كتاب رائع … عمر بن عبد العزيز
يستحق التحميل …
الرابط
كتاب رائع … عمر بن عبد العزيز
يستحق التحميل …
الرابط
حمد صلى الله عليه وسلم في العهد القديم بالبرهان من نصوص عبرية مصورة
الحمد لله
ذكر ابن سعد في " الطبقات "(8/ 299) في ترجمة سُعَاد بِنْتِ سَلَمَةَ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ أنها أسلمت ، وبايعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قال : " وهي التي سألت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يبايعها على ما في بطنها – وكانت حاملا – فقال لها رسول الله : أَنْتِ حُرَّةُ الْحَرَائِرِ " . وفي رواية : ( أنت حُرَّةٌ من الْحَرَائِرِ) .
وذكر نحوه ابن الأثير في "أسد الغابة" (7/141) ، وأبو جعفر البغدادي في "المحبر" (ص428) ، وانظر : "الإصابة" (8/ 176) .
ولم يذكر أحد من هؤلاء العلماء ولا غيرهم سندا لهذا الخبر ، فهو خبر ضعيف ، لا يصح .
والمشهور في بيعة النساء ما رواه البخاري (4891) ، ومسلم (1866) عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْتَحِنُ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِ مِنَ المُؤْمِنَاتِ بِهَذِهِ الآيَةِ ، بِقَوْلِ اللَّهِ : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ ) إِلَى قَوْلِهِ (غَفُورٌ رَحِيمٌ) ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَمَنْ أَقَرَّ بِهَذَا الشَّرْطِ مِنَ المُؤْمِنَاتِ ، قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قَدْ بَايَعْتُكِ) ، كَلاَمًا ؛ وَلاَ وَاللَّهِ مَا مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ فِي المُبَايَعَةِ ، مَا يُبَايِعُهُنَّ إِلَّا بِقَوْلِهِ: ( قَدْ بَايَعْتُكِ عَلَى ذَلِكِ ) " .
وعند مسلم : " قالت عائشة : وَاللهِ ، مَا أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النِّسَاءِ قَطُّ إِلَّا بِمَا أَمَرَهُ اللهُ تَعَالَى " .
وروى البخاري (4892) عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: " بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ عَلَيْنَا: (أَنْ لاَ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا) ، وَنَهَانَا عَنِ النِّيَاحَةِ " .
وإذا قدر ثبوت خبر سعاد بنت سلمة هذا ، فالظاهر من معناه ، – والله أعلم – : أنها أرادت أن تبايع على الإسلام ، لنفسها ولما في بطنها ، فأخبرها النبي صلى الله عليه وسلم أنها امرأة حرة عفيفة ، وأن ما في بطنها هو ابنها من زوجها ؛ فإن المعروف عن حرائر النساء في الجاهلية أنهن كن لا يزنين .
والله أعلم .
حسين بن قاسم القطيش
جاء عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- إلى النبي – صلى الله عليه وسلم- فقال: "لأنت أحبَّ إلي من كل شيء إلا من نفسي التي بين جنبي" فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- : ((لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه)). فقال عمر: " والذي أنزل عليك الكتاب لأنت أحب إلي من نفس التي بين جنبي". فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم-: ((الآن يا عمر)), فحب النبي – صلى الله عليه وسلم- يجب أن يكون أعظم حب بعد حب الله تبارك وتعالى، أعظم من حب الولد والوالد، وأعظم من حب الوالدة والإخوة، ومن حب المال والدنيا، وأعظم من حب الزوجة بل أعظم من حب النفس، فإذا لم يكن هذا هو واقع محبة النبي في قلب المسلم فإنه لا يذوق حلاوة سنته، قال سهل: "من لم ير ولاية الرسول- صلى الله عليه وسلم- في جميع الأحوال ويرى نفسه في ملكه – صلى الله عليه وسلم- لا يذوق حلاوة سنته، لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه)).
إن محبة محمد- صلى الله عليه وسلم- طريق إلى الجنة، وبوابة إلى حب الله عزوجل، وعبور إلى منازل الجنان، ودليل كبير على إيمان المرء وإخلاصه لله، وذلك بتطبيق محبة الرسول- صلى الله عليه وسلم- في امتثال أوامره واجتناب نواهيه، فاتباع سنة محمد- صلى الله عليه وسلم- أكبر دليل وأعظم برهان على صدق محبته والإخلاص في حبه، ومن كانت محبة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- متربعة في نفسه على بقية الناس فإنه يحضى بثواب من الله عظيم، جاء رجل إلى النبي- صلى الله عليه وسلم-فقال: متى الساعة يا رسول الله؟ قال: ((ما أعدتت لها؟)) قال: " ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة، ولكني أحب الله ورسوله قال: ((أنت مع من أحببت))([4]).
إن صحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قد ضربوا أروع الأمثلة، وصدروا أبرز المشاهد، وبرهنوا أعظم دليل على صدق محبتهم لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقدموا من أجله الغالي والنفيس، فلم يهن عليهم شيء مقابل حب رسول الله، فالمال يهون والولد والزوجة تهون بل والنفس تهون مقابل حب رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، ولا عجب ولا غرابة فمحبته خالطة بشاشة قلوبهم فسرت في عروقهم، وجرت في شرايينهم، وتشبعت بها أرواحهم، وسيطرت على أفكارهم، فمحمد- صلى الله عليه وسلم- هو أغلى شيء في حياتهم وليس أدل على ما قلته إلا قول أبي سفيان عندما قال لقومه : "ما رأيت في الناس أحدًا يحب أحدًا كحب أصحاب محمدٍ محمدًا" فهذا عمرو بن العاص -رضي الله عنه- يقول: ما كان أحدٌ أحب إلي من رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وهذه إحدى الصحابيات من الأنصار، تبرهن أحسن برهان في أصعب موقف وأشده على صدق حبها لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقد قتل أبوها وأخوها وزوجها يوم أحد مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، فقالت: ما فعل رسول الله؟ قالوا: خيراً هو بحمد الله كما تحبين. قالت: أرينه حتى أنظر إليه. فلما رأته قالت: ((كل مصيبة بعدك جلل))كل مصيبة تهون وتصغر إلا مصيبتك يا رسول الله، يا الله ما أعظمها من نفوس وما أعظمه من حب صادق خالط بشاشة القلوب.
أما ابن عمه وزوج بنته فقد سئل -رضي الله عنه-: كيف كان حُبكم لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- ؟ قال: كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ. رضي الله عن صحابة رسول الله أجمعين فقد تغلغلت محبة رسول الله في قلوبهم فلم يحبوا شيئاً في الدنيا مهما كان أمره ومهما كانت مكانته أعظم من حبهم لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-.
أخي الكريم: اعلم أن من أحب شيئاً آثره وآثر موافقته، وإلا لم يكن صادقاً في حبه، وكان مدعياً، فالصادق في حب النبي- صلى الله عليه وسلم- من تظهر علامة ذلك عليه، وأولها الاقتداء به واستعمال سنته واتباع أقواله وأفعاله. وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه والتأدب بآدابه في عسره ويسره، ومنشطه ومكرهه، وإيثار ما شرعه وحض عليه على هوى نفسه، وموافقة شهوته([6])فهل أنت كذلك يا من تدعي حب محمد – صلى الله عليه وسلم- ، هل أنت من المُسَلِمين لأمره، الوقافين عند شرعه، المتبعين لسنته، الملتزمين طريقه ونهجه، اسأل نفسك أين أنت من سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، كيف حبك لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-، هل هناك دليل وبرهان على صدق حبك لرسول الله، أم أن الأمر ادعاء لا دليل عليه.
اللهم اجعلنا من أحبابك وأحباب رسولك.
اللهم املأ قلوبنا بمحبتك ومحبة نبيك، اللهم اجعلنا لهديه مهتدين ولسنته مقتدون، وعلى طريقه سائرون.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
————————————
[1] – فوزية المطيري
[2] – الشفاء ص271.
[3] – البخاري ومسلم.
[4] – البخاري ومسلم.
[5] – رواه الترمذي.
[6] – الشفاء ص276.
ما صحة هذا الحديث الذي يتناقله الشيعة فيما بينهم ؟ ونصه :
زيد بن ثابت
هو زيد بن ثابت بن الضحّاك الأنصاري من بني النجار أخوال رسول الله بالمدينة، كان يتيمـًا يوم قدم الرسول
للمدينـة (توفي والده يوم بُعاث) و سنه لا يتجاوز إحدى عشرة سنة، وأسلـم مع أهلـه وباركه الرسول الكريم بالدعاء.
جهاد زيد بن ثابت:
علم زيد بن ثابت:
زيد بن ثابت حافظًا لكتاب الله:
زيد بن ثابت وبداية جمع القرآن:
المرحلة الثانية في جمع القرآن:
فضل زيد بن ثابت :
زيد بن ثابت ويوم السقيفـة:
وفاة زيد بن ثابت:
[/BACKGROUND]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت فى الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يخطب في الناس ، كان "يحمد الله عز وجل ويثنى عليه بما هو أهله " ، فهل رُوى في الأحاديث الصحيحة ماذا كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم عندما يثنى على الله جل شأنه بما هو أهله ؟ إن كانت الإجابة بنعم، فأرجو منكم كتابة كل ما ثبت في ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على رب العزة سبحانه . وهل لي أن أستفيد بمثل هذا الثناء ، كأن أقوله في دعاء الاستفتاح في الصلاة مثلا أو قبل أن أدعو الله عز وجل ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخطب خطبة إلا ابتدأها بالحمد لله والثناء عليه بما هو أهله ، وهذا ثابت في أحاديث كثيرة ، في الصحيحين وغيرهما .
وقد روى أبو داود (4841) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( كُلُّ خُطْبَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَشَهُّدٌ، فَهِيَ كَالْيَدِ الْجَذْمَاءِ ) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
( فَهِيَ كَالْيَدِ الْجَذْمَاءِ ) أَيْ: الْمَقْطُوعَةِ الَّتِي لَا فَائِدَةَ فِيهَا لِصَاحِبِهَا .
والتشهد يطلق على الشهادة لله تعالى بالوحدانية ولنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة (أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله) ، ثم صار يستعمل كل ثناء على الله وحمدٍ له . انظر : " فيض القدير" (5/24) .
ومعنى الحديث : أن الخطبة التي ليس فيها ثناء على الله تعالى ليس فيها فائدة ، وأعظم الثناء لله تعالى الشهادة لله بالوحدانية .
ولذلك قال ابن القيم رحمه الله :
" كَانَ صلى الله عليه وسلم لَا يَخْطُبُ خُطْبَةً إِلَّا افْتَتَحَهَا بِحَمْدِ اللَّهِ " .
انتهى من "زاد المعاد" (1/ 179) .
وقال ابن رجب رحمه الله :
" خطبة النبي صلى الله عليه وسلم كانت تشتمل على حمد الله والثناء عليه بما هو أهله ، وعلى الشهادة لله بالتوحيد ، ولمحمد بالرسالة " انتهى من " فتح الباري" لابن رجب (8/ 267).
وكان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة " وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها : ( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود (2118) ، والنسائي (1578) ، وابن ماجة (1892) .
وهذه الخطبة لعظمها فإنها تستحب أن تذكر قبل عقد النكاح وفي مجالس الصلح بين المتنازعين، وافتتح العلماء بها كتبهم وخطبهم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وَلِهَذَا اُسْتُحِبَّتْ وَفُعِلَتْ فِي مُخَاطَبَةِ النَّاسِ بِالْعِلْمِ عُمُومًا وَخُصُوصًا: مِنْ تَعْلِيمِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْفِقْهِ فِي ذَلِكَ ، وَمَوْعِظَةِ النَّاسِ وَمُجَادَلَتِهِمْ ، أَنْ يَفْتَتِحَ بِهَذِهِ الْخُطْبَةِ الشَّرْعِيَّةِ النَّبَوِيَّةِ " .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (18/ 287) .
وينظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم : (105393) .
ثانيا :
دعاء الاستفتاح وردت له صيغ كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، راجع " صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم " للشيخ الألباني رحمه الله .
فيستفتح المصلي ببعضها ، ويقتصر عليها ، وينوع بينها ، فتارة يأتي بهذا ، وتارة يأتي بهذا ، ولا يستفتح بغير ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي ) رواه البخاري (631) ، فلا ينبغي للمسلم أن يترك أدعية الاستفتاح الواردة في السنة ، ويستفتح بخطبة الحاجة مثلا .
وقد سبق ذكر بعض أدعية الاستفتاح في الفتوى رقم : (66558) .
ثالثا :
يسن افتتاح الدعاء بالثناء على الله تعالى .
قَال النَّوَوِيُّ رحمه الله : " أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى اسْتِحْبَابِ ابْتِدَاءِ الدُّعَاءِ بِالْحَمْدِ لِلَّهِ تَعَالَى وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ، ثُمَّ الصَّلاَةِ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " انتهى من " الأذكار" (ص117) .
ويحصل الثناء على الله تعالى بأي ألفاظ فيها وصف الله تعالى بالكمال وتنزهه عن النقص . ( كالحمد لله ، وسبحان الله) ونحو ذلك .
وأدعية النبي صلى الله عليه وسلم مليئة بالثناء على الله تعالى ، بذكر أسمائه الحسنى وصفاته العلى ، منها :
( لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ) رواه البخاري (6346) ، وكان يقوله عند الكرب .
( اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الْأَرَضِينَ وَرَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَفَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ ، أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ ، وَالظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ ، وَالْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ ، وَأَغْنِنِي مِنْ الْفَقْرِ ) كان يأمر به صلى الله عليه وسلم أن يقوله المسلم إذا أخذ مضجعه (عند النوم) ، رواه الترمذي (3400) وصححه الألباني .
والنصيحة للسائلة أن تقتني كتاب الأذكار للنووي رحمه الله فقد جمع فيه ما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم في الأوقات والأحوال المختلفة .
والله أعلم .
لمى الصبحي
قال عمر -رضي الله عنه-: "لأقولن شيئًا يُضحك النبي ﷺ".
علّق ابن حجر في فتح الباري:
"فيه استحباب من رأى صاحبه مهمومًا أن يُحدّثه بما يُزيل همّه ويطيب نفسه"
عن جابرِ بن سمرة قال: "صليتُ مع رسول الله ﷺ صلاة الأولى، ثُمَّ خرجَ إلى أهلهِ وخرجتُ معه، فاستقبله ولدانٌ، فجعلَ يمسحُ خَدَّيْ أحدِهم واحدًا واحدًا،
قال: وأمَّا أنا فمسح خَدِّي، قال: فوجدتُ ليدهِ بردًا أو ريحًا كأنَّما أخرجَها من جُؤْنَةِ عطَّار". رواهُ مسلم.
هذا من حنانهِ ﷺ، وتواضعه، وتلطُفه، وحُسن تعامله مع النَّاس،
وهذا لا ينساه الصغارُ أبدًا، خاصّة من القادة، وفي صحيح البُخاري:
قال: ابن الزبير لابن جعفر -رضي الله عنهم- أتذكرُ إذ تلقَّيْنا رسول الله ﷺ أنا وأنت، وابنُ عباس قال: «نعم فحملنا وتركك».
فاعتنوا بهذا جزاكم اللهُ خيرًا.
د. رقيّة المحارب
عن أنس بن مالك قال: نظر رسول الله ﷺ إلى أُحد فقال: "إنَّ أُحدًا جبلٌ يُحِبُّنا ونُحِبُّه". رواه مسلم.
الذي عند الناس أنَّ أُحدًا جبل هُزم عنده النبي ﷺ، فالمتبادر إلى النفس التشاؤم والحزن، فقال النبي ﷺ هذا تفاؤلًا، ويُبيّن أنَّ أُحدًا لا دخل له.
فإذا فعل النبي ﷺ هذا مع الجماد، ومع الحيوان، فكيف ترين تعامله مع المؤمنين؟
وكيف ترين تعامله مع أهله؟
ومع أفاضل أهله؟
د. رقية المحارب.
عن جابر -رضي الله عنه- أنّ النبيّ ﷺ سأل أهله الأُدمَ فقالوا:
ما عِندنَا إلا خلٌّ، فدَعا بهِ فجعل يأكلُ ويقول: "نِعْمَ الأُدْمُ الخلُّ، نِعْمَ الأُدْمُ الخلُّ". رواهُ مسلم.
-من هدي النبي ﷺ أنّه إذا أعجبه الطعام أثنى عليه، وهذا من سُنّته ﷺ.
ش. ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين.
-وقوله ﷺ ذلك ليس معناه أنّه أفضل الطعام، وإنّما هو من باب المواساة لمن أعطاه، وللنفس.
وهناك نقطة مهمّة:
الناس إذا مدحتَ الطعام قبل الأكل استشرفت له نفوسهم، وإذا ذممته؛ فإنّهم يتقذّرونه ولو كانوا يُحبّونه.
د. رقيّة المحارب.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه -قال:" قبّل النبي ﷺ الحسن بن علي رضي الله عنهما، وعندهُ الأقرع بن حابس، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله ﷺ فقال: "من لا يَرحم لا يُرحم" [٥٩٩٦] صحيح البخاري.
ففي هذا دليلٌ على أنه ينبغي للإنسان أن يستعمل الرحمة في معاملة الصغار ونحوهم، وأنه ينبغي للإنسان أن يقبّل أبناءه، وأبناء بناته، وأبناء أبنائه، يقبلهم رحمة بهم، واقتداءً برسول الله ﷺ
أما ما يفعله بعض الناس من الجفاء والغلظة بالنسبة للصبيان، فهذا خلاف السنة وخلاف الرحمة.
*شرح رياض الصالحين -بتصرّف-.
عن أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله ﷺ كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله ﷺ ولأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها. صحيح البخاري.
وهذا من لطفه ﷺ فأين هذا الخلق من أخلاقنا اليوم؟
الآن لو يجد الإنسان صبيه في المسجد أخرجه فضلاً عن كونه يحمله في الصلاة، ففي هذا وأمثاله دليلٌ على أنه ينبغي للإنسان أن يرحم الصغار، ويلطف بهم، وأن ذلك سبب لرحمة الله عزّ وجلّ، نسأل الله أن يعمنا وإياكم برحمته ولطفه وإحسانه.
ش/ ابن عثيمين رحمه الله -بتصرّف-
يستحب للإنسان إذا رأى أحداً حزيناً أن يسأله عن ذلك، فالنبي ﷺ كان يسأل من يلقى من أصحابه إذا كان حزيناً أو مهموماً، فربما كانت له حاجة فيقوم بقضائها أو هم يقوم بتفريجه أو كربة يقوم بتفريجها
ولا يقوم بذلك إلا غني الخُلق عظيم الكرم في الأدب كما كان رسول الله ﷺ.
تعليق الشيخ الطريفي على سنن ابن ماجه.
كان النبي ﷺ يخطب على جذع، فلما وُضع له المنبر وترك الجذع سُمع حنين الجذع له!
نزل فضمّه حتى سكن.
يُسن ضم المحزون زوجة وولداً وبهيمة، أولى من الجماد.
عن أنسٍ رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله أين أبي قال "في النار" فلما قفى دعاه فقال: "إن أبي وأباك في النار" صحيح مسلم.
هو من حسن العشرة للتسلية بالاشتراك في المصيبة؛
ونجد ذلك أيضاً في حديث عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك، إذ قالت:
(…فبينا هما جالسان عندي، وأنا أبكي، إذ استأذنت امرأة من الأنصار، فأذنت لها، فجلست تبكي معي)
فالمواساة رباط اجتماعي وثيق ولا ينسى الإنسان من يواسيه.
فاعتنوا بذلك رعاكم الله.
في قصّة إيذان النبي ﷺ بتوبة الله على كعب بن مالك:
قال كعب: "وانطلقتُ إلى رسول الله ﷺ فتلقاني الناس فوجًا فوجًا، يُهنّوني بالتوبة،
يقولون: لتهنكَ توبةُ الله عليك!
قال كعب: حتى دخلت المسجد، فإذا رسول الله ﷺ جالس حوله الناس، فقام إليّ طلحةُ بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهناني، والله ما قام إليّ رجل من المهاجرين غيره، ولا أنساها لطلحة". صحيحُ البُخاري.
فإذا بُشّر أحد إخوانك بخير فتفاعل مباشرة وأظهر سعدك، ولن ينساها لك.
من الآداب النبوية اللطيفة، التي تترك أثرًا عظيمًا في نفس السامع؛ الدعاء له ولوالديه بالخير.
تأمل دعوة نبيك ﷺ:
"اللهم اغفر لحذيفة وأُمِّه".
يستحب التبسم عند تلاقي النظر.
ففي الصحيحين عن جرير في وصف رسول الله ﷺ: {ولا رآني إلا تبسم في وجهي}
كان رسول الله ﷺ سهلاً ليناً في التعامل مع زوجته، فإذا هويت شيئاً لا محذور فيه تابعها عليه.
عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما- في وصف حجة رسول الله ﷺ أن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (يا رسول الله إني أجد في نفسي أني لم أطف بالبيتِ حتى حججت) قال جابر: (وكان رسول الله ﷺ رجلاً سهلاً، إذا هويت الشيء تابعها عليه)
رواه مسلم [١٢١٣]
"رجلاً سهلاً" أي سهل الخلق، كريم الشمائل، لطيفاً ميسراً في الخلق، كما قال الله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)
عن المقدام بن معديكرب عن النبي ﷺ قال: (إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه) ٥١٢٦/صحيح -أبو داوُد.
حتى يفرح ويأنس به.
عن عبد الله بن عمرو قال ما رُئي رسول الله ﷺ يأكل متكئا قط ولا يطأ عقبه رجلان. ٣٧٧٢/صحيح -أبو داوُد
أي لا يمشي قدام القوم، بل يمشي في وسط الجمع أو في آخرهم تواضعاً.
والنبي ﷺ كان معلماً،
وفي هذا لطافة أن المعلم والمربي إذا مشى مع طلابه أن يجعلهم عن يمينه أو يكون وسطهم فذلك أبلغ أثرا في النفوس وآنس لهم.
القرب والحنو من الناس وتعليمهم بالعاطفة والرحمة، هكذا كان هدي نبيكم ﷺ.
أ.د/ رقية المحارب.
دعا رسول الله ﷺ لأنس فقال: "اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته". رواه مسلم.
قال النووي: فيه هذا الأدب البديع وهو أنه إذا دعا بشيء له تعلق بالدُّنيا ينبغي أن يضم إلى دعائه طلب البرَكة فيه والصيانة.
عن عبد الله بن مغفل أن رسول الله ﷺ قال: (إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف) ٤٨٠٩/صحيح -أبو داوُد
وهذا من جانبين:
الأول الأجر، والثاني أثر الرفق؛ فإن الرفق يؤثر ما لا يؤثر العنف وهذا هدي النبي ﷺ فإنه كان إذا أراد أمراً يقول لو أنكم فعلتم كذا وكذا وهذا ألطف.
د. رقية المحارب.
في قوله ﷺ: "كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة". رواه مسلم.
قال النووي: هذا فيه استحباب الثناء على الشجعان، وسائر أهل الفضائل، لا سيما عند صنيعهم الجميل؛ لما فيه من الترغيب لهم، ولغيرهم في الإكثار من ذلك الجميل، وهذا كله في حق من يأمن الفتنة عليه بإعجاب، ونحوه.
وقال أ. د. علي الصياح:
من طرق إدخال السرور والسعادة على من حولك أسلوب (التشجيع والتحفيز والثناء) فهل جربت ذلك؟
وقد كان نبينا ﷺ يستخدمه كثيرًا، كقوله لأشـج عبد القيس: "إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم، والأناة" رواه مسلم.
يُستحبُ للإنسان إذا سَار أو حدّثَ إنسانًا أن يأخذ بيده.
ولهذا النبي -صلى الله عليه وسلم -" نادى أُبيّ بن كعب وهو يُصلي، فلمّا فرغ من صلاته لَحِقَه، فوضع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يَدَه على يَدِه، وهو يُريد أن يخرج من باب المسجد ".
فهو أقربُ للود وأرعى لِسمع الإنسان.
تعليق الشيخ عبد العزيز الطريفي على الموطأ.
عن ابن عمر قال قال رسول الله ﷺ: (لو تركنا هذا الباب للنساء) سنن أبي داوُد، ٤٦٢/صحيح.
(لو تركنا هذا الباب) أي باب المسجد الذي أشار النبي ﷺ (للنساء) لكان خيرا وأحسن لئلا تختلط النساء بالرجال في الدخول والخروج من المسجد.
عون المعبود.
هذا فيه فائدة تربوية:
الأمور التي كان النبي ﷺ يختارها رفقاً بالناس، ولا يريد التشديد عليهم بها فإنه يستخدم أسلوب (لو)، وهذا أسلوب جميل في الطلب خاصة لو كان الأمر غير ملزم، وفيه أدب وذوق.
أ.د/ رقية المحارب.
عن أبي حذيفة عن حذيفة قال: "كنا إذا حضرنا مع النبي ﷺ طعاماً لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله ﷺ." صحيح مسلم.
علّق النووي -رحمه الله-:
(فيه بيان هذا الأدب وهو أنه يبدأ الكبير والفاضل في غسل اليد للطعام وفي الأكل)
قال ﷺ عن الجذع: (إن هذا بكى لِمَا فقد من الذِّكر)
إذا كان الجماد يفقد الذكر والقرآن وصحبة الصالحين فلا شك أن قلوب المؤمنين أيضا تضيق وتحزن.
(عن معاوية بن الحكم السلمي قال بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم…) (٣٣/٥٣٧) صحيح مسلم.
فيه بيان ما كان عليه رسول الله ﷺ من عظيم الخُلق الذي شهد الله تعالى له به ورفقه بالجاهل ورأفته بأمته وشفقته عليهم.
وفيه التخلق بخلقه ﷺ في الرفق بالجاهل وحسن تعليمه واللطف به وتقريب الصواب إلى فهمه.
في قوله ﷺ في صحيح مُسلم: "غِفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله".
يؤخذ منه سُنيّة الدُّعاء بما يُشابه الاسم.
عادَ النبي ﷺ وبعضُ أصحابه عليهم رضوان الله سعد بن عُبادة،
قال عبد الله بن عمر: "حتى جئناه، فاستأخر قومُه من حوله؛ حتى دَنَا رسول الله ﷺ وأصحابه". رواه مسلم.
وهذا فيه أدب:
أنه إذا ضاقَ المجلس، يقوم الذين يُحسبون من أهلِ الدار؛ حتى يوسعوا للحضور، وهذا أفضل من تفرقهم في المجالس، وهذه سُنّة محمودة.
د. رقية المحارب.
عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة -رضي الله تعالى عنهما-أنَّ رسول الله ﷺ استعمل رجلا على خيبر، فجاءه بتمرٍ جَنِيبٍ، فقال رسول الله ﷺ: "أكل تمر خيبر هكذا؟"
قال: لا والله، يا رسول الله!
إنّا لنأخذُ الصاعَ من هذا بالصاعين، والصاعين بالثلاثة!
فقال رسول الله ﷺ: "لا تفعل، بعِ الجَمْعَ بالدِّراهم ثم ابتعْ بالدِّراهم جنيبًا".
الجنيب: الطيّب.
الجمع: التمر المُختلط.
ابتع: اشتر.
صحيحُ البُخاري.
في الحديث:
أن الإنسان المعلّم المربي الآمر بالمعروف والناهي عن المُنكر، أنّه لا ينهَ عن مُنكر إلا ويأمر بمعروف يُغني عنه ويسُد مسدّه،
ومثلُ هذا ما جاءَ في القرآن الكريم:
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [البقرة: ١٠٤] ️
ش. ابن عثيمين -بتصرّف-
من حسن الخُلق مراعاة مشاعر المستغيث بك، والتعاطي معه بما يخفف عنه.
جاء في مسلم أن أبا موسى، قال:
"أتاكم أخوكم المسلم قد أفزع، تضحكون؟! ". *
يُسنّ للمرء إذا رأى في أخيه قذى أو أذى أن يزيله عنه، جاء في صحيح البخاري:
أن عليًا أصابه تراب "فجعل رسول الله ﷺ يمسحه، ويقول: قُم أبا تُراب، قُم أبا تُراب".
وفي الحديث أيضًا:
مُمازحة المُغضب بما لا يغضب منه، بل يحصل به تأنيسه.
(عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ: كُنْتُ أَقْعُدُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ يُجْلِسُنِي عَلَى سَرِيرِهِ، فَقَالَ: أَقِمْ عِنْدِي حَتَّى أَجْعَلَ لَكَ سَهْمًا مِنْ مَالِي، ، فَأَقَمْتُ مَعَهُ شَهْرَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا أَتَوْا النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ:
مَنْ الْقَوْمُ – أَوْ مَنْ الْوَفْدُ؟ – قَالُوا: رَبِيعَةُ.
قَالَ: مَرْحَبًا بِالْقَوْمِ – أَوْ بِالْوَفْدِ – غَيْرَ خَزَايَا وَلَا نَدَامَى …) صحيح البخاري.
قال ابن أبي جمرة: في قوله: "من القوم " دليل على استحباب سؤال القاصد عن نفسه ليعرف فينزل منزلته.
وفيه دليل على استحباب تأنيس القادم.
فتح الباري.
وقال الشيخ عبد العزيز الطريفي في (مرحباً) :(وهذا من سنة النبي ﷺ، فيشرع لمن قَدِم إليه قادم أن يقول له: مرحباً سواءً ابتدأ بها، أو أن يَرُدّ عليه)
سيُضاف على هذا الملف إن شاء الله بشكل مستمر.
14 محرم 1443
ملاحظة: أنا فقط أجمع ما يصلني.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أم بعد :-
إن المواقف ذات العبرة لكثيرة في السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم .. فارتأيت أن أفرد لك موقف حلقة أتحدث فيه ، مع ذكر الفوائد والعبر منها قدر الإمكان ، حيث أن فعلاً كهذا فيه من المحامد والفوائد الشيء الكثير .. لاسيما وأن تحلية المجالس والدروس والخطب بذكر صحيح القصص النبوي يحتاجه كل باحث ، و مدرّس و خطيب وقاص و غيرهم ..فكم للقصة من أثر بالغ في نفس القارئ والسامع .. تهفو له النفوس .. وتطمئن له القلوب .. وتسمو به الأرواح .. لا سيما وأن القصص النبوي هداية للمهتدين و نموذج تربوي سام للمعلمين ..
وهذه السيرة الشريفة مليئة بالذخائر والكنوز واللآلئ والدرر ، ولابد من الغوص وراء أصدافها الحافظة لها ، واستخراج دررها الفريدة من داخلها .. عجائبها غزيرة ، وعقودها باهرة ، أتت بالعجائب والنجائب والمراتب في كل باب ، وأنتجت الفتوحات متنوعات في كل درب ، وقدمت الصيغ الإنسانية التي تربّت على مائدة القرآن ، أفضل النماذج التي يحتذى بها ..
وقد احتوت السيرة النبوية ذلك كله ، ولذلك فكلما عاشها الإنسان وعاشت به ، عرفها أكثر ، وأدركها أعمق ، واقترب من مضامينها وأسرارها ..
وهذه مباحث في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، تقدم تصوراً وترسم منظراً ، تكاد ترقبه وتشهده حتى لكأنك ترى أحداثه متحركة أمامك ماثلة نصب عينيك ..
وبتمعنك فيها يتبين لك من خلالها ذلك الكم الهائل من الدروس والعبر المستفادة من حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وحياة أصحابه الأبرار رضوان الله عليهم أجمعين ..
فهي تُظهر أهميتها ودقائق تفاصيلها ، وفقهها المتعمق للعمل بها والاستظلال بظلها ، وهي حصيلة أصيلة .. وخبرة مستنيرة .. ومتعلق عاشق .. قام بدراستها وتدريسها .. وهي تطبيق لمنهج ودراسة لأحداث واستقراء لمضامين ، ترى من خلالها هذه المعاني : أكثر نوراً وأشد ظهوراً وأشمل حبوراً .. أقدمها تقرباً إلى الله و حباً لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، وخدمة لهذا الدين ، من خلال رعاية تاريخه وبيان حقائقه المنيرة ..
ولن أتطرق إلى ذكر الفوائد والدروس المستفادة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وسراياه ؛ لأن لذلك كله موضوع مستقل أتناول الحديث فيه عن هذا النشاط الجهادي والدعوي دون التوسع في أحداث الغزوة لأنها معروفة ومفصلة في كتب السيرة .. وإنما أكتفي بذكر الفوائد والدروس والعبر المستفادة من تلك الغزوات ..
وهذه بعض فوائد دراسة السيرة النبوية أقدمها بين يدي هذا الموضوع :-
1 – السيرة ذاتها معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ، وآية من آيات نبوته ، فهي سيرة عظيمة لمن تدبرها و لو لم تكن له معجزة غير سيرته لكفى .
2 – معايشة الصحابة الكرام والسعادة بصحبة خير الأنام ، نفرح لفرحهم ، ونبكي لبكائهم .
3 – دراسة السيرة النبوية متعة روحية وغذاء للقلوب الزكية .
4 – دراسة السيرة تفيد المسلم الوقوف على كثير من الأحكام الفقهية والدروس التربوية ، فلا يستغني عنها الدعاة إلى الله عزوجل ليتعلموا كيف تكون الدعوة إلى الله ، ولا يستغني عنها المربون ليتعلموا كيف تكون التربية .
5 – دراسة السيرة تعطينا المنهج الصحيح لحياة الفرد والمجتمع المسلم ، ومعين رائق لفهم الشرعية الإسلامية وصورة صحيحة لأعظم منهج شهدته الأرض .فهذه جملة من فوائد دراسة السيرة النبوية على صاحبها أتم الصلاة وأزكى التسليم ليست على سبيل الحصر ، وقد بذلت جهداً أحتسبه عند الله عزوجل في جمع هذه الفوائد من بطون الكتب والمؤلفات ، كما وأني واستنبطت بعضها ، ولا أدعي أنني استوعبت الموضوع كله ..
فهذا مجمل ما أردت قوله .. و أرجو الله ألا أكون ممن تخدعه الشمس بطول ظله .. و قد قلت بمقدار
ما اجتهدت .. و ما شهدت إلا بما علمت .. إن هي إلا خطرات .. بعضها متمنىً فات .. و بعضها لا يزال في بطون المؤلفات .. لم آتِ فيها على آخر إرادة .. ولا أزعم أني وفيّت على الغاية في الإفادة .. على أني قد كنت تمنيت أن أكتب أكثر فما أنجزت .. لكن لا ضير أن أصف النجم في سراه .. و إن لم أستقر في ذراه .. إن هي إلا لبنة على طريق الدعوة .. و أرجو أن تكون بقيمة الدرة .. و ما أراني بعد قد شفيت غلة النفس .. و بلغت بها أمنيتها .. فإنها تنظر إلى كثيرٍ و كثير .. و أما أنا فإني أشد فقراً إلى عون الله و توفيقه و تثبيته ..
اللهم اهدنا لأحسن الأحوال و الأفعال لا يهدي لأحسنها إلا أنت .. و ارزقنا صلاح الظاهر و الباطن .. و صدق النية .. و حسن الخاتمة .. و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .