التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

مسارات لرد عملي على الفيلم المسيء للنبي صلّى الله عليه وسلم من السنة

مسارات لرد عملي على الفيلم المسيء للنبي صلّى الله عليه وسلم

مجدي داود


بسم الله الرحمن الرحيم


حلقة جديدة من حلقات الإساءة للنبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- تمثلت هذه المرة في فيلم من إنتاج إحدى منظمات أقباط المهجر، المدعومين من الكنيسة المصرية، والذين يقومون بالتواصل الدائم معها، ويدافع عنهم القساوسة ومحامو الكنيسة، الفيلم الجديد تم بتعاون أقباط المهجر، مع القس الأمريكي الموتور "تيري جونز" الذي قام بحرق نسخ من القرآن الكريم سابقًا.

والفيلم يحمل الكثير من الإساءة للنبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- وجرى تصويره بصورة سيئة للغاية، وتظهر فيه بوضوح الأيدي اليهودية الخبيثة، في محاولة لتحسين صورة اليهود في الوقت الذي تشوه صورة النبي الكريم –صلى الله عليه وسلم- وسيرته العطرة.

جاءت ردود الفعل على هذا الفيلم المسيء مخيبة للآمال بشكل كبير، فقد صمتت الهيئات والمنظمات الإسلامية العالمية ولم نجد لها رد فعل على مستوى الإساءة، كما صمتت كبرى الحركات الإسلامية في مصر والعالم، واكتفت ببيان هزيل مساء الثلاثاء، بينما خرج البعض الآخر في تظاهرة غير منظمة أمام السفارة الأمريكية في القاهرة، تم خلالها إنزال العلم الأمريكي وحرقه، ورفع العلم المرتبط بتنظيم القاعدة –وإن كان له أصل تاريخي في سيرة النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- أما في ليبيا فقد هوجمت القنصلية الأمريكية في بنغازي، وعلى إثر ذلك قتل السفير الأمريكي وأصيب آخرون، بينما طالب البعض بردود فعل أهدأ وأجدى، إلا أن المقترحات المقدمة ليست على مستوى الفعل المسيء.

الغريب في ردود الفعل التي ظهرت خلال الأيام الماضية، أنها موجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، رغم أن الطرف الأساسي في إنتاج وإعداد ذلك الفيلم، هم أقباط المهجر، وهم مسيحيون مصريون مدعومون من الكنيسة، تربطهم علاقات ومصالح مع دوائر صهيونية وأمريكية نافذة، وكان الأولى أن توجه معظم ردود الأفعال في مصر، للضغط على أجهزة الدولة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد هؤلاء، لإنزال العقاب المناسب بهم على جريمتهم.

هناك الكثير من المسارات التي يمكن السير فيها جميعًا في وقت واحد، للرد على هذه الإساءة الجديدة، دون أن تسبب لمصر حرجًا بالغًا على المستوى الدولي، فلا شك أن اقتحام السفارة وإنزال العلم سيحرج القيادة المصرية الجديدة، التي لا تزال تخطو خطواتها الأولى في استعادة الاستقرار للبلاد، واستعادة دورها ومكانتها الخارجية، ومن هذه المسارات، ما هو سياسي وقانوني ودستوري ودعوي واقتصادي .. إلخ.

من أهم المسارات التي يجب السير فيها لمواجهة هذه الأزمة، هو الضغط السياسي من قبل الدولة والقوى السياسية الفاعلة على الكنيسة الأرثوذكسية لإعلان موقف واضح صريح تجاه أقباط المهجر، لا يتمثل في مجرد إعلان رفض إنتاج هذا الفيلم، بل في إنهاء علاقة هؤلاء المجرمين بالكنيسة نهائيًا، وكذلك القساوسة الذي يمتهنون الهجوم على الإسلام وسب النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وعلى رأسهم زكريا بطرس ومرقس عزيز، ويجب التأكيد على رفع يد الكنيسة عن هؤلاء تمامًا، حتى يلاقوا عقابهم دون أن يكونوا متمتعين بحصانة من نوع ما.

وفي ذلك الإطار أيضًا، يجب سن القوانين التي تلزم الدولة بمراقبة الكنائس والإشراف عليها ماليًا وأمنيًا، وألا تسمح بأن يكون في الدولة مكان تُمنع فيه أجهزتها الأمنية والرقابية من دخوله، أيًا كان، سواء كان كنيسة أو دير أو مسجد، أو حتى البطريركية، وكذلك إلزام الكنيسة بعدم لعب أي دور سياسي، كما أن الأزهر لا يلعب دورًا سياسيًا.

ومن أهم سبل الضغط -والتي تعتبر أشد وأنكى من حرق الأعلام واقتحام السفارات- الضغط على الكنيسة لإخراج المسلمات المحتجزات داخل الأديرة والكنائس، وعلى رأسهن الأسيرة كاميليا شحاته زاخر، وفتح ملف الشهيدة وفاء قسطنطين، ومعاقبة المتورطين في جريمة مقتلها وسلبها حريتها وسلب الأخريات حريتهن، وحبسهن بالمخالفة للقانون، وإزالة الحواجز والعقبات أمام دخول القاصرات إلى الإسلام، وعلى رأسها ما يسمى بجلسات النصح، وكل هذا سيدفع الكنيسة إلى إيقاف هؤلاء المتطرفين؛ لأنها ستجد نفسها في مواجهة الدولة والمجتمع، وحينها ستتخلى الولايات المتحدة والمنظمات اليهودية والمسيحية عن أقباط المهجر، حيث لن يكون لهم –حينها- نفوذ في مصر.

وفي المسار الدستوري، يجب على القوى السياسية والشعبية أن تمارس الضغط على الجمعية التأسيسية لوضع الدستور الجديد، من أجل إقرار مواد تجرم الإساءة للذات الإلهية وذوات الأنبياء والرسل الكرام جميعًا، وأمهات المؤمنين، وصحابة النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وأن يعاقب من يرتكب ذلك بأشد العقوبة المقررة في الشريعة الإسلامية، ولا يستثنى من ذلك أي شئ، سواء أطلقوا عليه فنًا أو إبداعًا أو تمثيلًا، أو غير ذلك من المسميات التي يراد بها هدم العقائد الدينية الثابتة، والأسس والثوابت والتقاليد الاجتماعية والأواصر الأسرية، وتفكيك نسيج المجتمع.

لا يصح بعد هذا الفيلم المسيء، أن نقبل بغموض حول هوية الدولة في الدستور الجديد، فينبغي أن تكون المواد التي تتحدث عن هوية الدولة ومصادر التشريع واضحة بينة لا تقبل خلافًا بين القانونيين، حتى لا نجد أنفسنا ندور في دوامة من التفسيرات التي لا تنتهي، والتي يجيدها القانونيون والدستوريون، فيفرغون المواد من مضمونها، وبذلك تصير هوية الدولة معرضة للخطر بشكل كبير.

وفي المسار الاقتصادي، ينبغي على الجماهير الغاضبة أن تقوم بحملة مقاطعة شعبية واسعة لأقباط المهجر وكل من يدعمهم في الداخل، وهؤلاء كلهم معروفون لدى المصريين، وكانت حملة المقاطعة التي دشنت العام الماضي لشركة "موبينيل" التابعة لنجيب ساويرس، مؤلمة إلى الحد الذي جعله يسب اللحظة التي أساء فيها إلى الإسلام، ويعتذر اعتذارًا واضحًا، وإذا ما استطاعت القوى الإسلامية في مصر تدشين حملة مقاطعة قوية واسعة، بعيدًا عن الاعتبارات والمواءمات السياسية، فإنها ستمثل أحد أهم أساليب الرد العملي على العدوان السافر على مقام رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وبالطبع هذه الحملة إن نجحت، فسيكون لها تأثير قوي في التمييز بين المسيحيين الوطنيين الذين يريدون الاستقرار والأمان لهذا البلد، وبين المأجورين مسعري الفتن، ممن يرتبطون بالدوائر الصهيونية العالمية.

على المستوى الخارجي، ينبغي على الحكومات العربية والإسلامية جميعها، وفي القلب منها مصر، الاحتجاج الرسمي لدى الولايات المتحدة على إنتاج ذلك الفيلم، وإيصال رسائل واضحة لرفض هذه التصرفات، والضغط في اتجاه إصدار قانون تجريم الإساءة للمقدسات الإسلامية، والسماح للقضاء في الدول العربية والإسلامية بملاحقة رمزية لهؤلاء المجرمين، حتى يشعروا أن ثمة جريمة قد يعاقبون عليها إذا هم دخلوا الدول الإسلامية.

كذلك فإن الإعلام -أيضًا- له دور بارز في الرد العملي على هذه الإساءة، فالإعلاميون والصحفيون وأصحاب الرأي والفكر، منوط بهم خلق رأي عام شعبي، يرفض أي إساءة للرموز والشعائر الإسلامية، فما يقوم به الإعلاميون العلمانيون اليوم، أنهم يفرغون كل الرموز من معانيها ومكانتها لدى الناس، فها هم يهاجمون الحجاب والحج ويتهجمون على النصوص والغيب والذات الإلهية وصحابة النبي الكريم، ثم يزعمون أن هذا حرية رأي وتعبير، وإذا كان لابد من صياغة القوانين التي تجرم ذلك، فلابد أيضًا أن نوجه الجماهير إلى رفض ذلك رفضًا قاطعًا، حتى تكون الجماهير داعمًا أساسيًا للدولة في مواجهة الانحراف والشذوذ الفكري.

وينبغي أن يستغل الإعلاميون والصحفيون والكتاب والمفكرون، تلك الفرصة لكشف حقيقة أقباط المهجر، وفضح علاقاتهم القوية بالاستخبارات الأمريكية، وبالعديد من المنظمات الصهيونية والتنصيرية على مستوى العالم، وكذلك علاقتهم القوية بالكيان الصهيوني، والمصالح المتبادلة بينهم، والمخطط الذي يسعون لتنفيذه في مصر، لصالح الصهيونية العالمية، وهناك الكثير من المهتمين بالشأن التنصيري، يمتلكون المعلومات والأدلة الكافية لإثبات عمالة وخيانة هؤلاء، بشكل قاطع يوجب محاكمتهم.

هناك الكثير من وسائل الرد العملي على الإساءة المواجهة للنبي الكريم –صلى الله عليه وسلم- كل حسب استطاعته ومقدرته، وكل دولة حسب ظروفها، ولكن يجب أن تكون هذه الوسائل مناسبة، بحيث لا تشكل مشكلة أو ضغطًا لاحقًا على الدول العربية، مثل اقتحام السفارات والهجوم على الرعايا الأمريكيين.


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

حديث ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) – في الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعض الروافض يحتجون بحديث : ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) الموجود في البخاري , وهذا صراحة فيه حجة لهم على تكفير معاوية رضي الله عنه ، ولا يوجد الكثير من الرد على هذه الشبهة على الإنترنت . فأرجو تفنيد هذه الشبهة . الجواب :
الحمد لله
أولا :
الواجب إحسان الظن بمن اصطفاهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فهم خير صحابة لخير نبي ، لا يجوز في حقهم إلا حسن الثناء عليهم ، ومن وقع فيهم فهو متهم على دينه .
قال أبو زرعة الرازي رحمه الله : " إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ؛ وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق ، وإنما أدى إلينا هذا القرآنَ والسننَ أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى وهم زنادقة " انتهى من "الكفاية في علم الرواية" للخطيب البغدادي (ص 49) .
وانظر جواب السؤال رقم : (187689) .
ثانيا :
إنما اقتتل عامة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على التأويل والاجتهاد ، الذي يبدو لصاحبه أنه على الحق ؛ ولذلك لما استبان لبعضهم أنه كان مخطئا ندم على خروجه وقتاله ، والندم توبة ، والتوبة تجب ما قبلها ، وخاصة في حق أشرف الخلق وأعلاهم قدرا وأعظمهم حرما وجاها بعد أنبياء الله ورسله .
ومن تحقق الأمر علم أن هذا القتال كان سببه أهل الفتنة ، الذين روجوا لها بالباطل.
وقد خرج في هذا القتال كثير من الصحابة رضي الله عنهم يبغون الإصلاح بين الناس ، وكان القتال أبغض شيء إلى أنفسهم ، ولكن كان أمر الله قدرا مقدورا .
ثالثا :
روى البخاري (447) عن أَبِي سَعِيدٍ الخدري في ذكر بِنَاءِ المَسْجِدِ ، قَالَ: " كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً وَعَمَّارٌ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ ، وَيَقُولُ: ( وَيْحَ عَمَّارٍ ، تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الجَنَّةِ ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ ) قَالَ: يَقُولُ عَمَّارٌ: " أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الفِتَنِ " .
فالمراد بالدعاء إلى الجنة في هذا الحديث : الدعاء إلى سببها وهو طاعة أمير المؤمنين ، والمراد بالدعاء إلى النار : الدعاء إلى سببها ، وهو مشاقة أمير المؤمنين ، والخروج عليه .
لكن من فعل ذلك باجتهاد وتأويل سائغ ، فهو معذور .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ حَيْثُ أَخْبَرَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ عَنْ عَمَّارٍ أَنَّهُ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ، وَقَدْ قَتَلَهُ أَهْلُ الشَّامِ فِي وَقْعَةِ صِفِّينَ ، وَعَمَّارٌ مَعَ عَلِيٍّ وَأَهْلِ الْعِرَاقِ كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ وَتَفْصِيلُهُ فِي مَوْضِعِهِ ، وَقَدْ كَانَ عَلِيٌّ أَحَقَّ بِالْأَمْرِ مِنْ مُعَاوِيَةَ .
وَلَا يَلْزَمُ مِنْ تَسْمِيَةِ أَصْحَابِ مُعَاوِيَةَ بُغَاةً : تَكْفِيرُهُمْ ، كَمَا يُحَاوِلُهُ جَهَلَةُ الْفِرْقَةِ الضَّالَّةِ مِنَ الشِّيعَةِ وَغَيْرِهِمْ ; لِأَنَّهُمْ ، وَإِنْ كَانُوا بُغَاةً فِي نَفْسِ الْأَمْرِ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا مُجْتَهِدِينَ فِيمَا تَعَاطَوْهُ مِنَ الْقِتَالِ، وَلَيْسَ كُلُّ مُجْتَهِدٍ مُصِيبًا، بَلِ الْمُصِيبُ لَهُ أَجْرَانِ، وَالْمُخْطِئُ لَهُ أَجْرٌ .
وَمَنْ زَادَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ بَعْدَ قَوْلِهِ: " «تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» ": لَا أَنَالَهَا اللَّهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقَدِ افْتَرَى فِي هَذِهِ الزِّيَادَةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ; فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْهَا ؛ إِذْ لَمْ تُنْقَلْ مِنْ طَرِيقٍ تُقْبَلُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ: «يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ» : فَإِنَّ عَمَّارًا وَأَصْحَابَهُ يَدْعُونَ أَهْلَ الشَّامِ إِلَى الْأُلْفَةِ وَاجْتِمَاعِ الْكَلِمَةِ ، وَأَهْلُ الشَّامِ يُرِيدُونَ أَنْ يَسْتَأْثِرُوا بِالْأَمْرِ دُونَ مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِهِ ، وَأَنْ يَكُونَ النَّاسُ أَوْزَاعًا عَلَى كُلِّ قُطْرٍ إِمَامٌ بِرَأْسِهِ ، وَهَذَا يُؤَدِّي إِلَى افْتِرَاقِ الْكَلِمَةِ ، وَاخْتِلَافِ الْأُمَّةِ، فَهُوَ لَازِمُ مَذْهَبِهِمْ وَنَاشِئٌ عَنْ مَسْلَكِهِمْ ، وَإِنْ كَانُوا لَا يَقْصِدُونَهُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ ." .
انتهى من "البداية والنهاية" (4/538) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" فَإِنْ قِيلَ : كَانَ قَتْلُهُ بِصِفِّينَ ، وَهُوَ مَعَ عَلِيٍّ ، وَالَّذِينَ قَتَلُوهُ مَعَ مُعَاوِيَةَ ، وَكَانَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ : فَكَيْفَ يَجُوزُ عَلَيْهِمُ الدُّعَاءُ إِلَى النَّارِ ؟
فَالْجَوَابُ : أَنَّهُمْ كَانُوا ظَانِّينَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَهُمْ مُجْتَهِدُونَ لَا لَوْمَ عَلَيْهِمْ فِي اتِّبَاعِ ظُنُونِهِمْ ، فَالْمُرَادُ بِالدُّعَاءِ إِلَى الْجَنَّةِ : الدُّعَاءُ إِلَى سَبَبِهَا وَهُوَ طَاعَةُ الْإِمَامِ ، وَكَذَلِكَ كَانَ عَمَّارٌ يَدْعُوهُمْ إِلَى طَاعَةِ عَلِيٍّ ، وَهُوَ الْإِمَامُ الْوَاجِبُ الطَّاعَةُ إِذْ ذَاكَ ، وَكَانُوا هُمْ يَدْعُونَ إِلَى خِلَافِ ذَلِكَ ، لَكِنَّهُمْ معذورون للتأويل الَّذِي ظهر لَهُم " .
انتهى من "فتح الباري" (1/ 542) ، وينظر : "مجموع فتاوى شيخ الإسلام" (4/437) .
فلا بد أن نفرق بين المجتهد المخطئ ، وبين المتعمد الفساد والفتنة .
وقد قال الله تعالى : ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) الحجرات/ 9- 10.
فدل ذلك على أن حصول القتال بين المؤمنين ممكن ، دون أن تسلب إحدى الطائفتين اسم الإيمان لقتالها الطائفة الأخرى ، ثم قال تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ) .
فسماهم – مع قتالهم – إخوة ، وأمر المسلمين بالإصلاح بينهم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" فَبَيَّنَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنَّهُمْ مَعَ الِاقْتِتَالِ ، وَبَغْيِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ : مُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ ، وَأَمَرَ بِالْإِصْلَاحِ بَيْنَهُمْ ؛ فَإِنْ بَغَتْ إحْدَاهُمَا بَعْدَ ذَلِكَ : قُوتِلَتْ الْبَاغِيَةُ ، وَلَمْ يَأْمُرْ بِالِاقْتِتَالِ ابْتِدَاءً.
وَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الطَّائِفَةَ الْمَارِقَةَ [ الخوارج ] : يَقْتُلُهَا أَدْنَى الطَّائِفَتَيْنِ إلَى الْحَقِّ ، فَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَمَنْ مَعَهُ هُمْ الَّذِينَ قَاتَلُوهُمْ .
فَدَلَّ كَلَامُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنَّهُمْ أَدْنَى إلَى الْحَقِّ مِنْ مُعَاوِيَةَ وَمَنْ مَعَهُ ، مَعَ إيمَانِ الطَّائِفَتَيْنِ " انتهى من مجموع الفتاوى (25/ 305-306) .

وعنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عِنْدَ فُرْقَةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ ) رواه مسلم ( 1064).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" فهذا الحديث الصحيح دليل على أن كلتا الطائفتين المقتتلتين – علي وأصحابه ، ومعاوية وأصحابه – على حق ، وأن عليّاً وأصحابه كانوا أقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه " .
انتهى من" مجموع الفتاوى " ( 4 / 467 ) ، وينظر أيضا : "مجموع الفتاوى" (4/437-438) .
وينظر للمزيد جواب السؤال رقم : (147974) ، (140984) .
والحاصل :
أن مجرد قوله : ( ويدعونه إلى النار ) لا يعني الكفر ، والعياذ بالله ، ومن قال ذلك فإنما أتي من بالغ جهله ، بل هذا من أحاديث الوعيد : كما أن آكل الربا في النار ، وآكل مال اليتيم في النار ، ونحو ذلك من أحاديث الوعيد ، التي لا تستلزم كفر صاحبها ، وإن كانت تدل على أن عمله محرم ؛ بل من الكبائر .
بل قد حمل بعض أهل العلم قوله ( ويدعونه إلى النار ) على الخوارج .
قال ابن بطال رحمه الله :
" قوله: (يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) ، إنما يصح ذلك في الخوارج الذين بعث إليهم علىّ عمارًا ليدعوهم إلى الجماعة ، وليس يصح في أحد من الصحابة؛ لأنه لا يجوز لأحد من المسلمين أن يتأول عليهم إلا أفضل التأويل ؛ لأنهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أثنى الله عليهم وشهد لهم بالفضل ، فقال تعالى: (كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس) آل عمران/ 110 .
قال المفسرون : هم أصحاب رسول الله، وقد صح أن عمارًا بعثه علىّ إلى الخوارج يدعوهم إلى الجماعة التي فيها العصمة " انتهى من "شرح صحيح البخاري" (2/ 98-99) .
راجع للفائدة جواب السؤال رقم : (171167) .
والله تعالى أعلم .

موقع الإسلام سؤال وجواب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

قمة الإخلاص عند السلف من السنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد ضرب سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين أروع الأمثلة في الإخلاص وصدقهم مع الله عز وجل، حتى حبب الله لهم الخلق والعباد، وألقى لهم القبول في الأرض، ورفع من شأنهم ، وأعلى ذكرهم .وإليك أيها السني المبارك هذه الأمثلة والنماذج لتكون عوناً لنا على الاجتهاد وتحرى الإخلاص.


عن الربيع بن خثيم أنه قال لأهله : اصنعوا لنا خبيصاً، فصنعوا له فدعا رجلاً به خبل ( فساد في العقل وهو ضرب من الجنون) فجعل يلقمه ولعابه يسيل، فلما ذهب قال أهله : تكلفنا وصنعنا ما ندري هذا ما أكل، فقال الربيع : (( لكن الله يعلم )) [ الحلية 2/107]


كان أبو وائل إذا صلى في بيته ينشج نشيجا، ولو رجعت له الدنيا على أن يفعله وأحد يراه
ما فعله. [ السير 4/165]
عن الأعمش قال: كان عبد الرحمن بن أبي ليلى يصلي، فإذا دخل الداخل نام على فراشه. [ السير 4/264]


عن حماد بن زيد قال: كان أيوب في مجلس فجاءته عبرة، فجعل يمتخط ويقول( ما اشد الزكام)) اهـ [ السير 6/20]


وعن ابن واسع: (( إن الرجل ليبكي عشرين سنة، وامرأته معه لا تعلم )) اهـ [ السير 6/122]


عن سلام، قال: كان أيوب السختياني يقوم الليل كله، فيخفي ذلك فإذا كان عند الصبح رفع صوته، كأنه قام تلك الساعة. [ السير 6/17]
عن شعبة، يقول: ما من الناس أحد أقول إنه طلب الحديث يريد به الله إلا هشام صاحب الدستوائي ، وكان يقول: ليتنا ننجو من هذا الحديث كفافا لا لنا ولا علينا. ثم قال شعبة: إذا كان هشام يقول هذا فكيف نحن؟؟ [ السير 7/150]


وعن سهل بن منصور، قال: كان بشر يصلي فيطول ورجل وراءه ينظر، ففطن له فلما انصرف قال: (( لا يعجبك مارأيت مني، فإن إبليس قد عبد الله دهرا مع الملائكة )) اهـ
[ السير 8/361]


وقال محمد بن عبدوية: سمعت الفضيل يقول( ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله عنهما )) اهـ [ السير 8/427]
وقال الشاطبي: (( لا يقرأ أحد قصيدتي هذه، إلا وينفعه الله لأنني نظمتها لله )) اهـ
[ السير 21/263]


وعن نعيم بن حماد سمعت ابن المبارك يقول: ما رأيت أحدا ارتفع مثل مالك، ليس له كثير صلاة ولا صيام، إلا أن تكون له سريرة. قلت( الإمام الذهبي): (( ما كان عليه من العلم ونشره أفضل من نوافل الصوم والصلاة لمن أراد به الله )) اهـ [ السير 8/97]


قال عون بن عمارة :سمعت هشاما الدستوائي :يقول والله ما أستطيع أن أقول أني ذهبت يوما قط أطلب الحديث أريد به وجه الله عز وجل. قلت( الإمام الذهبي): والله ولا أنا فقد كان السلف يطلبون العلم لله فنبلوا، وصاروا أئمة يقتدى بهم، وطلبه قوم منهم أولا لا لله، وحصلوه، ثم استفاقوا وحاسبوا أنفسهم فجرهم العلم إلى الأخلاص في أثناء الطريق، كما قال مجاهد وغيره: طلبنا هذا العلم وما لنا فيه كبير نية، ثم رزق الله النية بعد وبعضهم يقول: طلبنا هذا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله فهذا أيضا حسن. ثم نشروه بنية صالحة وقوم طلبوه بنية فاسدة لأجل الدنيا وليثنى عليهم فلهم ما نووا. [ السير 7/152]


وعن الفيض، قال لي الفضيل: (( لو قيللك امرائي، غضبت وشق عليك، وعسى ماقيل لك حق، تزينت للدنيا وتصنعت، وقصرت ثيابك وحسنت سمتك، وكففت أذاك حتى يقال: أبو فلان عابد ما أحسن سمته فيكرمونك، وينظرونك، ويقصدونك ويهدون إليك مثل الدرهم الستوق( المزيف) لايعرفه كل أحد، فإذا قشر، قشر عن نحاس )) اهـ [ السير8/438]


ولما خرج محمد بن عبد الله بن حسن لزم (ابن أبي ذئب) بيته إلى أن قتل محمد، وكان أمير المدينة الحسن بن زيد يجري على ابن أبي ذئب كل شهر خمسة دنانير، وقد دخل مرة على والي المدينة فكلمه وهو عبد الصمد بن علي عم المنصور فكلمه في شيء فقال: عبد الصمد بن علي إني لأراك مرائيا، فأخذ عودا وقال: (( من أرائي فوالله للناس عندي أهون من هذا )) اهـ [ السير7/141]


قال عاصم الأحول: (( كان أبو العالية إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام فتركهم )) اهـ [ السير4/210]وأما شدة اتهام السلف لأنفسهم، واحتقارهم وازدرائهم لها، برغم كثرة الأعمال، والطاعات والمجاهدات، فحدث ولا حرج. وإليك أيها الحبيب هذه الأمثلة التي تبين كيفية احتقارالسلف الصالح لأنفسهم مهما عملوا من أعمال.


قال الفيض بن اسحاق: قال لي الفضيل: (( تريد الجنة مع النبيين والصديقين، وتريد أن تقف الموقف مع نوح وإبراهيم ومحمد عليهم الصلاة والسلام؟؟ بأي عمل وأي شهوة تركتها لله عز وجل، وأي قريب باعدته في الله، وأي بعيد قربته في الله )) اهـ [ تهذيب الحلية 3/10]


وقال محمد بن واسع : (( لو كان يوجد للذنوب ريح، ما قدرتم أن تدنوا مني من نتن ريحي )) اهـ [ صفوة الصفوة 3/268]


وعن يونس بن عبيد قال : (( إني لأعد مائة خصلة من خصال البر، ما في منها خصلة واحدة )) اهـ [ تهذيب الحلية 1/437]


وقال محمد بن أسلم الطوسي: (( قد سرت في الأرض ودرت فيها، فبالذي لا إله إلا هو ما رأيت نفساً تصلى إلى القبلة شراً عندي من نفسي )) اهـ [ الحلية 9/244]
وعن ابن المبارك قال: (( إذا عرف الرجل قدر نفسه، يصير عند نفسه أذل من كلب )) [ السير 8/399]


قال أبو أمية الأسود: سمعت ابن المبارك: يقول أحب الصالحين ولست منهم، وأبغض الطالحين وأنا شر منهم ثم أنشأ يقول:


الصمت أزين بالفتى ……………………….. من منطق في غير حينه

والصدق أجمل …………………………….. بالفتى في القول عندي من يمينه

وعلى الفتى بوقاره …………………………….. سمة تلوح على جبينه

فمن الذي يخفي علي …………………………… اذا نظرت الى قرينه

رب امرئ متيقن …………………………………. غلب الشقاء على يقينه


فأزاله عن رأيه ………………………………….. فابتاع دنياه بدينه
[ السير 8/417-418]


وعن وهيب بن بن خالد قال: قال أيوب السختياني: (( إذا ذكر الصالحون كنت منهم بمعزل)) اهـ [ صفوة الصفوة 3/210]


وعن الحر بن عبد ربه القيسي ، وكان ذا قرابة لرياح بن عمرو القيسي ، قال: كنت أدخل المسجد وهو يبكي، وأدخل عليه البيت وهو يبكي ، فقلت له يوماً: انت دهرك في مأتم، فبكي ثم قال: (( يحق لأهل المصائب والذنوب أن يكونوا هكذ)) اهـ [ صفوة الصفوة 3/261]


وقال السري السقطي: (( ما أحب أن أموت حيث أعرف ، فقيل له: ولم ذاك يا أبا الحسن ؟؟ فقال: أخاف أن لا يقبلني قبريفأفتض)) اهـ. [ الحلية 10/98-99]


وقال خلف بن تميم: سمعت سفيان الثوري بمكة وقد كثر الناس عليه، فسمعته يقول: (( ضاعت الأمة حين احتيج إلى مثلي )) اهـ [ تهذيب الحلية 2/363]


قال مروان بن محمد قال: قال أبو حازم: (( ويحك يا أعرج يدعي يوم القيامة بأهل خطيئة كذا وكذا، فتقوم معهم، ثم يدعي بأهل خطيئة )) اهـ [ صفوة الصفوة 2/393]
كان عامر بن عبد قيس راهب العرب يقول: (( أأنا من أهل الجنة ؟؟ أو مثلي يدخل الجنة )) اهـ [ الحلية1/290]


وكان الربيع بن خثيم يبكي حتى تبتل لحيته فيقول: (( أدركنا أقواماً كنا في جنبهم لصوصاً )) اهـ [ الحلية2/108-109]


وقال مهدي بن ميمون: قال: مطرف لقد كاد خوف النار، يحول بيني وبين أن أسأل الله الجنة )) اهـ [ السي 4/194]


وقال مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير، قال: حبس السلطان ابن أخي مطرف فلبس مطرف خلقان ثيابه، وأخذ عكازا وقال: (( أستكين لربي لعله أن يشفعني في ابن أخي )) اهـ [ السير 4/195]


عبد الله بن بكر: سمعت إنسانا يحدث عن أبي، أنه كان واقفا بعرفة فرق، فقال: (( لولا أني فيهم لقلت قد غفر لهم )). قلت( الإمام الذهبي): كذلك ينبغي للعبد أن يزري على نفسه ويهضمها. [ السير 4/195]


وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

من أخلاق غزوة بدر: الرحمة السنة النبوية

من أخلاق غزوة بدر

الرحمة

إن إيثار الحقِّ والرحمة بالخَلْق من شعار هذه الأمة ودِثارها؛ فربُّها الرحمن الرحيم، ورسولها رؤوف رحيم، ومن مواقف الرحمة في هذه الغزوة:
استقرارُ الرأي بعد انتهاء المعركة على قَبُول الفِدية في الأسرى وإطلاقهم، وكان من بينهم أبو عزة عمرو بن عبيدالله بن عثمان بن أهيب بن حذافة، كان محتاجًا ذا بنات فقال: يا رسول الله، لقد عرفتَ ما لي من مال، وإني لذو حاجة وذو عيال، فامْنُن عليَّ، فمَنَّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ عليه ألا يُظاهِر أحدًا، فقال أبو عزة يمدح رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:
مَن مُبلغ عني الرسولَ محمدًا
بأنَّك حقٌّ والمليك حميدُ

وأنت امرؤٌ تدعو إلى الحقِّ والهدى
عليك من الله العظيم شهيد

وأنت امرؤ بوِّئت فينا مباءة
لها درجاتٌ سهلةٌ وصُعُود

فإنَّك مَن حاربتَه لَمُحَارَبٌ
شقيٌّ ومَن سالمتَه لسعيد

ولكن إذا ذُكِّرتُ بدرًا وأهلَه
تأوَّب ما بي، حسرة وقعود[1]

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان ناسٌ من الأسرى يوم بدر لم يكن لهم فِداء، فجعل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فداءهم أن يُعلِّموا أولادَ الأنصار الكتابةَ"[2].


فانظر إلى هذا الموقف الجليل، الذي فيه الرحمة بالأسرى، والحكمة في إدارة الأمور، والاهتمام بالعلم وتحصيله، سابقًا بذلك كلَّ الأنظمة العصرية التي أقرَّت الخدمةَ الاجتماعية كعقوبة لبعض المُخالَفات، وإن لم تَرْقَ إلى هذا المستوى الشامخ في معاملة الأسرى.


وهذا أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة يرى أباه – وكان من قَتْلى الكفار – محمولاً ليلقى في القليب، فيكتئب ويتغيَّر لونه حزنًا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا حذيفة، لعلك دخَلك في شأن أبيك شيء؟))، فقال: "لا والله يا رسول الله، ما شككتُ في أبي ولا في مصرعه، ولكن كنتُ أعرف من أبي رأيًا وحِلمًا وفضلاً، فكنتُ أرجو أن يهديه ذلك للإسلام، فلما رأيتُ ما أصابه، ذكرتُ ما مات عليه من الكُفْر، بعد الذي كنتُ أرجو له، أحزنني ذلك"، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير، وقال له خيرًا[3].


فهذه فريدة بَدْرية، تُمثِّل قوةَ التَّجاذُب بين الإيمان في ذروة اليقين، والعاطفة البشريَّة في قمة الوفاء النبوي، فالإيمان في الإسلام لا يُميت المشاعرَ البشريَّة، ولكنَّه يُهذِّبها، فيُحوِّلها من عصبية جاهليَّة إلى وفاء لا يُنكِره المنهجُ في تطبيقه العِلْمي، فأبو حذيفة إذ يرى أباه يُقتَل ثم يُلقى في قليب بدر يأخذه أسفُ العاطفة البشرية والرحمة والوفاء بأبيه، ولكنه يَظلُّ مُزمَّلاً بإيمانه الراسخ رسوخَ الأطواد الشامخات[4].


إنَّ المسلمين يُحِبون الخيرَ لأعدائهم، وإن رفَعوا عليهم السيوفَ، ويبكون أسفًا عليهم إذا ماتوا على الكُفْر؛ لأنَّ قلوبهم قد امتلأت رحمة على خَلْق الله وشفقة بهم أن يُصيبهم عذاب أليم.

إيهاب كمال أحمد

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

ماذا فعل خالد بن الوليد بـ70 ألفاً من الأسرى الفرس – سنة النبي

ماذا فعل سيف الله المسلول خالد بن الوليد بـ70 ألفاً من الأسرى الفرس في معركة

أقام الفرس مع نصارى العرب في العراق تحالفاً لقتال قوات المسلمين التي يقودها خالد بن الوليد والتي ألحقت بهم آلاف القتلى في معارك سابقة .
واصطف جنود التحالف المجوسي الصليبي بقيادة “جابان”، وصادف وصول خالد وجيشه أن الجيوش الفارسية والصليبية قد أعدوا طعام الغذاء وجلسوا للطعام، وعندها أمرهم القائد العام ‘جابان’ بأن يتركوا الطعام ويستعدوا للصدام مع المسلمين، ولكن الغرور والكبر داخلهم؛ لأن تعدادهم كان يفوق المائة والخمسين ألفًا! وخالفوا أمر قائدهم ثم خالفوه مرة أخرى عندما أمرهم بأن يضعوا السم في الطعام؛ فإذا ما انتصر المسلمون وأكلوا من هذا الطعام ماتوا!
عندما رأى خالد وجنوده هذا الغرور والكبر من جنود التحالف أصدر أوامره بالهجوم مباشرة عليهم، وبدأ القتال الذي صار ينتقل من حال إلى أشد منه لقوة الحقد والحسد الصليبي على المسلمين، وكذلك صبر الفرس، طمعًا في وصول قائد الفرس “بهمن جاذويه” بالإمدادات من المدائن عاصمة الفرس، ولقي المسلمون مقاومة عنيفة منهم،

واشتد القتال وتقارع الأبطال وتأزم الموقف وتطايرت الأشلاء وانسكبت الدماء وكان الوقت عصيباً على الطرفين، فوقف خالد وقفة مع خالقه وناصره في وسط المعمعة، وأقسم عليه قائلاً: “اللهم لك عليَّ إن منحتنا أكتافهم أن لا أستبقي منهم أحداً أقدر عليه حتى أجري نهرهم بدمائهم”، فاستجاب الله لدعاء سيفه ومنح المسلمين أكتافهم فنادى منادي خالد “الأسر الأسر، لا تقتلوا إلا من امتنع من الأسر”، فأقبلت الخيول بهم أفواجاً يساقون سوقاً وقد وكَّل بهم رجالاً يضربون أعناقهم في النهر، ففعل ذلك بهم يوماً وليلة، ويطلبهم في الغد ومن بعد الغد، وكلما حضر منهم أحد ضربت عنقه في النهر وقد صرف ماء النهر إلى موضع آخر، فقال له بعض الأمراء: “إن النهر لا يجري بدمائهم حتى ترسل الماء على الدم فيجري معه فتبر بيمينك”، فأرسله فسال النهر دماً عبيطاً فلذلك سُمّي “نهر الدم” إلى اليوم، فدارت الطواحين بذلك الماء المختلط بالدم العبيط ما كفى العسكر بكماله ثلاثة أيام وبلغ عدد القتلى سبعين ألفاً”. (انتهى من البداية والنهاية، بتصرف). ولذلك تجد الفرس -وإلى اليوم- يبغضون خالداً أشد البغض (باسم القومية تارة، وباسم الرفض تارة أخرى).

ثلاثة أيام وخالد والصحابة والتابعين يضربون أعناق من استسلم من الفرس!! ولذلك لمّا قصد خالد دومة الجندل قال الأكيدر لأصحابه، وقد كان مِن أعظم أمراء دومة الجندل ومِن أعقلهم: “أنا أعلم الناس بخالد، لا أحد أيمن طائر منه في حرب ولا أحدَّ منه، ولا يرى وجه خالد قوم أبداً – قلّوا أم كثروا- إلا انهزموا عنه، فأطيعوني وصالحوا القوم”، فأبَوا عليه، فقال: “لن أمالئكم على حرب خالد” وفارقهم، ولكن خالداً قبض عليه وقتله، ثم فتك فتكة “خالدية” بدومة الجندل..

وهذا هو تحقيق قول الله تعالى: [فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ]، فقد بلغ صيت خالد بلاد فارس كلها، بل إن أخبار انتصاراته وشدته على أعدائه وصلت الروم في الشام فكانوا في راحة ودعة وسعة لبعد خالد عنهم، فلما وصل خالد إلى الشام ارتجت البلاد وانخلعت قلوب الروم وخارت قواهم وأيقنوا بأن السيف الذي أطن أيدي الفرس قد استدار حده ناحيتهم ليفصل الرقاب عن الأجساد، فكانت اليرموك والفتوحات على الطراز الخالدي “ضرب الأعناق، وضرب الرقاب، وضرب كل بنان، وإثخان”..

وقد وصل خبر ما فعله خالد بن الوليد للخليفة أبو بكر، فقال كلمته الشهيرة: ‘يا معشر قريش! عدا أسدكم [يعني خالدًا] على الأسد [يعني كسرى والفرس] فغلبه على خراذيله [أي على فريسته]؛ أعجزت النساء أن ينشئن مثل خالد! ‘

منقول : البداية والنهاية لابن كثير

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب كتابا بيده – في الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كان النبي صلى الله عليه وسلم أمياً لا يكتب ، ولذلك كان له خاتم يلبسه ويختم به مراسلاته ، ولكن كيف يمكن التوفيق بين ذلك وبين ما جاء في صحيح البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (رضي الله عنه) أنه قال : " يوم الخميس ، وما يوم الخميس ، ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء ، فقال : اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه يوم الخميس فقال : ( ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ) ، فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا : هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ( دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه ) ، وأوصى عند موته بثلاث أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، ونسيت الثالثة " قال يعقوب بن محمد : سألت المغيرة بن عبد الرحمن ، عن جزيرة العرب ، فقال : " مكة والمدينة واليمامة واليمن " ، وقال يعقوب ، والعرج : أول تهامة" (4.228) ، وكتابة الرسول صلى الله عليه وسلم لعقد زواجه على عائشة رضي الله عنها (صحيح البخاري 7.88) ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم الخاتم ليس لأنه أمي لا يكتب ؛ ولكن ليختم كتبه ورسائله التي كان يرسل بها إلى ملوك الأرض ، وقد كانت عادتهم في ذلك الوقت أن لا يقبلوا كتابا إلا مختوما من صاحبه .
روى البخاري (2938) عن أنس رضي الله عنه قال : " لَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى الرُّومِ ، قِيلَ لَهُ : إِنَّهُمْ لاَ يَقْرَءُونَ كِتَابًا إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَخْتُومًا، فَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، وَنَقَشَ فِيهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ " .
ثانيا :
كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رسولا أميا ، لا يقرأ ولا يكتب ؛ كما وصفه ربه عز وجل بقوله : ( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) الأعراف/ 158.
وقال تعالى : (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) العنكبوت/ 48 .
فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ كتابا أو يكتب شيئا قبل نزول الوحي .
وقد اختلف أهل العلم : هل تعلم النبي صلى الله عليه وسلم القراءة والكتابة بعد نزول الوحي أم لا ؟
فذهبت طائفة من أهل العلم إلى أنه كتب صلى الله عليه وسلم ، يوم الحديبية وغيره ؛ فقد روى البخاري (4251) في خبر الحديبية : (… فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكِتَابَ، وَلَيْسَ يُحْسِنُ يَكْتُبُ ، فَكَتَبَ: هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ … ) .
وكذلك الحديث الذي رواه البخاري (3053) ، ومسلم (1637) وهو الحديث الذي ذكره السائل في سؤاله .
وأكثر العلماء على أنه صلى الله عليه وسلم ما قرأ ولا كتب شيئا حتى مات .
قال ابن كثير رحمه الله :
" وَهَكَذَا كَانَ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ دَائِمًا أَبَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، لَا يُحْسِنُ الْكِتَابَةَ وَلَا يَخُطُّ سَطْرًا وَلَا حَرْفًا بِيَدِهِ ، بَلْ كَانَ لَهُ كُتَّابٌ يَكْتُبُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ الْوَحْيَ وَالرَّسَائِلَ إِلَى الْأَقَالِيمِ ، وَمَنْ زَعَمَ مِنْ مُتَأَخَّرِي الْفُقَهَاءِ ، كَالْقَاضِي أَبِي الْوَلِيدِ الْبَاجِيِّ وَمَنْ تَابَعَهُ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، كَتَبَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ : "هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ" فَإِنَّمَا حَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ رِوَايَةٌ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ: (ثُمَّ أَخَذَ فَكَتَبَ): وَهَذِهِ مَحْمُولَةٌ عَلَى الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى: ( ثُمَّ أَمَرَ فَكَتَبَ) ، وَلِهَذَا اشْتَدَّ النَّكِيرُ بَيْنَ فُقَهَاءِ الْمَغْرِبِ وَالْمَشْرِقِ على من قال بقول الباجي، وتبرؤوا مِنْهُ ، وَأَنْشَدُوا فِي ذَلِكَ أَقْوَالًا وَخَطَبُوا بِهِ فِي مَحَافِلِهِمْ : وَإِنَّمَا أَرَادَ الرَّجُلُ -أَعْنِي الْبَاجِيَّ، فِيمَا يَظْهَرُ عَنْهُ -أَنَّهُ كَتَبَ ذَلِكَ عَلَى وَجْهِ الْمُعْجِزَةِ ، لَا أَنَّهُ كَانَ يُحْسِنُ الْكِتَابَةَ ، وَمَا أَوْرَدَهُ بَعْضُهُمْ مِنَ الْحَدِيثِ أَنَّهُ لَمْ يَمُتْ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ حَتَّى تَعَلَّمَ الْكِتَابَةَ ، فَضَعِيفٌ لَا أَصْلَ لَهُ " .
انتهى من "تفسير ابن كثير" (6/ 285-286) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" وَقَدْ تَمَسَّكَ بِظَاهِرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ – يعني رواية يوم الحديبية – أَبُو الْوَلِيدِ الْبَاجِيُّ فَادَّعَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ بِيَدِهِ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ يُحْسِنُ يَكْتُبُ ، فَشَنَّعَ عَلَيْهِ عُلَمَاءُ الْأَنْدَلُسِ فِي زَمَانِهِ وَأَنَّ الَّذِي قَالَه مُخَالف الْقُرْآنَ … وَذكر ابن دِحْيَةَ أَنَّ جَمَاعَةً مِنَ الْعُلَمَاءِ وَافَقُوا الْبَاجِيَّ فِي ذَلِكَ ، وَاحْتج بَعضهم لذَلِك بأحاديث ، وَأَجَابَ الْجُمْهُورُ عنها بضعفها، وَعَنْ قِصَّةِ الْحُدَيْبِيَةِ بِأَنَّ الْقِصَّةَ وَاحِدَةٌ وَالْكَاتِبُ فِيهَا عَلِيٌّ ، وَقَدْ صَرَّحَ فِي حَدِيثِ الْمِسْوَرِ بِأَنَّ عَلِيًّا هُوَ الَّذِي كَتَبَ ، فمعنى (كتب) أي : ( أَمَرَ بِالْكِتَابَةِ ) ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ " .
انتهى باختصار من "فتح الباري" (7/ 503-504) .
فالراجح – والله أعلم – أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتب ولم يقرأ حتى مات ، وما ورد من كونه كتب – كما في حديث الحديبية – ، فإنما معناه : أمر عليا رضي الله عنه أن يكتب .
وعلى ذلك فقوله في حديث ابن عباس : ( ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا) إنما يعني : آمر من يكتب لكم ، لا أنه صلى الله عليه وسلم كان سيكتب بنفسه ، وخاصة أنه في مرض الموت ، وقد أصابه من التعب والضعف ما أصابه ، فالمناسب – ولو كان يحسن الكتابة – أن يأمر أحدا ممن بحضرته أن يكتب .
ثالثا :
قول السائل :
" وكتابة الرسول صلى الله عليه وسلم لعقد زواجه على عائشة رضي الله عنها " غير صحيح ؛ فلم تكن العقود تكتب وتوثق في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .
وكتابة عقد النكاح وتوثيقه إنما يقصد به ضمان الحقوق ، وليست كتابة العقد ركنا من أركان النكاح أو شرطا في صحته .
وتنظر للفائدة إجابة السؤال رقم : (154865)
والله أعلم .

موقع الإسلام سؤال وجواب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده