التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

[][ لقــــاء على حوض النبي ][] – في الاسلام

][ لقــــاء على حوض النبي ][]

إهـــــــداء:

إلى المشتاقين فقط ،، إلى الظمأى وحدهم ،، إلى الذين كلما ذكر اسمه (صلى الله عليه وسلم) ،، ذابت قلوبهم تحرقاً لرؤيته ،، وضجت عيونهم أملاً فى مشاهدته ،، إلى هؤلاء جميعاً .. نقول لهم:

مرحباً بكم حيث حوض نبيكم صلى الله عليه وسلم ..

1- العودة:

مازلت أكتب إليك أيها الأخ الحبيب يومياتى وأنا أنعم فى جنة ربي وقد توقفت معك فى المرة السابقة عند نومي الهادىء المطمئن بعد أن ثبتني الله عز وجل بالجواب عند السؤال.
واليوم أتحدث معك عما حدث لي عند البعث ها هي روحي تعود إلى جسدي من جديد ،، و ها هو جسدي يعود كما كان ليعلم كل من يجادل فى الله بغير علم أن وعده حق وكلامه حق جل وعلا وتذكرت أناس كانو فى الدنيا يجادلون فى البعث والحساب والجنة والنار ..

بل أذكر أناساً كانوا يسخرون ممن يقول ذلك ويؤمن به ،، ترى كيف حالهم الآن وهم يعودون إلى ربهم ،، كيف حالهم الآن وهم يساقون إلى الحساب ..
ماذا سيكون ردهم ،، أين عنادهم واستكبارهم ،، وقد مضت الدنيا وانقضت وهاقد أقبل الخلق كل الخلق على ربهم كلهم يرجو رحمته ،، كلهم يخشى عذابه ،، ساعتها تذكرت الآيه الكريمة { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } [طه: 55]
و ها هو موعد الله يتحقق ،، خرجت من القبر ونظرت حولي ما هذا ..!
أين المباني الشاهقة ،، والعمارات السامقة ،، أين القصور والسيارات الفارهة ،، لايوجد شيء من هذا على الإطلاق وإنما أرض غير الأرض وسماء غير السماء وصدق الله العظيم:{ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } [إبراهيم: 482]
يوم بخمسين ألف سنة:
اجتمع الناس كل الناس ،، بل الخلق كل الخلق ،، حتى الجن والطير والحيوان ،، الكل فى نفس المكان مجموع ،، مسئؤول وبرغم الزحام الشديد لا أحد يتحدث مع أحد لا أحد ينظر إلى أحد ،، الكل حفاة ،، عراة ،، وتذكرت حديث عائشة رضى الله عنها لرسوله صلى الله عليه وسلم حينما قال: « يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا »قالت : كيف بالرجال والنساء يا رسول الله وكان جوابه « الكل مشغول بنفسه » ،، وصدق رسولنا الكل مشغول بنفسه ،، الكل مهموم بحاله لا أب يهتم بولده ولا ولد يحنو على أمه ،، ولا أم ترأف بولدها ..وإنما { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } [عبس: 34-37]
كل امرىء لا يرى إلا عمله ولا يسمع إلا صوت الحق ينادى: { الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ } [غافر: 17]
عندئذ نظرت فى الوجوه فإذا بي أميز أهل الحق وأهل الباطل ..
رأيت فرعون ،، وهامان ،، وقارون ،، ورأيت أبا جهل ،، والوليد بن المغيره رأيت كل ظالم متكبر جبار ،، وجوههم مسودة ،، نفوسهم ذليلة ،، وعيوناً تبكي دماً لا دموعاً ،، ولكن هيهات قد فات ما فات ..
وبرغم أنهم كانوا أصحاباً وإخلاء فى الدنيا إلا أني رأيت بينهم عداوة شديدة ،، وبغضاً أشد وصدق الله العظيم : { الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ } [الزخرف: 67]
وها هم المتقون أراهم ،، وجوهاً مضيئة ،، قلوباً مطمئنة ،، عليهم السرور بادياً ،، بينهم الود ظاهراً واضحاً ،، وجوه يومئذ ناضرة ضاحكة مستبشرة برحمة ربها ،، وجنة ربها ومصاحبة نبيها صلى الله عليه وسلم ..

2- العرق:

وأصبح الناس فى هم عظيم ،، وكرب شديد حتى تمنوا أن ينصرفوا ولو إلى النار من شدة ما يلاقون ويعانون واقتربت الشمس من رؤوس العباد ،، اقتراباً شديداً حتى غرق الناس فى عرقهم كل على حسب عمله فمنهم من بلغ به العرق إلى كعبيه ومنهم إلى ركبتيه ومنهم إلى صدره ،، ومنهم من ألجمه عرقه ..
وأنا فى ذلك كله ،، أدعو ربي أن يتفضل علي برحمته وعفوه وأقول يا أرحم الراحمين وقد قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : " إن القبر أول منازل الآخره فإن كان يسيراً فما بعده أيسر وإن كان شديداً فما بعده أشد ".

بدايتي في قبري كان فيها الخير كله فأتمم على فضلك ونعمتك يا أرحم الراحمين ،، قلت ذلك وأنا أرى الناس قد تقطعت قلوبهم وحلوقهم من شدة العطش والظمأ ،، منتهى غايتهم أن يجدوا ولو قطرة واحدة من المياه ،، وتذكرت ساعتها موعظة لأحد الصالحين مع هارون الرشيد حينما أخر صلاة العصر عن وقتها ،، قال له الرجل الصالح ،، يا أمير المؤمنين ،، ترى لو أنك ستموت عطشاً ولا يوجد ماء إلا هذا الكوب الذي في يدك فبكم تشتريه فقال الخليفة أشتريه بنصف ملكي قال فإن شربته ثم حبس بداخلك فلم تستطع إخراجه وأحضروا الطبيب لك فكم تعطيه؟ فقال : أعطيه نصف ملكي الآخر.. فقال : الرجل يا سبحان الله دفعت ملكك كله فى كوب من الماء وإخراجه والله يسقيك ويخرجه منك بلا مقابل ومع ذلك تؤخر له صلاة العصر .. قلت : هذا أخر الصلاة فقط ..

فكيــــف يا ترى حـــــــال تاركي الصلاة اليــــوم ..!؟؟

من الذي يسقيهم اليوم ،، من الذي يروي ظمأهم الآن ،، ومن أين ..؟ وكيف ..؟ لأن المقاييس اختلفت الآن فلن يشبع ،، ولن يروي ظمأه إلا من قدره الله عز وجل
لقاء الحبيب:

ظل الناس فى حالهم هذا ،، ما بين خوف ،، ورجاء ،، وتضرع ،، ودعاء ،، الحر يشويهم ،، والظمأ يقتلهم ،، لا يدرون إلى أين يذهبون ،، ولا ماذا يفعلون ،، غايه آمالهم أن يصرفوا من هذا المكان ،، وماهم بمصرفين .. إلا أن يأذن رب العزة جل وعلا ،، ثم فجأة تصايح الناس نعم إنه هو ..!

لا ينقذنا إلا هو .. (( محمد ))

وتنادي الناس جميعاً أين رسول الله ..؟

أين رسول الله صلى الله عليه وسلم ..؟

ثم كان الأمل وكان الرجاء ،، ها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتى من بعيد ..

وأنا لا أصدق عيني ،، أنا أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،، ولم أتمالك نفسي إلا وأنا أصرخ ،، يا حبيبى يا رسول الله صلى الله عليك وسلم ما هذا الضياء وهذا النور وتلك الرحمة التي بين يديك ،، ما هذه السكينة التي تسبقك ،، رسول الله أراه الآن كم تمنيت ذلك وكم ذاب قلبي وأنا في الدنيا لرؤيتك كنت كلما أقوم بعمل سنة من سنتك وتنفيذ أمر من أوامرك أمني نفسي بأنها ستكون زخراً لي وستنفعني في يوم كهذا ..

كنت كلما أقول لزوجتي ارتدى الحجاب ولابنتى لا تتبرجي ،، أقول في نفسي سيأتي يوم أحتاج هذا ،، كنت كلما أحسنت إلى جاري ،، وأتقنت عملي ،، وشاركت المسلمين فى كل مكان أحزانهم وأفراحهم أحدث نفسي أنه حتماً ولابد سيأتي يوم ألقى نتيجة هذا العمل ،، وها قد جاء اليوم ،، وها أنا ذا أراك يا رسول الله …

ومن هؤلاء الذين حولك كالنجوم وأنت كالقمر ..؟ إنهم الصحابة الكرام هاهو ذا أبو بكر .. وعمر .. وعثمان .. وعلى .. وطلحة .. والزبير .. وزيد .. و .. و … الخ .. ما هذا النور الذي يخرج من ثناياهم ،، لم أطق صبراً فأسرعت نحوه صلى الله عليه وسلم وفجأه توقفت ،، كيف سيعرفني رسول الله صلى الله عليه وسلم …
إنه لم يراني أبداً إن هؤلاء الكرام صحابته وهو يعرفهم ،، أما أنا فلم يرني النبى صلى الله عليه وسلم من قبل واحتار عقلي وبلغ الحزن بي مبلغه وخاصة بعد أن وقف النبي الكريم على حوض الكوثر وحوله صحبه الكرام والنبي يسقيهم بيده الشريفة فلا يشعرون بظمأ بعدها أبداً ،، وتذكرت ظمئي ساعتها وقلت كيف سيعرفني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يسقيني من يده الكريمة وفجأة وجدت أعضاء الوضوء مني تضيء وتشرق عندئذ أشرق وجهي نعم إن النبي سيعرفنى من أعضاء الوضوء التي أضاءت ألم يسئل عن ذلك فى الدنيا فأجاب أننا سنكون غراً محجلين من أثر الوضوء عندئذ تقدمت ناحية الحوض ،، ماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل والشوق يقتلني وها أنا أرى أبو بكر يمد له النبي صلى الله عليه وسلم يده الكريمة ليشرب ثم جاء عمر وعلي وباقي الصحابة الكرام ثم تقدمت ولا أستطيع أن أصف حالتي الآن فوجه النبى الآن أمامي ،، ثم مد يده ليسقيني ..

يا إلهى العظيم من الذى يسقيني ..؟ رسول الله ..؟؟

من أنا حتى يسقيني أشرف الخلق وأكرمهم ،، ومن أنا حتى أقف بين هذه الوجوه الكريمة لكنها رحمة ربي وإرادته ،، وشربت من الحوض |.. حوض الكوثر ..| تسألني عن طعم هذه الشربة فلن أستطيع أن أصف لك أبداً ،، لكني سأتركك حتى تشربها أنت بنفسك إن شاء الله ثم سمعنا صوت الحق جل وعلا ينادي :

أين المتحابين في ؟؟؟
أين المتزاورين في ؟؟؟
« اليوم أظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي »

و وجدت كثيرون يظلهم الله عز وجل بظل عرشه الكريم ويحميهم من هذا الحر الشديد ..

3- عتاب وستر وحياء :

ثم أقبل الناس على ربهم ،، ووضع الميزان وطارت الصحف لتقع في أيدي أصحابها فبين أخذ باليمين وبين أخذ بالشمال وتذكرت وأنا فى الدنيا حينما كنت أنتظر نتيجة نهاية العام وقلبي يكاد يخرج من صدرى من شدة خفقانه ،، و توتري وخوفي وقلقي يكاد يفقدني الوعي ..
بل إن منا من كان يفقد وعيه فعلاً ،، تذكرت هذا ونحن فى الدنيا وحسابنا مع بشر مثلنا لا يملكون ضراً ولا نفعاً حتى وإن فشلنا فهناك فرصة ثانية ..
أما اليوم ،، أما هنا.. فإن المحاسب هو الله ،، والنتيجة لا رجعة فيها فلا إعاده ولا فرصة ثانية والجزاء خلود فى النار أو خلود فى الجنة ياله من موقف ،، وياله من حساب والأمر الأشد أن كل منا سيقف أمام ربه وحده بلا وسيط ولا ترجمان { وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً } [مريم: 95] ،، { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } [الأنعام: 94]

هذا وعد ربنا يتحقق ،، ووقفت أمام ربي عبداً ذليلاً ضعيفاً أرجو رحمته وأخشى عذابه ويسألني ربي ما حملك على فعل كذا يوم كذا وما حملك على فعل كذا يوم ،، ويقتلني حيائي وخجلي ،، إلهي سيدي ومولاي يا نوركل النور يا غافر كل ذنب ما عصيتك اجتراء أو تعرضاً وإنما غرني سترك وعفوك فاغفر لي وارحمني …
ويتفضل الرب العظيم بالعفو الكريم ،، يا عبدي سترتها عليك في الدنيا واليوم أغفرها لك فى الآخرة ،، وعندئذ ناديت بأعلى صوتي على كل الخلائق : { هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ } [الحاقة: 19-20]

ها هي صحيفتي أيها الخلق جميعاً بيضاء وناصعة البياض من مثلي اليوم ،، من فاز مثلي اليوم ..؟

فى الطريق إلى الجنة :

ثم جائت اللحظة الحاسمة ،، لحظة المرور على الصراط ،، وشفاعة الرسول ..

تعريف الصراط : أدق من الشعرة ،، وأحد من السيف والناس تمر عليه فبين ناج وبين ناج مخدوش وبين مجندل فى النار والعياذ بالله ،، كل يعطي نوراً حسب طاعته وطاعته لله عز وجل .. { يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } [الحديد: 12]
والملائكة شعارها فى ذلك : ( رب سلم سلم ) وجاء دوري وأكرمني الله عز وجل بالمرور على صراطه المستقيم حتى إذا ما انتهينا من المرور جاء النبي صلى الله عليه وسلم وأمسك بحلق باب الجنة فحركت ففتحت الأبواب وأصبحت على باب الجنة ،، والحمد لله رب العالمين ..

لقاء على الحوض:

وماذا بعد ..

هل شعرت يا أخي بلذة لقاء الحبيب ،، هل تمنيت ذلك ،، هل حاولت أن تزين صورتك ساعتها أو بمعنى أدق صورة وجهك وهو يقبل على وجه النبي صلى الله عليه وسلم ليشرب تلك الشربة اللذيذة ،، بل هل تذكرت نبيك الآن وأنت مازلت فى الدنيا ..؟
هل تحبه؟

منقووووول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

على ابن ابى طالب من السنة

[BACKGROUND="100 #000000"]

على ابن ابـــــــــى طالــــــــب

نــــــــــــــــــــــسبـــــــــه
هو ابـن عم النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ولد قبل البعثة النبوية بعشـر سنين وأقام في بيت النبوة فكان أول من أجاب الى الاسلام من الصبيان ، هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وزوجته فاطمة الزهراء ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ووالد الحسن والحسين سيدي شباب الجنة

الرسول يضمه إليــــه
ان أول ذكر من الناس آمن برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصدق بما جاءه من الله تعالى : علي بن أبي طالب رضوان الله وسلامه عليه ، وهو يومئذ ابن عشر سنين ، فقد أصابت قريشاً أزمة شديدة ، وكان أبو طالب ذا عيال كثير فقال الرسول الكريم للعباس عمه : يا عباس ، إن أخاك أبا طالب كثير العيال ، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمـة ، فانطلق بنا إليه فلنخفـف عنه من عياله ، آخذ من بنيـه رجلا وتأخذ أنت رجلا فنكفهما عنه )فقال العباس 🙁 نعم )

منـــزلته من الرســـول

مّا آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه قال لعلي 🙁 أنت أخي ) وكان يكتب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وشهد الغزوات كلها ما عدا غزوة تبوك حيث استخلفه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أهله وقال له 🙁 أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى )

وكان مثالا في الشجاعة و الفروسية ما بارز أحد الا صرعه ، وكان زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- 🙁 من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله )

دعاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وزوجته فاطمة وابنيه ( الحسن والحسين ) وجلَّلهم بكساء وقال 🙁 اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهِّرْهُم تطهيراً )وذلك عندما نزلت الآية الكريمة

قال تعالى 🙁 إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكم الرِّجسَ أهلَ البيت )

كما قال -عليه أفضل الصلاة والسلام-:( اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة : إلى علي ، وعمّار وبلال )

ليلة الهجــــــــــــــــرة

في ليلة الهجرة ، اجتمع رأي المشركين في دار الندوة على أن يقتلوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- في فراشه ، فأتى جبريل -عليه السلام- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال 🙁 لا تبيت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه )فلما كانت عتمة من الليل اجتمع المشركون على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه ، فلما رأى رسول الله مكانهم قال لعلي 🙁 نم على فراشي ، وتَسَجَّ ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه ، فإنه لن يَخْلُصَ إليك شيء تكرهه منهم )

ونام علي -رضي الله عنه- تلك الليلة بفراش رسول الله ، واستطاع الرسول -صلى الله عليه سلم- من الخروج من الدار ومن مكة ، وفي الصباح تفاجأ المشركون بعلي في فراش الرسول الكريم وأقام علي -كرّم الله وجهه- بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الودائع التي كانت عنده للناس ، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله في قباء

أبـــــــوتــــــراب

دخل ‏علي ‏‏على ‏فاطمة -رضي الله عنهما-‏ ‏، ثم خرج فاضطجع في المسجد ، فقال النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏:( ‏أين ابن عمك )قالت 🙁 في المسجد )فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره ، وخلص التراب إلى ظهره ، فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول 🙁 اجلس يا ‏‏أبا تراب )‏مرتين
يـــــوم خيبـــــــــــــــــر

في غزوة خيبـر قال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- 🙁 لأُعْطينّ الرايةَ غداً رجلاً يحب الله ورسوله ، ويُحبه الله ورسوله ، يفتح الله عليه ، أو على يديه )فكان رضي الله عنه هو المُعْطَى وفُتِحَت على يديه

خلافتـــــــــــــــــــــــــــه

ما استشهد عثمان -رضي الله عنه- سنة ( 35 هـ ) بايعه الصحابة والمهاجرين و الأنصار وأصبح رابع الخلفاء الراشدين ، يعمل جاهدا على توحيد كلمة المسلمين واطفاء نار الفتنة ، وعزل الولاة الذين كانوا مصدر الشكوى
ذهبت السيدة عائشة زوجة الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى مكة المكرمة لتأدية العمرة في شهر محرم عام 36 هجري ، ولما فرغت من ذلك عادت الى المدينة ، وفي الطريق علمت باستشهاد عثمان واختيار علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين ، فعادت ثانية الى مكة حيث لحق بها طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام -رضي الله عنهما- وطالب الثلاثة الخليفة بتوقيع القصاص على الذين شاركوا في الخروج على الخليفة عثمان -رضي الله عنه- ، وكان من رأي الخليفة الجديد عدم التسرع في ذلك ، والانتظار حتى تهدأ نفوس المسلمين ،وتستقر الأوضاع في الدولة الاسلامية ، غير أنهم لم يوافقوا على ذلك واستقر رأيهم على التوجه الى البصرة ، فساروا اليها مع أتباعهم

معركـــــــــــة الجمــــــــــــــل

خرج الخليفة من المدينة المنورة على رأس قوة من المسلمين على أمل أن يدرك السيدة عائشة -رضي الله عنها- ، ويعيدها ومن معها الى مكة المكرمة ، ولكنه لم يلحق بهم ، فعسكر بقواته في ( ذي قار ) قرب البصرة ، وجرت محاولات للتفاهم بين الطرفين ولكن الأمر لم يتم ، ونشب القتال بينهم وبذلك بدأت موقعة الجمل في شهر جمادي الآخرة عام 36 هجري ، وسميت بذلك نسبة الى الجمل الذي كانت تركبه السيدة عائشة -رضي الله عنها- خلال الموقعة ، التي انتهت بانتصار قوات الخليفة ، وقد أحسن علي -رضي الله عنه- استقبال السيدة عائشة وأعادها الى المدينة المنورة معززة مكرمة ، بعد أن جهزها بكل ما تحتاج اليه ، ثم توجه بعد ذلك الى الكوفة في العراق ، واستقر بها ، وبذلك أصبحت عاصمة الدولة الاسلامية 0

مواجــــهة معاويـــــة

قرر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ( بعد توليه الخلافة ) عزل معاوية بن أبي سفيان عن ولاية الشام ، غير أن معاوية رفض ذلك ، كما امتنع عن مبايعته بالخلافة ، وطالب بتسليم قتلة عثمان -رضي الله عنه- ليقوم معاوية باقامة الحد عليهم ، فأرسل الخليفة الى أهل الشام يدعوهم الى مبايعته ، وحقن دماء المسلمين ، ولكنهم رفضوا فقرر المسير بقواته اليهم وحملهم على الطاعة ، وعدم الخروج على جماعة المسلمين ، والتقت قوات الطرفين عند ( صفين ) بالقرب من الضفة الغربية لنهر الفرات ، وبدأ بينهما القتال يوم الأربعاء (1 صفر عام 37 هجري )
وحينما رأى معاوية أن تطور القتال يسير لصالح علي وجنده ، أمر جيشه فرفعوا المصاحف على ألسنة الرماح ، وقد أدرك الخليفة خدعتهم وحذر جنوده منها وأمرهم بالاستمرار في القتال ، لكن فريقا من رجاله ، اضطروه للموافقة على وقف القتال وقبول التحكيم ، بينما رفضه فريق آخر وفي رمضان عام 37 هجري اجتمع عمر بن العاص ممثلا عن معاوية وأهل الشام ، وأبو موسى الأشعري عن علي وأهل العراق ، واتفقا على أن يتدارسا الأمر ويعودا للاجتماع في شهر رمضان من نفس العام ، وعادت قوات الطرفين الى دمشق والكوفة ، فلما حان الموعد المتفق عليه اجتمعا ثانية ، وكانت نتيجة التحكيم لصالح معاوية 0

الخـــــــــــــــــــوارج

علن فريق من جند علي رفضهم للتحكيم بعد أن اجبروا عليا -رضي الله عنه- على قبوله ، وخرجوا على طاعته ، فعرفوا لذلك باسم الخوارج ، وكان عددهم آنذاك حوالي اثني عشر ألفا ، حاربهم الخليفة وهزمهم في معركة (النهروان) عام 38 هجري ، وقضى على معظمهم ، ولكن تمكن بعضهم من النجاة والهرب وأصبحوا منذ ذلك الحين مصدر كثير من القلاقل في الدولة الاسلامية

استشهـــــــــــــــــــــــاده

لم يسلم الخليفة من شر هؤلاء الخوارج اذ اتفقوا فيما بينهم على قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص في ليلة واحدة ، ظنا منهم أن ذلك يحسم الخلاف ويوحد كلمة المسلمين على خليفة جديد ترتضيه كل الأمة ، وحددوا لذلك ثلاثة من بينهم لتنفيذ ما اتفقوا عليه ، ونجح عبد الرحمن بن ملجم فيما كلف به ، اذ تمكن من طعن علي -رضي الله عنه- بالسيف وهو خارج لصلاة الفجر من يوم الجمعة الثامن عشر من رمضان عام أربعين هجرية بينما أخفق الآخران
وعندما هجم المسلمون على ابن ملجم ليقتلوه نهاهم علي قائلا 🙁 ان أعش فأنا أولى بدمه قصاصا أو عفوا ، وان مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين ، ولا تقتلوا بي سواه ، ان الله لا يحب المعتدين )وحينما طلبوا منه أن يستخلف عليهم وهو في لحظاته الأخيرة قال لهم 🙁 لا آمركم ولا أنهاكم ، أنتم بأموركم أبصر ) واختلف في مكان قبره وباستشهاده -رضي الله عنه- انتهى عهد الخلفاء الراشدين

مع خالص تحياتى
حسن العربى

[/BACKGROUND]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الإبداع في صناعة الحب في بيت النبوة – في الاسلام


الإبداع في صناعة الحب في بيت النبوة:

إن صناعة الحب فن يحتاج إلى إبداع، يحتاج إلى امرأة مبتكرة تعرف كيف تتصرف تصرف عائشة يوم أن جاءتها صفية أم المؤمنين فقالت لها: إن رسول الله وجد علي( أي غضب علي) فهل إلى سبيل أن ترضي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجعل لك يومي؟
فأخذت أم المؤمنين عائشة خماراً لها مصبوغاً بزعفران فرشته بالماء حتى تظهر رائحته ثم اختمرت فدخلت عليه صلى الله عليه وسلم في يوم صفية فجلست إلى جنبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إليك يا عائشة فليس بيومك!! فقالت: فضل الله يؤتيه من يشاء وقصت عليه القصة.

إنها مبدعة في صناعة الحب لحبيبها صلى الله عليه وسلم هذا الإبداع الذي جعل إحدى النساء تسألها عن الحناء وتقول: ما تقولين يا أم المؤمنين في الحناء؟
فقالت كان حبيبي صلى الله عليه وسلم يعجبه لونه ويكره ريحه.. إنها تتكلم وتتعامل بلغة الحب تلك اللغة الرائعة في فن التعامل مع الزوج.. ولننظر إلى الجانب الآخر، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا يجيد فنون صناعة الحب: التزين والتجمل والتطيب للزوجة..

سُئلت عائشة: بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك. والحديث أخرجه مسلم، وذكر بعض أهل العلم فائدة ونكتة علمية دقيقة حيث قالوا: فلعل النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك ليستقبل زوجاته ….

وعند البخاري أن عائشة قالت: كنت أطيب النبي صلى الله عليه وسلم بأطيب ما أجد حتى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته، وفي البخاري أيضاً أن عائشة قالت: كنت أرجل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني أسرح شعره. كنت أرجل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض.

في هذه الأحاديث وغيرها بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من التجمل والتزين الشرعي الذي يحبه الله بخلاف ما عليه بعض الرجال اليوم من إفراط وتفريط في قضية الزينة والتجمل للمرأة، ثم تشم منه رائحة التدخين فأين أنت والتجمل أيها الأخ الحبيب؟

وبعض آخر وقع في تفريط عظيم وتقصير عجيب في اللباس وإهمال الشعر وترك الأظافر والشوارب والآباط.. مما يسبب الروائح الكريهة، فالخير كل الخير في امتثال المنهج النبوي في التزين والاهتمام بالمظهر وهو حق شرعي للمرأة وسبب أكيد في كسب قلبها وحبها، وهذا ما كان عليه السلف رضوان الله عليهم، فكيف كانوا في هذا الباب.

قال ابن عباس رضي الله عنه: إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لي وما أحب أن أستطف كل حقي الذي لي عليها فتستوجب حقها الذي لها عليّ لأن الله تعالى يقول: ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) وقد دخل على الخليفة عمر زوج أشعت أغبر ومعه امرأته وهي تقول: لا أنا ولا هذا.. لا تريده، لا أنا ولا هذا، ما السبب؟… فعرف كراهية المرأة لزوجها فأرسل الزوج ليستحم ويأخذ من شعر رأسه ويقلم أظافره فلما حضر أمره أن يتقدم من زوجته فاستغربته ونفرت منه ثم عرفته فقبلت به ورجعت عن دعواها، رجعت إذن عن طلب الطلاق، فقال عمر: وهكذا فاصنعوا لهن فوالله إنهن ليحببن أن تتزينوا لهن كما تحبون أن يتزين لكم، وقال يحيي بن عبدالرحمن الحنظل رضي الله عنه فخرج في ملحفة حمراء ولحيته تقطر من الغالية، والغالية هي خليط الأطياب بل خليط أفضل الأطياب، يقول يحيي فقلت له: ما هذا؟ قال محمد: إن هذه الملحفة ألقتها علي امرأتي ودهنتني بالطيب وإنهن يشتهين منا ما نشتهيه منهن، ذكر ذلك القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن.

إذن فالمرأة تريد منك كما تريد أنت منها في التجمل والتزين.. فلنتعلم فنون صناعة الحب من رسولنا الحبيب ومن زوجاته وصحابته والتابعين.


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

فيمن يدخل الجنة من هذه الأمة بغير حساب من السنة

(فيمن يدخل الجنة من هذه الأمة بغير حساب)

ثبت فى الصحيحين من حديث الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي

هريرة قال(سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(يدخل الجنة

من أمتى زمرة هم سبعون ألفاً تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة

البدر فقال عكاشه بن محصن اللأسدي يرفع نمرة عليه فقال:يا

رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال رسول الله صلى الله عليه

وسلم :اللهم اجعله منهم فقام رجل من الأنصار فقال :يا رسول الله

ادع الله أن يجعلني منهم فقال:سبقك بها عكاشه)

حدثنا إبن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي

الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي

وليس معه احد إذ رفع إلى سواد عظيم فظننت أنهم امتي فقيل لي

:هذا موسى وقومه ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم

فقيل لى انظر إلى الأفق الأخر فإذا سواد عظيم فقيل لى:هذه أمتك

ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال

بعضهم:فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال

بعضهم :فلعلهم الذين ولدوا فى الإسلام فلم يشركوا بالله شيئاً فخرج

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:ما الذى تخوضون فيه

؟فأخبروه فقال:هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى

ربهم يتوكلون فقام عكاشه بن محصن فقال:ادع الله أن يجعلنى منهم

فقال :أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال ادع الله أن يجعلنى منهم

فقال:سبقك بها عكاشة) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

أسأل الله العظيم أن يجعلنا وإياكم منها ومن لهم علينا حق قولوا

آمين وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

وسلم تسليماً كثيرا..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

بيوت ناجحة – سنة النبي

بيوت ناجحة
ظهرت نماذج خالدة لبيوت مسلمة ناجحة، توفَّرتْ فيها الحياة السعيدة الهادئة.. إنها بيوت بنيت على تقوى الله وطاعته، وبدأت على أسس ومبادئ صحيحة من حسن الاختيار، وتربية الأبناء، وعرف كل فرد ما عليه فأعطاه، وما له فأخذه أو تسامح فيه، ومن هذه البيوت الطيبة:
1- البيت النبوي
تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة -رضي الله عنها- وكانت تزيد عنه في العمر خمسة عشر عامًا، وعاش معها النبي صلى الله عليه وسلم حياة سعيدة هانئة، وظل الرسول صلى الله عليه وسلم يحن إليها ويحفظ عهدها بعد وفاتها إلى أن توفاه الله، فقد كانت خديجة أروع مثال للزوجة المسلمة الصالحة، حيث قدمت له خير ما تقدم زوجة لزوجها.
ومن ذلك أنه لما تفرغ النبي صلى الله عليه وسلم قبيل بعثته بسنوات للتأمل والتدبر في الكون خلال شهر رمضان من كل عام، لم تضجر السيدة
خديجة -رضي الله عنها- لبعد النبي صلى الله عليه وسلم وانقطاعه عنها، بل قابلت ذلك بالرضا والقبول، فكانت تحمل إليه الطعام والشراب في الغار.
ولما نزل عليه الوحي ولَّى مسرعًا إلى السيدة خديجة، وهو يقول: (زملوني، زملوني) والرعدة تملأ جسده، فغطته وقامت على أمره حتى ذهبت عنه الرعدة، ثم حكي لها ما حدث له، وهو يقول: لقد خشيت على نفسي، فطمأنته، وبذلت غاية جهدها للتخفيف عنه، فجمعت قواها، وقالت له: كلا، والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتقْرِي الضيف، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق. [البخاري].
وليس هذا فحسب، بل أسرعت لتخفف الأمر عنه وبحثت عن تفسيره لهذا الأمر، فعرضته على ابن عمها ورقة بن نوفل وكان راهبًا متعبدًا قد دخل دين النصارى، فقالت له: يا بن عم، اسمع من ابن أخيك، فلما حكى له، أخبره ورقة أن ذلك هو الوحي الذي نزل على موسى وعيسى من قبل، وبشره بالنبوة.
وكانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- أول من آمن بدعوة زوجها المصطفى صلى الله عليه وسلم، كانت تخفف عنه ما يلقاه من أذى الناس، وتثبته وتمنحه الثقة، وتؤكد أن الله ناصره ومؤيده، وظلت السيدة خديجة تساند النبي صلى الله عليه وسلم وتؤازره، وتخفف عنه آلامه، وتدعم دعوته بمالها وجهدها، إلى أن توفيت قبل الهجرة بثلاثة أعوام.
ومن أعظم ما يذكر لها موقفها في سنوات الحصار الذي فرضته قريش على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، للإضرار به وبأصحابه، فإنها لازمت زوجها النبي في هذه الشدة، وكان لها القدرة على البعد عن الحصار، وقد كانت سيدة مرموقة المقام، رفيعة القدر، ولو فعلت لكان معها العذر؛ فقد بلغت من
العمر عِتيًّا.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب السيدة خديجة -رضي الله عنها- حُبًّا شديدًا، وامتد حبه لها بعد وفاتها، فكان يكثر من ذكرها، ويكرم أقاربها، ويحسن إلى صديقاتها، وقد ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم يومًا عند عائشة، فأخذتها الغيرة، فقالت: هل كانت إلا عجوزًا أبدلك الله خيرًا منها. فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (لا والله ما أبدلني خيرًا منها، آمنت بي حين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الولد دون غيرها من النساء) قالت عائشة -رضي الله عنها- في نفسها: لا أذكرها بعدها أبدًا [أحمد]. وبذلك استحقت السيدة خديجة -رضي الله عنها- رضا ربها؛ كما رضي عنها رسوله صلى الله عليه وسلم، فنالت خير جزاء.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أتى جبريلُ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتتك، معها إناء فيه إدام، أو طعام، أو شراب، فإذا هي أتتك، فاقرأ عليها السلام من ربها عز وجلَّ، ومنِّي، وبشِّرها ببيت في الجنة من قصب (اللؤلؤ المجوف) لا صخب فيه ولانصب._[متفق عليه].
وذلك شأن كل زوجة مسلمة، تبتغي سعادة زوجها وتخفيف آلامه، لتُرضيه، فيرضى عنها ربها عز وجل، ومثلما كانت خديجة -رضي الله عنها- كانت كذلك جميع نسائه -رضوان الله عليهن- وكان صلى الله عليه وسلم حسن العشرة مع زوجاته ،يقابلهن جميعًا بالوُدٍّ والحب، وقورًا لا يتكلم في غير حاجته، عدلا لا يفضل زوجة على أخرى في النفقة والمعيشة، مُبَشِّرًا لامنفرًا، وما خُير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا.
وكان صلى الله عليه وسلم لا يعيب طعامًا قط، إن أحبه أكله، وإن كرهه تركه، وكان يأكل الخبز بالزيت، فإن لم يجد طعامًا، قال: إني صائم. وكان في مهنة أهله؛ يحلب الشاة، ويخصف النعل، ويرقِّع الثوب، ويقمُّ البيت (يجمع قمامته)، ويحمل بضاعته من السوق، فكان نموذجًا كاملا للمسلم مع زوجته.
وكانت زوجات النبي صلى الله عليه وسلم عابدات طائعات، يتحملن معه نوائب الدهر، وتبعات الدعوة، وعاشوا عيشة الكفاف التي تسدُّ الحاجة، وتمنع الهلاك، وقد نظرن يومًا إلى فقرهن، وهن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم قائد الأمة وسيدها، فمالت نفوسهن إلى شيء من النعيم والترف، فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بأمرهن قاطعهنَّ شهرًا؛ حتى أنزل الله فيهن قرآنًا.
قال تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحًا جميلاً. وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرًا عظيمًا} [الأحزاب: 28-29] . فخيرهن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن يبقين على حالتهن وجزاؤهن الجنة، أو أن يطَلِّقُهن، فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة.. وهكذا، فالوقوف عند أوامر الله ونواهيه يوفر للزوجين حياة سعيدة هادئة مطمئنة، فالغاية عندئذ، هي رضا الله ورسوله.
2- بـيت على وفاطمة -رضي الله عنهما-:
تقدم علي بن أبي طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم لخطبة السيدة فاطمة، أحب بناته إلى قلبه، وكان علي فقيرًا، فلم يكن له مال ترغب فيه النساء، ولكنه كان غنيًّا بإيمانه، وتقواه، وجهاده في سبيل الله. فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة برغبة علي في الزواج بها، فسكتت علامة على قبولها ورضاها، فزوجها النبي صلى الله عليه وسلم عليا، وكان صداقها درْع علي -رضي الله عنهما- الذي لم يكن يمتلك شيئًا غيره، والذي كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أهداه له.
وقد ساهم حمزة -رضي الله عنه- في نفقات هذا الزواج المبارك، ففي ليلة البناء ذبح كبشًا، وأعد وليمة العُرس، ودعا إليها الصحابة، ثم دعا لهما النبي صلى الله عليه وسلم بما يستحب أن يدعو به المسلم عند تهنئة الزوجين ليلة العرس، فقال : (بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير) [أبو داود].
وكانت السيدة فاطمة تقوم على خدمة زوجها علي -رضي الله عنهما-، ورعاية شئون البيت، ولما كثرت عليها أعباء الحياة الزوجية، رغبت في خادمة تساعدها، وكان علي فقيرًا لا يقوى على شراء خادم أو استئجاره، فسأل علي النبي صلى الله عليه وسلم أن يمنحهما خادمًا، فأرشدهما إلى خير زاد فقال صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟) فقالا: بلى يا رسول الله. قال صلى الله عليه وسلم: (كلمات علمنيهن جبريل: تسبحان دبر كل صلاة عشرًا، وتحمدان عشرًا، وتكبران عشرًا، وإذا أويتما إلى فراشكما: تسبحان ثلاثًا وثلاثين، وتحمدان ثلاثًا وثلاثين، وتكبران ثلاثًا وثلاثين) [متفق عليه].
وكان علي -رضي الله عنه- يقسم عمل البيت بين أمه فاطمة بنت أسد، وزوجته فاطمة بنت رسول الله -رضوان الله عليهما- فيقول لأمه: اكْفَ فاطمة بنت رسول الله سقاية الماء والذهاب في الحاجة، وتكفيك الداخل: الطحين والعجين. وذات يوم وقع الخلاف بين علي وفاطمة -رضي الله عنهما- فلما زارهما النبي صلى الله عليه وسلم وجد فاطمة غير هاشة له كعادتها، وسألها، فأخبرته. وكان علي خارج البيت، فذهب إليه حيث وجده نائمًا بالمسجد على التراب، فداعبه بقوله: (قم يا أبا تراب)_[الطبراني]، ومازحه ولم يعكِّر صفو حياته الزوجية بتعميق المشكلة، بل أخذ عليًّا إلى بيته ليستأنف حياته الزوجية، ويعالج بنفسه المشكلة مع زوجته، ورزقهما الله أبناء بررة، فأنجبت السيدة فاطمة الزهراء: الحسن والحسين، وأم كلثوم، وزينب وغيرهم؛ فكانت ذرية طيبة.
3- عثمان بن عفان ونائلة -رضي الله عنهما-:
أما نائلة فقد أوصاها أبوها في ليلة زفافها، فقال لها: أي بنية، إنك ستقدمين على نساء قريش، وهن أقدر على الطيب منكِ، فاحفظي عني اثنتين: تكحلي وتطيبي بالماء، حتى تكون ريحك حسنة. فلما زُفَّت إلى عثمان جلس إلى جانبها، ومسح رأسها، ودعا بالبركة.
وكان عثمان -رضي الله عنه- يكثر من الصيام وقيام الليل وإطعام الطعام، وهي صابرة، تساعده بصدق ويقين، ولما خرج الخارجون على عثمان -رضي الله عنه- بمكيدة عبدالله بن سبأ أحد اليهود الذين أظهروا الإسلام، وحاصروا بيته يريدون قتله، وقفت إلى جانبه موقفًا نبيلاً، فلما دخلوا بيته ألقت بنفسها عليه تتحمل الضرب عنه، فضرب أحدهم عجيزتها، فقالت: أشهد أنك فاسق لم تأت غضبًا لله ولا لرسوله، وابتعدت عن عثمان قليلاً. فأهوى إليه بالسيف ليضربه، فمدت يدها دفاعًا عن زوجها، فقطع السيف إصبعين من أصابعها. وبعد استشهاد عثمان -رضي الله عنه- تدافع الخطاب إلى نائلة -رضي الله عنها- فرفضتْ وفاءً منها لعثمان.

4- الزبـير وأسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهم-:
تحدثت أسماء عن زواجها من الزبير، فقالت: تزوجني الزبير وما له في الأرض
مال، ولا مملوك، ولا شيء غير فرسه، فكنتُ أعلف فرسه، وأكفيه مئونته، وأسوسه، وأدق النوى، وأعلفه، وأسقيه الماء، وأعجن، ولم أكن أحسن الخبز، فكانت جاراتي من الأنصار يخبزن لي، وكُنّ نسوة صدق، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعها إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي… [مسلم].
وكان الزبير رجلا شديد الغيرة على أهله، لذا فإنها قدرت غيرته، وراعتها لتتلافى ما ينجم عنها، وكانت أسماء تراعي فقر زوجها في بداية حياتهما، فكانت مقتصدة في الإنفاق والمعيشة، وقد سألت أسماء -رضي الله عنها- رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، ليس في بيتي شيء إلا ما أدخل على الزبير، فهل علي جناح أن أرضخ (أعطي قليلاً) مما أدخل علي؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (ارضخي ما استطعت، ولا توكي فيوكي الله عليك (أي لا تبخلي فيضيق الله عليك) [متفق عليه].
وقد تزوج الزبير على أسماء بامرأة أخرى، فلم يكن زواجه منها ذا أثر على هدوء حياتهما الزوجية، فالمرأة الصالحة تعلم أن لزوجها أن يتزوج بأربع، ورزقهما الله: عبد الله، وعروة، والمنذر، وظلت أسماء وفية لزوجها حتى مات سنة ست وثلاثين من الهجرة، وشهدت وفاة ابنها عبد الله، ولقيت ربها صابرة شاكرة سنة ثلاث وسبعين من الهجرة.
5- بـيت عمر بن عبد العزيز وفاطمة بنت عبد الملك:
كان عمر بن عبد العزيز رجلا جميلاً، محبًّا للنعيم والترف، وكان يغدق على أهله ويكرمهم، فلما ولي الخلافة، استوقف زوجته قليلا، وخيرها بين البقاء معه مع تحمل تبعات الخلافة، أو الطلاق، فاختارت أن تكون معه على كل حال.
وأودع ما تملكه من ذهب ببيت المال، وكان يدخل عليها، فيسألها أن تقرضه من مالها، وذات مرة استقرضها درهمًا ليشتري عنبًا لها، فلم يجد عندها شيئًا، فقالت له: أنت أمير المؤمنين، وليس في خزانتك ما تشترى به عنبًا؟ فقال: هذا أيسر من معالجة الأغلال والأنكال غدًا في نار جهنم.
ودخلت عليه زوجته فاطمة يومًا، وهو جالس في مصلاه، واضعًا يده على وجهه، ودموعه تسيل على خديه، فقالت له: مالكَ؟ قال: ويحك يا فاطمة! قد وليتُ من أمر هذه الأمة ما وليت، ففكرتُ في الفقير الجائع، والمريض الضائع، واليتيم المكسور، والأرملة الوحيدة، والمظلوم المقهور، والغريب، والأسير، والشيخ الكبير، وذي العيال الكثيرة، والمال القليل، وأشباههم في أقطار الأرض، وأطراف البلاد، فعلمتُ أن ربي -عز وجل- سيسألني عنهم يوم القيامة، وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم، فخشيتُ ألا يثبت لي حجة عند خصومته، فرحمتُ نفسي فبكيت.
وبعد، فهذه أُسَرٌ مسلمة، طبقت الإسلام، واحتكمت إليه في كل أمورها، ورأت فيه حلا لمشاكلها، فكانوا قدوة حسنة، يهتدي اللاحقون بنورهم.

منقول من موسوعة الاسرة المسلمة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

خديجه بنت خويلد – سنة النبي

أهل بيت النبي … خديجة بنت خويلد المبشرة ببيت في الجنة
أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب، كانت تدعى في الجاهلية “الطاهرة”، أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وصدقه وثبت جأشه، عاقلة جليلة مصونة، ذات شرف وجمال في قريش، تجتمع مع النبي في النسب عند جده قصي.

كان أبو طالب فقيرا، كثير عيال، لذلك رأى أن يجد لابن أخيه محمد سببا للرزق أوسع من رعي الغنم، وبلغه يوما أن خديجة تستأجر رجالا من قريش في تجارتها، وإذ علم أبو طالب أنها تجهز لخروج تجارتها إلى الشام مع القافلة نادى ابن أخيه، وقال له: يا ابن أخي أنا رجل لا مال لي، وقد اشتد الزمان علينا، وقد بلغني أن خديجة استأجرت فلانا ببكرين ولسنا نرضى لك بمثل ما أعطته، فهل لك أن أكلمها؟ ووافق النبي، وخرج أبو طالب إليها فقال لها هل لك يا خديجة أن تستأجري محمدا؟.. فقد بلغنا أنك استأجرت فلانا ببكرين، ولسنا نرضى لمحمد دون أربعة بكار، وكان جواب خديجة: لو سألت ذلك لبعيدٍ بغيضٍ فعلنا، فكيف وقد سألته لحبيب قريب؟

وخرج محمد مع ميسرة غلام خديجة، بعد أن أوصاه أعمامه به، وانطلقت القافلة في طريق الصحراء إلى الشام، واستطاع بأمانته ومقدرته أن يتجر بأموال خديجة تجارة أوفر ربحا مما فعل غيره من قبل، واستطاع بحلو شمائله وجمال عواطفه أن يكسب محبة ميسرة وإجلاله.

الزواج المبارك

عادت القافلة، وانطلق محمد حتى دخل مكة في ساعة الظهيرة، فرأته خديجة وهو على بعيره، وحين دخل دارها استقبلته، واستمعت إليه يقص بعباراته البليغة الساحرة خبر رحلته، وربح تجارته وما جاء به من صناعة الشام، وهي تنصت مغتبطة مأخوذة، وأقبل ميسرة من بعد فروى لها عن محمد وشمائله ورقة وجمال نفسه، مما جعلها وهي في الأربعين من سنها، وهي التي ردت من قبل أعظم رجال قريش شرفا ونسبا، تود أن تتزوج هذا الشاب الذي نفذت كلماته إلى أعماقها وتحدثت في ذلك إلى صديقتها نفيسة التي ذهبت إلى محمد فقالت له: ما يمنعك أن تتزوج؟ قال: ما بيدي ما أتزوج به، قالت: فإن كفيت ذلك ودعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة أفلا تجيب؟.. قال: فمن هي؟ أجابت نفيسة بكلمة واحدة: خديجة، قال محمد كيف لي بذلك؟.. وكان قد أنس هو أيضا إلى خديجة، وإن لم تحدثه نفسه بزواج منها لما كان يعلم من ردها أشراف وأغنياء قريش، فلما قالت له نفيسة جواباً عن سؤاله، سارع إلى إعلان قبوله.

ولم تبطئ خديجة أن حددت الساعة التي يحضر فيها مع أعمامه ليجدوا أهلها عندها ليتم الزواج، فخطبها عمه حمزة بن عبدالمطلب من عمها عمرو بن أسد بن عبدالعزى.. وتزوجها النبي قبل بعثته بخمسة عشر عاما، وكان عمره حينئذ خمسا وعشرين سنة، وعمرها أربعون سنة، وكانت أم المؤمنين الأولى، المؤمنة الصالحة المجاهدة التي تحملت الأعباء والمحن، وبقيت معه إلى أن أكرمه الله بالرسالة، فآمنت به ونصرته وكانت له وزير صدق.

وكانت السيدة خديجة رضي الله عنها نعم الزوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فوقفت معه في تلك الظروف الصعبة بنفسها وبمالها الوفير، وبعقلها الراجح وجاهها الكبير في قومها، آزرته في دعوته فكان لها فضل السبق في ذلك على الرجال والنساء، فهي أول من آمن بالله ورسوله في هذه الأمة.

ومن خصائص أم المؤمنين الأولى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج عليها في حياتها ولم يتزوج قبلها، ورزقه الله منها بأولاده جميعا إلا إبراهيم، وهم القاسم والطيب والطاهر “ماتوا رضعا”، ورقية وزينب وأم كلثوم وفاطمة رضوان الله عليهم، لم تسؤه قط ولم تغاضبه ولم ينلها منه عتب ولا هجر.

وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من ثناء عليها واستغفار لها، فذكرها يوما، فحملتني الغيرة، فقلت: “لقد عوضك الله من كبيرة السن”، قالت: فرأيته غضب وقال: “كيف قلت؟ والله لقد آمنت بي إذ كذبني الناس، وآوتني إذ رفضني الناس، ورزقت منها الولد”، قالت: فغدا وراح عليّ بها شهرا.

سلام من الله

والسيدة خديجة ممن كمل من النساء، كانت عاقلة كريمة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني عليها ويفضلها على سائر أمهات المؤمنين، ويبالغ في تعظيمها، وبين النبي صلى الله عليه وسلم فضلها بأنها خير نساء الأرض في عصرها حيث قال: “خير نسائها “أي الأرض” مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد”، قال النووي: كل واحدة منهما خير نساء الأرض في عصرها، وفي مسند الإمام أحمد “أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم، امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران”.

وقد بعث الله سبحانه وتعالى إلى أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بالسلام مع جبريل فبلغها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وبشرها الرسول بالسلام من رب العالمين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب”، و”القصب هو اللؤلؤ المجوف الواسع، والصخب الضجيج والغلبة، والنصب والتعب”.

ولما قضي على بني هاشم وعبدالمطلب أن يخرجوا من مكة إلى شعب أبي طالب بعد أن أعلنت قريش عليهم حربا لا ترحم، لم تتردد خديجة في الخروج مع زوجها، وتخلت عن دارها وتبعت رجلها ونبيها.

وقبل الهجرة بثلاث سنين أسلمت أم المؤمنين خديجة الروح بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجعت نفسها المطمئنة إلى ربها راضية مرضية.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

عرف الكون السلآمه : ممن إمآم المرسلين عليه الصلآة والسلآم السنة النبوية


عرف آلكون آلسلآمه ?ن إمآم آلمرسَلين
”صلى الله عليهہٌ ” إنهُ طُهرٌ التسآمآ
رحمة للعآلمين من زرع آلوصَل بدنيآ
مَن سن البر
بـ أبآنآ ?ن وعد آلوصل بجِنآن
من آهدى آبويه حنآنَ
?ن اوصى الدنيآ مجتهدآ
بـ فقير يجلس منفردآ من جعل.
آلبسَمهه ديدنهو ليوآسي مهموم ظآقَ !
سيظل معلمنا الآوفاء اهدانا العزه والشرف
ونظلو نردد سيرته فـ الكون برحمتهِ اعترف
‘ انهو طهرآ تسآمآ رحمة للعآلمين ..*

وعرف الكون السلآمه : ممن إمآم المرسلين

.. النص منقوول ..**!
____

قآل الله سبحآنهہٌ وتعآلى :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }

اللهَم صَلي ?سلم علىّ نبينآ وحبيبنآ وإمآم آلمرسلين
وآشرف الخلق محمد صلىَ آلله عليهہٌ وسلمَ ‘#؛

تقبلو تحيآتي ..آختكم: بنت فهد
ياحبيبُ الله مااجمَمل صفاتك ..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

ما الضابط في إقامة الحد على من يسب الله ورسوله ولماذا يُترك المتطاولون من الروافض ؟ – في الاسلام


السؤال :
فضيلة الشيخ الموقّـر عبد الرحمن السحيم – وفقكم الله –
تعلمون فضيلتكم ما حصلَ في الأيام السّابِقة مِن تطاوُل أحد الكتاب الصحفيين وأذيّته لله ولرسوله بكلام كُفري ، ويعلم فضيلكم ما صدَر بحقه مِن أمرِ إلقاءِ القبض عليه ومحاكمته على كلامه .
وقد أثار البعضُ شبهات حول هذا الأمر وقالوا : لماذا يُلقى القبض على هذا الكاتِب بالتحديد وبعض الكتاب قد تطاولوا على ذات الله العليّـة على شكل روايات ؟
وآخرون يقولون : أننا نعلم انَّ الروافِض وخاصةً المعممين منهم لم يتوانوا في أذية الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وسبهم واتهام الرسول ببعض التُّهم كما هو مقرر في كُتبهم أو على ألسنتهم ، فلماذا لم يصدُر بحقهم حُكم شرعيّ ؟

والسؤال الآخَر – وفقكم الله – الذي يندرِج تحت هذا الأمر ..
هل كل مَن سب الله ورسوله يُحاكَم ؟ أم أنّ الجاهِل يُعفى عنه ؟
أسأل الله تعالى أن يجعلكم منار هُدى وذابًا عن حياض هذا الدِّين وأن يثبتكم على الحق ويزيدكم إيمانًا ويقينًا .

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

هذه شُبُهات القوم ، وخاصة الْمُفْسِدِين الذين يتكلّمون بمثل ذلك ، لأجل إثارة الشُّبُهات والتشكيك في أحكام الشريعة ، والطعن فيها ، سَعْيًا للتمَلُّص والتخلّص والتهرّب مِن أحكام الشرع التي ستشمل الزنادقة الْمُفْسِدين المجرمين .

وأما الروافض ، فإن العلماء يُكفِّرون مَن يَسُبّ أو يَطعن في عِرْض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلاّ أن الغالب عليهم استعمال التقية ، وهي إظهار خلاف ما يُبْطَن ؛ لأنهم جبناء لا يَجرءون على التصريح .

ومَن صرَّح بذلك فإن حُكمه القَتْل ، وهذا ما يَرويه أهل السنة عن أئمتهم .
رَوَى الإمام اللالكائي من طريق مالك أبي هشام قال : كنت أسير مع مِسْعَر ، فلقيه رجل من الرافضة قال : فَكَلّمه بشيء لا أحفظه ، فقال له مِسعر : تَنَحّ عني ، فإنك شيطان !
وروى عن محمد بن يوسف الفريابي قال : وقد أخبرني رَجُل مِن قريش أن بعض الخلفاء أَخَذ رَجُلَين مِن الرافضة ، فقال لهما : والله لئن لم تُخبراني بالذي يَحملكما على تنقّص أبي بكر وعمر لأقتلنكما ، فَأبَيَا ، فَقَدَّم أحدهما فَضَرب عُنقه ، ثم قال للآخر : والله لئن لم تخبرني لأُلْحِقّنك بصاحبك . قال : فتؤمني ؟ قال له : نعم . قال : فإنا أرَدْنا النبي ! فقلنا : لا يُتَابِعنا الناس عليه ، فقصدنا قَصد هذين الرجلين ، فتابعنا الناس على ذلك ! قال محمد بن يوسف : ما أرى الرافضة والجهمية إلاَّ زنادقة !

ولذلك لَمّا صرّح الخاسر الخبيث بِسبّ أم المؤمنين قام عليه آساد أهل السنة في الكويت حتى ولّى هارِبًا إلى بعض دُول الكُفر . مع أن الرافضة تملأ ذلك البلد ، لكن الاعتقاد الباطِن خلاف التصريح الظاهر .

هذا مِن جهة
ومِن جهة أخرى فإن الرافضة لهم دِين ، ولهم شُبُهات ، والعلماء يُفرِّقون بين مَن ترَك دِينه وارتدّ وتَزَنْدَق ، وبين مَن كان له دِين وله شُبُهات .
فالْمُرْتَدّ يختلف في حُكمه عن الكافر الأصلي ، أو مَن له تأويل ، ولو كان فاسِدا .
ألا تَرين أن اليهود والنصارى يَسبّون الله ، ويقولون فيه قولاً عظيما – كما حكاه الله عنهم – وتَزيد اليهود القول الشنيع في الأنبياء ، ومع ذلك أُقِرّوا على دِينهم ، وأُجْرِيَت عليهم أحكام أهل الكتاب ؛ لأنه لهم شُبْهَة ، بل قد ألْحَق الصحابة بهم الْمَجُوس ؛ لأن لهم شُبْهَة كِتاب ، لكنهم لم يُلْحِقوا بهم الْمُرْتَدِّين الذين منَعُوا الزكاة ، ولا مَن غيَّر دِينه ؛ لأن حُكم هؤلاء واضِح .

قال أنس بن مالك رضي الله عنه : لَمَّا تُوفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارْتَدَّتِ العَرَب . رواه النسائي .
وفي الصحيحين من حديث أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَال : لَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنْ الْعَرَبِ قَالَ عُمَرُ : يَا أَبَا بَكْرٍ ! كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَمَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلاّ بِحَقِّهِ ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَاللَّهِ لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا .
قَالَ عُمَرُ : فَوَ اللَّهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ رَأَيْتُ أَنْ قَدْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ .
وحُمل على الرّدّة قوله عليه الصلاة والسلام : " يُؤْخَذُ بِرِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِي ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ : أَصْحَابِي ، فَيُقَالُ : إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ "
ويُبيِّن هَذا مَا أعْقَب بِه رَاوية البُخاري لِهذا الْحَدِيث بِقوله : قال محمد بن يوسف الفربري : ذُكِر عن أبي عبد الله [ البخاري ] عن قَبيصة قال : هُم الْمُرْتَدُّون الذين ارْتَدّوا على عهد أبي بكر ، فَقَاتَلَهم أبو بَكر رضي الله عنه .
ولَمَّا بلغ ابن عباس رضي الله عنهما أن عَلِيًّا رضي الله عنه حَرّق المرتدين أو الزنادقة قال : لو كنت أنا لم أحرقهم ولقتلتهم ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن بَدَّل دِينه فاقْتُلُوه . رواه الشافعي .
وفي رواية للبخاري : أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَرَّقَ قَوْمًا ، فَبَلَغَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ : لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحَرِّقْهُمْ لأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ ، وَلَقَتَلْتُهُمْ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ .
ولَمَّا بعث النبي صلى الله عليه وسلم أَبَا مُوسَى إِلَى الْيَمَنِ ثُمَّ اتَّبَعَهُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ أَلْقَى لَهُ وِسَادَةً قَالَ : انْزِلْ ، وَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ مُوثَقٌ قَالَ : مَا هَذَا ؟ قَالَ : كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ ، ثُمَّ تَهَوَّدَ . قَالَ : اجْلِسْ ، قَالَ : لا أَجْلِسُ حَتَّى يُقْتَلَ قَضَاءُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ – ثَلاثَ مَرَّاتٍ – فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ . رواه البخاري ومسلم .

وقال الإمام مالك بن أنس رحمه الله في الموطأ : باب القضاء فيمن ارْتَدّ عن الإسلام .

ثم قال الإمام مالك رحمه الله : وَمَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا نُرَى – وَاللَّهُ أَعْلَمُ – : " مَنْ غَيَّرَ دِينَهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ " أَنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنْ الإِسْلامِ إِلَى غَيْرِهِ ، مِثْلُ الزَّنَادِقَةِ وَأَشْبَاهِهِمْ ، فَإِنَّ أُولَئِكَ إِذَا ظُهِرَ عَلَيْهِمْ قُتِلُوا وَلَمْ يُسْتَتَابُوا ؛ لأَنَّهُ لا تُعْرَفُ تَوْبَتُهُمْ ، وَأَنَّهُمْ كَانُوا يُسِرُّونَ الْكُفْرَ وَيُعْلِنُونَ الإِسْلامَ ، فَلا أَرَى أَنْ يُسْتَتَابَ هَؤُلاءِ ، وَلا يُقْبَلُ مِنْهُمْ قَوْلُهُمْ ، وَأَمَّا مَنْ خَرَجَ مِنْ الإِسْلامِ إِلَى غَيْرِهِ وَأَظْهَرَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يُسْتَتَابُ ، فَإِنْ تَابَ وَإِلاَّ قُتِلَ ، وَذَلِكَ لَوْ أَنَّ قَوْمًا كَانُوا عَلَى ذَلِكَ رَأَيْتُ أَنْ يُدْعَوْا إِلَى الإِسْلامِ وَيُسْتَتَابُوا ، فَإِنْ تَابُوا قُبِلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ وَإِنْ لَمْ يَتُوبُوا قُتِلُوا ، وَلَمْ يَعْنِ بِذَلِكَ فِيمَا نُرَى – وَاللَّهُ أَعْلَمُ – مَنْ خَرَجَ مِنْ الْيَهُودِيَّةِ إِلَى النَّصْرَانِيَّةِ ، وَلا مِنْ النَّصْرَانِيَّةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ ، وَلا مَنْ يُغَيِّرُ دِينَهُ مِنْ أَهْلِ الأَدْيَانِ كُلِّهَا إِلاَّ الإِسْلامَ ؛ فَمَنْ خَرَجَ مِنْ الإِسْلامِ إِلَى غَيْرِهِ وَأَظْهَرَ ذَلِكَ ، فَذَلِكَ الَّذِي عُنِيَ بِهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . اهـ .

وهذا كلّه يُبيِّن حُكْم المرتدّ عن دِينه ، بِخلاف مَن كان على دِين غير دِين الإسلام .

وكل مَن سَبّ الله ورَسَوله صلى الله عليه وسلم فإنه يجب أن يُقْتَل ، ولا يُعذَر أحَدٌ بالجهل في ذلك ، فإن الوقائع التي ذَكَرها العلماء ما كانوا يَدْرؤون شَيئا مِنها بالجهل .

ففي سُنن أبي داود من حديث ابْن عَبَّاسٍ رضيَ اللّهُ عنهما ، أَنَّ أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَقَعُ فِيهِ، فَيَنْهَاهَا فَلا تَنْتَهِي ، وَيَزْجُرُهَا فَلا تَنْزَجِرُ، قَالَ : فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَشْتُمُهُ، فَأَخَذَ الْمِغْوَلَ فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا، وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا ، فَوَقَعَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا طِفْلٌ ، فَلَطَّخَتْ مَا هُنَاكَ بِالدَّمِ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَمَعَ النَّاسَ فَقَالَ : أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلا فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إِلاَّ قَامَ ، فَقَامَ الأَعْمَى يَتَخَطَّى النَّاسَ وَهُوَ يَتَزَلْزَلُ حَتَّى قَعَدَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا صَاحِبُهَا، كَانَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ، فَأَنْهَاهَا فَلا تَنْتَهِي، وَأَزْجُرُهَا فَلا تَنْزَجِرُ، وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ، وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً ، فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ، فَأَخَذْتُ الْمِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا، وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ . وصححه الألباني .

قال القاضي عياض رحمه الله : اعْلَمْ وَفَّقَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ أَنَّ جَمِيعَ مَنْ سَبَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ عَابَهُ أَوْ أَلْحَقَ بِهِ نَقْصًا فِي نَفْسِهِ أَوْ نَسَبِهِ ، أَوْ دِينِهِ أَوْ خَصْلَةٍ مِنْ خِصَالِهِ أَوْ عَرَّضَ بِهِ أَوْ شَبَّهَهُ بِشَيْءٍ عَلَى طَرِيقِ السَّبِّ لَهُ أَوِ الإِزْرَاءِ عَلَيْهِ، أَوِ التَّصْغِيرِ لِشَأْنِهِ، أَوِ الْغَضِّ مِنْهُ وَالْعَيْبِ لَهُ فَهُوَ سَابٌّ لَهُ .
وَالْحُكْمُ فِيهِ حُكْمُ السَّابِّ يُقْتَلُ .
وَكَذَلِكَ مَنْ لَعَنَهُ أَوْ دَعَا عَلَيْهِ، أَوْ تَمَنَّى مَضَرَّةً لَهُ، أَوْ نَسَبَ إِلَيْهِ مَا لا يَلِيقُ بِمَنْصِبِهِ عَلَى طَرِيقِ الذَّمِّ، أَوْ عَبَثَ فِي جِهَتِهِ الْعَزِيزَةِ بِسُخْفٍ مِنَ الْكَلامِ، وَهَجْرٍ ومنكر مِن القول وزُور . اهـ .
ونَقَل القاضي عن ابن الْمُنْذِرِ قوله : أَجْمَعَ عَوَامُّ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ مَنْ سَبَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْتُلُ .
قال القاضي عياض : وَمِمَّنْ قَالَ ذَلِكَ : مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَاللَّيْثُ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ ، وَهُوَ مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ .
قَالَ الْقَاضِي أَبُو الْفَضْلِ: وَهُوَ مُقْتَضَى قَوْلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عنه . ولا تُقْبَل توبته عند هؤلاء .
وَبِمِثْلِهِ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ وَالثَّوْرِيُّ وَأَهْلُ الْكُوفَةِ وَالأَوْزَاعِيُّ فِي الْمُسْلِمِينَ ، لَكِنَّهُمْ قَالُوا : هِيَ ردة .
وروى مِثْلَهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مَالِكٍ .
وَحَكَى الطَّبَرِيُّ مِثْلَهُ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ وَأَصْحَابِهِ فِيمَنْ تنقصه صلّى الله عليه وسلم أو بَرىء مِنْهُ أَوْ كَذَّبَهُ .
وَقَالَ سُحْنُون فِيمَنْ سَبَّهُ : ذَلِكَ رِدَّةٌ كَالزَّنْدَقَةِ . وَعَلَى هَذَا وَقَعَ الْخِلافُ فِي اسْتِتَابَتِهِ وَتَكْفِيرِهِ، وَهَلْ قَتْلُهُ حَدٌّ أَوْ كُفْرٌ .
وَلا نَعْلَمُ خِلافًا فِي اسْتِبَاحَةِ دَمِهِ بَيْنَ عُلَمَاءِ الأَمْصَارِ وَسَلَفِ الأُمَّةِ .
وَقَدْ ذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ الإِجْمَاعَ عَلَى قَتْلِهِ وتكفيره .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سُحْنُونٍ : أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ أَنَّ شَاتِمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَنَقِّصَ لَهُ كَافِرٌ، والوعيد جارٍ عليه بِعذابِ الله له ، وَحُكْمُهُ عِنْدَ الأُمَّةِ الْقَتْلُ .. وَمَنْ شَكَّ فِي كُفْرِهِ وَعَذَابِهِ كَفَرَ .
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ : لا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ اخْتَلَفَ فِي وُجُوبِ قَتْلِهِ إِذَا كَانَ مُسْلِمًا .
وذَكَر القاضي عياض مَن حُكِم بِكُفْره بِسَبب سَبّ النبي صلى الله عليه وسلم أو تنقّصه ، وقَتْل مَن قُتِل بسبب ذلك .

ونَقَل القاضي عياض القول في حُكم مَن سبّ الله تعالى .
قال القاضي : وَلا خِلافَ فِي قَتْلِ مَنْ سَبَّ اللَّهَ ، وَأَنَّ اللَّعْنَ إِنَّمَا يَسْتَوْجِبُهُ مَنْ هُوَ كَافِرٌ ، وَحُكْمُ الْكَافِرِ الْقَتْلُ . اهـ .

وفَرّق بعض العلماء بين سبّ الله عَزّ وَجَلّ وبين سبّ الرسول صلى الله عليه وسلم
قال شيخنا العثيمين رحمه الله : مَن سب الله أو استهزأ بالله قَبِلْنا توبته ، ورَفَعْنا عنه القتل .
ومَن سَبّ الرسول صلى الله عليه وسلم فَتَاب ، قَبِلْنَا توبته وقَتَلْناه .
كيف الذي يَسب الله تُقبل توبته ولا يُقتل ، والذي يسب الرسول تقبل توبته ويُقتل ؟
لأن الفرق :
أن الله عز وجل قد أخبرنا بأنه يعفو عن حقه يعفو عن حقه بالتوبة ولم يستثنِ شيئا ، وأما الرسول صلى الله عليه وسلم فَسَبّه حقٌ له ، ولا نعلم هل يسقطه أو لا .
وإذا كنا لا نعلم هل يسقطه أو لا ، فإن الأصل عدم الإسقاط ، وعلى هذا فنقتله حدًّا لا كُفْرا .
الخلاصة : مَن سَبّ الله أوْ رسوله ثم تاب فالصحيح : قبول توبته ، ثم إن كان في حق الله ارتفع عنه القتل ؛ لأنه إنما يُقْتل لِحَقّ الله ، وقد عفا الله عنه .
وإن كان في حق الرسول فهو مؤمن ، ولكن نقتله ثم نغسله ونُكَفّنه ونُصَلي عليه . اهـ .

وخُلاصة قول الشيخ رحمه الله في مَن سبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يُقْتَل في كل حال ، سواء تاب أم لم يَتُب ، إلاّ أنه إن تاب عاملناه مُعاملة المسلم ، وإن لم يَتُب عاملناه مُعامَلة الكافر .

ويَرى شيخ الإسلام ابن تيمية أن سابّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لا يُعذر بالجهل .
قال رحمه الله :
إن سَبّ الله أوْ سبّ رسوله كَفَر ظاهرا وباطنا وسواء كان السابّ يعتقد أن ذلك مُحَرَّم ، أو كان مُسْتَحِلاًّ له ، أو كان ذاهلا عن اعتقاده . هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعَمَل .
وقد قال الإمام أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المعروف بابْنِ راهويه – وهو أحد الأئمة يعدل بالشافعي وأحمد – : قد أجمع المسلمون أن مَن سَبَ الله أوْ سَبّ رسوله عليه الصلاة والسلام أو دَفَع شيئا مما أنْزَل الله أوْ قَتل نَبيا مِن أنبياء الله ؛ أنه كافِر بذلك ، وإن كان مُقِرًّا بِمَا أنزل الله . اهـ .

وقد خاض بعض الناس في هذا الأمر ، وقالوا : لا يُقتَل ذلك الكاتِب لأنّ الرسول عليه الصلاة والسلام لم يقتُل المشركين لَمّا تَمَكّن منهم ، وإنما قال : اذهبوا أنتم الطُّلقاء .
فأقول : هذا غير صحيح مِن جهتين :
الأولى : ضَعْف رِّوَاية " اذهبوا فأنتم الطُّلقاء " على شُهْرَتِها .
قال الشيخ الألباني : هذا الحديث على شُهرته ليس له إسناد ثابت ، وهو عند ابن هشام مُعْضَل ، وقد ضعفه الحافظ العراقي . اهـ .
الثانية : أنه عليه الصلاة والسلام أمَر بِقَتْل الذي كان يَسُبّه ويُؤذيه في أشرف وأطهر البِقاع . ففي الصحيحين من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَامَ الفَتْحِ، وَعَلَى رَأْسِهِ المِغْفَرُ ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ : إِنَّ ابْنَ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الكَعْبَةِ فَقَالَ : اقْتُلُوهُ .
قال ابن بطّال في شرح البخاري : أمَر بِقَتْله دون سائر الكفار ؛ لأنه كان يُكْثِر مِن سَـبِّه، وقد أمَرَ بِقَتْل قَينتين كانَتَا تُغَنِّيَان بِسَـبِّه، وانتقم لنفسه ؛ لأنه مَن سَب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كَفر، ومَن كَفَر فقد آذى الله ورَسَوله . اهـ .

وفي الصحيحين مِن حديث جَابِر بن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ ، فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ : أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ .

وقد احتجّ بعض الناس بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد عفا عن بعض مَن سَـبَّه في حياته .
وهذا الإشكال قد أجاب عنه وقال شيخنا العثيمين رحمه الله ، فإنه قال : فإن قيل : أليس قد ثبت أن مِن الناس مَن سَبّ الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقَبِل منه وأطلقه ؟
أجيب: بلى ، هذا صحيح ، لكن هذا في حياته صلى الله عليه وسلم ، وقد أسقط حقه ، أما بعد موته ; فلا ندري ، فننفذ ما نراه وَاجِبا في حق مَن سَـبَّه صلى الله عليه وسلم . اهـ .

وقد فَرّق العلماء بين الكافر الأصلي وبين المسلم الذي يَصدر منه ما يُوجِب الْحُكم عليه بالرِّدّة .

قال ابن بطّال : اخْتَلَف العلماء فيمن سبَ النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فروى ابن القاسم عن مالك أنه مَن سَـبَّه صلى الله عليه وسلم مِن اليهود والنصارى قُتِل إلاَّ أن يُسْلِم ، فأما المسلم فَيُقْتَل بِغَير استتابة ، وهو قول : الليث والشافعى وأحمد وإسحاق ، عن ابن المنذر . ورَوى الوليد بن مسلم، عن الأوزاعى ومالك فيمن سَبّ النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قالا : هي رِدّة يُسْتَتَاب منها فإن تاب نُكِّل ، وإن لم يَتُب قُتِل .
وذَكَر ابن بطال الخلاف في الذّمّي إذا سبّ النبي صلى الله عليه وسلم .
فقال : وَحُجّة مَن رَأى القَتْل على الذِّميّ بِسَـبِّه أنه قد نَقض العهد الذي حَقَن دَمه ؛ إذا لم يعاهَد على سَـبِّه ، فلما تعدى عهده عاد إلى حالِ كافرٍ لا عَهد له ، فَوَجب قَتْله إلاَّ أن يُسْلِم ؛ لأن القَتل إنما كان وَجب عليه مِن أجل نقضه للعهد الذي هو مِن حقوق الله ، فإذا أسلم ارتفع المعنى الذى مِن أجله وَجَب قَتْله .
فإن قيل : فهو إذا أسلم وقد سَبّ النبي صلى الله عليه وسلم تركتموه ، وإذا أسْلَم وقد قَتَل مُسْلِمًا قتلتموه .
قيل : لأن هذا مِن حقوق العباد لا يَزول بإسلامه ، وذلك مِن حقوق الله يَزول بالتوبة مِن دِينه إلى ديننا .
وحُجّة أخرى : وهو أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : مَن لِكَعْب بن الأشرف ؛ فإنه قد آذى الله ورسوله ، فَقَتَله محمد بن مسلمة ، والسبّ مِن أعظم الأذى ، وكذلك قَتَل صلى الله عليه وسلم ابن خطل يوم فتح مكة والقَيْنَتَين اللتين كانتا تُغَنِّيَان بِسَـبِّه ، ولم ينفع ابن خطل استعاذته بالكعبة .
وقال محمد بن سحنون : وفَرَّقْنَا بَيْن مَن سَبّ النبي صلى الله عليه وسلم مِن المسلمين ، وبَيْن مَن سَـبَّه مِن الكفار ، فَقَتَلْنا المسلم ولم نَقْبَل تَوبته ؛ لأنه لم ينتقل مِن دِينه إلى غيره ، إنما فَعَل شيئًا حَدّه عِندنا القَتل ، ولا عَفْو فيه لأحد ، فكان كالزنديق الذي لا تُقْبَل تَوبته ؛ لأنه لم ينتقل مِن ظاهر إلى ظاهر، والكتابى كان على الكفر ، فلما انتقل إلى الإسلام بعد أن سبّ النبي صلى الله عليه وسلم غُفِر له ما قد سَلَف ، كما قال تعالى : (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ)
. اهـ .

وأما الاحتجاج بِعَدم قَتْل مَن صَدَر منه سابقا مثل ذلك ، فالجواب عنه مِن وُجوه :
الوجه الأول : أن بعض ذلك لم يصدر من بعضهم صراحة ، وذلك لِجبنهم عن التصريح ، فإنهم يُورِدون ما يُريدون عن طريق رواية .
الوجه الثاني : أنه لم تنهض الهمم لِرفع الدعوى على مثل ذلك الزنديق . ولعله آن الأوان أن تُرفع عليهم الدعاوى ، وأن يُطالَب بإقامة حدّ الرِّدّة عليهم .
الوجه الثالث : أن مُستوى وَعْي الناس تغيّر وازداد نحو الأفضل ، فَوَعْي الناس اليوم ليس كما كان قبل عشر سنوات وأكثر .

فهل يُقال بِتَرْك مَن ظَهر مِنه الكُفر الجليّ الواضح بِحجّة أن غيره قد تُرِك بالأمس ؟!
فالتقصير لا يُسوَّغ بالتقصير ، والكُفر الحادِث لا يُسوِّغ الكُفر السابق .
والسكوت والتخاذل السابق لا يُسوِّغ التخاذل اللاحِق .


ونحن اليوم أمام حادِثتين :
الأولى : ما يحدث من القَتْل والدمار في سوريا . فهل يُسكَت عنه بِحُجّة أن والِد هذا الحاكم المجرم قد أباد الناس وسَحقَهم في حَماة .. فيجب أن يُسْكَت اليوم عن جرائمه ضدّ شعبه ؛ لأن الناس لم تتكلَّم قبل عشر سنوات ؟!
والثانية : الكُفْر والزندقة المكشوفة اليوم مِن قِبَل الكّتّاب ممَن ظَهَرت منهم الزندقة والكُفر الصريح . فهل يُسْكَت عنه بِحُجّة أننا سَكَتْنا بالأمس عن كُفريّات غيرهم ؟!

ولئن تخاذلنا قبل اليوم في أيّ قضية فلا يجوز أن نتخاذل اليوم مع أيّ قضية ..
فيكفينا ذُلاًّ ومَهانة ما سَبق أن سَكَتْنا عنه مِن كُفْر الزنادقة وحَرْبِهم لِدِين الله عزَّ وَجَلّ .
وما سَكَتْنا عنه مِن سَفْكٍ لِدماء المسلمين قبل اليوم .

ومَثَل المطالبة بالسكوت اليوم وعدم المطالبة بِمُحاكمة الزنادقة ، مثل رَجل أصاب بعض بيته حريق ، فَلّما رأى الحريق شبّ في غرفة واحدة ، طالَب الجميع بالكفّ عن إطفاء الحريق لأجل أن غرفة احترقت ، فلتحترق جميع الغُرَف !
أوْ كَرَجُل عنده أربع بنات ، فاغْتُصِبَت واحدة منهن ، فلَمّا لم يستطع إقامة الحدّ على مَن اغتصب ابنته ، رَضِي أن تُغتصَب بقية البنات !

وكلّ أحد لو ظُلِم مَظْلَمَة مِن قِبَل شخص له وجاهته ونفوذه ، ولم يستطع أخذ مَظْلَمَته والانتصاف ممن ظلَمه ؛ فإن ذلك لا يَحمِله على تَرْك المطالَبَة بِبَقيّة المظالِم التي تقع عليه .

فهل يُراد لنا أن نَسْكُت أكثر مما سَكَتْنا عن الزندقة المكشوفة والكُفْر الصريح حتى يَعُمّنا الله بِعذابٍ مِن عنده ؟
فلْنُعذِر إلى الله تعالى بِفِعْل ما نستطيعه .
قال تعالى : (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) .

وقد قام أبو بكر رضي الله عنه خطيبا ، فَحَمِد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) وإنكم تضعونها على غير موضعها ، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوْشَك الله أن يَعمّهم بِعقابه . رواه الإمام أحمد وأهل السنن ، وهو صحيح .

فصاحب المنكر يَخْرِق سفينة المجتمع ، وواجِب على العقلاء زَجْره والأخْذ على يديه ، وقد ضَرَب النبي صلى الله عليه وسلم لذلك مثلا فقال : مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة ، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مَرّوا على من فوقهم ، فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ، ولم نُؤذِ مَنْ فوقنا ، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا . رواه البخاري .

وقد يَخْتَلِف الْحُكم مِن حادثة إلى أخرى ومَن واقِعة إلى أخرى لِملابسات كلّ قضية ، ولذلك لَمّا قضى عمر رضيَ اللّهُ عنه في قضية ثم قضى بعد ذلك بِخلافها ، قيل له : إِنَّكَ لَمْ تَفْعَل ذلك عَامَ كَذَا وَكَذَا , فَقَالَ عُمَرُ رضيَ اللّهُ عنه : تِلْكَ عَلَى مَا قَضَيْنَا يَوْمَئِذٍ , وَهَذِهِ عَلَى مَا قَضَيْنَا .

ونصيحتي لنفسي ولإخواني ولأخواتي :
أن لا يُصغوا إلى كلّ ناعِق يخوض في علوم الشريعة ويَهرِف بما لا يَعرِف !
وأن يَردّوا عِلْم ما لم يعلَموه إلى مَن عَلِمه ، فإنما شِفاء العِيّ السؤال .
وفَرِق بين أن يتساءل الإنسان عن إشكال وَرَد عليه في مسألة ما ، وبيْن أن يخوض فيما لا يُحسِن وما لا يَحْسُن الخوض فيه ، فيَجْعَل نفسه حَكَمًا على الشَّرْع ، ويُصَوِّب ويُخَطِّئ .
فإن هذا يدخل في الخوض المنهي عنه ، والمذموم في قوله تعالى : (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ) .
قال القرطبي في تفسير هذه الآية : أَيْ كُنَّا نُخَالِطُ أَهْلَ الْبَاطِلِ فِي بَاطِلِهِمْ . اهـ .

والملاحَظ أن الناس أصبحوا يخوضون فيما لا يعلمون ، فيخوض الصغير والكبير ، والذَّ:َر والأنثى في كل شأن وفي كُلّ أمْر .
بل لعل كثيرا من الناس لا يُحسِن أحكام الطهارة ، وقد يخوض في مسائل لو عُرِضَت على عُمَر رضيَ اللّهُ عنه لَجَمَع لها أهْل بَدْر !
ورَحِم الله أبا حصين القائل : إن أحدهم لَيُفْتِي في المسألة ، ولو وَرَدَت على عُمَر لَجَمَع لها أهل بَدْر
.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

انصروا رسو لكم يا مسلمين السنة النبوية

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

انصروا رسولكم يا مسلمين

اللهم انزع الخوف وحب الدنيا — ———————- من قلوبنا وأجعلنا حماة للاسلام

يامسلمين ماذا دهاكم اليوم نبيكم ———————– يهان وانتم لاتحسنون غير الكلام

اين تاريخ اجدادكم المهاجرين ————————- والانصار من رفعوا راية الاسلام

جاهدوا لنصر رسولهم بالنفس ———————– وفتحوا الامصار سيرا على الاقدام

وانتم واسفى عليكم اصبحتوا لعبة ———————- فى يد الكفار اصبحتوا كل الانعام

لا والف لا واقولها تانى لا والف لا —————— يامسلمين لن نرضى هذا ورب الانام

انزعوا ثياب الذل والهوان اخوتى — ————— والبسوا دروع الحق لذود عن الاسلام

ضعفنا وقلة ايمانا وتفرقنا يا مسلمين —————– اغراهم فينا وصورو نبينا فى الافلام

وكتبوا فيه كلاماً لا يقال وما انزل الله ——————- به من سلطان حتى جفت الاقلام

وانتم واسفى عليكم يامسلمين هذا الزمان —————– لازلتوا تبادروا اعدائكم بالسلام

هبوا لنصرة رسولكم بالله ابناء امتى —————– وخوفى عليكم يوم الحق يوم الزحام

بقلمي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

مقتطفات منوعه السنة النبوية

[BACKGROUND="100 #000000"]

بسم الله الرحمن الرحيم
(( منوعات ))

قال تعالى : ( لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) صدق الله العظيم .

قيل عن عمر بن الخطاب


قال معاوية بن أبي سفيان لصعصعه بن صوحان ، صف لي عمر بن الخطاب فقال :
كان عالما برعيته ، عادلا في قضيته ، عاريا من الكبر ، قبولا للعذر سهل الحجاب، مصون الباب ، متحركا للصواب ، رفيقا بالضعيف ، غير محاب للقريب ، ولا جاف للغريب .

حزنت على شبابي


كان من عادة الاندلس لبس البياض في حالة الحزن . فقال ابو اسحق الملقب بالحصري :
اذا كان البياض لباس الاندلس فذاك من الصواب الم ترني لبست بياض شيب لاني قد حزنت على شبابي .

أربع خصال

قال صلى الله علي وسلم : اربع اذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا : حفظ امانه .. وصدق حديث .. وحسن خليقة .. وعفة طعمة .

أمير القوم

قال عمر بن الخطاب: أريد رجلا اذا كان في القوم اميرهم كان كبعضهم واذا لم يكن اميرهم فكانه اميرهم .

[/BACKGROUND][BACKGROUND="100 #000000"]
[/BACKGROUND][BACKGROUND="100 #000000"]

اللهم ارزقنا ايمانا صادقا ويقينا ليس بعده كفر ، ورحمة من عندك ننال بها شرف كرامتك بالدنيا والآخرة .


اللهم آمين

تحياتي

منقول من مجلة الشريعة

[/BACKGROUND]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده