جزيرة مايناو للزهور والأشجار إحدى جنان الله على الأرض 10 و 11 مايس 2022
وردة تاج القيصر
د . عدنان جواد الطعمة
أخبرتني زوجتي قبل فترة بأن لديها سمينار و دورة طبية مركزة لمدة ثلاثة أيام إعتبارا من 10 إلى مايس 12 2022 في الطب البديل
لعلاج مراكز الطاقة Psychosomatische Energetik في جسم الإنسان تعقد في قاعة جزيرة لنداو Lindau المطلة على بحيرة بودن Bodensee .
قمنا بحجز غرفة جميلة في فندق جميل إسمه
Hotel Schöngarten
في قرية جميلة هادئة تابعة لجزيرة لنداو إسمها Aeschach
لثلاث ليال إعتبارا من ليلة الجمعة إلى ليلة الأحد ، أي من
10 إلى 12 مايس 2022
جمعنا قبل سفرنا بعض المصادر والكتب والخرائط عن المدن المطلة على بحيرة بودن الألمانية والجزر في هذه البحيرة .
كما حددنا موعدين لزيارة خالة زوجتي و عائلة إبن خالتها في مدينتين منفصلتين . قررنا أن نمكث ليلة واحدة في أحد فنادق مدينة بلاو بويرن
لزيارة عين للماء الأزرق في هذه المدينة التي يطلق عليها إسم بلاو توبف .
وفي صباح يوم 7 مايس 2022 توكلنا على الله وبدأنا بالسفر بسيارتنا الصغيرة باتجاه مدينة بلاو بويرن فوصلناها في الساعة الواحدة وعشر
دقائق ظهرا . بقينا ليلة في هذه المدينة وغادرناها في صباح يوم 8 مايس اليوم التالي إلى مدينة أولم التي بتنا فيها ليلة واحدة .
و في صباح اليوم التاسع من مايس غادرنا مدينة أولم باتجاه جزيرة لنداو الساحرة التي وصلناها في تمام الساعة 11 و نصف قبل الظهر .
و بعد أن وضعنا أمتعتنا في الفندق واسترحنا قليلا سافرنا إلى مدينة فريدريش هافن حيث قمت بزيارة متحف تسبلين المشهور بالطيران بالمنطاد .
إتفقت مع زوجتي الكريمة بأن أسافر في أول باخرة إلى جزيرة الزهور والفر اشات الجميلة والأشجار والورود النادرة مايناو .
خرجت صباح يوم 10 مايس 2022 في الساعة الثامنة والنصف فوصلنا قاعة لنداو للمؤتمرات والمحاضرات في الساعة التاسعة إلا ربع .
شلالات المياه التي تسقط من الطوابق العليا تصب في البحيرة
ومن هناك سرت باتجاه ميناء جزيرة لنداو حاملا معي إحدى كامراتي مع حاملها .
ذهبت إلى مكتب السفريات و حجزت على تذكرة سفر بباخرة نمساوية ذهابا وإيابا من ميناء لنداو إلى رصيف جزيرة مايناو.
أبحرت باخرتنا في الساعة التاسعة وأربعين دقيقة وتوقفت في عدة قرى و مدن مطلة على بحيرة بودن سي . فوصلنا جزيرة مايناو بعد ثلاث ساعات أي 12 و 45 دقيقة .
كانت الأمطار تتساقط بغزارة نزلنا من الباخرة و صعدنا إلى جزيرة مايناو و كل واحد من الركاب يحمل مظلته الشمسية . قلت في نفسي لابد أن
ألتقط صورا لأهم الأزهار و الورود . وهكذا حملت مظلتي الشمسية باليد اليسرى و بدأت بالتقاط الصور بيدي اليمنى .
فلم تتوقف زخات المطر وأخيرا قررت أن أغلق مظلتي الشمسية لكي ألتقط الصور براحتي .
و بعد مضي ساعتين تقريبا إمتلأت كامرتي بالماء بحيث أصبحت العدسة مبلله بالماء . فتحت العدسة و جففتها ثم ركبتها ثانية و استمريت
بالتصوير . ثم توجهت إلى أبعد مسافة في جزيرة مايناو و اتجهت إلى قاعة ومبنى الفراشات الزاهية الألوان .
وهناك توقفت كامرتي ، فلم تتحرك . غيرت البطارية فلم تتحرك . أيضا لم يتوقف سقوط الأمطار .
ومن حسن الحظ كنت أستعمل شفقة . تنقع معطفي الأحمر بالماء و قررت العودة إلى لنداو و سرت باتجاه الميناء والرصيف .
وقررت السفر مرة ثانية إلى جزيرة الزهور والورود مايناو في اليوم التالي 11 مايس على أمل أن يتوقف سقوط الأمطار .
وهكذا إنتظرت ساعة تقريبا موعد إبحار سفيتنا النمساوية إلى لنداو . وفي الساهة الثالثة و خمسين دقيقة أبحرت سفينتنا باتجاه جزيرة لنداو
فوصلناها في الساعة السادسة و 55 دقيقة . فوجدت أن زوجتي الكريمة كانت تنتظرني .
وفي صباح يوم 11 مايس 2022 أوصلتني زوجتي إلى ميناء جزيرة لنداو ثم توجهت إلى قاعة المحاضرات .
لابد أن أشير إلى أني أخذت معي ثلاث كامرات وعدسات إضافية مع حامل الكامرة الذي حملته على كتفي . المشكلة أن المقاهي والمطاعم وأغلب
حوانيت البيع تفتح أبوابها في الساعة العاشرة ، معنى ذلك لم أجد مقهى للجلوس فيه لأن الجو كان باردا نوعا ما والسماء ملبدة بالغيوم والأمطار متوقفة .
جلست ، في الهواء الطلق ،أمام رصيف الباخرة النمساوية التي تبحر في الساعة التاسعة و أربعين دقيقة إلى جزيرة مايناو .
خطرت على بالي مساء 10 مايس بأن أضع كامرتي بدون بطارية على التدفئة المركزية في غرفة الفندق من أجل أن يتبخر الماء منها ،
وكنت واثقا من هذه الفكرة بأن كامرتي الأولى ستشتغل . وعندما أفقت من نومي في الصباح وجدتها تستغل لله الحمد .
وأخيرا وصلت باخرتنا القادمة من النمسا و أبحرت في الموعد المحدد باتجاه جزيرة مايناو . سحبت حقيبتي أو جنطتي الثقيلة بالكامرات
و العدسات وحملت الحامل على كتفي و سرت نحو الزهور و الورود الزاهية الألوان الممتدة على جانبي الشارع الرئيسي لأكثر من 120 مترا .
نصبت كامرتي الكبيرة بعدستها الضخمة و علقت إحدى الكامرات على رقبتي ثم بدأت بالتقاط الصور مرة أتوماتيكية و بالكامرة الصغيرة يدويا .
وهكذا كنت أتنقل من حقل إلى حقل ومن مجموعة زهور إلى أخرى .
لاحظت أن المشرفين على زهور و ورود وأشجار الجزيرة النادرة
قد وضعوا كتابات أمام كل الزهور و الورود وحتى الأشجار النادرة وكأننا ندرس علم النباتات والحياة .
حملت حقيبتي الثقيلة درجة درجة و في أثناء سيري كنت ألتقط صور عديدة لكل طابق إلى أن وصلت الطابق العلوي الذي فيه زهور و شجيرات
واشجار ضخمة ثم دخلت البيت الزجاحي الكبير والعالي . و بعد ذلك خرجت من البيت الزجاجي إلى الحقول أمام البيت الزجاجي . وفجأة بدأت الأمطار تهطل بغزارة وكأني في شهر أبريل نيسان . وفجأة تذكرت بأن برد العجوز ، كما يقول الفلاحون والمزارعون في ألمانيا يبدأ في الفترة مابين 10 إلى 15 أو 16 مايس قس السنة . لذا نحس بأن الجو بارد زمهريرا وأن السماء ملبدة بالغيوم الداكنة و أن الأمطار تتساقط . وعندما عدنا مساء أمس إلى بيتنا في الساعة 11 مساء تساقط الحالوب على سيارتنا في الطريق . إذا رزقنا الله سبحانه وتعالى بالعافية فإننا سنسافر في العام القادم في نهاية شهر مايس إلى الأسبوع الأول من شهر حزيران . و عندئذ سأقوم بزيارة جزيرة مايناو على الأقل أربعة أيام كاملة لأدرس كافة حقولها ونباتاتها وأستمتع بزهورها و ورودها التي تزيد عن 600 نوع بالإضافة إلى الأنواع العجيبة النادرة .
أرجو أن تتمتعوا بهذه الزهور و الورود وأقترح على الإخوة والأخوات بأن يكبروا أحجام الصور و يعلقوها على جدران غرف و صالات البيت
لأن ألوان هذه الزهور اليانعة اللامعة تبعث في النفوس البهجة والحبور
و تفتح القلوب و تسعد الجميع بحيث يشعر كل واحد منا بالهدوء والراحة النفسية .
تقبلوا مني هذه الصور كهدية لكم فاذكروني بالخير
تقبلوا مني خالص ودي و احترامي
د .عدنان
ألمانيا في 13 مايس 2022