التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

اضغط على اسم الصحابي وشاهد سيرته كامله

[BACKGROUND="70 #000000"]

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمــة الله و بركاتــه

برنـامــج رآئــــــع
اتمنا تثبيته نسأل الله العظيم ان لايحرمنا ولا يحرمكم الأجروالثواب
اضغط على اسم الصحـابي و ستظهـر سيرتــه كاملـه
الرآبــــــــط
منقول نسأل الله له ولنا الاجر وا

[/BACKGROUND]

لثواب


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

قصة أبي محجن رضي الله عنه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سمعت أحد المشائخ يتحدث عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنه يجب على كل مسلم حتى الواقع في الذنب فانه يجب أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وقال انه لا يشترط العدالة في الآمر كما هو مشهور من قصة أبي محجن السؤال فضيلة الشيخ من هو أبو محجن وما هي قصته ؟.


الحمد لله
أهنئك أخي على حرصك على الفائدة ، وأسأل الله أن يرزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح .
وأما أبو محجن فهو صحابي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم .
وكان هذا الصحابي مبتلى بشرب الخمر، فكان يجاء به فيجلد ، ثم يجاء به فيجلد ، ولكنه كان يعلم أن هذا لا يعفيه من العمل لدينه أو القيام بنصرته ، فإذا به يخرج مع المسلمين إلى القادسية جنديا يبحث عن الشهادة في مظانها ، وفي القادسية يجاء به إلى أمير الجيش سعد بن أبي وقاص وقد شرب الخمر، فيحبسه سعد حتى تنق المعركة ؟!.
وكان الحبس عقوبة قاسية آلمت أبا محجن أشد الألم حتى إذا سمع ضرب السيوف ووقع الرماح وصهيل الخيل وعلم أن سوق الجهاد قد قامت ، وأبواب الجنة قد فتحت جاشت نفسه وهاجت أشواقه إلى الجهاد فنادى امرأة سعد بن أبي وقاص قائلا : خليني فلله علي، إن سَلِمْتُ أن أجيء حتى أضـع رجلي في القيد، وإن قُتِلتُ استرحتم مني . فرحمت أشواقه ، واحترمت عاطفته وخلت سبيله ، فوثب على فرس لسعد يقال لها : البلقاء ، ثم أخذ الرمح وانطلق لا يحمل على كتيبة إلا كسرها، ولا على جمع إلا فرقه ، وسعد يشرف على المعـركـة ويعجب ويقول : الكرُّ كَرُّ البلقاء ، والضرب ضرب أبي محجن ، وأبو محجن في القيد .
حتى إذا انهزم العدو عاد أبو محجن فجعل رجله في القيد ، فما كان من امرأة سعد إلا أن أخبرته بهذا النبأ العجاب وما كان من أمر أبي محجن ، فأكبر سعد – رضي الله عنه – هذه النفس ، وهذه الغيرة على الدين ، وهذه الأشواق للجهاد وقام بنفسه إلى هذا الشارب الخمر يحل قيوده بيديه الطيبتين ويقول : " قم فوالله لا أجلدك في الخمر أبدا ، وأبو محجن يقول : وأنا والله لا أشربها أبداً "
انظر : الإصابة في تمييز الصحابة 4/173-174 ، والبداية والنهاية 9/632-633 .

الإسلام سؤال وجواب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

صفة الصحابة في التوراة والانجيل – سنة النبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منير عرفه

( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) سورة الفتح آية 29

…………………..

كما اختار الله سبحانه وتعلى واصطفى نبيه محمدًا – صلى الله عليه وآله وسلم – لرسالته، اصطفى له أصحابه الكرام. وكما جاء ذكره فى الكتب السابقة ، كذلك جاء ذكرهم فى الكتب السابقة وهى التوراة والانجيل .

وهذه الآية التى بين أيدينا تنطق بهذا ، أنهم أشداء على الكفار ، وأنهم رحماء بينهم ، وأنهم راكعون ساجدون لله تعالى وهذا ظاهرهم. أما باطنهم فقد زكاه الله تعالى فقال ( يبتغون فضلا من الله ورضوانا ) وهل أحد يعلم السرائر مثل الله تعالى ؟!

هذا هو وصفهم فى التوراة .

أما فى الانجيل ؛ فيصف فيه الله تعالى نبيه محمدًا كأنه زرع مبارك ، ثم نما هذا الزرع وأخرج بجانبه زرعًا آخرًا ، كذلك رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – كان هو المؤمن الأول والزرع الأول لهذا الدين ، ثم آمن بدعوته بقية أصحابه فاستغلظت دعوته وعظمت بهم جميعًا ، كما يشتد عود الزرع الأصلى ببقية الزرع من نفس نوعه .

فهل بعد هذا الفضل من فضل ؟! وهل بعد هذا المدح من مدح ؟!

ألا قاتل الله أصحاب الأهواء الذين ينالون من أصحاب رسول – صلى الله عليه وآله وسلم – ، وما أقبحهم والله ما فضحوا إلا أنفسهم ، فإنه لو تحول الناس جميعًا إلى كناسين ليهيلوا التراب على السماء لأهالوا التراب على أنفسهم ولظلت السماء هى السماء فى عظمتها وعلوها وصفائها !

* ومما يدل على كمال ذلك أن عمر بن الخطاب حين ذهب لاستلام بيت المقدس ، رفض البطريريك أن يسلمها إلا للخليفة الراشد عمر بن الخطاب ، قائلا أن وصف من سيستلم بيت المقدس قد جاء مسطرًا عندهم فى التوراة ، فلما جاء عمر وجدوا صفاته التى جاءت فى التوراة متحققة فسلم إليهم بيت المقدس ونزل على شروطهم .

وإن شاء الله نتابع فى مرة أخرى حول حديث القرآن عن أصحاب النبى – صلى الله عليه وآله وسلم – .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

وصف الرسول صلى الله عليه وسلم 2من 3 – في الاسلام

السلام عليكم

اليوم نكمل مع الجزء الثاني من وصف
حبيبنا وقرة أعيننا حبيبنا

محمد صل الله عليه وسلم

صفة عنقه ورقبته:


رقبته فيها طول، أما عنقه فكأنه جيد دمية (الجيد: هو العنق، والدمية: هي الصورة التي بولغ في تحسينها). فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (كان عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم إبريق فضة)، أخرجه ابن سعد في الطبقات والبيهقي. وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنهما قالت: (كان أحسن عباد الله عنقاً، لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر، ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب ذهباً يتلألأ في بياض الفضة وحمرة الذهب، وما غيب في الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر)، أخرجه البيهقي وابن عساكر.

صفة منكبيه:
كان صلى الله عليه وسلم أشعر المنكبين (أي عليهما شعر كثير)، واسع ما بينهما، والمنكب هو مجمع العضد والكتف. والمراد بكونه بعيد ما بين المنكبين أنه عريض أعلى الظهر ويلزمه أنه عريض الصدر مع الإشارة إلى أن بعد ما بين منكبيه لم يكن منافياً للاعتدال. وكان كتفاه عريضين عظيمين.

صفة خاتم النبوة:
وهو خاتم أسود اللون مثل الهلال وفي رواية أنه أخضر اللون، وفي رواية أنه كان أحمراً، وفي رواية أخرى أنه كلون جسده. والحقيقة أنه لا يوجد تدافع بين هذه الروايات لأن لون الخاتم كان يتفاوت باختلاف الأوقات، فيكون تارة أحمراً وتارة كلون جسده وهكذا بحسب الأوقات. ويبلغ حجم الخاتم قدر بيضة الحمامة، وورد أنه كان على أعلى كتف النبي صلى الله عليه وسلم الأيسر. وقد عرف سلمان الفارسي رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الخاتم. فعن عبد الله بن سرجس قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت معه خبزاً ولحماً وقال ثريداً. فقيل له: أستغفر لك النبي؟ قال: نعم ولك، ثم تلى هذه الآية: (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) محمد/19. قال: (ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى عليه خيلان كأمثال الثآليل)، أخرجه مسلم. قال أبو زيد رضي الله عنه: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقترب مني، فاقتربت منه، فقال: أدخل يدك فامسح ظهري، قال: فأدخلت يدي في قميصه فمسحت ظهره فوقع خاتم النبوة بين أصبعي قال: فسئل عن خاتم النبوة فقال: (شعرات بين كتفيه)، أخرجه أحمد والحاكم وقال (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. اللهم كما أكرمت أبا زيد رضي الله عنه بهذا فأكرمنا به يا ربنا يا إلهنا يا من تعطي السائلين من جودك وكرمك ولا تبالي.

صفة إبطيه:
كان صلى الله عليه وسلم أبيض الإبطين، وبياض الإبطين من علامة نبوته إذ إن الإبط من جميع الناس يكون عادة متغير اللون. قال عبد الله بن مالك رضي الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد فرج بين يديه (أي باعد) حتى نرى بياض إبطيه). أخرجه البخاري. وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى حتى يرى بياض إبطيه). أخرجه أحمد وقال الهيثمي في المجمع رجال أحمد رجال الصحيح.

صفة ذراعيه:
كان صلى الله عليه وسلم أشعر، طويل الزندين (أي الذراعين)، سبط القصب (القصب يريد به ساعديه).

صفة كفيه:
كان صلى الله عليه وسلم رحب الراحة (أي واسع الكف) كفه ممتلئة لحماً، غير أنها مع غاية ضخامتها كانت لينة أي ناعمة. قال أنس رضي الله عنه: (ما مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم). وأما ما ورد في روايات أخرى عن خشونة كفيه وغلاظتها، فهو محمول على ما إذا عمل في الجهاد أو مهنة أهله، فإن كفه الشريفة تصير خشنة للعارض المذكور (أي العمل) وإذا ترك رجعت إلى النعومة. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً. قال: وأما أنا فمسح خدي. قال: فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جونة عطار). أخرجه مسلم.

صفة أصابعه:
قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سائل الأطراف (سائل الأطراف: يريد الأصابع أنها طوال ليست بمنعقدة). أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل وابن سعد في الطبقات والحاكم مختصراً والبغوي في شرح السنة والحافظ في الاصابة.

صفة صدره:


كان صلى الله عليه وسلم عريض الصدر، ممتلىءٌ لحماً، ليس بالسمين ولا بالنحيل، سواء البطن والظهر. وكان صلى الله عليه وسلم أشعر أعالي الصدر، عاري الثديين والبطن (أي لم يكن عليها شعر كثير) طويل المسربة وهو الشعر الدقيق.


صفة بطنه:


قالت أم معبد رضي الله عنها: (لم تعبه ثلجه). الثلجة: كبر البطن.


صفة سرته:


عن هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دقيق المسربة موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك: حديث هند تقدم تخريجه. واللبة المنحر وهو النقرة التي فوق الصدر.

صفة مفاصله وركبتيه:


كان صلى الله عليه وسلم ضخم الأعضاء كالركبتين والمرفقين والمنكبين والأصابع، وكل ذلك من دلائل قوته صلى الله عليه وسلم.


صفة ساقيه:


عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: (وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى بيض ساقيه). أخرجه البخاري في صحيحه.


صفة قدميه:


قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء ششن الكفين والقدمين). قوله: خمصان الأخمصين: الأخمص من القدم ما بين صدرها وعقبها، وهو الذي لا يلتصق بالأرض من القدمين، يريد أن ذلك منه مرتفع. مسيح القدمين: يريد أنهما ملساوان ليس في ظهورهما تكسر لذا قال ينبو عنهما الماء، يعني أنه لا ثبات للماء عليها وسشن الكفين والقدمين أي غليظ الأصابع والراحة. رواه الترمذي في الشمائل والطبراني. وكان صلى الله عليه وسلم أشبه الناس بسيدنا إبراهيم عليه السلام، وكانت قدماه الشريفتان تشبهان قدمي سيدنا إبراهيم عليه السلام كما هي آثارها في مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

ألقاكم بمشيئة الله
مع الجزء الأخير

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

صفة منبر النبي صلى الله عليه وسلم – سنة النبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السؤال :
أريد أن أعرف حجم منبر النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث أهدي لمسجدنا منبر ضخم جدا وبه أكثر من ثلاث درجات ، وبما أنني عضو في الإدارة نريد أن نعيد تعديله ونجعله ثلاث درجات فقط ، لذلك نريد أن نعرف حجم المنبر الطبيعي الذي اعتاد النبي صلي الله عليه وسلم أن يعتليه ، ويفضل لو كانت إجابتكم مدعمة بالأحاديث وآراء العلماء .


الجواب :
الحمد لله
روى البخاري (917) ومسلم (544) عن أَبِي حَازِمٍ : " أَنَّ نَفَرًا جَاءُوا إِلَى سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَدْ تَمَارَوْا فِي الْمِنْبَرِ مِنْ أَيِّ عُودٍ هُوَ ؟ فَقَالَ أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ مِنْ أَيِّ عُودٍ هُوَ وَمَنْ عَمِلَهُ وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلَ يَوْمٍ جَلَسَ عَلَيْهِ ، قَالَ فَقُلْتُ لَهُ يَا أَبَا عَبَّاسٍ فَحَدِّثْنَا قَالَ : أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى امْرَأَةٍ من الأنْصَار : ( انْظُرِي غُلَامَكِ النَّجَّارَ يَعْمَلْ لِي أَعْوَادًا أُكَلِّمُ النَّاسَ عَلَيْهَا ) ، فَعَمِلَ هَذِهِ الثَّلَاثَ دَرَجَاتٍ ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوُضِعَتْ هَذَا الْمَوْضِعَ ، فَهِيَ مِنْ طَرْفَاءِ الْغَابَةِ " .
( طُرَفَاء الْغَابَة ) وَفِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ ( مِنْ أَثْل الْغَابَة ) وهو شجر لا شوك له ، وَالْغَابَة مَوْضِع مَعْرُوف مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَة " . والمقصود أنه مصنوع من الخشب .

وروى أحمد (2415) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال : َ" كَانَ مِنْبَرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَصِيرًا ، إِنَّمَا هُوَ ثَلَاثُ دَرَجَاتٍ " . وإسناده حسن . وقال الهيثمي : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
"مجمع الزوائد" (2 /386) .

وروى مسلم (1017) من حديث جرير : " فَصَلَّى الظُّهْرَ – يعني النبي صلى الله عليه وسلم – ثُمَّ صَعِدَ مِنْبَرًا صَغِيرًا " .
روى الدارمي (41) عن أَنَس بْن مَالِكٍ : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَيُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى جِذْعٍ مَنْصُوبٍ فِي الْمَسْجِدِ فَيَخْطُبُ النَّاسَ ، فَجَاءَهُ رُومِيٌّ فَقَالَ : أَلَا أَصْنَعُ لَكَ شَيْئًا تَقْعُدُ عَلَيْهِ وَكَأَنَّكَ قَائِمٌ ؟ فَصَنَعَ لَهُ مِنْبَرًا لَهُ دَرَجَتَانِ وَيَقْعُدُ عَلَى الثَّالِثَةِ ، فَلَمَّا قَعَدَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ الْمِنْبَرِ خَارَ الْجِذْعُ كَخُوَارِ الثَّوْرِ حَتَّى ارْتَجَّ الْمَسْجِدُ حُزْنًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمِنْبَرِ فَالْتَزَمَهُ وَهُوَ يَخُورُ ، فَلَمَّا الْتَزَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَكَنَ ثُمَّ قَالَ : ( أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ لَمْ أَلْتَزِمْهُ لَمَا زَالَ هَكَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حُزْنًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) .
ورواه أحمد (21252) والدارمي (36) من حديث أبي بن كعب .
قال الألباني في "الصحيحة" (5/173) : "إسناده جيد ، وهو على شرط مسلم " .

وروى أبو داود (1082) عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ : " كَانَ بَيْنَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ الْحَائِطِ كَقَدْرِ مَمَرِّ الشَّاةِ " . وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
" والصحيح : أن المنبر كانَ ثلاث مراق ، ولم يزل على ذَلِكَ في عهد خلفائه الراشدين .
وقد عد طائفةٌ من العلماء : تطويل المنابر من البدع المحدثة ، منهم: ابن بطة من أصحابنا وغيره ، وكره بعض الشافعية المنبر الكبير جداً، إذا كانَ يضيق به المسجد " انتهى من "فتح الباري" لابن رجب (8/ 242) .
وقال ابن حجر رحمه الله :
" وَلَمْ يَزَلِ الْمِنْبَرُ عَلَى حَالِهِ ثَلَاثَ دَرَجَاتٍ حَتَّى زَادَهُ مَرْوَانُ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ سِتَّ دَرَجَاتٍ مِنْ أَسْفَلِهِ " انتهى .
"فتح الباري" لابن حجر (2/ 399) .
وقال النووي رحمه الله :
" قَالَ الْعُلَمَاء : كَانَ الْمِنْبَر الْكَرِيم ثَلَاث دَرَجَات , كَمَا صَرَّحَ بِهِ مُسْلِم فِي رِوَايَته " .

فعُلم بما تقدم من الأحاديث الصحيحة أن منبر النبي صلى الله عليه وسلم كان صغيرا قصيرا متواضعا ، مصنوعا من الخشب ، يتكون من ثلاث درجات ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على الثانية ويجلس على الثالثة ، وكان بين منبره وبين الحائط قدر ممر شاة ، فلم يكن يقطع صفا ، ولم يكن يؤذي أحدا ، إنما هي خشبات متواضعة ركبت ثلاث درجات ، ولا زخارف ولا نقوش ولا إنفاق زائد على الحد ، وعلى نحو ذلك ينبغي أن تكون منابر مساجد المسلمين .
ولقد أحسنتم في رغبتكم في تعديل هذا المنبر الكبير وجعله ثلاث درجات ، نسأل الله لكم التوفيق والعمل بالسنة .
وراجع للفائدة جواب السؤال رقم : (34160) ، (97497) .

والله تعالى أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

أصهار النبي صلى الله عليه وسلم – في الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أصهار النبي صلى الله عليه وسلم

بنات النبي صلى الله عليه وسلم أربعة ، كلهن من خديجة رضي الله عنها :
1- زينب رضي الله عنها ، وهي أكبر بناته صلى الله عليه وسلم ، وقد تزوجت من أبي العاص بن الربيع رضي الله عنه ، وولدت له عليا وأمامة ، وتوفيت سنة ثمان من الهجرة .
2- رقية رضي الله عنها ، وقد تزوجها أولا ابن عمها عتبة بن أبي لهب ، ثم طلقها قبل الدخول بها ، حين أنزل الله تعالى : ( تبت يدا أبي لهب وتب ) ، فتزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وهاجرت معه إلى الحبشة ثم إلى المدينة ، وقد مرضت في وقت خروج النبي صلى الله عليه وسلم لغزوة بدر ، فأمر عثمانَ رضي الله عنه أن يقيم معها ، وضرب له بسهمه من الغنائم ، وأجره على الغزوة كأنه شهدها ، ولما أن جاء البشير بنصر المسلمين في بدر ، وجدهم قد فرغوا من دفنها رضي الله عنها ، وقد ولدت لعثمان رضي الله عنه عبد الله ، مات وله ست سنوات .
3- أم كلثوم رضي الله عنها ، تزوجت أولا من عُتَيْبة بن أبي لهب ، وطلقها قبل الدخول كما فعل أخوه عتبة برقية رضي الله عنها . ولما توفيت رقية ، زَوَّجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أم كلثوم لعثمان رضي الله عنه ، وماتت عنده سنة تسع من الهجرة ، ولم تلد له .
4- فاطمة رضي الله عنها ، وهي أصغر بناته صلى الله عليه وسلم ، تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه في صفر سنة اثنتين من الهجرة ، وولدت له الحسن والحسين ، وأم كلثوم وزينب . وتوفيت فاطمة رضي الله عنها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر ، فهي أول أهله لحوقا به ، كما أخبر صلى الله عليه وسلم .
ينظر : "البداية والنهاية" لابن كثير (5/321) ، "زاد المعاد" لابن القيم (1/100) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

العطائات الربانية لسيد البرية – سنة النبي


العَطَاءَاتُ الرّبّانِيَّةُ لِسَيِّدِ البَرِيَّةِ



بسم الله الرحمن الرحيم


إن قدر محمد صلى الله عليه وسلم لا يعرفه إلا ربُّ محمد صلى الله عليه وسلم لذا؛ أعطاه ما لم يُعْطِ أحدًا من العالمين قبله أو بعده، ولا شك أن عطاءه النبوة والرسالة هو من أعظم العطاءات على الإطلاق قال تعالى ممتنًّا عليه بهذه النعمة: {وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى}، أي غافلاً، كقوله جل ثناؤه: {لاَ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى} [طه52]، والمعنى: كنت غافلاً عما يراد بك من أمر النبوة، فهداك وأرشدك، ولم تكن تدري القرآن والشرائع، فهداك اللّه إلى القرآن، وشرائع الإسلام؛ وهو معنى قوله تعالى: {مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ} [الشورى52]
وكان من أول هذه العطاءات الربانية لسيد البرية أنه لا ينسى شيئًا من القرآن الذي نزل عليه ألبتَّة، وهذا أنفع له خاصة وأنه النبي الأمي صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {سَنُقْرِؤُكَ فَلا تَنسَى} [الأعلى6] فقد كان يقرأ عليه جبريل ما يقرأ من الوحي، وهو أُمي لا يكتب ولا يقرأ، فيحفظه ولا ينساه.
قال مجاهد: كان يتذكر مخافة أن ينسى، فقيل له: كفيتكه، وعنه أيضًا قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي، لم يفرغ جبريل من آخر الآية، حتى يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بأولها، مخافة أن ينساها؛ فنزلت: "سنقرئك فلا تنسى" بعد ذلك شيئا، فقد كفيتكه.
وفي عام الحزن الذي مات فيه أحباؤه؛ زوجه خديجة، وعمه أبُو طالب أراد الله أن يسليه بمنح وعطاءات وهبات لم تكن لأحد قبله أو بعده، فمنحه رحلة الإسراء والمعراج؛ قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}[الإسراء1].
قال ابن كثير: (بعبده) يعني؛ محمدًا، صلوات الله وسلامه عليه (لَيْلاً) أي: في جنح الليل (مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) وهو مسجد مكة (إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى) وهو بيت المقدس الذي هو إيلياء، معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل؛ ولهذا جمعوا له هنالك كلهم، فَأمّهم في مَحِلّتهم، ودارهم، فدل على أنه هو الإمام الأعظم، والرئيس المقدم، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.
ولقد رأى من آيات ربه الكبرى في هذه الليلة الليلاء؛ فقد صلى ببيت المقدس، والتقى بالأنبياء، وصعد إلى السماوات العُلى، ورأى الجنة والنار، وتقدم إلى سدرة المنتهى ودنا من ربه -جل وعلا- حتى قال ابن عباس، عُرج بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى ظهر لمستوى يسمع فيه صريف الأقلام.
وقد فرضت عليه وعلى أمته في هذا المقام العظيم الصلاة، وقد كانت خمسين صلاة في اليوم والليلة، ولكنه عاد إلى ربه ليخفف عن أمته فكانت خمسًا في العمل وخمسين في الأجر، فهل نستأهل نحن المسلمون هذه البركات وهذه العطاءات؟!.
وقد تحدث النبي ببعض العطاءات والمنح التي أهدها الله له، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا»([1])
وعنه رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِي يَدِي»([2])
وعن جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ وَأُحِلَّتْ لِي الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً»([3])
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «فُضِّلْتُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ»([4])
وعندما أراد النبي صلى الله عليه وسلم فتح أم القرى؛ مكة، ورغم حرمتها إلا أن الله تعالى أحلها له ساعة من النهار لمصلحة الأمة الإسلامية جمعاء، فعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «لَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ قَامَ فِي النَّاسِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي وَإِنَّهَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ وَإِنَّهَا لا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي» ([5]).
وبعد هذا الفتح العظيم لأم القرى دخل الناس في دين الله أفواجًا، قال تعالى: {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر بتمامها] قال ابن كثير: المراد بالفتح ها هنا فتح مكة قولاً واحدًا، فإن أحياء العرب كانت تَتَلَوّم بإسلامها فتح مكة، يقولون: إن ظهر على قومه فهو نبي، فلما فتح الله عليه مكة دخلوا في دين الله أفواجًا، فلم تمض سنتان حتى استوسقت جزيرة العرب إيمانًا، ولم يبق في سائر قبائل العرب إلا مظهر للإسلام، ولله الحمد والمنة.
وهذا من فضل الله تعالى على هذا النبي الذي تميز بهذه الميزة عن سائر الأنبياء والرسل، فلم يدخل الناس في دين أحد من الأنبياء غيره أفواجًا.
وبعد أن أتم رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعوة وبلغ الرسالة استعد للرحيل لملاقاة ربه عز وجل، ولكنَّ الله جلت قدرته قد هيئه وأعد له عطاءً ما بعده عطاء، رفع الله له ذكره في الآفاق؛ قال تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح4] روى الضحاك عن ابن عباس، قال: يقول له: لا ذُكِرتُ إلا ذُكِرتَ معي في الأذان، والإقامة والتشهد، ويوم الجمعة على المنابر، ويوم الفطر، ويوم الأضحى، وأيام التشريق، ويوم عرفة، وعند الجمار، وعلى الصفا والمروة، وفي خطبة النكاح، وفي مشارق الأرض ومغاربها. ولو أن رجلاً عَبَدَ اللّهَ جَلَّ ثناؤه، وصدَّق بالجنة والنار وكل شيء، ولم يشهد أن محمدًا رسول اللّه، لم ينتفع بشيء وكان كافرًا.
وقيل: أي أعلينا ذكرك، فذكرناك في الكتب المنزلة على الأنبياء قبلك، وأمرناهم بالبشارة بك، ولا دين إلا ودينك يظهر عليه.
وقيل: رفعنا ذكرك عند الملائكة في السماء، وفي الأرض عند المؤمنين، ونرفع في الآخرة ذكرك بما نعطيك من المقام المحمود، وكرائم الدرجات.
وكل هذه التفاسير صحيحة وهي من باب التبيين والتمثيل؛ فالثقلان الإنس والجن والسماء والأرض تعرف من هو محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا من عطاء الله له أن جعل اسمه قرينٌ باسمه حتى قال شاعر الإسلام؛ حسان بن ثابت:

شَقَّ لَهُ مِنِ إِسمِهِ كَي يُجِلَّهُ — فَذو العَرشِ مَحمودٌ وَهَذا مُحَمَّدُ
فأي عطاء ممنوح لهذا النبي، وأي خير يغدو ويروح حول هذا النبي، فاللهم صلِّ وسلم وبارك على محمد وعلى آل محمد.
وما كان لهذه العطاءات والمنح الربانية أن تنتهي بموته صلى الله عليه وسلم بل هناك عطاءات ومنح بعد مماته صلى الله عليه وسلم وهي خير له ولأمته.
فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيمًا بأمته أشد الرحمة شفوقًا بها أعظم الشفقة فاستغل عطاءات الله ومنحه له ليسخرها لأمته، ويزللها لهم ليدخلهم جنة ربهم فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَلا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [إبرهيم36] وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلام: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة118] فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي وَبَكَى فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا جِبْرِيلُ: اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ -وَرَبُّكَ أَعْلَمُ- فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا قَالَ -وَهُوَ أَعْلَمُ- فَقَالَ اللَّهُ يَا جِبْرِيلُ: اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلا نَسُوءُكَ» ([6]).
وعن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: «إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُثًا كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا يَقُولُونَ يَا فُلَانُ اشْفَعْ يَا فُلَانُ اشْفَعْ حَتَّى تَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ» ([7]).
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ وَبِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ وَلَا فَخْرَ وَمَا مِنْ نَبِيٍّ يَوْمَئِذٍ آدَمَ فَمَنْ سِوَاهُ إِلَّا تَحْتَ لِوَائِي وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ وَلَا فَخْرَ. قَالَ: فَيَفْزَعُ النَّاسُ ثَلَاثَ فَزَعَاتٍ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ أَنْتَ أَبُونَا آدَمُ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَيَقُولُ: إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا أُهْبِطْتُ مِنْهُ إِلَى الْأَرْضِ وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُ: إِنِّي دَعَوْتُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ دَعْوَةً فَأُهْلِكُوا وَلَكِنْ اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ: إِنِّي كَذَبْتُ ثَلَاثَ كَذِبَاتٍ -ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : مَا مِنْهَا كَذِبَةٌ إِلَّا مَا حَلَّ بِهَا عَنْ دِينِ اللَّهِ- وَلَكِنْ ائْتُوا مُوسَى فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ: إِنِّي قَدْ قَتَلْتُ نَفْسًا وَلَكِنْ ائْتُوا عِيسَى فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ: إِنِّي عُبِدْتُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ ائْتُوا مُحَمَّدًا قَالَ: فَيَأْتُونَنِي فَأَنْطَلِقُ مَعَهُمْ. قَالَ ابْنُ جُدْعَانَ قَالَ أَنَسٌ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَآخُذُ بِحَلْقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ فَأُقَعْقِعُهَا فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا فَيُقَالُ مُحَمَّدٌ فَيَفْتَحُونَ لِي وَيُرَحِّبُونَ بِي فَيَقُولُونَ: مَرْحَبًا فَأَخِرُّ سَاجِدًا فَيُلْهِمُنِي اللَّهُ مِنْ الثَّنَاءِ وَالْحَمْدِ فَيُقَالُ لِي: ارْفَعْ رَأْسَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَقُلْ يُسْمَعْ لِقَوْلِكَ. وَهُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي قَالَ اللَّهُ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا» ([8]).
ولم تكن الشفاعة وحدها على أرض المحشر بل هناك المزيد؛ أعطاه الله نهرًا في الجنة يسقي منه أمته بيده الشريفة حتى لا يظمأوا في هذا اليوم ذي الهوائل النازلة والنوازل الهائلة الذي يُظْمِأُ الأمم جميعًا، فعَنْ أَنَسٍ قَالَ: «بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا فَقُلْنَا مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ فَقَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ثُمَّ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ فَقُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ رَبِّ إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي فَيَقُولُ مَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَتْ بَعْدَكَ»([9]).
فكل هذه العطاءات والمنح وإن كانت لمحمد صلى الله عليه وسلم ظاهرًا فهي للمسلمين من باب التبعية، وهي تصب في مصلحة المسلمين، ولكن هل المسلمون أهلٌ لهذه العطاءات؟!، وهل المسلمون يستحقون كل هذه التضحيات التي يسعى إليها سيدهم ونبيهم ورسولهم محمد صلى الله عليه وسلم ؟!، وهل هم أوفياء لشريعته ومنهاجه، يحكمونه فيما شجر بينهم ثم لا يجدون في أنفسهم حرجًا مما قضى به وحكم؟! أم إنهم معرضون عن شريعته ومنهاجه ويفضلون مناهج الغرب والشرق عليها؟!.
أسأل الله العظيم ربَّ العرش العظيم أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا.
وآخر دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِينَ.







لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

تعجب الخلق من دمعي ومن ألمي – سنة النبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تَعْجَبْ الْخَلْقُ مَنْ دَمْعِيْ وَمِنْ أَلَمِيْ *** وَمَا دَرَوْا أَنَّ حُبِّيْ صُغْتُهُ بِدَمِيِ

أَسْتَغْفِرُ الْلَّهَ مَا لَيْلَىَ بِفَاتِنَتِيْ *** وَلَا سُعَادُ وَلَا الْجِيْرَانَ فِيْ أَضُمُّ

لَكِنِ قَلْبِيْ بِنَارِ الْشَّوْقِ مُضْطَرِمٌ *** أُفٍّ لِقَلْبِ جُمُوْدِ غَيْرَ مُضْطَرِمٌ

مُنِحَتْ حُبّيْ خَيْرٌ الْنَّاسُ قَاطِبَةً *** بِرَغْمِ مَنْ أَنْفِهِ لَا زَالَ فِيْ الْرَّغْمِ

يَكْفِيْكِ عَنْ كُلِّ مَدْحٍ مَدْحُ خَالِقِهِ *** وَأَقْرَأُ بِرَبِّكَ مَبْدَأَ سُوْرَةُ الْقَلَمِ

شَهْمٌ تُشَيَّدُ بِهِ الْدُّنْيَا بِرُمَّتِهَا *** عَلَىَ الْمَنَائِرِ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمِ

أَحْيَا بِكَ الْلَّهُ أَرْوَاحَا قَدْ انْدَثَرَتْ *** فِيْ تُرْبَةٍ الْوَهْمِ بَيْنَ الْكَأْسِ وَالْصَّنَمُ

نَفَضَتْ عَنْهَا غُبَارَ الذُّلِّ فَاتَّقَدْتُ *** وَأَبْدَعَتْ وَرَوَتْ مَا قُلْتُ لِلْأُمَمِ

رُبِّيَتْ جِيْلا أَبِيَّا مُؤْمِنَا يَقِظَا *** حَسْوِ شَرِيْعَتَكَ الْغَرَّاءِ فِيْ نَهَمِ

مَحَابِرْ وَسِجِلاتِ وَأَنْدِيَةٌ *** وَأَحْرُفُ وَقَوَافٍ كُنْ فِيْ صَمَمِ

فَمَنْ أَبُوْ بَكْرٍ قِبَلَ الْوَحْيِ مِنْ عُمَرَ *** وَمَنْ عَلِيٌّ وَمَنْ عُثْمَانَ ذُوْ الْرَّحِمِ ؟

مِنْ خَالِدِ مِنْ صَلَاحِ الْدِّيْنِ قَبْلِكَ *** مِنْ مَالِكَ وَمِنْ الْنُّعْمَانِ فِيْ الْقِمَمِ ؟

مَنْ الْبُخَارِيُّ وَمِنْ أَهْلِ الْصِّحَاحِ *** وَمَنْ سُفْيَانَ وَالْشَّافِعِيِّ الْشَّهْمُ ذُوْ الْحُكْمِ ؟

مِنْ ابْنِ حَنْبَلٍ فِيْنَا وَابْنُ تَيْمِيَّةَ *** بَلْ المَلَايِيْنُ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالْشَّمَمُ ؟

مِنْ نَهْرَكْ الْعَذْبَ يَا خَيْرَ الْوَرَى اغْتَرِفُوْا*** أَنْتَ الْإِمَامُ لِأَهْلِ الْفَضْلِ كُلُّهُمْ

يَنَامُ كِسْرَىْ عَلَىَ الْدِّيْبَاجَ مُمْتَلِئَا *** كِبْرَا وَطُوِّقَ بِالْقَيِّنَاتِ وَالْخِدَمِ

لَا هُمْ يَحْمِلُهُ لَا دِيَنَ يَحْكُمَهُ *** عَلَىَ كُؤُوْسِ الْخَنَا فِيْ لَيْلِ مُنْسَجِمٌ

أَمَّا الْعُرُوبَةَ أَشْلَاءِ مُمَزَّقَةٌ *** مِنْ الْتَّسَلُّطِ وَالْأَهْوَاءِ وَالْغَشَّمِّ

فَجِئْتُ يَا مُنْقِذَ الْإِنْسَانَ مِنْ *** خَطَرَ كَالْبَدْرِ لِمَا يُجَلِّيَ حَالِكَ الْظُّلْمِ

أَقْبَلَتْ بِالْحَقِّ يَجْتَثُّ الْضَّلالُ *** فَلَا يَلْقَىَ عَدُوُّكَ إِلَا عَلْقَمٍ الْنَّدَمِ

أَنْتَ الْشُّجَاعُ إِذَا الْأَبْطَالِ ذَاهِلَةً *** وَالْهُنْدُوَانِيُّ فِيْ الْأَعْنَاقِ وَالَّلِّمَمِ

فَكُنْتُ أَثْبَتُّهُمْ قَلْبِا وَأَوْضَحِهِمْ *** دَرْبَا وَأَبْعِدْهُمْ عَنْ رِيْبَةٍ الْتُّهَمَ

بَيْتِ مَنْ الْطِّيْنِ بِالْقُرْآَنِ تَعْمُرُهُ *** تَبّا لِقِصَرِ مُنِيْفٍ بَاتَ فِيْ نَغَمٍ

طَعَامِكَ الْتَّمْرُ وَالْخُبْزُ الْشَّعِيْرِ *** وَمَا عَيْنَاكَ تَعْدُوَ إِلَىَ الْلَّذَّاتِ وَالنِّعَمِ

تَبِيْتُ وَالْجُوْعِ يُلْقَىَ فِيْكَ بَغَيِتَه *** إِنَّ بَاتَ غَيْرُكَ عَبْدِ الْشَّحْمِ وَالْتُخَمِ

لِمَا أَتَتْكَ { قُمْ الْلَّيْلَ } اسْتَجَبْتَ لَهَا *** الْعَيْنِ تَغْفُوْ وَأَمَّا الْقَلْبُ لَمْ يَنَمْ

تُمْسِىَ تُنَاجِيْ الَّذِيْ أَوْلَاكَ نِعْمَتَهُ *** حَتَّىَ تَغَلْغَلَتْ الْأَوْرَامِ فِيْ الْقِدَمِ

أَزِيْزٌ صَدْرِكَ فِيْ جَوْفِ الْظَّلامْ سَرَىْ *** وَدَمْعُ عَيْنَيْكَ مِثْلُ الْهَاطِلِ الْعَمِمِ

الْلَّيْلِ تُسْهِرُهُ بِالْوَحْيِ تَعْمُرُهُ *** وَشَيَّبَتْكَ بِهُوُدٍ آَيَةً { اسْتَقِمْ }

تَسِيْرُ وِفْقَ مُرَادَ الْلَّهِ فِيْ ثِقَةٍ *** تَرْعَاكِ عَيْنُ إِلَهِ حَافِظٌ حُكْمُ

فَوَّضْتُ أَمْرِكَ لِلِدَيَّانِ مُصْطَبِرَا *** بِصِدْقِ نَفْسٍ وَعَزَمَ غَيْرَ مُنْثَلِمِ

وَلَّىَ أَبُوْكَ عَنْ الْدُّنْيَا وَلَمْ تَرَهُ *** وَأَنْتَ مُرْتَهَنٌ لَا زِلْتُ فِيْ الْرَّحِمِ

وَمَاتَتْ الْأُمُّ لَمَّا أَنْ أَنْسَتْ بِهَا *** وَلَمْ تَكُنْ حِيْنَ وَلّتِ بَالِغُ الْحُلُمَ

وَمَاتَ جَدُّكَ مِنْ بَعْدِ الْوُلُوعِ بِهِ *** فَكُنْتُ مِنْ بَعْدِهِمْ فِيْ ذِرْوَةِ الْيُتْمِ

فَجَاءَ عَمِّكَ حِصْنَا تَسْتَكِنْ بِهِ *** فَاخْتَارَهُ الْمَوْتِ وَالْأَعْدَاءِ فِيْ الْأَجَمِ

تُرْمَى وَتُؤْذَى بِأَصْنَافِ الْعَذَابِ *** فَمَا رُئِيَتُ فِيْ كُوْبِ جَبَّارٍ وَمُنْتَقِمٌ

حَتَّىَ عَلَىَ كَتِفَيْكَ الْطَّاهِرِيْنَ رَمَوْا *** سَلَا الْجَزُورِ بِكَفِّ الْمُشْرِكِ الْقَزَّمَ

أَمَّا خَدِيْجَةُ مَنْ أَعْطَتْكَ بَهْجَتِهَا *** وَأَلْبَسْتُكِ ثِيَابٌ الْعَطْفِ وَالْكَرَمِ

عُدَّتِ إِلَىَ جَنَّةِ الْبَارِيْ وَرَحْمَتُهُ *** فَأَسَلَّمَتكِ لِجُرْحٍ غَيْرِ مُلْتَئَمِ

وَالْقَلْبُ أُفْعِمَ مِنْ حُبّ لِعَائِشَةَ *** مَا أَعْظَمَ الْخَطْبُ فَالْعِرْضُ الْشَّرِيفِ رُمِيَ

وَشُجَّ وَجْهِكَ ثُمَّ الْجَيْشُ فِيْ أَحَدِ *** يَعُوْدُ مَا بَيْنَ مَقْتُوْلٍ وَمُنْهَزِمُ

لِمَا رُزِقْتَ بِّإِبْرَاهِيْمَ وَامْتَلَأَتِ بِهِ *** حَيَاتِكَ بَاتَ الْأَمْرُ كَالْعَدَمِ

وَرَغْمَ تِلْكَ الْرَّزَايَا وَالْخُطُوبُ وَمَا *** رَأَيْتُ مِنْ لَوْعَةِ كُبْرَىْ وَمَنْ أَلَمْ

مَا كُنْتُ تُحَمِّلَ إِلَا قُلِبَ مُحْتَسِبٌ *** فِيْ عَزْمٍ مُتَّقِدٌ فِيْ وَجْهِ مُبْتَسِمُ

بُنِيَتْ بِالْصَّبْرِ مَجْدَا لَا يُمَاثِلُهُ *** مَجْدِ وَغَيْرُكَ عَنْ نَهْجِ الرَّشَادِ عَمَىً

يَا أُمَّةَ غَفِلَتْ عَنْ نَهْجِهِ وَمَضَتْ *** تَهِيْمُ مِنْ غَيْرِ لَا هَدَىَ وَلَا عِلْمَ

تَعِيْشُ فِيْ ظُلُمَاتِ الْتِّيْهِ دَمَّرَهَا *** ضَعُفَ الْأُخُوَّةِ وَالْإِيْمَانَ وَالْهِمَمَ

يَوْمَ مُشْرِقَةً يَوْمَ مُغَرِّبَةِ *** تَسْعَىَ الْنَّيْلِ دَوَاءُ مِنْ ذَوِيْ سَقَمِ

لَنْ تَهْتَدِيَ أُمَّةٌ فِيْ غَيْرِ مَنْهَجَهُ *** مُهِمَّا ارْتَضَتْ مِنْ بَدِيْعِ الْرَّأْيِ وَالْنَّظْمِ

مِلْحٌ أُجَاجٌ سَرَابٌ خَادِعٌ خَوْرَ *** لَيْسَتْ كَمِثْلِ فُرَاتِ سَائِغٌ طَعِمْ

إِنْ أَقْفَرَتْ بَلْدَةً مِنْ نُوُرٍ سُنَّتِهِ *** فَطَائِرُ الْسَّعْدِ لَمْ يَهْوِيِ وَلَمْ يَحُمِ

غِنَىً فُؤَادِيْ وَذَابَتْ أَحْرُفِيْ *** خَجَلا مِمَّنْ تَأَلَّقَ فِيْ تَبْجِيْلِهِ كَلِمِيْ

يَا لَيْتَنِيْ كُنْتُ فَرْدا مِّنَ صَحَابَتِهِ *** أَوْ خَادِما عِنْدَهُ مِنْ أَصْغَرِ الْخَدَّمَ

تَجُوْدُ بِالْدَّمْعِ عَيْنَيِ حِيْنَ أَذْكَرَهُ *** أَمَّا الْفُؤَادُ فَللْحَوّضِ الْعَظِيْمُ ظَمِيَ
………………………………………….. …………………
قيده مدح الرسول صلى الله عليه وسلم….

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

دستور المدينة مفخرة الحضارة الإسلامية من السنة

دستور المدينة.. مفخرة الحضارة الإسلامية


فور هجرة النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إلى المدينة المنورة كتب دستورًا تاريخيًا، وقد أطنب فيه المؤرخون والمستشرقون على مدار التاريخ الإسلامي، واعتبره الكثيرون مفخرة من مفاخر الحضارة الإسلامية، ومَعلَمًا من معالم مجدها السياسي والإنساني..

إن هذا الدستور يهدف بالأساس إلى تنظيم العلاقة بين جميع طوائف وجماعات المدينة، وعلى رأسها المهاجرين والأنصار والفصائل اليهودية وغيرهم، يتصدى بمقتضاه المسلمون واليهود وجميع الفصائل لأي عدوان خارجي على المدينة..

وبإبرام هذا الدستور –وإقرار جميع الفصائل بما فيه- صارت المدينة دولة وفاقية رئيسها الرسول-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وصارت المرجعية العليا للشريعة الإسلامية، وصارت جميع الحقوق الإنسانية مكفولة، كحق حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر، والمساواة والعدل..

يقول المستشرق الروماني جيورجيو:
"حوى هذا الدستور اثنين وخمسين بندا، كلها من رأي رسول الله. خمسة وعشرون منها خاصة بأمور المسلمين، وسبعة وعشرون مرتبطة بالعلاقة بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى، ولاسيما اليهود وعبدة الأوثان. وقد دُون هذا الدستور بشكل يسمح لأصحاب الأديان الأخرى بالعيش مع المسلمين بحرية، ولهم أن يقيموا شعائرهم حسب رغبتهم، ومن غير أن يتضايق أحد الفرقاء. وضع هذا الدستور في السنة الأولى للهجرة، أى عام 623م. ولكن في حال مهاجمة المدينة من قبل عدو عليهم أن يتحدوا لمجابهته وطرده".

ومن ثم تعالوا نقف وقفات سريعة على أهم معالم القيم الحضارية التي نراها جلية في هذا الدستور:

أولاً: الأمة الإسلامية فوق القبلية:

قال الدستور في ذلك:
"إنهم [أي الشعب المسلم] أمة واحدة من دون الناس .
وبهذا البند اندمج المسلمون على اختلاف قبائلهم وأنسابهم إلى جماعة الإسلام، فالانتماء للإسلام فوق الانتماء للقبيلة أو العائلة، وبهذا نقل رسول الله العرب من مستوى القبيلة إلى مستوى الأمة.

ثانيًا: التكافل الاجتماعي بين فصائل الشعب:

وفي هذه القيمة كُتبت البنود التالية:
"المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين".
"وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
"وبنو سَاعِدَةَ على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف، والقسط بين المؤمنين…
"وبنو جُشَمٍ على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف، والقسط بين المؤمنين..
"بنو النبيت على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف، والقسط بين المؤمنين..
"وَبَنُو الْأَوْسِ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى ، وَكُلّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ ..
"وَإِنّ الْمُؤْمِنِينَ لَا يَتْرُكُونَ مُفْرَحًا بَيْنَهُمْ أَنْ يُعْطُوهُ بِالْمَعْرُوفِ فِي فِدَاءٍ أَوْ عَقْلٍ".

ثالثاً: ردع الخائنين للعهود :

وفي هذا الحق كُتب البند التالي:



"وإن المؤمنين المتقين (أيديهم) على (كل) من بغى منهم أو ابتغى دسيعة ظلم أو إثما أو عدوانا أو فسادا بين المؤمنين، وإن أيديهم عليه جميعا، ولو كان ولد أحدهم"
وهذا نص في جواز حمل السلاح على أي فصيل من فصائل المدينة إذا اعتدى على المسلمين..
وبموجب هذا النص حُكم بالإعدام على مجرمي قريظة – بعد معركة الأحزاب (في ذي القعدة 5 هـ/إبريل 627 م ) – ، لما تحالفوا مع جيوش الأحزاب الغازية للمدينة، وبغوا وخانوا بقية الفصائل، على الرغم من أنهم أبناء وطن واحد!

رابعا: احترام أمان المسلم:
وجاء في هذا الأصل الأخلاقي البند التالي:
"وإن ذمة الله واحدة، يجير عليهم أدناهم، وإن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس."..
فلأي مسلم الحق في منح الأمان لأي إنسان، ومن ثم يجب على جميع أفراد الدولة أن تحترم هذا الأمان، وأن تجير من أجار المسلمُ، ولو كان المجير أحقرهم.
فيُجير على المسلمين أدناهم، بما في ذلك النساء، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأم هانئ: " أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمّ هَانِئٍ "

خامسا: حماية أهل الذمة والأقليات غير الإسلامية:
وجاء في هذا الأصل:
"وإنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة، غير مظلومين ولا متناصر عليهم"
وهو أصل أصيل في رعاية أهل الذمة، والمعاهدين، أو الأقليات غير الإسلامية التي تخضع لسيادة الدولة وسلطان المسلمين .. فلهم –إذا خضعوا للدولة– حق النصرة على من رامهم أو اعتدى عليهم بغير حق سواء من المسلمين أو من غير المسلمين، من داخل الدولة أو من خارجها..

سادسا: الأمن الاجتماعي وضمان الديات:


وجاء في هذا الأصل:
"وإنه من اعتبط مؤمنا قتلا عن بينة فإنه قود به إلا أن يرضى ولي المقتول (بالعقل)، وإن المؤمنين عليه كافة، ولا يحل لهم إلا قيام عليه"
وبهذا أقر الدستور الأمن الاجتماعي، وضمنه بضمان الديات لأهل القتيل، وفي ذلك إبطال لعادة الثأر الجاهلية، وبين النص أن على المسلمين أن يكونوا جميعًا ضد المعتدي الظالم حتى يحكم عليه بحكم الشريعة..
"ولا شك أن تطبيق هذا الحكم ينتج عنه استتباب الأمن في المجتمع الإسلامي منذ أن طبق المسلمون هذا الحكم"

سابعا: المرجعية في الحكم إلى الشريعة الإسلامية:

وجاء في هذا الأصل:
"وإنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله –عز وجل- وإلى محمد…
"وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مردَّه إلى الله، وإلى محمد رسول الله، وإن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره"

ثامنا: حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر مكفولة لكل فصائل الشعب:


وجاء في هذا الأصل:
"وإن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم، ومواليهم وأنفسهم إلا من ظلم نفسه وأَثِم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته" .

تاسعا: الدعم المالي للدفاع عن الدولة مسؤلية الجميع:

وجاء في هذا الأصل:
"وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين".
فعلى كل الفصائل بما فيها اليهود أن يدعموا الجيش ماليًا وبالعدة والعتاد من أجل الدفاع عن الدولة، فكما أن المدينة وطن لكل الفصائل، كان على هذه الفصائل أن تشترك جميعها في تحمل جميع الأعباء المالية للحرب.

عاشرا: الاستقلال المالي لكل طائفة:

وجاء في هذا الأصل:
"وإن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم".
فمع وجوب التعاون المالي بين جميع طوائف الدولة لرد أي عدوان خارجي، فإن لكل طائفة استقلالها المالي عن غيرها من الطوائف.

الحادي عشر: وجوب الدفاع المشترك ضد أي عدوان :

وجاء في هذا الأصل :
"وإن بينهم النصر على من دهم يثرب ".
"وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة".
وفي هذا النص دليل صريح على وجوب الدفاع المشترك، ضد أي عدوان على مبادئ هذه الوثيقة.

الثاني عشر: النصح والبر بين المسلمين وأهل الكتاب:

وجاء في هذا الأصل:
"وإن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم"
فالأصل في العلاقة بين جميع طوائف الدولة –مهما اختلفت معتقداتهم– هو النصح المتبادل، والنصيحة التي تنفع البلاد والعباد، والبر والخير والصلة بين هذه الطوائف.
وقد اشتملت الدستور على قيم حضارية أخرى منها:

الثالث عشر: حرية كل فصيل في عقد الأحلاف التي لا تضر الدولة:

وجاء في هذا الأصل:
"وإنه لا يأثم امرؤ بحليفه"

الرابع عشر: ووجوب نصرة المظلوم:

وجاء في هذا الأصل :
"وإن النصر للمظلوم."

الخامس عشر: وحق الأمن لكل مواطن:

"إنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة، إلا من ظلم وأثم، وإن الله جار لمن بر واتقى، ومحمد رسول"
هذه بعض معالم الحضارة الإسلامية في دستور المدينة، تبين لك – كما رأيت – كيف سبق النظامُ الإسلامي جميع الأنظمة في إعلاء قيم التسامح والتكافل والحرية ونصرة المظلوم .. وغيرها من القيم الحضارية التي يتغنى بها العالم في الوقت الراهن دون تفعيل جاد أو تطبيق فاعل.








لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

أين دفن الحسين وما هي أهمية معرفة مكان قبور الصحابة – في الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول السائل كثر كلام الناس واختلف حول قبر سيدنا الحسين أين مكانه ؟ وهل يستفيد المسلمون من معرفة مكانه بالتحديد ؟.

الحمد لله
بالواقع قد اختلف الناس في ذلك ، فقيل : إنه دفن في الشام ، وقيل : في العراق ، والله أعلم بالواقع . أما رأسه فاختلف فيه ؛ فقيل : في الشام ، وقيل في العراق ، وقيل : في مصر ، والصواب أن الذي في مصر ليس قبرا له ، بل هو غلط وليس به رأس الحسين ، وقد ألف في ذلك بعض أهل العلم ، وبينوا أنه لا أصل لوجود رأسه في مصر ولا وجه لذلك ، وإنما الأغلب أنه في الشام ؛ لأنه نقل إلى يزيد ابن معاوية وهو في الشام ، فلا وجه للقول بأنه نقل إلى مصر ، فهو إما حفظ في الشام في مخازن الشام ، وإما أعيد إلى جسده في العراق .
وبكل حال فليس للناس حاجة في أن يعرفوا أين دفن وأين كان ، وإنما المشروع الدعاء له بالمغفرة والرحمة ، غفر الله له ورضي عنه ، فقد قتل مظلوما فيدعى له بالمغفرة والرحمة ، ويرجى له خير كثير ، وهو وأخوه الحسن سيدا شباب أهل الجنة ، كما قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، رضي الله عنهما وأرضاهما ، ومن عرف قبره وسلم عليه ودعا له فلا بأس ، كما تزار القبور الأخرى ، من غير غلو فيه ولا عبادة له ، ولا يجوز أن تطلب منه الشفاعة ولا غيرها كسائر الأموات ؛ لأن الميت لا يطلب منه شيء وإنما يدعى له ويترحم عليه إذا كان مسلما ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة )
فمن زار قبر الحسين أو الحسن أو غيرهما من المسلمين للدعاء لهم والترحم عليهم والاستغفار لهم كما يفعل مع بقية قبور المسلمين – فهذا سنة ، أما زيارة القبور لدعاء أهلها أو الاستعانة بهم أو طلبهم الشفاعة – فهذا من المنكرات ، بل من الشرك الأكبر ، ولا يجوز أن يبنى عليها مسجد ولا قبة ولا غير ذلك ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) متفق على صحته ، ولما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنه نهى عن تجصيص القبور وعن القعود عليها وعن البناء عليها ) ، فلا يجوز أن يجصص القبر أو يطيب أو توضع عليه الستور أو يبنى عليه ، فكل هذا ممنوع ومن وسائل الشرك ، ولا يصلى عنده لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك ) أخرجه مسلم في صحيحه عن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه .
وهذا الحديث يدل على أنه لا تجوز الصلاة عند القبور ولا اتخاذها مساجد ؛ ولأن ذلك وسيلة للشرك وأن يعبدوا من دون الله بدعائهم والاستغاثة بهم والنذر لهم والتمسح بقبورهم طلبا لبركتهم ، فلهذا حذر النبي عليه الصلاة والسلام من ذلك ، وإنما تزار القبور زيارة شرعية فقط ، للسلام عليهم والدعاء لهم والترحم عليهم من دون شد رحل لذلك .
والله هو الموفق والهادي إلى سواء السبيل .

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز 6/366

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده