التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

مائه سؤال في نصرة النبي علية الصلاة والسلام

مائة سؤال في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم !!
محمد محمود عبد الخالق

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ثم أما بعد :
ففي ظل هذه الهجمة الشرسة على النبي صلى الله عليه وسلم كان لابد لنا من وقفة نحاسب فيها أنفسنا فلا تكفي الشعارات ولا المظاهرات ولكن لابد من واقع عملي نعيشه ورغبة صادقة تتخطى تلك الاحتجاجات ، ولذا أردت أن أعرض مائة سؤال نحاسب من خلالها أنفسنا ونعرف إن كنا صادقين في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم أم لا .

( تنبيه : أول تسع وستون سؤال يتعلقون بالطاعة وباقي الأسئلة تتعلق بالمعصية ، فاحسب لنفسك وحدد أين تكون ، فكلما زادت إجابتك بنعم في الطاعة وبلا في المعصية كان الخير والعكس صحيح ) .
ادعوا الجميع إلى التحلي بالصبر والإجابة على تلك الأسئلة لعلها تساعدنا على طاعة الله وتذكرنا بها وتنهانا عن معصية الله وتحذرنا منه .

الأسئلة :-

1) هل تحافظ على صلاة الجماعة في المسجد؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
2) هل تحافظ على النوافل المؤكدة في اليوم والليلة ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
3) هل تحافظ على صلاة الضحى وتحرص عليها ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
4) هل تصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
5) هل تصوم ثلاثة أيام من كل شهر ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
6) هل تحرص على صيام يوم عرفة ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
7) هل تحرص على صيام عاشوراء ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
8) هل تحرص على حساب الزكاة وتؤديها إلى مستحقيها ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
9) هل تحرص على الصدقة والإنفاق في سبيل الله ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
10) هل تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أثر من نفسك ومالك وولدك والناس أجمعين ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
11) هل تحافظ على قراءة ورد من القرآن الكريم يوميا ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
12) هل تحرص على ذكر الله في الأوقات والأماكن المحددة لهذه الأذكار ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
13) هل تحرص على الأذكار العامة التي لا تختص بمكان أو زمان ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
14) هل تحب العلماء والصالحين وتوقرهم ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
15) هل تصل أرحامك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
16) هل تبر والديك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
17) هل تؤدي حقوق الأخوة نحو إخوانك من المسلمين ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
18) هل تحب في الله وتبغض في الله ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
19) هل تفيض عيناك حينما تذكر الله خاليا ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
20) هل تستحي أن يراك الله على معصية ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
21) هل لديك أمل في نصرة الأمة ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
22) هل دعوت إلى الهدى والخير ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
23) هل بلغت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا تُسر به يوم القيامة ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
24) هل تؤدي حق الطريق ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
25) هل تبتسم في وجه من يقابلك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
26) هل أنت ممن يحافظ على صلاة الوتر ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
27) هل تستغفر الله في اليوم والليلة كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
28) هل أنت ممن يستعمل السواك ويحرص عليه ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
29) هل أنت ممن يحب تطبيق شرع الله ويسعى إلى ذلك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
30) هل أنت ممن يفشي السلام ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
31) هل تراعي آداب الاستئذان عند الزيارة ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
32) هل أنت ممن يحرص على عيادة المرضى ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
33) هل تعرف قيمة الوقت وتقدرها ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
34) هل أنت ممن يحب لأخيه ما يحب لنفسه ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
35) هل أنت ممن يحرص على زيارة القبور للعظة والعبرة ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
36) هل تحب الجنة وتسعى إليها ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
37) هل أنت من أهل القرآن العاملين به ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
38) هل تحرص على قيام الليل ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
39) هل أنت من الحريصين على العلم المحبين له ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
40) هل تحرص على قراءة سورة الكهف يوم الجمعة أو ليلتها ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
41) هل أنت دائم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
42) هل تراعي آداب الأكل والشرب ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
43) هل أنت رحيم بالحيوان؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
44) هل أنت ممن يعفو عمن ظلمه ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
45) هل تفي بوعودك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
46) هل تؤدي ما ائتمنت عليه بمفهوم الأمانة والواسع والشامل ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
47) هل تحرص على سنن الفطرة ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
48) هل أنت حريص على الاعتكاف ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
49) هل أنت ممن يتعاون على البر والتقوى ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
50) هل أنت ممن يصبر على الأذى والابتلاء ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
51) هل تؤدي حق زوجتك عليك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
52) هل أنت ممن يزورون أهل الخير ويجالسونهم ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
53) هل أنت ممن يقنع بالرزق ويرضى بما قسمه الله له ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
54) هل أنت دائم لذكر الموت ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
55) هل أنت ممن يكرم ضيوفه ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
56) هل تراعي آداب السفر ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
57) هل أنت ممن يحرص على الاستخارة في كافة أمور حياته ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
58) هل أنت ممن يحسن إلى جاره ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
59) هل تحرص على صيام الست من شوال ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
60) هل تخشع في صلاتك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
61) هل سعيت إلى هداية عاص أو إسلام كافر ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
62) هل أنت ممن يخشى الله ويتقه ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
63) هل أنت ممن يحاسب نفسه ويراجعها في كل ما تفعله ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
64) هل أنت ممن يتمسك بكتاب الله وسنة نبيه ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
65) هل أنت من الشاكرين لله على أنعمه ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
66) هل تحافظ على الدعاء وسؤال الله في كل شيء ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
67) هل أنت ممن يحرص على استغلال نفحات الله على عباده ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
68) هل تعرف الغاية التي خلقت من أجلها وتسعى للوصول إليها ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
69) هل أنت ممن يربي أولاده على طاعة الله ويحرص على تعليمهم أمور دينهم ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
70) هل أنت ممن يغتاب الناس ويتحدث عن أعراضهم وأحوالهم ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
71) هل أنت نمام تنقل الكلام بغرض القطيعة والفرقة ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
72) هل أنت ممن يطلق بصره على محارم الله ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
73) هل تسمع الأغاني وتعشقها ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
74) هل ترائي الناس في أعمالك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
75) هل أنت في هجران مع أخ لك في الله ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
76) هل أتيت عرافا أو كاهنا أو منجما فسألته عن شيء ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
77) هل غدرت بأخ يوما من الأيام ولم تتب من ذلك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
78) هل أظهرت الشماتة يوما لأخيك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
79) هل أنت ممن يحدث بكل ما يسمع ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
80) هل أنت كثير الضحك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
81) هل أنت متكبر؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
82) هل المال عندك غاية ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
83) هل أنت كذاب ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
84) هل أخذت أو أعطيت رشوة يوما من الأيام ولم تتب من ذلك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
85) هل أنت ممن يشاهد الأفلام والمسلسلات ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
86) هل أنت كثير النوم ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
87) هل أكلت الربا يوما من الأيام ولم تتب من ذلك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
88) هل أكلت مال يتيم يوما من الأيام ولم تتب من ذلك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
89) هل قذفت المحصنات الغافلات المؤمنات يوما من الأيام ولم تتب من ذلك؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
90) هل تصافح النساء وتحرص على ذلك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
91) هل أنت من ذي الوجهين أ, الوجوه المتعددة ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
92) هل أنت ممن يعشق النساء وأقصد العشق المحرم ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
93) هل أنت ممن يكذب وهو مازح ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
94) هل أنت ممن يحسد ويحقد على المسلمين لنعم أعطاها الله لهم ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
95) هل أنت كثير اللعب واللهو وتضييع الأوقات ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
96) هل أنت ممن يغتصب حقوق المسلمين لمصلحته الشخصية ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
97) هل أنت ممن يلبس الحرير ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
98) هل أنت ممن يلبس الذهب ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
99) هل أنت ممن يفصلون الدين عن الحياة ويقصرونه على العبادات فقط ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
100) هل شربت الخمر يوما من الأيام ولم تتب من ذلك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

آخر من شاهد الرسول بعد وفاته

السلام الوافي من دنيا الوافي

آخر من شاهد الرسول بعد وفاته

قُثَم بن العباس بن عبد المطلب

هو قُثَم بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمه أم الفضل وهي لبابة الكبرى بنت الحارث الهلالية وكان قُثَم يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم

ويقال: إن الذين كانوا يشبهون برسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب والحسن بن علي بن أبي طالب وقثم بن العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب والسائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف.

أم الفضل لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية وكانت أول امرأة أسلمت بمكة بعد خديجة رضي الله عنهم….

أهم ملامح شخصيته:

حسن الإدارة:

ولي إمارة مكة ويُعد الأمير السابع عشر لمكة من بداية الفتح وذلك بعد أبي قتادة الأنصاري الذي وليها سنة 36 هـ موقع: هنا مكة

بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

روى ابن ماجة في سننه بسنده عن قابوس قال قالت أم الفضل يا رسول الله رأيت كأن في بيتي عضوا من أعضائك قال خيرا رأيت تلد فاطمة غلاما فترضعيه فولدت حسينا أو حسنا فأرضعته بلبن قثم قالت فجئت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضعته في حجره فبال فضربت كتفه فقال النبي صلى الله عليه وسلم أوجعت ابني رحمك الله…..

في البخاري… حدثنا أيوب ذكر شر الثلاثة عند عكرمة فقال قال ابن عباس أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حمل قثم بين يديه والفضل خلفه أو قثم خلفه والفضل بين يديه فأيهم شر أو أيهم خير..

شرح الحديث:

قَوْله: ( أَتَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) بِفَتْحِ الْهَمْزَة مِنْ أَتَى وَرَسُول اللَّه بِالرَّفْعِ أَيْ جَاءَ ، وَقَدْ حَمَلَ قُثَم بَيْن يَدَيْهِ وَالْفَضْل خَلْفه وَهُمَا وَلَدَا الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمُطَّلِب وَأَخَوَا عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس رَاوِي الْحَدِيث. قَوْله: ( أَوْ قُثَم خَلْفه ) شَكّ مِنْ الرَّاوِي ، وَقُثَم بِقَافٍ وَمُثَلَّثَة وَزْن عُمَر ، لَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيّ رِوَايَة ، وَهُوَ صَحَابِيّ ، وَذَكَرَهُ الْحَافِظ عَبْد الْغَنِيّ مَعَ غَيْر الصَّحَابَة فَوَهَمَ. قَوْله: ( فَأَيّهمْ شَرّ أَوْ أَيّهمْ خَيْر )؟ هَذَا كَلَام عِكْرِمَة يَرُدّ بِهِ عَلَى مَنْ ذَكَرَ لَهُ شَرّ الثَّلَاثَة…

أي ذكروا أن ركوب الثلاثة على الدابة معا شر وظلم وهل المقدم أشر أم المؤخر؟ فأنكر عكرمة ذلك واستدل بفعل النبي صلى الله عليه وسلم على جوازه….

عن كثير بن العباس قال كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يجمعنا أنا وعبد الله وعبيد الله وقثم فيفرج يديه هكذا ويمد باعيه ويقول من سبق إليّ فله كذا وكذا…

وكان رضي الله عنه أحدث الناس عهدا بالرسول صلى الله عليه وسلم قال ابن سعد في الطبقات:

(أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم قثم بن العباس كان أصغر من كان في القبر وكان آخر من صعد

بعض المواقف من حياته مع الصحابة:

وكان رضي الله عنه ممن شهد عدة مشاهد مع سيدنا عليّ رضي الله عنه.

شهد عبد الله بن عباس مع علي رضي الله عنهما الجمل وصفين والنهروان وشهد معه الحسن والحسين ومحمد بنوه وعبد الله وقثم ابنا العباس…..

ولما ولي علي بن أبي طالب الخلافة استعمل قثم بن العباس على مكة فلم يزل عليها حتى قتل علي…………

وفاته:

قُثَم بن العباس بن عبد المطلب كان بقى إلى أن خرج مع سعيد بن عثمان بن عفان في آخر امارة معاوية بن أبى سفيان إلى خراسان ثم خرج منها فعبر النهر وفتح ما وراء النهر واستشهد في تلك الناحية وذلك سنة سبع وخمسين من الهجرة فمنهم من زعم أن قبره بسمرقند ومنهم من زعم أن قبره بمرو…

عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه أن ابن عباس نعي إليه أخوه قثم وهو في منزله فاسترجع وأناخ عن الطريق فصلى ركعتين فأطال فيهما الجلوس ثم قام إلى راحلته وهو يقر.. " واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ". ولم يعقب قثم.

حقا إنها أسرة مجاهدة:

" ويقال إنه ما رؤيت قبور أشد تباعدا بعضها من بعض من قبور بني العباس بن عبد المطلب ولدتهم أمهم أم الفضل في دار واحدة واستشهد الفضل بأجنادين ومات معبد وعبد الرحمن بإفريقية وتوفي عبد الله بالطائف وعبيد الله باليمن وقثم بسمرقند وكثير بينبع أخذته الذبحة.

****************

أختكم / دنيا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

ثبات أبي بكررضي الله عنه – في الاسلام


ثبات أبي بكررضي الله عنه

أقبل أبو بكر يكلم الناس فلم يلتفت الى شيئ ودخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسجى في ناحية البيت، عليه برد حبرة, فكشف عن وجهه، ثم قبله وقال:بأبي انت وامي، طبت حيا وميتا- ان الموتة التي كتب الله عليك قد متها
ثم رد الثوب على وجه رسول الله,,,
ثم خرج وعمر يكلم الناس فدعاه للسكوت, فأبى عمرالى ان يسترسل في قوله,,,,
فلما رآه ابو بكر لا ينصت, اقبل على الناس يكلمهم,,
فلما سمعوه اقبلوا عليه منصتين، فحمد الله واثنى عليه ثم قال:
ايها الناس,
من كان يعبد محمدا ، فان محمدا قد مات,
ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت,
ثم تلا هذه الآية:
( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ) آل عمران/ 144
فو الله لكان الناس يسمعون هذه الآ ية لاول مرة,,,
اما عمر فقد وقع على الارض حين علم من كلمات ابي بكر انه الموت حقا,,,,,,
افي هذه اللحظات الذاهله والفاجعة المزلزلة يكون هذا الثبات؟

مقتطف من كتاب خلفاء الرسول
لخالد محمد خالد

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الهجرة الى الحبشة – في الاسلام

الهجرة إلى الحبشة
أصبحت مكة سجنًا كبيرًا يعذب فيه ضعفاء المسلمين، فهذا أمية بن خلف يُخرج عبده بلال بن رباح -رضي الله عنه- في حر الظهيرة ويطرحه على ظهره عريانًا فوق الرمال المحرقة، ويضع على صدره صخرة كبيرة، كل هذا العذاب لأن بلالا أسلم وسيده يريد منه أن يكفر بمحمد ويعبد الأصنام، لكن بلالا كان قوي الإيمان صلب العقيدة، لم يلن ولم يستسلم، وكان يردد قائلا: أحد .. أحد. وتحمل كل هذا العذاب حتى فَرَّجَ الله عنه.
وعُذِّبَ المسلمون داخل بيوتهم؛ فهذا مصعب بن عمير قد حبسته أمه، ومنعت عنه الطعام، وجمعت أخواله حتى يعذبوه ليترك الإسلام، وهكذا أصبحت مكة مكانًا غير مأمون على المسلمين، فتعذيب الكفار لهم يزداد يومًا بعد يوم، ففكر النبي صلى الله عليه وسلم في مكان يطمئن فيه على أصحابه، فوقع اختياره على الحبشة، فأمر أصحابه ممن يطيقون الهجرة بالتوجه إليها، لأن فيها ملكًا لا يُظلم عنده أحد، وخرج بعض المسلمين المهاجرين إلى هناك سرًّا، وكان من بينهم عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وجعفر بن أبي طالب وزوجته أسماء بنت عميس، وعبدالله بن مسعود -رضي الله عنهم- وغيرهم.
ولما علم أهل قريش بذلك اشتد غيظهم ورفضوا أن يتركوا المسلمين المهاجرين إلى الحبشة وشأنهم، بل صمموا على إرجاعهم إلى مكة، فاختاروا من بينهم رجلين معروفين بالذكاء، وهما: عمرو بن العاص وعبدالله بن أبي بلتعة وأرسلوهما بهدايا إلى ملك الحبشة، فدخل عمرو بن العاص على النجاشي، وقال له: أيها الملك، إنه ضَوَى (جاء) إلى بلدك منا سفهاء، فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينكم، وجاءوا بدين مبتدع، لا نعرفه نحن ولا أنتم، وقد بعثنا إلى الملك فيهم آباؤهم وأعمامهم وعشائرهم؛ لتردهم إليهم، فهم أعلى بهم عينًا وأعلم بما عابوا عليهم، فرفض النجاشي أن يسلِّم المسلمين لهم، حتى يبعث إليهم ويتأكد من صحة كلام عمرو وصاحبه.
فأرسل النجاشي في طلب المسلمين المهاجرين إلى بلاده فجاءوا إليه، وأنابوا جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- حتى يتحدث باسمهم، فسأله النجاشي: ما هذا الدين الذي قد فارقتم به قومكم، ولم تدخلوا في ديني، ولا في دين أحد من هذه الملل؟ فَرَدَّ عليه جعفر قائلا: أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا، نعرف
نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات.
وأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام فصدَّقناه وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به من الله، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئًا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومُنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان عن عبادة الله -تعالى- وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وضيَّقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نُظلَم عندك أيها الملك، فقال له النجاشي: هل معك مما جاء به الله من شيء؟ قال جعفر: نعم. فقال النجاشي: اقرأه عليَّ.
فقرأ عليه جعفر أول سورة مريم، فبكى النجاشي، ثم قال: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، ثم قال لعمرو وصاحبه: انطلقا، فلا والله لا أسلمهم إليكما، وردَّ النجاشي الهدايا إلى عمرو ولم يسلم المسلمين إليه، وهكذا فشل المشركون في الإيقاع بين المسلمين وملك الحبشة.
الحقوق محفوظة لكل مسلم

موسوعة الاسرة المسلمة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

حديث – لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي – في الاسلام


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
أما بعد ، فقد قرأت ما كتبه الدكتور خالد المدني في صحيفة عكاظ يوم الجمعة ١٣/١٠/١٤٣٣ه
تحت عنوان : الحجامة علاج قديم عديم الجدوى !
وقد اقشعر جسدي ، وتفطر قلبي ، لما ذكره في مقالته العرجاء في الصحيفة المقعدة: عكاظ ، التي قبلت أن تنشر مثل هذا السخف والهراء على الملأ ، وقد عودتنا على ذلك منذ نشأتها ، فلله الأمر من قبل ومن بعد.
وأقول: إن هذا الدكتور قد أفصح عن جهله البالغ في الدين وفي الطب الذي يتباهى به.
فأما جهله بالدين فظاهر من مقالة السوء التي أطال فيها الكلام عن الطب النبوي عامة ، وعن الحجامة خاصة ، حيث ذكر ما مفاده أن الأحاديث النبوية في الطب ليست من الدين ولا من الوحي الإلهي ، بل منها ما هو من تجارب ومعارف العرب ، ومنها ما يختص ببيئة الصحراء.. إلى آخر ما ذكره.
ثم جعل الطب النبوي من جملة مسائل العادات ، كالطعام واللباس وركوب الدواب.
قلت: وقد أفصح الكاتب بمقاله هذا عن جهله البالغ وافتئاته على الوحي ، وفيه رد صريح للسنة ، وتنقص خفي بمقام النبي صلى الله عليه وسلم ، الذي قال الله تعالى في حقه {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}.
وهذا عام في كل ما ينطق به النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد جاء مؤكداً في النصوص المتواترة ، وأجمع عليه كل أهل العلم.
وقد ورد في الحديث:
أن عبدالله بن عمرو كان يكتب كل حديث يسمعه ، فقال له بعض الصحابة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الكلمة في الغضب والرضا ، فقال صلى الله عليه وسلم (اكتب فوالذي نفسي بيده لايخرج منه _وأشار إلى فمه_ إلا حق).
فإذا كان هذا في الكلمة التي يقولها صلى الله عليه وسلم ولو في الأمر الخاص ،كالمزاح مثلا ، فكيف بما يقوله _بأبي هو وأمي_ ويحث به عموم الأمة ، كالحجامة؟
وقد تواتر ذكر الحث على الحجامة في عدةٍ أحاديث ، أخرج بعضها البخاري ومسلم.
كحديث أنس بن مالك (إن أفضل ما تداويتم به الحجامة).

وحديث جابر (إن كان في شيئ من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة عسل أو لذعة بنار ، وما أحب أن أكتوي).
وعند البخاري من حديث ابن عباس (الشفاء في ثلاثة : شربة عسل وشرطة محجم وكية نار ، وأنهى أمتي عن الكي).
وصح عنه أنه احتجم صلى الله عليه وسلم حتى وهو محرم.
وفي السنن والمسانيد أحاديث أخرى عن الحجامة.
وروى الطبراني حديث (ما مررت ليلة أسري بي بملأ إلا قالوا : يا محمد مر أمتك بالحجامة).
فهذه الأحاديث وغيرها تدل على أن الحجامة وحي وسنة مطلوبة لا مجرد عادة من العادات. هذا أولاً.
وثانياً: لو فرضنا _جدلا_ أنها عادة ، فإن مجرد فعل النبي صلى الله عليه وسلم لها ، يجعلها من العادات المفيدة النافعة ، فإنه صلى الله عليه وسلم قد جبل على العادات الطيبة ، ولا يصح ولا يجوز أن يستخف أحد بعادة من عاداته صلى الله عليه وسلم ، أو ينكرها ، أو يطلب لها شاهداً من فعل البشر وتجاربهم ، فكيف بما كان سنة من سننه رغب فيها أمته وذكر وصية الملأ الأعلى بها؟
وهناك فرق كبير جداً بين أن يترك المسلم شيئاً من العادات النبوية ، أو حتى السنن ، وبين أن يستنكرها ، أويستخف بها ، أويعارضها برأيه ، أو برأي غيره.
ولو فرضنا _جدلاً_ أن أطباء العالم منذ القدم وإلى عصرنا هذا ، أجمعوا على أن الحجامة لا فائدة فيها ، أو أنها مضرة للأبدان ، لكان الواجب أن يطرح قولهم ويضرب به عرض الحائط ، لما صح من فعله صلى الله عليه وسلم لها ، فكيف وقد حث أمته على فعلها؟
وأقول لهذا الدكتور الجاهل: هب أنك لم تقف على قول لأحد ساداتك من أطباء الغرب في فوائد الحجامة ، فهل علم الطب محصور فيهم لا يتعداهم؟
وهل وقفت على أقوال غيرهم من أطباء المشرق في هذه المسألة؟
أم أن أقوالهم وتجاربهم لا وزن لها عندك؟
وكم سمعنا وعلمنا من تفرد أطباء الصين والهند وروسيا والعرب بأبحاث وتجارب قصر عنها الطب في الغرب ، حتى اضطرت بعض جامعاتهم إلى الاعتراف بها ، ومنها على سبيل المثال: الطب البديل ، والإبر الصينية.
ومعلوم أن تجارب الغرب اليوم قد اعتمدت على كتب القدماء ، وقد كانت الحجامة معروفة متداولة عندهم من قبل الإسلام ، وقد ذكرت فوائدها في المصنفات القديمة.
ولست بحاجة لأن أدلل على ذلك ، لأنه يكفينا نحن المسلمين أنها وردت في الطب النبوي المعتمد على الوحي المنزل من خالق الكون سبحانه {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.
وفي كتب الأصول مباحث مفصلة عن حكم التأسي بأفعال الرسول العادية الجبلية ، وقد ذكروا أن المسلم إن قصد بفعله لها المتابعة والتأسي به صلى الله عليه وسلم فإنه يؤجر على ذلك القصد.
أما إنكار الفعل النبوي _العادي أو الجبلي_ أو الاستخفاف به ، فإنه كبيرة ، وقد يجر إلى الكفر ، لأن فيه إساءة أدب مع النبي صلى الله عليه وسلم كما لا يخفى.
وقد حذر الله المؤمنين من أن يقدموا بين يدي الرسول بأمرٍ أو اقتراحٍ ، ولو في مباحٍ ، حتى يصدر عنه أمر أو حكم ، فقال سبحانه {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله}
وقد كان سببها اقتراح أبي بكر وعمر في أمر ليس فيه حكم حلال أو حرام ، قال الراوي: كاد الخيران أن يهلكا .. الحديث.
كما حذر سبحانه الأمة مما هو أشد ، فقال {لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لاتشعرون}.
ولا ريب أن الاعتراض على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتقديم غيرها عليها ، أبلغ من مجرد رفع الصوت فوق صوته.
وقال تعالى {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
وقد وجد في القرون السالفة من قدم الرأي والعقل ، أو قدم أقوال أهل الكلام والفلسفة على نصوص الوحي ، فتواتر نكير الأئمة عليهم ، تكفيراً وتفسيقاً ، بحسب الحال.

ومما أثر عن الإمام أحمد قوله:
دين النبي محمد أخبار
نعم المطية للفتى الآثار
لاترغبن عن الحديث وأهله
فالرأي ليل والحديث نهار
ولربما جهل الفتى أثر الهدى
والشمس بازغة لها أنوار
وقال غيره:
أهل الكلام وأهل الرأي قد جهلوا
علم الحديث الذي ينجو به الرجل
لو أنهم عرفوا الآثار ما انصرفوا
عنها إلى غيرها لكنهم جهلوا
قلت: والكلام في تقرير هذه المسألة يطول جداً ، وحسبنا ما ذكرناه هنا.

وأختم مقالي بنصيحة إلى كل من اجترأ على مثل تلك المقالات الشنيعة في حق الرسول صلى الله عليه وسلم أوفي حق سنته ، بأن يبادروا بإعلان التوبة منها ، قبل أن يصيبهم الله بعذاب من عنده ، أو يدهمهم الأجل فيكبهم الله في النار ، فرب كلمة يتكلم بها المرء من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار سبعين خريفاً.
كما ورد في الحديث.
ورب كلمة تخرج صاحبها من الملة ، كما حكم الله في كتابه على أولئك المستهزئين بآيات الله أو برسوله أو بعباده المؤمنين.
والله تعالى أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


* * * * *


وكتبه / سمير بن خليل المالكي الحسني.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

تنبهات متعلقه بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم من السنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

هذه بعض الفوائد والتبيهات الخاصه ببعض ما ورد

عن النبي صلى الله عليه وسلم من أقوال وأخبار

أولا : الخطاب الذي نشرته بعض المجلات على انه من النبي

صلى الله عليه وسلم الى هرقل او المقوس وهذا يحتاج اثبات

خاصه ان الزمن بعيد ولذا كان رأي بعض العلماء

بطلان هذا الامر وعدم صحته
ثانيا : لفظ ( طه ) و( يس ) والاعتقاد انها من اسماء

الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا غير صحيح

وانما هي من الحروف المقطعه التي وردت في القران

ثالثا :القصه المكذوبه والشنيعه على النبي صلى الله عليه وسلم

وانه ذهب لبيت زيد بن حارثه يوما فوجد بابه مشروعا
ووقع نظره داخل البيت فرأى زوجة زيد وقد تزينت
فوقعت ووقع بين زيد وزوجته خصومه فأراد مشاورة النبي صلى الله

عليه وسلم فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتمنى ان يطلقها زيد
وان لم يقلها بلسانه

وهذا من أعظم الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم

فهذه القصه لم تحدث ابدا وانما هي من نسج الكذابون
هذا ما تسنى لي جمعه لكم أحبتي ونسأل الله لنا ولكم الفائده
جل الاحترام

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

مكانة النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وبعض اعماله السنة النبوية


بسم الله الرحمن الرحيم
كانت حياة النبيّ – صلى الله عليه وسلم – قبل البعثة حياة فاضلة شريفة، لم تعرف له فيها هفوة، ولم تُحصَ عليه فيها زلّة، لقد شبَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يحوطه الله – سبحانه وتعالى – بعنايته، ويحفظه من أقذار الجاهلية، لما يريده له من كرامته ورسالته، حتى صار أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقاً، وأكرمهم حسباً، وأحسنهم جواراً، وأعظمهم حلماً، وأصدقهم حديثاً، وأعظمهم أمانة، وأبعدهم من الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال، تنزهاً وتكرماً حتى صار معروفاً (بالأمين ) .

لقد نشأ سليم العقيدة، صادق الإيمان، عميق التفكير، غير خاضع لترهات الجاهلية، فما عُرف عنه أنه سجد لصنم، أو تمسح به، أو ذهب إلى عرّاف أو كاهن، بل بُغِّضت إليه عبادة الأصنام، والتمسح بها. وكذلك بُغِّض إليه قول الشعر فلم يعرف عنه أنه قال شعراً، أو أنشأ قصيدة، أو حاول ذلك؛ لأن ذلك لا يتلاءم مع مقام النبوة، فالشعر شيء والنبوة شيء آخر. ولم يكن الشعراء بذوي الأخلاق، والسير المرضية، فلا عجب أن نزهه الله سبحانه عن الشر، والرسالة تقتضي انطلاقاً في الأسلوب والتعبير، والشعر تقيد والتزام. وصدق الله حيث يقول: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ} (69) سورة يــس.

ومع هذا فقد كان يتذوق ما في الشعر من جمال وحكمة وروعة، ويستنشده أصحابه أحياناً، ولا عجب فهو القائل: (إن من البيان لسحراً، وإن من الشعر لحكمة) (1 ).

ولم يشرب خمراً قط، ولا اقترف فاحشة، ولا انغمس فيما كان ينغمس فيه المجتمع العربي حينئذ من اللهو، واللعب، والميسر (القمار)، ومصاحبة الأشرار، ومعاشرة القيان، والجري وراء القيد الكواعب2 على ما كان عليه من فتوة، وشباب، وشرف نسب، وعزة قبيلة، وكمال، وجمال وغيرها من وسائل الإغراء.

لهذه الصفات والمميزات كانت المكانة الرفيعة له بين قومه، فكان يُدعى بالصادق الأمين، فهو صدوق عند قومه، وهو الأمين، فكان محل ثقة الناس وأماناتهم، لا يأتمنه أحد على وديعة من الودائع إلا أدّاها له، فكانت قريش لا تضع أمانتها إلا عنده لما سُمع من أمانته وصدقه، ولا يأتمنه أحد على سر أو كلام إلا وجده عند حس الظن به، فلا عجب أن كان معروفاً في قريش قبل النبوة (بالأمين) (3 ).

لما شاهدوا من طهارته وصدق حديثه، وأمانته حتى إنه لما بنت قريش الكعبة في سنة خمس وثلاثين من عمره فوصولا إلى موضع الحجر الأسود اشتجروا فيمن يضع الحجر موضعه، فقالت كل قبيلة: نحن نضعه، ثم اتفقوا على أن يضعه أول داخل عليهم، فكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالوا: جاء الأمين، فرضوا به، فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه، وأمر كل قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب ثم أخذ(4). الحجر فوضعه موضعه – صلى الله عليه وسلم- ). ثم طفق لا يزداد فيهم على السِّنِّ إلاّ رضاً، حتى سموه الأمين، قبل أن ينزل عليه الوحي. قال: وطفقوا لا ينحرون جزوراً للبيع إلا دعوه ليدعو لهم فيها. وهذا يدل دلالة واضحة أنه – عليه الصلاة والسلام- بلغت مكانته درجة رفيعة عند قومه وعشيرته، وهذا شيء اختاره الله – عز وجل – لكي يمهد لرسالته.

أعماله – صلى الله عليه وسلم – قبل النبوة:

لقد قام النبي – صلى الله عليه وسلم – قبل بعثته بأعمال عدة، وذلك ليعلمنا الجد والعمل، وخدمة النفس، وأن أفضل ما أكل ابن آدم من عمل يديه، وأنه لا ينبغي الاعتماد على الغير، بل ينبغي الجد والعمل لخدمة النفس، وأن ذلك مما يؤجر عليه الإنسان عن هو أصلح نيته، كما أنه لابد من التحلي بالأخلاق الرفيعة كالتواضع، والصدق والأمانة ، وغير ذلك من الأخلاق النبيلة، ومن هذه الأعمال التي قام بها النبي قبل البعثة ما يلي:

أولاً: رعيه – صلى الله عليه وسلم – للغنم:

قال ابن إسحاق: وحدثني ثور بن يزيد، عن بعض أهل العلم، ولا أحسبه إلا عن خالد بن معدان الكلاعيّ: أن نفراً من أصحابه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قالوا له: يا رسول الله، أخبرنا عن نفسك؟ قال: (نعم، أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى أخي عيسى، ورأت أمّي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء له قصور الشام، واستُرضعت في بني سعد بن بكر، فبينا أنا مع أخٍ لي خلف بيوتنا نرعى بَهْماً لنا إذا أتاني رجلان عليهما ثياب بيض بَطست من ذهب مملوءة ثلجاً، ثم أخذاني فشقا بطني، واستخرجا قلبي، فشقاه و استخرجا منه علقة سوداء فطرحاها. ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى أنقياه، ثم قال أحدهما لصاحبه: زنه بعشرة من أمته، فوزنني بهم فوزنتهم، ثم زنه بمئة من أمته، فوزنني بهم فوزنتهم. ثم قال: زنه بألفٍ من أمته، فوزنني بهم فوزنتهم. فقال: دعه عنك، فوا الله لو وزنته بأمته لوزنها) (5 ).

رعيه – صلى الله عليه وسلم- للغنم وافتخاره بقُرَشيَّته:

قال ابن إسحاق: وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول: (ما من نبي إلا وقد رعى الغنم) ، قيل: وأنت يا رسول الله؟ قال: (وأنا). وإنما أراد ابن إسحاق بهذا الحديث رعايته الغنم في بني سعد مع أخيه من الرضاعة، وقد ثبت في الصحيح أنه رعاها بمكة أيضاً على قراريط لأهل مكة. الروض 1/192. (6 ).

فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبيّ – صلى الله عليه وسلم- قال: (ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم). فقال أصحابه: وأنت؟ قال: (نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة) 7.

ورث سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- عن أبيه خمسة من الإبل، وقطيعاً من الغنم، وجارية هي أم أيمن (أعتقها الرسول فيما بعد)، وزوجها مولاه زيد بن حارثة فولدت له أسامة.

فائدة: وتلك ثروة – في عرف زمانها – ضئيلة، إلا أن الله – تعالى – هيأ له الأسباب ، وعمل سيدنا محمد في رعي الغنم، فقد رعاها وهو صبي في بني سعد، ورعاها وهو شاب في مكة، وكان يذكر ذلك مغتبطاً ، فالعمل شرف، واكتساب الرزق فريضة.. وفي رواية البخاري قال – عليه الصلاة والسلام-: (ما بعث الله نبياً إلا وقد رعى الغنم). فقال له أصحابه: وأنت يا رسول الله؟ قال: (وأنا رعيتها لأهل مكة بالقراريط) والقراريط: من أجزاء الدراهم والدنانير.

تعليق: ولعل لله حكمة في رعي النبيّ للغنم، فالرعي يكسب صاحبه يقظة حتى لا يعدوا الذئب على شاة منها ويجعله حريصاً على المصلحة، صابراً على المشاق، مثابراً على الهدف كي يوفر لغنمه مآكلها ومشاربها..

ثم إن الرعي بعد ذلك يدع للراعي فرصة للتأمل في مظاهر الطبيعة ، ونظام الكون حين يجلس في امتداد الصحراء يلحظ غنمه… والمتتبع لتاريخ الأنبياء يجد أن للغنم دوراً في هذا التاريخ… فإسماعيل – عليه السلام – ترتبط قصة حياته بكبش أنزله الله فداءً له وتصديقاً لرؤيا أبيه.. {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * … إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ*} سورة الصافات(103)- (107 ).

وموسى – عليه السلام- وهو في الوادي المقدس ، حال المفاجأة الكبرى، جرى هذا الحوار: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى؟ * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى*} سورة طـه(18 )

ولما ائتمر القوم بموسى وتوجه تلقاء مدين وقعت أحداث كان للغنم فيها نصيب، فقد سقى للمرأتين ثم دعي إلى بيت أبيهما الشيخ الكبير، وانتهى الأمر بالزواج من إحداهما، وظل مع أبيها عشر سنين يرعى له الغنم: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ * قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} سورة القصص(26)(27)(28 ).

وداود – عليه السلام – تسور عليه الخصمان مكان عبادته ليحكم بينهما في شركة لأحدهما تسع وتسعون نعجة، وللأخر نعجة واحدة، وأراد صاحب النصيب الكبير أن يستأثر بالشركة كلها لنفسه، فحكم داود وعدل، وبين عبرة الحياة: {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ…} سورة ص(24). وأشار القرآن إلى قصة نزاع بسبب الغنم تحاكم فيها أصحابها إلى داود وسليمان – عليهما السلام – فحكم سليمان وهو صغير بحكم غير حكم أبيه، وكان حكم سليمان أرفق: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ} سورة الأنبياء(78) (79). وقال أكثر أهل العلم: إن الحرث الذي حكم فيه سليمان وداود – {إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ} – بستان عنب، والنفش: رعي الغنم ليلاً خاصة. وقيل : كان الحرث المذكور زرعاً. وذكروا أن داود حكم بدفع الغنم لأهل الحرث عوضاً عن حرثهم الذي نفشت فيه فأكلته.

وقال بعض أهل العلم: اعتبر قيمة الحرث فوجد الغنم بقدر القيمة فدفعها إلى أصحاب الحرث، إما لأنه لم يكن لهم دراهم أو تعذر بيعها، ورضوا بدفعها، ورضي أولئك بأخذها بدلاً من القيمة.

وأما سليمان فحكم بالضمان على أصحاب الغنم، وأن يضمنوا ذلك بالمثل بأن يعمروا البستان حتى يعود كما كان حين نفشت فيه غنمهم، ولم يضيع عليهم غلته من حيث الإتلاف إلى حين العود، بل أعطى أصحاب البستان ما شية أولئك ليأخذوا من نمائها بقدر نماء البستان فيستوفوا من نماء غنمهم نظير ما فاتهم من نماء حرثهم ، وقد اعتبر النماءين فوجدهما سواء.. قالوا: وهذا هو العلم الذي خصة الله به وأثنى عليه بإدراكه .. هكذا يقولون – والله تعالى أعلم- 8.

لقد كان للرعي دور أساسي في التاريخ الإنساني، ولا زال للأنعام ارتباطها الوثيق بحياة الإنسان … وصدق الله حيث يقول: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ * وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ} سورة يــس(71 – 73). والأنبياء ما هم إلا بشر يعيشون مجتمعهم بكل معالمه الإنسانية، ولعل في رعي الغنم توطئة لرعي الخلق وسياستهم…9.

وفي رعي الغنم من الفوائد ما يعجز الإنسان عن تحصيلها من غير هذا العمل، وقد يرى كثير من الناس أنه- صلى الله عليه وسلم – رعاها كعادة قومه، ولم يكن يبتغي من وراء ذلك إلا الكسب الذي يستطيع به مواجهة متطلبات الحياة فقد كان عمه فقيرا ذا عيال، وهو فوق ذلك سيد قومه، وكان للسيادة حينئذ من التكاليف ما يعجز الثرى المليء.

لم تكن السيادة يومئذ بابا واسعا من أبواب الرزق كما هي الآن، ولكنها كانت عبئا ثقيلا تنوء به كواهل الرجال، حيث كان السيد يتحمل استضافة القادمين، وغرم الغارمين، وتبعات أفراد القبيلة إلى غير ذلك مما كان يقوم به سيد القوم، وهو يشعر أنه يؤدي واجبا عليه لا ينتظر من أحد جزاءً ولا شكوراً. يقول أصحاب هذه النظرة القصيرة المادية: إن محمداً رعى الغنم ليساعد عمه الفقير، وليعينه على تكاليف الحياة الباهظة، وليرد جميلا أسداه إليه حين كان عاجزاً عن الكسب غير قادر على إعالة نفسه. وليس في ذلك عيب لو اقتصر عمله على تلك الغاية؛ لأن فيها من الوفاء وحسن المعاشرة، وحفظ الجميل ما يجعل فاعله عظيما في أعين الناس.

ولكنا مع ذلك نقول لم يكن أمر رعيه الغنم – صلى الله عليه وسلم – قاصرا على إرادة الكسب ومساعدة عمه، بل كان من وراء ذلك مقاصد عظيمة، وفوائد جليلة لا يدركها أصحاب النظر القاصر، لأنها أمور تدق عن الإدراك إلا لذوي البصائر والألباب، أذكر منها :

1. يقظة الراعي: إن الراعي يجب أن يكون يقظا واعيا مدركا لما حوله، وذلك لأن الغنم كثيرة الجري سريعة الحركة، شديدة النفور، فإذا غفل عنها راعيها تفلتت منه، وصعب عليه جمعها وردها إلى مرعاها، وتكون بعد ذلك عرضة لا فتراس الضواري من السباع، ومهددة بالفناء والضياع. وهذه الصفة ليست موجودة في كثير من الناس، وكثير من الناس يغادرون الحياة دون أن يتصفوا بها، فأما الذين يمارسون رعي الغنم، ويخرجون معها في الصباح ينتجعون أماكن الرعي، ويعودون بها آخر النهار ممتلئة موفورة، كاملة غير منقوصة، فهؤلاء يكتسبون تلك الصفة بالممارسة حين يفقدونها بالفطرة والوراثة.

2. حرصه على رعيته: ومحافظة الراعي على رعيته، وحرصه على سلامتها أمر تحتمه عليه هذه الوظيفة، إذ لوكان مهملا، أو متهاونا لأدى ذلك إلى أوخم العواقب، حيث تتعرض لها الذئاب فلا تجد من يدفعه، وتفترسها الوحوش وهو غافل عنها. وأما الراعي الحاذق فهو الذي يتفقد غنمه، ويجمعها كلما تفرقت وإذا شذت منها واحدة ردها إلى الجماعة، فهو لا يهدأ له بال، ولا تغمض له عين ما دامت غنمه تسرح هنا وهناك، وأن حرصه ليدفعه لأن يدفع عنها كل معتد، ويحفظها من التعرض للمهالك حتى يعود بها سالمة من كل سوء.

3. حسن السياسة: وتلك من أهم الصفات التي يستفيدها الراعي من وظيفته؛ لأن رعي الغنم يحتاج إلى سعة الصدر وحسن الحيلة، وطول البال، وإذا فقد الراعي شيئا من ذلك ضاق بغنمه فنقرها، أو ضاقت هي بها فنفرت منه، ويرجع آخر النهار وقد فقد الكثير من رعيته إن لم يكن فقدها كلها. ومن حسن سياستها أن يرتاد بها المراعي الخصبة، وألا يدع واحدة منها ترجع دون أن تأخذ كفايتها من الرعي، وألا يترك بعضها يعتدي على بعض، فتنطح القرناء منها الجماء، وتحول بينها وبين الأكل والشرب فتهزل، ثم تتعرض للهلاك.

4. الأمانة: ومن أعظم صفات الراعي الأمانة؛ لأنه مؤتمن على ما تحت يده، فإذا لم يكن أمينا عرض رعيته لكثير من المفاسد، وهذه الصفة هي جماع ما تقدم من الصفات، فهي التي تجعل الراعي يقظا حتى يؤدي الأمانة كما استلمها، وهي التي تجعله حريصا عليها؛ لأن فقد شيء منها تعمدا خيانة، وهي التي تدفعه لحسن سياستها؛ لأنه إذا لم يرعها الخصب من المراعي، ويحافظ على كيانها يكون قد خان الأمانة. زد على ذلك أنه يستطيع أن يبيع منها ويدعي أنها فقدت، ويحلب لبنها لنفسه ويحرم أولادها منه إلى غير ذلك مما يسد حياة الغنم، ويضيع الفائدة على صاحبها. ونحن إذا نظرنا إلى هذه الصفات وجدناها ضرورية لكل من يقوم بهذا العمل، وإذا كانت تلك الصفات ضرورية فيمن يرعى الغنم، أفلا يكون من يرعى الناس ويقوم على أمورهم أشد حاجة إليها ممن يرعى الغنم؟؟. أعتقد أنه لا يختلف اثنان في ذلك، ولهذا أراد الله – عزوجل – لرسله أن يرعوا الغنم قبل البعثة لتتأصل فيهم هذه الصفات، وليتدربوا عمليا عليها، وليقودوا أممهم على أساسها قيادة رشيدة. ولقد رأينا هذه الصفات واضحة جلية في حياة الرسول – صلى الله عليه وسلم – فكان يقظا لما يفعله أصحابه لا يرى مخالفة ويسكت عنها، وكان يتفقد أصحابه إذا غابوا، ويطمئن عليهم إذا حضروا، ويعودهم إذا مرضوا.

كذلك كان حريصا عليهم، وما أعظم وصف الله – سبحانه – له بقوله: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} سورة التوبة(128). وفي حديثه – صلى الله عليه وسلم – ما يصور لنا هذا الحرص أروع تصوير حيث يقول: (مثلي كمثل رجل استوقد نارا، فلما أضاءت ما حولها، جعل الفراش، وهذه الدواب التي في النار يقعن فيها، وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها، قال: فذلك مثلي ومثلكم , أنا آخذ بحجزكم عن النار، هلم عن النار، هلم عن النار، فتغلبوني وتقحمون فيها)10. كما كان – صلى الله عليه وسلم – يسوس أمته سياسة حكيمة رشيدة، فكان يدلها على الخير، ويبعدها عن الشر، ويرتاد بهم مناهل البر، فيأخذ بأيديهم إلى المعالي، ويعينهم على طاعة الله، ولم يترك – صلى الله عليه وسلم – شيئا مما ينفعهم إلا دلهم عليه، ولم يترك شيئا مما يضر بهم إلا حذرهم منه فكان كما قال الله – تعالى – : {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} التوبة(128). وبهذا نعلم أن رعيه – صلى الله عليه وسلم – الغنم لم يكن فقط للتكسب ، وجلب الرزق، وإنما كان إلى جوار ذلك وسيلة للتربية والتدريب على رعاية أمة أراد لها الله أن تكون خير أمة أخرجت للناس11.

ثانياً: عمله – صلى الله عليه وسلم- بالتجارة:

كانت خديجة – رضي الله عنها – سيدة تاجرة ذات شرف، ومال، وتجارة تبعث بها إلى الشام، وكانت تستأجر الرجال، وتدفع إليهم المال مضاربة12 ، وكان رجال قريش تُجاراً، ومن لم يكن تاجراً فليس عندهم بشيء.

وكان النبيّ قد ناهز العشرين من عمره المبارك، وأصبح شاباً جلداً قوياً، أغر الطالع ، ميمون النقية، يزين شبابه الغض ما يتمتع به من حلو الشمائل، وكرم الأخلاق من أمانة، وصدق حديث، وعفة، وعزوف عما ينغمس فيه أمثاله من الشباب من لهو ومجون، فكان ذلك مما وجَّه نفس السيدة خديجة إلى أن يعمل لها في تجارتها، فأرسلت إليه، فلما جاء إليها قالت له: دعاني إلى طلبك ما بلغني من صدق حديثك، وعظم أمانتك، وكرم أخلاقك، وأنا أعطيك ضعف ما أعطي رجلاً من قومك، فذكر ذلك لعمه أبي طالب، فقال له: إن هذا لرزق ساقه الله إليك. وفي رواية أخرى : أن أبا طالب هو الذي عرض على النبيّ أن يعمل لها في تجارتها، وأنها – ولا شك – ستفضله على غيره، وأن أبا طالب هو الذي سعى إليها، وقال لها: هل لك يا خديجة أن تستأجري محمداً؟ فقد بلغنا أنك استأجرت فلاناً ببكرين، ولن نرضى لمحمد إلا بأربعة أبكار، فقالت: هذه الكلمة تنم عن تقدير صادق، وحس مرهف، وشعور يفيض بالحب والحنان. لو طلبت هذا لبغيض بعيد لأجبتك، فكيف، وقد طلبته لحبيب قريب!! فرجع الشيخ أبو طالب مغتبطاً، وحدّث ابن أخيه بما سمع، ولا تَسَلْ عما كان لهذه الكلمات الصادقة من أثر في نفس النبيّ الشاب13. ثم خرج النبيّ بتجارة خديجة إلى الشام وكانت سَّنه تخطو إلى الخامسة والعشرين، وكان خروجه لأربع عشرة ليلة من ذي الحجة ومعه غلام خديجة (مَيْسَرة، حتى وصل سوق (بصرى) وفي رواية، سوق حباشة (سوق من أسواق العرب) وفي رواية أخرى بتهامة فنزل تحت ظل شجرة في سوق (بصرى) قريباً من صومعة راهب يسمى (نطورا) فقال: ما ميسرة من هذا الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ فقال: رجل من قريش أهل الحرم، فقال الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة، وفي رواية بعد عيسى- إلا نبيّ!!. ولا تَسَل عما غمر نفس ميسرة من حب، وتقدير لسيده محمد لقد رأى تظليل الغمام له في مسيره هذا، ولمس عن كثب الكثير من أخلاقه، وبره، وعطفه، وحسن معاملته وأمانته، وسمع من(نطورا) ما سمع، فلا عجب إن كان حّدث سيدته بعد عودته بما رأى وما سمع، وما وجده منه من حسن خلق. وباع النبيّ التجارة وابتاع، وعاد بربح وفير، وعاد معه غلام خديجة، ووصل الركب في الظهيرة إلى مكة، وخديجة في عليّة لها، فرأت النبيّ تكسوه المهابة والجلال، فلما دخل عليها أخبرها بخبر التجارة وما ربحت، فسرت لذلك سروراً عظيماً، وخرج النبي، وترك ميسرة يقص على سيدته من شأن سيده محمد ما شاءت نفسه أن يقص(14 ).

موقع الدعوة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

سيدنامحمد رسول الله – سيد الرجال وعلم الأعلام – في الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله

علم الأعلام وسيد الرجال ومنقذ البشرية من الجهل والضلال

هو محمد عليه الصلاة والسلام

يعجز القلم عن وصفه

ويحار المرء في مدحه

فلا وصف أبلغ من وصف ربه

" وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ"

أحار عندما أريد الحديث عنه لأني أعجز أن أفيه عشر معشار حقه

بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام

إن تحدثت عن النبي فهو سيد المرسلين

وإن تحدثت عن الأبن البار بأبويه

فيكفي مارواه مسلم

"زار النبي قبر والدته فبكى وأبكى"

وإن تحدث عن الزوج فهو المحب الوفي الرقيق فكان يمدح خديجة بعد موتها ويلاطف عائشة في حياتها

وإن تحدثت عن الأب

فكان إذا دخلت فاطمة قام إليها وقبَّلها وأجلسها مكانه

وإن تحدثت عن عاطفته الرقيقة فاسمع ماقال يوم وفاة ولده إبراهيم

إن القلب ليخشع

والعين لتدمع

وإنا على فراقك ياإبراهيم لمحزونون

وإن تحدثت عن الشجاعة

فاسمع قول علي رضي الله عنه

"كنا إذا احمرت الحدق وحمي الوطيس نلوذ خلف رسول الله"

واسمعه يوم حنين يرتجز

أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب

وإن تحدثت عن العفو

فاسمعه ينادي

اذهبوا فأنتم الطلقاء

وإن أردت شفقته بأمته فاسمع قول الله تعالى

" لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ "

والكل يوم القيامة ينادي نفس نفسي

إلا هو يقول

يارب أمتي

يارب أمتي

اللهم صل على محمد وآل محمد و صحبه وسلم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

ما رأيت معلمآ قبله ولا بعده

التعليم مهمة من مهمات الأنبياء وأتباعهم، وهي مهمة شريفة عليَّة الرتبة ، بها يرتفع شأن صاحبها ، ويعظم أجره ، ويعم خيره .. قال الله تعالى : { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ }(الجمعة:2) . وعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( إن الله لم يبعثني معنِّتاً ولا متعنتاً ، ولكن بعثني معلماً ميسراً ) رواه مسلم .

وسيرة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مليئة بالمواقف المضيئة ، التي ترشد إلى هديه في تعليمه ، وتعامله مع الجاهل برفق وحكمة وستر ونصح ..
عن أنس – رضي الله عنه ـ قال : ( بينما نحن في المسجد مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد ، فقال أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: مَهْ مَهْ (ما هذا) ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : لا تُزْرِموه (تقطعوا بوله) دعوه ، فتركوه حتى بال ، ثم إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – دعاه فقال له : إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر ، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن ، فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه (فصبه) عليه ) رواه البخاري .

وعن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ: ( أن أعرابيا دخل المسجد ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – جالس فصلى ركعتين ، ثم قال : اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا ، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – : لقد تحجَّرت (ضيقت) واسعا ، ثم لم يلبث أن بال في ناحية المسجد ، فأسرع الناس إليه ، فنهاهم النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال : إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ، صبوا عليه سَجْلا من ماء ) رواه أبو داود .
قال ابن حجر : " .. وفيه الرفق بالجاهل ، وتعليمه ما يلزمه من غير تعنيف إذا لم يكن ذلك منه عنادا .." ..
وقال النووي : " .. وفيه الرّفق بالجاهل ، وتعليمه ما يلزمه من غير تعنيفٍ ولا إيذاء ، إذا لم يأتِ بالمخالفة استخفافاً أو عناداً ، وفيه دفع أعظم الضررين باحتمال أخفهما .. " .
وما اقترفه الأعرابي منكر لا شك فيه ، من وجوه كثيرة ، أعلاها حرمة مسجد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحضرته ذلك ، وما فعله لا يحتاج العلم بأنه منكر ، فالفطرة تأباه ، وبرغم ذلك ما أنَّبه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وما عنفه ، وما غضب ، بل كان رفيقا رحيما به .
وقد علَّم الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه ـ والأمة من بعدهم ـ الرفق بالجاهل ، وهداها بفعله ، و بقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ، ولا ينزع من شيء إلا شانه (عابه) ) رواه مسلم) .

وعن معاوية بن الحكم السلمي – رضي الله عنه – قال: ( بينا أنا أصلي مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذ عطس رجل من القوم ، فقلت : يرحمك الله ، فرماني القوم بأبصارهم ، فقلت : واثُكْلَ أُمِّياه (وافَقْد أمي لي) ، ما شأنكم تنظرون إليَّ؟! ، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ، فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت ، فلما صلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه ، فوالله ما كهرني (ما نهرني ولا عبس في وجهي) ، ولا ضربني ، ولا شتمني ، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن ) رواه مسلم .
قال النووي : " فيه بيان ما كان عليه رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ من عظيم الخُلق الذي شهد الله تعالى له به ، ورفقه بالجاهل ، ورأفته بأمته وشفقته عليهم .. وفيه التخلق بخلقه ـ صلى الله عليه و سلم ـ في الرفق بالجاهل ، وحسن تعليمه واللطف به ، وتقريب الصواب إلى فهمه .."
وفي هذا إرشاد للمعلمين والمربين والدعاة باللطف بالجاهل قبل التعليم ، فذلك أنفع له من التعنيف ، ثم لا وجه للتعنيف لمن لا يعلم ..

وعن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال : ( إن فتى شابا أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : يا رسول الله ائذن لي بالزنا ، فأقبل القوم عليه فزجروه ، قالوا : مه مه ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ادْنُه ، فدنا منه قريبا ، فجلس ، قال : أتحبه لأمك ؟ ، قال : لا والله ، جعلني الله فداءك ، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم ، قال : أفتحبه لابنتك ؟ ، قال: لا والله يا رسول الله ، جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم ، قال : أفتحبه لأختك ؟ ، قال : لا والله ، جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم ، قال : أفتحبه لعمتك ؟ ، قال : لا والله ، جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم ، قال : أفتحبه لخالتك ؟ ، قال : لا والله ، جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم ، ثم وضع يده عليه وقال : اللهم اغفر ذنبه ، وطهر قلبه ، وحصن فرجه ، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء ) رواه أحمد .
لم ينظر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الشاب على أنه معدوم الحياء فاقدا للأدب ، بل تفهَّم حقيقة ما بداخله ، ولمس جانب الخير فيه ، فتعامل معه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمنطق الحوار العقلي ، الذي يعلم الجاهل ، ويأخذ بيده ، بحلم ورفق وحكمة ، فأثابه إلى رشده ، وأرجعه إلى طريق العفة والاستقامة ..

وكان – صلى الله عليه وسلم – يستر على الجاهل ، ولا يذكره باسمه حين يصحح خطأه ليستفيد هو وغيره ..
عن أنس – رضي الله عنه – : ( أن نفرا من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – سألوا أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – عن عمله في السر ، فقال بعضهم : لا أتزوج النساء ، وقال بعضهم : لا آكل اللحم ، وقال بعضهم : لا أنام على فراش .. فحمد الله وأثنى عليه فقال: ما بال أقوام قالوا كذا وكذا ، لكني أصلي وأنام ، وأصوم وأفطر ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ) رواه مسلم .

وقالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ : ( صنع النبي – صلى الله عليه وسلم – شيئا فرخص فيه ، فتنزه عنه قوم ، فبلغ ذلك النبي – صلى الله عليه وسلم – ، فخطب، فحمد الله ثم قال : ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه ، فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية ) رواه البخاري .

وكان – صلى الله عليه وسلم – مع رفقه بالجاهل ، يحذره من آثار ونتائج خطئه ..
فعن أبي واقد الليثي – رضي الله عنه – : ( أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لما خرج إلى حنين مر بشجرة للمشركين يقال لها ذات أنواط ، يعلقون عليها أسلحتهم ، فقالوا : يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – : سبحان الله !، هذا كما قال قوم موسى: { اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ }(الأعراف: من الآية138) ، والذي نفسي بيده لتركبن سنة من كان قبلكم ) رواه الترمذي.
ذات أنواط : هي اسم شجرة ذات تعاليق ، كانت للمشركين يعلقون بها سلاحهم للتبرك بها .. وهذا يعبر عن عدم وضوح تصورهم للتوحيد رغم إسلامهم ، ولكن النبي – صلى الله عليه وسلم – أوضح لهم ما في طلبهم من معاني الشرك ، وحذرهم من ذلك ، ولم يعاقبهم أو يعنفهم ، لعلمه بحداثة عهدهم بالإسلام ، وجهلهم بما يقولون ..

لا شك أن المخطئ والجاهل له حق على مجتمعه ، يتمثل في نصحه وتقويم اعوجاجه بأفضل الطرق وأقومها ، فلو أن المسلمين ـ وخاصة الدعاة والمعلمين ـ اقتدوا برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وبذلوا جهدهم في نصح وتعليم المخطئ بهذا الأسلوب النبوي الكريم ، وما فيه من حلم ورفق ، وعطف وستر ، ونصح وحكمة ، لأثروا بتعليمهم وأسلوبهم فيه ، تأثيراً يجعله يستجيب لتنفيذ أمر الله وهدي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..

موقع مقالات اسلام ويب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

خديجة بنت خويلد أول من آمن بالرسالة من السنة


خديجة بنت خويلد المجاهدة الطاهرة

نبدأ هذه المجموعة الطيبة عندما بلغ نبينا محمد عليه الصلاة والسلام :

الخامسة والعشرين من عمره وهي السن التي أصبح فيها زوجاً كريماً ,

ونحن الآن مع أول حلقة من حلقات مجموعة جديدة نتعرف فيها على.

رسولنا العظيم ولكن من خلال الحديث عن سيرة زوجاته الكريمات .اللاتي

جعلهن القرآن أمهات المؤمنين حيث سنعيش مع قصة واحدة .منهن لنعرف

أن الله قد انعم على رسوله بزوجات صالحات مؤمنات ,, والآن مع أوّل زوجات

النبي .. صلى الله عليه وسلم : وأمّ أولاده ، وخيرة نسائه ، وأول من آمن به

وصدقه ، أم هند ، خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية

الأسدية ، وأمها فاطمة بنت زائدة ، قرشية من بني عامر بن لؤي .. ولدت خديجة

رضي الله عنها بمكة ، ونشأت في بيت شرف ، وقد مات والدها يوم حرب الفجَار,

تزوجت مرتين قبل رسول الله , صلى الله عليه وسلم – باثنين من سادات العرب ،

هما : أبو هالة بن زرارة بن النباش التميمي ، وجاءت منه بهند وهالة ، وأما الثاني

فهو عتيق بن عائذ بن عمر بن مخزوم ، وجاءت منه بهند بنت عتيق . وكان لخديجة

رضي الله عنها حظٌ وافر من التجارة ، فكانت قوافلها لا تنقطع بين مكّة والمدينة ،

لتضيف إلى شرف مكانتها الثروة والجاه ، حتى غدت من تجّارمكّةالمعدودين ..

وخلال ذلك كانت تستأجر الرجال وتدفع إليهم أموالها ليتاجروا به ، وكان رسول الله –

صلى الله عليه وسلم : واحداً من الذين تعاملوا معها ، حيث أرسلته إلى الشام

بصحبة غلامها ميسرة , ولما عاد أخبرها الغلام بما رآه من أخلاق الرسول –

صلى الله عليه وسلم : وما لمسه من أمانته وطهره، وما أجراه الله على يديه

من البركة ، حتى تضاعف ربح تجارتها ، فرغبت به زوجاً ، وسرعان ما خطبها

حمزة بن عبدا لمطلب لابن أخيه من عمها عمرو بن أسد بن عبدالعزى ،

وتمّ الزواج قبل البعثة بخمس عشرة سنة وللنبي صلى الله عليه وسلم – 25 سنة ،

بينما كان عمرها 40سنة ، وعاش الزوجان حياة كريمة هانئة ، وقد رزقهما الله بستة

من الأولاد : القاسم و عبد الله و زينب و رقية و أم كلثوم و فاطمة .. وكانت خديجة

رضي الله عنها تحب النبي :صلى الله عليه وسلم – حبّاً شديداً ، وتعمل على نيل رضاه

والتقرّب منه ، حتى , إنها أهدته غلامها زيد بن حارثة لما رأت من ميله إليه ..

وعند البعثة كان لها دورٌ مهم في تثبيت النبي – صلى الله عليه وسلم – والوقوف معه ،

بما آتاها الله من رجحان عقل وقوّة الشخصيّة ، فقد أُصيب عليه الصلاة والسلام

بالرعب حين رأى جبريل أوّل مرّة ، فلما دخل على خديجة قال : ( زمّلوني زمّلوني )

ولمّا ذهب عنه الفزع قال : ( لقد خشيت على نفسي ) ، فطمأنته قائلةً : كلا والله لا

يخزيك الله أبداً ، فوالله إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكلّ وتكسب

المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق " رواه البخاري ،


ثم انطلقت به إلى ورقة بن نوفل ليبشّره باصطفاء الله له خاتماً للأنبياء عليهم السلام .

ولما علمت , رضي الله عنها , بذلك لم تتردّد لحظةً في قبول دعوته ، لتكون أول من

آمن برسول الله وصدّقه ، ثم قامت معه تسانده في دعوته ، وتؤانسه في وحشته ،

وتذلّل له المصاعب ، فكان الجزاء من جنس العمل ، بشارة الله لها ببيت في الجنة

من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب، رواه البخاري و مسلم ..

وقد حفظ النبي : صلى الله عليه وسلم : لها ذلك الفضل ، فلم يتزوج عليها في حياتها

إلى أن قضت نحبها , فحزن لفقدها حزناً شديداً ، ولم يزل يذكرها ويُبالغ في تعظيمها

والثناء عليها ،ويعترف بحبّها وفضلها على سائر أمهات المؤمنين فيقول :

( إني قد رزقت حبّها ) رواه مسلم ،

ويقول : ( آمنت بي إذ كفر بي الناس ، وصدّقتني إذ كذبني الناس ,وواستني بمالها

إذ حرمني الناس ، ورزقني الله ولدها إذ حرمني أولاد النساء ) رواه أحمد ،

حتى غارت منها عائشة رضي الله عنها غيرة شديدةً .ومن وفائه – صلى الله عليه وسلم :

لها أّنه كان يصل صديقاتها بعد وفاتها ويحسن إليهنّ ، وعندما جاءت جثامة المزنية

لتزور النبي – صلى الله عليه وسلم :


أحسن استقبالها ، وبالغ في الترحيب بها ، حتى قالت عائشة رضي الله عنها :

يا رسول الله ، تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال ؟ ، فقال : إنها كانت تأتينا زمن

خديجة ؛ وإن حسن العهد من الإيمان ) رواه الحاكم ، وكان – صلى الله عليه وسلم :

إذا ذبح الشاة يقول : ( أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة ) رواه مسلم .وكان النبي :

صلى الله عليه وسلم : إذا سمع صوت هالة أخت خديجة تذكّر صوت زوجته .


فيرتاح لذلك ، كما ثبت في الصحيحين . وقد بيَّن النبيُّ : صلى الله عليه وسلم :

فضلها حين قال: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ،وفاطمة بنت محمد،

وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمران رضي الله عنهن أجمعين )

رواه أحمد ، وبيّن أنها خير نساء الأرض في عصرها في قوله :


( خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد ) متفق عليه .

وقد توفيت رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين ، وقبل معراج النبي

صلى الله عليه وسلم – ، ولها من العمر خمس وستون سنة ، ودفنت بالحجُون ،

لترحل من الدنيا بعدما تركت سيرةً عطرة ، وحياة حافلةً ، لا يُنسيها مرور

الأيام والشهور ، والأعوام والدهور ، فرضي الله عنها وأرضاها

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده