التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

دمعات عن حب الرسول صلى الله عليه وسلم – في الاسلام

جمعنا الله واياكـ بهـ في جنتهـ

دمعاتٌ عنْ حُبْ الرسُول صلى اللهُ عليه وسلم …

السلآم عليكـــم

كم أحبته القلوب ..

وذرفت لسيرته الدموع ..

وتتجمع أروع الأشواق عند ذكره ..

في ذروة المعركة لا احد فيهم يهتم بنفسه ..

كلهم همهم واحد ..

محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

احدهم تقطع يديه اليمنى ثم اليسرى ..

وتسيل دمائه .. ويدخل السيف جوف قلبه

ولا يزيد عن .. وما محمد إلا رسول قد خلت من قبلة الرسل

كم أحبوك!!!

ويأتي احدهم يسير بين الطرقات .. يبحث عن النور

تحرك عيناه يمنة ويسره ..

ها قد وجده عليه الصلاة والسلام

يا رسول الله ستكون في أعلى درجات الجنة ..

ولن نراك يا رسول الله في الجنة ..

وإنا نحبك ونريد أن نكون معك في الجنة

فيقول له صلى الله عليه وسلم أنت مع من أحببت

يقول الصحابة هذا أفضل ما سمعنا

سبحان الله

يخافون أنهم لن يروه في الجنة .. يريدون صحبته في الدنيا والآخرة

ونحن الله المستعان

هل وصلنا لهذا المنزلة ؟؟

نخاف أننا لن نراه في الجنة ؟؟

هل هذا احد همومنا ؟؟

والله إننا لنحبك يا رسول الله .. والله إننا لنحبك يا رسول الله ..

خرج حبيبنا عليه الصلاة والسلام إلى السوق

فرأى أحد أصحابه واسمه زاهرا ..!

وكان عليه أزكى صلاة وأتم تسليم يحبه

فأحتضنه الرسول صلى الله عليه وسلم من خلفه ..

والرجل يحاول الفكاك ..والحبيب قابض عليه

فينادي عليه الصلاة والسلام في السوق بأعلى صوته ..

من يشتري هذا العبد ..من يشتري هذا العبد

والناس من حوله يجتمعون

وكم يتمنون أن الحبيب يحضنهم ويمازحهم

فينادي .. من يشترى هذا العبد

والصحابي يحاول الفكاك

فعرف الصحابي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ..

أن خليل الله يحتضنه.. أن الحبيب خلفه..أن النور يقبضه بيديه ..

أن الذي تتفطر قدماه من قيام الليل بجانبه ..

أن من يحادث جبريل خلفه ..

فتسيل دموع الصحابي فرحا وهيبة

يا رسول الله .. يا رسول الله..

إذن تجدني كاسدا لا انفع أن تبيعني .. لست أهلا لأن أكون بضاعتك

إذن والله تجدني كاسدا

فيقول له الحبيب رافعا من قدره

لكنك عند الله لست بكاسد

أنت عند الله غال .. أنت عند الله غال

فما أحسن خلقك يا رسول الله .. وأحسن صحبتك .. وطيب مخالطك ..

وروعة مداعبتك …

كم كان كريما معطاء

كانت عنده تسعون ألف درهم من الذهب

وضعها على حصير ..

فقسمها على الناس ولم يبقى منها شيء

جاءه رجل يهديه بضعًا من الرطب والقثاء

فأهداه الحبيب ملء يديه ذهبا

وجاءه احدهم يسأله مالاً ..

فيقول له ما عندي شيء ..ولكن أشتري ما شئت وأنا أقضيه عنك ..

يوم أحد ..

شجّت وجنتاه .. كسرت رباعيته ..شجّ رأسه .. الدماء تسيل منه

فإذا به يدعوا الله عز وجل

اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون .. اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون

كان ذات ليلة يردد

قام الليل يردد آية ..

(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم )

ما أرأفه بنا !!

تمر الشهور ولا توقد النار في بيته

كم صبر حبيبنا

صبر على الجوع .. صبر على فقد أحبابه ..صبر على البلايا …

هل حقاً أننا نحبه ؟؟

هل اتبعنا ما جاء به ؟؟

هل افتخرنا بسنته ؟؟

هل نعتزّ بإسلامنا ؟؟

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

كرم معن بن زائدة السنة النبوية

عرف عن معن بن زائدة القائد العربي الشهير انه من أوسع الناس حلما و صفحا و عفوا عن زلات الناس . فعندما ولاه أبو جعفر المنصور على اليمن . تراهم أعرابيان على إغضابه. لقاء مائة بعير. فلبسا احدهم جلد ناقة. و نعلا أيضا من جلد ناقة فأصبح قبيح المنظر جدا و دخل على معن بن زائدة و انشد دون أن يسلم :
أتذكر إذ لحافك جلد شاة و إذا نعلاك من جلد بعير؟
فقال معن : نعم اذكره و لا أنساه
فقال الأعرابي: فسبحان الذي سواك ملكا و علمك الجلوس على السرير
فقال معن : إن الله قادر على كل شيء.
فقال الإعرابي: فلست مسلما ما عشت يوما على معن بتسليم الأمور
فقال معن : السلام سنة . وشانك في الأمر
فقال الأعرابي: سأرحل من بلاد أنت فيها وان جار الزمان على الفقير
فقال معن: إن جاورتنا فمرحبا بك و إن فارقتنا مصحوب السلامة.
فقال الأعرابي : فجد لي يا ابن ناقص بشيء فاني قد عزمت على المسير
فأمر له معن بألف درهم
فقال الأعرابي: قليل ما أتيت به و أني لا اطمع منك بالمال الوفير
فأمر له معن بألف درهم أخرى. فانخلع قلب الأعرابي و اقبل على معن يقبل يديه و معتذرا قال: سالت الله إن يبقيك ذخرا فما لك في البرية من نظير فمنك الجود و الإحسان حقا و فيض يديك كالبحر الغزير
فقال معن : يا غلام . لقد أعطيناه ألفين على هجونا فليعط أربعة على مدحنا و التفت إلى الأعرابي قائلا: ما حملك على هجونا ؟ فاجبه: ذلك الأعرابي اللعين الذي راهنني لإغضابك لقاء مائة ناقة.
فقال معن : إذن خسرت الرهان ؟ و أمر له بمائتي ناقة . مائة له. و مائة للرهان

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

اللحظات الأخيرة فى حياة النبى لفضيلة الشيخ عبدالله كامل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوانى فى الله أشهد الله إنى

أحبكم فى الله وأسال الله أن يرزقنا الإخلاص في القول و العمل

و أن يستعملنا في ما يحبّه و يرضاه .. آمين .. آمين .. آمين



يسعد إخوانكم فى هذا المدونة المبارك

أن يقدموا لكم

اللحظات الأخيرة فى حياة النبى (مؤثر جداا)

(((لفضيلة الشيخ/عبدالله كامل)))

أنشر تؤجر يوم القيامة

بتاريخ:3-2-2017

لاتنسونا من صالح دعائكم

رابــــــط التـحـمـــــــــيـل الصوتى

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

في مكارم الاخلاق – سنة النبي

الوصية الثالثة
قال الامام علي (عليه السلام) اوصيكم بالخشية من الله بالسر والعلانية والعدل بالرضا والغضب والاكتساب في الفقر والغنى وان تصلوا من قطعكم وان تعفوا عمن ظلمكم وتعطوا من حرمكم وان يكن نظركم عبرا وصمتكم فكرا وقولكم ذكرا والسخاء فأنه لا يدخل الجنة بخيل ولا يدخل النار سخي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

أسماء بنت عميس رضي الله عنها


أسماء بنت عميس رضي الله عنها

هي الصحابة الجليلة " أسماء بنت عميس بن معدْ بن الحارث ( الخثعمية ) " تُكنى بأم عبدالله ~ صاحبة الهجرتين
والدها " عميس بن معاذ " أُمها " هند بنت عوف بن زهير " شقيقتها " سلمى بنت عميس " زوج حمزة بن عبدالمطلب
وأخواتها لأمها " ميمونة بنت الحارث و زينب بنت خزيمة " أما المؤمنين زوجا النبي صلي الله عليه وسلم ~
و " لبابة الصغرى " أم خالد بن الوليد ~ و " أم الفضل " زوج العباس بن عبدالمطلب ~

أسلمت قبل دخول رسول الله دار الأرقم وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها " جعفر بن أبي طالب " وهي عروس فولدت له هناك : عبدالله ومحمد وعون ، ثم عادت إلى المدينة سنة سبعة للهجرة مع زوجها وأبنائها ~

بعد إستشهاد زوجها " جعفر بن أبي طالب " في غزوة مؤتة ، انكفأت أسماء على نفسها وابنائها ترعاهم وتربيهم تحت سمع وبصر ويد النبي – صلى الله عليه وسلم – ~

حتى كان يوم حُنين فقد توفيت " أم رومان " زوجة " أبي بكر الصديق " فزوّج رسول الله أبا بكر من أسماء بعد أن أبدى رغبته من الإقتران بها ، ورزقت منه رضي الله عنه بولدها " محمد بن أبي بكر " وعندما مرض الصديق مرض الوفاة أوصى بأن تقوم أسماء بغسله .

بعد قضاء عدتها تزوجهـا " علي بن أبي طالب " رضي الله عنه , انجبت منه عون ويحيى وظلت معه حتى وفاته .

* أثر الرسول – صلى الله عليه وسلم – في تربيتها
عن أسماء بنت عميس قالت : كنت صاحبة عائشة التي هيأتها فأدخلتها على النبي – صلى الله عليه وسلم في نسوة فما وجدنا عنده إلا قدح من لبن فتناوله فشرب منه ثم ناوله عائشة فأستحيت منه فقلت لها : لا تردي يد النبي صلى الله عليه وسلم .
فأخذته فشربت منه ثم قال : ناولي صواحبك
فقلت : لا نشتهيه
فقال : لا تجمعن كذباً وجوعاً
فقلت : إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه لا أشتهيه أيعد ذلك كذباً ؟
قال : " إن الكذب يكتب كذباً ، حتى الكذيبة تكتب كذيبة "

من مواقفها مع الرسول – صلى الله عليه وسلم –

روي أن أسماء بنت عميس رجعت من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب فدخلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : هل نزل فينا شيءٌ من القرآن ؟ فقلن : لا ، فأتت النبي – صلى الله عليه وسلم – فقالت : إن النساء لفي خيبة وخسار ، قال : ومم ذاك ؟ قالت : لأنهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال ، فأنزل الله – عز وجل – هذه الآية { إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات … }
مواقفها مع الصحابة
مع عُمر بن الخطابْ ~


عن الشعبي قال : قدمت أسماء من الحبشة فقال لها عمر : يا حبشية سبقناكم بالهجرة فقالت : لعمري لقد صدقت كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم ويعلم جاهلكم ، وكنا البعداء الطرداء ، أما والله لأذكرن ذلك لرسول الله فقال لها : للناس هجرة واحدة ولكم هجرتان

مع علي بن أبي طالب ~
قال الشعبي : تزوج علي أسماء بنت عميس فتفاخر ابناها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر فقال كل منهما : أبي خيراً من أبيك فقال علي : يا أسماء إقضي بينهما فقالت : ما رأيت شاباً خيراً من جعفر وما رأيت كهلاً خيراً من أبي بكر فقال علي : ما تركتِ لنا شيئاً ولو قلتي غير هذا لمقتُّكِ فقالت : واللهِ إن ثلاثة أنت أخسهم لخيار .

هي أول من أشار إلى النعش في الإسلام ~

أن فاطمة بنت رسول الله رضي الله عنها قالت لأسماء بنت عميس : إني قد إستقبحت ما يصنع بالنساء يُطرح على المرأة الثوب فيصفها ، فقالت أسماء : يا بنت رسول الله ألا أريكِ شيئاً رأيته بأرضِ الحبشة فدعت بجرائد رطبة فحنتهّا ثم طرحت عليها ثوباً ، فقالت فاطمة : ما أحسن هذا تعرف بهِ المرأة من الرجل فإذا أنا مت فأغسليني أنتِ وعلي ولا يدخل علي أحد

وفاتها رضي الله عنها ~

تُوفيت سنة ثمان وثلاثين للهجرة ، وقيل بعد الستين – رضي الله عنها وأرضاها ~

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

حقوق النبي بين الاجلال والاخلال – في الاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

حقوق النبي بين الاجلال والاخلال

من سلاسل العلامتين
ابن باز
و
الالباني
رحمهم الله

الحمدلله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن الله تعالى أوجب علينا طاعته وطاعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وجعل لله حقوقاً على عباده لا يشاركه فيها أحد لا نبي مرسل ولا ملك مقرب، وجعل لنبيه حقوقاً على أمته لايساويه فيها أحد من الخلق.
قال العلامة ابن القيم الجوزية:
للــــه حـــــق ليس لعـبــــــــده ولعبـــــــــده حق هما حقـــــــان
لا تجعلــــوا الحقين حقاً واحداً من غيــــــر تمييز ولا فـــرقان
وحقه صلى الله عليه وسلم علينا محبته وطاعته واتباعه وتوقيره واحترامه من غير غلو ولا إفراط كما قال صلى الله عليه وسلم: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله» وقد نهانا صلى الله عليه وسلم عن الابتداع في الدين فقال: «وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة» رواه النسائي ، ومما ابتدع في الدين إحداث الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم حيث لم يفعله صلى الله عليه وسلم ولا أمر به ولا أقر من يفعله وقد قال صلى الله عليه وسلم : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» متفق عليه.

محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه

لقد حبا الله تبارك وتعالى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الخصائص القوية والصفات العلية والأخلاق الرضية ما كان داعياً لكل مسلم أن يجله ويعظمه بقلبه ولسانه وجوارحه.
وقد اختار الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم اسم (محمد) المشتمل على الحمد والثناء، فهو صلى الله عليه وسلم محمود عندالله تعالى ومحمود عند ملائكته ومحمود عند إخوانه المرسلين عليهم الصلاة والسلام ومحمود عند أهل الأرض كلهم وإن كفر به بعضهم، لأن صفاته محمودة عند كل ذي عقل وإن كبر وجحد فصدق عليه وصفه نفسه صلى الله عليه وسلم حين قال: « أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وأول من يشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفَّع» رواه مسلم.
ومما يحمد عليه صلى الله عليه وسلم ما جبله الله عليه من مكارم الأخلاق وكرائم الشيم، فإن من نظر في أخلاقه وشيمه صلى الله عليه وسلم علم أنها خير أخلاق الخلق وأكرم شمائل الخلق فإنه صلى الله عليه وسلم كان أعظم الخلق وأعظمهم أمانة وأصدقهم حديثاً وأجودهم وأسخاهم وأشدهم احتمالاً وأعظمهم عفواً ومغفرة وكان لا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً.

أقسام محبته صلى الله عليه وسلم

قال ابن رجب الحنبلي أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم درجتين:
الدرجة الأولى: فرض، وهي المحبة التي تقتضي قبول ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من عندالله وتلقيه بالمحبة والرضا والتعظيم والتسليم وعدم طلب الهدى من غير طريقه بالكلية ثم حسن الاتباع له فيما بلغه عن ربه من تصديقه في كل ما أخبر به وطاعته فيما أمر به من الواجبات والانتهاء عما نهى عنه من المحرمات ونصرة دينه والجهاد لمن خالفه بحسب القدرة فهذا القدر لا بد منه ولا يتم الإيمان بدونه.
الدرجة الثانية: فضل، وهي المحبة التي تقتضي حسن التأسي به وتحقيق الاقتداء بسنته وأخلاقه وآدابه وتطوعاته وأكله وشربه ولباسه وحسن معاشرته لأزواجه وغير ذلك من آدابه الكاملة وأخلاقه الطاهرة» استنشاق نسيم الأنس من نفات رياض القدس
وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم

إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم أصل عظيم من أصول الدين، فلا إيمان لمن لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين. قال تعالى { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } التوبة 24 قال القاضي عياض في شرح الآية: فكفى بهذا حضاً وتنبيهاً ودلالة وحجة على إلزام محبته ووجوب فرضها وعظم خطرها واستحقاقه لها صلى الله عليه وسلم، إذ قرع الله من كان ماله وأهله وولده أحب إليه من الله ورسوله، وتوعدهم بقوله تعالى {فّتّرّبَّصٍوا حّتَّى" يّأًتٌيّ ?لَّهٍ بٌأّمًرٌهٌ} ثم فسقهم بتمام الآية وأعلمهم أنهم ممن ضل ولم يهده الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة، اقرءوا إن اشئتم {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم}» رواه البخاري، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أنا أولى بكل مؤمن من نفسه» رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين» رواه البخاري ومسلم. وعن عبدالله بن هشام قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إليَّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إليَّ من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر» رواه البخاري قال ابن حجر: أي الآن عرف فنطقت بما يجب. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإىمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار» رواه البخاري ومسلم

مظاهر الجفاء مع النبي صلى الله عليه وسلم

1- البعد عن السنة باطناً وظاهراً: وذلك بتحول العبادات إلى عادات ونسيان احتساب الأجر من الله أو ترك متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمه والمحبة القلبية الخالصة له ونسيان السنن وعدم تعلمها أو البحث عنها وعدم توقير السنة والاستخفاف بها باطناً. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « فمن رغب عن سنتي فليس مني» متفق عليه.

2- رد الأحاديث الصحيحة: ومما يلاحظ من الجفاء رد بعض الأحاديث الصحيحة الثابتة بأدنى حجة من الحجج كمخالفة العقل أو عدم تمشيها مع الواقع أو عدم إمكان العمل بها أو المكابرة في قبول الأحاديث وتأويل النصوص وحرفها لأجل ذلك أو رد الأحاديث الصحيحة باعتبار أنها آحاد، وأغلب أحكام الشريعة إنما جاءت من طريق الآحاد أو دعوى العمل بالقرآن وحده وترك ما سوى ذلك، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه» رواه الترمذي. وإن زعموا ما زعموا من وجوب وحدة المسلمين على القرآن وحده فإن الله تعالى أوجب في القرآن الأخذ عن الرسول صلى الله عليه وسلم كل ما أتى به جملة وتفصيلاً فقال تعالى { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } الحشر 7 .
وقد ذكر الله تعالى طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن في ثلاث وثلاثين موضعاً، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه» رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود.

3- العدول عن سيرته صلى الله عليه وسلم وسنته: وفي عصر الإعلام يتجلى الجفاء في العدول عن سيرته صلى الله عليه وسلم وسنته وواقعه وأعماله إلى رموز آخرين من عظماء الشرق والغرب كما يسمون سواء كانوا في القيادة والسياسة أو في الفكر والفلسفة أو في الأدب والأخلاق.

4- نزع هيبة الكلام حين الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: وفي مجالسنا يلاحظ المتأمل منا جفاءً روحانياً يتضح في نزع هيبة الكلام حين الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وكأنها حديث عابر أو سيرة شاعر أو قصة سائر فلا أدب في الكلام ولا توقير للحديث ولا استشعار لهيبة الجلال النبوي ولا ذوق للأدب النوراني القدسي، فلا مبالاة ولا اهتمام ولا توقير ولا احترام وقد قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ } الحجرات 2 ، هذا أيها الناس هو الأدب الرباني فأين الأدب الإنساني قبل الأدب الإسلامي؟

5- هجر أهل السنة أو اغتيابهم والاستهزاء بهم: ويلحق بالجفاء جفاء القلوب والأعمال تجاه من خدموا السنة ويتمثل ذلك في هجر أهل السنة والأثر العاملين بها أو اغتيابهم ولمزهم والاستهزاء بهم واستنقاص أقدارهم وانتقادهم وعيبهم على التزامهم بالسنن ظاهراً وباطناً.

6- الابتداع في الدين: ويزداد الجفاء سوءاً حين يبتعد المرء عن الجادة والشرع إلى سلوك الابتداع في الدين ومشابهة حالة المخلطين من تعظيم مشايخ الطرق ورفعهم فوق منزلة الأنبياء بما معهم من الأحوال الشيطانية والخوارق الوهمية أو الغلو في الأولياء الذين يظن أنهم كذلك وإطراؤهم في حياتهم وتقديسهم بعد مماتهم ودعاؤهم من دون الله، والنذر لهم وذبح القرابين باسمهم والطواف حول قبورهم أو البناء عليها، وهذا هو الشرك الذي بعث النبي صلى الله عليه وسلم لإزالته وهدمه وإقامة صرح التوحيد مكانه في الأرض وفي القلوب فأقام الله دينه ونصر عبده وأعز جنده المؤمنين وأقر الله أعينهم بإزالة علائم الشرك وأوثان الجاهلية حين كان النبي صلى الله عليه وسلم يطعنها ويحطمها بيده وهو يقول { وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً } الإسراء 81 { قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ } سبأ 49

7- الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم: ومن الجفاء الذي يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ويخالف هديه ودعوته بل يخالف الأصل الذي أرسله الله به وهو التوحيد: الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم ورفعه فوق منزلة النبوة وإشراكه في علم الغيب أو سؤاله من دون الله أو الإقسام به، وقد خاف النبي صلى الله عليه وسلم وقوع ذلك فقال في مرض موته: « لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ولكن قولوا عبدالله ورسوله» رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم: « لا تجعلوا قبري عيداً وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم» رواه أبو داود وصححه الألباني في غاية المرام. ويبلغ الحد في التنفير من الغلو في ذاته صلى الله عليه وسلم أن لعن الذين آتخذوا قبور أنبيائهم مساجد فقال صلى الله عليه وسلم: « لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» رواه البخاري. ومن الغلو فيه صلى الله عليه وسلم: الحلف والإقسام به فإنه من التعظيم الذي لا يصرف إلا الله وحده وقد قال صلى الله عليه وسلم: « من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت» رواه البخاري ومسلم 10- ترك الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: « رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي» رواه الترمذي
وقال صلى الله عليه وسلم: «البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي» رواه الترمذي

مواقف المحبين

> قال مصعب بن عبدالله: كان مالك إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه، فقيل له يوماً في ذلك، فقال: لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم عليَّ ما ترون وذكر مالك عن محمد بن المنكدر وكان سيد القراء: لا نكاد نسأله عن حديث أبداً إلا يبكي حتى نرحمه، ولقد كنت أرى جعفر ابن محمد وكان كثير الدعابة والتبسم فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم اصفر لونه، وما رأيته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على طهارة.
> كان الحسن رحمه الله إذا ذكر حديث حنين الجذع وبكائه يقول: يا معشر المسلمين، الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إلى لقائه، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه. > وكان عبدالرحمن بن القاسم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم فينظر إلى لونه كأنه نزف منه الدم وقد جف لسانه في فمه هيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد كنت آتي عامر بن عبدالله بن الزبير فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى لا يبقى في عينيه دموع: نزف البكاء دموع عينك فاستعر عينــا لغيـرك دمعهــا مـدرارُ
> ولقد رأيت الزهري وكان لمن أهنأ الناس وأقربهم فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه ما عرفك ولا عرفته.
> ولقد كنت آتي صفوان بن سليم وكان من المتعبدين المجتهدين فإذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى، فلا يزال يبكي حتى يقوم الناس عنه ويتركوه. > وبلغ معاوية أن كابس بن ربيعة يشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما دخل عليه من باب الدار قام عن سريره وتلقاه وقبل بين عينيه، وأقطعه المرغاب، لشبهه صورة رسول الله صلى الله عليه وسلم. > كان محمد بن سيرين يتحدث فيضحك فإذا جاء الحديث خشع. > قال أبو سلمة الخزاعي: كان مالك بن أنس إذا أراد أن يخرج يُحدِّث توضأ وضوءه للصلاة ولبس أحسن ثيابه ولبس قلنسوه ومشط لحيته، فقيل له في ذلك فقال: أوقِّر به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

لاتنسوني بدعائكم
أختكم في الله
ملآمح يوسفيهـــ

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

ما قيل من المنصفين الاجانب عن الأسلام والرسول الكريم السنة النبوية

· قال البحَّاثةُ الكبيرُ سنكس: " وقد كان مُحَمَّدٌ نبيُّ الإسلامِ – عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ – يُؤكِّدُ بأنه يتلقَّى معارفَهُ من الملأ الأعلى، وقد أجمع مُعاصروه على الاعتراف بأن معارفه الخاصة أصغر من أن تجعله يدرك ويكتب هذه التعاليم العالية الحكيمة المشحون بها هذا القرآن، تلك التعاليم التي رقَّت عقول الملايين من الناس، ولا تزال ترقي شعوباً متأخرة، وذلك بإشرابها الحقائق الكبرى الضرورية للذات البشرية من الوجهة الدينية والاجتماعية والخلقية، ولن تمضي سنوات قليلة حتى تصبح أفريقيا كلها دائنة للإسلام دين مُحَمَّدٍ – عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ -.
إن المائة والعشرين مليوناً من المسلمين في آسيا، والذين يزدادون كل يوم عدداً؛ لأدلة واضحة على حيوية دين الإسلام وعظمته، لم يأت مُحَمَّد – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – لمكافحة التوراة والإنجيل، بل فإنه يقول: إن هذين قد أنزلا من السماء لهداية الناس إلى الحق مثل القرآن، وأن تعاليم القرآن جاءت مصدقة لها، ولكنه لم يأخذ منهما (قلنا: لكن قد بين القرآن النَّبيّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – تحريف هذه الكتب).
وقد رفضَ مُحَمَّدٌ نبيُّ الإسلامِ – عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ – جميعَ الرُّموزِ والأساطيرِ، ودعا إلى عبادةِ إلهٍ واحدٍ قادرٍ، رحمنٍ رحيمٍ، كما يصفُهُ القرآنُ في كُلِّ سُورةٍ مِنْ سُوَرِهِ، وقد أمرَ مُحَمَّدٌ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – عن وحي من ربه – سبحانه – بخمس صلوات في اليوم؛ ليضطر الإنسان للتخلي عن انشغالاته المادية لحيظات من الساعات، وذلك لكي يرتفع في خلالها إلى مولاه – عَزَّ وجَلَّ -، كما أمر مُحَمَّدٌ أن لا تجعل العبادة موجهة لأغراض ذاتية، فإن الله أعلم بما هو أصلح لنا.
وقد أوجب على المسلم أن يتصدق بحصة من إيراده للفقراء والمساكين، وهذا غير الصدقة الاختيارية، كما أوجب حماية المرأة بالاعتراف لها بحقوقها التي كانت غير معترف بها إلى عهد مُحَمَّد، ولاسيما بتهذيب وتعديل عادة تعدد الزوجات المعروفة في الجاهلية بدون تحديد عدد، وقام مُحَمَّدٌ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – بحماية الأطفال، وتحريم قتلهم خوفاً من إعالتهم وهي العادة القديمة التي كانت منتشرة في الجاهلية، ورعى مُحَمَّدٌ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – حق الرقيق، وأمر بمعاملته كعضو من الأسرة، وقد كان مُحَمَّد أول من قرر المساواة والعدالة بين المسلمين من أغنى الناس وأقواهم – ولو كان ملكاً أو أميراً – إلى أفقر الناس وأضعفهم، كما حرم السرقة والقتل والإكراه، ومنع مُحَمَّد – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – شرب الخمر والميسر، وقد استهزأ المستهزئون بجنة مُحَمَّد التي بشر بها المؤمنين، وقالوا عنها أسوأ ما يمكن قوله، ولكن كل هذه الأقوال تتلاشى وتزول متى قرأ الإنسان القرآن، ومما يجدر بالذكر أن المرأة المسلمة تظهر في تلك الآيات القرآنية ذات مكانة، فقد صرح القرآن بأن المرأة تشارك زوجها في الجنة دار النعيم".
ومضى سنكس يقول: " إنَّ الدينَ المُحَمَّديَّ قد أحدث رُقيَّاً عظيماً جداً في تدرج العاطفة الدينية، فقد أطلق العقل الإنساني من قيوده التي كانت تجعله أسيراً حول المعابد بين أيدي الكهنة من ذوي الأديان المختلفة، فارتفع إلى مستوى الاعتقاد بحياة وراء هذه الحياة، يجازى فيها على أعماله، كما ارتفع إلى مستوى الاعتقاد بإله واحد يمكن أن يعبده وحده، ويرتفع بروحه إليه دون أن يتوسط له وسيط، ثم إن مُحَمَّداً بتحريمه الصور في المساجد، وتحريم كل ما يمثل الله من تمثال؛ قد خلص الإنسانية من وثنية القرون الأولى الخشنة، واضطر العالم بهذه الطريقة أن يرجع إلى نفسه، وأن يبحث عن الله خالقه في صميم روحه، فيرتفع إلى جنابه عقب ذلك بالعبادة القلبية المملوءة بالاحترام، والتقديس، والحب، والشكر".
وفي ختام اعترافاته قال سكنس: "إن الناس – يريد الأوروبيين – لم يلتفتوا للترقي العظيم الذي أوجده دين مُحَمَّد – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – من الوجهة الأدبية، فإن ذلك الترقي تحقق بعيداً عنا في أمم اعتدنا أن نصفهم بالبرابرة لأنه ليس عندهم مثل أفكارنا ولا عقائدنا، ولأنهم متأخرون عنا من الوجهة العلمية والعقلية، ولكن مع هذا كله يجب الاعتراف بأن هذه الحركة الدينية قد ساعدت وتساعد كل يوم لإثارة عقول أمم في العالم كله.
والإسلام الخالص من كل التعاليم الخاصة بالشعوب الطفلة، ومن كل الشروح الضالة لأقوال الأنبياء؛ يظهر لنا أنه أعظم ما يدركه الإنسان عن العلاقات التي يجب أن توجد بين الإنسان وخالقه، وأكثرها انطباقاً على العقل والمنطق".
* تعليق:وهنا انتهى ما اعترف به البحاثة الكبير سنكس، وما أنصف بشأن نبي الإسلام مُحَمَّد – عليه الصلاة والسلام – وهو يستحق التقدير والإعجاب، ومما يجب هنا أن نزيد إيضاحاً لبعض كلمات سنكس:
الأول: قوله: "وقام مُحَمَّدٌ بحماية الأطفال, وتحريم قتلهم خوفاً من إعالتهم.."، وقد أشار به إلى العادة الجاهلية وهي قتل الأولاد خشية الإملاق والفقر الذي حرمه الله – سبحانه – ببعثة نبيه ورسوله مُحَمَّدٍ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – حيث قال في القرآن المجيد: {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئاً كبيراً}الإسراء 31.
أما الإيضاح الذي نريد أن نزيده على قول سنكس هو أن مُحَمَّداً – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – قام بتحريم وأد البنات ودفنهن وهن على قيد الحياة وذلك بتبليغ قوله – تعالى-: {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون} النحل: 58.
الثاني: قول سنكس: "ورعى مُحَمَّدٌ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – حقَّ الرَّقيقِ, وأمرَ بمعاملتِهِ كعضو من الأسرةِ".
والإيضاح الذي نريد أن نزيده هو أن نبي الإسلام مُحَمَّد – عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ – قد بلغ ما أنزل الله إليه بشأن الرقيق، ونشر تشريعات متعددة، الغرض منها تقليل الرق بطرق مختلفة بعد ما كان الاسترقاق منتشراً كل الانتشار في جميع الدول، وعند جميع الملل قبل بعثة مُحَمَّد – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ -، الأمر الذي يستوجب التأسف والتأثر، حتى أن الدين المسيحي أيضاً لم يصدر نصاً صريحاً ضد الاسترقاق، ولم يأت به أحد من الحواريين أصحاب النَّبيِّ عيسى – عليه السلام -، ولا قالت طائفة من الطوائف النصرانية بتحريم الاسترقاق، وقد جاء في الصفحة 865 من المجلد السابع لدائرة القرن التاسع عشر: (الديانة المسيحية لم تستنكر الاسترقاق في ذاته، ولم تعمل على إبطاله، فإن شرعيته لم تكن قط لديهم موضع البحث) بل إن القديس المزعوم بولس[1]أصدر وصاياه على الأرقاء أن يطيعوا مواليهم (سادتهم) مع الخوف والرعب كما يطيعون المسيح!، وأصدر الحواري بطرس[2]أيضاً وصايا تستوجب على الأرقاء أن يكونوا خاضعين لمواليهم مع الخشية!، ثم سار آباء الكنائس على أثر بولس وبطرس، وأباحوا الاسترقاق، وأقروه، وأصدروا فتاوى في هذا الموضوع، وقال سيبير يانوس وتوماس من آباء الكنائس في فتواهما: "إن الطبيعة خصصت بعض الناس ليكونوا أرقاء"، وقال الأب فورد ينينه رئيس دير الروح القدس: "إن الاسترقاق من جملة النظام المسيحي".
أما طرق التشريعات الإسلامية في تقليل الرق فإنها منصوصة في القرآن المجيد، حتى أباح الإسلام زواج الموالي بإمائهم، فإذا ولدن أصبحن أمهات الأولاد، ويملكن حقوقهن.
· وقال إميل دير مانجم في كتابه حياة مُحَمَّد: " إن مُحَمَّداً رسول الإسلام – عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ – قد أوجدت دعوتُهُ في جزيرة العرب تقدماً غير قابل الاعتراض، سواء أكان ذلك في دائرة الأسرة، أم في دائرة المجتمع، أم الناحية الصحية، وحظ المرأة الذي تحسن، وإن الفحش والزواج المؤقت والمعاشرة الحرة (الزنا) قد حُظِرت، وقد حرم أيضاً إكراه الإماء على اتخاذ الفحش وسيلةً لثراء مواليهن كما كان متبعاً في ذلك العهد {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً}"، ثم قال دير مانجم: "إن مُحَمَّداً قد أباح الرق ولكنه نظمه، وضيق حدوده، وجعل العتق عملاً خيِّراً، بل كفارة عن بعض المعاصي".
* تعليق:إن اعتراف أميل دير مانجم ناشئ عن دراسته الصحيحة لحياة الرسول مُحَمَّد – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ -، ولكتابة القرآن المجيد.
هذا، ونضيف على قوله: (وقد أباح الرق.. إلخ قائلين: لأن الاسترقاق كان منتشراً كنظام حيوي في جميع الملل قبل البعثة، فلم يكن من الحكمة الاستعجال في القضاء عليه، ولهذا اتخذ وسائل لإلغائه بالتدرج طبق تعاليم القرآن الكريم.
· وقالت مدام بيرون رئيسة جمعية الدفاع عن حقوق المرأة في باريس: " إن مُحَمَّداً – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – لم يكن عدواً للمرأة كما يظهر من أقوال بعض الناس الذين أساءوا فهم روح التشريع الذي جاء به، فينبغي أن نتصور الزمان الذي عاش فيه لنعرف قيمة إصلاحاته".
* تعليق:إن مُحَمَّداً – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – رفع درجة المرأة بعد أن كانت في الجاهلية في حضيض من الدرجات، ودعا أتباعه إلى رعاية حقوق المرأة من كل جانب، وذلك بما أُوحي إليه من ربه – سبحانه – من الآيات القرآنية ومن أحاديثه الصحيحة التي وردت بشأن المرأة يقول: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
· وقال برفيسور ليك أحدُ الكتاب الأجانب بعد ما فَصَّل في وصف نبيِّ الإسلامِ مُحَمَّدٍ – عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ -: "وأخيراً أذكر في هذا البيان العالمي الذي أسداه النَّبيّ العظيم بتحريمه الخمر، وبواسطته وبه فقط حفظ ملايين من الناس جيلاً بعد جيل في أثناء الأربعة عشر قرناً الأخيرة من الخزي المهين، اعتبر ما يجري في أمريكا في خصوص إجبار الناس على الإذعان لقانون تحريم الخمر، أليس من المعجزات الباهرات أن مُحَمَّداً – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – جعل الصادقين من أتباعه في حرز حريز من شر المشكلات (التي يجلبها الخمر إلى المجتمع) جيلاً بعد جيل، وإنما ذلك بالقوة الأدبية، وبقول واحد؟".
· وقال العالم الهندوسي ت. ل. فسواني بعنوان إجلال فسواني لمُحَمَّد: "تأملت في أمر مُحَمَّد – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – فتعجبت من هذا الرجل العظيم الذي نشأ بين أولئك القوم المختلي النظام، الفاسدي الأخلاق، العابدي الأحجار، هذا الرجل مُحَمَّد وقف تقريباً وحده شجاعاً متحدياً غير هياب ولا وجل في وجه التوعد بالقتل، فمن الذي أعطاه تلك القوة التي قام بها كأنه بطل من أبطال الحرب حتى استمعوا بعد الإعراض لكلامه؟ فمن أين جاء سحر بيانه حتى أعتق العبيد، وساوى وآلف بين النبلاء والإشراف وبين الصعاليك المنبوذين حتى صاروا إخواناً وخلاناً؟ ونحن هنا في الهند إلى الآن لا نزال نقتتل (نقاتل) لأجل جواز لمس بعضنا بعضاً أو عدمه، ولا نزال عاجزين عن إباحة الدخول في بيوت الآلهة – الأصنام والأوثان – للمنبوذين من أبناء جلدتنا.
من أين استمد الرجل مُحَمَّد – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – قوة حياته الغالية؟ والهند إلى الآن مصابة بمصيبة شرب الخمر، والرجل مُحَمَّد – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – اقترح كما تقول الكتب القديمة – يشير إلى القرآن المجيد – مقاطعة الخمر ومقاطعة كل شراب مسكر، فقام أصحابه وألقوا دنان الخمور في أزقة المدينة، وحطموها تحطيماً، ولقد كان تصرف مُحَمَّد في قومه كالتنويم المغناطيسي، فمن أين جاء سر هذه القوة؟
· ألم تر أن قومه كانوا أشتاتاً قد عمتهم الفوضى فألف بين قلوبهم، وجعلهم أمة واحدة، وكانوا راسبين في التوحش فأنقذهم، ورفع مقامهم، وجعلهم عظماء أقوياء في أعين الأمم كلها، حتى صارت الأمة المُحَمَّدية صاحبة القيادة العليا في التمدن، وأصبحت آخذة بيمينها مصباح التهذيب والرقي، وإن التهذيب العربي هو الذي أنشأ في آسيا وأوروبا نشأة جديدة، وإنسانية جديدة"، وفي الختام قال فسواني: " إليك يا مُحَمَّد! أنا الخادم الحقير!! أقدم إجلالي وتعظيمي بكل خضوع وتكريم، إليك أطاطئ رأسي!، فإنك لنبي حق من عند الله، وإن قوتك العظيمة كانت مستمدة من عالم الغيب الأزلي الأبدي!"
· وقال الفيلسوف الروسي تولستوي المعروف أيضاً: "ومما لا ريبَ فيه أن مُحَمَّداً – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – كان من عظماء الرجال المصلحين، الذين خدمُوا المجتمع الإنسانيَّ خدمة جليلة، ويكفيه فخراً أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح للسكينة والسلام، وتؤثر عيشه الزهد، ومنعها من سفك الدماء، وتقديم الضحايا البشرية، وفتح لها طريق الرقي والمدنية، وهذا عمل عظيم لا يقوم به إلا شخص أوتي قوة، ورجل مثل هذا جدير بالاحترام والإجلال".
* تعليق:إن اعتراف تولستوي بفضل مُحَمَّد رسول الإسلام – عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ – تعبير عن الواقع والحقيقة، وإنصاف بشأنه، ونقول: إن قوة مُحَمَّد – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – لم تكن قوة عادية مثل ما يكون عند الرجال المصلحين، بل كانت قوة فوق العادة، موهوبة من عند الله الذي أرسله للعالم كافة "مثل ما يكون عند الأنبياء والمرسلين من القوة، بل أقوى وأعظم منها".
· وقال وليم موير المؤرِّخ الإنجليزي صاحب كتاب حياة مُحَمَّد: "لقد امتاز مُحَمَّد – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – بوضوح كلامه، ويسر دينه، وقد أتم من الأعمال ما يدهش العقول، ولم يعهد التاريخ مصلحاً أيقظ النفوس، وأحيا الأخلاق، ورفع شأن الفضيلة في زمن كما فعل مُحَمَّد نبي الإسلام".
· وقال بروفيسور ليك: "إنها الحقيقة مجردة أنها بينما كان غير أهل الإسلام راسبين في العبودية؛ كان المسلمون يتمتعون بالحرية والمساواة، وما أجمل ما قاله المعلم العظيم مُحَمَّدٌ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ -: (الخلق كلهم عيال الله، وأحب الناس إلى الله أنفعهم لعياله).
· وقال أحد كتاب أوروبا المنصفين وهو لويل توماس الإنجليزي: " لقد كان مُحَمَّدٌ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – أول من وحد بين القبائل العربية بالجزيرة وشعوبها، وجمع كلمتها تحت راية واحدة، وقد كان ظهور مُحَمَّد في حين الحاجة إليه، فجاء وجمع الكلمة لا بالقوة والشدة بل بكلام عذب أخذ منهم كل مأخذ، فاتبعوه وصدقوه، وقد فاق فتى مكة غيره من الرسل والقادة من الرجال بصفات لم تكن معروفة لديهم، فكان يجمع بين القلوب المتفرقة فتشعر كلها شعور قلب واحد".
· وقال المستر إدوارد ورمسي المستشرق الأمريكي: "قبل أن نشرح علاقة الإسلام بالمدينة الحديثة، ونبين المركز الرفيع الذي يحله بين الديانات العظيمة المعروفة؛ يجب علينا أن نرجع إلى الأيام التي سلفت قبل ظهور النَّبيِّ مُحَمَّدٍ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ -، ونتبين ما كان عليه سكان البادية من عبادة الأصنام، ووخيم العادات، ثم نبحث عن الإصلاحات التي أدخلها النَّبيُّ الكريم في شبه الجزيرة لأن الأشياء إنما تتميز بضدها"، ثم مضى مستر إدوارد يقول: "كانت بلاد العرب غارقة قبل نبوة مُحَمَّد – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – في أحط الدَّرَكاتِ، حتى ليصعب علينا وصف تلك الخزعبلات التي كانت سائدة في كل مكان، فالفوضى العظيمة التي كان الناس منهمكين فيها في ذلك العصر، وجرائم الأطفال (يريد قتلهم من إملاق), ووأد البنات وهن أحياء، والضحايا البشرية التي كانت تقدم باسم الدين، والحروب الدائمة التي تنشب آناً بعد آنٍ بين القبائل المختلفة، والنقص المستديم بين أهل البلاد، وعدم وجود حكومة قوية؛ كل هذه كانت سبباً في سيادة الهمجية، وازدياد الجرائم، وانتهاك الحرمات، وهذه حقيقة يحملها التاريخ ولا يمكن إنكارها، كانت بلاد العرب في حالة تشوش وبلبلة، وفي فوضى منتشرة لم يسبق لها مثيل في تاريخ أية أمة من الأمم، حتى أن بيت الله الحرام الذي بناه إبراهيم الخليل – عليه السلام – لإقامة شعائره الدينية فيه قد حوِّل إلى معبد يحتوي على أربعمائة صنم، لكل قبيلة صنم تعبده، وأما الأديان السماوية التي جاء بها موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء – عليهم السلام – فقد كانت فقدت نقاءها وفضيلتها الأصلية، وعبثت بها أيدي العابثين، فحرفوا كلام الله، ولوثوا معتقداتهم بخزعبلات واعتقادات لم ينزل الله بها من سلطان، حتى أصبح الناس لا يفرقون بين الفضيلة والرذيلة، وبين الحق والباطل، وبالاختصار كان العرب يعيشون في جو فاسد، مملوء بالغبار والميكروبات، حتى أن مجرد ذكرى هاتيك الأيام تقشعر منها النفوس، وهكذا كانت أحوال سكان شبه جزيرة العرب، وتلك هي عادتهم حينما جاء مُحَمَّدٌ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – شارحاً للعالم رسالة الله الواحد القهار، حاملاً بيده اليمنى الهدى والفرقان، وبيده اليسرى نور المدينة الوضاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وهناك بزغ فجر عصر جديد كان يُرى في الأفق، وبشرت الأيام بسطوع شمس العرفان، وانقشاع سحب الجهالة المظلمة التي أخفت النور السماوي عن أبصار الناس زمناً طويلاً، وأتى اليوم الذي أعادت فيه يد المصلح العظيم مُحَمَّد – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – ما فُقد من العدل والحرية، والتسامح والفضيلة، أتى الوحي من عند الله إلى رسوله الكريم ففتحت حججه العقلية السديدة أعين أمة جاهلية، فانتبه العرب، وتحققوا أنهم كانوا نائمين في أحضان الرذيلة المظلمة"، ثم مضى المستر إدوارد يقول: "ولنتصور سكان البادية حينما رأوا أصنامهم تكسر على مرأى منهم وهم المشهورون بالشجاعة والصلابة في الرأي، وعدم الخضوع للغير، أفلا يثور ثائرهم، ويهمُّون بالفتك بمُحَمَّد؟ ولكن مُحَمَّداً يتكلم بكلام الله! فقد كانوا يجدون في نبرات صوته هدى وتأثيراً كبيراً، ولهذا لم يستطيعوا القيام ضد تيار الحق، ولم يجدوا بداً من الجري في مجاري النقاء الجديد، لأنه اجتاح كل الموانع والسدود كما يحتاج السيل الجارف كل شيء يقف في طريقه.
وهكذا انتصرت الفضيلة على الرذيلة، وأخمدت قوة الله هاتيك الشرور والآثام، وحررت الإنسانية من قبضة الوحشية، وبالإجمال: أتى الوحي من عند الله العلي القدير إلى رسوله ونبيه الكريم مُحَمَّد بن عبد الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – ففتحت حججُه العقلية السديدة أعينَ تلك الأمة الجاهلة، فانتبهوا وتحققوا، وعلموا أنهم كانوا في أحضان الرذيلة المظلمة".
وقال البستاني المسيحي في كتابه العرب في الجاهلية وصدر الإسلام ما يلي: " وكان في المدينة يهود يناهضون ضد النَّبيّ مُحَمَّد، ويؤلبون الناس عليه، ويغرون ضعفاء الإيمان بالارتداد عن الإسلام، فتعرض لهم القرآن وذكرهم بما أنعم الله على آبائهم بني إسرائيل، وتوعدهم لتكذيبهم بالرسول، ودعاهم إلى تصديق نبوته، وقبول دعوته، كما كان في المدينة منافقون يبطنون الكفر ويظهرون الإيمان، وكانوا يذيعون الأراجيف عن حروب المسلمين، وبذلك يتأذى نبي الإسلام – عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ -، ويتطرق بعض الضعف إلى قلوب بعض المسلمين، فتناولهم القرآن حيث ندد بهم، وهددهم بالدرك الأسفل من النار، كما أن القرآن حينما يرى في المسلمين أي ضعف أو شقاق يدعوهم إلى قوة الإيمان، وإلى التآلف، ويؤنبهم تأنيباً عند الانهزام، ويحضهم على القتال ضد المشركين والمعتدين، مع تذكيرهم بأن الموت في الجهاد سبب للمغفرة والرحمة، ولم يكن في الحجاز نصارى يقاومون الدعوة مثل مقاومة اليهود لها، فلم يتعرض لهم القرآن كثيراً، وهو في كلامه على النصارى أرفق بهم منه باليهود".
* تعليق:إن مضمون اعتراف البستاني في ختامه ينطبق على ما أخبر به الله – سبحانه – عن الميزة الفارقة بين اليهود والنصارى حيث قال: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ}(82) سورة المائدة.
· وقال الكاتب الإنجليزي الكبير لويس توماس: " قبل أن يكتشف كريستوف كولمبوس أمريكا بألف سنة أبصرت عينا الطفل القرشي مُحَمَّد بن عبد الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – النور في مكة، فكأن الله اختار هذا الطفل ليقلب تاريخ العالم، وكان في طفولته يرعى الماعز والغنم فيقودها إلى أعالي الجبال التي تحيط بمكة إحاطة السوار بالمعصم، ولما شب وأينع راح يذهب إلى سورية في تجارة بمال إحدى نساء قريش (يشير إلى السيدة خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها )، وسرعان ما شعر بأن قومه الذين يعبدون الأوثان كانوا على ضلال، يتمسكون بدين منبعث من الأوهام والأساطير، فبعث بدين متسامح رضيه بقلبه كل إنسان بدون مشقة، وقد علَّم أصحابه حبَّ آدم وإبراهيم، وموسى وعيسى، واعتبارهم أنبياء مرسلين، ولكن هؤلاء لا يعتبرون بمنزلة مُحَمَّد بل هم أقل منه بدرجات، لأن مُحَمَّداً – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – هو خاتم الأنبياء والرسل، ودينه دين الله العام على عالم البشرية، ولهذا لا توجد أسرة في الجزيرة العربية لا تُسمِّي أحد أبنائها باسم مُحَمَّدٍ، وينتشر اسم مُحَمَّدٍ في العالم أكثر من انتشار اسم بطرس (ناشر الدين المسيحي) ويوحنا، فهل يستغرب بعد هذا كله أن تكون تلك الصحراء مهداً لأعظم أديان العالم وهي اليهودية والنصرانية والإسلام؟
إن العرب يسمون الصحراء رياض الله، وهم يقولون بأنه ليس في الصحراء غير الله وحده، ففي صحراء الجزيرة العربية كل شيء يوحد الله، والسموات والأرض تسبح بحمد الله، وإلى اللانهاية تمجد أعمال الله، والنهار يتلوه النهار، والليل يعقب الليل، وفي تلك الصحراء لا يوجد من يفكر في الاستيلاء والتسلط على غيره.
إن مدنيتنا الطاغية لا تسمح لنا بإضاعة وقتنا بالتفكير، ولكن تلك الصحراء في سمائها الصافية الصحية هي مبعث الأحلام القدسية، ومهبط الوحي من عند الله، لقد كان مُحَمَّدٌ العربيُّ القُرشيُّ، النَّبيُّ الهاشميُّ، والرسولُ التِّهاميُّ؛ أوَّلَ من وحَّدَ قبائلَ الجزيرةِ المتنافرةِ، وأوَّلَ مَن آلف بين قلوبِ شعوبِها المتقاتلة، وجَمَعَ كلمتها تحت رايةٍ واحدةٍ)، ثم قال لويل توماس: "لقد كان ظهور مُحَمَّد النَّبيّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – في حين الحاجة إليه لطرد الغاصب الغريب (يشير إلى محاولة دولتي الفرس والروم لبسط السلطة على جزيرة العرب قبل البعثة)، فجاء مُحَمَّد، وجمع كلمة العرب، ووحد صفوف العرب، ولكن لا باستعمال القوة والاعتماد على الشدة؛ بل بكلام عذب حكيم، أخذ منهم كل مأخذ، فاتبعوه وآمنوا به، وقد فاق فتى مكة جميع الرسل وقادة الرجال بصفات لم تكن معروفة لدى العرب، فجمع بين القلوب المتفرجة، وجعل منها قلباً واحداً"، ومضى لويل توماس يقول: "مات النَّبيّ مُحَمَّد – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – وتدفقت بعده موجة الإسلام، فاجتازت الصحاري، ودخلت المدن، وذلك لتجعل ذكراً خالداً أبدياً لذلك الرجل العظيم الذي أنتجته وأنبتته صحراء قاحلة، فأثمر ثمراً لم يحلم به العالم من قبل.
وامتدت هذه الموجة (موجة الإسلام) فعمَّت آسيا وأفريقيا إلى أن استولت على أواسط أوروبا، تلك الموجة التي لم تحلق بها موجة الرومان في إبان مجدهم، وعهد عظمتهم، وفي هذا العصر عصر فتوحات الإسلام قدم العرب للعالم أجمع أعلم رجال الإسلام، وأكثرهم ثقافة، وبهذا وذلك فإن الإسلام قد حل بالعالم، وانتشر في ربوعه بسرعة الصاعقة، وإنما بدأت تنحط هذه الإمبراطورية العظيمة (يريد دولة الإسلام التي تأسست بنبوة مُحَمَّد – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – منذ واقعة بواتيه في أرض الغال – يريد فرنسا – ثم قال: "وبقي كثير من رجال العرب في البلاد التي دخلوها ينشرون تعاليم النَّبيِّ مُحَمَّدٍ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – فكانوا يعلنونها بكل قوة من الإيمان في أعلى السطوح، ورؤوس المآذن، وينادون أينما حلوا قائلين: "لا إله إلا الله مُحَمَّد رسول الله"!.
·
· وقال الدكتور شبلي المسيحي[3]بعد ما وصف الدين الإسلامي: "إن مُحَمَّداً نبي الإسلام – عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ – لهو أكبر وأكمل بشر في الأقدمين والحاضرين، ولا يتصور وجود مثله في المستقبل أيضاً".

* تعليق:إن اعتراف الدكتور شبلي شميل ووصفه لنبينا مُحَمَّدٍ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – بهذه الكلمات الموجزة إنما يستند على دراسةٍ عميقةٍ لشخصيتِهِ النَّبويةِ، وفي نفس الحال ينطبق على ما أخبر به اللهُ – سبحانه – عن ذات نبيه ورسوله، وعن مقامه بين الأنبياء والمرسلين؛ ألا وهو قوله – سبحانه – في القرآن المجيد: {ما كان مُحَمَّد أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النَّبيّين} الأحزاب 40.

  • وقال أدموند بيرك: "إن القانون المُحَمَّدي قانون ضابط للجميع من الملك إلى أقل رعاياه، وهو قانون نسج بأحكام نظام حقوقي، وأعظم قضاء علمي، وأعلم تشريع عادل، لم يسبق قط للعالم إيجاد مثله"
وفي الختام نقول
اللهم صلى وسلم على نبينا محمد افضل الصلوات واتم التسليم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

نصائح نبويه من السنة

إذا كان لإصلاح المجتمعات بابٌ فإن مفتاحه هي النصيحة "، مقولةٌ صادقةٌ تعبّر عن الدور الذي تقوم به النصيحة في التقويم والإصلاح، وذلك من خلال إسهامها الفعّال في حماية الأفراد والمجتمعات من أي انحراف، والحث على الرقي والنجاح في شتّى الميادين، وشتان بين مجتمع تسوده النصيحة، ومجتمع يعيش كل فرد من أفراده لتحصيل مصالحه الشخصية، وحظوظه الآنية، دون مبالاة بالتصحيح والمعالجة لمن حوله .

من هنا كان للنصيحة مكانة كبيرة في شريعتنا الغرّاء، واعتُبرت الركيزة الأهم والركن الركين في الأخوّة الإسلامية، كما جاء في الحديث : ( الدين النصيحة ) متفق عليه .

وقد كان للنبي – صلى الله عليه وسلم – اليد الطولى في بذل النصح لكل من حوله، استصلاحا لنفوسهم، وتحذيراً لهم مما يضرّهم في دينهم أو دنياهم، وإرشاداً لهم بما يناسبهم، وترغيباً لهم بما يقرّبهم إلى الله عزوجل، بل إن حياته – صلى الله عليه وسلم – وأقواله وأفعاله كلها تصبّ في إطار النصح وإرادة الخير ، فما من خيرٍ إلا ودلّ عليه ، وما من شرٍّ إلا وحذّر منه .

وللنبي – صلى الله عليه وسلم – طرقٌ متعدّدة لإيصال النصح إلى الآخرين ، فأحياناً كان يقدّم نصيحه بقالبٍ من المدح والثناء ، أو الحثّ والتحفيز ، لتكون فاعلةً مؤثرة ، فمن ذلك ما أخبر به عبد الله بن عمر رضي الله عنه، أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لحفصة رضي الله عنها : ( نعم الرجل عبد الله ، لو كان يصلي من الليل ) رواه البخاري و مسلم ، فأحدثت تلك الكلمات القليلة انقلابا في حياة ابن عمر رضي الله عنه، فلم يعد يترك قيام الليل إلا قليلاً .

وثمّة مواقف أخرى قام النبي- صلى الله عليه وسلم – بذكر أقوالٍ تدلّ على المودّة والمحبّة، و تبيّن الحرص على إرادة الخير، وخير مثالٍ على ذلك قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لمعاذ بن جبل رضي الله عنه : ( إني لأحبك يا معاذ ) ، ثم أتبعها بقوله : ( فلا تدع أن تقول في كل صلاة : ربّ أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) رواه أبو داوود .

ومن هذا الباب أيضاً حديث أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال له : ( يا أبا ذر ، إني أراك ضعيفاً، وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمرن على اثنين، ولا تولين مال يتيم ) رواه مسلم .

وعند استعراض النصائح النبويّةٌ التي حفلت بها كتب السنّة ، نجد أنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحاجات الناس ومشاكلهم ، وتراعي تنوّعها واختلافها ، فإذا كان النبي – صلى الله عليه وسلم – ينصح أقواما بالاجتهاد في العبادة والإكثار منها ، فإنه ينصح آخرين بالقصد في العبادة حينما يراهم تجاوزوا الحدّ المطلوب، وكلّفوا أنفسهم ما لا يطيقون، ومن ذلك نصيحته لعثمان بن مظعون رضي الله عنه عندما علم من حاله الغلوّ والمبالغة في التعبّد، فقد قال له : ( يا عثمان ، أرغبت عن سنتي ؟ ) ، فقال : " لا والله يا رسول الله، ولكن سنّتك أطلب "، فقال له : ( فإني أنام وأصلي، وأصوم وأفطر، وأنكح النساء، فاتق الله يا عثمان ؛ فإن لأهلك عليك حقاً، وإن لضيفك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقا، فصم وأفطر، وصلّ ونم ) رواه أبو داود .

وأحياناً ربما رأى النبي – صلى الله عليه وسلم – من بعض أصحابه ميلاً إلى الدنيا، فيحذّرهم من الاغترار أو التعلّق بها ، ومن المواقف الدالة على ذلك قول حكيم بن حزام رضي الله عنه : " سألت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال : ( يا حكيم ، إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، اليد العليا خير من اليد السفلى ) " متفق عليه، فوقعت هذه النصيحة في نفس حكيم رضي الله عنه وتأثّر منها غاية التأثّر حتى عاهد رسول الله – صلى الله عليه وسلّم – ألا يسأل أحداً بعده أبداً، وظلّ على عهده ذلك طيلة حياته.

ومن هذا الباب أيضاً قول النبي – صلى الله عليه وسلم – لعبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه : ( يا عبد الرحمن بن سمرة ، لا تسأل الإمارة ؛ فإنك إن أوتيتها عن مسألة وُكلت إليها، وإن أوتيتها من غير مسألة أُعنت عليها ) ، متفق عليه .

وتتنوّع نصائح النبي – صلى الله عليه وسلم – بين السرّ والعلن ، والفرديّة والجماعيّة ، تبعاً لمقتضى الحال ، ومن جملة النصائح الجماعيّة، قوله عليه الصلاة والسلام للشباب : ( يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج ؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء – أي كاسرٌ لحدّة الشهوة – ) متفق عليه .

ومنها قوله – صلى الله عليه وسلم – : ( عليكم بالصدق ؛ فإن الصدق يهدى إلى البر، وإن البر يهدى إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب ؛ فإن الكذب يهدى إلى الفجور، وإن الفجور يهدى إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) رواه مسلم .

وقد تقترن النصيحة بعمل شيءٍ يشدّ انتباه المخاطب ، ويشعره بالأهميّة ، كأن يأخذ بمنكبه أو يشدّ عليه، كما فعل النبي – صلى الله عليه وسلم – مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عندما أخذ بمنكبيه وقال : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) رواه البخاري ، وكما فعل حين ضرب على منكب عثمان رضي الله عنه ثم قال له : ( يا عثمان إن الله عز وجل عسى أن يلبسك قميصاً، فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني ) رواه أحمد .

وبالجملة فإن نصائح النبي – صلى الله عليه وسلم – تعكس صدق محبتّه لصحابته ومقدار شفقته عليهم، فلا عجب إذاً أن تثمر مثل هذا الجيل الفريد الذي عزّ مثيله على مرّ التاريخ والعصور .

اللهم اجعلنا من تباع الرسووول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

One Third of the Qur’an Summarizing the Concept of God in Islam – في الاسلام

One Third of the Qur’an
Summarizing the Concept of God in Islam
تفسير سورة الإخلاص ثلث القرآن
وتلخيص مفهوم الله في الإسلام

Dr. Abu Ameenah Bilal Philips

In the Name of Allah, the Beneficent, the Merciful

1. Say: “He is Allah, the Unique.”

2. “Allah, the Self-Sufficient.”

3. “He does not give birth, nor was He born.”

4. “And there is none equal to Him."

(1) Say: “He is Allah, the Unique.” This verse represents Allah’s own affirmation of His unique Monotheism, His inimitable Unity. Thus, the first verse is a command to the Prophet (peace and blessings of Allah be upon him) and whoever reads or recites this verse to affirm Allah’s Unique Unity. He is one like whom there is no other. There are many unities in this world, but they all are not unique as each unity has others similar to them. For example, there is one Mount Everest, but there are other tall mountains similar to it. In the case of Allah, there is no other unity similar to Him. All other unities can be divided into parts, while Allah is unique in His unity and is as such indivisible.
(2) “Allah, the Self-Sufficient.” Allah’s uniqueness is realized in His self-sufficiency. On the other hand, all created beings have needs and are dependent on others to fulfill their needs. Allah is not in need of any of His creation in any way, as nothing they can do can better or benefit His already perfect state. This attribute of self-sufficiency invites the be-lievers to reflect on the purpose and the goals of their worship. Most people worship as if they are doing God a favor. The purpose of human creation is to worship Allah because all human beings have a need to worship Him. He has no need for or from them. Human beings need to worship and glorify God because obedience to divine law is the key to their success in both this life and the next.

(3) “He does not give birth, nor was He born.” This verse describes another aspect of Allah’s Unique Oneness. False religions generally represent God in human terms by either giving Him human characteristics and or human form. This verse deals primarily with two distinct characteristics of human beings and other living creatures in general: coming into existence by being born and procreating by giving birth. “He (Allah) does not give birth,” because there is nothing similar to him. A child is made from portions (sperm and ovum) of the bodies of its parents which is why it is similar to its parents in form and characteristics. If God gave birth, there would be another god like Him, which His uniqueness has already negated. The Almighty also rejected the concept of having a child from the perspective that bearing offspring usually requires a female partner similar in form to the male. Allah also rejected offspring from the general perspective that it is not befitting, since to have a child would reduce him to the status of His creatures. This answers the question of those who claim that since it is agreed that God can do anything, He should be able to have a son if He wished. It is not befitting because it would make God like His creatures. Furthermore people have children out of a need for help to survive in this material world or out of the need for continued existence through one’s progeny. By describing Himself as self-sufficient, Allah also negated this possibility.

“Nor was He born” subtly rejects the notion that Jesus was God, because he was born. For God to be born, He must first have not existed, which contradicts the basic unique di-vine attribute of eternal existence.

(4) “And there is nothing equal to Him.” Allah closes the chapter with a restatement of the opening verse. If God is unique, nothing can be equal to Him. If nothing is equal to Him, then He alone is unique. If He alone is Self-Sufficient and all creation is in need of Him, nothing in creation can be equal to Him. If He does not bear offspring, nor did anyone or anything give birth to Him, nothing or no one can be equal to Him as every created being came into existence after a period of non-existence. Every created being has something similar to it, called its pair, or something resembling it, called its equal. If the Creator were from one or other of these species He would have an equal and a similitude.

Thus, this chapter contains the genealogy and description of God, the Most Merciful. It was revealed by Allah to refute beliefs attributed to Him by misguided people concerning His similitude, bodily form, origin and offspring. For example, those who paint pictures or make statues of Allah are claiming similitude, those who worship others besides Him claim similitude, and those who attribute some parts of His creation to others besides Him claim similitude. However, nothing is similar to Him in His Attributes, His Dominion or His Divinity. Therefore, only He alone deserves to be worshipped by His creatures.

The Concept of God in Islam
In the name of Allah, the Beneficent, the Merciful

“Say (O Muhammad (saaw)): ‘He is Allâh (God), (the) One. (1) Allâh-us-Samad [Allâh (God) the Self-Sufficient Master, Whom all creatures need, (He neither eats nor drinks)]. (2) He begets not, nor was He begotten; (3) And there is none co-equal or comparable unto Him.’” (4) {The Noble Quran Chapter 112}

Interpretation

(1) Which means “Say” a decisive statement which you believe in and be aware of, “He is Allah(God), (the) One” which means, the oneness is confined in him, he is the one who posses alone perfection, Who has the most beautiful names, and perfect supreme attributes, holy deeds. He is unexampled and matchless.

(2) “Allah-us-Samad” [Allah the Self-Sufficient Master] whom all creatures need, all the habitants of the upper and lower world are in utmost need of him. They ask him for their needs, and seek him for their concerns, because He is perfect in his attributes, He is the all-knowing whose knowledge is perfect, He is the most-forbearing whose forbearance is perfect, the most-merciful whose mercy is perfect and embraces all thing and as well all his attributes.

(3) And of his perfection that “He begets not, nor was He begotten” due to the per-fection of his opulence [freedom of all needs]
(4) “And there is none co-equal or comparable unto Him.” Neither in his names and attributes nor in his deeds. Glory be to God.
So this Chapter establishes the oneness of God.


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم المهجورة من السنة


َ1- صلاة الضحى. ((وخصوصاً في وقت صلاة الأوابين ( إذا اشتد الحر ) لحديث (( صلاة الأوابين حين ترمض الفصال

َ2- إطالة الرفع بعد الركوع وكذلك إطالة الجلسة بين السجدتين

ويدل عليهما الحديث في البخاري أن أنس رضي الله عنه قال : ( إني آلو أن أصلي بكم كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا قال : فقال كان أنس يصنع شيئا لا أراكم تصنعونه كان ذا رفع رأسه من الركوع انتصب قائما حتى يقول القائل قد نسي , وإذا فع رأسه من السجدة مكث حيى يقول القائل : قد نسي )

قال ابن القيم (رحمه الله) ( هذه السنة هجرت بعد الصحابة)
َ3- الإقعاء في الجلسة بين السجدتين
قال سيد سابق ( رحمه الله ) في فقه السنة : وقد ورد أيضا استحباب الإقعاء وهو أن يفرش قدميه ويجلس على عقيبيه , قال أبو عبيدة : هذا قول أهل الحديث . فعن أبى الزبير انه سمع طاووسا يقول : قلنا لابن عباس في الإقعاء على القدمين فقال : هي السنة . قال فقلنا إنا لنراه جفاء بالرجل فقال : هي سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم رواه مسلم.

والإقعاء هنا غير الإقعاء المنهي عنه وهو أن يفضي الرجل بمقعدته إلى الأرض ويجلس عليها وينصب قدميه . فهذا هو المنهي عنه .
َ4-الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل السلام

حيث يستحب الدعاء بما شاء من خيري الدنيا والآخرة قال رسو الله صلى الله عليه وسلم لما علم الصحابة التشهد ثم قال : ( ثم لتختر من المسالة ما تشاء ) رواه مسلم .

ومن الأدعية الواردة في ذلك : ماورد عن علي رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكون آخر مايقول بين التشهد والتسليم ( اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت اعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا اله إلا أنت ) رواه مسلم
َ5- صلاة التطوع والنافلة في البيت

ويدل عليها حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله عليه وسلم : ( اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورا ) رواه البخاري .

قال ابن القيم -رحمه الله – في زاد المعاد ( وكان يصلي عامة السنن والتطوع الذي لا سبب له في بيته لاسيما ركعتا المغرب فإنه لم ينقل عنه أنه فعلها في المسجد )
َ6- صلاة التطوع على الراحلة ويدخل في ذلك السيارة ووسائل النقل الحديثة

للحديث كان عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما – يصلي في السفر على راحلته أينما توجهت يومئ وذكر عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله ) .
َ7- قراءة سورتي الكافرون والإخلاص في سنة الفجر

لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه –(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد )

وعن عائشة رضي الله عنها قالت (( كان النبي صلى الله عليهو سلم يخفف الركعتين اللتين قبل صلاة الصبح حتى إنّي لأقول : هل قرأ بأم الكتاب )) رواه البخاري ومسلم .

وعن حفصة رضي الله عنها قالت (( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سكت المؤذن من الأذان لصلاة الصبح ، وبدأ الصبح ركع ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة )) رواه البخاري ومسلم .

ومما يدل على تخفيفهما ، أنه كان لا يطيل القراءة فيهما كما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر : قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد )) رواه مسلم .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر : في الأولى منهما ( قولوا آمنا بالله وما نزل إلينا .. ألآية ) البقرة 136 وفي الآخرة منهما ( آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ) آل عمران 52 .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتى الفجر (( قولوا آمنا بالله وما أنزل الينا )) البقرة 136 والتي في آل عمران (( تعالوا إلى كلمة سواء )) رواه مسلم .َ8- صلاة ركعتين لمن قدم من سفر أول قدومه وقبل ذهابه لأهل
لحديث –جابر بن عبد الله – قال : ( اشترى مني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرا فلما قدم المدينة أمرني أن أتي المسجد فأصلي ركعتين ) رواه مسلم

قال النووي – رحمه الله – في شرحه للحديث : فيه استحباب ركعتين للقادم من سفره في المسجد أول قدومه )
َ9- إحياء مابين العشائين – بين المغرب والعشاء – بالصلاة

فعن حذيفة – رضي الله عنه – قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب فصلى إلى العشاء )

وفي رواية صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم المغرب فلما قضى صلاته قام فلم يزل يصلي حتى صلى العشاء ثم خرج ).
َ10- النوم على طهارة

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من بات طاهراً بات في شعاره ملك، لا يستيقظ ساعة من الليل إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلاناًً فإنه بات طاهراً).

َ11- الصلاة في النعال

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (ورب هذه البنيّة لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يدخل المسجد ونعلاه في رجليه وهو يصلي كذلك، ثم يخرج من المسجد وهو كذلك ما خلعهما).

عن سعيد بن يزيد قال: قلت لأنس بن مالك: (أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه؟ قال: نعم).

وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن أبا موسى الأشعري أهم فخلع نعليه، فقال له ابن مسعود: (لم خلعت نعليك؟ أبالوادي المقدّس أنت).

وعن مسلم بن يسار قال: (إني لأصلي في نعلي وخلعهما أهون عليّ، ما ابتغي بذلك إلا السنة).

وعن شداد بن اوس رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم "" .

رواه أبو داود والحاكم والبيهقي وصححه الألباني رحمه الله .

َ13- عدم صلاة النافلة بعد الفريضة حتى يفصل بينهما بكلام أو تغيير المكان

عن معاوية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم أن لا تصِل صلاة بصلاة حتى تخرج أو تتكلم.

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أيعجز أحدكم إذا صلى أن يتقدم أو يتأخر عن يمينه أو عن شماله).

عن عطاء: أن ابن عباس وابن الزبير وأبا سعيد وابن عمر رضي الله عنهم كانوا يقولون: (لا يتطوع حتى يتحول من مكانه الذي صلى فيه الفريضة).

يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (إني لأقول لجاريتي: انظري كم ذهب من الليل؟ وما بي إلا أن أفصل بينهما).

َ14- المضمضة والاستنشاق من غرفة واحدة

والدليل عليها ما رواه البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ أنه ( توضأ فغسل وجهه وأخذ غرفة من ماء فتمضمض بها واستنشق ….. وذكر الحديث …… ثم قال هكذا رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم يتوضأ )

وقال ابن حجر ـ رحمه الله ـ في شرح هذا الحديث ( فيه دليل الجمع بين المضمضة والاستنشاق بغرفة واحدة ) .

وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ ( لم يجيء الفصل بينهما في حديث صحيح البتة ) .

وقال النووي ـ رحمه الله ـ ( لم يثبت في الفصل حديث أصلا بل الصواب تفضيل الجمع للأحاديث المتظاهرة وليس لها معارض ) .
َ15- قتل الوزغ

عن أبي هريرة قال قال رسول الله : من قتل وزغة في أول ضربة كتب له مائة حسنة ، وفي الثانية سبعين حسنة . رواه مسلم
َ16- نفض الفراش قبل النوم

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخـــــــذ داخِلَـة إزاره فلـيــنــفــــض بها فراشه ، ويسم الله ، فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه .

رواه مسلم
َ17- رمي البصر إلى السبابة حال التشهد

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: فوضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام في القبلة ورمى ببصره إليها أو نحوها ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع. وحديث عبد الله بن الزبير رضي الله عنه: وأشار بالسبابّة لا يجاوز بصره إشارته.
َ18- سجدة الشكر

ودليلها حديث أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أتاه أمر يسره أو بشر به ، خر ساجدا شكراً لله تبارك وتعالى . أخرجه أبو داود وابن ماجه ، وحسنه الألباني .
َ19- تحزيب القرآن

وتحزيب القرآن معناه : أن يخصص لكل يوم أو لكل ليلة مقداراً من القرآن يقرأه

ودليل ذلك حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من نام عن حزبه أو عن شيء منه ؛ فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل " . أخرجه مسلم .

وهو أمر كان مشهوراً عند السلف .

وأقل ما يقرأ فيه القرآن ثلاث ليال .

ودليل ذلك حديث عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يفقه مَن قرأ القرآن في أقل من ثلاث " . أخرجه الخمسة . وقال الترمذي : حسن صحيح . وصححه النووي في التبيان .

المنقول عن الصحابة هو التحزيب بالسور لا بالأجزاء ؛ .

وأفضل تحزيب القرآن التسبيع – أي يقرأه في سبع ليال – ؛ لأنه أكثر ما روي عن السلف .

والأفضل أن لا يمر شهر إلا وقد قرأ المسلم فيه القرآن كله .

ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص : " اقرأ القرآن في شهر " فلما قال له عبدالله : يا نبي الله له: إني أطيق أفضل من ذلك ، قال : " فاقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك " أخرجه الستة .َ20- دعاء دخول السوق

ودخل ذلك حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " من قال حين يدخل السوق لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ، وبنى له بيتاً في الجنة " أخرجه الترمذي . وحسنه الألباني .

َ21- لعق الأصابع

والنبي عليه الصلاة والسلام لا يأمر أمته بشي إلاّ وفيه الخير والبركه، ولهذا قال الأطباء: إنّ فى لعق الأصابع من بعد الطعام فائدة وهو تيسير الهضم، لأن الأنامل هذه فيها مادة تفرزها عند اللعق بعد الطعام تيسر الهضم، ونحن نقول هذا من باب معرفة حكمة الشرع فيما يأمر به، وإلاّ فالأصل أننا نلعقها امتثالاً لأمر النبي عليه الصلاة والسلام.
َ22- التكبير عند صعود المرتفعات والتسبيح عند النزول منها

عن جابر رضي الله عنه قال: كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا. ((رواه البخاري)).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا علو الثنايا كبروا، وإذا هبطوا سبحوا. ((رواه أبو داود بإسناد صحيح)))

.فاذا صعدت درجا أو سلما كبر ,واذا نزلت سبح اللهاللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما انك على كل شيء قدير

منقول للامانة

تحياتي جنون طفلة ^ _ ^

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده