سليمان(عليه السلام):laughter:
نبي من أنبياء الله، أرسله الله إلى بني إسرائيل، وتولَّى الملك بعد وفاة والده
داود -عليهما السلام- وكان حاكمًا عادلاً بين الناس، يقضي بينهم بما
أنزل الله، وسخر الله له أشياء كثيرة: كالإنس والجن والطير والرياح… وغير ذلك، يعملون له ما يشاء بإذن ربه، ولا يخرجون عن طاعته، وإن خرج منهم أحدٌ وعصاه ولم ينفذ أمره عذبه عذابًا شديدًا، وألان له النحاس، وسخر الله له الشياطين، يأتون له بكل شىء يطلبه، ويعملون له المحاريب والتماثيل والأحواض التى ينبع منها الماء.
قال تعالى: {ولسليمان الريح غدوها شهرًا ورواحها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير . يعملون له ما يشاء من محاريب وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داوود شكرًا وقليل من عبادي الشكور} [سبأ:12-13] وعلم الله -سبحانه- سليمان لغة الطيور والحيوانات، وكان له جيش عظيم قوى يتكون من البشر والجن والطير، قال تعالى: {وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون} [النحل:17].
وكان سليمان دائم الذكر والشكر لله على هذه النعم، كثير الصلوات والتسابيح والاستغفار، وقد منح الله عز وجل سليمان -عليه السلام- الذكاء
منذ صباه، فذات يوم ذهب كعادته مع أبيه داود -عليه السلام- إلى دار القضاء فدخل اثنان من الرجال، أحدهما كان صاحب أرض فيها زرع، والآخر كان راعيًا للغنم، وذلك للفصل في قضيتهما، فقال صاحب الأرض: إن هذا الرجل له غنم ترعى فدخلت أرضى ليلاً، وأفسدت ما فيها من زرع، فاحكم بيننا
بالعدل، ولم يحكم داود في هذه القضية حتى سمع حجة الآخر، عندها تأكد من صدق ما قاله صاحب الأرض، فحكم له بأن يأخذ الغنم مقابل الخسائر التى لحقت بحديقته، لكن سليمان -عليه السلام- رغم صغر سنه، كان له
حكم آخر، فاستأذن من أبيه أن يعرضه، فأذن له، فحكم سليمان بأن يأخذ صاحب الغنم الأرض ليصلحها، ويأخذ صاحب الأرض الغنم لينتفع بلبنها وصوفها، فإذا ما انتهي صاحب الغنم من إصلاح الأرض أخذ غنمه، وأخذ صاحب الحديقة حديقته.
وكان هذا الحكم هو الحكم الصحيح والرأي الأفضل، فوافقوا على ذلك الحكم وقبلوه بارتياح، وأعجب داود -عليه السلام- بفهم ابنه سليمان لهذه القضية مع كونه صغيرًا، ووافق على حكم ابنه، وقد حكى الله -عز وجل- ذلك في القرآن قال تعالى: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين . ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكمًا وعلمًا وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين} [الأنبياء:78-79].
وذات يوم كان سليمان يسير مع جنوده من الجن والإنس، ومن فوقه الطير يظله فسمع صوت نملة تقول لزميلاتها: {يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون} [النمل:18] فتبسَّم سليمان من قول هذه النملة، ورفع يده إلى السماء داعيًا ربه شاكرًا له على هذه النعمة قال:
{رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والدي وأن أعمل صالحًا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين} [النمل:19].
ومَّرت الأيام، وبينما كان سليمان -عليه السلام- يسير وسط جنوده ويتفقد مواقعهم، نظر ناحية الطير، فلم يجد الهدهد بين الطيور، وكان الهدهد حين ذاك قد ترك مكانه دون أن يعلم سليمان، فغضب منه سليمان غضبًا عظيمًا، وقال {لأعذبنه عذابًا شديدًا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين} [النمل:21] وغاب الهدهد فترة من الزمن، ولما عاد أخبرته الطيور بسؤال سليمان عليه، فذهب الهدهد على الفور إلى سليمان، وقال له: {أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين . إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون} [النمل:22-24].
لقد وجد الهدهد قوم سبأ يسجدون للشمس ويعبدونها من دون الله، فحزن لذلك، فلم يكن يتصور أن أحدًا يسجد لغير الله، فأراد سليمان أن يتأكد من صدق الهدهد، فكتب رسالة موجزة يدعو فيها الملكة وقومها إلى الإسلام والإيمان بالله -عز وجل- وترك ما هم عليه من عبادة الشمس، وأعطاها للهدهد، ليذهب بها إلى مملكة سبأ ثم ينتظر منهم الجواب، فأخذ الهدهد كتاب سليمان، وطار به إلى مملكة سبأ، ثم دخل حجرة الملكة دون أن يشعر به أحد، فألقى عليها الرسالة ثم وقف بعيدًا عنها، يراقبها ويراقب قومها ماذا سيفعلون حينما يقرءون هذه الرسالة.
أخذت الملكة الرسالة، وقرأت ما فيها، فأعجبت بها، لكنها امتنعت عن أخذ أى قرار في شأن هذه الرسالة حتى تشاور كبار القوم من الأمراء والوزراء، فدعتهم للحضور، وأخبرتهم بما في هذه الرسالة، وطلبت منهم المشورة في الأمر، فاقترحوا عليها محاربة سليمان، فهم أصحاب قوة، لكن الملكة لم تقبل مبدأ الحرب والقتال لأنها استشعرت قوة سليمان، واقترحت على قومها أن تبعث إليه بهدية تليق بمكانته، وتنتظر رده، فلعله يقبل ذلك، أو يفرض عليهم جزية، ويترك
محاربتهم.
وبعد أيام وصل رسل الملكة ومعهم الهدايا العظيمة والكنوز الرائعة، ودخلوا على سليمان ووضعوا الهدايا العظيمة أمامه، فأعرض عنها سليمان -عليه السلام- ولم يقبلها منهم، وقال لهم: {أتمدوننِ بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون}_[النمل:36] ثم توعدهم إن لم يسلموا سيأتى إليهم بجنود لا طاقة لهم بردِّها والوقوف أمامها؛ لمحاربتهم وخروجهم من بيوتهم، ولما عاد رسل الملكة ذهبوا إليها، وأخبروها بما حدث بينهم وبين سليمان، وحدثوا عما رأوا من قوته وبأسه وما سخره الله له، فجمعت الملكة بلقيس كبار رجال دولتها من الوزراء والأمراء لتستشيرهم في أمر سليمان، فرأوا أن يذهبوا جميعًا إليه مستسلمين، وكان هذا هو رأي الملكة أيضًا، وعندها رفعت حالة الطوارئ للجميع استعدادًا للذهاب إلى سليمان.
وعلم سليمان بمجيء بلقيس ملكة سبأ وقومها إليه للإسلام والإيمان، لذا أراد أن يريها آية من آيات الله العليم القدير، لتعرف أنه مرسل من ربه، فطلب سليمان من أعوانه أن يأتوه بعرشها قبل أن تصل إليه، فأخبره عفريت من الجن أنه يستطيع أن يأتى بالعرش قبل أن يقوم من مجلسه، وأخبره رجل آخر عنده علم من الكتاب أنه يستطيع أن يأتى بالعرش قبل أن يرتد إليه طرف عينه، فأذن سليمان لهذا العبد الصالح الذي عنده علم من الكتاب بإحضار العرش، وفي لحظات كان عرش بلقيس أمام سليمان، فذكر سليمان نعمة الله عليه، وفضله بأن جعل من جنوده من هو قادر على إحضار عرش بلقيس من اليمن إلى الشام في طرفة عين، فقال: {هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم} [النمل:40].
وقد أمر سليمان الجن أن يبنوا له قصرًا عظيمًا، حتى يستقبل فيه ملكة سبأ، وأشار عليهم أن تكون أرضية هذا القصر من زجاج شديد الصلابة والشفافية، تمر المياه من تحته، ثم يضعوا عرشها فيه بعد إدخال بعض التغيرات عليه لمعرفة هل ستهتدي الملكة أم لا؟ ومرت الأيام، وشاع خبر وصول الملكة وقومها، فخرج سليمان لاستقبالها، ثم عاد بها إلى القصر الذي أعده لها، وعند دخول ملكة سبأ هذا القصر، وقع نظرها على العرش، فأشار سليمان إليه، وقال لها: أهكذا عرشك؟ فقالت في دهشة واستغراب مستبعدة أن يكون الذي أمامها هو عرشها، حيث تركته هناك بأرض اليمن: كأنه هو !!
فلما أقبلت بلقيس لدخول القصر، رأت أمامها الماء، ولم تر الزجاج، فكشفت عن ساقيها خوفًا من أن يبتل ثوبها، فأخبرها سليمان أن أرضية القصر مصنوعة من زجاج، فلما رأت الملكة هذه الآيات، أعلنت إسلامها، وقالت: {رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين} [النمل: 44] وقد ابتلى الله سليمان -عليه السلام- بمرض شديد حار فيه أطباء الإنس والجن، وجاءوا إليه بأدوية من كل نوع، لكنه لم يكتب له الشفاء، بل كان المرض يزداد عليه ويشتد يومًا عن آخر، وكان إذا جلس على كرسيه جلس عليه كأنه جسد
بلا روح، واستمر المرض مع سليمان مدة طويلة من الزمن، فلم يجزع منه ولم ييأس، بل كلما كان يشتد مرضه، يزداد ذكره لله، داعيًا ومستغفرًا له، طالبًا منه الشفاء، حتى استجاب الله له، وعادت إليه صحته، فأدرك سليمان أن مجده وملكه وعظمته لا تضمن له الشفاء إلا إذا أراد الله.
وقد أراد سليمان -عليه السلام- أن يبني بيتًا كبيرًا يُعْبد الله فيه، فكلف الجن بعمل هذا البيت، فاستجابوا له، لأنهم مسخرون له بأمر الله، فكانوا لا يعصون له أمرًا، وكان من عادة سليمان أن يقف أمام الجن وهم يعملون، حتى لا يتكاسلوا وبينما هو واقف يراقبهم وهو متكئ على عصاه مات دون أن تعلم الجن، وكانوا ينظرون إليه وهو على هذه الحال، فيظنون أنه يصلي ويذكر الله، فيواصلون البناء دون انقطاع حتى انتهوا من بناء البيت المطلوب، ولم يعرفوا أنه مات إلا بعد أن جاءت الأرضة فأكلت العصا، ووقع نبي الله سليمان على الأرض.
فأسرع الجن والإنس إليه فوجدوه ميتًا، وأدرك الجن أنه مات من فترة طويلة، ولو كانوا يعلمون ذلك لما استمروا في حمل الحجارة وبناء البيت، قال تعالى:
{فلما قضينا عليه الموت ما دلهم عليه إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن إن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبسوا في العذاب المهين} [سبأ:14] وادعى بعض اليهود أن سليمان كان ساحرًا، ويسخر كل الكائنات بسحره، فنفي الله عنه ذلك في قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين علي ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر} [البقرة:102] وقد أثنى الله على سليمان بكثرة العبادة والتضرع لله، فقال تعالى: {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب} [ص:30].
منقووووووووووول
التصنيف: قصص الانبياء و الرسل
وسلم وأبوها أبو بكر الصديق كانت تحتجب وتشد خمارها فيقال لها لِمَ يا عمتاه
وأنتي في بيتك ؟؟ قالت : إنه رجل غريب.
منيجب ومكرجوب الا مارحم ربي
اكرمها الله هذا ردها!!!!!!!! ياامهات المستقبل ربوا بناتكم على حياء ام كلثوم
وكانت النعوش آنذاك عبارة عن خشبة مصفحة يوضع عليها الميت ثم يطرح على الجثة ثوب ولكنه كان يصف حجم الجسم، فقالت لها «اسماء» أو لا نصنع لك شيئاً رأيته في الحبشة؟!
فصنعت لها النعش المغطى من جوانبه بما يشبه الصندوق ودعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت على النعش ثوباً فضفاضا واسعا فكان لا يصف!فلما رأته «فاطمة» فالت لـ «اسماء»: سترك الله كما
سترتني!!
م ن ق و ل
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
وقد التقى في هذه المعركة المقهور بقاهره فشفي منه غيظه، وانتهت بخسارة فادحة لقريش، فقد قٌُتل سبعون رجلاً من أشرافهم، وأُسر منهم سبعون، وكان ممن قٌُتِل وأُسِر أبو جهل بن هشام وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط، وغيرهم من أئمة الكفر والضلال، وقد كان في قتلهم دليلا من دلائل نبوة النبي ـ صل الله عليه وسلم ـ .
فمن دلائل نبوته ومعجزاته ـ صل الله عليه وسلم ـ ما أُطْلِع عليه من الغيوب الماضية والمستقبلية وإخباره عنها، وكما جاءت الأدلة على أن الله تبارك وتعالى قد اختُص بمعرفة علم الغيب وحده، جاءت أدلة أخرى تفيد أن الله تعالى استثنى من خلقه من ارتضاه من الرسل، فأعلمهم ما شاء من غيبه، وجعله معجزة لهم، ودلالة صادقة على نبوتهم، قال الله تعالى: { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً . إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً }(الجـن:27:26).
ومن الأمور الغيبية التي أخبر عنها النبي ـ صلى الله عليه سلم ـ ووقعت أثناء حياته إخباره عن مصارع الطغاة في يوم بدر . ففي اليوم السابق ليوم بدر، تفقد رسول الله ـ صل الله عليه وسلم ـ أرض المعركة المرتقبة، وجعل يشير إلى مواضع مقتل المشركين فيها ..
فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: ( كنا مع عمر بين مكة والمدينة فتراءينا الهلال، وكنت رجلا حديد البصر، فرأيته وليس أحد يزعم أنه رآه غيري، قال فجعلت أقول لعمر : أما تراه؟، فجعل يقول لا يراه، قال: يقول عمر : سأراه وأنا مستلقٍ على فراشي . ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر، فقال: إن رسول الله – صل الله عليه وسلم – كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس، يقول: هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله، قال: فقال عمر : فو الذي بعثه بالحق ما أخطؤوا الحدود التي حد رسول الله – صل الله عليه وسلم ـ )( مسلم ).
وكان النبي ـ صل الله عليه وسلم ـ قبل ذلك في مكة قد دعا عليهم بأسمائهم، كما ذكر ذلك مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صل الله عليه وسلم ـ قال: ( .. اللهم عليك بأبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عقبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط، وذكر السابع ولم أحفظه، فوالذي بعث محمدا ـ صل الله عليه وسلم ـ بالحق، لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر، ثم سُحِبوا إلى القليب قليب بدر )..
قال عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ : ( بينما أنا واقف في الصف يوم بدر، نظرت عن يميني وشمالي، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، تمنيت لو كنت بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عم هل تعرف أبا جهل؟، قال: قلت: نعم، وما حاجتك إليه يا ابن أخي؟، قال:أُخبِرْت أنه يسب رسول الله – صل الله عليه وسلم -، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده، حتى يموت الأعجل منا . قال: فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر فقال مثلها. قال: فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه، قال:فابتدراه بسيفيهما حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله – صل الله عليه وسلم – فأخبراه، فقال: أيكما قتله؟، فقال كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال ـ صل الله عليه وسلم ـ: كلاكما قتله، وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح . والرجلان معاذ بن عمرو بن الجموح، ومعاذ بن عفراء ) ( البخاري ) .
عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ , قال : ( انطلق سعد بن معاذ معتمرا, قال : فنزل على أمية بن خلف أبى صفوان، وكان أمية إذا انطلق إلى الشام فمر بالمدينة نزل على سعد ، فقال أمية لسعد : انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت فطفت؟، فبينا سعد يطوف إذا أبو جهل, فقال: من هذا الذي يطوف بالكعبة؟ّ!، فقال سعد أنا سعد ، فقال أبو جهل : تطوف بالكعبة آمنا، وقد آويتم محمدا وأصحابه؟!، فقال : نعم, فتلاحيا بينهما , فقال أمية لسعد : لا ترفع صوتك على أبى الحكم، فإنه سيد أهل الوادي. ثم قال سعد : والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشام , قال : فجعل أمية يقول لسعد : لا ترفع صوتك وجعل يمسكه، فغضب سعد فقال : دعنا عنك، فإني سمعت محمدا ـ صل الله عليه وسلم ـ يزعم أنه قاتلك, قال: إياي؟!، قال : نعم. قال والله ما يكذب محمد إذا حدث . فرجع إلى امرأته فقال : أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي؟, قالت: وما قال؟، قال : زعم أنه سمع محمدا يزعم أنه قاتلي، قالت: فو الله ما يكذب محمد. قال : فلما خرجوا إلى بدر وجاء الصريخ قالت له امرأته: أما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي؟, قال : فأراد أن لا يخرج فقال له أبو جهل: إنك من أشراف الوادي، فسر يوما أو يومين، فسار معهم , فقتله الله ) ( البخاري ) .
والله تعالى اعلم ،،
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
زيارة آثار قوم شعيب
السؤال: يوجد في مدينة (البدع) بمنطقة تبوك آثار قديمة ومساكن منحوتة في الجبال ، ويذكر بعض الناس أن هذه مساكن قوم شعيب عليه السلام ، والسؤال : هل ثبت أن هذه هي مساكن قوم شعيب
عليه السلام ، أم لم يثبت ذلك ؟ وما حكم زيارة تلك الآثار لمن كان قصده الفرجة والاطلاع ، ولمن كان قصده الاعتبار والاتعاظ ؟
الجواب: الحمد لله
"اشتهر عند الإخباريين : أن منازل (مَدْين) الذين بُعث فيهم نبي الله شعيب عليه الصلاة والسلام هي في الجهة الشمالية الغربية من جزيرة العرب ، والتي تسمى الآن : (البدع) وما حولها ، والله أعلم بحقيقة الحال ، وإذا صح ذلك فإنه لا يجوز زيارة هذه الأماكن لقصد الفرجة والاطلاع ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما مر بالحِجْر – وهي : منازل ثمود – قال : (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم ، أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين) ثم قَنَّع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي . رواه البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما .
وفي رواية له أيضاً : (لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم مثل ما أصابهم).
قال ابن القيم رحمه الله تعالى ، في أثناء ذكره الفوائد والأحكام المستنبطة من غزوة تبوك : "ومنها : أن من مر بديار المغضوب عليهم والمعذبين لا ينبغي له أن يدخلها ، ولا يقيم بها ، بل يسرع السير ، ويتقنع بثوبه حتى يجاوزها ، ولا يدخل عليهم إلا باكياً معتبراً ، ومن هذا : إسراع النبي صلى الله عليه وسلم السير في وادي مُحَسِّر بين منى ومزدلفة ، فإنه المكان الذي أهلك الله فيه الفيل وأصحابه" انتهى من "زاد المعاد" (3 /560) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ، في صدد شرحه للحديث السابق : "وهذا يتناول مساكن ثمود وغيرهم ممن هو كصفتهم ، وإن كان السبب ورد فيهم" . "فتح الباري" (6/380) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز … الشيخ عبد العزيز آل الشيخ … الشيخ صالح الفوزان … الشيخ بكر أبو زيد .
"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (26/394) .
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
فوائد القصص اسلاميات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
القصص له وقع كبير على النفوس ، ولها أثر عميق على القلوب ،
وأفضل القصص قصص القرآن ، لأنها من لدن حكيم خيبر سبحانه وتعالى ،،
فهي تشتمل على عدة أمور::
1- أنها أحسن القصص
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} (3) سورة يوسف
2-أنها قصص فيها عبرة
{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ } (111) سورة يوسف
3- أنها قصص حقيقية :
{مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (111) سورة يوسف
فهل يلتزم من يريد إيراد قصة تحمل هذه المزايا الثلاث :
أما قصص وعظيه ليس له حقيقة ولا تدري أين مصدرها ولا ماهو مخبرها
أما القصص الخيالية فلا تدخل في هذا المجال لأنها خيالية أو رمزية ، فله أن يقول فيها ما يشاء
فليتنبه لهذا ،،،
والله أعلم ،،،
أيضا مما ينبغي التنبه له :-
خلال سرد القصة ، محاولة الوقوف على العضات والعبر التي تحتويها
وخاصة لما يكون فيه عمل خير ،،، فينبه عليه ويركز عليه
وإذا كان فيه شر فيحذر منه ويبين عاقبته ،،،
فلا يسرد مجرد سرد ، دون الوقوف على أهداف القصة ،
ماهي الفوائد من هذه القصة ؟
ثم يسمع الفوائد ،،، ويحاول أن يقرب لهم الفائدة أيضاً
ويركز على أقوى فائدة فيه ويبين ويوضح لهم أكثر حتى يخرجوا بالفائدة المرجوة من إيراد القصة
ففي القصص عبر قد تغير مسار السامع ،،، وتحدث تحولا في حياته
أسأل الله التوفيق والسداد للجميع ،،،
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
ايش اخباركم ان شاء الله تكونوا بخير
((جبت احلى قصة عن موسى وهارون لأحلى اعضاء))
{وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنْ الصَّالِحِين} [الأنعام: 85].
(( ان شاء الله عجبتكم القصة ))
.. لا تنسوا التقييم والردود ..
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
احبائى فى الله
الحمد لله رجعت للمدونة تانى بعد فتره انقطاع واسال الله ان يوفقنى لما فيه خيرنا جميعا
اكتب اليوم عن موضوع عن سيدنا يوسف عليه السلام
{ وَقَالَ ٱلْمَلِكُ ٱئْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَآءَهُ ٱلرَّسُولُ قَالَ ٱرْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ ٱلنِّسْوَةِ ٱللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ }[يوسف: 50]
ومعنى ذلك أن الساقي ذهب إلى مجلس الملك مباشرة، ونقل له تأويل الرُّؤيا، وأصرَّ الملك أنْ يأتوا له بهذا الرجل؛ فقد اقتنع بأنه يجب الاستفادة منه؛ وعاد الساقي ليُخرِج يوسف من السجن الذي هو فيه.
لكنه فُوجِيء برفض يوسف للخروج من السجن، وقوله لمن جاء يصحبه إلى مجلس الملك:
{ ٱرْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ ٱلنِّسْوَةِ ٱللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ } [يوسف: 50].
وهكذا حرص يوسف على ألاَّ يستجيب لمَنْ جاء يُخلِّصه من عذاب السجن الذي هو فيه؛ إلا إذا برئتْ ساحته براءةً يعرفها الملك؛ فقد يكون من المحتمل أنهم ستروها عن أذن الملك.
وأراد يوسف عليه السلام بذلك أن يُحقق المَلِك في ذلك الأمر مع هؤلاء النسوة اللاتي قَطَّعْنَ أيديهن؛ ودَعَوْنَهُ إلى الفحشاء.
واكتفى يوسف بالإشارة إلى ذلك بقوله:
{ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ } [يوسف: 50].
ويُخفي هذا القول في طيَّاته ما قالته النسوة من قبل ليوسف بضرورة طاعة امرأة العزيز في طلبها للفحشاء.
وهكذا نجد القصص القرآني وهو يعطينا العِبْرة التي تخدمنا في واقع الحياة؛ فليست تلك القصص للتسلية، بل هي للعبرة التي تخدمنا في قضايا الحياة.
وبراءة ساحة أي إنسان هو أمر مُهِمٌ؛ كي تزول أيُّ ريبة من الإنسان قبل أن يُسند إليه أي عمل.
وهكذا طلب يوسف عليه السلام إبراء ساحته، حتى لا يَقُولَنَّ قائل في وشاية أو إشاعة " همزاً أو لَمْزاً ":
أليس هذا يوسف صاحب الحكاية مع امرأة العزيز، وهو مَنْ راودته عن نفسه؟
وها هو رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول:
" عجبت لصبر أخي يوسف وكرمه ـ والله يغفر له ـ حيث أُرْسِل إليه ليُستفتى في الرؤيا، وإن كنت أنا لم أفعل حتى أخرج، وعجبت من صبره وكرمه ـ والله يغفر له ـ أُتِي ليخرج فلم يخرج حتى أخبرهم بعذره، ولو كنت أنا لبادرت الباب، ولكنه أحب أن يكون له العذر ".
وشاء نبينا صلى الله عليه وسلم أن يُوضِّح لنا مكانة يوسف من الصبر وعزة النفس والنزاهة والكرامة فقال صلى الله عليه وسلم:
" إن الكريم، ابن الكريم، ابن الكريم، ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم. قال ـ لو لبثتُ في السجن ما لبثَ، ثم جاءني الرسول أجبتُ ثم قرأ صلى الله عليه وسلم-:
{ فَلَمَّا جَآءَهُ ٱلرَّسُولُ قَالَ ٱرْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ ٱلنِّسْوَةِ ٱللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ.. } [يوسف: 50] ".
وهكذا بيَّنَ لنا الرسول صلى الله عليه وسلم مكانة يوسف من الصبر والنزاهة، وخشيته أن يخرج من السجن فَيُشَار إليه: هذا مَنْ راود امرأة سيده.
وفي قول الرسول صلى الله عليه وسلم إشارة إلى مبالغة يوسف في ذلك الأمر، وكان من الأحوط أن يخرج من السجن، ثم يعمل على كشف براءته.
ومعنى ذلك أن الكريم لا يستغل المواقف استغلالاً أحمق، بل يأخذ كل موقف بقدْره ويُرتِّب له؛ وكان يوسف واثقاً من براءته، ولكنه أراد ألاَّ يكون الملك آخر مَنْ يعلم.
وصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم حين قال:
" دَعْ ما يَرِيبُك إلى ما لا يَرِيبك، فإن الصدقَ طُمأنينة، وإن الكذبَ ريبة ".
وكان صلى الله عليه وسلم يرى أن الإيمان بالله يقتضي ألاَّ يقف المؤمن موقفَ الرِّيبة؛ لأن بعض الناس حين يَرَوْنَ نَابِهاً، قد تثير الغيرةُ من نباهته البعضَ؛ فيتقوَّلون عليه.
لذلك فعليك أن تحتاطَ لنفسك؛ بألاَّ تقف موقف الرِّيبة، والأمر الذي تأتيك منه الرِّيبة؛ عليك أن تبتعد عنه.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة،
" فقد جاءته زَوْجه صفية بن حُيي تزوره وهو معتكف في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة من العشاء، ثم قامتْ تنقلب ـ
أي: تعود إلى حجرتها ـ فقام معها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا بلغت باب المسجد الذي عند مسكن أم سلمة زوج رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم، مرّ بهما رجلان من الأنصار فسلَّما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نفذا،
فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: " على رِسْلكما، إنما هي صفية بنت حُيي.
قالا: سبحان الله يا رسول الله، وكبر عليهما ما قال.
قال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما ".
وهنا في الموقف الذي نتناوله بالخواطر، نجد الملك وهو يستدعي النسوة اللاتي قطَّعن أيديهن، ورَاودْنَ يوسف عن نفسه، وهو ما يذكره الحق سبحانه: { قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ… }.
واقف هنا واشوفكم فى خاطره اخرى وبرضه مع سيدنا يوسف عليه السلام
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
أطلس تاريخ الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم بالـصور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي أخواتى الكرام
فهذه سلسلة جديدة من كتاب
أطلس تاريخ الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم
للمؤلف
سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث
نسأل الله أن ينفعنا به وبما علمنا
وتقبلوا فائق احترامي وتقديري
والله يحفظكم ويرعاكم
بهر الإنسان قديماً بما هو موجود على سطح هذه الأرض التي نعيش عليها من ظاهرات طبيعية وبشرية ويزداد انبهاره حينما يتطلع ببصره إلى السماء في ليلة صافية الأديم فيرى النجوم المتلألئة والكواكب المتناثرة
في صفحة الأفق فيعجب لهذا الصنيع العظيم إنه صنع الله الذي أتقن كل شيء
من هنا تولد لدى الإنسان في الماضي الحس الجغرافي الذي تمخض عنه تمثيل هذه الظواهر الجغرافية على وسائله البدائية آنذاك كالنحت في الجبال أو الرسم على جدران الكهوف
أو رسم بعض المعالم الخاصة بالطرق والاتجاهات والمسافات بين تلك المعالم كي يهتدي بها في رحلاته وانتقاله براً وبحراً فكانت الخريطة والتي ارتبطت بتاريخ الإنسان على هذه الأرض
ولعل المشاهد لتلك القطع الأثرية الموجودة في الحضارات القديمة ولاسيما حضارتي الرافدين والنيل يؤكد حقيقة هذا الأمر
فالبابليون رسموا خرائطهم على ألواح الطين في الألف الثالث قبل الميلاد بعدما اخترعوا الكتابة المسمارية ثم توالت التطورات المهارية لرسم الخرائط في العهدين الإغريقي والروماني
بيد أن خرائط العصور الوسطى انتقلت إلى مرحلة أكثر مراساً وتجربة في فن رسم الخرائط
بعد أن برزت إبداعات الجغرافيين المسلمين في رسم خرائطهم على القياسات الفلكية والرياضية في هذا الشأن وهذا ما لم يكن معروفاً من قبل
معنى الأطلس:
هو عبارة عن مصور متعدد الأغراض منه الجغرافي والتاريخي والنباتي والطبي وهكذا لكن الأطالس الجغرافية هي الأطالس التي نالت شهرة في هذا الجانب
أما الأطالس التاريخية فيقصد بها تلك الكتب التي تتناول الأزمنة التاريخية من خلال الخرائط والرسومات والصور والجداول والبيانات والشروح
الخريطة التاريخية:
عبارة عن تمثيل لسطح الكرة الأرضية شبه الكروي أو لجزء منه على سطح مستو كاللوحة أو سطح الورق ويشمل هذا التمثيل توضيح الأحداث التاريخية الهامة على المسرح الجغرافي كالمعارك والحضارات والطرق التجارية ومساكن القبائل مع الاحتفاظ بالمسميات التاريخية القديمة التي عرفت في المعاجم الجغرافية القديمة لتمييز الخريطة تاريخياً
وترسم هذه الخريطة بأبعاد تتناسب مع أبعادها الحقيقية على الأرض بنسبة ثابتة وهي ما تعرف بمقياس الرسم
الخرائط الإغريقية:
تأثر الإغريق (اليونان) بخرائط بلاد ما بين النهرين كثيراً فصارو يرسمون العالم على شكل قرص دائري الشكل تحيط به البحار من كل صوب.
ويعتبر هيكاتيوس من أوائل الذين رسموا العالم على شكل دائري حيث وضع اليونان في وسط الخريطة، ثم جاء بعده هيرودوت الذي صحح معالم الخريطة معتمداً على أسفاره حيث أحاط الأرض بالبحار من ثلاث جهات وجعل جهة الشرق عبارة عن صحراء تمتد للمجهول إلا أن أشهر خرائط هذا العصر خريطة بطليموس الإسكندري الذي رسم خريطة للعالم مؤلفة من ست وعشرين قطعة.
الخرائط الرومانية:
استهل الرومان خرائطهم بتصوير العالم كما صوره البابليون والصينيون وأوائل الإغريق من قبل على شكل قرص دائري بعد أن جعلوا من روما مركزاً لهذا القرص وأهملوا خطوط الطول ودوائر العرض
ومن أبرز الخرائط في العهد الروماني خريطة العالم الدائرية والتي أعطت الدولة الرومانية مساحة عظيمة في الوقت الذي همشت هذه الخريطة الهند والصين وروسيا وجعلتهم على شكل أقاليم صغيرة تحيط بالإمبراطورية الرومانية.
وتميزت في هذا العصر خرائط الطرق أو ما يعرف بالخرائط البيانية أو التخطيطية في القرن الثالث الميلادي
تسطيح الكرة الأرضية:
يقوم رساموا الخرائط (الكارتو جرافيون) برسم الكرة الأرضية بحيث تبدو مسطحة وذلك من خلال القيام بتقسيم السطح إلى عدة قطع متعددة كما في تقطيع حبة التفاحة حيث تقطع إلى شرائح فبعد أن يتم تسطيح هذه الشرائح تظل بعض الفجوات فيقوم (الكارتو جرافيون) بفرد تلك القطع حتى يلامس بعضها البعض مما يؤدي إلى تغيير حجم وشكل اليابسة كما هو الحال في الخريطة أسفل الصفحة
خرائط العصور الوسطى في أوروبا:
استلهم الأوربيون فكرهم الجغرافي في العصور الوسطى من خلال تأثرهم بالفكر الديني المسيحي فقام الرومان بتصوير العالم على شكل قريص يحيط به المحيط من كل جانب، لتحتل مدينة القدس (أورشليم)
مركز القلب ويمثل داخل هذا القرص صليباً ثم يشكل جسم المسيح عليه السلام القلب أو مركز المدينة أورشليم بينما يعني الذراعان البحر الأحمر والبحر الأسود والساق يمثله البحر المتوسط أما الرأس فتمثله الجنة الواقعة في أقصى الشرق
الخرائط عند المسلمين في العصور الوسطى:
ساهم المسلمون طوال القرون الوسطى مساهمة فعلية في الارتقاء بعلم الخرائط وفنون صناعتها متأثرين بما وصل إليه الإغريق من تقدم في هذا الجانب إضافة إلى ما يكتنزونه من فطرة وثقافة إيمانية جعلتهم ينظرون إلى الكون بنظرة أكثر فقها ومعرفة..
إلا أن التميز الحقيقي للخرائط العربية الإسلامية تمثلت بما قدمه الرحالة الجغرافيون الذين أثروا المجال في هذا الصدد فالخرائط العربية الدقيقة الصنع
هي من وضع خرائط البلدانيين والمسالكيين ممن قام عملهم على الرحلة والمشاهدة ويعتبر الإدريسي صاحب كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق خير شاهد على هذا النموذج التفصيلي للخريطة
بل إن المسلمين منذ انطلاقهم لتبليغ أمر الدعوة الإسلامية خارج الجزيرة العربية، اهتموا بدراسة الظاهرات الجغرافية والإسهاب في وصفها ورسم مصورات وخرائط لها من أجل فرض النظام الإداري لمتابعة أمر الزكاة والخراج والجزية بالطريقة التي أمر بها الشارع الحكيم من دون ظلم ولا حيف.
فكانت الخرائط خير معين بعد الله في معرفة أقاليم العالم الإسلامي ناهيك أن دوافع التعرف على طبيعة البلدان المحيطة بالأقاليم المفتوحة للاستمرار في نشر كلمة التوحيد بين شعوب الأرض فكانت الخرائط التفصيلية التي سهلت مثل هذه المهام الجسام في مسيرة الفتح الإسلامي
صفة الأرض للعالم الصفاقسي المتوفى في 958 للهجرة المباركة.
لكم تحياتي
لمسات دافئه
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
قـصة صاحب البقرة في زمن موسى عليه السلام
اعداد الموضوع: محمد بن لمين
قوله تعالى: ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ). البقرة 67
والقصة (1) فيه أنه كان في بني إسرائيل رجل غني وله ابن عم فقير لا وارث له سواه، فلما طال عليه موته قتله ليرثه، وحمله إلى قرية أخرى وألقاه بفنائهم، ثم أصبح يطلب ثأره وجاء بناس إلى موسى يدعي عليهم القتل، فسألهم موسى فجحدوا، واشتبه أمر القتيل على موسى ، فسألوا موسى أن يدعو الله ليبين لهم بدعائه، فأمرهم الله بذبح بقرة فقال لهم موسى: إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة { قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا } أي: تستهزئ بنا، نحن نسألك عن أمر القتيل وتأمرنا بذبح البقرة !! ، { قَالَ } موسى { أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ } ، ولو أنهم عمدوا إلى أدنى بقرة فذبحوها لأجزأت عنهم، ولكنهم شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم وكانت تحته حكمة.
وذلك أنه كان في بني إسرائيل رجل صالح له ( ابن ) طفل وله عجلة اتى بها إلى غيضة (2) وقال: اللهم إني أستودعك هذه العجلة لابني حتى تكبر، ومات الرجل فصارت العجلة في الغيضة عوانا (3) ، وكانت تهرب من كل من رآها فلما كبر الابن وكان بارا بوالدته، وكان يقسم الليل ثلاثة أثلاث يصلي ثلثا وينام ثلثا ويجلس عند رأس أمه ثلثا، فإذا أصبح انطلق فاحتطب على ظهره فيأتي به إلى السوق فيبيعه بما شاء الله ثم يتصدق بثلثه، ويأكل ثلثه، ويعطي والدته ثلثه، فقالت له أمه يوما: إن أباك ورثك عجلة استودعها الله في غيضة كذا فانطلق وادع إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق أن يردها عليك ، وعلامتها أنك إذا نظرت إليها يخيل إليك أن شعاع الشمس يخرج من جلدها، وكانت تسمى المذهبة لحسنها وصفرتها، فأتى الفتى الغيضة فرآها ترعى فصاح بها وقال: أعزم بإله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب أن تأتي إلي فأقبلت تسعى حتى قامت بين يديه فقبض على عنقها يقودها، فتكلمت البقرة بإذن الله تعالى فقالت: أيها الفتى البار بوالدتك اركبني فإن ذلك أهون عليك، فقال الفتى: إن أمي لم تأمرني بذلك ولكن قالت: خذ بعنقها، فقالت البقرة: بإله بني إسرائيل لو ركبتني ما كنت تقدر علي أبدا، فانطلق فإنك لو أمرت الجبل أن ينقلع من أصله وينطلق معك لفعل لبرك بأمك، فسار الفتى بها إلى أمه فقالت له: إنك فقير لا مال لك فيشق عليك الاحتطاب بالنهار والقيام بالليل فانطلق فبع هذه البقرة، قال: بكم أبيعها؟ قالت: بثلاثة دنانير ولا تبع بغير مشورتي وكان ثمن البقرة يومئذ ثلاثة دنانير، فانطلق بها إلى السوق، فبعث الله ملكا ليرى خلقه قدرته وليختبر الفتى كيف بر بوالدته، وكان الله به خبيرا فقال له الملك: بكم تبيع هذه البقرة؟ قال: بثلاثة دنانير وأشترط عليك رضى والدتي فقال الملك: لك ستة دنانير ولا تستأمر والدتك فقال الفتى: لو أعطيتني وزنها ذهبا لم آخذه إلا برضى أمي فردها إلى أمه فأخبرها بالثمن فقالت: ارجع فبعها بستة دنانير على رضى مني فانطلق بها إلى السوق وأتى الملك فقال: استأمرت أمك فقال الفتى: إنها أمرتني أن لا أنقصها عن ستة على أن أستأمرها فقال الملك: فإني أعطيك اثني عشر على أن لا تستأمرها، فأبى الفتى، فرجع إلى أمه فأخبرها، فقالت إن الذي يأتيك ملك في صورة آدمي ليختبرك فإذا أتاك فقل له: أتأمرنا أن نبيع هذه البقرة أم لا؟( ففعل ) فقال له الملك: اذهب إلى أمك وقل لها أمسكي هذه البقرة فإن موسى بن عمران عليه السلام يشتريها منك لقتيل يقتل في بني إسرائيل فلا تبيعوها إلا بملء مسكها دنانير، فأمسكوها، وقدر الله تعالى على بني إسرائيل ذبح تلك البقرة بعينها فما زالوا يستوصفون موسى حتى وصف لهم تلك البقرة، مكافأة له على بره بوالدته فضلا منه ورحمة.
__________
(1) القصة من الإسرائيليات، كما يظهر، ولا يقبل في تفسير كتاب الله إلا ما جاء برواية ثابتة. وقال ابن كثير رحمه الله بعد أن قص قصة البقرة: وهذه السياقات عن عبيدة وأبي العالية والسدي وغيرهم فيها اختلاف والظاهر أنها مأخوذة من كتب بني إسرائيل، وهي مما يجوز نقلها، ولكن لا تصدق ولا تكذب. فلهذا لا يعتمد عليها إلا ما وافق الحق عندنا، والله أعلم". تفسير ابن كثير 1 / 197 وانظر: الإسرائيليات في التفسير والحديث للدكتور محمد حسين الذهبي.
(2) الشجر الملتف.
(3) متوسط في السن بين الصغر والكبر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع: كتاب : معالم التنزيل للبغوي
الكتاب : معالم التنزيل
المؤلف : محيي السنة ، أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي (المتوفى : 510هـ)