التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

يارسول الله ! لماذا احبك ؟ من السنة

الســلآم عليكم ورحمة الله وبركــآته

صبــآحكم / مســآئكم رضى من الله ورســوله
ممـــآ رآق لي فـ أقتبسته لكم مع التعديــلآت البسيطه ,’،

:: . ::

يا رسول الله ! لماذا أحبك ؟( 30 سبباً )

قال عز وجل : يا أيها الذين آمنوا ! إذا ناجيتم الرسول ، فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ، ذلك خير لكم وأطهر .

قالَ صلى الله عليه وسلم: أَلاَ إِنّ كُلّكُمْ مُنَاجٍ رَبّهُ ، فَلاَ يَرفَعُ بَعضُكُم عَلَى بَعْضٍ في الْقِرَاءَةِ .

يا رسول الله ! هذه مناجاة ، هذا سؤال من كل مسلم ومسلمة إليك ، ياخيرة خلق الله .
النجوى : هي أن تسر وتبث بما في فؤادك من العواطف لمن تحب . صلى الله وسلم وبارك عليك وعلى آلك وصحبك .

1- أحبك يا رسول الله لأن الله تعالى يحبك ، فأنا أحبك كذلك .
2- أحبك يا رسول الله لأن حبك قربة إلى الله تعالى وعبادة لله من أفضل العبادات .
3- أحبك يا رسول الله حباً فيك واشتياقاً إليك وقرباً منك وإحساساً بك وعاطفةً مؤججةً تجاهك .
4- أحبك يا رسول الله لأني أدعو الله تعالى أن أراك في منامي.
5- أحبك يا رسول الله لكي يجمع الله تعالى بيني وبينك في الفردوس الأعلى من الجنة .
6- أحبك يا رسول الله لأن سيرتك تطبيق عملي لأحكام الدين .

7- أحبك يا رسول الله لأن سيرتك تفصيل لآيات وأحكام كتاب الله الكريم .
8- أحبك يا رسول الله لأن حياتك دين وأخلاق ، فمن تبعك أعزه الله ، ومن خالفك خذله الله .
9- أحبك يا رسول الله لأن أقوالك وأفعالك مليئة بالهدى والخير وبالنور .

10- أحبك يا رسول الله لأن أقوالك وأفعالك خير لنا في دنيانا أيضاً .
11- أحبك يا رسول الله لأنك أجهدت نفسك وتحملت كل المشاق والتعب لكي نرتاح نحن ، فإليك يرجع كل فضل علينا بعد فضل الله ، فقد بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وكشف الله بك الغمة .
12- أحبك يا رسول الله لأن سيرتك كلها عبر وعظات وحكم لنا نتدبرها فنستفيد منها .

13- أحبك يا رسول الله لأن الله تعالى قال لنا بأنك أسوة لنا ، وأمرنا بالصلاة والسلام عليك .
14- أحبك يا رسول الله لأن الله تعالى جعلك لنا نوراً ، وبنا رؤوفاً رحيماً .
15- أحبك يا رسول الله لأنك شافع لنا وشاهد ومبشر ونذير وداع إلى الله بإذنه وسراج منير .

16- أحبك يا رسول الله لأن حياتك وسيرتك أجمل وأحلى وأغلى قصة في الوجود .
17- أحبك يا رسول الله لأن حياتك وسيرتك تاريخ وسجل حافل بأعظم أحداث الدنيا .
18- أحبك يا رسول الله لأن حبك وفاء وإكرام وتقدير لأعظم عظماء الأمة والتاريخ .

19- أحبك يا رسول الله لأن حبك وفاء وإكرام وتقدير للعظماء من بعدك أيضاً .
20- أحبك يا رسول الله لأن حبك فيه معرفة بمكانتك وبقدرك وبفضلك وبجاهك عند الله تعالى .
21- أحبك يا رسول الله لأن حبك فيه بيان ومعرفة فضلك على باقي الأنبياء صلوات الله وسلامه عليك وعليهم ، حيث اشتق
الله سبحانه اسمك من اسمه ، وقرن اسمك الشريف مع اسمه عز وجل .

22- أحبك يا رسول الله لأنك سيد ولد آدم يوم القيامة أمام الله تعالى ، فضلاً عن هذه الدنيا الفانية .
23- أحبك يا رسول الله لأن حياتك خير لنا ، ولأن مماتك خير لنا ، ولأن ذكرك والصلاة عليك خير لنا .
24- أحبك يا رسول الله لأن حياتك وسيرتك تعيننا على فهم الكتاب والسنة ، فكثير من الآيات .
والأحاديث تفسرها وتجليها الأحداث التي مرت بك يا رسول الله صلى الله عليك وعلى آلك وسلم .

25- أحبك يا رسول الله لأنك لم تترك خيراً إلا ودللتنا عليه ، ولم تترك شراً إلا وحذرتنا منه .
26- أحبك يا رسول الله لأنك أرفع وأرقى وأسمى نموذج حي ، وأجمل وأكمل صورة ، للطفل ، للشاب المسلم ، للمعلم المربي ، للزوج المثالي ، للحاكم العادل ، للقائد المحنك ، وللأب الحاني ، … بل إنك أنت المثل لكل إنسان في كل صورك وحالاتك ، صلى الله عليك وعلى آلك وسلم وبارك .
27- أحبك يا رسول الله لكي أستطيع أن فهم شخصيتك النبوية يارسول الله ، صلى الله عليك وسلم من خلال حياتك وظروفك ، وأنك لست مجرد عبقري ، أو بطل الأبطال ، بل أنت نبي الله ورسول الله .

28- أحبك يا رسول الله لأن الحديث عن أخلاقك يعلمني الأخلاق ، ولأن الحديث عن عبادتك يعلمني كيف أعبد الله تعالى ، ولأن الحديث عن شجاعتك يحتاج إلى شجاعة ، ويعلمني الشجاعة ويزيل من عندي الخوف إلا من الله تعالى ، ولأن الحديث عن كرمك يعلمني الكرم ، ولأن الحديث عن كل صفة فيك يرزقني الله تعالى منها ويعلمني خيراً كثيراً .
29- أحبك يا رسول الله لأنك قمة القمم ، في كل شيء ، ولكل أحد ، وفي كل زمن .
30- أحبك يا رسول الله لكي أشرب من يدك الشريفة شربةً هنيئةً مريئةً لا أظمأ بعدها أبداً ، ولكي أنظر إلى وجهك الأنور وإلى جبينك الأزهر ، ولكي أجلس بجوارك وأنت الطاهر الأطهر، في جنات ونهر، عند مليك مقتدر .

اللـهم آمـين الـلـهم آمـين الـلـهم آمين .

منقول من كتاب :.

يا رسول الله ! لماذا أحبك ؟ ولماذا أصلي عليك ؟

إعداد
حسن بن عبيد باحبيشي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

عبدالله بن سبا السنة النبوية

عبد الله بن سبأ، يهودي ادعى الإسلام نفاقاً، تنسب اليه روايات تاريخية على أنه مشعل الاضطرابات والاحتجاجات ضد الخليفة الثالث عثمان بن عفان وأحد الغلاة بحب ومدعي ألوهية الامام علي بن أبي طالب بل يقولون أنه أصل هذه الفكرة وأنه مؤسس فكرة التشيع . يعتبر بن سبأ أول من نادى بولاية علي بن ابي طالب وان لكل نبي وصي وان وصي الامة هو علي بن ابي طالب، وهو أول من اظهر الطعن والشتم في الصحابة وخصوصاً أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعائشة زوجة الرسول محمدصلى الله عليه وسلم .
نسب إليه أنه من أشعل الثورة على عثمان بن عفان وكان السبب في معركة الجمل بعد ذلك. ينسب لابن سبأ أنه أول من غالى في علي وأضفى عليه صفات غير بشرية مما اضطر علي بن أبي طالب إلى التبرؤ منه. مؤخرا يحاول بعض المؤرخين أن يجعل ابن سبأ أصل التشيع بصفة عامة وأصل الفتن الإسلامية الأولى كفتنة مقتل عثمان وحرب الجمل ويرجعونه لأصول يهودية مما يجعل تشتت شمل المسلمين جزءا من مؤامرة يهودية كبرى، لكن بالمقابل ينفي المؤرخون الشيعة وجود ابن سبأ أساسا، ويناقش البعض إمكانية أن يكون لشخص مفرد هذا التأثير الكبير على مجرى تاريخ أمة بكاملها، فمثل هذه الأزمات في رأيهم تكون نتيجة عوامل كثيرة سياسية واقتصادية واجتماعية قد يكون ابن سبأ بما زعم عنه من تأثير عقائدي أحدها لكنه لا يستطيع أن يختصرها جميعا.
اختلف أصحاب المقالات والتاريخ في هوية عبد الله بن سبأ، بسبب السرية التي كان يحيط بها دعوته. وذهب عامة المؤرخين أن ابن سبأ من صنعاء في اليمن، لكن الخلاف إن كان من حِميَر أم من همدان؟ ولأنه من أم حبشية فكثيراً
ما يطلق عليه "ابن السوداء".
أصله يهودي أسلم زمن عثمان بن عفان، وأخذ يتنقل في بلاد المسلمين . فبدأ بالحجاز ثم البصرة سنة 33 هـ، ثم الكوفة، ثم أتى الشام . فأتى مصر سنة 34 هـ واستقر بها، ووضع عقيدتي الوصية والرجعة ،
وكوّن له في مصر أنصاراً. استمر في مراسلة أتباعه في الكوفة والبصرة. وفي النهاية نجح في تجميع جميع الساخطين على عثمان فتجمعوا في المدينة وقاموا بقتل عثمان.
لعب عبد الله بن سبأ دوراً هاماً في بدء معركة الجمل، وإفشال المفاوضات بين علي بن أبي طالب وبين طلحة والزبير. كما أنه أول من أظهر الغلوّ في التشيع،
وادعى الألوهية لعلي. فقام علي بإحراق بعض أتباعه، ثم قام بنفي ابن سبأ إلى المدائن. وبعد استشهاد علي، رفض ابن سبأ الاعتراف بذلك، وادعى غيبته بعد وفاته. ويسمى أتباع ابن سبأ بالسبئية .
حيث اطاحت الفتنة التى اشعلها بكل من عثمان على و طلحة و الزبير
م
ن
ق
و
ل

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

سلسلة أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام وشرحها – 2 – سنة النبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل وسلم على محمد وال محمد أجمعين
الجزء الثانى من الطرح السابق
واليوم شرح ثلاث أحاديث

[BACKGROUND="90 #999999"]يسأل " لماذا قُبل إسلام أبي طلحة ولم تُقبل هجرة مهاجر أم قيس مع أن الدافع واحد ؟! " السؤال :

أنا متحير بشأن النية وقبولها من عدم قبولها ، ألم تتزوج " أمُ سُليم " أبا طلحة شرط إن يُسلِم فأسلم فكان الإسلام صداقها ، وأقرهما النبي صلى الله عليه وسلم ؟ في حين أنّا نرى في حادثة الهجرة أن أحد الصحابة هاجر فقط لأن من أراد أن يتزوجها " أم قيس " اشترطت عليه الهجرة فأصبح اسمه " مهاجر أم قيس " ، وقد ورد في الحديث أن هجرته كانت لذلك الغرض ، وهو الزواج ، وبالتالي فهجرته لم تُقبل لأنها لم تكن خالصة ، فأريد أن أفهم هنا لماذا قُبل إسلام أبي طلحة ولم تُقبل هجرة مهاجر أم قيس مع أن الدافع واحد ؟ .

الجواب :


الحمد لله


أولاً:


قبل الإجابة على السؤال نود أن نشكر الأخ السائل على دقة فهمه وقوة استشكاله ، ونحن نرحِّب بمثل هذه المسائل التي تفتح أبواباً – لطلاب العلم – من العلم والخير وتُغلق أبواباً – على المشككين في الشرع – من الجهل والشر .


ثانياً:


ولتتم الفائدة فلنذكر حديث أم سليم مع أبي طلحة رضي الله عنهما ، ولنذكر بعده قصة مهاجر أم قيس .


1. عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ : خَطَبَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ فَقَالَتْ وَاللَّهِ مَا مِثْلُكَ يَا أَبَا طَلْحَةَ يُرَدُّ وَلَكِنَّكَ رَجُلٌ كَافِرٌ وَأَنَا امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ وَلَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَتَزَوَّجَكَ فَإِنْ تُسْلِمْ فَذَاكَ مَهْرِي وَمَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ فَأَسْلَمَ فَكَانَ ذَلِكَ مَهْرَهَا .


قَالَ ثَابِتٌ : فَمَا سَمِعْتُ بِامْرَأَةٍ قَطُّ كَانَتْ أَكْرَمَ مَهْرًا مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ الْإِسْلَامَ فَدَخَلَ بِهَا فَوَلَدَتْ لَهُ .


رواه النسائي ( 3341 ) وصححه ابن حجر في " فتح الباري " ( 9 / 115 ) – وردَّ على من أعلَّ متنه – وصححه الألباني في " صحيح النسائي " .


وقد بوَّب عليهما النسائي بقوله " باب التزويج على الإسلام " .


2. وأما قصة مهاجر أم قيس : فالظاهر أنها صحيحة ، لكن لم يصح أنها سبب حديث ( إنما الأعمال بالنيات ) .


عن شقيق قال : قال عبد الله : " من هاجر يبتغي شيئا فهو له ، قال : هاجر رجل ليتزوج امرأة يقال لها : أم قيس وكان يسمى مهاجر أم قيس " .


رواه الطبراني في " الكبير " ( 8540 ) .


قال ابن حجر – رحمه الله – : " وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين " انتهى من " فتح الباري " ( 1 / 10 ) .


وقال ابن رجب الحنبلي – رحمه الله – : " وقد اشتُهر أن قصة " مهاجر أم قيس " هي كانت سبب قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ) وذكر ذلك كثير من المتأخرين في كتبهم ، ولم نرَ لذلك أصلاً يصح " انتهى من " جامع العلوم والحِكَم " ( ص 14 ) .


وقال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – : " وقصة " مهاجر أم قيس " رواها سعيد بن منصور قال : أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله – هو ابن مسعود – قال : من هاجر يبتغي شيئاً … – وساق الأثر – .


ورواه الطبراني من طريق أخرى عن الأعمش بلفظ " كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها أم قيس فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر فهاجر فتزوجها فكنا نسميه مهاجر أم قيس " ، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ، لكن ليس فيه أن حديث الأعمال سيق بسبب ذلك ، ولم أر في شيء من الطرق ما يقتضي التصريح بذلك " انتهى من " فتح الباري " ( 1 / 10 ) .

ثالثاً:


خلاصة ما ذكره أهل العلم في الجواب عن الإشكال : أن هناك فرقا بين حال الداخلين في الإسلام وحال المهاجرين ، فمن دخل في دين الله تعالى خالصاً من قلبه معتقداً صحة الرسالة ، وليس من أجل مالٍ ولا دنيا فهو في مرتبة أعلى ممن دخله من المؤلَّفة قلوبهم والذين دخلوا فيه طمعاً في المال ، وهذا في الابتداء ، وإلا فقد يَحسن إسلام هذا الثاني فيصير أعظم منزلة من الأول ، ومثله يقال في المهاجر من بلد الكفر إلى بلد الإسلام ، فمن كانت هجرته نصرة لدين الله ، وفراراً من بلاد الشرك فهو ليس كمن هاجر من أجل دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ، فالأول يحصِّل أجر الهجرة ، وأما الثاني فإنه وإن جاء بصورة الفعل – وهو مفارقة بلاد الكفار نحو بلاد الإسلام – فإنه ليس له أجر الهجرة ، بل له ما هاجر من أجله ، وإن كان قد خلط بين نية الهجرة لله ونية التزوج وإصابة الدنيا : فهو دون الأول بلا شك ، وله من الأجر بقدر ما وقع في قلبه من نية الهجرة الشرعية .


والذي يظهر لنا أنَّ أبا طلحة رضي الله عنه قد دخل الإسلام رغبة فيه ، وأنه قد جمع معها الرغبة بالتزوج بأم سليم ، بدليل أنه قد حسن إسلامه فيما بعد وكان من أجلاء الصحابة ، والذي يظهر لنا – كذلك – أن " مهاجر أم قيس " لم يهاجر إلا بقصد التزوج فجاء بصورة الفعل دون قصد العبادة ، وليس فعله حراماً ولا تزوجه باطلاً ، لأن الهجرة ليست العبادات المحضة ، كالصلاة والصيام ونحو ذلك ، وإنما هي بحسب قصد المهاجر ؛ فمن هاجر لتجارة أو نحوها من المباحات : فهجرته مباحة ، ومن هاجر لقربة : فهجرته طاعة وقربة ، ومن هاجر لمحرم : فهجرته محرمة . وإن خلط في هجرته بين قصد المباح ، وقصد القربة والطاعة ، فهو بحسب ما غلب على قصده ونيته .


قال ابن حجر – رحمه الله – : " وقال الكرماني : يحتمل أن يكون قوله ( إلى ما هاجر إليه ) متعلقاً بالهجرة فيكون الخبر محذوفاً والتقدير : قبيحة ، أو : غير صحيحة – مثلاً – ويحتمل أن يكون خبره ( فهجرته ) والجملة خبر المبتدأ الذي هو ( من كانت ) " . انتهى .


وهذا الثاني هو الراجح ؛ لأن الأول يقتضي أن تلك الهجرة مذمومة مطلقاً ، وليس كذلك ؛ إلا أن حمل على تقدير شيء يقتضي التردد أو القصور عن الهجرة الخالصة كمن نوى بهجرته مفارقة دار الكفر وتزوج المرأة معا ، فلا تكون قبيحة ولا غير صحيحة ، بل هي ناقصة بالنسبة إلى من كانت هجرته خالصة ، وإنما أشعر السياق بذم من فعل ذلك بالنسبة إلى من طلب المرأة بصورة الهجرة الخالصة ، فأما من طلبها مضمومة إلى الهجرة فإنه يثاب على قصد الهجرة ، لكن دون ثواب من أخلص ، وكذا من طلب التزويج فقط لا على صورة الهجرة إلى الله لأنه من الأمر المباح الذي قد يثاب فاعله إذا قصد به القربة كالإعفاف ، ومن أمثلة ذلك ما وقع في قصة إسلام أبي طلحة فيما رواه النسائي عن أنس قال : " تزوج أبو طلحة أم سليم فكان صداق ما بينهما الإسلام أسلمت أم سليم قبل أبي طلحة فخطبها ، فقالت : إني قد أسلمت فإن أسلمت تزوجتك ، فأسلم فتزوجته . وهو محمول على أنه رغب في الإسلام ودخله من وجهة ، وضم إلى ذلك إرادة التزويج المباح " انتهى من " فتح الباري " ( 1 / 17 ) .


وقال النووي – رحمه الله – : " قوله صلى الله عليه وسلم ( فمن كان هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ) معناه : من قصد بهجرته وجه الله : وقع أجره على الله ، ومن قصد بها دنيا أو امرأة : فهي حظه ولا نصيب له في الآخرة بسبب هذه الهجرة " انتهى من " شرح مسلم " ( 13 / 54 ، 55 ) .
والله أعلم


الإسلام سؤال وجواب
[/BACKGROUND]

[BACKGROUND="80 #006666"]معنى حديث : ( لا يحب رجل قوما إلا حشر معهم )

السؤال:

ما صحة الحديث الذي يقول : ( من أحب أحدا حشر معه ) ، وهل يمكن القول : إن من أحب لاعبا أو ممثلا – مثل ما يحدث لدى الشباب الآن – يحشر معه استنادا للحديث ؟

الجواب :


الحمد لله


أولا :


الحديث الصحيح الأقرب إلى اللفظ الوارد في السؤال هو ما ورد عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ثَلَاثٌ هُنَّ حَقٌّ : لَا يَجْعَلُ اللَّهُ مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الْإِسْلَامِ كَمَنْ لَا سَهْمَ لَهُ ، وَلَا يَتَوَلَّى اللَّهَ عَبْدٌ فَيُوَلِّيهِ غَيْرَهُ ، وَلَا يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلَّا حُشِرَ مَعَهُمْ )


رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " (6/293) ، وفي " المعجم الصغير " (2/114) ، قال المنذري : إسناده جيد . وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الترغيب والترهيب " (3/96)


ومن الأحاديث المشهورة في هذا المعنى حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ ، فَقَالَ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ قَالَ : لاَ شَيْءَ ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ . قَالَ أَنَسٌ : فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ ، قَالَ أَنَسٌ : فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ ) .


رواه البخاري (3688)، ومسلم (2639)


ثانيا :


المحبة المقصودة في الحديث نوعان :


النوع الأول : المحبة الدينية ، أي المحبة لأجل الدين والمعتقد ، فمن أحب الصالحين لصلاحهم وأحب ما هم عليه من التقوى والدين ، رُجِي أن يجمعه الله بهم في جنته ، ومن أحب الكفار لكفرهم ومعتقدهم ، ووالاهم على ما هم فيه ، كان ذلك أيضا سببا لدخول النار معهم .


قال ابن بطال رحمه الله :


" بيان هذا المعنى أنه لما كان المحب للصالحين إنما أحبهم من أجل طاعتهم لله ، وكانت المحبة عملا من أعمال القلوب ، واعتقادًا لها ، أثاب الله معتقد ذلك ثواب الصالحين ، إذ النية هي الأصل ، والعمل تابع لها ، والله يؤتي فضله من يشاء " انتهى باختصار من " شرح صحيح البخاري " لابن بطال (9/333)


وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله – في تفسير قوله تعالى : ( وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ) -:


" أي : وإن حرصا عليك أن تتابعهما على دينهما إذا كانا مشركين ، فإياك وإياهما ، لا تطعهما في ذلك ، فإن مرجعكم إليّ يوم القيامة ، فأجزيك بإحسانك إليهما ، وصبرك على دينك ، وأحشرك مع الصالحين ، لا في زمرة والديك ، وإن كنت أقرب الناس إليهما في الدنيا ، فإن المرء إنما يحشر يوم القيامة مع من أحب ، أي : حبا دينيا ؛ ولهذا قال : ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين )" انتهى من " تفسير القرآن العظيم " (6/265)


ويقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله – في حديثه عن كبيرة محبة الظلمة أو الفسقة وبغض الصالحين – " عد هذين كبيرة هو ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة : ( المرء مع من أحب ) وله وجه ، إذ الفرض أنه أحب الفاسقين لفسقهم ، وأبغض الصالحين لصلاحهم ، وظاهر أن محبة الفسق كبيرة كفعله ، وكذا بغض الصالحين ؛ لأن حب أولئك الفاسقين وبغض الصالحين يدل على انفكاك ربقة الإسلام وعلى بغضه ، وبغض الإسلام كفر ، فما يؤدي إليه ينبغي أن يكون كبيرة " انتهى باختصار من " الزواجر عن اقتراف الكبائر " (1/184)


النوع الثاني: المحبة الموجبة لتشابه الأعمال والأخلاق ، فمن أحب أحد العلماء الصالحين وتشبه بما هو عليه من الصلاح والتقوى دخل الجنة بذلك ، ومن أحب الفاسقين أو الكافرين ، وأدت به محبته إلى التشبه بأحوالهم ومعاصيهم كان معهم في العقاب أيضا .


يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله :


" قال الحسن : يا ابن آدم ! لا يغرنك قول من يقول : ( المرء مع من أحب ) فإنك لن تلحق الأبرار إلا بأعمالهم ، فإن اليهود والنصارى يحبون أنبياءهم وليسوا معهم ، وهذه إشارة إلى أن مجرد ذلك ، من غير موافقة في بعض الأعمال ، أو كلها : لا ينفع " انتهى من " إحياء علوم الدين " (2/160)


أما الحب الدنيوي الذي يكون باعثه قرابة أو صداقة أو مصلحة مادية أو زواج أو غير ذلك من أسباب الدنيا الفانية ، فلا يكون سببا للجمع في المحشر أو المصير ، فالمسلم الذي يحب والدته غير المسلمة حبا فطريا ، ولا يحشر معها ، وغير المسلم الذي يحب صديقه المسلم مثلا من غير إسلام وإتباع لا يحشر معه ، وهكذا كل أنواع المحبة الدنيوية لا مدخل لها في معنى هذا الحديث .


ويقول الزرقاني رحمه الله :


" ( المرء مع من أحب ) في الجنة بحسن نيته من غير زيادة عمل ؛ لأنّ محبته لهم لطاعتهم ، والمحبة من أفعال القلوب ، فأثيب على ما اعتقده ؛ لأن الأصل النية ، والعمل تابع لها ، ولا يلزم من المعية استواء الدرجات ، بل ترفع الحجب حتى تحصل الرؤية والمشاهدة ، وكلٌّ في درجته .


وقال السخاوي : قال بعض العلماء : ومعنى الحديث أنه إذا أحبَّهم عمل بمثل أعمالهم ، قال الحسن البصري : من أحبَّ قومًا اتبع آثارهم ، واعلم أنك لن تلحق بالأخيار حتى تتبع آثارهم ، فتأخذ بهديهم ، وتقتدي بسنتهم ، وتصبح وتمسي على مناهجهم ، حرصًا أن تكون منهم " انتهى من " شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية " (5/304)


ومع ذلك ننبه الشباب إلى أن التعلق باللاعبين والممثلين – بأخبارهم وأحوالهم وأيامهم – إنما هو من الأوهام والخيالات التي لا تجر إليهم إلا كل فساد وشر ، وهي الباب للتخلق بأخلاقهم ، والعمل بمثل أعمالهم ؛ فإن بين الظاهر والباطن ارتباطا لا يجهله أحد ، والمشاكلة في الظاهر توجب المحبة في الباطن ، وهكذا العكس بالعكس .


أما الحب النافع فهو حب الصالحين والناجحين والمبدعين فيما يعود بالنفع على الأمة والبشرية جميعا ، حبا يدفع نحو التقدم والنجاح في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :


" وهذا الحديث حق فإن كون المحب مع المحبوب أمر فطري لا يكون غير ذلك وكونه معه هو على محبته إياه فإن كانت المحبة متوسطة أو قريبا من ذلك كان معه بحسب ذلك وإن كانت المحبة كاملة كان معه كذلك والمحبة الكاملة تجب معها الموافقة للمحبوب في محابه إذا كان المحب قادرا عليها ، فحيث تخلفت الموافقة مع القدرة ، يكون قد نقص من المحبة بقدر ذلك وإن كانت موجودة ، وحب الشيء وإرادته يستلزم بغض ضده وكراهته مع العلم بالتضاد.." انتهى من " مجموع الفتاوى " (10/752) .


والله أعلم .


الإسلام سؤال وجواب

[/BACKGROUND]

[BACKGROUND="90 #999999"]معنى قوله – صلى الله عليه وسلم – ( وأعوذ بك منك )

السؤال:

أرجو من فضلكم أن تشرحوا لي ما معنى (وأعوذ بك منك) في قول النبي صلى الله علية وسلم في السجود: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ؟

الجواب :


الحمد لله


الحديث رواه مسلم في صحيحه (751) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنْ الْفِرَاشِ ، فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ ، وَهُوَ يَقُولُ : ( اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ ) .


قال المناوي رحمه الله: " ( وأعوذ بك منك ) أي برحمتك من عقوبتك ؛ فإن ما يستعاذ منه صادر عن مشيئته وخلقه ، بإذنه وقضائه ؛ فهو الذي سبب الأسباب التي يستفاد به منها ، خلقا وكونا ، وهو الذي يُعيذ منها ، ويدفع شرها خلقا وكونا " . انتهى من "فيض القدير شرح الجامع الصغير" (2/176) .


وقال ابن القيم رحمه الله : " ( وأعوذ بك منك ) : فاستعاذ بصفة الرضا من صفة الغضب ، وبفعل العافية من فعل العقوبة ، واستعاذ به منه باعتبارين ؛ وكأن في استعاذته منه جمعاً لما فصله في الجملتين قبله ؛ فإن الاستعاذة به منه ترجع إلى معنى الكلام قبلها ، مع تضمنها فائدة شريفة ، وهي كمال التوحيد ، وأن الذي يستعيذ به العائذ ، ويهرب منه : إنما هو فعل الله ومشيئته وقدره ؛ فهو وحده المنفرد بالحكم ؛ فإذا أراد بعبده سوءا لم يعذه منه إلا هو ، فهو الذي يريد به ما يسوؤه ، وهو الذي يريد دفعه عنه ، فصار سبحانه مستعاذاً به منه باعتبار الإرادتين : ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ) ؛ فهو الذي يمس بالضر ، وهو الذي يكشفه ، لا إله إلا هو ، فالمهرب منه إليه ، والفرار منه إليه ، والملجأ منه إليه ، كما أن الاستعاذة منه ؛ فإنه لا رب غيره ولا مدبر للعبد سواه ، فهو الذي يحركه ويقلبه ويصرفه كيف يشاء " انتهى من "طريق الهجرتين وباب السعادتين"(1/431) .


والله أعلم


الإسلام سؤال وجواب

[/BACKGROUND]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

عذرا ياحبيي رسول الله – سنة النبي

رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام

حبيبنا رسول الله عليه الصلاة والسلام


أحبنا وهو لم يرانا

شفيعنا يوم القيامة

اشتاق لنا فهل اشتقنا له ؟!

أحببناه بكل نبضات قلوبنا

قدم لنا الشيء الكثير

فماذا قدمنا ؟!

وفي أي شيء تتمثل هذه المحبة ؟!

المحبة ليست كلمات جوفاء تنطقها شفاهنا
دون أن يكون لها أي صدى في أرواحنا ..

المحبة ليست عبارات نكتبها وبمجرد أن يجف مدادها
تجف من قلوبنا ..

المحبة هي أن تستشعر حب هذه الشخصية العظيمة
وتقر بفضلها على البشرية جميعها ..
نستشعر ذلك الحب ونجعله يملأ قلوبنا فينبض مع كل خفقة في ذلك القلب ..
نرتجف خوفاً عليه ..
وتحتقن شرايينا بالدماء إذا مُس حبيبنا عليه الصلاة والسلام .. ومُست سنته الغراء ..
ندافع عنه بأرواحنا ..
ونغضب على كل من أراد بشخصيته سوءاً ..
هو نبينا حبيبنا ..

ماذا قدمت له ؟!

عذراً إليك رسولي

نحبه ونشتاق له فعسى أن نكون أهلاً للقاء

هو شفيعنا عليه الصلاة والسلام فعسى أن نكون أهلاً للشفاعة

تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها
فما عذرنا ؟!

وماذا سوف نقول ؟!

سؤال لابد أن نضعه أمام أعيننا لنكون أهلاً عندما يقول عليه الصلاة والسلام :

أمتي أمتي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الصحابيه فاطمه بنت الخطاب أخت الفاروق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه السطور ليست سوى ومضات سريعة من مواقف في حياة إحدى عظيمات نساء العالم، فاطمة بنت الخطاب (رضي الله عنها)، تلك الشخصية التي سمت وبرزت في عالم الإسلام والإيمان في أبهى صورة المرأة الداعية، فكانت مثالاً وقدوة يحتذى بها في التضحية للدعوة إلى الإسلام، فهي شخصية اتصفت بصبرها واحتسابها إلى ربها (عز وجل)، فقد تحملت الكثير من أجل إسلامها، ولم تخف يوماً من أخيها عمر بن الخطاب، حينما كان في جاهليته، في حين كانت مكة بأسرها تخاف من بطشه

اسمها ونسبها (رضي الله عنها) :
هي فاطمة بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزى القرشية العدوية، ولقبها أميمة، وكنيتها أم جميل، وأمها حنتمة بنت هاشم بن المغيرة القرشية المخزومية. وهي أخت أمير المؤمنين، وثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما)، وزوجة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي، أحد السابقين إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وقيل إنها ولدت لسعد بن زيد ابنه عبد الرحمن.

صفاتها(رضي الله عنها) :

فاطمة بيت الخطاب (رضي الله عنها) صحابية جليلة، اتسمت بعدد من المزايا؛ منها أنها كانت شديدة الإيمان بالله تعالى وشديدة الاعتزاز بالإسلام، طاهرة القلب، راجحة العقل، نقية الفطــرة، من السابقات إلى الإسلام، أسلمت قديماً مع زوجها قبل إسلام أخيهـا عمـر(رضي الله عنه)، وكانت سبباً في إسلامه، كما أنها بايعت الرسول (صلى الله عليه وسلم) فكانت من المبايعات الأوائل.

دور فاطمة في قصة إسلام أخيها عمر (رضي الله عنهما):

عرف عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بعداوته تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل إسلامه، فقد خرج عمر (رضي الله عنه) في يوم من الأيام قبل إسلامه متوشحاً سيفه عازماً على قتل رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فلقيه نعيم بن عبد الله، ورأى ما هو عليه من حال فقال: أين تعمد يا عمر؟ قال: أريد أن أقتل محمداً، قال: كيف تأمن من بني هاشم ومن بني زهرة وقد قتلت محمدا ً؟ فقال عمر: ما أراك إلا قد صبوت، وتركت دينك الذي كنت عليه، قال: أفلا أدلك على العجب يا عمر! إن أختك وختنك قد أسلما، وتركا دينك الذي أنت عليه، فلما سمع عمر ذلك غضب أشد الغضب، واتجه مسرعاً إلى بيت أخته فاطمة (رضي الله عنها)، فعندما دنا من بيتها سمع همهمة، فقد كان خباب يقرأ على فاطمة وزوجها سعيد (رضي الله عنهما) سورة طـــه، فلما سمعوا صوت عمر (رضي الله عنه)، أخفت فاطمة (رضي الله عنها) الصحيفة، وتوارى خباب في البيت، فدخل وسألها عن تلك الهمهمة، فأخبرته أنه حديث دار بينهم، فقال عمر (رضي الله عنه) : فلعلكما قد صبوتما، وتابعتما محمداً على دينه! فقال له صهره سعيد: يا عمر أرأيت إن كان الحق في غير دينك، عندها لم يتمالك عمر نفسه، فوثب على سعيد فوطئه، ثم أتت فاطمة مسرعة محاولة الذود عن زوجها، ولكن عمر (رضي الله عنه) ضربها بيده ضربة أسالت الدم من وجهها، بعدها قالت فاطمة (رضي الله عنه) : يا عمر إن الحق في غير دينك، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، فعندما رأى عمر ما قد فعله بأخته ندم وأسف على ذلك، وطلب منها أن تعطيه تلك الصحيفة، فقالت له فاطمة (رضي الله عنها) وقد طمعت في أن يسلم: إنك رجل نجس ولا يمسه إلا المطهرون، فقم فاغتسل، فقام منفعل ثم أخذ الكتاب فقرأ فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم. طه. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. إلا تذكرة لمن يخشى. تنزيل ممن خلق الأرض والسموات العلى. الرحمن على العرش استوى…) فقال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه! …، دلوني على محمد، فلما سمع خباب خرج من مخبئه مسرعا إلى عمر وبشره وتمنى أن تكون فيه دعوة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حيث قال: اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هاشم.

وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) حينها في دار الأرقم، فخرج عمر (رضي الله عنه) متجها إلى تلك الدار، وقد كان متوشحاً سيفه، فضرب الباب، فقام أحد صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونظر من الباب فرأى عمر وما هو عليه، ففزع الصحابي ورجع مسرعاً إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبره بما رأى، فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم) لحمزة بن عبد المطلب (رضي الله عنه) : فأذن له فإن كان جاء يريد خيراً بذلناه له، وإن كان يريد شراً قتلناه بسيفه، فأذن له ونهض إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى لقيه بالحجرة فأخذ مجمع ردائه ثم جبذه جبذة شديدة وقال: ما جاء بك يا ابن الخطاب فوالله ما أرى أن تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة، فقال عمر: يا رسول الله جئتك لأومن بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله، فلما سمع الرسول الكريم ذلك كبر تكبيرة عرف أهل البيت من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن عمر قد أسلم.

لقد كان ذلك الموقف أحد أروع المواقف الإسلامية في تاريخ الحياة الإسلامية، وفيه يعود الفضل لفاطمة بنت الخطاب (رضي الله عنها) وثباتها على دينها، ودعوتها الصادقة لأخيها، الذي كانت البلاد بأجمعها تخاف من بطشه في جاهليته، ولكنها لم تخشاه قط، بل أصرت على موقفها، وكانت سبباً في إسلامه (رضي الله عنه)، وبذلك تحققت فيه دعوة رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

رواية فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنها للحديث :

روى الواقدي عن فاطمة بنت مسلم الأشجعية، عن فاطمة الخزاعية، عن فاطمة بنت الخطاب – أنها سمعت رسول الله – (صلى الله عليه وسلم) يقول: << لا تزال أمتي بخير ما لم يظهر فيهم حب الدنيا في علماء فساق، و قراء جهال، وجبابرة؛ فإذا ظهرت خشيت أن يعمهم الله بعقاب >>

وبمراجعة الحديث الشريف السابق نجد فيه إشارة إلى خطورة العلماء في المجتمع، وما يمكن أن يصنعوه من خير وتقدم إن كانوا صالحين أتقياء، وما يجلبونه من شر وويل على الأمة إن كانوا فاسقين عصاة، تعلقت قلوبهم بحب الدنيا ومتاعها؛ ذلك لأنهم يشكلون نخبة المجتمع وصفوته، وبصلاحهم يصلح المجتمع، وبفسادهم يفسد المجتمع.

لم تكن تلك السطور السابقة سوى ومضات سريعة من مواقف في حياة إحدى عظيمات نساء العالم، فاطمة بنت الخطاب (رضي الله عنها)، تلك الشخصية التي سمت وبرزت في عالم الإسلام والإيمان في أبهى صورة المرأة الداعية، فكانت مثالاً وقدوة يحتذى بها في التضحية للدعوة إلى الإسلام، فهي شخصية اتصفت بصبرها واحتسابها إلى ربها (عز وجل)، فقد تحملت الكثير من أجل إسلامها، ولم تخف يوماً من أخيها عمر بن الخطاب، حينما كان في جاهليته، في حين كانت مكة بأسرها تخاف من بطشه.

وأهم النتائج التي توصلت إليها في شخصية فاطمة بنت الخطاب (رضي الله عنها) :

* أن لا يخاف المسلم في الله لومة لائم، ويتضح ذلك في موقف فاطمة (رضي الله عنه) عندما أسلمت على الرغم من معرفتها ببطش أخيها وجبروته، فلم تخش سوى ربها (عز وجل)، وسعت لمرضاته.

* سعي فاطمة (رضي الله عنها) لهداية أخيها عمر بن الخطاب للإسلام، حيث كان لها الدور البارز في إسلامه (رضي الله عنه)، فقد ارتبطت قصة إسلامه المشهورة بفاطمة بنت الخطاب.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

رسائل حب من بيت النبوة – في الاسلام

رسائل حب من بيت النبوة

كثير من الأزواج يحبون زوجاتهم , ولكنهم لا يعرفون كيف يحبونهن , وكيف يوصلون إليهن هذا الحب ، و لا كيف يشعروهن أنهم محبون فتعال أيها الزوج تعلم من النبي – صلى الله عليه وسلم – كيف تحب من خلال الرسائل التي كان يرسلها لزوجاته.

رسائل حب ♥
.وقبل أن نقول الرسائل نقول أولا إن الحب يوسع المنزل الضيق , فهذه حجرة عائشة رضي الله عنها كانت 3*5 متر ولكنه كان بيتا فسيحا بالحب , ونقول أيضا إن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم تمنعه كثرة مشاغله بالدعوة وحكم الدولة أن يرسل لزوجاته رسائل حب، وليس مجرد حب بل فنّا في الحب .

|| الرساله الأولى |♥|
تقول عائشة رضي الله عنها: كنت أشرب من القدح وأنا حائض وإذا بالنبي صلي الله عليه وسلم يأخذ القدح ويشرب منه يضع فمه مكان فمي ويشرب أليست هذه رسالة حب يوصلها إلى زوجته.

.|♥| رسالة أخرى |♥|
قالت رضي الله عنها إنّها كانت تأكل في عظمة , فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم من يدها يضع فمه مكان فمها أليست هذه رسالة حب , إنه فن الحب , كان بيته – صلى الله عليه وسلم – يضج بالحب والمودة والرحمة بأجمل صورها , قد يفعل هذا الخطيب أثناء الخطبة أو في أول الزواج وبعد ذلك ينسى أو يتناسى ويظن أن هذا لم يعد له أهمية.

|♥| رسالة أخرى |♥|
لزوجته صفية كان صلى الله عليه وسلم وهو في الطريق من خيبر الى مكة عندما جاءت زوجته صفية تصعد إلى الهودج احتاجت شيئا تصعد عليه إلى الهودج لم يقل للصحابه هاتوا شيئا , ولكنه جثى على ركبتيه بجانب الجمل ، وجعل ركبتيه كالدرج لتضع صفية قدمها عليها وتصعد إلى هودجها ، هذا التصرف كان في بداية زواجها منه
وهذا التصرف يفتح قلبها لتحبه , وأيضا في ختام حياته عليه السلام في حجة الوداع كانت صفية تركب على جمل ضعيف فتخلفت وتأخرت عن الركب , وكان مائة ألف كان من الممكن أن يرسل لها أحدا يتفقدها ولكنه ذهب بنفسه ولما رأته مقبلا عليها أجهشت تبكي فإذا صلى الله عليه وسلم يلتقط دمعها بيديه , فعل ذلك وهو في الستين من عمره ومع ذلك في قلبه جمال عاطفي يمارسه مع زوجته صفية , تعلّم أيها الزوج القاسي الذي تترك زوجتك تبكي فلا تواسيها وربما لا تسألها ما بها وتتركها وتهرب من النكد , تعلم أيها الزوج أن تنظر إلى زوجتك نظرة حانيه بين الفينة والأخرى , وأن تلمسها لمسة حانية , تعلم أن تحيي الحب في قلب زوجتك بدل أن تقتله بتهميشك لها.

|♥| رسالة أخرى |♥|
أشعرها أنك مهتم بها حبيبي يا رسول الله ما أعظمك وما أجملك من زوج تحيط زوجاتك باهتمامك , لما تزوجت عائشة وهي صغيرة انتقلت من بيت أبيها إلى بيت زوجها و أخذت معها لعبها ووضعتها على رف في حجرتها , ووضعت عليه ستارة كأنه بيت الألعاب , فكان صلى الله عله وسلم يكشف الستر ويقول لها (يدلعها) يا عائش ما هذا وهو يعلم ولكنه سؤال ليشعرها أنه مهتم بها وبألعابها فقالت هذه بناتي يعني عروستي فقال وما هذا الذي بينهن قالت فرس له أجنحة فقال لها والفرس له أجنحة ؟
فقالت أما علمت ان نبي الله سليمان كان له فرس بأجنحة واندمجت تشرح له هذه براعة النبي , مهتم بلعب زوجته ويحاورها ويفتح معها مجالا للحوار , فاهتم بزوجتك أيها الزوج واسألها وحاورها واحترم عقلها وأشعرها بذلك فهذه رسالة حب منك لها , كان صلى الله عليه وسلم يعلم أنها تحب اللعب مع صويحباتها فعندما يراهن يرسلهن إليها يلعبن معها ليدخل السرور على قلبها ويبعد عنها الملل.

|♥|رسالة أخرى |♥|
سئلت عائشة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم كيف كان في بيته؟ قالت كان بشرا من البشر إلا أنه كان ضحوكا بساما , وكان في خدمة أهله يخصف نعله ويجلي ثوبه ثم يذهب إلى المسجد , تعلم أيها الزوج أن تساعد زوجتك إن كان هذا في مقدورك وإذا كانت زوجتك متعبة أو مشغولة ، فخدمتك لنفسك ومساعدتك لها رسالة حب توجهها إليها فتحيي حبك في قلبها , فماذا كانت تفعل عائشة في بيتها الصغير وليس فيه أطفال وكان يأتي الهلال ثم الهلال ثم الهلال ولا تطبخ وليس إلا التمر والماء , ماذا كانت تفعل ليساعدها و مع هذا يشاركها ليعطيها شعورا بالاندماج الكامل بينهما.

|♥|رسالة أخرى |♥|
الأَنس , لم يكن – صلى الله عليه وسلم – في بيته قائدا ولا رئيسا بل كان زوجا إذا دخل المنزل ترك مشاكله في الخارج , لم يفعل كما يفعل الكثيرون يضحك في الخارج ويدخل منزله متجهما ولا تسمع منه إلا الأمر والنهي بل كان في بيته بساما ضاحكا.
قالت عائشة – رضي الله عنها – كنت مع النبي في سفر وطلب منها السباق فسابقها وفازت عليه فضحك لم ينسى وهو في السفر أن يمتع نفسه هو وزوجته ويؤنسها ويفرح بأنسها ما أعظمك يا رسول الله , وبعد سنوات وقد زاد وزنها سابقها وسبقها فقال ياعائش هذه بتلك , وهو في سفر يؤنس زوجته وهو كبير في السن , استوعب أيها الزوج.
من بساطته في بيته أنّه كان جالسا في ليلة بين عائشة وسودة في بيت عائشة ، و كانت عائشة صنعت حريرة (شوربة) , فقالت لسودة : كلي فرفضت فكررت لها: كلي فرفضت فأخذت بكفها ولطخت به وجه سودة , وكان صلى الله عليه وسلم يضع رجله عليها فرفعها وكأنه يقول لها خذي حقك فأخذت سودة بكفها ووضعت على وجه عائشة فضحك صلى الله عليه وسلم فقد كان يورد الأنس إلى بيته .

|♥| رسالة أخرى |♥|
الصبر عليها من الحب , كان صلى الله عليه وسلم يفهم إنسانية الزوجات , وكانت صفية تحسن صنع الطعام , فأرسلت له قصعة فيها طعام ، وهو عند عائشة فغارت وضربت الإناء فانكفأ وانكسر فقال غارت أمكم غارت أمكم ولم يتغير وجهه بغضب ولم ينفعل ، أليس صبره هذا وعدم عقابه وغضبه رسالة حب ؟

أسعد الله أيام الجميع بطاعته وحسن عبادته.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

تصاميم تعبيرية عن حبناللنبي محمد صلى الله عليه وسلم – سنة النبي

[BACKGROUND="100 #CCCCCC"]

..حبيبي يارسول الله صلى الله عليه وسلم

تصاميم تعبيرية عن حبناللنبي محمد صلى الله عليه وسلم….اتمنى ان تعجبكم

اللهم صلي وسلم على حبيبنا محمد واله وصحبه اجمعين

الله ارزقني و والدي رؤيه الحبيب المصطفى..


[/BACKGROUND]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

هدي النبي في قراءة القرآن الكريم

هدي النبي في قراءة القرآن الكريم


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد

هدي النبي صلـى الله عليه وسلم في قراءة القرآن :


1- كان صلـى الله عليه وسلم له حزبٌ يقرؤه ولا يُخِلُّ به.

2- وكانت قراءتُه تَرْتِيلاً، لا هذًّا[1] ولا عَجِلَة ؛
بل قراءةً مُفَسَّرةً حرفًا حرفًا.

3- وكان صلـى الله عليه وسلم يُقَطِّع قراءته ويقفُ عند كُلِّ آيةٍ،
وكان يُرتِّلُ السورةَ حتى تكونَ أطولَ مِنْ أطولِ منها.

4- وكان صلـى الله عليه وسلم يَمدُّ عند حروفِ المدِّ،
فيمد {الرَّحمَن}، ويمد {الرَّحِيم}.

5- وكان صلـى الله عليه وسلم يستعيذُ بالله من الشيطانِ الرجيم
في أوَّلِ قراءتِه فيقول: "أَعُوذُ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" ؛
ورُبَّمَا كان يقول:

"اللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ"[2].

6- وكان يَقْرأُ القرآنَ قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا ومتوضئًا ومحدثًا،
ولم يكُنْ يمنعُه مِنْ قراءتِه إلا الجنابةُ.

7- وكانَ صلـى الله عليه وسلم يَتَغَنَّى بالقرآنِ، ويقول:
"لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرآنِ"[3]،
وقال: "زَيِّنُوا القُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ"[4].

8- وكانَ صلـى الله عليه وسلم يُحِبُّ أَنْ يسمعَ القرآنَ مِنْ غَيْرِهِ.

9- وكانَ إذا مَرَّ بآيةِ سَجْدَةٍ كَبَّرَ وَسَجَدَ[5]، وربما قال في سجوده:
"سَجَدَ وَجْهِي للذي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سمعَه وبصرَه بحولِه
وقوتِه
"[6]،
وربما قال:
"اللَّهُمَّ احْطُطْ عَنِّي بها وِزْرًا، واكتُبْ لي بها أجرًا، واجعلها
لي
عندك ذُخْرًا، وَتَقَبَّلْها مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَها مِنْ عَبْدِكَ دَاود"[7] ؛
ولم يُنْقَلْ عَنْهُ
أَنَّه كانَ يُكَبِّرُ للرفعِ مِنْ هَذَا السجودِ،
ولا تَشَهَّدَ ولا سَلَّمَ الْبَتَّة[8]


[1] الهذُّ: السرعة في القراءة والإفراط في العجلة.
[2] رواه أبو داود وابن ماجه.
[3] رواه البخاري.
[4] رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه.
[5] زاد المعاد 1/351.
[6] رواه أبو داود والترمذي والنسائي.
[7] رواه الترمذي وابن ماجه.
[8] زاد المعاد 1/463.


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

التعريف بأبوي الرسول صلى الله عليه وسلم – سنة النبي

التعريف بأبوي الرسول – صلى الله عليه وسلم –
في مكة / قبل النبوة
أبو الرسول – صلى الله عليه وسلم – :
1.اسمه: عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم
2.لقبه: كان يلقب عبد الله بالذبيح.
فائدة: للقبه الذبيح قصة من أظرف القصص وأطرفها، وهي
كانت زمزم قد طمرتها جُرهم عند مغادرتها مكة لظلمها وانهزامها، وكان ذلك منها نقمة على أهلها الذين حاربوها وطردوها.
وظلت زمزم مطمورة إلى عهد
(شيبة الحمد عبد المطلب)،
فرأى في المنام مكانها، وحاول إعادة حفرها،
ومنعته قريش، ولم يكن له يومئذ من ولد يعينه على تحقيق مراده إلا الحارث فنذر لله تعالى
إن رزقه عشرة من الولد يحمونه ويعينونه
ذبح أحدهم، ولما رزقه الله عشرة من الولد وأراد
أن يفي بنذره لربه فاقترع على أيهم يكون الذبح، فكانت القرعة على عبد الله،
وهمَّ أن يذبحه عند الكعبة فمنعته قريش،
وطلبوا إليه أن يرجع في أمره إلى عرافة بالمدينة تفتيه في أمر ذبح ولده. فأرشدته
إلى أن يضع عشراً من الإبل وهي دية الفرد عندهم، وأن يضرب بالقداح على عبد الله وعلى الإبل،
فإن خرجت على عبد الله الذبيح زاد عشراً
من الإبل، وإن خرجت على الإبل فانحرها عنه
فقد رضيها ربكم، ونجا صاحبكم!!
فوصلوا إلى مكة وجيء بالإبل وصاحب القداح،
وقام عبد المطلب عند هبل داخل مكة
يدعو الله – عز وجل-، وأخذ صاحب القداح يضربها، وكلما خرجت على عبد الله زادوا عشراً من الإبل
حتى بلغت مائة، كل ذلك وعبد المطلب
قائم يدعو الله – عز وجل – عند هبل،
فقال رجال قريش قد انتهى رضا ربك يا عبد المطلب فأبى إلا أن يضرب عنها
القداح ثلاث مرات، ففعل فكانت في كل
مرة تخرج على الإبل، وعندها رضي
عبد المطلب ونحر الإبل، وتركها لا يُصدُّ عنها
إنسان ولا حيوان، ونجَّى الله تعالى والحمد لله
(لا لسواه) عبد الله والد رسول الله.
فهذا سبب لقب عبد الله بالذبيح،
وهو أحب أولاد عبد المطلب العشرة إليه،
وزاده حباً فيه هذه الحادثة العجيبة
3.مولده:
ولد بمكة عام (81ق هـ – 53 ق هـ – 544- 571م)

4.تزويجه من آمنة بنت وهب الزهرية:
قال ابن إسحاق: فخرج به عبد المطلب حتى أتى به وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر – وهو يومئذٍ
سيد بني زهرة نسباً وشرفاً- فزوَّجه ابنته
آمنة بنت وهْب، وهي يومئذ أفضل امرأة
في قريش نسباً وموضع

5.وفاته:
اختلف في وفاته: هل توفي ورسول الله – صلى الله عليه وسلم- حَمْل، أو توفي بعد ولادته؟ على قولين:
أحدهما: أنه توفي ورسول الله – صلى الله عليه وسلم- حمل.
والثاني: أنه توفي بعد ولادته بسبعة أشهر
وأكثر العلماء على أنه كان في المهد. ذكره الدولابي وغيره، وقيل ابن شهرين ذكره ابن أبي خيثمة. وقيل: أكثر من ذلك، ومات أبوه عند أخواله بني النَّجار. ذهب ليمتار لأهله تمراً، وقد قيل: مات أبوه، وهو ابن ثمانٍ وعشرين شهراً

6.مكان وفاته:
ذهب عبد الله للتجارة في أرض غزة من فلسطين
حيث توفي جده هاشم إلاَّ أن عبد الله عاد منها
فمرض في طريق عودته ، فنزل عند أخواله
من بني النجار فمات عندهم بالمدينة،
وقبره معروف المكان إلى عهد قريب حيث أخفي لزيارة الجهال له،
والاستشفاع به،
ودعائه – والعياذ بالله -، وهذا لغلبة
الجهل على المسلمين لقلة العلماء،
وقلة الرغبة في طلب العلم

أم الرسول – صلى الله عليه وسلم -:
1.اسمها:
آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب
بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر

2.أمَّها:
برّة بنت عبد العزَّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب
بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر
3.زواجها من عبد الله:
لقد تزوج عبد الله آمنة زوَّجه بها والده عبد المطلب على إثر نجاته من الذبح وفاءً بالنذر، وبنى بها عبد الله وحملت منه بالحبيب محمد – صلى الله عليه وسلم

4.وفاتها:
قال ابن إسحاق: وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- مع أمه آمنة بنت وهب، وجده عبد المطلب بن هاشم في كلاءة الله وحفظه، ينبته الله نباتاً حسناً،
لما يريد به من كرامته،
فلما بلغ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ست سنين، توفيت أمه آمنة بنت وهب.
وقال ابن إسحاق:
حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أنَّ أمَّ رسول الله-صلى الله عليه وسلم – آمنة توفيت ورسول الله – صلى الله عليه وسلم- ابن ستِّ سنين بالأبواء بين مكة والمدينة، كانت قد قدمت به على أخواله من بني عديّ بن النَّجار، تُزيره إيّاهم فماتت وهي راجعة به إلى مكة

وفاة أبوي النبوي – صلى الله عليه وسلم -:
وفاة عبد الله بن عبد المطلب:
لم يطل المقام بالفتى الشاب عبد الله بن عبد المطلب مع زوجته آمنة بنت وهب،
فقد خرج في تجارة إلى الشام وترك الزوجة الحبيبة، وما دَرَى أنها علقت بالنسمة
المباركة، وقضى الزوج المكافح مدة في تصريف تجارته، وهو يعدُّ الأيام كي يعود إلى زوجته
فيهنأ بها، وتهنأ به، وما إن فرغ حتى عاد،
وفي أوبته عرَّج على أخوال أبيه عبد المطلب، وهم بنو النجار بالمدينة، فاتفق أن مرض عندهم،
فبقي وعاد رفاقه، ووصل الركب إلى مكة، وعلم منهم عبد المطلب بخبر مرضه، فأرسل أكبر بنيه:
الحارث ليرجع بأخيه بعد إبلاله وما أن وصل الحارث إلى المدينة حتى علم
أن عبد الله مات ودفن بها في دار النابغة من بني النجار، فرجع حزين النفس على فقد أخيه،
وأعلم أباه بموت الغائب الذي لا يؤوب،
وأثار النبأ الموجع الأحزان في نفس الوالد الشيخ المفجوع في فقد أحب أولاده إليه،
وألصقهم بنفسه، وأثار الأسى والحرقة في نفس الزوجة التي كانت تحلم بأوبة الزوج الحبيب الغالي، وتشتاق إليه اشتياق الظمآن في اليوم الصائف القائظ إلى الشراب العذب الحلو
البارد، وتبدد ما كانت تعلل به نفسها من سعادة وهناءة في كنف الزوج الفتى الوسيم، والذي كان مشغلة المجتمع القرشي والعربي حيناً من الزمان، فما مثله من فتى، وما مثله من زوج!!
ولم يكن للجنين عند فقد الأب إلا شهران، وهذا هو الرأي ذكره شيخ كتاب السيرة ابن إسحاق،
وتابعه عليه ابن هشام، وهو الرأي المشهور
بين كتاب السير والمؤرخين وكان عمر عبد الله حينذاك ثماني عشرة سنة
وفاة آمنة بنت وهب:
لما بلغ النبيّ – صلى الله عليه وسلم- السادسة من عمره ارتأت أمَّه أن تذهب به إلى أخوال جده عبد المطلب بالمدينة من بني النجار،
ليرى مكانة هؤلاء الأخوال الكرام، وقد كان لهذه الخؤولة اعتبارها لما هاجر
فيما بعد إلى المدينة، وليقضيا حق الحبيب المغيَّب رمسه في تراب المدينة،
وأغلب الظن أن تكون الأم حدَّثت ابنها بقصة أبيه، ومفارقته الدنيا
وهو في شرخ شبابه، وأن الابن تاقت نفسه إلى البلد
الذي حوى رُفات الأب.
وخرجت الأم والابن ومعهما أم أيمن بركة الحبشية جارية أبيه،
ووصل الركب إلى المدينة. وكان المقام في دار النابغة من بني النجار،
ومكثوا عندهم شهراً، وزاروا الحبيب الثاوي في قبره،
وحرّكت الزيارة لواعج الشوق والأحزان في نفس الأم والابن،
وانطبع معنى اليُتم في نفس النبيّ بعد أن كان لاهياً عنه.
وبعد أن قضوا حاجات النفس عاد الركب إلى مكة،
وفي الطريق بين المدينة ومكة مرضت الأم، وحُمَّ القضاء، ودفنت بقرية (الأبواء).وجلس الابن يذرف الدمع سخيناً على فراق أمه،
التي كان يجد في كنفها الحب، والحنان، والسلوى، والعزاء عن فقد الأب،
وهكذا شاء الله – سبحانه- للنبي – صلى الله عليه وسلم-
ولما يجاوز السادسة أن يذوق مرارة فقد الأبوين.
وكان النبيّ – صلى الله عليه وسلم- يذكر أموراً في زَوْرته تلك فقد نظر إلى دار بني النجار بعد الهجرة قائلاً:
(هنا نزلت بي أمي، وفي هذه الدار قبر أبي عبد الله، وأحسنت العوم في بئر عدي بن النجار).
وكان النبيّ – صلى الله عليه وسلم- كلما مرَّ بقبر أمه زاره، ويبكي ويُبكي من حوله،
ففي صحيح مسلم
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: زار النبيّ – صلى الله عليه وسلم-
قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله ، ثم قال:
(استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي، واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي، فزوروا القبور تذكركم الموت)
وقال في الرحيق المختوم: رأت آمنة وفاء لذكرى زوجها الراحل
أن تزور قبره بيثرب، فخرجت من مكة قاطعة رحلة تبلغ خمسمائة كليو متراً،
ومعها ولدها اليتيم – محمد – صلى الله عليه وسلم- وخادمتها أم أيمن،
وقيمها عبد المطلب، فمكث شهراً، ثم قفلت، وبينما هي راجعة
إذا يلاحقها المرض، ويلح عليها في أوائل الطريق،
فماتت بالأبواء بين مكة والمدينة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

حديث جميل جدا – سنة النبي

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «قال الله عز وجل: أعددت لعبادي ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. فاقرءوا إن شئتم: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍن} [السجدة:17]» [رواه البخاري ومسلم وغيرهما].

قال الإمام ابن القيم رحمه الله:

وكيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده وجعلها مقراً لأحبابه، وملأها من رحمته
وكرامته ورضوانه، ووصف نعيمها بالفوز العظيم، وملكها بالملك الكبير،
وأودعها جميع الخير بحذافيره، وطهرها من كل عيب وآفة ونقص.

فإن سألت: عن أرضها وتربتها، فهي المسك والزعفران.

وإن سألت: عن سقفها، فهو عرش الرحمن.

وإن سألت: عن ملاطها، فهو المسك الأذفر.

وإن سألت: عن حصبائها، فهو اللؤلؤ والجوهر.

وإن سألت: عن بنائها، فلبنة من فضة ولبنة من ذهب، لا من الحطب والخشب.

وإن سألت: عن أشجارها، فما فيها شجرة إلاّ وساقها من ذهب.

وإن سألت: عن ثمرها، فأمثال القلال، ألين من الزبد وأحلى من العسل.

وإن سألت: عن ورقها، فأحسن ما يكون من رقائق الحلل.

وإن سألت: عن أنهارها، فأنهارها من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى.

وإن سألت: عن طعامهم، ففاكهة ممّا يتخيرون، ولحم طير ممّا يشتهون.

وإن سألت: عن شرابهم، فالتسنيم والزنجبيل والكافور.

وإن سألت: عن آنيتهم، فآنية الذهب والفضة في صفاء القوارير.

وإن سألت: عن سعة أبوابها، فبين المصراعين مسيرة أربعين من الأعوام، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام.

وإن سألت: عن تصفيق الرياح لأشجارها، فإنّها تستفز بالطرب من يسمعها.

وإن سألت: عن ظلها ففيها شجرة واحدة يسير الراكب المجد السريع في ظلها مئة عام لا يقطعها.

وإن سألت: عن خيامها وقبابها، فالخيمة من درة مجوفة طولها ستون ميلاً من تلك الخيام.

وإن سألت: عن علاليها وجواسقها فهي غرف من فوقها غرف مبنية، تجري من تحتها الأنهار.

وإن سألت: عن إرتفاعها، فانظر إلى الكوكب الطالع، أو الغارب في الأفق الذي لا تكاد تناله الأبصار.

وإن سألت: عن لباس أهلها، فهو الحرير والذهب.

وإن سألت: عن فرشها، فبطائنها من استبرق مفروشة في أعلى الرتب.

وإن سألت: عن أرائكها، فهي الأسرة عليها البشخانات، وهي الحجال مزررة بأزرار الذهب، فما لها من فروج ولا خلال.

وإن سألت: عن أسنانهم، فأبناء ثلاثة وثلاثين، على صورة آدم عليه السلام، أبي البشر.

وإن سألت: عن وجوه أهلها وحسنهم، فعلى صورة القمر.

وإن سألت: عن سماعهم، فغناء أزواجهم من الحور العين، وأعلى منه سماع أصوات الملائكة والنبيين، وأعلى منهما سماع خطاب رب العالمين.

وإن سألت: عن مطاياهم التي يتزاورون عليها، فنجائب أنشأها الله ممّا شاء، تسير بهم حيث شاؤوا من الجنان.

وإن سألت: عن حليهم وشارتهم، فأساور الذهب واللؤلؤ على الرؤوس ملابس التيجان.

وإن سألت: عن غلمانهم، فولدان مخلدون، كأنّهم لؤلؤ مكنون.

وإن سألت: وإن سألت عن عرائسهم وأزواجهم، فهن
الكواعب الأتراب، اللائي جرى في أعضائهن ماء الشباب، فللورد والتفاح ما
لبسته الخدود، وللرمان ما تضمنته النهود، وللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور،
وللدقة واللطافة ما دارت عليه الخصور.

تجري الشمس في محاسن وجهها إذا برزت، ويضيئ البرق من بين ثناياها إذا
تبسمت، وإذا قابلت حبها فقل ما شئت في تقابل النيرين، وإذا حادثته فما ظنك
في محادثة الحبيبين، وإن ضمها إليه فما ظنك بتعانق الغصنين، يرى وجهه في
صحن خدها، كما يرى في المرآة التي جلاها صيقلها. (الصيقل: جلاء السيوف،
والمقصود هنا تشبيه وجه الحوراء بالمرآة التي جلاها ولمعها منظفها حتى بدت
أنظف وأجلى ما يكون)، ويرى مخ ساقها من وراء اللحم، ولا يستره جلدها ولا
عظمها ولا حللها.

لو أطلت على الدنيا لملأت ما بين الأرض والسماء ريحاً، ولاستنطقت أفواه
الخلائق تهليلا وتكبيراً و تسبيحاً، ولتزخرف لها ما بين الخافقين، ولأغمضت
عن غيرها كل عين، ولطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم، ولآمن كل من
رآها على وجه الأرض بالله الحي القيوم، ونصيفها (الخمار) على رأسها خير من
الدنيا وما فيها.

ووصاله أشهى إليها من جميع أمانيها، لا تزداد على تطاول الأحقاب إلاّ حسناً
وجمالاً، ولا يزداد على طول المدى إلاّ محبةً ووصالاً، مبرأة من الحبل
(الحمل) والولادة والحيض والنفاس، مطهرة من المخاط والبصاق والبول والغائط
وسائر الأدناس.

لا يفنى شبابها ولا تبلى ثيابها، ولا يخلق ثوب جمالها، ولا يمل طيب وصالها،
قد قصرت طرفها على زوجها، فلا تطمح لأحد سواه، وقصرت طرفه عليها فهي غاية
أمنيته وهواه، إن نظر إليها سرته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته
فهو معها في غاية الأماني والأمان.

هذا ولم يطمثها قبله أنس ولا جان، كلما نظر إليها ملأت قلبه سروراً، وكلما
حدثته ملأت أذنه لؤلؤاً منظوماً ومنثوراً، وإذا برزت ملأت القصر والغرفة
نوراً.

وإن سألت: عن السن، فأتراب في أعدل سن الشباب.

وإن سألت: عن الحسن، فهل رأيت الشمس والقمر.

وإن سألت: عن الحدق (سواد العيون) فأحسن سواد، في أصفى بياض، في أحسن حور، (أي: شدة بياض العين مع قوة سوادها).

وإن سألت: عن القدود، فهل رأيت أحسن الأغصان.

وإن سألت: عن النهود، فهن الكواعب، نهودهن كألطف الرمان.

وإن سألت: عن اللون، فكأنه الياقوت والمرجان.

وإن سألت: عن حسن الخلق، فهن الخيرات الحسان،
اللاتي جمع لهن بين الحسن والإحسان، فأعطين جمال الباطن والظاهر، فهن
أفراح النفوس وقرة النواظر.

وإن سألت: عن حسن العشرة، ولذة ما هنالك: فهن العروب المتحببات إلى الأزواج، بلطافة التبعل، التي تمتزج بالزوج أي امتزاج.

فما ظنك بإمرأة إذا ضحكت بوجه زوجها أضاءة الجنّة من ضحكها، وإذا انتقلت من
قصر إلى قصر قلت هذه الشمس متنقل في بروج فلكها، وإذا حاضرت زوجها فياحسن
تلك المحاضرة، وإن خاصرته فيا لذة تلك المعانقة والمخاصرة:

وحديثها السحر الحلال لو أنّه *** لم يجن قتل المسلم المتحرز

إن طال لم يملي وإن هي أوجزت *** ود المحدث أنّها لم توجز

إن غنت فيا لذة الأبصار والأسماع، وإن آنست وأنفعت فيا حبذا تلك المؤانسة
والإمتاع، وإن قبّلت فلا شيء أشهى إليه من ذلك التقبيل، وإن ناولت فلا ألذ
ولا أطيب من ذلك التنويل.

هذا، وإن سألت: عن يوم المزيد، وزيارة العزيز
الحميد، ورؤية وجهه المنزه عن التمثيل والتشبيه، كما ترى الشمس في الظهيرة
والقمر ليلة البدر، كما تواتر النقل فيه عن الصادق المصدوق، وذلك موجود في
الصحاح، والسنن المسانيد، ومن رواية جرير، وصهيب، وأنس، وأبي هريرة، وأبي
موسى، وأبي سعيد، فاستمع يوم ينادي المنادي:

يا أهل الجنة

إنّ ربكم تبارك وتعالى يستزيركم فحيى على زيارته، فيقولون سمعاً وطاعة،
وينهضون إلى الزيارة مبادرين، فإذا بالنجائب قد أعدت لهم، فيستوون على
ظهورها مسرعين، حتى إذا انتهوا إلى الوادي الأفيح الذي جعل لهم موعداّ،
وجمعوا هناك، فلم يغادر الداعي منهم أحداً، أمر الرب سبحانه وتعالى بكرسية
فنصب هناك، ثم نصبت لهم منابر من نور، ومنابر من لؤلؤ، ومنابر من زبرجد،
ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة، وجلس أدناهم ـ وحاشاهم أن يكون بينهم دنئ ـ
على كثبان المسك، ما يرون أصحاب الكراسي فوقهم العطايا، حتى إذا استقرت بهم
مجالسهم، واطمأنت بهم أماكنهم، نادى المنادي:

يا أهل الجنّة

سلام عليكم.

فلا ترد هذه التحية بأحسن من قولهم: ((اللّهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ياذا الجلال والإكرام)). فيتجلى لهم الرب تبارك وتعالى يضحك إليهم ويقول:

يا أهل الجنّة

فيكون أول ما يسمعون من تعالى: أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني، فهذا يوم المزيد. فيجتمعون على كلمة واحدة:

أن قد رضينا، فارض عنا، فيقول:

يا أهل الجنّة

إنّي لو لم أرض عنكم لم أسكنكم جنتي، هذا يوم المزيد، فسلوني فيجتمعون على كلمة واحدة:

أرنا وجهك ننظر إليه.

فيكشف الرب جل جلاله الحجب، ويتجلا لهم فيغشاهم من نوره ما لو لا أن الله
سبحانه وتعالى قضى ألاّ يحترقوا لاحترقوا. ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلاّ
حاضره ربه تعالى محاضرة، حتى إنّه يقول:

يا فلان، أتذكر يوم فعلت كذا وكذا، يذكره ببعض غدراته في الدنيا، فيقول: يا رب ألم تغفر لي؟

فيقول: بلى بمغفرتي بلغت منزلتك هذه.

فيا لذة الأسماع بتلك المحاضرة.

ويا قرة عيون الأبرار بالنظر إلى وجهه الكريم في الدار الآخرة. ويا ذلة الراجعين بالصفقة الخاسرة.

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا
نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ
بِهَا فَاقِرَةٌ} [القيامة:22-25].

فحيى على جنات عدن فإنّها *** منزلك الأولى وفيها المخيم

ولكننا سبي العدو فهل ترى *** نعود إلى أوطاننا ونسلم

انتهى كلام ابن القيم رحمه الله تعالى. [حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح: (ص355-360)]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده