التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

عذرا ياحبيي رسول الله – سنة النبي

رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام

حبيبنا رسول الله عليه الصلاة والسلام


أحبنا وهو لم يرانا

شفيعنا يوم القيامة

اشتاق لنا فهل اشتقنا له ؟!

أحببناه بكل نبضات قلوبنا

قدم لنا الشيء الكثير

فماذا قدمنا ؟!

وفي أي شيء تتمثل هذه المحبة ؟!

المحبة ليست كلمات جوفاء تنطقها شفاهنا
دون أن يكون لها أي صدى في أرواحنا ..

المحبة ليست عبارات نكتبها وبمجرد أن يجف مدادها
تجف من قلوبنا ..

المحبة هي أن تستشعر حب هذه الشخصية العظيمة
وتقر بفضلها على البشرية جميعها ..
نستشعر ذلك الحب ونجعله يملأ قلوبنا فينبض مع كل خفقة في ذلك القلب ..
نرتجف خوفاً عليه ..
وتحتقن شرايينا بالدماء إذا مُس حبيبنا عليه الصلاة والسلام .. ومُست سنته الغراء ..
ندافع عنه بأرواحنا ..
ونغضب على كل من أراد بشخصيته سوءاً ..
هو نبينا حبيبنا ..

ماذا قدمت له ؟!

عذراً إليك رسولي

نحبه ونشتاق له فعسى أن نكون أهلاً للقاء

هو شفيعنا عليه الصلاة والسلام فعسى أن نكون أهلاً للشفاعة

تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها
فما عذرنا ؟!

وماذا سوف نقول ؟!

سؤال لابد أن نضعه أمام أعيننا لنكون أهلاً عندما يقول عليه الصلاة والسلام :

أمتي أمتي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الصحابيه فاطمه بنت الخطاب أخت الفاروق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه السطور ليست سوى ومضات سريعة من مواقف في حياة إحدى عظيمات نساء العالم، فاطمة بنت الخطاب (رضي الله عنها)، تلك الشخصية التي سمت وبرزت في عالم الإسلام والإيمان في أبهى صورة المرأة الداعية، فكانت مثالاً وقدوة يحتذى بها في التضحية للدعوة إلى الإسلام، فهي شخصية اتصفت بصبرها واحتسابها إلى ربها (عز وجل)، فقد تحملت الكثير من أجل إسلامها، ولم تخف يوماً من أخيها عمر بن الخطاب، حينما كان في جاهليته، في حين كانت مكة بأسرها تخاف من بطشه

اسمها ونسبها (رضي الله عنها) :
هي فاطمة بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزى القرشية العدوية، ولقبها أميمة، وكنيتها أم جميل، وأمها حنتمة بنت هاشم بن المغيرة القرشية المخزومية. وهي أخت أمير المؤمنين، وثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما)، وزوجة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي، أحد السابقين إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وقيل إنها ولدت لسعد بن زيد ابنه عبد الرحمن.

صفاتها(رضي الله عنها) :

فاطمة بيت الخطاب (رضي الله عنها) صحابية جليلة، اتسمت بعدد من المزايا؛ منها أنها كانت شديدة الإيمان بالله تعالى وشديدة الاعتزاز بالإسلام، طاهرة القلب، راجحة العقل، نقية الفطــرة، من السابقات إلى الإسلام، أسلمت قديماً مع زوجها قبل إسلام أخيهـا عمـر(رضي الله عنه)، وكانت سبباً في إسلامه، كما أنها بايعت الرسول (صلى الله عليه وسلم) فكانت من المبايعات الأوائل.

دور فاطمة في قصة إسلام أخيها عمر (رضي الله عنهما):

عرف عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بعداوته تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل إسلامه، فقد خرج عمر (رضي الله عنه) في يوم من الأيام قبل إسلامه متوشحاً سيفه عازماً على قتل رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فلقيه نعيم بن عبد الله، ورأى ما هو عليه من حال فقال: أين تعمد يا عمر؟ قال: أريد أن أقتل محمداً، قال: كيف تأمن من بني هاشم ومن بني زهرة وقد قتلت محمدا ً؟ فقال عمر: ما أراك إلا قد صبوت، وتركت دينك الذي كنت عليه، قال: أفلا أدلك على العجب يا عمر! إن أختك وختنك قد أسلما، وتركا دينك الذي أنت عليه، فلما سمع عمر ذلك غضب أشد الغضب، واتجه مسرعاً إلى بيت أخته فاطمة (رضي الله عنها)، فعندما دنا من بيتها سمع همهمة، فقد كان خباب يقرأ على فاطمة وزوجها سعيد (رضي الله عنهما) سورة طـــه، فلما سمعوا صوت عمر (رضي الله عنه)، أخفت فاطمة (رضي الله عنها) الصحيفة، وتوارى خباب في البيت، فدخل وسألها عن تلك الهمهمة، فأخبرته أنه حديث دار بينهم، فقال عمر (رضي الله عنه) : فلعلكما قد صبوتما، وتابعتما محمداً على دينه! فقال له صهره سعيد: يا عمر أرأيت إن كان الحق في غير دينك، عندها لم يتمالك عمر نفسه، فوثب على سعيد فوطئه، ثم أتت فاطمة مسرعة محاولة الذود عن زوجها، ولكن عمر (رضي الله عنه) ضربها بيده ضربة أسالت الدم من وجهها، بعدها قالت فاطمة (رضي الله عنه) : يا عمر إن الحق في غير دينك، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، فعندما رأى عمر ما قد فعله بأخته ندم وأسف على ذلك، وطلب منها أن تعطيه تلك الصحيفة، فقالت له فاطمة (رضي الله عنها) وقد طمعت في أن يسلم: إنك رجل نجس ولا يمسه إلا المطهرون، فقم فاغتسل، فقام منفعل ثم أخذ الكتاب فقرأ فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم. طه. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. إلا تذكرة لمن يخشى. تنزيل ممن خلق الأرض والسموات العلى. الرحمن على العرش استوى…) فقال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه! …، دلوني على محمد، فلما سمع خباب خرج من مخبئه مسرعا إلى عمر وبشره وتمنى أن تكون فيه دعوة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حيث قال: اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هاشم.

وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) حينها في دار الأرقم، فخرج عمر (رضي الله عنه) متجها إلى تلك الدار، وقد كان متوشحاً سيفه، فضرب الباب، فقام أحد صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونظر من الباب فرأى عمر وما هو عليه، ففزع الصحابي ورجع مسرعاً إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبره بما رأى، فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم) لحمزة بن عبد المطلب (رضي الله عنه) : فأذن له فإن كان جاء يريد خيراً بذلناه له، وإن كان يريد شراً قتلناه بسيفه، فأذن له ونهض إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى لقيه بالحجرة فأخذ مجمع ردائه ثم جبذه جبذة شديدة وقال: ما جاء بك يا ابن الخطاب فوالله ما أرى أن تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة، فقال عمر: يا رسول الله جئتك لأومن بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله، فلما سمع الرسول الكريم ذلك كبر تكبيرة عرف أهل البيت من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن عمر قد أسلم.

لقد كان ذلك الموقف أحد أروع المواقف الإسلامية في تاريخ الحياة الإسلامية، وفيه يعود الفضل لفاطمة بنت الخطاب (رضي الله عنها) وثباتها على دينها، ودعوتها الصادقة لأخيها، الذي كانت البلاد بأجمعها تخاف من بطشه في جاهليته، ولكنها لم تخشاه قط، بل أصرت على موقفها، وكانت سبباً في إسلامه (رضي الله عنه)، وبذلك تحققت فيه دعوة رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

رواية فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنها للحديث :

روى الواقدي عن فاطمة بنت مسلم الأشجعية، عن فاطمة الخزاعية، عن فاطمة بنت الخطاب – أنها سمعت رسول الله – (صلى الله عليه وسلم) يقول: << لا تزال أمتي بخير ما لم يظهر فيهم حب الدنيا في علماء فساق، و قراء جهال، وجبابرة؛ فإذا ظهرت خشيت أن يعمهم الله بعقاب >>

وبمراجعة الحديث الشريف السابق نجد فيه إشارة إلى خطورة العلماء في المجتمع، وما يمكن أن يصنعوه من خير وتقدم إن كانوا صالحين أتقياء، وما يجلبونه من شر وويل على الأمة إن كانوا فاسقين عصاة، تعلقت قلوبهم بحب الدنيا ومتاعها؛ ذلك لأنهم يشكلون نخبة المجتمع وصفوته، وبصلاحهم يصلح المجتمع، وبفسادهم يفسد المجتمع.

لم تكن تلك السطور السابقة سوى ومضات سريعة من مواقف في حياة إحدى عظيمات نساء العالم، فاطمة بنت الخطاب (رضي الله عنها)، تلك الشخصية التي سمت وبرزت في عالم الإسلام والإيمان في أبهى صورة المرأة الداعية، فكانت مثالاً وقدوة يحتذى بها في التضحية للدعوة إلى الإسلام، فهي شخصية اتصفت بصبرها واحتسابها إلى ربها (عز وجل)، فقد تحملت الكثير من أجل إسلامها، ولم تخف يوماً من أخيها عمر بن الخطاب، حينما كان في جاهليته، في حين كانت مكة بأسرها تخاف من بطشه.

وأهم النتائج التي توصلت إليها في شخصية فاطمة بنت الخطاب (رضي الله عنها) :

* أن لا يخاف المسلم في الله لومة لائم، ويتضح ذلك في موقف فاطمة (رضي الله عنه) عندما أسلمت على الرغم من معرفتها ببطش أخيها وجبروته، فلم تخش سوى ربها (عز وجل)، وسعت لمرضاته.

* سعي فاطمة (رضي الله عنها) لهداية أخيها عمر بن الخطاب للإسلام، حيث كان لها الدور البارز في إسلامه (رضي الله عنه)، فقد ارتبطت قصة إسلامه المشهورة بفاطمة بنت الخطاب.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

رسائل حب من بيت النبوة – في الاسلام

رسائل حب من بيت النبوة

كثير من الأزواج يحبون زوجاتهم , ولكنهم لا يعرفون كيف يحبونهن , وكيف يوصلون إليهن هذا الحب ، و لا كيف يشعروهن أنهم محبون فتعال أيها الزوج تعلم من النبي – صلى الله عليه وسلم – كيف تحب من خلال الرسائل التي كان يرسلها لزوجاته.

رسائل حب ♥
.وقبل أن نقول الرسائل نقول أولا إن الحب يوسع المنزل الضيق , فهذه حجرة عائشة رضي الله عنها كانت 3*5 متر ولكنه كان بيتا فسيحا بالحب , ونقول أيضا إن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم تمنعه كثرة مشاغله بالدعوة وحكم الدولة أن يرسل لزوجاته رسائل حب، وليس مجرد حب بل فنّا في الحب .

|| الرساله الأولى |♥|
تقول عائشة رضي الله عنها: كنت أشرب من القدح وأنا حائض وإذا بالنبي صلي الله عليه وسلم يأخذ القدح ويشرب منه يضع فمه مكان فمي ويشرب أليست هذه رسالة حب يوصلها إلى زوجته.

.|♥| رسالة أخرى |♥|
قالت رضي الله عنها إنّها كانت تأكل في عظمة , فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم من يدها يضع فمه مكان فمها أليست هذه رسالة حب , إنه فن الحب , كان بيته – صلى الله عليه وسلم – يضج بالحب والمودة والرحمة بأجمل صورها , قد يفعل هذا الخطيب أثناء الخطبة أو في أول الزواج وبعد ذلك ينسى أو يتناسى ويظن أن هذا لم يعد له أهمية.

|♥| رسالة أخرى |♥|
لزوجته صفية كان صلى الله عليه وسلم وهو في الطريق من خيبر الى مكة عندما جاءت زوجته صفية تصعد إلى الهودج احتاجت شيئا تصعد عليه إلى الهودج لم يقل للصحابه هاتوا شيئا , ولكنه جثى على ركبتيه بجانب الجمل ، وجعل ركبتيه كالدرج لتضع صفية قدمها عليها وتصعد إلى هودجها ، هذا التصرف كان في بداية زواجها منه
وهذا التصرف يفتح قلبها لتحبه , وأيضا في ختام حياته عليه السلام في حجة الوداع كانت صفية تركب على جمل ضعيف فتخلفت وتأخرت عن الركب , وكان مائة ألف كان من الممكن أن يرسل لها أحدا يتفقدها ولكنه ذهب بنفسه ولما رأته مقبلا عليها أجهشت تبكي فإذا صلى الله عليه وسلم يلتقط دمعها بيديه , فعل ذلك وهو في الستين من عمره ومع ذلك في قلبه جمال عاطفي يمارسه مع زوجته صفية , تعلّم أيها الزوج القاسي الذي تترك زوجتك تبكي فلا تواسيها وربما لا تسألها ما بها وتتركها وتهرب من النكد , تعلم أيها الزوج أن تنظر إلى زوجتك نظرة حانيه بين الفينة والأخرى , وأن تلمسها لمسة حانية , تعلم أن تحيي الحب في قلب زوجتك بدل أن تقتله بتهميشك لها.

|♥| رسالة أخرى |♥|
أشعرها أنك مهتم بها حبيبي يا رسول الله ما أعظمك وما أجملك من زوج تحيط زوجاتك باهتمامك , لما تزوجت عائشة وهي صغيرة انتقلت من بيت أبيها إلى بيت زوجها و أخذت معها لعبها ووضعتها على رف في حجرتها , ووضعت عليه ستارة كأنه بيت الألعاب , فكان صلى الله عله وسلم يكشف الستر ويقول لها (يدلعها) يا عائش ما هذا وهو يعلم ولكنه سؤال ليشعرها أنه مهتم بها وبألعابها فقالت هذه بناتي يعني عروستي فقال وما هذا الذي بينهن قالت فرس له أجنحة فقال لها والفرس له أجنحة ؟
فقالت أما علمت ان نبي الله سليمان كان له فرس بأجنحة واندمجت تشرح له هذه براعة النبي , مهتم بلعب زوجته ويحاورها ويفتح معها مجالا للحوار , فاهتم بزوجتك أيها الزوج واسألها وحاورها واحترم عقلها وأشعرها بذلك فهذه رسالة حب منك لها , كان صلى الله عليه وسلم يعلم أنها تحب اللعب مع صويحباتها فعندما يراهن يرسلهن إليها يلعبن معها ليدخل السرور على قلبها ويبعد عنها الملل.

|♥|رسالة أخرى |♥|
سئلت عائشة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم كيف كان في بيته؟ قالت كان بشرا من البشر إلا أنه كان ضحوكا بساما , وكان في خدمة أهله يخصف نعله ويجلي ثوبه ثم يذهب إلى المسجد , تعلم أيها الزوج أن تساعد زوجتك إن كان هذا في مقدورك وإذا كانت زوجتك متعبة أو مشغولة ، فخدمتك لنفسك ومساعدتك لها رسالة حب توجهها إليها فتحيي حبك في قلبها , فماذا كانت تفعل عائشة في بيتها الصغير وليس فيه أطفال وكان يأتي الهلال ثم الهلال ثم الهلال ولا تطبخ وليس إلا التمر والماء , ماذا كانت تفعل ليساعدها و مع هذا يشاركها ليعطيها شعورا بالاندماج الكامل بينهما.

|♥|رسالة أخرى |♥|
الأَنس , لم يكن – صلى الله عليه وسلم – في بيته قائدا ولا رئيسا بل كان زوجا إذا دخل المنزل ترك مشاكله في الخارج , لم يفعل كما يفعل الكثيرون يضحك في الخارج ويدخل منزله متجهما ولا تسمع منه إلا الأمر والنهي بل كان في بيته بساما ضاحكا.
قالت عائشة – رضي الله عنها – كنت مع النبي في سفر وطلب منها السباق فسابقها وفازت عليه فضحك لم ينسى وهو في السفر أن يمتع نفسه هو وزوجته ويؤنسها ويفرح بأنسها ما أعظمك يا رسول الله , وبعد سنوات وقد زاد وزنها سابقها وسبقها فقال ياعائش هذه بتلك , وهو في سفر يؤنس زوجته وهو كبير في السن , استوعب أيها الزوج.
من بساطته في بيته أنّه كان جالسا في ليلة بين عائشة وسودة في بيت عائشة ، و كانت عائشة صنعت حريرة (شوربة) , فقالت لسودة : كلي فرفضت فكررت لها: كلي فرفضت فأخذت بكفها ولطخت به وجه سودة , وكان صلى الله عليه وسلم يضع رجله عليها فرفعها وكأنه يقول لها خذي حقك فأخذت سودة بكفها ووضعت على وجه عائشة فضحك صلى الله عليه وسلم فقد كان يورد الأنس إلى بيته .

|♥| رسالة أخرى |♥|
الصبر عليها من الحب , كان صلى الله عليه وسلم يفهم إنسانية الزوجات , وكانت صفية تحسن صنع الطعام , فأرسلت له قصعة فيها طعام ، وهو عند عائشة فغارت وضربت الإناء فانكفأ وانكسر فقال غارت أمكم غارت أمكم ولم يتغير وجهه بغضب ولم ينفعل ، أليس صبره هذا وعدم عقابه وغضبه رسالة حب ؟

أسعد الله أيام الجميع بطاعته وحسن عبادته.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

تصاميم تعبيرية عن حبناللنبي محمد صلى الله عليه وسلم – سنة النبي

[BACKGROUND="100 #CCCCCC"]

..حبيبي يارسول الله صلى الله عليه وسلم

تصاميم تعبيرية عن حبناللنبي محمد صلى الله عليه وسلم….اتمنى ان تعجبكم

اللهم صلي وسلم على حبيبنا محمد واله وصحبه اجمعين

الله ارزقني و والدي رؤيه الحبيب المصطفى..


[/BACKGROUND]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

هدي النبي في قراءة القرآن الكريم

هدي النبي في قراءة القرآن الكريم


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد

هدي النبي صلـى الله عليه وسلم في قراءة القرآن :


1- كان صلـى الله عليه وسلم له حزبٌ يقرؤه ولا يُخِلُّ به.

2- وكانت قراءتُه تَرْتِيلاً، لا هذًّا[1] ولا عَجِلَة ؛
بل قراءةً مُفَسَّرةً حرفًا حرفًا.

3- وكان صلـى الله عليه وسلم يُقَطِّع قراءته ويقفُ عند كُلِّ آيةٍ،
وكان يُرتِّلُ السورةَ حتى تكونَ أطولَ مِنْ أطولِ منها.

4- وكان صلـى الله عليه وسلم يَمدُّ عند حروفِ المدِّ،
فيمد {الرَّحمَن}، ويمد {الرَّحِيم}.

5- وكان صلـى الله عليه وسلم يستعيذُ بالله من الشيطانِ الرجيم
في أوَّلِ قراءتِه فيقول: "أَعُوذُ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" ؛
ورُبَّمَا كان يقول:

"اللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ"[2].

6- وكان يَقْرأُ القرآنَ قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا ومتوضئًا ومحدثًا،
ولم يكُنْ يمنعُه مِنْ قراءتِه إلا الجنابةُ.

7- وكانَ صلـى الله عليه وسلم يَتَغَنَّى بالقرآنِ، ويقول:
"لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرآنِ"[3]،
وقال: "زَيِّنُوا القُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ"[4].

8- وكانَ صلـى الله عليه وسلم يُحِبُّ أَنْ يسمعَ القرآنَ مِنْ غَيْرِهِ.

9- وكانَ إذا مَرَّ بآيةِ سَجْدَةٍ كَبَّرَ وَسَجَدَ[5]، وربما قال في سجوده:
"سَجَدَ وَجْهِي للذي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سمعَه وبصرَه بحولِه
وقوتِه
"[6]،
وربما قال:
"اللَّهُمَّ احْطُطْ عَنِّي بها وِزْرًا، واكتُبْ لي بها أجرًا، واجعلها
لي
عندك ذُخْرًا، وَتَقَبَّلْها مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَها مِنْ عَبْدِكَ دَاود"[7] ؛
ولم يُنْقَلْ عَنْهُ
أَنَّه كانَ يُكَبِّرُ للرفعِ مِنْ هَذَا السجودِ،
ولا تَشَهَّدَ ولا سَلَّمَ الْبَتَّة[8]


[1] الهذُّ: السرعة في القراءة والإفراط في العجلة.
[2] رواه أبو داود وابن ماجه.
[3] رواه البخاري.
[4] رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه.
[5] زاد المعاد 1/351.
[6] رواه أبو داود والترمذي والنسائي.
[7] رواه الترمذي وابن ماجه.
[8] زاد المعاد 1/463.


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

التعريف بأبوي الرسول صلى الله عليه وسلم – سنة النبي

التعريف بأبوي الرسول – صلى الله عليه وسلم –
في مكة / قبل النبوة
أبو الرسول – صلى الله عليه وسلم – :
1.اسمه: عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم
2.لقبه: كان يلقب عبد الله بالذبيح.
فائدة: للقبه الذبيح قصة من أظرف القصص وأطرفها، وهي
كانت زمزم قد طمرتها جُرهم عند مغادرتها مكة لظلمها وانهزامها، وكان ذلك منها نقمة على أهلها الذين حاربوها وطردوها.
وظلت زمزم مطمورة إلى عهد
(شيبة الحمد عبد المطلب)،
فرأى في المنام مكانها، وحاول إعادة حفرها،
ومنعته قريش، ولم يكن له يومئذ من ولد يعينه على تحقيق مراده إلا الحارث فنذر لله تعالى
إن رزقه عشرة من الولد يحمونه ويعينونه
ذبح أحدهم، ولما رزقه الله عشرة من الولد وأراد
أن يفي بنذره لربه فاقترع على أيهم يكون الذبح، فكانت القرعة على عبد الله،
وهمَّ أن يذبحه عند الكعبة فمنعته قريش،
وطلبوا إليه أن يرجع في أمره إلى عرافة بالمدينة تفتيه في أمر ذبح ولده. فأرشدته
إلى أن يضع عشراً من الإبل وهي دية الفرد عندهم، وأن يضرب بالقداح على عبد الله وعلى الإبل،
فإن خرجت على عبد الله الذبيح زاد عشراً
من الإبل، وإن خرجت على الإبل فانحرها عنه
فقد رضيها ربكم، ونجا صاحبكم!!
فوصلوا إلى مكة وجيء بالإبل وصاحب القداح،
وقام عبد المطلب عند هبل داخل مكة
يدعو الله – عز وجل-، وأخذ صاحب القداح يضربها، وكلما خرجت على عبد الله زادوا عشراً من الإبل
حتى بلغت مائة، كل ذلك وعبد المطلب
قائم يدعو الله – عز وجل – عند هبل،
فقال رجال قريش قد انتهى رضا ربك يا عبد المطلب فأبى إلا أن يضرب عنها
القداح ثلاث مرات، ففعل فكانت في كل
مرة تخرج على الإبل، وعندها رضي
عبد المطلب ونحر الإبل، وتركها لا يُصدُّ عنها
إنسان ولا حيوان، ونجَّى الله تعالى والحمد لله
(لا لسواه) عبد الله والد رسول الله.
فهذا سبب لقب عبد الله بالذبيح،
وهو أحب أولاد عبد المطلب العشرة إليه،
وزاده حباً فيه هذه الحادثة العجيبة
3.مولده:
ولد بمكة عام (81ق هـ – 53 ق هـ – 544- 571م)

4.تزويجه من آمنة بنت وهب الزهرية:
قال ابن إسحاق: فخرج به عبد المطلب حتى أتى به وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر – وهو يومئذٍ
سيد بني زهرة نسباً وشرفاً- فزوَّجه ابنته
آمنة بنت وهْب، وهي يومئذ أفضل امرأة
في قريش نسباً وموضع

5.وفاته:
اختلف في وفاته: هل توفي ورسول الله – صلى الله عليه وسلم- حَمْل، أو توفي بعد ولادته؟ على قولين:
أحدهما: أنه توفي ورسول الله – صلى الله عليه وسلم- حمل.
والثاني: أنه توفي بعد ولادته بسبعة أشهر
وأكثر العلماء على أنه كان في المهد. ذكره الدولابي وغيره، وقيل ابن شهرين ذكره ابن أبي خيثمة. وقيل: أكثر من ذلك، ومات أبوه عند أخواله بني النَّجار. ذهب ليمتار لأهله تمراً، وقد قيل: مات أبوه، وهو ابن ثمانٍ وعشرين شهراً

6.مكان وفاته:
ذهب عبد الله للتجارة في أرض غزة من فلسطين
حيث توفي جده هاشم إلاَّ أن عبد الله عاد منها
فمرض في طريق عودته ، فنزل عند أخواله
من بني النجار فمات عندهم بالمدينة،
وقبره معروف المكان إلى عهد قريب حيث أخفي لزيارة الجهال له،
والاستشفاع به،
ودعائه – والعياذ بالله -، وهذا لغلبة
الجهل على المسلمين لقلة العلماء،
وقلة الرغبة في طلب العلم

أم الرسول – صلى الله عليه وسلم -:
1.اسمها:
آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب
بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر

2.أمَّها:
برّة بنت عبد العزَّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب
بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر
3.زواجها من عبد الله:
لقد تزوج عبد الله آمنة زوَّجه بها والده عبد المطلب على إثر نجاته من الذبح وفاءً بالنذر، وبنى بها عبد الله وحملت منه بالحبيب محمد – صلى الله عليه وسلم

4.وفاتها:
قال ابن إسحاق: وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- مع أمه آمنة بنت وهب، وجده عبد المطلب بن هاشم في كلاءة الله وحفظه، ينبته الله نباتاً حسناً،
لما يريد به من كرامته،
فلما بلغ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ست سنين، توفيت أمه آمنة بنت وهب.
وقال ابن إسحاق:
حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أنَّ أمَّ رسول الله-صلى الله عليه وسلم – آمنة توفيت ورسول الله – صلى الله عليه وسلم- ابن ستِّ سنين بالأبواء بين مكة والمدينة، كانت قد قدمت به على أخواله من بني عديّ بن النَّجار، تُزيره إيّاهم فماتت وهي راجعة به إلى مكة

وفاة أبوي النبوي – صلى الله عليه وسلم -:
وفاة عبد الله بن عبد المطلب:
لم يطل المقام بالفتى الشاب عبد الله بن عبد المطلب مع زوجته آمنة بنت وهب،
فقد خرج في تجارة إلى الشام وترك الزوجة الحبيبة، وما دَرَى أنها علقت بالنسمة
المباركة، وقضى الزوج المكافح مدة في تصريف تجارته، وهو يعدُّ الأيام كي يعود إلى زوجته
فيهنأ بها، وتهنأ به، وما إن فرغ حتى عاد،
وفي أوبته عرَّج على أخوال أبيه عبد المطلب، وهم بنو النجار بالمدينة، فاتفق أن مرض عندهم،
فبقي وعاد رفاقه، ووصل الركب إلى مكة، وعلم منهم عبد المطلب بخبر مرضه، فأرسل أكبر بنيه:
الحارث ليرجع بأخيه بعد إبلاله وما أن وصل الحارث إلى المدينة حتى علم
أن عبد الله مات ودفن بها في دار النابغة من بني النجار، فرجع حزين النفس على فقد أخيه،
وأعلم أباه بموت الغائب الذي لا يؤوب،
وأثار النبأ الموجع الأحزان في نفس الوالد الشيخ المفجوع في فقد أحب أولاده إليه،
وألصقهم بنفسه، وأثار الأسى والحرقة في نفس الزوجة التي كانت تحلم بأوبة الزوج الحبيب الغالي، وتشتاق إليه اشتياق الظمآن في اليوم الصائف القائظ إلى الشراب العذب الحلو
البارد، وتبدد ما كانت تعلل به نفسها من سعادة وهناءة في كنف الزوج الفتى الوسيم، والذي كان مشغلة المجتمع القرشي والعربي حيناً من الزمان، فما مثله من فتى، وما مثله من زوج!!
ولم يكن للجنين عند فقد الأب إلا شهران، وهذا هو الرأي ذكره شيخ كتاب السيرة ابن إسحاق،
وتابعه عليه ابن هشام، وهو الرأي المشهور
بين كتاب السير والمؤرخين وكان عمر عبد الله حينذاك ثماني عشرة سنة
وفاة آمنة بنت وهب:
لما بلغ النبيّ – صلى الله عليه وسلم- السادسة من عمره ارتأت أمَّه أن تذهب به إلى أخوال جده عبد المطلب بالمدينة من بني النجار،
ليرى مكانة هؤلاء الأخوال الكرام، وقد كان لهذه الخؤولة اعتبارها لما هاجر
فيما بعد إلى المدينة، وليقضيا حق الحبيب المغيَّب رمسه في تراب المدينة،
وأغلب الظن أن تكون الأم حدَّثت ابنها بقصة أبيه، ومفارقته الدنيا
وهو في شرخ شبابه، وأن الابن تاقت نفسه إلى البلد
الذي حوى رُفات الأب.
وخرجت الأم والابن ومعهما أم أيمن بركة الحبشية جارية أبيه،
ووصل الركب إلى المدينة. وكان المقام في دار النابغة من بني النجار،
ومكثوا عندهم شهراً، وزاروا الحبيب الثاوي في قبره،
وحرّكت الزيارة لواعج الشوق والأحزان في نفس الأم والابن،
وانطبع معنى اليُتم في نفس النبيّ بعد أن كان لاهياً عنه.
وبعد أن قضوا حاجات النفس عاد الركب إلى مكة،
وفي الطريق بين المدينة ومكة مرضت الأم، وحُمَّ القضاء، ودفنت بقرية (الأبواء).وجلس الابن يذرف الدمع سخيناً على فراق أمه،
التي كان يجد في كنفها الحب، والحنان، والسلوى، والعزاء عن فقد الأب،
وهكذا شاء الله – سبحانه- للنبي – صلى الله عليه وسلم-
ولما يجاوز السادسة أن يذوق مرارة فقد الأبوين.
وكان النبيّ – صلى الله عليه وسلم- يذكر أموراً في زَوْرته تلك فقد نظر إلى دار بني النجار بعد الهجرة قائلاً:
(هنا نزلت بي أمي، وفي هذه الدار قبر أبي عبد الله، وأحسنت العوم في بئر عدي بن النجار).
وكان النبيّ – صلى الله عليه وسلم- كلما مرَّ بقبر أمه زاره، ويبكي ويُبكي من حوله،
ففي صحيح مسلم
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: زار النبيّ – صلى الله عليه وسلم-
قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله ، ثم قال:
(استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي، واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي، فزوروا القبور تذكركم الموت)
وقال في الرحيق المختوم: رأت آمنة وفاء لذكرى زوجها الراحل
أن تزور قبره بيثرب، فخرجت من مكة قاطعة رحلة تبلغ خمسمائة كليو متراً،
ومعها ولدها اليتيم – محمد – صلى الله عليه وسلم- وخادمتها أم أيمن،
وقيمها عبد المطلب، فمكث شهراً، ثم قفلت، وبينما هي راجعة
إذا يلاحقها المرض، ويلح عليها في أوائل الطريق،
فماتت بالأبواء بين مكة والمدينة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

حديث جميل جدا – سنة النبي

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «قال الله عز وجل: أعددت لعبادي ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. فاقرءوا إن شئتم: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍن} [السجدة:17]» [رواه البخاري ومسلم وغيرهما].

قال الإمام ابن القيم رحمه الله:

وكيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده وجعلها مقراً لأحبابه، وملأها من رحمته
وكرامته ورضوانه، ووصف نعيمها بالفوز العظيم، وملكها بالملك الكبير،
وأودعها جميع الخير بحذافيره، وطهرها من كل عيب وآفة ونقص.

فإن سألت: عن أرضها وتربتها، فهي المسك والزعفران.

وإن سألت: عن سقفها، فهو عرش الرحمن.

وإن سألت: عن ملاطها، فهو المسك الأذفر.

وإن سألت: عن حصبائها، فهو اللؤلؤ والجوهر.

وإن سألت: عن بنائها، فلبنة من فضة ولبنة من ذهب، لا من الحطب والخشب.

وإن سألت: عن أشجارها، فما فيها شجرة إلاّ وساقها من ذهب.

وإن سألت: عن ثمرها، فأمثال القلال، ألين من الزبد وأحلى من العسل.

وإن سألت: عن ورقها، فأحسن ما يكون من رقائق الحلل.

وإن سألت: عن أنهارها، فأنهارها من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى.

وإن سألت: عن طعامهم، ففاكهة ممّا يتخيرون، ولحم طير ممّا يشتهون.

وإن سألت: عن شرابهم، فالتسنيم والزنجبيل والكافور.

وإن سألت: عن آنيتهم، فآنية الذهب والفضة في صفاء القوارير.

وإن سألت: عن سعة أبوابها، فبين المصراعين مسيرة أربعين من الأعوام، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام.

وإن سألت: عن تصفيق الرياح لأشجارها، فإنّها تستفز بالطرب من يسمعها.

وإن سألت: عن ظلها ففيها شجرة واحدة يسير الراكب المجد السريع في ظلها مئة عام لا يقطعها.

وإن سألت: عن خيامها وقبابها، فالخيمة من درة مجوفة طولها ستون ميلاً من تلك الخيام.

وإن سألت: عن علاليها وجواسقها فهي غرف من فوقها غرف مبنية، تجري من تحتها الأنهار.

وإن سألت: عن إرتفاعها، فانظر إلى الكوكب الطالع، أو الغارب في الأفق الذي لا تكاد تناله الأبصار.

وإن سألت: عن لباس أهلها، فهو الحرير والذهب.

وإن سألت: عن فرشها، فبطائنها من استبرق مفروشة في أعلى الرتب.

وإن سألت: عن أرائكها، فهي الأسرة عليها البشخانات، وهي الحجال مزررة بأزرار الذهب، فما لها من فروج ولا خلال.

وإن سألت: عن أسنانهم، فأبناء ثلاثة وثلاثين، على صورة آدم عليه السلام، أبي البشر.

وإن سألت: عن وجوه أهلها وحسنهم، فعلى صورة القمر.

وإن سألت: عن سماعهم، فغناء أزواجهم من الحور العين، وأعلى منه سماع أصوات الملائكة والنبيين، وأعلى منهما سماع خطاب رب العالمين.

وإن سألت: عن مطاياهم التي يتزاورون عليها، فنجائب أنشأها الله ممّا شاء، تسير بهم حيث شاؤوا من الجنان.

وإن سألت: عن حليهم وشارتهم، فأساور الذهب واللؤلؤ على الرؤوس ملابس التيجان.

وإن سألت: عن غلمانهم، فولدان مخلدون، كأنّهم لؤلؤ مكنون.

وإن سألت: وإن سألت عن عرائسهم وأزواجهم، فهن
الكواعب الأتراب، اللائي جرى في أعضائهن ماء الشباب، فللورد والتفاح ما
لبسته الخدود، وللرمان ما تضمنته النهود، وللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور،
وللدقة واللطافة ما دارت عليه الخصور.

تجري الشمس في محاسن وجهها إذا برزت، ويضيئ البرق من بين ثناياها إذا
تبسمت، وإذا قابلت حبها فقل ما شئت في تقابل النيرين، وإذا حادثته فما ظنك
في محادثة الحبيبين، وإن ضمها إليه فما ظنك بتعانق الغصنين، يرى وجهه في
صحن خدها، كما يرى في المرآة التي جلاها صيقلها. (الصيقل: جلاء السيوف،
والمقصود هنا تشبيه وجه الحوراء بالمرآة التي جلاها ولمعها منظفها حتى بدت
أنظف وأجلى ما يكون)، ويرى مخ ساقها من وراء اللحم، ولا يستره جلدها ولا
عظمها ولا حللها.

لو أطلت على الدنيا لملأت ما بين الأرض والسماء ريحاً، ولاستنطقت أفواه
الخلائق تهليلا وتكبيراً و تسبيحاً، ولتزخرف لها ما بين الخافقين، ولأغمضت
عن غيرها كل عين، ولطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم، ولآمن كل من
رآها على وجه الأرض بالله الحي القيوم، ونصيفها (الخمار) على رأسها خير من
الدنيا وما فيها.

ووصاله أشهى إليها من جميع أمانيها، لا تزداد على تطاول الأحقاب إلاّ حسناً
وجمالاً، ولا يزداد على طول المدى إلاّ محبةً ووصالاً، مبرأة من الحبل
(الحمل) والولادة والحيض والنفاس، مطهرة من المخاط والبصاق والبول والغائط
وسائر الأدناس.

لا يفنى شبابها ولا تبلى ثيابها، ولا يخلق ثوب جمالها، ولا يمل طيب وصالها،
قد قصرت طرفها على زوجها، فلا تطمح لأحد سواه، وقصرت طرفه عليها فهي غاية
أمنيته وهواه، إن نظر إليها سرته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته
فهو معها في غاية الأماني والأمان.

هذا ولم يطمثها قبله أنس ولا جان، كلما نظر إليها ملأت قلبه سروراً، وكلما
حدثته ملأت أذنه لؤلؤاً منظوماً ومنثوراً، وإذا برزت ملأت القصر والغرفة
نوراً.

وإن سألت: عن السن، فأتراب في أعدل سن الشباب.

وإن سألت: عن الحسن، فهل رأيت الشمس والقمر.

وإن سألت: عن الحدق (سواد العيون) فأحسن سواد، في أصفى بياض، في أحسن حور، (أي: شدة بياض العين مع قوة سوادها).

وإن سألت: عن القدود، فهل رأيت أحسن الأغصان.

وإن سألت: عن النهود، فهن الكواعب، نهودهن كألطف الرمان.

وإن سألت: عن اللون، فكأنه الياقوت والمرجان.

وإن سألت: عن حسن الخلق، فهن الخيرات الحسان،
اللاتي جمع لهن بين الحسن والإحسان، فأعطين جمال الباطن والظاهر، فهن
أفراح النفوس وقرة النواظر.

وإن سألت: عن حسن العشرة، ولذة ما هنالك: فهن العروب المتحببات إلى الأزواج، بلطافة التبعل، التي تمتزج بالزوج أي امتزاج.

فما ظنك بإمرأة إذا ضحكت بوجه زوجها أضاءة الجنّة من ضحكها، وإذا انتقلت من
قصر إلى قصر قلت هذه الشمس متنقل في بروج فلكها، وإذا حاضرت زوجها فياحسن
تلك المحاضرة، وإن خاصرته فيا لذة تلك المعانقة والمخاصرة:

وحديثها السحر الحلال لو أنّه *** لم يجن قتل المسلم المتحرز

إن طال لم يملي وإن هي أوجزت *** ود المحدث أنّها لم توجز

إن غنت فيا لذة الأبصار والأسماع، وإن آنست وأنفعت فيا حبذا تلك المؤانسة
والإمتاع، وإن قبّلت فلا شيء أشهى إليه من ذلك التقبيل، وإن ناولت فلا ألذ
ولا أطيب من ذلك التنويل.

هذا، وإن سألت: عن يوم المزيد، وزيارة العزيز
الحميد، ورؤية وجهه المنزه عن التمثيل والتشبيه، كما ترى الشمس في الظهيرة
والقمر ليلة البدر، كما تواتر النقل فيه عن الصادق المصدوق، وذلك موجود في
الصحاح، والسنن المسانيد، ومن رواية جرير، وصهيب، وأنس، وأبي هريرة، وأبي
موسى، وأبي سعيد، فاستمع يوم ينادي المنادي:

يا أهل الجنة

إنّ ربكم تبارك وتعالى يستزيركم فحيى على زيارته، فيقولون سمعاً وطاعة،
وينهضون إلى الزيارة مبادرين، فإذا بالنجائب قد أعدت لهم، فيستوون على
ظهورها مسرعين، حتى إذا انتهوا إلى الوادي الأفيح الذي جعل لهم موعداّ،
وجمعوا هناك، فلم يغادر الداعي منهم أحداً، أمر الرب سبحانه وتعالى بكرسية
فنصب هناك، ثم نصبت لهم منابر من نور، ومنابر من لؤلؤ، ومنابر من زبرجد،
ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة، وجلس أدناهم ـ وحاشاهم أن يكون بينهم دنئ ـ
على كثبان المسك، ما يرون أصحاب الكراسي فوقهم العطايا، حتى إذا استقرت بهم
مجالسهم، واطمأنت بهم أماكنهم، نادى المنادي:

يا أهل الجنّة

سلام عليكم.

فلا ترد هذه التحية بأحسن من قولهم: ((اللّهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ياذا الجلال والإكرام)). فيتجلى لهم الرب تبارك وتعالى يضحك إليهم ويقول:

يا أهل الجنّة

فيكون أول ما يسمعون من تعالى: أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني، فهذا يوم المزيد. فيجتمعون على كلمة واحدة:

أن قد رضينا، فارض عنا، فيقول:

يا أهل الجنّة

إنّي لو لم أرض عنكم لم أسكنكم جنتي، هذا يوم المزيد، فسلوني فيجتمعون على كلمة واحدة:

أرنا وجهك ننظر إليه.

فيكشف الرب جل جلاله الحجب، ويتجلا لهم فيغشاهم من نوره ما لو لا أن الله
سبحانه وتعالى قضى ألاّ يحترقوا لاحترقوا. ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلاّ
حاضره ربه تعالى محاضرة، حتى إنّه يقول:

يا فلان، أتذكر يوم فعلت كذا وكذا، يذكره ببعض غدراته في الدنيا، فيقول: يا رب ألم تغفر لي؟

فيقول: بلى بمغفرتي بلغت منزلتك هذه.

فيا لذة الأسماع بتلك المحاضرة.

ويا قرة عيون الأبرار بالنظر إلى وجهه الكريم في الدار الآخرة. ويا ذلة الراجعين بالصفقة الخاسرة.

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا
نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ
بِهَا فَاقِرَةٌ} [القيامة:22-25].

فحيى على جنات عدن فإنّها *** منزلك الأولى وفيها المخيم

ولكننا سبي العدو فهل ترى *** نعود إلى أوطاننا ونسلم

انتهى كلام ابن القيم رحمه الله تعالى. [حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح: (ص355-360)]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

وصايا النبي صلى الله عليه وسلم – للنساء – سنة النبي

وصايا النبي – صلى الله عليه وسلم – لـــ ( النساء ) !

فهذا ( جمع ) من التنبيهات والتوجيهات الشرعية ، والنداءات والتوصيات الذهبية ؛ جمعته من ( صحيح ) السنة النبوية ، وسميته : " وصايا النبي – صلى الله عليه وسلم – لـــ ( النساء ) ! " .

وسيكون على شكل ( مجموعات ) ؛ نسأل الله تعالى أن ينفع به السلفيات ، وأن يكون خالصةً لوجه الكريم ، إنه غفور تواب جواد رحيم .

• الحديث الأول : عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى ، أو فطر ، إلى المصلى ، فمر على النساء ، فقال : يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار . فقلن : وبم يا رسول الله ؟ قال : تكثرن اللعن ، وتكفرن العشير ، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن . قلن : وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله ؟ قال : أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل . قلن : بلى ، قال : فذلك من نقصان عقلها ، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم . قلن : بلى ، قال : فذلك من نقصان دينها .
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 304
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


••••• الحديث الثاني :
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – ، قال : قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( إِذَا بَاتَتِ المرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا ، لَعَنتْهَا الملائِكةُ حتى تَصْبِحَ ) . وفي رواية : بهذا الإسناد : ( حتى تَرجِعَ ) .
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 1443
خلاصة حكم المحدث: صحيح


••••• الحديث الثالث :
عن ثوبان مولى النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس ؛ فحرام عليها رائحة الجنة ) .
الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: الألباني – المصدر: التعليقات الرضية – الصفحة أو الرقم: 237/2
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

•••• الحديث الرابع : عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – قالت : قلت : يا رسول الله ! أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ، ما أقول فيها ؟ قال : ( قُولِي : الَّلهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌ تُحِبُّ العَفْوَ فاعْفُ عَنِّي ) .
الراوي: عائشة المحدث: الألباني – المصدر: تخريج مشكاة المصابيح – الصفحة أو الرقم: 2037
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح


••• الحديث الخامس :
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ( لاَ يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَصُومَ ، وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلاَّ بِِإِذْنِهِ ، وَلاَ تَأَذَنَ فِي بَيْتِهِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ، وَمَا أَنْفَقَتْ مِنْ نَفَقةٍ عَنْ غَيْرِ أَمْرِهِ ، فَإِنَّهُ يُؤْدَّي إِليْهِ شَطْرُهُ ) .
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 5195
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الصلاة على سيد الازمان – في الاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

الـــصــلاة عــلـى ســيــد الازمــان

الــــلـــــهـــــم صــــلــــى عـــــلـــى ســــــــــيـــــد الأزمـــان

نــــبــــيــــنــــا الـــــكـــــريــــم ألجـــــــــانــــا بــاالـــــقـــران

مــــولــــدك عـــــظـــمــو الــمــولــى يــاعـــــظــيــم الــشــان

بــــعــــام الــــفــــيــل ذكــــرى لايــــغـــــشــهـــا الــنــســيان

الــمــبـــعـــوث لــلــنــاس كــافــة بــرحــــمــة والـــغـــفــران

يــارســـــــــــول الــــــــهـــــــدى لـــــلا نـــــــس والــــجـــان

بــااســــمــــك نـــــطــــق الــحـــــجـــر الأصــم الـــطـــرشــان

يــاشــفــيـــنــا يــوم الــديــن عــــنــد الــخــالـــق الــرحـــمــن

دا عـــــــــــلـــــــمــــــو الــــــبـــارى حــــســن الـــــبــــيـــان

وخـــــــــلـــــــــــدك ربـــــــــــــنـــــــــا فــــى كــــــــــــــل أذان

يــاصــاحـــــــب الـــكـــــوثـــر يــــاروى الـــــعـــــطــــــــشـــان

طــــــه الــــــمـــــبـــــشـــر بـــمــفــــاتـــيـــح الـــــجـــــــنــــان

يــاخـــاتـــم الــــــنـــبــــيـــن الــــمـــــرســـول بــاالـايـــــــمـــان

بــــــــذكــــــرالــــــحـــــكــــيــــم ســـــــيـــــد الا ديــــــــــــــــان

عـــــــطــــرك الــــــمــــــولــى بــــمــــــســك والـــزعــــفــــران

يـــاكـــــفـــتـــنـــا الــــــراجــــــحــــــة فــــى الـــــمـــــــيــــــزان

يـــانـــبــــى الــــرحـــــــمـــــة يــانـــــــبـــع الـــــــحـــــــنـــــــان

مــــن مـــــات بــــــحــــــــــــبــــــك اكـــــــيــــــد فـــــــرحــــــان

يــاالـــــــصـــادق الأمــــــــــــيـــــــن الــــــــمــــا خـــــــــــــــــان

فـــى حــــــــمـــــــاك مـــن الــــــــــنــــــار والـــــــدخـــــــــــــان

يــاالـــــمـــزمـــل الــــنــفــس طــــــال بــيــهــا الــعـــصــــيــــان

راجـــــيـــن شـــــفـــــعـــــتـــك لــلـــــــجـــنـــة الـــــــرضـــــوان

يــاالـــــمـــــدثــــر الـــــمــــجــــتـــبــــــة يــااعـــظــــم انــســان

مــــــنـــــاى ازور الــــــــروضــــــــــة أم الــــــــريــــــــحـــــان

صـــــلــى الله عـــــلــيــه وســـــلــــم

بقلمي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

قوآعد نبويه 2/50 د. عمر بن عبد الله المقبل

قوآعد نبويه [2/50] د. عمر بن عبد الله المقبل ..


قواعـــد نبويـــــــــــــة [2/50]

د. عمر بن عبد الله المقبل

القاعدة الأولى: (إنما الأعمال بالنيات) (1)


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،
وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:


فمرحباً بكم – أيها القراء الكرام – في حلْقة جديدة من سلسلتكم: "قواعد نبوية"، والتي نبدأ فيها بذكر نماذج من تلك القواعد التي حوت من جوامع الكلم النبوي صنوفاً.


والقاعدة التي تتبوأ المنزلة الأولى من تلكم القواعد النبوية، وجوامع الكلم المصطفوية؛ قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات"، فهي قاعدة عظيمة، جعلها النبي صلى الله عليه وسلم ميزاناً للأعمال الباطنة، كما أنها أحد شرطي قبول العمل: الإخلاص.


فمن أخلص أعماله لله متبعاً في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهذا الذي عمله مقبول، ومن فقد الأمرين أو أحدهما فعمله مردود، داخل في قول الله تعالى:"وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً"[الفرقان: 23].


ومن أخلص لله، واتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهو داخل في قوله تعالى:"وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ"الآية[النساء:125]، وفي قوله سبحانه:"بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ"[البقرة: 112].


أما النية – التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القاعدة -: فهي القصد للعمل تقرباً إلى الله، وطلباً لمرضاته وثوابه، فيدخل في هذا: نية العمل، ونية المعمول له.


"والنية في كلام العلماء تقع بمعنيين:


أحدهما: تمييز العبادات بعضها عن بعض -كتمييز صلاة الظهر من صلاة العصر مثلاً، وتمييز رمضان من صيام غيره-، أو تمييز العبادات من العادات – كتمييز الغسل من الجنابة من غسل التبرد والتنظيف، وكمن يذبح شاة أضحيةً أو رغبةً في أكل لحمها، ونحو ذلك -، وهذه النية هي التي توجد كثيراً في كلام الفقهاء في كتبهم.


والمعنى الثاني – للنية في كلام أهل العلم -:بمعنى تمييز المقصود بالعمل، وهل هو لله وحده لا شريك له، أم لله وغيره؟ وهذه هي النية التي يتكلم فيها العارفون في كتبهم، في كلامهم على الإخلاص وتوابعه، وهي التي توجد كثيراً في كلام السلف المتقدمين رحمهم الله تعالى…، وهي – قبل هذا – التي يتكرر ذكرها في كلام النبي صلى الله عليه وسلم، تارة بلفظ النية، وتارة بلفظ الإرادة، وتارة بلفظ مقارب لذلك، وقد جاء ذكرها كثيراً في كتاب الله عز وجل بغير لفظ النية أيضاً من الألفاظ المقاربة لها". (2)


أيها الإخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوة:
إن الحديث عن هذه القاعدة يستحق أن يفرد بمجلدات! كيف وقد قال بعض الأئمة: إن هذا الحديث – يعني حديث النية – هو نصف الدين؟! ذلك أن الأعمال: إما ظاهرةٌ أو باطنة، فالأعمال الظاهرة دليلها: حديث "من عمل عملاً…"(3)، ودليل الأعمال الباطنة هو هذه القاعدة النبوية المحكمة: "إنما الأعمال بالنية".


أما كلام الأئمة في كونه ثلث الدين، أو ربعه،
أو خمسه، فهذا كثير ومشهور.


بل قال الإمام الشافعي رحمه الله: إن هذا الحديث يدخل في جميع أبواب العلم.


فحريٌّ بالعبد – بعد معرفة منزلة هذا الحديث العظيم والقاعدة النبوية المحكمة "إنما الأعمال بالنيات" – أن يستحضر هذا الحديث في أعماله كلها: بحيث ينوي "نية كلية شاملة لأموره كلها، يقصد بها وجه الله، والتقرب إليه، وطلب ثوابه، واحتساب أجره، والخوف من عقابه، ثم يستصحب هذه النية في كل فرد من أفراد أعماله وأقواله، وجميع أحواله، حريصاً فيه على تحقيق الإخلاص وتكميله، ودفع كل ما يضاده: من الرياء والسمعة، وقصد المحمدة عند الخلق، ورجاء تعظيمهم، بل إن حصل شيء من ذلك فلا يجعله العبدُ قصدَه، وغايةَ مرادِه، بل يكون القصدُ الأصيلُ منه وجهَ الله، وطلبَ ثوابِه من غير التفاتٍ للخلق، ولا رجاء لنفعهم أو مدحهم، فإن حصل شيء من ذلك – دون قصد من العبد – لم يضره شيئاً، بل قد يكون من عاجل بشرى المؤمن"(4).


وعوداً على بدء: فإن قوله صلى الله عليه وسلم- في هذه القاعدة النبوية العظيمة -:"إنما الأعمال بالنيات" أي: إنها لا تحصل ولا تكون إلا بالنية، وأن مدارها على النية، "أو أنَّ صلاحَ الأعمال وفسادَها بحسب صلاحِ النِّياتِ وفسادِها".(5)


فمن نوى فعل الخير وقصد به المقاصد العليا – وهي ما يقرب إلى الله – فله من الثواب والجزاءِ الجزاءَ الكامل الأوفى، ومن نقصت نيتُه وقصدُه؛ نقص ثوابه، ومن توجهت نيته إلى غير هذا المقصد الجليل؛ فاته الخير، وحصل على ما نوى من المقاصد الدنيئة الناقصة.


أيها الإخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوة:
إن من أهم ما ينبغي للعبد أن يعتني به – وهو يقرأ هذه القاعدة "إنما الأعمال بالنيات" – أن يفتش عن مقاصده في أعماله، وتلك – والله – التي رفع الله بها شأن القوم من سلف هذه الأمة، وكلُّ من سلك طريقتهم في مراقبة القلب، والتفتيش عن إراداته، والاجتهاد في تنقية العمل من شوائبه الفاسدة؛ فله من الرفعة والقبول، وعلو المنزلة بحسبه.


ولقد تتابعت كلمات الأئمة في التنويه بهذا الأمر، وحسبك – أيها القارئ الكريم – أن تتأمل في قصة المرأة البغي من بني إسرائيل، التي لم تذكر إلا بجريمتها – وهي البغاء – ومع هذا لما سقت ذلك الكلب ابتغاء مرضات الله؛ غفر الله لها(6)؛ فانظر كيف انتقل هذا العمل اليسير إلى هذه المنزلة العالية من الثواب! وفي مقابل ذلك تأمل تلك الأفعال الكبيرة، ومنها: تطاير الرقاب عن أجسادها، كيف تنقلب بسوء النية إلى عملٍ يستحق صاحبه العقوبة عليه!


وحين سُئل صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة، أو حمية، أو ليُرى مقامُه في صف القتال "أيّ ذلك في سبيل الله؟" فقال: {من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل اللهz(7).


يقول مطرِّف بن عبدِالله رحمه الله: صلاحُ القلب بصلاحِ العملِ، وصلاحُ العملِ بصلاحِ النيَّةِ".(8)


ويقول ابن رجب رحمه الله:"والأعمال إنما تتفاضل ويعظم ثوابها بحسب ما يقوم بقلب العامل من الإيمان والإخلاص، حتى إن صاحب النية الصادقة – وخصوصاً إذا اقترن بها ما يقدر عليه من العمل – يلتحق صاحبها بالعامل، قال تعالى: "وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ"[النساء: 100].


وفي الصحيح مرفوعاً: {إذا مرض العبد أو سافر كُتب له ما كان يعمل صحيحاً مقيماًz(9)، {إن بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً، ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم – أي: في نياتهم وقلوبهم وثوابهم – حبسهم العُذْرz(10) وإذا هَمَّ العبد بالخير، ثم لم يُقَدَّر له العمل؛ كُتِبت همتُه ونيتُه له حسنةً كاملة"(11)ا.هـ.


وما أجمعَ ما قال داود الطَّائيِّ: رأيتُ الخيرَ كلَّه إنَّما يجمعُه حُسْنُ النِّيَّة، وكفاك به خيراً وإنْ لم تَنْصَبْ.


أيها الإخـــــــــــــــــــــــــــــــــــوة:
لا يوجد في حياتنا عمل – مهما كانت منزلته – إلا ويرتبط بهذه القاعدة العظيمة: "إنما الأعمال بالنيات"، ومن ذلك: الإحسان إلى الخلق بالمال أو القول أو الفعل؛ فإن ذلك كله جميل وعظيم، وإذا اقترنت به نية صالحة كان ثوابه أعظم؛ تأمل جيداً قوله تعالى: "لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ"[النساء: 114]، أي: فإنه خير، ثم قال: "وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً"[النساء: 114] فرتّب الأجر العظيم على فعل ذلك ابتغاء مرضاته، وفي البخاري مرفوعاً: {من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدّاها الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله z (12) فانظر كيف جعل النية الصالحة سبباً قوياً للرزق وأداء الله عنه، وجعل النية السيئة سبباً للتلف والإتلاف!


وإذا كان هذا في الأمور المتعدية النفع؛ فإن قاعدتنا هذه "إنما الأعمال بالنيات" تجري النية في الأمور المباحة، والأمور الدنيوية:
"فمن قصدَ بكسبه وأعماله الدنيوية والعادية الاستعانةَ بذلك على القيام بحق الله وقيامه بالواجبات والمستحبات، واستصحَب هذه النية الصالحة في أكله وشربه، ونومه وراحته ومكاسبه؛ انقلبت عاداته عبادات، وبارك الله للعبد في أعماله، وفتح له من أبواب الخير والرزق أموراً لا يحتسبها ولا تخطر له على بال، ومن فاتته هذه النية الصالحة – لجهله أو تهاونه – فقد فاته خير كثير جداً" (13).


وبما تقدم – أيها الإخوة – يتبين أن هذه القاعدة جامعة لأمور الخير كلها، فحقيق بالمؤمن الذي يريد نجاة نفسه ونفعها: أن يفهم معنى هذه القاعدة، وأن يكون العمل بها نُصب (14) عينيه في جميع أحواله وأوقاته.


ولنختم بجميل من قول السلف – وهو قول سهلِ بن عبد الله التُّستَري رحمه الله -: ليس على النَّفس شيءٌ أشقُّ مِنَ الإخلاصِ؛ لأنَّه ليس لها فيه نصيبٌ". (15)


اللهم ارزقنا الإخلاص في أقوالنا وأعمالنا..


_____________
(1) البخاري(1)، ومسلم(1907)بلفظ: "إنما الأعمال بالنية".
(2) جامع العلوم والحكم: (ص11).
(3) بهذا اللفظ أخرجه البخاري تعليقاً بصيغة الجزم 4/298 في البيوع: باب النجش، ومسلم(1718).
(4) بهجة قلوب الأبرار: ص6.
(5) جامع العلوم والحكم: (ص10).
(6) صحيح مسلم (2245).
(7) البخاري: (123)، مسلم: (1904).
(8) جامع العلوم والحكم: (ص13).
(9) البخاري: (2834).
(10) البخاري: (4161).
(11) جامع العلوم والحكم: (ص13).
(12) البخاري: (2257).
(13) ينظر: البهجة.
(14) قال ثعلب والقتيبي: نُصْبَ عيْنِي، بالضَّمِّ، أَي بِمَعْنى مفعول، أَي منصوبها، أَي: مَرْئِيّها، رؤيَةً ظَاهِرَة بحيثُ لَا يُنْسَى، وَلَا يُغفَلُ عَنهُ، وَلم يُجْعَلْ بظَهْرٍ. انظر: تاج العروس (4/ 279).
(15) جامع العلوم والحكم: (ص17).

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده