أنس بن مالك – رضي الله عنه – كان يبكي بكاءاً مراً كلما تذكر فتح "تُسْتر"… و"تُسْتر" مدينة فارسية حصينة، حاصرها المسلمون سنة ونصفاً بالكامل، ثم سقطت المدينة في أيديالمسلمين، وتحقق لهم فتح مبين… وهو من أصعب الفتوح التي خاضها المسلمون… فإذا كان الوضع بهذه الصورة الجميلة المشرقة فلماذا يبكي أنس بن مالك رضي الله عنه عندما يتذكر موقعة تُسْتر ؟! لقد فتح باب حصن تستر قبيل ساعات الفجر بقليل، وانهمرت الجيوش الإسلامية داخل الحصن، ودار لقاء رهيب بين ثلاثين ألف مسلم، ومائة وخمسين ألف فارسي، وكان قتالاً في منتهى الضراوة… وكانت كل لحظة في هذا القتال تحمل الموت، وتحمل الخطر على الجيش المسلم.. موقف في منتهى الصعوبة.. و أزمة من أخطر الأزمات!.. ولكن في النهاية – بفضل الله – كتب الله النصر للمؤمنين.. وانتصروا على عدوهم انتصاراً باهراً، وكان هذا الانتصار بعد لحظات من شروق الشمس ! واكتشف المسلمون أن صلاة الصبح قد ضاعت في ذلك اليوم الرهيب! لم يستطع المسلمون في هذا الأزمة الطاحنة والسيوف على رقابهم أن يصلوا الصبح في ميعاده! ويبكي أنس بن مالك رضي الله عنه لضياع صلاة الصبح مرة واحدة في حياته.. يبكي وهو معذور، وجيش المسلمين معذور، وجيش المسلمين مشغول بذروة سنام الإسلام.. مشغول بالجهاد.. لكن الذي ضاع شيء عظيم! يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: وما تُسْتر؟! لقد ضاعت مني صلاة الصبح، وما وددت أنّ لي الدنيا جميعاً بهذه الصلاة ! هنا نفهم لماذا كان يُنصر هؤلاء! "إن تنصروا الله ينصركم" (محمّد:7) إذا كانت هذه أحد أسباب النصر، فخبرني بالله عليك كيف ينصر الله عز وجل قوماً فرطوا في صلاة الصبح ؟! هذا – والله – لا يكون.. أما إن كان الجيش على شاكلة أنس بن مالك رضي الله عنه.. يحاسب نفسه على الصلاة الواحدة .. فهو ولا شك جيش منصور .. "و لينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز" (الحج: 40) فلنحافظ على الصلوات الخمس و قراءة ا لقرآن و نغتنم شهر رمضان المبارك في الذكر و ا لطاعات . اللهم أعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك و أعز الاسلام و المسلمين و وفقنا إلى طاعت و رضوانك و جنتك يارب العالمين
التصنيف: رسول الله و أصحابه الكرام
اسمه، نسبه، كنيته، إسلامه.
اسمه:
هو عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، القرشي، الفهري، رضي الله عنه.
كنيته:
التي اشتهر بها أبو عبيدة، وقد غلبت كنيته على اسمه.
إسلامه:
أسلم قبل دخول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – دار الأرقم، هاجر الهجرتين، ومن المهاجرين الأولين، ومن فضلاء الصحابة الأقدمين، شهد بدراً وشهد المشاهد كلها، وهو من العشرة المشهود لهم بالجنة، وكان رضي الله عنه يدعى في الصحابة القوي الأمين، وأمه هي من بنات عم أبيه؛ أسلمت.
أوصافه الخلقية:
كان رضي الله عنه نحيف الجسم، معروق الوجه، طوالاً، خفيف اللحية، خفيف العارضين، أهتم الثنيتين.
أوصافه الخلقية:
كان رضي الله عنه وضيء الوجه، بهي الطلعة، ترتاح العين لمرآه، وتأنس النفس للقياه، ويطمئن الفؤاد إليه، متواضعاً، شديد الحياء، وكان رضي الله عنه موصوفاً بحسن الخلق، والحلم الزائد، والتواضع.
ذكر شيء من فضائل أبي عبيدة بن الجراح:
لأبي عبيدة بن الجراح فضائل كثيرة، منها:
أن الله نوه بالثناء عليه ومدحه في كتابه المنزل ولو لم يسمه باسمه، والآية التي ذكر المفسرون أنها نزلت في أبي عبيدة هي قوله تعالى: ﴿ لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ… ﴾ [المجادلة: 22]. لما قتل أباه يوم بدر كافراً.
وروي عن عبد الله بن شقيق، قال: «سألت عائشة رضي الله عنها: من كان أحب إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: أبو بكر، ثم عمر، ثم أبو عبيدة بن الجراح؛ فانتهت إلى ذلك».
وقال أبو بكر يوم السقيفة: «لقد رضيت لكم أحد الرجلين؛ فبايعوا أحدهما: عمر بن الخطاب، أو أبا عبيدة بن الجراح».
وعن الحسن أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «ما من أحدٍ من أصحابي إلا لو شئت لأخذت عليه في خلقه، ليس أبا عبيدة». وهذا مرسل ورجاله ثقات.
ولما قدم وفد نصارى نجران، وأرادوا الرجوع إلى بلادهم؛ طلبوا من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن يرسل معهم رجلاً من أصحابه أميناً، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «لأرسلن معكم أميناً حق أمين». حتى إن أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كل منهم تشوف لهذا الفضل، ثم أرسل معهم أبا عبيدة بن الجراح، وروي أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة».
وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: «ثلاثة من قريش أصبح الناس وجوهاً، وأحسنها أخلاقاً، وأثبتها حياءً، إن حدثوك؛ لم يكذبوك، وإن حدثتهم؛ لم يكذبوك: أبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وأبو عبيدة بن الجراح».
وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: «أخلائي من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثلاثة: أبو بكر، وعمر بن الخطاب، وأبو عبيدة عامر بن الجراح».
وروي عن ثابت البناني أن أبا عبيدة قال: «أيها الناس! إني امرؤ من قريش، وما منكم من أحمر ولا أسود يفضلني بتقوى إلا وددت أني مكانه، -وفي لفظ: مسلاخه-».
وهو الذي انتزع حلقتي المغفر من وجه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوم أحد حتى سقطت ثنيتاه.
وورد عن عائشة رضي الله عنها أنها لما سئلت: من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مستخلفاً لو استخلف؟ قالت: «أبو بكر». فقيل لها: ثم من؟ قالت: «عمر». ثم قيل لها: ثم من؟ قالـت: «أبو عبيدة».
وروي أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه لما طعن قال: «لو كان أبو عبيدة بن الجراح حياً؛ لأستخلفته».
وعن سعيد المقبري قال: «لما أصيب أبو عبيدة قالوا لمعاذ بن جبل: صل بالناس، فصلى معاذ بهم، ثم خطب، فقال: أيها الناس! إنكم فجعتم برجل ما رأيت أحداً من عباد الله قط أقل حقداً ولا أبرأ صدراً ولا أبعد غائلة ولا أشد حياءً ولا أنصح للعامة منه، وذلك هو أبو عبيدة بن الجراح، فترحموا عليه، رضي الله عنه».
وقد روي عن خليفة بن خياط قال: «كان أبو بكر قد ولى أبا عبيدة بيت المال، ولم يكن بعد قد عد بيت المال على عهد أبي بكر، ولكن المراد أموال المسلمين».
وورد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يوماً لأصحابه: «كل منكم يتمنى أمنيته، فتمنى كل منهم ما يريد وما يرغب. فقال عمر رضي الله عنه: أما أنا؛ فإني أتمنى بيتاً ممتلئاً رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه». فما أعلى همة أمير المؤمنين! وما أصدق رغبته في الآخرة! رضي الله عن عمر.
ولما سمع معاذ بن جبل من ينتقص أبا عبيدة، خطب وقال: «إنه والله؛ لمن خيرة من يمشي على وجه الأرض».
يروى أن أمير المؤمنين عمر لما سمع عن وقوع الطاعون بالشام؛ كتب كتاباً مستعجلاً إلى أميره بالشام أبو عبيدة بن الجراح قائلاً فيه: «إني قد بدت لي بك حاجة لا غنى لي عنك فيها، فإذا أتاك كتابي؛ فإني أعزم عليك ألا تصبح إلا وأنت سائر إلي، لا تقعد بعد وصول خطابي هذا».
غير أن أبا عبيدة قد عرف قصد أمير المؤمنين عمر وهو خوفه على أميره الذي يساوي الدنيا عنده كلها بأكملها، ثم كتب إليه أبو عبيدة يعتذر منه، وأنه لا يتمكن من السير إليه، فلما جاء الكتاب إلى عمر وقرأه؛ بكى بكاءً شديداً، فقيل له: أمات أبو عبيدة يا أمير المؤمنين؟ قال: «لا، ولكن الموت منه قريب». فلم يلبث إلا قليلاً حتى جاءه خبر وفاته. رضي الله عن الجميع.
قصة جبلة بن الأيهم رئيس الغساسنة مع أبي عبيدة:
كان أبو عبيدة بن الجراح بعيداً عن المجاملة والحيدة عن العدل بين الناس مهما كان اختلاف منازلهم.
لما كان في زمن ولايته على الشام روي أن جبلة بن الأيهم بعدما دخل في الإسلام، بينما هو يسير في طريقه في أسواق دمشق وطأ رجلاً من مزينة، فوثب المزني، فلطم وجه جبلة، فأخذ المزني، فانطلقوا به إلى أبي عبيدة الوالي، فقالوا: إن هذا لطم جبلة في وجهه. قال أبو عبيدة رضي الله عنه: فليلطمه في وجهه كما لطمه. قالوا: أوما يقتل؟ قال: لا. قالوا: ما تقطع يده؟ قال: لا، إنما أمر الله تعالى بالقصاص. قال جبلة عن ذلك: أو ترون أني جاعل وجهي نداً لوجه جدي، جاء من عمق، ثم ارتد نصرانياً. عياذاً بالله من الكبر، وترحل بقومه حتى دخل بلاد الروم.
فهذه القصة من المؤرخين يراها مع عمر، ومنهم من يراها مع أبي عبيدة.
ذكر شيء من زهد أبي عبيدة في الدنيا وخوفه وورعه:
قد روى لنا عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد: «أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما قدم الشام؛ تلقاه أبو عبيدة وهو أميره على الشام، فسايره حتى دخل عمر منزل أبي عبيدة، فقلب عمر بصره في بيت أميره؛ فلم ير فيه شيئاً سوى سيفه وترسه ورحله، فقال له عمر، أين متاعك؟ قال أبو عبيدة: هذا يبلغنا المقيل. ثم إن عمر بكى وقال: كلنا غرتنا الدنيا غير أبي عبيدة؛ فإنه أخذ بزمام نفسه عنها».
روي: «أن عمر رضي الله عنه أرسل إلى أبي عبيدة وهو أمير على الشام بأربعة آلاف درهم أو أربع مئة دينار، وقال عمر لرسوله: انظر ما يصنع بها أبو عبيدة. فعندما وصلت إليه؛ فرقها على المساكين والأيتام ولم يبق له منها شيئاً، فلما بلغ عمر ما صنع بها؛ قال: الحمد لله الذي جعل من المسلمين من يصنع بمثل هذا».
وروي: «أن أبا عبيدة بن الجراح مع شدة خوفه من الله، وورعه، وزهده، وكثرة عبادته، وما له من الفضائل في الصحبة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله، والفتوحات الكثيرة على يده؛ مع ذلك كله يروى أنه قال: وددت أني كبشاً فذبحني أهلي وأكلوا لحمي ولم أك شيئاًَ».
هكذا حال أولياء الله الصالحين من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، جمعوا بين الانقطاع في العبادة والخوف، رضي الله عنهم.
ذكر بعض الغزوات والفتوحات التي تولاها أبو عبيدة:
ثبت أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمر أبا عبيدة بن الجراح على سرية عدد جيشها ثلاث مئة يتلقون عيراً لقريش، وزودهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – جراباً من تمر، فطال عليهم السفر والعدد كثير والتمر قليل، فكان أبو عبيدة يزود كل رجل تمرة تمرة يمصها وتكفيه يومه، فلما كانوا بساحل البحر، فإذا هم بعنبرة (أي حوتة من حيتان البحر) كأنها قطعة جبل، فأقاموا عليها ما يقارب شهراً يأكلون ويدهنون؛ حتى ترادت عليهم أحوالهم، وهذه تعرف بغزوة سيف البحر[1].
وقد أرسله رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مع نصارى نجران مرشداً ومعلماً وجابياً كما سبق ذكره.
ولما مات الصديق أبو بكر تولى الخلافة عمر بن الخطاب وعلى الجيوش الإسلامية بالشام خالد بن الوليد، عزل عمر خالداً وجعل مكانه أبا عبيدة بن الجراح؛ فتوالت على يديه الفتوحات، وبقي بالشام منذ تولى لأمير المؤمنين عمر يواصل الفتوحات إلى أن توفاه الله سنة ثماني عشرة هجرية.
ذكر شيء من وعظه ووصاياه القيمة:
روي: «أنه لما تراءى الجمعان في غزوة اليرموك؛ قام رضي الله عنه، فوعظ المسلمين، وقال: عباد الله! انصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، يا معشر المسلمين! اصبروا؛ فإن الصبر منجاة من الكفر ومرضاة لله ومدحضة للعار، ولا تبرحوا مصافكم، ولا تخطوا إليهم ولا تبدؤهم بالقتال، واشرعوا الرماح، واستتروا بالدرق، والزموا الصمت؛ إلا من ذكر الله في أنفسكم حتى آمركم إن شاء الله».
يروى: «أنه لما حضرته الوفاة؛ أوصى، فقال: إني موصيكم بوصية إن قبلتموها لن تزالوا بخير: أقيموا الصلاة، وصوموا شهر رمضان، وتصدقوا، وحجوا واعتمروا، وتواصوا بالخير فيما بينكم، وانصحوا لأمرائكم ولا تغشوهم، ولا تلهكم الدنيا؛ فإن المرء لو عمر ألف عام ما كان له بد من أن يصير إلى مصرعي هذا الذي ترون، والسلام عليكم ورحمة الله».
هذا آخر ما أوصى به رضي الله عنه وأرضاه، اللهم صل على محمد.
كانت وفاته سنة ثماني عشرة من الهجرة بالشام، وسنه ثمان وخمسين سنة فما قيل.
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
لنتأمل هذه الأحاديث التي تخبرنا عن واقعنا الحالي، إنها تشهد على أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول من عند الله….
في زمن سادت فيه الأساطير والخرافات والجهل وعبادة الأصنام، وفي عصر كان الناس يقتتلون سنوات طويلة من أجل ناقة!! وفي عصر كانت الطفلة تُدفن حيَّة في التراب ليس لها ذنب إلا أنها أنثى! وفي زمن كان الرجل يشتري إلهاً مصنوعاً من التمر، فإذا جاع أكله!! في هذه الظروف جاء نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، وجاء معه النور والهدى والحق، لقد جاء ليغير العالم إلى يوم القيامة.
ولكن هذا النبي لم يكن بشراً عادياً بل نبيّ مرسل ومؤيد من الله تعالى، الله الذي خلق هذا الكون وخلق كل شيء وهو أعلم بكل شيء، وشاء الله لرسالة الإسلام أن تنتشر في العالم كله، ولذلك لابد من معجزات يؤيد بها هذا النبي الرحيم، ولكن ما هي؟
لقد أيَّده بمعجزات غيبية عظيمة، فكان يخبر بأحداث ستقع بعد مئات السنين، في زمن لم يكن أحد يتوقع حدوث مثل هذه الأشياء. بل إن النبي في ذلك الزمن لم يكن متفرغاً لمثل هذه المواضيع، فهو الذي يحمل همَّ الأمة وهمَّ الدعوة، ولديه مهام صعبة جداً في إقناع المشركين بتغيير عقيدتهم الفاسدة، فكانت المعجزة تسير مع سيدنا محمد في كل مكان.
فقد شقَّ الله له القمر، ونصره على أعدائه، بل إن أعداء الإسلام انقلبوا إلى الإيمان وكانوا جنوداً أوفياء لنبيهم وحبيبهم وقائدهم. ولذلك لو فرضنا جدلاً أن هذا النبي لم يكن صادقاً وكان يريد الشهرة والسلطان والمال، فلماذا يقحم نفسه في الحديث عن أشياء غيبية ستحدث بعد وفاته؟ بل ماذا سيستفيد من هذه الأحاديث لو لم يكن صادقاً؟ ولذلك فإن مثل هذه الأحاديث هي دليل ملموس في عصرنا هذا على صدق رسالة هذا النبي الخاتم، وأنه نبي من عند الله تعالى.
والآن يا أحبتي لنتأمل كلام نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام، وكيف يتطابق مئة بالمئة مع واقعنا الذي نعيشه اليوم:
ظهور الفتن والكذب وتقارب الزمان
فقد روي عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب وتتقارب الأسواق ويتقارب الزمان) [رواه الإمام أحمد]. في هذا الحديث الشريف إخبار واقعنا الذي نعيشه هذه الأيام فقد كثرت الفتن، وكثر الكذب، وكثرت الأسواق وتقاربت كثيراً، وتقارب الزمان حيث أصبحت الاتصالات الرقمية تقدم لنا المعلومات وتنقل لنا الصورة من أماكن بعيدة لنعلم ما يجري الآن.
إشارة إلى الاقتصاد العالمي
قال صلى الله عليه وسلم متحدثاً عن علامات الساعة: (إن من أشراط الساعة أن يفشو المال وتفشو التجارة) [رواه النسائي]، وفي رواية ثانية: (حتى تشارك المرأة زوجها في التجارة) [رواه أحمد]. وقد أصبحت التجارة عصب الاقتصاد العالمي اليوم، وهذا لم يكن معروفاً زمن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كانت الزراعة وقتها هي الأكثر انتشاراً.
وتأملوا معي كيف أصبح للمرأة نصيب في الإعلام والمصانع والتدريس والمناصب السياسية والتجارية وهناك هيئات لسيدات الأعمال وغير ذلك مما لم يكن معروفاً زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
وسائل جديدة للركوب
عن ابن عمر عن صلى الله عليه وسلم قال: (يكون في آخر الزمان رجال يركبون على المياثر حتى يأتوا أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهم كأسنمة البخت العجاف العنوهن فإنهن ملعونات، قيل يا رسول الله وما يرخص الفرس؟ قال: لا تُركب لحرب أبداً) [رواه ابن حبان، وابن ماجة].
انظروا كيف تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن وسائل نقل جديدة غير معروفة في زمنه، وهي المياثر، ويمكن أن نقول إنها السيارات التي انتشرت، وأصبحت الخيول للهو والرفاهية فقط.
وانظروا كيف تنبأ النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذه الخيول لن تستخدم في الحروب أبداً، (لا تُركب لحرب أبداً) وفي هذا إشارة إلى اختراع وسائل جديدة مثل الطائرات الحربية والدبابات والأسلحة النووية والليزرية… فمن الذي أخبره عليه الصلاة والسلام بكل ذلك؟؟
إشارة إلى ناطحات السحاب
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عندما سأل عن الساعة: ولكن سأحدثك عن أشراطها ـ فذكر منها ـ (وإذا تطاول رعاء البهائم في البنيان فذاك من أشراطها) [رواه البخاري ومسلم]. واليوم نرى الناس يتسابقون في بناء الأبراج العالية، ويتفاخرون بذلك، وهذه معجزة تشهد بصدق النبي الأعظم. لأنه لا يمكن لأحد أن يتنبأ بمثل هذا الأمر قبل 14 قرناً.
الجهل والقتل والمال
يقول صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، وهو القتل، حتى يكثر فيكم المال فيفيض) [رواه البخاري].
في هذا الحديث عدة معجزات:
1- قبض العلم: لو تأملنا في بعض الفتاوى التي يطلقها "كبار العلماء" اليوم مثل تحليل الربا، وتحليل القبلة بين الأصدقاء البنات والشباب، وتحليل التدخين في شهر رمضان… وللأسف نجد الكثير من الفضائيات تتلقف مثل هؤلاء العلماء، وهم ليسوا بعلماء، أليس هذا كله دليلاً على قبض العلم وكثرة الجهل؟
2- كثرة الزلازل: توجد مؤشرات علمية كثيرة اليوم على احتمال حدوث عدد كبير من الزلازل والأعاصير والكوارث الطبيعية مثل التسونامي، نتيجة للتلوث الكبير الذي ستشهده الأرض في العوام القليلة القادمة، وهذا يدل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم.
3- تقارب الزمان: من خلال سرعة الاتصالات وسرعة التنقل وسرعة نقل المعلومة، من خلال الجوال والفضائيات والبريد الإلكتروني.
4- ظهور الفتن: كما نرى في كثير من البلدان الإسلامية من فتن طائفية ومذهبية، وفتنة القتل وغير ذلك.
5- كثرة القتل: وهذا ما نراه على شاشات الفضائيات من حروب ومعارك ونزاعات مسلحة بين شعوب الأرض، والمؤشرات في ازدياد.
6- كثرة المال: إن الاقتصاد العالمي يعتمد على المال وتبادل العملات والبنوك والتجارة والبورصة وهذه الأشياء لم تكن معلومة زمن النبي الأعظم.
ظهور الزنا والخمر
يقول صلى الله عليه وسلم: (من أشراط الساعة: أن يظهر الجهل، ويقل العلم، ويظهر الزنا، وتشرب الخمر، ويقل الرجال، ويكثر النساء، حتى يكون لخمسين امرأة قيمهن رجل واحد) [رواه البخاري]. لو سرنا اليوم في شوارع البلاد الإسلامية نرى الكثير من محلات بيع الخمور، ونرى أماكن اللهو المراقص تنتشر هنا وهناك.
ولو ذهبنا إلى شواطئ البحار لرأينا العجب العجاب مما لم يكن معلوماً زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وحتى في الدول غير الإسلامية فإنه لا تكاد تخلو طاولة من المشروبات المسكرة على اختلاف أنواعها. وكل ذلك لا يمكن التنبؤ به قبل ألف وأربع مئة عام، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى.
اقتراب القيامة
يقول صلى الله عليه وسلم: (بعثت أنا والساعة كهاتين) يعني إصبعين [رواه البخاري]. يقدر العلماء عمر الكون بمليارات السنين (13.5 مليار سنة) ، وعمر الإنسان ضئيل جداً أمام عمر الكون، حيث بُعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل 1400 سنة فقط، أي أننا لو قسمنا 1400 على 13500000000 يكون الناتج صغيراً جداً بحدود 0.0000001 أي نسبة واحد على عشرة ملايين، ولذلك فإن التشبيه النبوي دقيق حيث قرن بين إصبعيه، للدلالة على أن زمن قدوم يوم القيامة قريب جداً بالنسبة لعمر الكون، والله أعلم.
إشارة إلى الكمبيوتر والطباعة
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (إن بين يدي الساعة ـ وذكر منها ـ ظهور القلم) [رواه أحمد]. انظروا معي إلى تطور الكتابة واستخدام أجهزة الكمبيوتر في الكتابة والصحف والمجلات والكتب، حتى إن عدد الصفحات المطبوعة يومياً يقدر بالملايين.. فمن كان يتصور حدوث ذلك في زمن لم يكن في مكة كلها إلا بضع رجال يتقنون الكتابة؟!
إشارة إلى ضعف المسلمين وتخلفهم
يقول صلى الله عليه وسلم: (يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها… ولكنكم غثاء كغثاء السيل). سبحان الله! إنه تشبيه دقيق وبليغ، والله، يعجز أبلغ البلغاء عن وصف وتصوير هذا الواقع الذي تعيشه اليوم الأمة الإسلامية، كما صوره لنا الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم.
فقد استهانت الأمم بنا وأصبح المسلمون أكثر شعوب الأرض تخلفاً بعد أن أعزهم الله بالإسلام، وسبب ذلك أننا ابتعدنا عن تعاليم هذا الدين الحنيف، نسأل الله العافية للمسلمين وأن يعودوا إلى رشدهم وإلى دينهم.
إشارة إلى المخترعات المذهلة
قال صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تروا أموراً عظاماً لم تكونوا ترونها ولا تحدثون بها أنفسكم) [رواه أحمد]. وفي رواية (فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله تعالى واعلموا أنها أوائل الساعة) انظروا إلى المخترعات الجديدة مثل الإنترنت والجوال والتلفزيون والأسلحة الفتاكة والأمراض الخطيرة كالإيدز ومرض جنون البقر وأنفلونزا الخنازير… كل هذه الأشياء لم نكن نسمع بها من قبل! فاليوم تستطيع أن تكلم صديقك وتراه من خلال جهاز الجوال وهو يبعد عنك آلاف الكيلومترات، وهي دليل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم، إذ كيف له أن يعلم بأنه ستظهر أمور عجيبة وعظيمة وجديدة، لو لم يكن رسولاً من عند الله تعالى.
إشارة إلى التفنن في الأبنية
قال صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يبني الناس بيوتاً يوشونها وشي المراحيل) [رواه البخاري في الأدب المفرد]. "والمراحيل هي الثياب المخططة"
انظروا إلى هذه البيوت المزخرفة من حولنا والتي تنفق فيها الملايين على تزيينها وزخرفتها… من أين لنبي أميّ يعيش في صحراء الجزيرة العربية أن يعلم أن الناس سينفقون الأموال الطائلة على زخرفة بيوتهم؟
تشبه الرجال بالنساء والعكس
قال صلى الله عليه وسلم: (من اقتراب الساعة تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال) [رواه أبو نعيم]. لقد أصبحت ظاهرة تشبه الرجال بالنساء والعكس، متفشية في العالم اليوم، حتى إننا نجد كثيراً من الدول تبيح زواج الرجال بالرجال وزواج النساء بالنساء… نسأل الله العافية. هذا الأمر لم يكن معلوماً أو حتى متوقع الحدوث ولكن النبي أخبرنا به، لماذا؟ ليكون دليلاً على صدق نبوته في هذا العصر الذي كثُر الاستهزاء بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليكوننَّ من أمتي أقوامٌ يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) [رواه البخاري]، والحرّ هي الفروج. لننظر اليوم إلى ما يجري في المقاهي والمقاصف وأماكن الغناء والدعارة حتى إن هذه الأغاني دخلت إلى البيوت وفي السيارة ونسمعها في الشارع… ملايين الأشرطة والأقراص المضغوطة تباع يومياً وملايين الحفلات الغنائية وحفلات الرقص وحفلات الخمور… كلها نراها في هذا الزمن. وهذه الظاهرة لم يكن أحد يتخيلها زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام حدثنا عنها لتكون دليلاً على صدقه في هذا العصر.
إشارة إلى الزنا العلني
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراء هذا الحائط) [رواه أبو يعلى]. انظروا إلى الدول الغربية كيف تُمارس فيها الفاحشة في الطريق وعلى شواطئ البحار وللأسف لا تكاد ترى من يقول لهم: اتقوا الله!!
ونقول لكل ملحد مستكبر يستهزئ بنبي الرحمة عليه الصلاة والسلام: بالله عليكم! كيف علم النبي الكريم في ذلك الزمن بمثل هذا الأمر؟ كيف علم أنه سيأتي زمان تصبح فيه ممارسة الفاحشة علناً وحقاً مشروعاً كما نرى اليوم في معظم البلاد غير الإسلامية، وللأسف هناك بعض البلاد الإسلامية تقلد الغرب في هذه العادة السيئة.
زخرفة المساجد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد) [رواه الإمام أحمد]. انظروا إلى الزخارف والأموال التي تُنفق على زخرفة المساجد، مع العلم أننا نقدس بيوت الله ونجلّها، ولكن ليس من المنطقي أن نجد الفقراء لا يجدون ما يأكلون، ثم ننفق الملايين على زخرفة مسجد، والله ليس بحاجة لمثل هذا الإسراف!
نعم إن بيت الله يجب أن يكون بيتاً لائقاً ويحوي كل متطلبات الراحة للمصلين، ولكن هناك مساجد تضم زخارف ما أنزل الله بها من سلطان ولا دعي لها، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم لو لم يكن رسولاً من عند الله لما علم بأن هذا الأمر سيحدث من بعده!
كثرة الزلازل
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (لا تقوم الساعة حتى تكثر الزلازل) [رواه البخاري]. ويقول العلماء هناك مؤشرات كثيرة على حدوث زلازل مفاجئة وغير متوقعة. فمثلاً دولة مثل اليابان موجودة في منطقة من الممكن في أي لحظة أن تتصدع وتهتز وتهلك ملايين البشر، وكذلك العديد من البلدان… وسؤالنا: هل درس محمد صلى الله عليه وسلم الجيولوجيا وتنبأ بهذا الأمر؟؟!
إشارة إلى قلة الأمانة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة) [رواه البخاري]. لو دخلنا إلى المحاكم اليوم نرى عدداً كبيراً من الدعاوى سببها إساءة الأمانة، فنرى ملايين حالات النصب والاحتيال والتزوير… وهذا الأمر لم يكن معروفاً زمن النبي صلى الله عليه وسلم. بل لا يمكن لبشر في ذلك الزمن أن يتنبأ بأن الأمانة ستُضيع، وهذا يثبت أن محمداً رسول من عند الله.
كثرة الأغاني و"الفنانات"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ، قيل: ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال إذا ظهرت المعازف والقينات) [رواه ابن ماجه]، والقينات هنَّ الراقصات والمغنيات. وانظروا معي إلى ظهور الموسيقى وانتشارها بشكل لا يتصوره عقل، وكذلك انتشار المغنيات بأعداد كبيرة بعشرات الآلاف، وهناك للأسف مئات الفضائيات تبث الأغاني والراقصات ليل نهار.
يباع يومياً في بلاد المسلمين فقط مئات الآلاف من أشرطة الأغاني والسيديات التي تحوي الأفلام الهابطة أو الأغاني الماجنة، ومثل هذه الظاهرة لم تكن معروفة زمن النبي عليه الصلاة والسلام، ولذلك فإن هذا الحديث يمثل معجزة حقيقية لسيدنا محمد، لأنه لا يمكن لأحد أن يتنبأ بأن الأغاني سوف تنتشر بهذا الشكل المرعب.
أسماء جديدة للخمر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لتستحلنَّ طائفة من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها) [رواه أحمد]، لقد أصبح للخمر مسيمات كثيرة: البيرة، والفودكا والويسكي… وجميعها أسماء جديدة لم تكن معلومة من قبل، فمن الذي أخبر النبي الكريم أن الناس سيخترعون هذه الأسماء الجديدة للخمر؟
عقوق الوالدين
يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن علامات يوم القيامة: (إذا أطاع الرجل زوجته وعق أمه وبر صديقه وجفا أباه) [رواه الترمذي]، ويكفي اليوم أن ندخل إلى أي محكمة من محاكم المسلمين لنرى عدداً كبيراً من الآباء يرفعون قضايا على أبنائهم بسبب عقوقهم أو سبهم أو ضربهم لآبائهم! كذلك نجد الكثير من المشاكل بين الرجل وأمه بسبب زوجته… ومثل هذه الأمور لم تكن مألوفة في السابق.
ويؤكد الباحثون في هذا المجال ازدياد ظاهرة عقوق الأبوين، وهو ما حدثنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو دليل على اقتراب يوم القيامة.
هل نعتبر ونعود إلى كتاب ربنا؟
أحبتي في الله! إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحدثنا عن مثل هذه الأمور فقط ليثبت لنا أنه رسول من عند الله!! نعم، هذا هدف كبير أن تكون هذه الأحاديث شاهداً ودليلاً على صدق رسالة الإسلام، ولكن هناك هدف آخر وهو أن نحذر ونستعد ليوم القيامة.
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
الحمدلله والصلآة والسلآم على من لانبي بعده
محمد صلى الله عليه وسلم بعثه الله بشيرا ونذيرا
جآء مكملا لمن سبقه من الانبيآء والرسل في الدعوه..
جآء هاديا ودآعيا الى كلمة لا اله الا الله ..
الكلمه الوحيده التي اتفق جميع الانبيآء والرسل في الدعوه اليها
فامن بها من آمن وبشره الله بالجنه وكذب بها من كذب وكفر..واعد الله له جهنم خآلداً فيها..
قآل عز وجل في وصف
ان الآنبيآء جميعهم وحدوا دعوتهم الى الدعوه الى التوحيد الخالص النقي..
انهم قآلوا { اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ }
وهنآك ايآت فصلت كل نبي ودعوته..
ف ابرآهيم عليه السلآم قال عز وجل فيه
{ وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ }
وفي شآن نبي الله هود عليه السلآم
أنهم قالوا له عليه الصلاة والسلام :
{ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }
واخيرا في شأن محمد عليه افضل الصلآة والسلآم
حينما سأل جبريل عن الاسلآم قال
{ الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا }.
اذاَ مالمقصود بهذه الكلمه ونحن نعلم ان كفار قريش كآنوا مقرين بوجود الله لكن حكم الله عليهم بالكفر وبجهنم خالدين فيه وهم ايضا مقرين ومعترفين ان الاصنام لآتنفع ولآتضر وتخلق ولآ ترزق ولكن مع ذلك وعدهم الله بنآر جهنم جزآء لكفرهم
لانهم فقط عبدوهم يرجون من هذه الاصنآم ان تقربهم الى الله زلفى ويرجون بهآ شفآعتهم عند الله فهم بذلك حكموا على انفسهم بالويل والثبور..
فما أعظم حسرة أولئك المشركين ، وما أعظم خسآرتهم يوم القيآمة حيث استحقوا غضب الجبآر ونقمته بكفرهم به وعبادتهم معه من لا يضر ولا ينفع ، ولا يغني عنهم شيئا قآل عز وجل :
{ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ }
فالمعنى الحقيقي لكلمة التوحيد حتى يكون توحيدك على حق هو
توحيد الله وإخلاص العبادة له والكفر بما يعبد من دونه وقآم عليه سوق الجهآد وانقسم الناس فيه إلى كافر ومؤمن ، وشقي وسعيد .
فالوآجب على كل مكلف أن يحرص على أسبآب النجآة
وأن يلتزم بتوحيد الله ويخلص له العبآدة
ويكفر بعبآدة ما سواه
ويوالي على أسآس هذآ التوحيد يعادي عليه ومن اجله فقط..
كما قال الله عز وجل :
{ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ }
ولاننسى حديث من لآينطق على الهوى حيث قال
صلى الله عليه وسلم
{ فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله }
اسأل الله لي ولكم جنآت عدن خالدين فيها
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
ام الذبيح
(هاجر)
هناك.. فى صحراء مكة القاحلة.. حيث لا زرع ولا ماء.. ولا أنيس ولا رفيق.. تركها زوجها هى ووليدها.. ثم مضى فى طريق عودته، وترك لهم تمرا وماء.
فنادته زوجته وهى تقول: يا إبراهيم! أين تذهب وتتركنا فى هذا الوادي، الذى ليس فيه أنيس ولا شيء؟! فلم يلتفت إليها الزوج، وكأنه على يقين من وعد الله الذى لا يتخلف ولا يخيب.
فقالت الزوجة -وكأنها أدركت أن أمرا ما يمنع زوجها من الرد عليها-: الله أمرك بهذا؟
فيرد الزوج: نعم.
فتقول الزوجة التى آمنت بربها، وعرفت معنى اليقين بصدق وعد الله، وفهمت كيف تكون معينة لزوجها على طاعة ربها، تقول فى غير تردد ولا قلق: إذن لا يضيعنا. وانصرف إبراهيم -عليه السلام- وهو يدعو ربه ويقول: (ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون. ربنا إنك تعلم ما نخفى وما نعلن وما يخفى على الله من شيء فى الأرض ولا فى السماء)[إبراهيم 37-38].
ونفد الماء والزاد، والأم لا تجد ما تروى به ظمأ طفلها، وقد جف لبنها فلا تجد ما ترضعه. فيتلوى الطفل جوعا وعطشا، ويصرخ، ويتردد فى الصحراء والجبال صراخه الذى يدمى قلب الأم الحنون.
وتسرع الأم وتصعد على جبل الصفا، لتنظر أحدا ينقذها هى وطفلها من الهلاك، أو تجد بعض الطعام أو الشراب. ولكنها لا تجد فتنزل مسرعة وتصعد جبل المروة، وتفعل ذلك سبع مرات حتى تمكن منها التعب، وأوشك اليأس أن يسيطر عليها، فيبعث الله جبريل -عليه السلام- فيضرب الأرض بجناحه؛ لتخرج عين ماء بجانب الصغير، فتهرول الأم نحوها وقلبها ينطلق بحمد الله على نعمته، وجعلت تغرف من مائها، وتحاول جاهدة إنقاذ فلذة كبدها، وتقول لعين الماء: زمى زمي، فسميت هذه العين زمزم.
يقول النبى (: "يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم لكانت زمزم عينا معينا" [البخاري].
إنها هاجر، أم إسماعيل، وزوجة إبراهيم خليل الله – رضى الله عنها -. عرفت فى التاريخ بأم العرب العدنانيين.
وهبها ملك مصر إلى السيدة سارة -زوج إبراهيم الأولي-، عندما هاجرا إلى مصر. ولما أدركت سارة أنها كبرت فى السن، ولم تنجب، وهبت هاجر لزوجها ليتزوجها، عسى الله أن يرزقه منها الولد.
وتزوج إبراهيم -عليه السلام- السيدة هاجر، وبدت عليها علامات الحمل، ثم وضعت إسماعيل -عليه السلام- ووجدت الغيرة طريقها إلى قلب السيدة سارة، فكأنها أحست أنها فقدت المكانة التى كانت لها فى قلب زوجها من قبل، فطلبت منه أن يأخذ السيدة هاجر بعيدا عنها، فأخذها سيدنا إبراهيم -عليه السلام- إلى صحراء مكة، بأمر من الله، ولحكمة يريدها عز وجل، وحدث ما حدث لها ولوليدها.
ومرت الأيام بطيئة ثقيلة، حتى نزل على هاجر وابنها إسماعيل بعض أناس من قبيلة "جرهم" وأرادوا البقاء فى هذا المكان؛ لما رأوا عندها الماء، فسمحت لهم بالسكن بجانبها، ومشاركتها فى الشرب من ماء زمزم، واستأنست بهم، وشب الطفل الرضيع بينهم، وتعلم اللغة العربية منهم، ولما كبر تزوج امرأة منهم.
هذه هى هاجر أم الذبيح وأم العرب العدنانيين، رحلت عنا بعدما تركت لنا مثالا رائعا للزوجة المطيعة، والأم الحانية، والمؤمنة القوية ؛ فقد أخلصت النية لله تعالي، فرعاها فى وحشتها، وأمنها فى غيبة زوجها، ورزقها وطفلها من حيث لا تحتسب.
وقد جعل الله – سبحانه – ما فعلته السيدة هاجر – رضى الله عنها- من الصعود والسعى بين الصفا والمروة من أعمال الحج.
قيل إنها توفيت وعندها من العمر 90 سنة، ودفنها إسماعيل -عليه السلام- بجانب بيت الله الحرام.
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
[BACKGROUND="100 http://www.alamuae.com/up/uptemp/6cfc08756c826b3781f0de82d9014a5991596451346029.jpg "]
فقال له عمر : إذا أبيت نصيحتي وقررت الخروج معهما ، فخذ ناقتي هذه ، فإنها ناقةٌ أصيلة ذلول ، فالزم ظهرها ، وراقبهما ، فإن رأيت في القوم ريبة فانج عليها .
فخرج عليها معهما ، حتى إذا كانوا في بعض الطريق ، يلينان له القولَ ويبتسمان في وجهه ، قال أبو جهل : والله يا أخي ؛ إنَّ بعيري هذا غليظ هجين ، أفلا تردفني على ناقتك هذه ؟ قال عياش : بلى ، فأناخ ناقته ، وأناخا ليتحول أبو جهل عليها ، فلما استووا بالأرض عَدَوَا عليه ، وأوثقاه ، وربطاه ، وظل هكذا على حالته هذه حتى وصلوا إلى مكة فدخلوها نهاراً ليراه الجميع مكبلاً ، فلا يجرؤ أحد على الهجرة ، ومخالفة المشركين ، وقالا : يا أهل مكة هكذا فافعلوا بسفهائكم كما فعلنا بسفيهنا هذا !!
وبقي عياش في قيد الكفار حتى إذا هاجر رسول الله ـ صلى الله علي وسلم ـ قال يوماً : (( مَن لي بعيّاش وهشام ؟! فقد طال أسرهما وأرجو الله أن يفرّجَ عنهما . . فهما محبوسان في بيت لا سقف له إمعاناً في التعذيب ، تلفحهما الشمس في النهار ، ويؤذيهما البرد في الليل ، وتحمل إليهما طعامهما امرأة )) .
قال الوليد بن الوليد : أنا لك يا رسول الله بهما .
قال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( سِرْ على بركة الله )) .
فقدم الوليد مكة مستخفياً ، ولقي المرأة تحمل طعامهما ، فتبعها حتى عرف موضعهما ، فلما أمسى تسوَّر الجدار ، وقطع قيدهما ، وحملهما على بعيره حتى قدم المدينة .
ولا تسل عن فرحة رسول الله ـ صلى الله عليبه وسلم ـ والمسلمين بهم حميعاً .
حسن العربى
[/BACKGROUND]
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
[BACKGROUND="100 #CCCCCC"]
ولد في أحضان النعيم..
فقد كان أبوه حاكم الأبلّة ووليا عليها لكسرى.. وكان من العرب الذين نزحوا الى العراق قبل الاسلام بعهد طويل، وفي قصره القائم على شاطئ الفرات، مما يلي الجزيرة والموصل، عاش الطفل ناعما سعيدا..
وذات يوم تعرضت البلاد لهجوم الروم.. وأسر المغيرون أعدادا كثيرة وسبوا ذلك الغلام " صهيب بن سنان"..
ويقتنصه تجار الرقيق، وينتهي طوافه الى مكة، حيث بيع لعبد الله بن جدعان، بعد أن قضى طفولته وشبابه في بلاد الروم، حتى أخذ لسانهم ولهجتهم.
ويعجب سيده بذكائه ونشاطه واخلاصه، فيعتقه ويحرره، ويهيء له فرصة الاتجار معه.
وذات يوم.. ولندع صديقه عمار بن ياسر يحدثنا عن ذلك اليوم:
" لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيها..
فقلت له: ماذا تريد..؟
فأجابني وما تريد أنت..؟
قلت له: أريد أن أدخل على محمد، فأسمع ما يقول.
قال: وأنا اريد ذلك..
فدخلنا على الرسول صلى الله عليه وسلم، فعرض علينا الاسلام فأسلمنا.
ثم مكثنا على ذلك حتى أمسينا..
ثم خرجنا ونحن مستخفيان".!!
عرف صهيب طريقه اذن الى دار الأرقم..
عرف طريقه الى الهدى والنور، وأيضا الى التضحية الشاقة والفداء العظيم..
فعبور الباب الخشبي الذي كان يفصل داخل دار الأرقم عن خارجها لم يكن يعني مجرّد تخطي عتبة.. بل كان يعني تخطي حدود عالم بأسره..!
عالم قديم بكل ما يمثله من دين وخلق، ونظام وحياة..
وتخطي عتبة دار الأرقم، التي لم يكن عرضها ليزيد عن قدم واحدة كان يعني في حقيقة الأمر وواقعه عبور خضمّ من الأهوال، واسع، وعريض..
واقتحام تلك العتبة، كان ايذانا بعهد زاخر بالمسؤليات الجسام..!
وبالنسبة للفقراء، والغرباء، والرقيق، كان اقتحام عقبة دار الأرقم يعني تضحية تفوق كل مألوف من طاقات البشر.
وان صاحبنا صهيبا لرجل غريب.. وصديقه الذي لقيه على باب الدار، عمّار بن ياسر رجل فقير.. فما بالهما يستقبلان الهول ويشمّران سواعدهما لملاقاته..؟؟
انه نداء الايمان الذي لا يقاوم..
وانها شمائل محمد عليه الصلاة والسلام، الذي يملؤ عبيرها أفئدة الأبرار هدى وحبا..
وانها روعة الجديد المشرق. تبهر عقولا سئمت عفونة القديم، وضلاله وافلاسه..
وانها قبل هذا كله رحمة الله يصيب بها من يشاء.. وهداه يهدي اليه من ينيب…
أخذ صهيب مكانه في قافلة المؤمنين..
وأخذ مكانا فسيحا وعاليا بين صفوف المضطهدين والمعذبين..!!
ومكانا عاليا كذلك بين صفوف الباذلين والمفتدين..
وانه ليتحدث صادقا عن ولائه العظيم لمسؤولياته كمسلم بايع الرسول، وسار تحت راية الاسلام فيقول:
" لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا قط الا كنت حاضره..
ولم يبايع بيعة قط الا كنت حاضرها..
ولا يسر سرية قط. الا كنت حاضرها..
ولا غزا غزاة قط، أوّل الزمان وآخره، الا منت فيها عن يمينه أو، شماله..
وما خاف المسلمون أمامهم قط، الا كنت أمامهم..
ولا خافوا وراءهم الا كنت وراءهم..
وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين االعدوّ أبدا حتى لقي ربه"..!!
هذه صورة باهرة، لايمان فذ وولاء عظيم..
ولقد كان صهيب رضي الله عنه وعن اخوانه أجمعين، أهلا لهذا الايمان المتفوق من أول يوم استقبل فيه نور الله، ووضع يمينه في يمين الرسول..
يومئذ أخذت علاقاته بالناس، وبالدنيا، بل وبنفسه، طابعا جديدا. يومئذ. امتشق نفسا صلبة، زاهدة متفانية. وراح يستقبل بها الأحداث فيطوّعها. والأهوال فيروّعها.
ولقد مضى يواجه تبعاته في اقدام وجسور.. فلا يتخلف عن مشهد ولا عن خطر.. منصرفا ولعه وشغفه عن الغنائم الى المغارم.. وعن شهوة الحياة، الى عشق الخطر وحب الموت..
ولقد افتتح أيام نضاله النبيل وولائه الجليل بيوم هجرته، ففي ذلك اليوم تخلى عن كل ثروته وجميع ذهبه الذي أفاءته عليه تجارته الرابحة خلال سنوات كثيرة قضاها في مكة.. تخلى عن كل هذه الثروة وهي كل ما يملك في لحظة لم يشب خلالها تردد ولا نكوص.
فعندما همّ الرسول بالهجرة، علم صهيب بها، وكان المفروض أن يكون ثالث ثلاثة، هم الرسول.. وأبو بكر.. وصهيب..
بيد أن القرشيين كانوا قد بيتوا أمرهم لمنع هجرة الرسول..
ووقع صهيب في بعض فخاخهم، فعوّق عن الهجرة بعض الوقت بينما كان الرسول وصاحبه قد اتخذا سبيلهما على بركة الله..
وحاور صهيب وداور، حتى استطاع أن يفلت من شانئيه، وامتطى ظهر ناقته، وانطلق بها الصحراء وثبا..
بيد أن قريشا أرسلت في أثره قناصتها فأدركوه.. ولم يكد صهيب يراهم ويواجههم من قريب حتى صاح فيهم قائلا:
" يا معشر قريش..
لقد علمتم أني من أرماكم رجلا.. وأيم والله لا تصلون اليّ حتى ارمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي حتى لا يبقى في يدي منه شيء، فأقدموا ان شئتم..
وان شئتم دللتكم على مالي، وتتركوني وشاني"..
ولقد استاموا لأنفسهم، وقبلوا أن يأخذوا ماله قائلين له:
أتيتنا صعلوكا فقيرا، فكثر مالك عندنا، وبلغت بيننا ما بلغت، والآن تنطلق بنفسك وبمالك..؟؟
فدلهم على المكان الذي خبأ فيه ثروته، وتركوه وشأنه، وقفلوا الى مكة راجعين..
والعجب أنهم صدقوا قوله في غير شك، وفي غير حذر، فلم يسألوه بيّنة.. بل ولم يستحلفوه على صدقه..!! وهذا موقف يضفي على صهيب كثيرا من العظمة يستحقها كونه صادق وأمين..!!
واستأنف صهيب هجرته وحيدا سعيدا، حتى أدرك الرسول صلى الله عليه وسلم في قباء..
كان الرسول جالسا وحوله بعض أصحابه حين أهل عليهم صهيب ولم يكد يراه الرسول حتى ناداه متهللا:
" ربح البيع أبا يحيى..!!
ربح البيع أبا يحيى..!!
وآنئذ نزلت الآية الكريمة:
( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله، والله رؤوف بالعباد)..
أجل لقد اشترى صهيب نفسه المؤمنة ابتغاء مرضات الله بكل ثروته التي أنفق شبابه في جمعها، ولم يحس قط أنه المغبون..
فمال المال، وما الذهب وما الدنيا كلها، اذا بقي له ايمانه، واذا بقيت لضميره سيادته.. ولمصيره ارادته..؟؟
كان الرسول يحبه كثيرا.. وكان صهيب الى جانب ورعه وتقواه، خفيف الروح، حاضر النكتة..
رآه الرسول يأكل رطبا، وكان باحدى عينيه رمد..
فقال له الرسول ضاحكا:" أتأكل الرطب وفي عينيك رمد"..؟
فأجاب قائلا:" وأي بأس..؟ اني آكله بعيني الآخرى"..!!
وكان جوّادا معطاء.. ينفق كل عطائه من بيت المال في سبيل الله، يعين محتاجا.. يغيث مكروبا.." ويطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا".
حتى لقد أثار سخاؤه المفرط انتباه عمر فقال له: أراك تطعم كثيرا حتى انك لتسرف..؟
فأجابه صهيب لقد سمعت رسول الله يقول:
" خياركم من أطعم الطعام".
**
ولئن كانت حياة صهيب مترعة بالمزايا والعظائم، فان اختيار عمر بن الخطاب اياه ليؤم المسلمين في الصلاة مزية تملأ حياته ألفة وعظمة..
فعندما اعتدي على أمير المؤمنين وهو يصلي بالمسلمين صلاة الفجر..
وعندما احس نهاية الأجل، فراح يلقي على اصحابه وصيته وكلماته الأخيرة قال:
" وليصلّ بالناس صهيب"..
لقد اختار عمر يومئذ ستة من الصحابة، ووكل اليهم أمر الخليفة الجديد..
وخليفة المسلمين هو الذي يؤمهم في الصلاة، ففي الأيام الشاغرة بين وفاة أمير المؤمنين، واختيار الخليفة الجديد، من يؤم المسلمين في الصلاة..؟
ان عمر وخاصة في تلك الللحظات التي تأخذ فيها روحه الطاهرة طريقها الى الله ليستأني ألف مرة قبل أن يختار.. فاذا اختار، فلا أحد هناك أوفر حظا ممن يقع عليه الاختيار..
ولقد اختار عمر صهيبا..
اختاره ليكون امام المسلمين في الصلاة حتى ينهض الخليفة الجديد.. بأعباء مهمته..
اختاره وهو يعلم أن في لسانه عجمة، فكان هذا الاختيار من تمام نعمة الله على عبده الصالح صهيب بن سنان.. [/BACKGROUND]
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
فإن الله تعالى بقدرته وسلطانه بعث نبينا محمد وخصّه وشرّفه تبليغ الرسالة فكان رحمةً للعالمين وإماماً للمتقين وجعله هادياً للطريق القويم فلزم على العباد طاعته وتوقيره والقيام بحقوقه ومن حقوقه أن الله اختصه بالصلاة عليه وأمرنا بذلك في كتابه الحكيم وسنة نبيه الكريم حيث كتب مضاعفة الأجر لمن صلّى عليه فما أسعد من وفق لذلك ولما لهذا الأمر من أهمية عظمى وأجر عظيم حرصنا على إخراج هذا الكتيب المتواضع والذي فيه حث على الإكثار من الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
فاللهم صل وسلم على نبيك وخليلك محمد ما تعاقب الليل والنهار.
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
قال ابن كثير رحمه الله: ( المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه تصلي عليه الملائكة ثم أمر الله تعالى العالم السفلي بالصلاة والسلام عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعاً ) أ.هـ.
قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – في جلاء الأفهام: ( والمعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله فصلوا عليه أنتم أيضاً صلوا عليه وسلموا تسليماً لما نالكم ببركة رسالته ويمن سفارته، من خير شرف الدنيا والآخرة ) أ.هـ.
وقد ذُكر في معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أقوال كثيرة، والصواب ما قاله أبو العالية: إن الصلاة من الله ثناؤه على المصلي عليه في الملأ الأعلى أي عند الملائكة المقربين – أخرجه البخاري في صحيحه تعليقاً مجزوماً به – وهذا أخص منه في الرحمة المطلقة – وهذا ترجيح سماحة الشيخ محمد بن عثيمين.
والسلام: هو السلامة من النقائص والآفات فإن ضم السلام إلى الصلاة حصل به المطلوب وزال به المرهوب فبالسلام يزول المرهوب وتنتفي النقائص وبالصلاة يحصل المطلوب وتثبت الكمالات – قاله الشيخ محمد بن عثيمين.
أما في التشهد الأخير فهو ركن من أركان الصلاة – عند الحنابلة.
وقال القاضي أبو بكر بن بكير: ( افترض الله على خلقه أن يصلوا على نبيه ويسلموا تسليماً، ولم يجعل ذلك لوقت معلوم. فالواجب أن يكثر المرء منها ولا يغفل عنها ).
1- قبل الدعاء:
قال فضالة بن عبيد: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في صلاته فلم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : { عجل هذا! } ثم دعاه فقال له ولغيره: { إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم يصلي على النبي، ثم ليدع بعد بما يشاء } [رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وأخرجه أحمد بإسناد صحيح وصححه ابن حبّان والحاكم ووافقه الذهبي].
وقد ورد في الحديث: { الدعاء محجوب حتى يصلي الداعي على النبي صلى الله عليه وسلم } [رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات].
وقال ابن عطاء: ( للدعاء أركان وأجنحة وأسباب وأوقات. فإن وافق أركانه قوي، وإن وافق أجنحته طار في السماء، وإن وافق مواقيته فاز، وإن وافق أسبابه نجح.
فأركانه: حضور القلب والرقة والاستكانة والخشوع وتعلق القلب بالله وقطعه الأسباب، وأجنحته الصدق، ومواقيته الأسحار، وأسبابه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ).
2- عند ذكره وسماع اسمه أو كتابته:
قال صلى الله عليه وسلم : { رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليّ } [رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب من هذا الوجه والحاكم وقال الألباني إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح].
3- الإكثارمن الصلاة عليه يوم الجمعة:
عن أوس بن أوس قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ.. } الحديث [رواه أبو داود بإسناد صحيح وأخرجه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي].
4- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الرسائل وما يكتب بعد البسملة:
قال القاضي عياض: ( ومن مواطن الصلاة التي مضى عليها عمل الأمة ولم تنكرها: ولم يكن في الصدر الأول، وأحدث عند ولاية بني هاشم – الدولة العباسية – فمضى عمل الناس في أقطار الأرض. ومنهم من يختم به أيضاً الكتب ).
5- عند دخول المسجد وعند الخروج منه:
عن فاطمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إذا دخلت المسجد فقولي بسم الله الرحمن الرحيم والسلام على رسول الله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد واغفر لنا وسهل لنا أبواب رحمتك فإذا فرغت فقولي ذلك غير أن قولي: وسهل لنا أبواب فضلك } [رواه ابن ماجه والترمذي وصححه الألباني بشواهده].
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56] فالأفضل أن تقرن الصلاة والسلام سوياً استجابةً لله عز وجل فهذا هو المجزئ في صفة الصلاة عليه الصلاة والسلام.
وعن أبي محمد بن عجرة رضي الله عنه قال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ فقال: { قولوا اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل ابراهيم إنك حميد مجيد } [متفق عليه].
وعن أبي حميد الساعد قال: قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال: { قولوا اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد } [متفق عليه].
وفي هذين الحديثين دلالة على الصفة الكاملة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
عن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول وصلوا عليّ فإنه من صلّى عليّ مرة واحدة صلى الله عليه عشراً ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة } [رواه مسلم].
قال صلى الله عليه وسلم : { من صلّى عليّ حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي } [أخرجه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني].
وقال صلى الله عليه وسلم : { من صلّى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً } [رواه مسلم وأحمد والثلاثة].
وعن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فأطال السجود قال: { أتاني جبريل وقال: من صلّى عليك صليت عليه ومن سلّم عليك سلمت عليه فسجدت شكراً لله } [رواه الحاكم وأحمد والجهضمي وقال الحاكم: صحيح ولم يخرجاه وقال الألباني: صحيح لطرقه وشواهده].
وعن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أتاني آت من ربي فقال: ما من عبد يصلي عليك صلاة إلا صلى الله عليه بها عشراً } فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله أجعل نصف دعائي لك! قال: { إن شئت }. قال: ألا أجعل ثلث دعائي!. قال: { إن شئت }. قال: ألا أجعل دعائي كله قال: { إذن يكفيك الله هم الدنيا والآخرة } [رواه الجهضمي وقال الألباني هذا مرسل صحيح الأسناد].
وعن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { إن لله ملائكة سياحين يبلغونني من أمتي السلام } [رواه النسائي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وقال الألباني إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح].
وقال صلى الله عليه وسلم : { من صلّى عليّ واحدةً صلّى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات } [رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد والنسائي والحاكم وصححه الألباني].
وعن ابن مسعود مرفوعاً: { أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة } [رواه الترمذي وقال حسن غريب رواه ابن حبان].
وعن جابر بن عبدالله، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : { من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له الشفاعة يوم القيامة } [رواه البخاري في صحيحه].
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { رغم أنف رجل ذُكرت عنده فلم يصلّ عليّ، رغم أنف رجل دخل رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له، ورغم أنف رجل أدرك أبواه عند الكبر فلم يُدخلاه الجنة } قال عبدالرحمن وهو أحد رواة الحديث وعبدالرحمن بن إسحاق وأظنه قال: { أو أحدهما } [رواه الترمذي والبزار قال الألباني في صحيح الترمذي حسن صحيح].
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم: { البخيل كل البخل الذي ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ } [أخرجه النسائي والترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع].
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم : { من نسي الصلاة عليّ خطئ طريق الجنة } [صححه الألباني في صحيح الجامع].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم : { أيّما قوم جلسوا مجلساً ثم تفرقوا قبل أن يذكروا الله ويصلوا على النبي كانت عليهم من الله تره إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم } [أخرجه الترمذي وحسنه أبو داود].
وحكى أبو عيسى الترمذي عن بعض أهل العلم قال: ( إذا صلى الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم : { مرة في مجلس أجزأ عنه ما كان في ذلك المجلس } ).
ذكر ابن القيم 39 فائدة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم منها:
1- امتثال أمر الله سبحانه وتعالى.
2- حصول عشر صلوات من الله على المصلي مرة.
3- يكتب له عشر حسنات ويمحو عنه عشر سيئات.
4- أن يرفع له عشر درجات.
5- أنه يرجى إجابة دعائه إذا قدمها أمامه فهي تصاعد الدعاء إلى عند رب العالمين.
6- أنها سبب لشفاعته صلى الله عليه وسلم إذا قرنها بسؤال الوسيلة له، أو إفرادها.
7- أنها سبب لغفران الذنوب.
8- أنها سبب لكفاية الله ما أهمه.
9- أنها سبب لقرب العبد منه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
10- أنها سبب لصلاة الله على المصلي وصلاة الملائكة عليه.
11- أنها سبب لرد النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة والسلام على المصلي.
12- أنها سبب لطيب المجلس، وأن لا يعود حسرة على أهله يوم القيامة.
13- أنها سبب لنفي الفقر.
14- أنها تنفي عن العبد اسم ( البخيل ) إذا صلى عليه عند ذكره صلى الله عليه وسلم
15- أنها سبب لإلقاء الله سبحانه وتعالى الثناء الحسن للمصلي عليه بين أهل السماء والأرض، لأن المصلي طالب من الله أن يثني على رسوله ويكرمه ويشرفه، والجزاء من جنس العمل فلا بد أن يحصل للمصلي نوع من ذلك.
16- أنها سبب للبركة في ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب مصالحه لأن المصلي داع ربه أن يبارك عليه وعلى آله وهذا الدعاء مستجاب والجزاء من جنسه.
17- أنها سبب لعرض اسم المصلي عليه صلى الله عليه وسلم وذكره عنده كما تقدم قوله صلى الله عليه وسلم : { إن صلاتكم معروضة عليّ } وقوله : { إن الله وكّل بقبري ملائكة يبلغونني عن أمتي السلام } وكفى بالعبد نبلاً أن يذكر اسمه بالخير بين يدي رسول الله .
18- أنها سبب لتثبيت القدم على الصراط والجواز عليه لحديث عبدالرحمن بن سمرة الذي رواه عنه سعيد بن المسيب في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: { ورأيت رجلاً من أمتي يزحف على الصراط ويحبو أحياناً ويتعلق أحياناً، فجاءته صلاته عليّ فأقامته على قدميه وأنقذته } [رواه أبو موسى المديني وبنى عليه كتابه في "الترغيب والترهيب" وقال: هذا حديث حسن جداً].
19- أنها سبب لدوام محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وزيادتها وتضاعفها، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به لأن العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه فسيتضاعف حبّه له وتزايد شوقه إليه، واستولى على جميع قلبه، وإذا أعرض عن ذكره وإحضار محاسنه يغلبه، نقص حبه من قلبه، ولا شيء أقر لعين المحب من رؤية محبوبه ولا أقر لقلبه من ذكر محاسنه، وتكون زيادة ذلك ونقصانه بحسب زيادة الحب ونقصانه في قلبه والحس شاهد بذلك.
20- أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه، فإنه كلما أكثر الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وذكره، استولت محبته على قلبه، حتى لا يبقى في قلبه معارضة لشيء من أوامره، ولا شك في شيء مما جاء به، بل يصير ما جاء به مكتوباً مسطوراً في قلبه ويقتبس الهدي والفلاح وأنواع العلوم منه، فأهل العلم العارفين بسنته وهديه المتبعين له كلما ازدادوا فيما جاء به من معرفة، ازدادوا له محبة ومعرفة بحقيقة الصلاة المطلوبة له من الله.
وصلى الله وسلم على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين.
www.kalemat.org
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)
اللهم صلى على الحبيب المحبوب شافي العلل ومفرج الكروب
اللهم صلي على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها وعافية الابدان
وشفائها وعلى اله وصحبه وسلم
اللهم صلى وسلم وزد وبارك على النبي محمد وال محمد سيد
الرجال المفدى يابحر الكمال والجمال يا محمد
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
الحمد لله الكريم المنان، الرحيم الرحمن، ذو الجود والعطاء، أحمد حمداً يليق بجلاله وعظيم سلطانه، امتن علينا بالإيمان وهدانا للإسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله عظيم الشأن، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أكرم الكرماء، وأسخى الأسخياء، يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الجود والعطاء. أما بعد:
فسوف نتكلم عن كريم عُرف بكرمه، وجواد عرف بجوده، وسخي عرف بسخائه، لم يأته من الدنيا شيء إلا أنفقه، وما وصل يده مال إلا فرقه، لم يكن بخيل قط، ولم يقل يوماً لا، بل إنه كان يتمنى لو أن جبل أحد ذهبا يفرقه في سبيل الله.
تَعوّد بَسْط الكفِّ حتَّى لو انـَّهُ * * * ثناها لِقَبْضٍ لم تجِبْه أَناملُهْ
ولو لم يكن في كفِّه غير رُوحهِ * * * لجَادَ بها فليتقِ اللهَ سَائلُهْ
هُو البَحْرُ من أيِّ النًّواحي أتيته * * * فلُجَّتُهُ المعروفُ والجُودُ ساحِلُهْ
إنه الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم-، رضع الكرم مع حليب أمه، فهو يسري في عروقه، ويتحرك مع دقات قلبه، وهو المسيطر على تصرفاته، بل إنه ملازم له كنفسه، فلم يرى إلا كريماً ينفق ماله هنا وهناك، وما عرف إلا جواداً، تخلق بخلق الكرم فاتسم بالجود ووصف بالكريم.
فلم يبخل يوماً قط فقد جاء عن جابر -رضي الله عنه- قال: (ما سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن شيءٍ قط فقال: لا) رواه البخاري، وما قال لا قط في حياته.
ما قال لا قط إلا في تشهده * * * لولا التشهد كانت لاؤه نعم
وعن أنس -رضي الله عنه- قال: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم – أحْسَنَ الناس، وأجْوَد الناس، وأشْجَعَ الناس) رواه البخاري ومسلم. وصل به الكرم- صلى الله عليه وسلم- إلى أن يعطي ثوبه الذي عليه، فقد روي أن امرأة جاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بِبُرْدة فقالت: يا رسول الله: أكْسوك هذه. فأخذها النبي -صلى الله عليه وسلم – محتاجاً إليها، فَلَبسَها، فرآها عليه رجل من الصحابة، فقال: يا رسول الله، ما أحْسَنَ هذه، فاكْسُنيها. فقال : ((نعم)) . فلما قام النبي -صلى الله عليه وسلم – لامه أصحابه فقالوا: ما أحسنْتَ حين رأيتَ النبي -صلى الله عليه وسلم – أخَذها مُحتاجاً إليها، ثم سألتَهُ إياها، وقد عرفتَ أنه لا يُسْأَل شيئاً فيمنعه. فقال: رجوتُ بَرَكَتَهَا حين لَبِسها النبي -صلى الله عليه وسلم- ؛ لَعَلَّي أُكَفَّن فيها. رواه البخاريُّ. هكذا كان كريم -عليه الصلاة والسلام- لا يرد سائل أبدا مهما طلب.
وأتاه رجل فسأله، فأعطاه غنما سدَّت ما بين جبلين، فرجع إلى قومه وقال: أسلموا، فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.
وأتي بمال من البحرين فقال: انثُروه في المسجد، وكان أكثر مالٍ أُتي به، فخرج إلى الصلاة، ولم يلتفت إليه، فلمّا قَضَى الصلاة جاء فجلس إليه، فما كان يرى أحداً إلَّا أعطاه، وما قام وثَمَّ منها درهم. فيا لله من نفس كريمة سخية، مليئة بالقناعة فزهدت عن حطام الدنيا واشتاقت إلى الفردوس الأعلى. ويا لله ما أكرمه من نبي يعطي عطاء من لا يخشى الفقر فقد جاء في مغازي الواقدي أنه -عليه الصلاة والسلام- أعطى صفوان وادياً مملوءاً إبلاً ونعماً، فقال صفوان : أشهد ما طابت بهذا إلا نفس نبي.
وفي الصحيحين عن جبير بن مطعم: أن الأعراب علقوا بالنبي -صلى عليه وسلم- مَرْجِعَهُ من حُنَيْن، يسألونه أن يقسم بينهم فقال: ((لو كان لي عَدَدُ هذه العَضَاةِ نَعَماَ، لقَسمتُه بينكم، ثم لا تجدوني بخيلاً، ولا كذوباً، ولا جباناً)).
فالمال لا يدخره ولا يكنزه لنفسه فقد جاء عن أنس -رضي الله عنه- قالكان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يدَّخر شيئاً لغدٍ) رواه الترمذي وصححه الألباني بل إنه وصل الحد بكثير من الكفار أن يسلموا طمعاً في كرمه -صلى الله عليه وسلم- ففي صحيح مسلم عن أنس -رضي الله عنه- قال: (ما سُئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئاً إلا أعطاه، فجاء رجل فأعطاه غنماً بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفاقه" قال أنس: إن كان الرجل ليُسلم ما يريد إلا الدنيا فما يُمسي حتى يكون الإسلام أحبَّ إليه من الدنيا وما عليها).
وها هو -عليه الصلاة والسلام- لا يطمئن له بال ولا يستقر له قرار وفي بيته مال إلا بعد أن ينفقه, فقد جاء عن سمرة بن جندب -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: ((إني لألج هذه الغرفة ما ألجها إلاّ خشية أن يكون فيها مالُ فأتوفى ولم أنفقه)) رواه الطبراني وحسنه الألباني، وعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: (كانت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبعة دنانير وضَعها عند عائشة، فلَّما كان عند مرضه قال: ((يا عائشة، ابعثي بالذهب إلى علي)). ثم أغمي عليه. وشغل عائشة ما به، حتى قال ذلك مراراً. كل ذلك يغمى على رسو الله -صلى الله عليه وسلم- ويشغل عائشة ما به، فبعث إلى عليٍّ فتصدَّق بها، وأمسى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة الاثنين في جديد الموت ، فأرسلت عائشة بمصباح لها إلى امرأة من نسائها، فقالت: أهدي لنا في مصباحنا من عُكَّتك السَّمْن، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمسى في جديد الموت) رواه الطبراني وصححه الألباني.
وهكذا يتمنى -عليه الصلاة والسلام- لو أن جبل أحدٍ ذهبا ينفقه في سبيل الله، فقد جاء عن أبي ذرٍّ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- التفت إلى أُحُدٍ فقال: ((والذي نفسي بيده، ما يَسُرُّني أن أُحُداً تحوَّل لآلِ محمدٍ ذهباً، أُنفقه في سبيل الله، أموتْ يومَ أموتُ أدَعُ منه دينارين، إلَّا دينارين أُعدُّهما للدَّيْن إنْ كان)) رواه أحمد وحسنه الألباني.
وكان جوده -صلى الله عليه وسلم- كلّه لله، وفي ابتغاء مرضاته، فإنه كان يبذل المال إما لفقير، أو محتاج، أو ينفقه في سبيل الله، أو يتألف به على الإسلام من يقوى الإسلام بإسلامه، وكان يُؤثر على نفسه وأهله وأولاده، فيعطي عطاءً يعجز عنه الملوكُ مثل كسرى وقيصر، ويعيش في نفسه عيش الفقراء، فيأتي عليه الشهر والشهران لا يُوقَد في بيته نار، وربَّما رَبط على بطنه الحجر من الجوع، وكان قد أتاه صبيُّ مرةً فشكتْ إليه فاطمةُ ما تلقى من خدمة البيت، وطلبت منه خادماً يكفيها مُؤْنة بيتها، فأمرها أن تستعين بالتسبيح والتكبير والتحميد عند نومها، وقال: ((لا أُعطيك وأَدَع أهل الصُّفًّة تَطْوَى بطونُهم من الجوع)). صلاح الأمة في علو الهمة (2/523).
هُو البَحْرُ من أيِّ النًّواحي أتيته * * * فلُجَّتُهُ المعروفُ والجُودُ ساحِلُهْ
أسأل الله بمنه وكرمه وجوده أن يرينا في أعداء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ما يشفي به صدورنا، وأن يهلكهم ويدمرهم تدميرا إنه على كل شيء قدير.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين،،،
منقول