التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

عمير بن وهب – سنة النبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمير بن وهب رضي الله عنه والذي نفسي بيده لخنزير كان أحبَّ إليَّ من عمير حين طلع " " علينا000ولهو اليوم أحبُّ إلي من بعض ولدي عمر بن الخطاب عمير بن وهب الجُمَحي كان يلقبه أهل مكة بشيطان قريش ، وبعد إسلامه أصبح حواريّ باسل من حواريِّ الإسلام ولاءه الدائم للرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين000


يوم بدر وفي يوم بدر كان واحدا من قادة المشركين الذين حملوا سيوفهم ليجهزوا على الإسلام ، كان حديد البصر محكم التقدير ، ندبه فومه ليستطلع لهم عدد المسلميـن ، وإذا كان من ورائهم كميـن أو مـدد ، فعاد من معسكـر المسلميـن قائلا لقومه إنهم ثلاثمائة رجل ، يزيدون قليلا أو ينقصون )000وسألوه هل وراءهم أمداد لهم )000فقال لم أجد وراءهم شيئا ، ولكن يا معشر قريش رأيت المطايا تحمل الموت الناقع ، قوم ليس معهم مَنَعة ولا ملجـأ إلا سيوفهم ، والله ما أرى أن يقتل رجـل منهم حتى يقتل رجلا منكم ، فإذا أصابوا منكم مثل عددهم ، فما خير العيش بعد ذلك ؟000فانظروا رأيكم )000وتأثر الرجال بقوله وكادوا يعودون الى مكة ، لولا أبو جهل الذي أضرم نار الحقد في نفوسهم فكان هو أول قتلاها000 وعادت قريش مهزومة ، كما خلّف عمير وراءه ابنه في الأسر000 المؤامرة وذات يوم جلس عمير بن وهب مع ابن عمه صفوان بن أمية ، وكان حقد صفوان على المسلمين كبيرا فقد قتل أباه أمية بن خلف في بدر ،فقال صفوان وهو يتذكر قتلى بدر والله ما في العيش بعدهم خير )000فقال له عمير صدقت ، ووالله لولا دَيْن عليّ لا أملك قضاءه ، وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت الى محمد حتى أقتله ، فإن لي عنده عِلّة أعتَلّ بها عليه : أقول قدمت من أجل ابني هذا الأسير )000فاغتنمها صفوان وقال عليّ دَيْنك ، أنا أقضيه عنك ، وعيالُك مع عيالي أواسيهم ما بقوا )000فقال له عمير إذن فاكتم شأني وشأنك )000ثم أمر عمير بسيفه فشُحذ له وسُمَّ ، ثم انطلق حتى قدم المدينة000 قدوم المدينة وبينما عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر ، ويذكرون ما أكرمهم الله به ، إذ نظر عمر فرأى عمير بن وهب قد أناخ راحلته على باب المسجد متوشحا سيفه ، فقال هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب ، والله ما جاء إلا لشر ، فهو الذي حرّش بيننا وحَزَرنا للقوم يوم بدر )000ثم دخل عمر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال يا نبي الله هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء مُتَوشحا سيفه )000قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- أدخله علي )000فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عُنُقه ، وقال لرجال ممن كانوا معه من الأنصار ادخلوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاجلسوا عنده واحذروا عليه من هذا الخبيث ، فإنه غير مأمون )000 إسلامه ودخل به عمر على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بحمالة سيفه في عُنقه ، فلما رآه الرسول قال دعه يا عمر ، ادْنُ يا عمير )000فدنا عمير وقال انعموا صباحا )000وهي تحية الجاهلية000فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير ، بالسلام تحية أهل الجنة )000فقال عمير أما والله يا محمد إن كُنتُ بها لَحديث عهد )000قال الرسول فما جاء بك يا عمير ؟)000قال جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم )000قال النبي فما بال السيف في عُنُقك ؟)000قال عمير قبَّحها الله من سيوف ، وهل أغنت عنّا شيئا ؟!)000قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصدقني يا عمير ، ما الذي جئت له ؟)000قال ما جئت إلا لذلك )000قال الرسول الكريم بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش ، ثم قلت 0 لولا دَيْن علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا ، فتحمّل لك صفوان بدينك وعيالك على أن تقتلني له ، والله حائل بينك وبين ذلك )000وعندئذ صاح عمير أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أنك رسول الله ، هذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان ، فوالله ما أنبأك به إلا الله ، فالحمد لله الذي هداني للإسلام )000فقال الرسول لأصحابه فَقِّهوا أخاكم في الدين وأقرئوه القرآن ، وأطلقوا له أسيره )000 النبأ المنتظر ومنذ غادر عمير بن وهب مكة الى المدينة راح صفوان ينتظر وهو فرحا مختالا ، وكلما سئل عن سبب فرحه يقول أبشروا بوقعة يأتيكم نبأها بعد أيام تُنسيكم بدر )000وكان يخرج كل صباح الى مشارف مكة ويسأل القوافل والركبان ألم يحدث بالمدينة أمر ؟)000حتى لقي مسافر أجابه بلى حدث أمر عظيم )000وتهلَّلت أسارير صفوان وعاد يسأل الرجل ماذا حدث اقصص علي ؟)000فأجابه الرجل لقد أسلم عمير بن وهب ، وهو هناك يتفقه في الدين ويتعلم القرآن )000ودارت الأرض بصفوان وأصبح حُطاما بهذا النبأ العظيم000 العودة الى مكة أقبل عمير على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم وقال يا رسول الله ، إني كنت جاهدا على إطفاء نور الله ، شديد الأذى لمن كان على دين الله عز وجل ، وإني لأحب أن تأذن لي فأقدُم مكة فأدعوهم الى الله تعالى ، والى رسوله والى الإسلام ، لعل الله يهديهم ، وإلا آذيتهم في دينهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم )000وبالفعل عاد عمير -رضي الله عنه- الى مكة وأول من لقيه كان صفوان بن أمية ، وما كاد يراه حتى هم بمهاجمته ، ولكن السيف المتحفز في يد عمير ردَّه الى صوابه ، فاكتفى بأن ألقى على سمع عمير بعض شتائمه ومضى في سبيله ، ودخل عمير مكة مسلما في روعة صورة عمر بن الخطاب يوم إسلامه ، وهكذا راح يعوض ما فاته ، فيبشر بالإسلام ليلا نهارا ، علانية وجهرا ، يدعو الى العدل والإحسان والخير ، وفي يمينه سيفه يُرهب به قطاع الطرق الذين يصدون عن سبيل الله من آمن به ، وفي بضعة أسابيع كان عدد الذين أسلموا على يد عمير يفوق عددهم كل تقدير ، وخرج بهم عمير -رضي الله عنه- الى المدينة بموكب مُهلل مُكبر000 فتح مكة وفي يوم الفتح العظيم ، لم ينس عمير صاحبه وقريبه صفوان ، فراح إليه يُناشده الإسلام ويدعوه إليه ، بيد أن صفوان شدّ رحاله صوب جدّة ليبحر منها الى اليمن ، فذهب عمير الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال له يا نبي الله ، إن صفوان بن أمية سيد قومه ، وقد خرج هاربا منك ليقذف نفسه في البحر ، فأمِّـنه صلى الله عليك )000فقال النبي هو آمن )000قال يا رسول الله فأعطني آية يعرف بها أمانك )000فأعطاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عمامته التي دخل فيها مكة000 فخرج بها عمير حتى أدرك صفوان فقال يا صفوان فِداك أبي وأمي ، الله الله في نفسك أن تُهلكها ، هذا أمان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد جئتك به )000قال له صفوان وَيْحَك ، اغْرُب عني فلا تكلمني )000قال أيْ صفوان فداك أبي وأمي ، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفضـل الناس وأبـر الناس ، وأحلـم الناس وخيـر الناس ، عِزَّه عِزَّك ، وشَرَفه شَرَفـك )000قال إنـي أخاف على نفسـي )000 قال هو أحلم من ذاك وأكرم )000 فرجع معه حتى وقف به على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال صفوان للنبي الكريم إن هذا يزعم أنك قـد أمَّـنْتَنـي )000قال الرسـول -صلى الله عليه وسلم- صـدق )000قال صفـوان فاجعلني فيها بالخيار شهريـن )000فقـال الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنت بالخيار فيه أربعة أشهر )000وفيما بعد أسلم صفوان ، وسَعِدَ عمير بإسلامه أيما سعادة000

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

قصة الصحابي إسلام عبد الله بن سلام رضي الله عنه

قصة الصحابي إسلام عبد الله بن سلام رضي الله عنه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة الصحابي إسلام عبد الله بن سلام رضي الله عنه

عبد الله بن سلام بن الحارث كان حَبْرا من علماء يهود بني قَيْنُقَاع، ثم أسلم مَقْدَمَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المدينة، قال عنه الذهبي في السير: ” الإمام الحَبْر، المشهود له بالجنة، حليف الأنصار، من خواصِّ أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ “. وقال عنه النوويّ: ” وهو من ولد يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وكان اسمه في الجاهلية حصينا، فسماه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: عبد الله، أسلم أول قدوم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة ” .

بعد وصول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة مهاجرا من مكة، كان الأنصار يتطلعون إلى استضافته، وكلما مر على أحدهم دعاه للنزول عنده، فكان – صلى الله عليه وسلم – يقول لهم: دعوا الناقة فإنها مأمورة، فبركت على باب أبي أيوب الأنصاري – رضي الله عنه -، في مكان المسجد النبوي الذي هو فيه الآن .. ثم أخذت الوفود تتوافد على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في دار أبي أيوب، وقد تنادى الناس فيما بينهم: قدْ قدِم رسول الله، قد قدم رسول الله .
جاء عبد الله بن سلام مع الناس ليرى رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فقال: ( أول ما قدم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة انجفل ( أسرع ) الناس إليه، فكنت فيمن جاءه، فلمّا تأملت وجهه، واستثبته علمت أنّ وجهه ليس بوجه كذاب!، قال: وكان أول ما سمعت من كلامه أن قال: أيها الناس! أفشوا السّلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام ) رواه الترمذي .
قال السندي: ” ( عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب) لما لاح عليه من سواطع أنوار النبوة، وإذا كان أهل الصلاح والصلاة في الليل يُعْرَفون بوجوههم، فكيف هو وهو سيدهم ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ ” .

وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: ( أن عبد الله بن سلام بلغه مقدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة، فأتاه يسأله عن أشياء، فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: ما أول أشراط الساعة؟، وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟، وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه ؟، قال: أخبرني به جبريل آنفا، قال ابن سلام: ذاك عدو اليهود من الملائكة، قال: أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت، وأما الولد: فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت الولد، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، قال : يا رسولَ اللهِ، إن اليهود قوم بُهْت، فاسألهم عنِّي قبل أن يعلموا بإسلامي، فجاءت اليهود، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أي رجل عبد الله بن سلام فيكم؟!، قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وأفضلنا وابن أفضلنا، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟!، قالوا: أعاذه الله من ذلك، فأعاد عليهم فقالوا مثل ذلك، فخرج إليهم عبد الله فقال : أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، قالوا : شرُّنا وابن شرِّنا، وتنقصوه، قال: هذا كنتُ أخاف يا رسولَ الله ) رواه البخاري .

لقد كان اليهود يؤذون من آمن من أحبارهم، ويثيرون حوله الشكوك، ويقذفونه بتهم باطلة قبيحة، وقد حدثنا القرآن الكريم عن هذه الوسيلة الخبيثة، ودافع عن هؤلاء المؤمنين الذين وجه اليهود ضدهم تلك الحملات الظالمة، والذي كان منهم عبد الله بن سلام، قال الله تعالى: { لَيْسُوا سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ }(آل عمران 113 : 115) .
قال الواحدي في أسباب النزول: ” قال ابن عباس ومقاتل: لما أسلم عبد الله بن سلام، وثعلبة بن أسعد، وأسيد بن سعنة، وأسد بن عبيد، ومن أسلم من اليهود، قالت أحبار اليهود: ما آمن لمحمد إلا شرارنا، ولو كانوا من أخيارنا لما تركوا دين آبائهم، وقالوا لهم: لقد خنتم حين استبدلتم بدينكم دينا غيره، فأنزل الله تعالى { لَيْسُوا سَوَاءً }(آل عمران: من الآية113) .

وفي قصة إسلام عبد الله بن سلام ـ رضي الله عنه ـ يظهر لنا أن اليهود قوم بُهْت، أي أهل إفك وكذب، يقولون ويفترون على غيرهم ما ليس فيه، وهذا يؤخذ من قول أحد علمائهم وأحبارهم ـ وهو عبد الله بن سلام ـ بعد أن شرح الله صدره للإسلام فقال: ( يا رسول الله! إن اليهود قوم بُهت )، ومن بهتانهم: أنهم كذبوا على الله فوصفوه بما لا يليق، قال الله تعالى: { لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ }(آل عمران: 181)، وقال تعالى: { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ }(المائدة: 64)، وقال تعالى: { وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }(التوبة: 30) .

بشارة ومعجزة :

بشَّر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عبد الله بن سلام ـ رضي الله عنه ـ بالجنة، فعن معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ قال: ( التمِسوا العلم عند أربعة، عند: عويمرٍ أبي الدَّرداءِ، وعند: سلمان الفارسيِّ، وعند: عبد الله بن مسعود، وعند: عبد الله بن سلامٍ الذي كانَ يهوديًّا فأسلم، فإنِّي سمعتُ رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: إنه عاشِرُ عشرةٍ في الجنة ) رواه الترمذي .
وعن خرشة بن الحر قال: ( كنت جالسا في حلقة في مسجد المدينة، وفيها شيخ حسن الهيئة وهو عبد الله بن سلام، فجعل يحدثهم حديثا حسنا، فلما قام قال القوم: من سَّره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا، قال: فقلت والله لأتبعنه فلأعلمن مكان بيته، فتبعته فانطلق حتى كاد أن يخرج من المدينة ثم دخل منزله، فاستأذنت عليه فأذن لي، فقال: ما حاجتك يا ابن أخي؟، قال: فقلت له سمعت القوم يقولون لك لما قمت من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا فأعجبني أن أكون معك، قال: الله أعلم بأهل الجنة، وسأحدثك مم قالوا ذاك، إني بينما أنا نائم إذ أتاني رجل فقال لي: قم فأخذ بيدي فانطلقت معه، فإذا أنا بجواد عن شمالي، قال: فأخذت لآخذ فيها، فقال لي: لا تأخذ فيها فإنها طرق أصحاب الشمال، قال: فإذا جواد (طريق) منهج على يميني، فقال لي: خذ هاهنا، فأتى بي جبلا، فقال لي: اصعد، قال: فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت على إستي، حتى فعلت ذلك مرارا، قال: ثم انطلق بي حتى أتى بي عمودا رأسه في السماء وأسفله في الأرض، في أعلاه حلقة، فقال لي: اصعد فوق هذا، قلت: كيف أصعد هذا ورأسه في السماء، فأخذ بيدي فزجل ( دفع ) بي، فإذا أنا متعلق بالحلقة، ثم ضرب العمود فخرَّ، وبقيت متعلقا بالحلقة حتى أصبحت .. قال فأتيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقصصتها عليه، فقال: أما الطرق التي رأيت عن يسارك فهي طرق أصحاب الشمال، وأما الطرق التي رأيتَ عن يمينك فهي طرق أصحاب اليمين، وأما الجبل فهو منزل الشهداء، ولن تناله، وأما العمود فهو عمود الإسلام، وأما العروة فهي عروة الإسلام ولن تزال متمسكا بها حتى تموت ) رواه مسلم .
قال البيهقي: ” وهذه معجزة .. حيث أخبر أنه لا ينال الشهادة، وهكذا وقع، فإنه مات سنة ثلاث وأربعين فيما ذكره أبو عبيد القاسم ابن سلام وغيره ” .
قال ابن عبد البر: ” تُوفي في المدينة في خلافة معاوية سنة ثلاث وأربعين، وشهد رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعبد الله بن سلام بالجنة ” .

لقد جاءت الأخبار بمعرفة أهل الكتاب بصفة نبينا – صلى الله عليه وسلم -، ولهذا كان النبي – صلى الله عليه وسلم – في خطابه لهم يقول: ( يا معشر اليهود، ويلكم، اتقوا اللهَ، فوالله الذي لا إله إلا هو، إنكم لتعلمون أني رسول اللهِ حقا، وأني جئتُكم بحقٍّ، فأسلِموا )، وهذا ما أكده عبد الله بن سلام ـ رضي الله عنه ـ بعد أن أسلم في قوله: ( يا معشر اليهود اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو، إنكم لتعلمون أنه رسول الله، وأنه جاء بحق ) رواه البخاري .
قال ابن تيمية: ” والأخبار بمعرفة أهل الكتاب بصفة محمد – صلى الله عليه وسلم – عندهم في الكتب المتقدمة متواترة عنهم “، ورغم ذلك منهم من آمن بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من منعهم الحسد والكبر عن الإيمان به، فخسر الدنيا والآخرة ..

قصة الصحابي إسلام عبد الله بن سلام رضي الله عنه

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

فضل المدينة المنورة – سنة النبي



فضل المدينة المنورة

للمدينة المنورة فضائل عظيمة وكثيرة لا يتسع المقام لذكرها نكتفي منها بقوله صلى الله عليه وسلم {اللَّهُمَّ اجْعَلْ بِالْمَدِينَةِ ضِعْفَيْ مَا بِمَكَّةَ مِنَ الْبَرَكَة}[1]

ويقول أيضاً صلى الله عليه وسلم {إِنَّ الإِيمَانَ لَيَأْرِزُ (ينضم وينجمع) إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا}[2]

ويبين صلى الله عليه وسلم صفاء جوهرها ونقاء معدنها فيقول {إِنَّمَا الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ تَنْفِي خَبَثَهَا وَيَنْصَعُ طَيِّبُهَا}[3] (أي تخلص)

ومما يدل على الغاية فى فضلها تحبيبه صلى الله عليه وسلم في الموت بها قوله صلوات الله وسلامه عليه {مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَمُتْ بِهَا فَإِني أَشْفَعُ لِمَنْ يَمُوتُ بِهَا}[4]

وما أجمل قول السيدة عائشة رضي الله عنها في فضلها {كلُّ البلاد افتتحت بالسيف وافتتحت المدينةُ بالقرآن} وهى مهاجر رسول الله صلي الله عليه وسلم وكل أزواجه بها وفيها قبره

وما أبهى قول مالك بن أنس رضي الله عنه حين يذكر بعض فضائلها فيقول {المدينة وعلى أنقابها ملائكة يحرسونها لا يدخلها الدجال ولا الطاعون وهي دار الهجرة والسنة وبها خيار الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم وهجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه واختارها الله بعد وفاته فجعل بها قبره وبها روضة من رياض الجنة ومنبره صلى الله عليه وسلم وليس ذلك في البلاد غيرها ومنها تبعت أشراف هذه الأمة يوم القيامة}[5]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ قَضَاءِ الْحَاجَةِ السنة النبوية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

…………………………………………
هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ قَضَاءِ الْحَاجَةِ:
………………………………….

1ـ كان إذا دخل الخلاء قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)) ، وإذا خرج يقول: ((غفرانك)) [صحيح الترمذي].

2ـ وكان أكثر ما يبول وهو قاعد.

3ـ وكان يستنجي بالماء تارةً، ويستجمر بالأحجار تارةً، ويجمع بينهما تارةً.

4ـ وكان يستنجي ويستجمر بشماله.

5ـ وكان إذا استنجى بالماء ضرب يده بعد ذلك على الأرض.

6ـ وكان إذا ذهب في سفره للحاجة انطلق حتى يتوارى عن أصحابه.

7ـ وكان يستتر بالهدف تارةً وبحائش النخل تارة، وبشجر الوادي تارةً.

8ـ وكان يرتاد لبوله الموضعَ الدَّمِث اللين الرخو& ـ من الأرض ـ.

9ـ وكان إذا جلس لحاجته لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض.

10ـ وكان إذا سلم عليه أحد وهو يبول لم يرد عليه.

………………………………….
* هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ الْوُضُوءِ:
…………………………………

1ـ كان يتوضأ لكل صلاة في غالب أحيانه، وربما صلى الصلوات بوضوء واحد.

2ـ وكان يتوضأ بالْمُدِّ تارةً، وبثلثيه تارةً، وبأزيد منه تارةً.

3ـ وكان من أيسر الناس صَبًّا لماء الوضوء ويحذر أمته من الإسراف فيه.

4ـ وكان يتوضأ مرة مرة، ومرتين مرتين، وثلاثًا ثلاثًا، وفي بعض الأعضاء مرتين وبعضها ثلاثًا، ولم يتجاوز الثلاث قطُّ.

5ـ وكان يتمضمض ويستنشق تارةً بغَرفة، وتارةً بغَرفتين، وتارةً بثلاث، وكان يصل بين المضمضة والاستنشاق.

6ـ وكان يستنشق باليمين ويستنثر باليسرى.

7ـ ولم يتوضأ إلا تمضمض واستنشق.

8ـ وكان يمسح رأسهُ كلَّه، وتارةً يقبل بيديه ويدبر.

9ـ وكان إذا مسح على ناصيته كَمَّلَ على العمامة.

10ـ وكان يمسح أذنيه ـ ظاهرهما وباطنهما ـ  مع رأسه.

11ـ وكان يغسل رجليه إذا لم يكونا في خفين ولا جوربين.

12ـ وكان وضوؤه مرتبًا متواليًا ولم يُخِل به مرة واحدة.

13ـ وكان يبدأ وضوءه بالتسمية، ويقول في آخره: ((أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوَّابين واجعلني من المتطهرين)) [صحيح الترمذي]، ويقول: ((سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك)) [صحيح النسائي].

14ـ ولم يقل في أوله: نويت رفع الحدث ولا استباحة الصلاة لا هو ولا أحد من أصحابه البتة.

15ـ ولم يكن يتجاوز المرفقين والكعبين.

16ـ ولم يكن يعتاد تنشيف أعضائه.

17ـ وكان يخلل لحيته أحيانًا، ولم يواظب على ذلك.

18ـ وكان يخلل بين الأصابع ولم يكن يحافظ على ذلك.

19ـ ولم يكن من هديه أن يُصبَّ عليه الماء كلما توضأ، ولكن تارة يصب على نفسه، وربما عاونه من يصب عليه أحيانًا لحاجة.

* هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيِنْ:

1ـ صح عنه أنه مسح في الحضر والسفر، وَوَقَّتَ للمقيم يومًا وليلة، وللمسافر ثلاثةَ أيام ولياليهن.

2ـ وكان يمسح ظاهر الخفين، ومسح على الجوربين، ومسح على العمامة مقتصرًا عليها، ومع الناصية.

3ـ ولم يكن يتكلف ضد الحالة التي عليها قدماه، بل إن كانتا في الخفين مسح، وإن كانتا مكشوفتين غسل.

……………………….
* هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ التَّيَمُّمِ:
……………………………..

1ـ كان يتيمم بالأرض التي يصلي عليها ترابًا كانت أو سبخة أو رملاً، ويقول: ((حيثما أدركت رجلاً من أمتي الصلاةُ فعنده مسجدُهُ وطهورُهُ)) [صحيح ـ الإرواء].

2ـ ولم يكن يحمل التراب في السفر الطويل، ولا أمر به.

3ـ ولم يصح عنه التيمم لكل صلاة، ولا أمر به، بل أطلق التيمم وجعله قائمًا مقام الوضوء.

4ـ وكان يتيمم بضربة واحدة للوجه والكفين.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

نتائج مسابقة ( رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم ) من السنة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعجز يداي عن كتابه أسمى عبارات الشكر والعرفان لكل من شارك معنا في المسابقه لما قدموه لنا من معلومات وفوائد وحكم وعبر , ففعلا كم تناسينا سلفنا الصالح الذين كانوا ولازالوا يضعوني في حيره ( فهل كنا سنفعل مافعلوه لو كنّا مكانهم ؟ ) …

فعلا يا أخواني واخواتي كنتوا رائعين بحق بشغفكم وسعيكم واخلاصكم وتفانيكم في تقديم المعلومه

عادةً لا تتلألأ المجوهرات إلا حينمى نراها من زوايا معينه , وهذا ماكنّا نراه فيكم يافخر المدونة , فقد توهجتم بعطائكم

الجميع رابح الأجر والمثوبه , ولكننا سنقدم أوسمه لمن كان الطرح الخاص بهم الاجمل رغم أن الجميع تألق فيما جمع ..

سنسرد لكم النقاط التي تم رصدها من كل مشرف وهي كالتالي :

وبعد جمع النقاط كان الفائزين بالمسابقة بالترتيب التالي :

المركز الأول

relax جمع 233.7 نقطة

مشاركتي – حكيم بن حَزام رضي الله عنه

المركز الثاني

فلسطينية الهوية 232.8 نقطة

مشاركتي : زعيم المعارضة و عدو الثروات "أبوذر الغفاري"

المركز الثالث

احتاجك معي 231.9 نقطة

مشاركتي – مصعب الخير رضي الله عنه

—————————————

همسسات خجولة 231.6 نقطة

مشاركتي – ابو عبيدة عامر بن الجراح أمين الأمة رضي الله عنه

روح الأنثى 230.4 نقطة

مشاركتى _ العتيق أبو بكر الصديق ( رضى الله عنة )…

لحن حالم 220.3 نقطه

مشاركتي : رجل المحنة ومؤمن اشتاقت له الجنة عمار بن ياسر رضي الله عنهما

محمد صقر المصري 185.5 نقطة

أسد الله وأسد رسول الله صلى الله عليه وسلم

الانتصار 166.5 نقطة

مشاركتي : حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم

وبارك الله فيكم جميعا اخواني الأعزّاء وفي جهودكم

احترامي ومودتي للجميع

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

حديث باطل في ذم معاوية رضي الله عنه – سنة النبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

" هل إسناد هذا الحديث في رواية البلاذري عن معاوية صحيح ؟
عن بكر بن الهيثم وإسحق بن أبى إسرائيل عن عبد الرزاق الصنعانى عن معمر بن راشد , عن عبد الله بن طاووس , عن طاووس بن كيسان عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: " كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال : ( يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتى ) ، قال: وكنت تركت أبي قد وضع له وضوء , فكنت كحابس البول مخافة أن يجىء ، قال : فطلع معاوية ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( هذا هو ) .

الجواب :
الحمد لله
هذا الحديث ذكره البلاذري في كتابه " جمل من أنساب الأشراف " ( 5 / 1978 ) قال :
" وحدثني إسحاق وبكر بن الهيثم قالا حدثنا عبد الرزاق بن همام أنبأنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : " كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي ) ، قال : وكنت تركت أبى قد وضع له وَضُوء , فكنت كحابس البول مخافة أن يجيء قال : فطلع معاوية فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( هذا هو ) " .

نعم ، هكذا روى البلاذري هذا الحديث في كتابه السابق ؛ لكن ليس كل حديث يروى يكون صحيحا ، فإذا نظرنا في كتاب البلاذري هذا ، فسوف نرى قبل هذا الحديث وبعده عدة أحاديث تصرّح أن معاوية رضي الله عنه من أهل الجنة !!
قال ابن الجوزي في كتابه " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " ( 1/ 280 ) بعد أن ذكر عدة أحاديث تنص أن معاوية من أهل الجنة وضعّفها : " وقد روي عنه وأنه من أهل النار ، وذلك محال أيضا " انتهى .

فالعبرة إذا بصحة الإسناد .
وهذا الحديث في سنده عبد الرزاق الصنعاني ، وإن كان إماما من الأئمة ، إلا أن العلماء لم يوثقوه في كل ما حدث به ؛ بل استثنوا ماحدث به من حفظه وليس من كتابه ، وكذا ما حدث به بعد أن عمي ، وبعض ما حدث به في المناقب والمثالب ، كهذا الحديث ، فقد كان فيه تشيع .
قال ابن عدي في كتابه " الكامل " ( 6/ 545 ) :
" ولعبد الرزاق بن همام أصناف وحديث كثير، وقد رحل إليه ثقات المسلمين وأئمتهم ، وكتبوا عنه ولم يروا بحديثه بأسا ، إلا أنهم نسبوه إلى التشيع ، وقد روى أحاديث في الفضائل مما لا يوافقه عليها أحد من الثقات ، فهذا أعظم ما رموه به من روايته لهذه الأحاديث ، ولما رواه في مثالب غيرهم مما لم أذكره في كتابي هذا ، وأما في باب الصدق : فأرجو أنه لا بأس به ، إلا أنه قد سبق منه أحاديث في فضائل أهل البيت ، ومثالب آخرين مناكير " انتهى ـ .
وهذا الحديث مما يدخل في هذا الباب .

وقال عنه الدراقطني : " ثقة ، يخطئ على معمر في أحاديث لم تكن في الكتاب " .
انتهى من " سؤالات أبي عبد الله بن بكير وغيره لأبي الحسن الدارقطني " (ص 35 ) .
ولعل هذا منها ، خاصة أن عبد الرزاق لم يذكر هذا الحديث في مصنفه ، كما أشار إلى ذلك محقق كتاب البلاذري .
وقال ابن حبان في كتابه " الثقات " ( 8/ 412 ) :
" وكان ممن جمع وصنف وحفظ وذاكر ، وكان ممن يخطئ إذا حدث من حفظه ، على تشيع فيه " انتهى .
وقال الإمام أحمد: " عبد الرزاق لا يعبأ بحديث من سمع منه وقد ذهب بصره ، كان يلقَّن أحاديث
باطلة " انتهى من " شرح علل الترمذي " لابن رجب ( 2/577-578 ).
وقال ابن رجب : " وقد ذكر غير واحد أن عبد الرزاق حدث بأحاديث مناكير في فضل علي وأهل البيت ، فلعل تلك الأحاديث مما لقنها بعد أن عمي ، كما قال الإمام أحمد .. وقال النسائي : عبد الرزاق ما حُدِّث عنه بآخرة ففيه نظر " انتهى من " شرح علل الترمذي " ( 2/580 ).

وقد وقع اضطراب في سند هذا الحديث كما في " المنتخب من علل الخلال " لابن قدامة (228):
" وسألت أحمد ، عن حديث شريك ، عن ليث ، عن طاوس ، عن عبد الله بن عمرو ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يطلع عليكم رجل من أهل النار " فطلع معاوية .
قال : إنما رواه ابن طاوس ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو أو غيره ، شك فيه .
قال الخلال : رواه عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاوس قال : سمعت فُرخاش يحدث هذا الحديث عن أبي عن عبد الله بن عمرو " انتهى.

ومع هذا الاضطراب في السند وقع اضطراب آخر في متنه ؛ ففي هذه الرواية عند البلاذري جاء فيها أنه يطلع رجل من أهل النار وفيها أن الطالع هو معاوية رضي الله عنه ، وفي مسند أحمد (11/71 ) " ليدخلن عليكم رجل لعين " ، وكان الداخل الحكم .
وفي رواية أخرى ذكرها الهيثمي في " مجمع الزوائد " (1/147 ) ونسبها للطبراني في الكبير وفيها " ليطلعن عليكم رجل يبعث يوم القيامة على غير سنتي ، أو على غير ملتي " ولم يعين فيها الطالع .
فمع هذا الاضطراب في سند ومتن هذا الحديث ؛ لا يمكن لمن كانت عنده مسكة من علم ، وعقل ، ودين : أن يعتمده في الطعن على واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضلا عن الشهادة عليه بذلك البهتان البالغ .

والله أعلم .

موقع الإسلام سؤال وجواب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

زيد بن أسلم وأبوه من السنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في ترجمة زيد بن أسلم ، يُذكر أنه مولى لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ووفاة زيد بن أسلم كانت سنة 136هـ أو نحوها ، أما عمر بن الخطاب رضي الله عنه ففي سنة 23هـ ، فيستبعد أن يكون أدركه .. فكيف يكون مولًى له ؟ في بعض المصادر وجدت أن ( أسلم ) والد ( زيد بن أسلم ) كان مولى لعمر رضي الله عنه ، هل لهذا علاقة ؟

الجواب:
الحمد لله
اشترى عمر بن الخطاب رضي الله عنه " أسلم " وكنيته أبو زيد ، اشتراه بمكة في موسم الحج في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، ذكر ذلك محمد بن إسحاق .
واختلفت الروايات في نسبه ، فقيل هو حبشي ، وقيل يماني من الأشعريين ، وقيل قرشي عدوي ، والله أعلم بالصواب .
وقد لازم أسلمُ عمرَ بنَ الخطاب رضي الله عنه ، وحفظ عنه ، وروى عنه الأحاديث الكثيرة ، وروى عن أبي بكر وعثمان رضي الله عنهم ، حتى وصفه الإمام الذهبي بأنه الفقيه الإمام ، وهو من رواة الكتب الستة ، توفي سنة ثمانين للهجرة .
انظر : "سير أعلام النبلاء" (4/98-99) .
وأما ابنه " زيد بن أسلم " فهو من أئمة العلم والحديث أيضا ، وصفه الذهبي بأنه الإمام الحجة القدوة الفقيه ، وله من الأبناء من رواة الحديث والتفسير : أسامة ، وعبد الله ، وعبد الرحمن ، وقال البخاري : كان علي بن الحسين يجلس إلى زيد بن أسلم ، فكُلِّمَ في ذلك فقال : إنما يجلس الرجل إلى مَن ينفعه في دينه . توفي " زيد بن أسلم " سنة (136هـ) .
وزيد لم يدرك عمر بن الخطاب قولا واحدا ، بل لم يدرك الكثير من الصحابة ، وحديثه عن كثير منهم مرسل ، وإنما يقال عنه إنه مولى عمر بن الخطاب لأن أباه كان مولاه ، فيجوز وصفه ووصف جميع أبنائه بأنهم من موالي عمر بن الخطاب وإن لم يدركوه .
وكثيرا ما يكون قصد الكاتب وصف والده " أسلم " أنه مولى عمر بن الخطاب ، فيقول : " زيد بن أسلم مولى عمر " فيفهم القارئ أن قوله " مولى عمر " تعود على زيد ، وإنما المقصود عودها على " أسلم "، وإن كان عودها على " زيد " صحيح أيضا كما سبق.
وننقل هنا شيئا من ترجمة الإمام زيد بن أسلم ، لما فيها من فوائد وعبر :
جاء في ترجمته في "تهذيب الكمال" (10/15) للحافظ المزي رحمه الله :
" قَال الواقدي ، عن مالك : كانت لزيد بن أسلم حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وَقَال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : قال لي أبو حازم : لقد رأيتنا في مجلس أبيك أربعين حبرا فقهاء ، أدنى خصلة منا التواسي بما في أيدينا ، فما رئي منا متماريان ، ولا متنازعان في حديث لا ينفعهما قط .
قال : وكان أبو حازم يقول : اللهم ، إنك تعلم أني أنظر إلى زيد فأذكر بالنظر إليه القوة على عبادتك ، فكيف بملاقاته ومحادثته ؟ .
وَقَال مالك : كان زيد بن أسلم يحدث من تلقاء نفسه ، فإذا سكت قام ، فلا يجترئ عليه إنسان . قال : وكان يقول : ابن آدم ، اتق الله يحبك الناس وإن كرهوا .
وَقَال مصعب بن عَبد الله الزبيري ، عَن أبيه ، عن جده : سمعت زيد بن أسلم يقول : انظر من كان رضاه عنك في إحسانك إلى نفسك ، وكان سخطه عليك في إساءتك إلى نفسك ، فكيف تكون مكافأتك إياه " انتهى باختصار .
وانظر : "سير أعلام النبلاء" (5/316) .
والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

بعض المحن والصعوبات التي واجهها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في بداية الدعوة – سنة النبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السؤال :ما هي المحن والصعوبات التي واجهت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عندما بدأ في دعوة أهل قريش لرسالة التوحيد ؟

الجواب :

الحمد لله
المحن والصعوبات التي واجهها النبي صلى الله عليه وسلم إنما كانت بسبب ما واجهه به كفار قريش من وسائل وأساليب متنوعة في محاربة دعوته ، " إذ عندما رأت قريش أن أثر دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن محدوداً كما كان الحال مع من دعا إلى نبذ الأصنام قبل محمد صلى الله عليه وسلم ، أمثال زيد بن عمرو بن نفيل وورقة ، قامت في وجه محمد صلى الله عليه وسلم ومن تبعه ، وأخذت تمارس شتى أساليب ووسائل الترغيب والترهيب لصدهم عن هذا الطريق الذي هدد مصالحهم التي يجنونها من وجود الحرم في أرضهم ، وحط من تكبرهم على غيرهم ، ووقف أمام شهواتهم في السيطرة واقتراف السيئات والموبقات ، ومن أبرز تلك الأساليب :

الأسلوب الأول :
كان أول أسلوب لجؤوا إليه هو محاولة التأثير على عمه أبي طالب حتى يكفه عن الدعوة ، أو تجريده من جواره – أي حمايته -، فقد ذهبت مجموعة من أشرافهم إلى عمه أبي طالب وقالوا له : إن ابن أخيك قد سب آلهتنا وعاب ديننا…فإما أن تكفه عنا وإما أن تخلي بيننا وبينه ، فقال لهم أبو طالب قولاً رفيقاً وردهم رداً جميلاً فانصرفوا عنه .
نقل ذلك ابن هشام (1/328) من رواية ابن إسحاق .

الأسلوب الثاني : التهديد بمنازلة الرسول صلى الله عليه وسلم وعمه أبي طالب .
ولما مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما هو عليه ، يظهر دين الله ويدعو إليه ، غضبت منه قريش وعادوه وحقدوا عليه ، فمشوا إلى عمه مرة أخرى فقالوا له : يا أبا طالب ! إن لك سناً وشرفاً ومنزلة فينا ، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا ، وأقسموا بأنهم لن يصبروا على أفعاله حتى يكفه عنهم أو ينازلوه وإياه في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين . عند هذا عظم على أبي طالب فراق قومه وعداوتهم ، ولم يطب نفساً بإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ولا خذلانه ، ولذا أبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم بالذي قالوه ، وطلب منه أن يبقي عليه وعلى نفسه ، ولا يحمله من الأمر ما لا يطيق .
" سيرة ابن إسحاق " (ص/145)

الأسلوب الثالث : الاتهامات الباطلة لصد الناس عنه .
ومن تلك الاتهامات :
1- اتهموه بالجنون : وفي ذلك نزل قول الله تعالى : (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) الحجر/6 .
2- اتهموه بالسحر ، وفي ذلك نزل قوله تعالى : (وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ) ص/4 .
3- واتهموه بالكذب ، وفي ذلك يقول الله تعالى : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا) الفرقان/4 .
4- واتهموه بالإتيان بالأساطير ، قال تعالى : (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) الفرقان/5 .
5- وقالوا إن القرآن ليس من عند الله وإنما هو من عند البشر : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) النحل/103 .
6- واتهموا المؤمنين بالضلالة … (وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ) المطففين/32 .

الأسلوب الرابع : السخرية والاستهزاء والضحك والغمز واللمز والتعالي على المؤمنين .
يقول الله تعالى عن سخريتهم من الذين آمنوا : ( وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ) الأنعام/53.
وروى البخاري أن أبا جهل قال مستهزئاً : ( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم )، فنزلت: ( وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ . وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) الأنفال/32-33.

الأسلوب الخامس : التشويش .
كان المشركون يتواصون بينهم بافتعال ضجة عالية وصياح منكر عندما يقرأ القرآن ، حتى لا يصل إلى سمع أحد وقلبه فيؤثر فيه ، وفي ذلك قال الله عز وجل : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) فصلت/26 .

الأسلوب السادس : طلبهم أن تكون للرسول معجزات ومزايا ليست عند البشر العاديين .
من ذلك قولهم : ( وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا . أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا . انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ) الفرقان/7-9.
وقولهم : ( لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا . أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا . أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا . أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ) الإسراء/90-93.

الأسلوب السابع : المساومات .
لقد حاولت قريش من خلال هذا الأسلوب أن يلتقي الإسلام والجاهلية في منتصف الطريق ، وذلك بأن يترك المشركون بعض ما هم عليه ، ويترك النبي صلى الله عليه وسلم بعض ما هو عليه ، قال تعالى : ( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ) القلم/9.
وعندما قالوا له : اعبد آلهتنا يوماً ، ونعبد إلهك يوماً ، أنزل الله تعالى سورة "الكافرون" : (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) وحسم هذه المساومة الهزلية .

الأسلوب الثامن : سب القرآن ومنزله ومن جاء به .
روى البخاري ومسلم وغيرهم في قوله تعالى : ( وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا ) الإسراء/110، أن ابن عباس قال : نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة ، كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن ، فإذا سمع المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به ، فقال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( ولا تجهر بصلاتك ) أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن : ( ولا تخافت بها ) عن أصحابك فلا تسمعهم ، ( وابتغ بين ذلك سبيلاً ).

الأسلوب التاسع : الاتصال باليهود للإتيان منهم بأسئلة تعجيزية للرسول صلى الله عليه وسلم .
أوفدت قريش نفراً منهم إلى المدينة ، على رأسهم النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط ليأتوا من اليهود بأسئلة تعجيزية فيطرحوها على الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقالت لهم يهود : سلوه عن أهل الكهف وعن ذي القرنين والروح ، ولكن الله أبطل كيدهم عندما أنزل قرآنا في شأن الإجابة عن أسئلتهم .

الأسلوب العاشر : الترغيب .
أرادت قريش أن تجرب أسلوب الترغيب ، فأرسلت عتبة بن ربيعة الذي قال للرسول صلى الله عليه وسلم : ( يا ابن أخي ، إنك منا حيث قد علمت من المكان في النسب ، وقد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم ، فاسمع مني أعرض عليك أموراً لعلك تقبل بعضها : إن كنت تريد بهذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً ، وإن كنت تريد شرفاً سوَّدناك – أي جعلناك سيداً – علينا فلا نقطع أمراً دونك ، وإن كنت تريد ملكاً ملَّكناك علينا ، وإن كان هذا الذي يأتيك رئياً – من الجن – تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب ، وبذلنا فيه أموالنا حتى تبرأ .
فلما فرغ من قوله تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم صدر سورة " فصلت " إلى قوله : (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ) .

الأسلوب الحادي عشر : الترهيب .
كان أبو جهل إذا سمع عن رجل قد أسلم وله شرف ومنعة أنَّبه وأخزاه ، وقال له : تركت دين أبيك وهو خير منك ! لنسفهن حلمك ولنضعفن رأيك ولنضعن شرفك . وإن كان تاجراً قال له : لنكسدن تجارتك ، ولنهلكن مالك . وإن كان ضعيفاً ضربه وأغرى به .
"سيرة ابن هشام " (1/395) .

الأسلوب الثاني عشر : الاعتداء الجسدي .
عندما لم تثمر كل الأساليب السابقة في صد الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن دينهم ، لجأت قريش إلى أسلوب الاعتداء الجسدي والتصفية الجسدية .
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قَالَ أَبُو جَهْلٍ : هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ؟ قَالَ : فَقِيلَ : نَعَمْ . فَقَالَ : وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ أَوْ لَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ . قَالَ : فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي زَعَمَ لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ . قَالَ : فَمَا فَجِئَهُمْ مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ . قَالَ : فَقِيلَ لَهُ : مَا لَكَ ؟ فَقَالَ : إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ وَهَوْلًا وَأَجْنِحَةً . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا . قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَا نَدْرِي فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَوْ شَيْءٌ بَلَغَهُ : (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى . أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى . إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى . أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى . عَبْدًا إِذَا صَلَّى . أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى . أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى . أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) يَعْنِي أَبَا جَهْلٍ : (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى . كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ . نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ . فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ . سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ . كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) .
وروى البخاري بسنده إلى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو عَنْ أَشَدِّ مَا صَنَعَ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : رَأَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي فَوَضَعَ رِدَاءَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ بِهِ خَنْقًا شَدِيدًا ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَفَعَهُ عَنْهُ فَقَالَ : ( أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ ) .
وروى البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال :
بينما النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عِنْدَ الْبَيْتِ وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ إِذْ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض : أَيُّكُمْ يَجِيءُ بِسَلَى جَزُورِ بَنِي فُلَانٍ فَيَضَعُهُ عَلَى ظَهْرِ مُحَمَّدٍ إِذَا سَجَدَ ، فَانْبَعَثَ أَشْقَى الْقَوْمِ ، فَجَاءَ بِهِ ، فَنَظَرَ حَتَّى سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَضَعَهُ عَلَى ظَهْرِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ، وَأَنَا أَنْظُرُ لَا أُغْنِي شَيْئًا لَوْ كَانَ لِي مَنَعَةٌ ، قَالَ : فَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ وَيُحِيلُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدٌ لَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ ، حَتَّى جَاءَتْهُ فَاطِمَةُ فَطَرَحَتْ عَنْ ظَهْرِهِ ، فَرَفَع رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ .
ونال أبا بكر رضي الله عنه نصيبه من الأذى حتى فكر في الهجرة إلى الحبشة فراراً بدينه .
وكان أول من جهر بالقرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عبد الله بن مسعود ، على الرغم من تحذير المسلمين من عدوان المشركين وخشيتهم عليه ، فعندما فعل ذلك ضربوه على وجهه حتى أثروا فيه .

الأسلوب الثالث عشر : ملاحقة المسلمين خارج مكة والتحريض عليهم .
فعندما هاجر بعض المسلمين إلى النجاشي أرسلوا خلفهم من حاول اللحاق بهم قبل العبور إلى الحبشة ، وعندما استقروا بالحبشة وكثر عددهم أرسلوا في طلبهم ، واستخدموا في ذلك الرشوة والحيلة للوقيعة بين المسلمين والنجاشي ، ولكنهم فشلوا في ذلك .

الأسلوب الرابع عشر : المقاطعة العامة – وذلك في شعب أبي طالب -.

الأسلوب الخامس عشر : محاولة قتل الرسول صلى الله عليه وسلم ثم شن الحرب عليه.
إن أعداء الإسلام في كل زمان ومكان لم يكفوا ولن يكفوا عن استخدام كافة الوسائل والأساليب لإطفاء نور الإسلام ومحاربة دعاته ، وربما تتجدد الأساليب والوسائل ، ولكنها لا تخرج في مضمونها عن تلك الأساليب التي مارسها كفار قريش ضد المسلمين المستضعفين بمكة" انتهى باختصار من كتاب " السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية " للدكتور مهدي رزق الله (ص/165-194).
والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

جبل يحبنا ونحبه – في الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لم تقف الدلائل والمعجزات النبويّة مع الجمادات عند حدود النطق والكلام والحركة، بل امتدّت لتشمل الحب والشوق، والمشاعر والأحاسيس، نعم ، لقد سمع الجبل كلام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأطاعه، وأحبه واشتاق إليه، إنها دلائل ومعجزات مع الجمادات التي لا روح فيها، أعطاها الله لنبيه وحبيبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، تأييداً لدعوته، وإعلاءً لقدره، الأمر الذي ترك أثره في النفوس، ولفت انتباه أصحابه نحو دعوته التي جاء بها، وأثبت لهم أنها دعوة صادقة مؤيدة من الله .

عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: ( خرجت مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى خيبر أخدمه، فلمّا قدِم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ راجعا وبدا له أُحُد، قال: هذا جبل يحبّنا ) رواه البخاري .
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( إن أُحُدا جبل يحبنا ونحبه ) رواه مسلم .
وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: ( صعد النّبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أُحُد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فضربه برجله قال: اثبت أحد، فما عليك إلّا نبيّ، أو صدّيق، أو شهيدان ) رواه البخاري .

وفي هذه الأحاديث فوائد كثيرة، منها:

ـ حب وشوق الجماد للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:

إن كان عجيبا أن يحب النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما فيه روح مما لا يعقل، كالشجر الذي كان يعرفه ويسلم عليه، وجذع النخلة الذي اشتاق إليه، وبكي لفراقه، فالأعجب حقّا، أن يحب النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما ليس فيه روح ولا عقل، شيء إن نظرتَ إليه ظننتَ أنه لا جماد، ولا يسمع ولا يرى، ولكنه في الحقيقة يسمع ويعقل، بل يشتاق ويحب، إنه جبل أحد الذي أحب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وسمع كلامه ( اثبت أحد )، وأطاع أمره فسكن وثبت .
وقد رجح ابن حجر أن حب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأحد، وحب أحد له هو على حقيقته، فقد قال في كتابه فتح الباري: " الحب من الجانبين على حقيقته وظاهره، وقد خاطبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ مخاطبة من يعقل، فقال لما اضطرب: ( اسكن أحد ) "
وقال السهيلي: " كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحب الفأل الحسن والاسم الحسن، ولا اسم أحسن من اسم مشتق من الأحدية، قال: ومع كونه مشتقا من الأحدية فحركات حروفه الرفع، وذلك يشعر بارتفاع دين الأحد وعلوه، فتعلق الحب من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ به لفظا ومعنى " .
وقال النووي في شرحه لصحيح مسلم: " الصحيح المختار أن معناه أن أحدا يحبنا حقيقة، جعل الله فيه تمييزا يحب به، كما قال: سبحانه وتعالى: { وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ }(البقرة: من الآية74) .

ـ الكلام مع الجماد :

أعطى الله ـ عز وجل ـ نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ القدرة على مخاطبة الجمادات، ولو أنها لا تعقل كلامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما كان لتوجيه الكلام لها من معنى، فقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ مخاطبا جبل أحد: ( اثبت أحد ) .
قال ابن حجر: " فضربه برجله وقال: ( اثبت ) بلفظ الأمر من الثبات وهو الاستقرار، وأحد: مُنادَى، ونداؤه وخطابه يحتمل المجاز، وحمله على الحقيقة أولى " .

شعور وفرح :

لقد فرِح جبل أحُد حتى إنه ارتجف ( فرجف بهم )، وما يكون الرجف إلا هيبة وفرحا واستبشارا، ولا يتصوّر عِظم هذا الأمر إلا من رأى هذا الجبل الضخم الشامخ ، فيتخيل كيف اهتز واضطرب لصعود النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليه .. ومن ثم تظهر كذلك قدرة الله ـ عز وجل ـ الذي جعل في الجماد الأصم إحساسا يحب به، وجعل له إدراكا يشعر ويعرف من يقف عليه فيضطرب لذلك .
حُبٌ ومعجزة :

وفي قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إن أُحُدا جبل يحبنا ونحبه ) بيان عظيم لحبّ الله ـ عز وجل ـ لنبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ، إذ ألقى في الجمادات حبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..
وفي قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( فما عليك إلّا نبيّ، أو صدّيق، أو شهيدان ) معجزة ظاهرة، وهو إخباره أن عمر وعثمان ـ رضي الله عنهما ـ سينالان الشهادة في سبيل الله ـ تعالى ـ، وقد وقع الأمر كما قال وأخبر ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..

نحن أولى بحبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ :

إذا كان جبل أحد يحب النبي ـ صلى الله عليه ـ وسلم حبّا على سبيل الحقيقة لا المجاز، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يُبْعَثْ إليه، وليس له عليه مِنَّة ظاهرة، كمِنَّته ـ صلى الله عليه وسلم ـ على جميع الأمة، فكيف يجب أن يكون حبنا للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والذي شملتنا منّته ـ صلى الله عليه وسلم ـ من كل وجه، كما أن من السُنَّة أن نحب جبل أحد لحب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إياه .

لقد أجرى الله ـ تبارك وتعالى ـ على أيدي أنبيائه ورسله من المعجزات الباهرات والدلائل القاطعات التي تدل على صدق دعواهم أنهم رسل الله .. ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو أكثر الرسل معجزة، للدلالة على علو شأنه ومنزلته عند ربه، فله من المعجزات ما لا يُعد ولا يُحد، ومنها حب الجبل له، وشوقه إليه، وطاعته إياه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

سبب عدم زواج النبي صلى الله عليه وسلم من مارية القبطية – في الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السؤال
عندي سؤال عن السيدة مارية القبطية، لو تفضلتم

وأجبتموني. دين الإسلام حرم العبودية

والجواري، ولكن لماذا سيدنا النبي عليه الصلاة

والسلام لم يتزوج بالسيدة مارية القبطية رضي

الله عنها؟ وقرأت أنه كان له جوار أخر. ما السر

في عدم زواجه بهن؟ وشكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى

آله وصحبه، أما بعد:

فغير صحيح أن الإسلام قد حرم الرق، وإنما حث

على العتق وفتح أبوابه، كما بينا ذلك في الفتوى

رقم: 1166.

وأما تسري النبي صلى الله عليه وسلم بمارية

القبطية وغيرها من الإماء وترك التزوج بهن في

حال رقهن، فاعلمي أن تزوج الإماء ممنوع في

الشرع إلا لمن لا يستطيع التزوج بالحرة ويخشى

على نفسه الوقوع في الحرام، وراجعي الفتوى

رقم: 19919.

وقد تزوج النبي –صلى الله عليه وسلم- صفية

بنت حيي –رضي الله عنها- بعد أن أعتقها،

وكذلك أعتق جويرية بنت الحارث –رضي الله

عنها- ثم تزوجها.

والله أعلم.


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده