قريب، حلو المنطق، فصل لا تذر ولا هذر (كلامه بين وسط ليس بالقليل ولا بالكثير)، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربعة (ليس بالطويل البائن ولا بالقصير)، لا يأس من طول، ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصين، فهو أنضر الثلاثة منظراً، وأحسنهم قدراً، له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا لأمره، محشود محفود (أي عنده جماعة من أصحابه يطيعونه)، لا عابس ولا مفند (غير عابس الوجه، وكلامه خالٍ من الخرافة)، فقال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة، ولقد هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا. وأصبح صوت بمكة عالياً يسمعه الناس، ولا يدرون من صاحبه وهو يقول: جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين قالا خيمتي أم معبد. هما نزلاها بالهدى واهتدت به فقد فاز من أمسى رفيق محمد. حديث حسن قوي أخرجه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضحيان، وعليه حلة حمراء، فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر، فإذا هو عندي أحسن من القمر). (إضحيان هي الليلة المقمرة من أولها إلى آخرها). وما أحسن ما قيل في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل. (ثمال: مطعم، عصمة: مانع من ظلمهم).

ما جاء في حسن النبي صلى الله عليه وسلم:

لقد وصف بأنه كان مشرباً حمرة وقد صدق من نعته بذلك، ولكن إنما كان المشرب منه حمرة ما ضحا للشمس والرياح، فقد كان بياضه من ذلك قد أشرب حمرة، وما تحت الثياب فهو الأبيض الأزهر لا يشك فيه أحد ممن وصفه بأنه أبيض أزهر. يعرف رضاه وغضبه وسروره في وجهه وكان لا يغضب إلا لله، كان إذا رضى أو سر إستنار وجهه فكأن وجهه المرآة، وإذا غضب تلون وجهه واحمرت عيناه. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (استعرت من حفصة بنت رواحة إبرة كنت أخيط بها ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلبتها فلم أقدر عليها، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبينت الإبرة لشعاع وجهه). أخرجه ابن عساكر والأصبهاني في الدلائل والديلمي في مسند الفردوس كما في الجامع الكبير للسيوطي.

في ختام هذا العرض لبعض صفات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الخلقية التي هي أكثر من أن يحيط بها كتاب لا بد من الإشارة إلى أن تمام الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم هو الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى خلق بدنه الشريف في غاية الحسن والكمال على وجه لم يظهر لآدمي مثله.

رحم الله حسان بن ثابت رضي الله عنه إذ قال:

خلقت مبرءاً من كل عيب … كأنك قد خلقت كما تشاء
ويرحم الله القائل:

فهو الذي تم معناه وصورته … ثم اصطفاه حبيباً باريء النسم

فتنزه عن شريك في محاسنه … فجوهر الحسن فيه غير منقسم

وقيل في شأنه صلى الله عليه وسلم أيضاً:

بلغ العلى بكماله كشف الدجى بجماله

حسنت جميع خصاله صلوا عليه وآله

ورحم الله ابن الفارض حيث قال:

وعلى تفنن واصف يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف

* * * * * * * * * * * * * * * *

اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على عبدك وابن عبدك وابن أمتك، صفوة خلقك وخليلك الرحمة المهداة، نبيك ورسولك الأمين محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي، مادامت السموات والأرض وبقيت الحياة في هذا الكون، منذ أن خلقت الخلق وإلى أن تقوم الساعة، صلاة وسلاماً ترضيك عنا وتليق بقدره الطاهر عندك، وبالقدر الذي أمرت به بقولك الحق: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً)، وأجعلها شاهدة لنا لا علينا، وأغنمنا شفاعته صلى الله عليه وسلم، يوم البعث وساعة الحشر ويوم يقوم الناس من القبور، ولا تحرمنا لذة النظر إليك، وجواره الكريم في جنة الخلد، صلواتك ربي وسلامك عليه وعلى آله وأصحابه أجميعن ونحن معهم يا رب العالمين. آمين.

* * * * * * * * * * * * * * * *

اللهم إنا نتوسل إليك بك ونقسم عليك بذاتك
أن ترحم وتغفر لمعدها وقارئها ومرسلها وناشرها
وآبائهم وأمهاتهم وأبنائهم وبناتهم وأزواجهم وزوجاتهم
وذريتهم وأحبائهم أجمعين وعموم المسلمين والمسلمات. آمين

الساعي في الخير كفاعله

فلا تبخل على نفسك من أجرٍ وثوابٍ

في حسنة جارية لك في حياتك وبعد مماتك

بتعلم الغير من اخوانك واخواتك المسلمين ما تعلمته من خير

كن حريصاً على نشرها ولو لإنسان واحد

أتمنى التثبيت للفائدة
منقول
مع تحياتي قمر 2022

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

اخترت محمداً أول هذه القائمة.. "وكارل ماركس ماذا يقول" من السنة

بالبدايه حابه انوه على شيء منتشر وبكثره الا وهو الأختصار بحرف(ص) للصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام
إذا احنا المسلمين نكتب "ص" الكفار والحاقدين ماذا يكتبون

سُئِلَ العلامة الوالد عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى عن حكم اختصار اسم الرسول

صلى الله عليه وسلم بـ (ص) أو (صلعم)

فأجاب طيب الله ثراه: ما ينبغي هذا، ينبغي
لمن كتب اسم النبي – صلى الله عليه وسلم – أو نطق به أن يصلي صلاة كاملة، يقول –
صلى الله عليه وسلم-، ولا يقول: صلعم، ولا ص فقط، هذا كسل لا ينبغي، بل السنة
والمشروع أن يكتب الصلاة صريحة ، فيقول- صلى الله عليه وسلم-، أو – عليه الصلاة
والسلام-؛ لأن الله قال جل وعلا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56)]. ويقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: (من
صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا). وجاء عنه عليه الصلاة والسلام أن جبريل
أخبره أنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا، ومن سلم علي واحدة سلم
الله عليه بها عشراً. الحسنة بعشرة أمثالها، فلا ينبغي للمؤمن أن يكسل، ولا للمؤمنة
أن تكسل عند الكتابة، أو عند النطق باسمه – صلى الله عليه وسلم – على الصلاة
والسلام عليه خطاً ولفظاً، أما الإشارة بالصاد أو بـ صلعم فهذا لا ينبغي.
المصدر: فتاوى نور على الدرب..

°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•

أعظم شخصية في التاريخ

لم تبرز على طول التاريخ شخصية مثل شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛
وذلك أولا لما شرفه الله عزوجل حيث اختاره من بين الخلق أجمعين وجعله سيد أنبيائه والمرسلين وأشرف المخلوقين من الأولين والآخرين.

وثانياً، لما قام به النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم من تغييرات جذرية في التاريخ الإنساني، وقد اعتبر أحد الكتّاب الغربيين في كتابه (الخالدون المائة) الرسول الأعظم في المرتبة الأولى من عظماء التاريخ البشري، كما واعتبره أعظم شخصية في تاريخ العالم بما حققه من نجاح عظيم في إبلاغ رسالته وتأسيسه لدولة إسلامية كبيرة، وحضارة عريقة ظلت تغذي العالم بالعلم والمعرفة والعطاء لقرون عديدة، بل وستبقى خالدة إلى يوم يبعثون.

يقول الدكتور (مايكل هارث) أستاذ الرياضيات والفلك والفيزياء في الجامعات الأمريكية وخبير هيئة الفضاء الأمريكية:

«لقد اخترت محمداً أول هذه القائمة.. ولابد أن يندهش كثيرون لهذا الاختيار ومعهم حق في ذلك.. ولكن محمد هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحاً مطلقاً على المستوى الديني والدنيوي.. وهو قد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائداً سياسياً وعسكرياً ودينياً وبعد 13 قرناً من وفاته، فإن أثر محمد صلى الله عليه وسلم ما يزال قوياً متجدداً»(24).

وهل هناك في التاريخ قائد بهذه العظمة وبهذا الخلق السامي غير رسول الله
ولاننسى عظماء الغرب من مفكرين وفلاسفة ومؤرخين وأدباء وشعراء وقادة، وما قالوه في الإسلام ورسوله الأعظم وكتابه الخالد؟

*المفكر والأديب الإيرلندي ذائع الصيت جورج برنارد شو؟ يقول:

"لقد اطّلعت على تاريخ هذا الرجل العظيم محمد صلى الله عليه وسلم، فوجدته أعجوبةً خارقةً، لا بل منقذاً للبشرية، وفي رأيي، لو تولى العالم الأوروبي رجل مثل محمد لشفاه من علله كافة… لقد نظرت دائما الى ديانة محمد بأعلى درجات السمو بسبب حيويتها الجميلة. إنها الديانة الوحيدة في نظري التي تملك قدرة الاندماج… بما يجعلها جاذبة لكل عصر، وإذا كان لديانة معينة أن تنتشر في انجلترا، بل في أوروبا، في خلال مئات السنوات المقبلة، فهي الاسلام… إني أعتقد أن الديانة المحمدية هي الديانة الوحيدة التي تجمع كل الشروط اللازمة وتكون موافقة لكل مرافق الحياة…. ما أحوج العالم اليوم إلى رجل كمحمد(صلى الله عليه وسلم) ليحل مشاكل العالم ".

*أما المفكر والفيلسوف والمؤرخ الاسكوتلندي الكبير توماس كارلايل.. فقد أغدق الكثير الكثير من الإطراء والمديح على الرسول الأعظم إذ قال: " إنما محمد عليه الصلاة والسلام شهاب قد أضاء العالم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء".

*وحتى كارل ماركس أبو الشيوعية قال حرفياً:

"جدير بكل ذي عقل أن يعترف بنبوءة محمد(صلى الله عليه وسلم)، وأنه رسول من السماء إلى الأرض….هذا النبي افتتح برسالته عصراً للعلم والنور والمعرفة، وحري أن تــُدون أقواله وأفعاله بطريقة علمية خاصة. وبما أن هذه التعاليم التي قام بها هي وحي فقد كان عليه أن يمحو ما كان متراكماً من الرسالات السابقة من التبديل والتحوير".

*بدوره يقول الأديب الروسي الشهير ليو تولستوي: "أنا واحد من المبهورين بالنبي محمد(صلى الله عليه وسلم) الذي اختاره الله الواحد لتكون آخر الرسالات على يديه، وليكون هو أيضا آخر الأنبياء".

*أما الشاعر الألماني الأكبر غوته فيقول: "بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان، فوجدته في النبي العربي محمد(صلى الله عليه وسلم)…

وإننا أهل أوروبا بجميع مفاهيمنا لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد(صلى الله عليه وسلم)، وسوف لا يتقدم عليه أحد".

*وينسحب الإعجاب ذاته على الشاعر الفرنسي الكبير لامارتين الذي يعترف بأن "أعظم حدث في حياتي هو أنني درست حياة رسول الله محمد دراسة وافية، وأدركت ما فيها من عظمة وخلود….ليس هناك رجل أدرك من العظمة الإنسانية مثلما أدرك محمد(عليه الصلاة والسلام)، وأي إنسان بلغ من مراتب الكمال مثل ما بلغ، لقد هدم الرسول المعتقدات الباطلة التي تتخذ واسطة بين الخالق والمخلوق".

*أما عالم اللاهوت السويسري د.هانز كونج فقد قال حرفياً: "محمد نبي حقيقي بكل ما في الكلمة من معنى، ولا يمكننا بعد إنكار أن محمداً هو المرشد القائد إلى طريق النجاة".

*وكما يعترف مفكرو الغرب وأدباؤه وفلاسفته وقادته بعظمة خاتم الأنبياء،فإنهم في الآن ذاته يبصمون بالعشرة على عظمة الكتاب الذي أنزل على نبي الإسلام(صلى الله عليه وسلم).

*ويقول القائد الفرنسي الشهير نابليون بعد أن قرأ القرآن الكريم: "إن أمة ً يوجد فيها مثل ُ هذا الكتاب العظيم لا يمكن القضاءُ عليها أو على لغتها".

وبدوره يؤكد العالم الأمريكي مايكل هارت بأنه "لا يوجد في تاريخ الرسالات كتاب بقي بحروفه كاملاً دون تحوير سوى القرآن الذي نقله محمد(صلى الله عليه وسلم)".

* يهتف أرنست رينان منشداً:" عندما تستمع إلى آياته تأخذك رجفة الإعجاب والحب، وبعد أن تتوغل في دراسة روح التشريع فيه لا يسعك إلا أن تعظــّم هذا الكتاب العلوي وتقدّسه".

*ويؤكد تولوستوي في مكان آخر بأن "شريعة القرآن سوف تسود العالم لتوافقها وانسجامها مع العقل والحكمة.. لقد فهمت… لقد أدركت… ما تحتاج إليه البشرية هو شريعة سماوية تحق الحق وتزهق الباطل".

*وينسحب الاحترام الغربي للدين الحنيف على أتباع ذلك الدين. فليس صحيحاً أبداً أن نظرة الغرب للمسلمين كانت دائماً دونية، بل على العكس تماماً، فقد كان المسلمون مضرباً للأمثال في شجاعتهم وبأسهم.

يقول القائد الكبير بسمارك:" اعطوني فقط ستة آلاف مسلم لأحرر من خلالهم العالم َ من الظلم".

أما المفكر والفيلسوف الفرنسي الكبير غوستاف لوبون فقد تغنى بإنسانية المسلمين العظيمة من خلال قوله الشهير:"لم يشهد التاريخ ُ فاتحاً أرحم َ من العرب".

ويتمنى أحد المستشرقين لو "أن المسلمين احتلوا أوروبا لكانت تجاوزت عقدة القرون الوسطى التي لم تشهدها إسبانيا بفضل الإسلام".

من يصدّق العالم بعد كل هذه الأقوال المأثورة لعظماء الغرب وفلاسفته ومفكريه وأدبائه وقادته في نبي الإسلام(صلى الله عليه وسلم)، وكتاب الله عز وجل وأتباعه، هل يصدّق ذلك الرسام الدنماركي المأفون وبعض مؤيديه من أبناء وبنات جلدتنا المارقين والمارقات، والساقطين والساقطات، أم يصدّق جورج بيرنارد شو، وكارل ماركس، وغوته، ونابليون، وتوماس كارلايل، وغوستاف لوبون، ولامارتين، وسواهم من خيرة ما أنجبه الغرب من أصحاب عقول راجحة، وآراء سديدة، وفكر نيّر؟
اللهم صلي وسلم على محمد ماتعاقب الليل والنهار اللهم صلي على محمد عدد ورق الأشجار
اللهم صلي على محمد ماستغفرك المستغفرون في الأسحار
اللهم صلي على محمد ماذكره الذاكرون الأخيار وماغفل عنه الغافلون
اللهم صلي وسلم وبارك على رسول الله

اللهم ارزقنا شربة من حوضه لانظمأ بعدها ابداً اللهم ارزقنا شفاعته اللهم احشرنا في زمرته ووالدينا والمسلمين

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم لذاته في الآخرة – في الاسلام

فضل الله ـ سبحانه وتعالى ـ نبينا محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكرَّمه، وخصه بأشياء دون غيره من الأنبياء، فله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خصائص لِذَاته في الدنيا، وله خصائص لذاته في الآخرة، وله خصائص لأمته في الدنيا والآخرة .. مما يدل على علو منزلته، وعظيم قدره عند ربه تبارك وتعالى، كيف لا، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين، وخير خلق الله أجمعين ..
فمن خصائصه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الآخرة:

الوسيلة والفضيلة : والوسيلة هي أعلى درجة في الجنة، لا ينالها إلا عبد واحد من عباد الله، وهو رسولنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ .. عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، والدرجة الرفيعة، وابعثه الله مقاما محمودا الذي وعدته، حَلََّت له شفاعتي يوم القيامة ) ( البخاري ).

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ أنه سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى علي صلاة، صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة ) ( مسلم ).

قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: " الوسيلة " عَلَمٌ عَلَى أعلى منزلة في الجنة، وهي منزلة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وداره في الجنة، وهي أقرب أمكنة الجنة إلى العرش..
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: " الفضيلة " أي المرتبة الزائدة على سائر الخلائق، ويحتمل أن تكون منزلة أخرى أو تفسيرا للوسيلة..

فمنزلة الوسيلة والفضيلة منزلة عظيمة، وهي خاصة برسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الآخرة..
ومن هذه التشريفات والخصائص للحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الآخرة والتي لا يساويه فيها أحد من الأنبياء فمن دونهم، الشفاعة أو المقام المحمود.. قال الله تعالى:{عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً } (الإسراء: من الآية79) .. ولقد سئل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن قول الله تعالى: { عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً } فقال: ( هي الشفاعة ) ( الترمذي )..

ففي يوم القيامة يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، وتدنو منهم الشمس، حتى يبلغ عرقهم آذانهم، في يوم مقداره خمسين ألف سنة، قياما على أقدامهم، شاخصة أبصارهم، منفطرة قلوبهم، فإذا بلغ الغم والكرب منهم ما لا طاقة لهم به، كلم بعضهم بعضا في طلب من يَكْرُمُ على الله، ويشفع لهم عند ربهم، فلم يتعلقوا بنبي إلا دفعهم وقال: نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، حتى ينتهوا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فينطلق، فيشفع حتى يقضي الله تبارك وتعالى بين الخلق..
عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن، بينما هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيشفع ليقضى بين الخَلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب، فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا، يحمده أهل الجمع كلهم ) ( البخاري ).

وعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: ( إن الناس يصيرون يوم القيامة جُثا(جماعات)، كل أمة تتبع نبيها يقولون: يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود ) ( البخاري )..
وقال ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ : " المقام المحمود ": مقام الشفاعة.. وقال ابن بطال : ".. والجمهور على أن المراد بالمقام المحمود الشفاعة "..

ولرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شفاعات كثيرة، منها:
شفاعته في استفتاح باب الجنة، وشفاعته في تقديم من لا حساب عليه لدخول الجنة، وشفاعته في ناس من الموحدين عندهم معاصٍ وذنوب، استحقوا دخول النار ألا يدخلوها، وشفاعته في ناس موحدين دخلوا النار أن يخرجوا منها، وشفاعته في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب .
فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( آتي باب الجنة يوم القيامة، فأستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟، فأقول: محمد، فيقول: بك أُمِرت لا أفتح لأحد قبلك ) ( مسلم )..

وفي حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ الطويل في الشفاعة: ( … يا محمد ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأقول: أمتي يا رب، أمتي يا رب، فيقول: يا محمد، أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ) ( البخاري )..
ولقد أعطى الله كل نبي من الأنبياء دعوة أعلمهم أنها تستجاب لهم، فنالها كل نبي في الدنيا. ومن كمال شفقته ورحمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه ادخرها شفاعة لأمته يوم القيامة..
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا ) ( البخاري )..

ولما كان أبو طالب يحوطه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وينصره، ويدافع عنه ويحميه، جُوزي على ذلك بتخفيف العذاب عنه، خصوصية له من عموم الكفار الذين لا تنفعهم شفاعة الشافعين، وذلك إكراما لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..
عن العباس ـ رضي الله عنه ـ قال: يا رسول الله، هل نفعت أبا طالب بشيء، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟، قال:( نعم، هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ) ( مسلم )..
ولذلك قال ابن حجر : الشفاعة لأبي طالب معدودة في خصائص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..
ومن خصائصه – صلى الله عليه وسلم- في الآخرة، أنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة، ففي الحديث ( فأكون أول من تنشق عنه الأرض ) ( البخاري ) ..

وأنه أكثر الناس تبعاً يوم القيامة، فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة ) ( مسلم ) .
ومما اختص به الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الآخرة أن الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ تحت لوائه يوم القيامة، فهو سيد ولد آدم، وبيده لواء الحمد، كما صح ذلك في حديث أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ، آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر ) ( الترمذي )..

ومن جملة هذه الخصائص للنبي – صلى الله عليه وسلم – الأخروية الكوثر، قال الله تعالى: { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } (الكوثر:1)، وهو النهر العظيم الذي وعده الله به في الجنة، يُسقى منه أتباعه من أمته دون غيرهم..
فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف، قلت : ما هذا يا جبريل؟، قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك ) ( البخاري )..
كما أنّه – صلى الله عليه وسلم – أول من يعبر الصراط من الرسل بأمته ، ففي حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ( … فيُضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته ) ( البخاري )…
تلك هي بعض خصائص الحبيب – صلى الله عليه وسلم – التي اختصه الله بها دون غيره من الأنبياء في الآخرة، وهي تُعطينا صورة عن مكانته وعلو منزلته عند ربه، مما يزيدنا إيمانا وحبا، وتوقيرا واتباعا له ـ صلى الله عليه وسلم ـ …

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده