التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

سلسلة أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام وشرحها – 3 من السنة

[BACKGROUND="100 #000000"]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل وسلم على محمد وال محمد أجمعين
الجزء الثالث من الطرح السابق

[BACKGROUND="90 #CCCCCC"]

معنى قوله صلى الله عليه وسلم : " الوائدة والموءودة في النار "


السؤال: يوجد حديثان صححهما الشيخ الألبانى وهذا متنهما : الحديث الأول (الوائدة والموؤودة فى النار) و الثانى: (الوائدة و الموءودة في النار ، إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فتسلم). و سؤالى ما ذنب الموؤودة فى دخولها النار؟

الجواب :
الحمد لله
هذا الحديث أخرجه أبو داود ( 4717 ) عن ابن مسعود رضي الله عنه بسند ضعيف .
لكن أخرجه الإمام أحمد في المسند ( 15493 ) من طريق أخرى فيها قصة فرواه من طريق الشَّعْبِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَأَخِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أُمَّنَا مُلَيْكَةَ كَانَتْ تَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ ، وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ ، هَلَكَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَهَلْ ذَلِكَ نَافِعُهَا شَيْئًا؟ قَالَ : لَا قُلْنَا: فَإِنَّهَا كَانَتْ وَأَدَتْ أُخْتًا لَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهَلْ ذَلِكَ نَافِعُهَا شَيْئًا؟ قَالَ: (الْوَائِدَةُ وَالْمَوْءُودَةُ فِي النَّارِ إِلَّا أَنْ تُدْرِكَ الْوَائِدَةُ الْإِسْلَامَ فَيَعْفُوَ اللَّهُ عَنْهَا) .
وهذه الرواية المشتملة على القصة قواها عدد من العلماء كالبخاري في التاريخ الكبير (4 ص:72 ) والدارقطني في العلل ( 5 / 161 ) والإلزامات ( 99) .
فمن صحح حديث ابن مسعود فإنما صححه لوروده من هذه الطريق القوية .
وقد استشكل بعض الناس هذا الحديث ، وظن أنه مخالف لقوله تعالى : (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) النجم/38 ، ونحوها من الآيات .
وقد أجاب العلماء عن ذلك ، بأن الحديث ـ كما هو ظاهر القصة التي رواها الإمام أحمد إنما ورد في قضية معينة ، وليس حكما عاماً لكل وائدة وكل موءودة ، فهو وارد في وائدة مشركة ، وموءودة أيضاً مشركة ، ولكن الظاهر أنها كانت طفلة صغيرة .
وليس هناك إشكال في كون الوائدة الواردة في الحديث في النار .
وأما الموءودة فهو حكم لموءودة معينة علم النبي صلى الله عليه وسلم أنها في النار .
وقد اختلف العلماء في حكم أطفال المشركين في الآخرة .
وأرجح الأقوال في مصيرهم ؛ أنهم يُمتحنون يوم القيامة ، فمن أطاع أمر الله نجا ، ومن عصاه هلك ، وقد جاءت في السنة النبوية أحاديث كثيرة يترجح بها هذا القول. وهو اختيار كثير من المحققين من أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وهو اختيار سماحة الشيخ ابن باز كما في مجموع ا
فيكون النبي صلى الله عليه وسلم قد علم – بالوحي- أن مصير هذه الموءودة في النار .
فالحديث إذاً خاص بأم سلمة بن يزيد واسمها مليكة ، وبابنتها التي وأدتها .
وإلى هذا القول مال ابن عبد البر وابن القيم والألباني وغيرهم من أهل العلم .
قال ابن عبد البر في معرض كلامه عن هذا الحديث " وهو حديث صحيح من جهة الإسناد إلا أنه محتمل أن يكون خرج على جواب السائل في عين مقصودة ، فكانت الإشارة إليها والله أعلم ، وهذا أولى ما حمل عليه هذا الحديث لمعارضة الآثار له ، وعلى هذا يصح معناه ، والله المستعان " انتهى من ( التمهيد 18 / 120) .
وقال ابن القيم في "أحكام أهل الذمة" (2/ 95) : الجواب الصحيح عن هذا الحديث : أن قوله (إن الوائدة والموءودة في النار) جواب عن تينك الوائدة والموءودة ، اللتين سئل عنهما ، لا إخبار عن كل وائدة وموءودة ، فبعض هذا الجنس في النار، وقد يكون هذا الشخص من الجنس الذي في النار" انتهى .
وقال الشيخ الألباني في "مشكاة المصابيح" (1/ 39) "إن الحديث خاص بموءودة معينة وحينئذ (ال) في ( المؤودة) ليست للاستغراق بل للعهد . ويؤيده قصة ابني مليكة" انتهى .
ونقل العظيم آبادي في "عون المعبود" ( 12 / 322 ) عن صاحب "السراج المنير" قوله : "فلا يجوز الحكم على أطفال الكفار بأن يكونوا من أهل النار بهذا الحديث لأن هذه واقعة عين في شخص معين" انتهى .

الإسلام سؤال وجواب

[/BACKGROUND]

[BACKGROUND="90 #CCCCCC"]
هذا الذكر يفضل ذكر الليل مع النهار

عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: رآني النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أحرك شفتي فقال لي : ( بأي شيء تحرك شفيتك يا أبا أمامة ؟ ) فقلت : أذكر الله يا رسول الله . فقال : ( ألا أخبرك بأفضل أو أكثر من ذكرك الليل مع النهار ، والنهار مع الليل ؟ أن تقول : سبحان الله عدد ما خلق ، سبحان الله ملء ما خلق ، سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء ، سبحان الله ملء ما في السماء والأرض ، سبحان الله ملء ما خلق ، سبحان الله عدد ما أحصى كتابه ، وسبحان الله ملء كل شيء ، وتقول : الحمد الله ، مثل ذلك ) هل هذا الحديث صحيح أم مكذوب ؟

الجواب :
الحمد لله
أولا :
ورد هذا الحديث من طرق عدة عن الصحابي الجليل أبي أمامة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يحرك شفتيه ، فقال :
ماذا تقول يا أبا أمامة ؟
قال : أذكر ربي .
قال : ألا أخبرك … ، فذكر الحديث .
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
" هذا الحديث من رواية أبي أمامة الباهلي : صدي بن عجلان مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وله عنه طرق … " .
ثم ذكر الشيخ طرقه ، وقال عن رواية الحاكم لبعض طرقه : " وقال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا " .
ينظر : " السلسلة الصحيحة " (رقم/2578) ، ونص على تصحيح الحديث ـ أيضا ـ في "صحيح الترغيب والترهيب" رقم (1575) .
وقد حسن الحديث الحافظ ابن حجر في " نتائج الأفكار " (1/84) ، وقال الهيثمي في المجمع (10/110) : "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح" ، وصححه محققو مسند أحمد في طبعة مؤسسة الرسالة (36/459-460) وتوسعوا في تخريجه .
ثانيا :
أما ما يستفاد من الحديث ، فأهمه فضيلة هذا الذكر الخاص ، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن مَن أتى به نال الأجر العظيم الذي يفضل أكثر الأذكار .
ولذلك بوب الحافظ ابن خزيمة رحمه الله في صحيحه عندما أخرج الحديث (1/370) بقوله :
" باب فضل التحميد والتسبيح والتكبير بوصف العدد الكثير من خلق الله أو غير خلقه " انتهى.
قال ابن القيم رحمه الله :
" تفضيل سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته : على مجرد الذكر بسبحان الله أضعافا مضاعفة ، فإن ما يقوم بقلب الذاكر حين يقول : ( سبحان الله وبحمده عدد خلقه ) من معرفته وتنزيهه وتعظيمه ، من هذا القدر المذكور من العدد ، أعظم مما يقوم بقلب القائل سبحان الله فقط . وهذا يسمى الذكر المضاعف ، وهو أعظم ثناءً من الذكر المفرد ، فلهذا كان أفضل منه .
وهذا إنما يظهر في معرفة هذا الذكر وفهمه :
فإن قول المسبح سبحان الله وبحمده عدد خلقه يتضمن إنشاء وإخبارا عما يستحقه الرب من التسبيح عدد كل مخلوق كان أو هو كائن إلى ما لا نهاية له ، فتضمن الإخبار عن تنزيهه الرب وتعظيمه والثناء عليه هذا العدد العظيم الذي لا يبلغه العادون ولا يحصيه المحصون ، وتضمن إنشاء العبد لتسبيح هذا شأنه ، لا أن ما أتى به العبد من التسبيح هذا قدره وعدده ، بل أخبر أن ما يستحقه الرب سبحانه وتعالى من التسبيح هو تسبيح يبلغ هذا العدد الذي لو كان في العدد ما يزيد لذكره ، فإن تجدد المخلوقات لا ينتهي عددا ولا يحصيه الحاصر…
والمقصود أن في هذا التسبيح من صفات الكمال ونعوت الجلال ما يوجب أن يكون أفضل من غيره ، وأنه لو وزن غيره به لوزنه وزاد عليه ، وهذا بعض ما في هذه الكلمات من المعرفة بالله والثناء عليه بالتنزيه والتعظيم ، مع اقترانه بالحمد المتضمن لثلاثة أصول : أحدها : إثبات صفات الكمال له سبحانه والثناء عليه .
الثاني : محبته والرضا به .
الثالث : فإذا انضاف هذا الحمد إلى التسبيح والتنزيه على أكمل الوجوه ، وأعظمها قدرا ، وأكثرها عددا ، وأجزلها وَصفا ، واستحضر العبد ذلك عند التسبيح ، وقام بقلبه معناه ، كان له من المزية والفضل ما ليس لغيره ، وبالله التوفيق " انتهى باختصار.
" المنار المنيف " (34-38)
والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

[/BACKGROUND]

[BACKGROUND="90 #CCCCCC"]

هل يوجد تعارض بين الاجتهاد والمثابرة في العبادة وبين حديث (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل) ؟

السؤال:
جاء في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اكلفوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا. وإن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ". هل نفهم من هذا الحديث أنه ينبغي على المسلم أن يلتزم الوسطية في كل أمور حياته؟ الذي أقصده، أن الشخص إذا كان معتدلاً دائماً فكيف سينجح في هذه الحياة، لأن النجاح لا يتأتى إلا بالعمل الشاق والجهد المثابرة؟.. ونحن كمسلمين يجب أن نندب أنفسنا إلى العمل والمثابرة على كل الأحوال حتى نبلغ أعلى درجات التميّز.. لا أن نأخذ الأمور بالاعتدال. هذا هو فهمي، فأرجو تبيين ما إذا كان صحيحاً أم لا مع الشرح والتوضيح. وجزاكم الله خيراً.


الجواب

الحمد لله

لا تعارض بين الجد والمثابرة وإتقان العمل بل والإكثار من العمل الصالح والمسابقة إلى الخيرات، وبين الأمر بالقصد والاعتدال والبعد عن التشديد على النفس وتكليفها ما لا تطيق .

فقد ذكر الله تعالى في القرآن ما يدل على الأمرين ووضح ذلك رسوله صلى الله عليه وسلم بسنته القولية والعملية

أما القرآن فقد قال الله تعالى : ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ ولا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ ) البقرة/185
وقال – تعالى -:( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) الحج/ 78.

وقال سبحانه : ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ) آل عمران / 133.

وأما السنة :

فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: ( لن ينجي أحداً منكم عمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته. سددوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا ) رواه البخاري (6463) .
وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: سئل النبي – صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ( أدومها وإن قل. وقال: اكلفوا من الأعمال ما تطيقون ) رواه البخاري(6465).

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم -قال: ( إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة ) البخاري (39) .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" (ما تطيقون) أي قدر طاقتكم، والحاصل أنه أمر بالجد في العبادة ، والإبلاغ بها إلى حد النهاية ، لكن بقيد : ما لا تقع معه المشقة المفضية إلى السآمة والملال" انتهى من "فتح البارى" (11/299) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: " فإن المشروع المأمور به الذي يحبه الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – هو الاقتصاد في العبادة .. "

إلى أن قال : " فمتى كانت العبادة توجب له ضرراً يمنعه عن فعل واجب أنفع له منها، كانت محرمة، مثل أن يصوم صومأ يضعفه عن الكسب الواجب ، أو يمنعه عن العمل أو الفهم الواجب ، أو يمنعه عن الجهاد الواجب .

وكذلك إذا كانت توقعه في محل محرم لا يقاوم مفسدته مصلحتها، مثل أن يخرج ماله كله، ثم يستشرف إلى أموال الناس ويسألهم .

وأما إن أضعفته عما هو أصلح منها، وأوقعته في مكروهات، فإنها مكروهة" انتهى من "مجموع الفتاوى" ( 25/ 272 ) .

وذكر الحافظ ابن رجب الحنبلي – رحمه الله – في معرض شرحه للأحاديث المذكورة السابقة أن فيها إشارة إلى أن أحب الأعمال إلى الله – عز وجل – شيئان:

أحدهما: ما داوم عليه صاحبه وإن كان قليلاً، وهكذا كان عمل النبي – صلى الله عليه وسلم – وعمل آله وأزواجه من بعده. وكان ينهى عن قطع العمل .

والثاني: أن أحب الأعمال إلى الله ما كان على وجه السداد والاقتصاد والتيسير ، دون ما كان على وجه التكلف والاجتهاد والتعسير.

وقال – رحمه الله – في تفسير (سددوا وقاربوا): المراد بالتسديد: العمل بالسداد، وهو القصد، والتوسط في العبادة فلا يقصر فيما أمر به، ولا يتحمل منها ما لا يطيقه .انتهى من ( المحجة في سير الدلجة 45 – 51 )

فعلم بما سبق أن النهي عن التكلف ، والأمر بالاقتصاد معناه : أن يبذل الإنسان وسعه وجهده في تحصيل الخير ، ولو كان في كان ذلك نوع من المشقة التي يمكن لمثله أن يحتملها ، ويداوم على أمره ؛ فإن وصل به الحال إلى أن يلزم نفسه أكثر مما تحتمله ، أو ترتب على فعلها للخير ضرر أعظم في دين أو دنيا : كان هذا من تكليف النفس ما لا تطيق ، وربما أفضى به ذلك إلى الانقطاع عن العمل الصالح ؛ لأن كل خير في اتباع هذه الشريعة التي أنزلها خالق النفس البشرية ، وهو أعلم بما خلق وهو اللطيف الخبير.

وهذا كله ، وإن كان واردا في أمور العبادة والطاعة لله ، التي ينهى عن الانقطاع عنها ، أو فعل ما يقطع العبد عنها ، ويؤمر المرء بالمداومة عليها ، فإن هذا هو النصيحة أيضا في أمور الدنيا ، غير أن الأمر فيها أوسع ، فقد يطلب من المرء أن يبذل جهدا مضاعفا في حال ، ليرتاح في غيره ، أو يحصل فرصة تفوته ، أو نحو ذلك ، فهذا ينظر فيه بحسب الحال والمقام ، والأمر فيها أوسع وأسهل من أمور العبادة .

والجامع فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) رواه مسلم (2664) .

نسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح .

والله تعالى أعلم.

الإسلام سؤال وجواب

[/BACKGROUND]

[/BACKGROUND]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

ثلاث أقسم عليهن النبى صلَّى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ثلاث أقسم عليهن رسول الله ـ صلَّ الله عليه وسلم

أنقل لكم هذا الحديث الذي حوى معاني عظيمة

أسأله سبحانه ان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه …

* عن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يقول :

( ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه – قال

ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا

ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها وأحدثكم حديثا فاحفظوه :

إنما الدنيا لأربعة نفر؛

عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه

حقا فهذا بأفضل المنازل ،

وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت

بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء ،

وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما يخبط في ماله بغير علم ولا يتقي فيه ربه

ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل ،

وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان

فهو بنيته فوزرهما سواء ) .

رواه أحمد والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن صحيح

وصححه الشيخ العلامة الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ج1 ، ص5 .

فهنيئا لأصحاب المال في مالهم ، فها هو

رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يقسم بأن الصدقة لا تنقص

من المال ، بل بالعكس تبارك فيه وتزيده ، فسارعوا يا أهل الدثور بالأجور

وأنفقوا مما آتاكم الله ولا تبخلوا ، فإن الله يحب أهل الجود والكرم ،

قال صلَّ الله عليه وسلم : ( إنّ الله كريم يحب الكرماء ، جواد يحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها ) . صحيح الجامع : 1796 .

* وهنيئا لأهل الصبر في صبرهم ، فإن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يقسم بأنهم لن يزدادوا بصبرهم هذا إلا عزا ، كيف

لا ورسول الله صلَّ الله عليه وسلم يقول في

حديث آخر : ( وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر ) متفق عليه

..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

مواقف بكى فيها الرسول …………دموع أغلى البشر من السنة

كان بكاؤه صلى الله عليه وسلم من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا ويسمع لصدره أزيز وكان بكاؤه تارة رحمة للميت وتارة خوفا على أمته وشفقة عليها وتارة من خشية الله حتى إذا ما قرأ القرآن أو قرئ عليه أخذته العبرة والخشية والبكاء تعظيما لكلام الله وخوفا منه وقد تم ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مواقف عده منها هذا الموقف الخاشع:

قال ابن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إقرأعلي فقلت يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال نعم إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا" فقال حسبك الآن فإذا عيناه تذرفان بالدموع، رواه البخاري ومسلم … .ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه يحفرون قبرا لدفن أحد المسلمين وقف على القبر وبكى ثم قال: (أي إخواني، لمثل هذا فأعدوا)…

وقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال زار النبي قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فغلبت الرسول الكريم عاطفة الابن لأمه فبكى ذلك البكاء الشديد… وبكى عندما وقع أبو العاصي أسيرا في أيدي المسلمين بعد إحدى الغزوات -وكان على الشرك آنذاك- وكان زوجا لزينب رضي الله عنها ابنة الرسول الكريم وكان الزواج من المشركين لم يحرم بعد فجاءت زينب لتفدي أبو العاصي ولم يكن معها مالا فأتت بقلادة ورثتها من أمها خديجة رضوان الله عليها فعندما رأى الرسول هذه القلادة تذكر خديجة الزوجة الصالحة المخلصة الوفية فبكى في هذا الموقف.

وقام ليلة يصلي فلم يزل يبكي حتى بل حِجرهُ قالت عائشة: وكان جالساً فلم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بل لحيته قالت: ثم بكى حتى بل الأرض! فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي، قال: يا رسول الله تبكي، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال : " أفلا أكون عبداً شكورا؟!… وبكى صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه إبراهيم… وبكى لما مات عثمان بن مظعون… وبكى لما كسفت الشمس وصلى صلاة الكسوف وجعل يبكي في صلات،ه وكان يبكي أحيانا في صلاة الليل… وعن ثابت البناني عن مطرف عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل – يعني يبكي

م ن ق و ل

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

طفولة عائشة رضى الله عنها السنة النبوية

طفولة عائشة رضى الله عنها

ْولادتها : في بيت الصدق والإيمان ولدت السيدة رضي الله عنها , في السنة (الخامسة,أو السادسة,وقيل في الرابعة)من بدء البعثة النبوية الشريفة,وهي أصغر من السيدة فاطمة رضي الله عنها بثماني سنوات.

طفولتها وصباها : في سنوات طفولتها مرت الدعوة إلى الإسلام بأشد مراحلها , وذكر أبو بكر بن أبي خيثمة أن السيدة عائشة رضي الله عنها أسلمت صغيرة بعد ثمانية عشر إنسانا ممن أسلم. كتاب عيون النجابة.

وقد حدثتنا السيدة عائشة رضي الله عنها عن بعض ما أصاب والدها الصديق رضي الله عنه ,من الأذى في سبيل دينه, حتى خرج من مكة مهاجرا نحو أرض الحبشة, ولما بلغ(برك الغماد)لقيه ابن الدغنة,وهو سيد قبيلة القارة,فأرجعه إلى مكة وأجاره من أذى قريش.

ويبدو أن السيدة كانت في طفولتها كثيرة العب ,دائبة الحركة, بلغت التاسعة ولها أتراب وصواحب تلعب معهن, ولها أرجوحة تلعب عليها.

ونظرا لحداثة سنها عندما تزوجت بقيت تلعب بعد زواجها لفترة من الزمن مع صواحبها, فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدر حداثة سنها وحاجتها إلى العب , فكان يسرب لها صواحباتها يلاعبنها, لذلك كانت السيدة تنصح الآباء والأمهات بعد ذلك وتقول(فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن تسمع اللهو)).البخاري.

وقالت: ((دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأنا ألعب بالبنات, فقال:ماهذا يا عائش؟, فقالت:خيل سليمان ولها أجنحة, فضحك)).كتاب النبلاء).

هكذا كانت طفولة السيدة رضي الله عنها ,وصباها,طفولتها في بيت الصدق , وصباها في بيت النبوة
صور لاطقم مجوهرات للاعراس ( 2)

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

أحسن منك لم تر قط عيني وأجمل منك لم تلد النساء .. السنة النبوية

بسم آللهِ الرَحمَنِ الرحِيمْ

والصَلاةُ وَالسَلام عَلى آشرَفِ الآنبِياءِ سَيدِنَا وحبِيبِنا وشَفيعِنآ وقدوتِنآ محمد عَليهِ آفضَلُ الصَلآةِ وآتمُ التَسلِيمْ

السَلامُ عليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُه

آعدَدٌتً هذا المَوضُوع عَلَى عَلَى عجلَةٍ مِنْ أمري
دفاعَاً عن رَسٌولِي علِيه أفْضَلُ الصَلآة وآتَمُ التسْليم
بَعْد كلآم السَخيفْ والمُنْحَط "الكشغري"
……..

بِِتُّ في الحزن سُهادي , وأنيـن القلـب يـزأر

قـد منحـتَ للبرايـا رحمـةً بالهَـدْيِ تُؤثَـر

و لسانـاً جامعـاً للخـيـر كاللـؤلـؤ يُنـثَـر

و أزاهيـراً مـن النـور و رَيْحـانـاً مُعـطّـر

و طريقـاً للخـلاص إن وعاهـا الحُـرُّ يظفـر

و عهـوداً مـن سـلامٍ عاجـلَ الخيـرِ مُيسّـر

و قلوبـاً فــي رحــاب الخـيـرِ تُـؤطَـر

بِـــودادٍ وربـــاطٍ لـيــس يُـكـسَــر
,

و تواضعـت فكُنتَ….أُسـوةٌ تُحكَـى و تُعْبَـر

و تلقَّيْـتَ قلوبـاً صاديـة بالكـفـر تجـهـر

تُضمرُ الحقد و تعدوا, في إبتغاء الظلـم تسمـر

فغدت في الحق نوراً في التماس الخيـر تسهـر

و تحملّت خطوباً يهوِي لهـا الصخـر و يُقْهَـر

وأبيْـتَ أن تكـون داعيـاً بالـشـرِّ يُنـصَـر
,

فحباك الله ذكراً فـي الـورى أنـدى و أعطـر

صرت في العلْيَا سراجـاً , إن نـور الله أنضـر
,

كيف يأتي اليوم عبـدٌ جاهـلٌ لا ليـس يُذكـر

يدّعي من فـرط جهـلٍ أن شمـسَ الله تُخفَـر

يبتغي بالبغـيِ مُلكـاً زائـلاً كالجمـر يُسعَـر

إنْ أُقيـم الــوزن يــوم الـديـن يخـسـر

كيف يزعم أنَّ نور الهدي وهمٌ,أن عهد الله أصغر

يدّعي السوءَ بسُكرِ , و من نبـي الله يسخـر؟!
,

يا رسول الله عـذراً … فلـك الفضـل و أكثـر

يا نبـيّ الله عـذراً … فبـك العليـاء تفخـر

إن نقضنا اليوم عهدك … فلنا الخزيُ و أحقـر

في سبيل الله نمضـي … إن جُنـد اللهِ أصبـر

في سبيل الله نسعـى … لا نحيـدُ و لا نُؤخَّـر

إن عهـد الله أبقـى … و حـدود الله أكـبـر

…………….


اخْتَرت لكم آناشِيدْ رَائِعَه أُنشِدَت دِفَاعَاً عَنْ مقَامِه الجَليلْ

ومنها :

شرِيط كُلُنَا اليَومَ فِدَاهُ

كُلنَا اليومَ فِدَاهُ "أبُوعَلي"

عَلَمُ الهُدَاة
"أبُوعَبدالمَلِك"

رَبَاكَ رَبُكَ جَلّ منْ رَبّاكَ
" أبُوعَلي"

جلْجَلَتْ "أبُوعَلي"

بَقَايَا المَجْد "أبوعلِي"

القَولُ قَولُ الصَوارِمْ "ابوعَلِي"

اقْرَأ وعّم المُجدِبَاتِ رَبيعٌ "أبومهند"

أعدَاؤُكَ وَلّواْ "ابوعلي"

بَعْدِ الكٌفر "عَلِي الحِديْب"

اللهٌمُ ارْزُقنَا النيَة الصًادِقة وَالعَمَل المٌخلصَ لوجهِكَ الكَريمْ

وصَلَى اللهُ وَسّلّم علَى سَيدِنَآ محمّد

تَحِياتِي


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

بطاقات لسنن مهجوره للنبي صلى الله عليه وسلم – سنة النبي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

قصص للنبي صلى الله عليه وسلم من السنة

السلام عليكم هذي احدى القصص للنبي صلى الله عليه وسلم:
عام الحزن

وفاة أبي طالب :
مرض أبي طالب فلم يزل يشتد به حتى حضرته الوفاة ، ودخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أي عم ‍ قل لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله ) فقالا : يا أبا طالب ‍ أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر ما قال : على ملة عبد المطلب .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لأستغفرن لك ما لم أنه عنك ) فنـزلت : ( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ) ونزلت : ( إنك لا تهدي من أحببت )
وكانت وفاته في شهر رجب أو رمضان سنة عشر من النبوة ، وذلك بعد الخروج من الشعب بستة أشهر ، وقد كان عضداً وحرزاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحصناً احتمت به الدعوة الإسلامية من هجمات الكبراء والسفهاء ، ولكنه بقي على ملة الأجداد فلم يفلح كل الفلاح .
قال العباس للنبي صلى الله عليه وسلم : ما أغنيت عن عمك ؟ فإنه كان يحوطك ويغضب لك . قال : ( هو في ضحضاح من النار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ) .

خديجة إلى رحمة الله :
ولم يندمل جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم على وفاة أبي طالب حتى توفيت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وذلك في رمضان من نفس السنة العاشرة بعد وفاة أبي طالب بنحو شهرين أو بثلاثة أيام فقط ، وكانت وزير صدق لرسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام ، آزرته على إبلاغ الرسالة ، وآسته بنفسها ومالها ، وقاسمته الأذى والهموم . قال صلى الله عليه وسلم : ( آمنت بي حين كفر الناس ، وصدقتني حين كذبني الناس ، وأشركتني في مالها حين حرمني الناس ، ورزقني الله ولدها وحرم ولد غيرها ) .
وورد في فضائلها أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ‍‍! هذه خديجة قد أتت ، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرء عليها السلام من ربها ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذكرها دائماً ، ويترحم عليها ، وتأخذ به الرأفة والرقة لها كلما ذكرها ، وكان يذبح الشاة فيبعث في أصدقائها ، لها مناقب جمة وفضائل كثيرة .

تراكم الأحزان :
واشتد البلاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه بعد موت عمه أبي طالب وزوجه خديجة رضي الله عنها فقد تجرءوا عليه ، وكاشفوه بالأذى ، وطفق النبي صلى الله عليه وسلم يتأثر بشدة بكل ما يحدث ، ولو كان أصغر وأهون مما سبق ، حتى إن سفيهاً من سفهاء قريش نثر التراب على رأسه ، فجعلت أحدى بناته تغسله وتبكي ، وهو يقول لها : لا تبكي يا بنية ! فإن الله مانع أباك ، ويقول بين ذلك : ما نالت قريش مني شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب .
زواجه صلى الله عليه وسلم بسودة ثم بعائشة رضي الله عنهما :
وفي شوال –بعد الشهر الذي توفيت فيه خديجة – تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بسودة بنت زمعة رضي الله عنها وكانت تحت ابن عمها : السكران بن عمرو رضي الله عنه ، وكانا من السابقين الأولين إلى الإسلام ، وقد هاجرا إلى الحبشة ثم رجعا إلى مكة ، فتوفي بها السكران بن عمرو ، فلما حلت تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وبعد أعوام وهبت نوبتها لعائشة . أما زواجه بعائشة رضي الله عنها فكان أيضاً في شهر شوال ولكن بعد سودة بسنة ، تزوجها بمكة وهي بنت ست سنين ، ودخل بها في المدينة في شهر شوال في السنة الأولى من الهجرة وهي بنت تسع سنين ، وكانت أحب أزواجه صلى الله عليه وسلم وأفقه نساء الأمة ، لها مناقب جمة وفضائل وافرة .

بناء المسجد النبوى

إن المساجد في الإسلام لها شأن عظيم، ومكانة رفيعة، ففيها يعبد الله تعالى ويذكر فيها اسمه، { في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح لها فيها بالغدو والآصال رجال…) ولم يكن هديه صلى الله عليه وسلم في المسجد قاصرا على الصلاة فحسب، بل كما كان مكان للعبادة فهو مكان للحكم والقضاء، وإدارة الدولة وسياستها، وتجيش الجيوش وغير ذلك من المهام . ولما كان المسجد بهذه المكانة فأول أمر بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم بعد وصوله المدينة بناء المسجد وهذا ما سنقف عليه في المقال التالي:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وصوله إلى المدينة المنورة يصلي حيث أدركته الصلاة ، ثم أمر ببناء المسجد في أرض كان فيها نخل لغلامين يتيمين ، من بني النجار ، وقد أشترها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقام المسلمون بتسويتها ، وقطع نخيلها ، وصفوا الحجارة في قبلة المسجد التي كانت تتجه نحو بيت المقدس آنذاك ، وما أعظم سرورهم وهم يعملون في بنائه ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل معهم ، وهم يرتجزون .

وكانت سواريه من جذوع النخل وأعلاه مظلل بجريد النخل ، ثم بناه باللبن بعد الهجرة بأربع سنين . ثم أعيد بناء المسجد سنة 7هـ حيث اشترك في بنائه أبو هريرة ، وطلق بن علي الحنفي ـ أسلما سنة 7هـ وقد جرت توسعة المسجد عند إعادة بنائه هذه.

وقد حدد النبي صلى الله عليه وسلم موقع المنبر : وبنى بيوت أزواجه بحيث تحد المسجد من جهة الشمال والشرق والجنوب ،وتحدد موقع مصلاه بدقة حيث اتخذ محرابا من بعده ، وكانت ثمة اسطوانة تحدد موقعه ، وصارت تمسى باسطوانة المخلفَّة والقرعة ، وهي الآن في ظهر المحراب القديم ، وقد وضع المصحف في صندوق عند هذه الاسطوانة في جيل الصحابة ، وعرف المكان ما بين بيت عائشة رضي الله عنها والمنبر باسم " الروضة ". و تحددت في زمنه صلى الله عليه وسلم اسطوانة التوبة داخل الروضة ، وهي الاسطوانة الرابعة شرق المنبر ، وكان مصلى العيد في زمنه صلى الله عليه وسلم في موقع مسجد الغمامة اليوم ، وكان ما بينه وبين المسجد النبوي مبلطا بالحجارة ويعرف بالبلاط حيث بنى كثير من المهاجرين بيوتهم في جهته. ولم يوقد في حياته صلى الله عليه وسلم في المسجد قنديل ، ولا بسط فيه حصير .

وللمسجد أهمية عظيمة في المجتمع الإسلامي ، فهم يجتمعون فيه للصلاة خمس أوقات كل يوم يتقربون إلى الله بالعبادة ، ويتعرفون على أحوال إخوانهم

ويتعاونون على البر والتقوى . ثم إن المسجد كان مركزا للقضاء بين الناس ومنطلقا لقوافل الجهاد حيث يعلن فيه النفير .

وقد احتل المسجد مكاناً هاماً في تعليم المسلمين وتثقيفهم ، وتلاوة ما ينزل من قرآن ، وقد جلس فيه معلمون لتعليم أبناء المسلمين القراءة والكتابة .

وهكذا تنوع النشاط الذي احتضنه المسجد النبوي ما بين عبادة وعلم وخدمة اجتماعية وثقافية وعسكرية ، كما صار المسجد النبوي بالمدينة مناراً ومرشدا ومعلما بارزا في الحياة الإسلامية ، وتابعته المساجد الأخرى التي بنيت في المدن والأمصار الإسلامية على مر العصور.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

مقتطفآت من طراف الصحابه رضوان الله عليهم من السنة

بســــ آللهـ آلرحمنـ آلرحيمـ ــــم
آلـ ـسلآـم ـع ـلـكمـ ورحمهـ اللـ ـه وـبـركآتـ ـه
آللــــ صلــ على مـحــمـــد ــــهــم

مقتطفات من طرائف الصحابة رضوان الله عليهم …

——————————————————————————–

خرج عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ مع جماعة من أصحابه إلى البادية للصيد والقنص فلقيهم أحد الأعراب ممتطياً جواداً أشهب اللون فأوقفه عمر وقال له : ما اسمك ؟

قال : شهاب

قال : أبو من ؟

قال : أبو جمرة

قال : ممن أنت ؟

قال : من بني حُرقة

قال : أين مسكنك ؟

قال : في ذات لظى

قال : ما اسم جوادك ؟

قال : سعير

قال الخليفة : أدرك أهلك قبل أن يحترقوا

——————————————————————————–

* كم مضى من عمرك ؟

سأل هشام بن عمر فتى إعرابياً عن عمره فدار بينهما الحوار التالي :

هشام : كم تعد يا فتى ؟

الفتى : أعد من واحد إلى ألف وأكثر

هشام : لم أرد هذا بل أردت كم لك من السنين ؟

الفتى : السنون كلها لله عز وجل وليس لي منها شئ

هشام : قصدت أسألك ما سنك ؟

الفتى : سني من عظم

هشام : يا بني إنما أقصد ابن كم أنت ؟

الفتى : ابن اثنين طبعاً أب وأم

هشام : يا إلهي إنما أردت أن أسألك كم عمرك ؟

الفتى : الأعمار بيد الله لا يعلمها إلا هو

هشام : ويلك يا فتى لقد حيرتني ماذا أقول ؟

الفتى : قل : كم مضى من عمرك ؟

——————————————————————————–

* والشعراء يتبعهم الغاوون . . .

نظر طفيلي إلى قوم سائرين فظن أنهم ذاهبون إلى وليمة فتبعهم فإذا هم شعراء قصدوا الأمير بمدائح لهم فلما أنشد كل واحد قصيدته في حضرة الأمير لم يبقى إلا الطفيلي ،

فقال له الأمير : انشد شعرك

قال : لست بشاعر

قال الأمير :فمن أنت

قال الطفيلي : من الغاوين الذين قال الله فيهم : (( والشعراء يتبعهم الغاوون )) ، فضحك الأمير وأمر له بجائزة

——————————————————————————–

* لذة النوم

بعث الرشيد وزيره تمامة إلى دار المجانين ليتفقد أحوالهم ، فرأى بينهم شابا حسن الوجه يبد عليه التعقل ، فأحب أن يكلمه فقاطعه بقوله : أريد أن أسألك سؤولا

قال الوزير : هات ما بالك ؟

قال الشاب : متى يجد النائم لذة النوم ؟

الوزير : حين ستيقظ

الشاب : كيف يجد اللذة وقد فارق سببها ؟

الوزير : حسنا . . . يجد اللذة قبل النوم

الشاب : وكيف يجد اللذة في شئ لم يذقه بعد ؟

الوزير : حيرتني يا رجل . . . يجد اللذة وقت النوم

الشاب : النائم لا شعور له فكيف يجد اللذة من لا شعور له ؟

بهت الوزير ولم يدر ما يقول ، ثم انصرف وأقسم الا يجادل مجنونا

منقول


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

قواعد نبوية 1-50 – للدكتور عمر بن عبد الله المقبل

قواعد نبوية [1/50] د. عمر بن عبد الله المقبل ..

الحمد لله الذي خلق فسوّى، وقدّر فهدى، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق، فأكرمه وسدّد أقواله، وعصمه من الزلل فيها، بقوله: "وما ينطق عن الهوى"، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وأزواجه، ومن بهداهم اقتدى.

أما بعد:
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته – أيها القراء الكرام – وحياكم الله في أولى سلسلتنا هذه "قواعد نبوية"، والتي تأتي تتمةً لصنوها – التي بُثَّت من خلال أثير: إذاعة القرآن الكريم – قبل سنتين – والذي كان عنوانها: "قواعد قرآنية".

أيها الإخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوة:
من الأمور المتفق عليها بين المسلمين، أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم قد أوتي من الفضائل ما لم يجمعه الله في بشر سواه، ومن جملة هذه الفضائل التي حلاّه الله بها: أنه أوتي جوامع الكلم؛ فاختُصرت له المعاني العظيمة في كلمات قليلة.

وجوامع كلمه – كما يقول ابن رجب – نوعان:
"أحدهما: ما هو في القُرآن، كقوله عز وجل: "إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْي"[النحل: 90] قال الحسنُ: لم تترك هذه الآيةُ خيراً إلاَّ أَمرت به، ولا شرّاً إلاَّ نَهَتْ عنه.
والثَّاني: ما هو في كلامه صلى الله عليه وسلم، وهو موجودٌ منتشرٌ في السُّنن المأثورةِ عنه صلى الله عليه وسلم"ا.هـ.(1)

وإذا أردتَ – أيها القارئ الكريم – أن تكشف عن شيء من وجوه الإعجاز في هذه الجوامع؛ فتذكر أنه أوتيها: "وهو أُمّي مِن أمةٍ أمية، لم يقرأ كتاباً ولا درس علماً، و لا صحِب عالماً ولا معلماً، فأتى بما بهر العقول، وأذهل الفِطَن، مِن إتقانِ ما أبانَ، وإحكامِ ما أظهر، فلم يَعثُر فيه بزلل في قولٍ أو عمل".(2)
"أفصح الناس لساناً، وأوضحهم بياناً، وأوجزهم كلاماً، وأجزلهم ألفاظاً، وأصحهم معاني، لا يظهر فيه هجنة التكلف(3)، ولا يتخلله فيهقة التعسف(4)،… كلامه جامع لشروط البلاغة، ومُعْرِبٌ عن نهج الفصاحة، ولو مزج بغيره لتميز بأسلوبه، ولظهر فيه آثار التنافر، فلم يلتبس حقه من باطله، ولبان صدقه من كذبه، هذا ولم يكن متعاطياً للبلاغة، ولا مخالطاً لأهلها من خطباءَ، أو شعراء، أو فصحاء، و إنما هو من غرائز فطرته، و بداية جبلته، وما ذاك إلا لغاية تراد، وحادثة تشاد!"

ومما خصّه الله به – في هذا المقام – من أوجه الإعجاز: "وضوح جوابه صلى الله عليه وسلم إذا سئل، وظهور حجاجه إذا جودل، لا يحصره عي، ولا يقطعه عجز، و لا يعارضه خصم في جدال إلا كان جوابه أوضح، وحجاجه أرجح،…

ومما خصّه الله به – في هذا المقام -:"تحرير كلامه في التوخي به إبّان حاجته، والاقتصار منه على قدر كفايته، فلا يسترسل فيه هذراً، و لا يحجم عنه حصراً، وهو – فيما عدا حالتي الحاجة والكفاية -: أجملُ الناس صمتاً، وأحسنهم سمتاً صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك حفظ كلامه، حتى لم يختل، وظهر رونقه حتى لم يعتل، واستعذبته الأفواه حتى بقي محفوظاً في القلوب، مدوناً في الكتب…" (5).
أيها الإخــــــــــــــــــــــــــــــــــوة:
لقد اعتنى العُلماء كثيراً بهذا النوع من الأحاديث؛ فصنفوا فيه التصانيف، وجمعوا فيه الجموع، ومن ذلك:
1 – "الإيجاز وجوامع الكلم مِنَ السُّنَن المأثورة" لأبي بكر ابن السُّنِّيِّ رحمه الله.
2- "الشهاب في الحِكَم والآداب" للقاضي أبي عبدِالله القُضاعي رحمه الله جمع فيه مِنْ جوامع الكلم الوجيزة، وصنَّفَ على مِنوالِه قومٌ آخرون، فزادُوا على ما ذكره زيادةً كثيرةً.
وأَشارَ الخطَّابيُّ رحمه الله – في أوَّل كتابه"غريب الحديث"- إلى جملةٍ يسيرة من الأحاديث الجامعة.

3- ومن ذلك: ما أملاه الإمامُ الحافظُ أبو عمرو بنُ الصَّلاحِ رحمه الله في مجلسٍ من مجالسه، وسمَّاه: "الأحاديث الكلّيَّة"جمع فيه الأحاديثَ الجوامعَ التي يُقال: إنَّ مدارَ الدِّين عليها، وما كان في معناها مِنَ الكلمات الجامعةِ الوجيزةِ؛ فاشتمل مجلسهُ هذا على ستَّةٍ وعشرين حديثاً.

4 – ثمَّ جاء بعده الإمام الفقيهُ الزَّاهِدُ القُدوةُ، أبو زكريا يحيى النَّوويَّ -رحمةُ اللهِ عليهِ- فأخذَ هذه الأحاديثَ – التي أملاها ابنُ الصَّلاحِ – وزادَ عليها تمامَ اثنينِ وأربعينَ حديثاً، وسمى كتابه بـ"الأربعين"، وهي المعروفة بـ"الأربعين النووية"، التي اشتهرت، وكَثُرَ حفظُها، ونفع الله بها؛ ولعل ذلك ببركة نيَّة جامِعِها، وحُسْنِ قصدِه رحمه الله"(6).

وفي عصرنا هذا وما قبله سمت همة بعض العلماء إلى التصنيف في هذا الباب – أيضاً – ولعل من أشهر الكتب في هذا، كتابُ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله "بهجة قلوب الأبرار، وقرة عيون الأخيار، في شرح جوامع الأخبار"، فإنه انتقى من هذا الباب تسعة وتسعين حديثاً، – ولم يكتف بهذا – بل شرحها شرحاً موجزاً، سهل العبارة، مليئاً بالفوائد والقواعد – كما هي عادته في مصنفاته رحمه الله – وقد أوضح مقصوده بهذا التصنيف فقال:
"فليس بعد كلام الله: أصدق، ولا أنفع، ولا أجمع لخير الدنيا والآخرة؛ من كلام رسوله وخليله محمد صلى الله عليه وسلم؛ إذ هو أعلم الخلق، وأعظمهم نصحاً وإرشاداً وهداية، وأبلغهم بياناً وتأصيلاً وتفصيلاً، وأحسنهم تعليماً، وقد أوتي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم، واختصر له الكلام اختصاراً؛ بحيث كان يتكلم بالكلام القليل لفظه، الكثيرة معانيه، مع كمال الوضوح والبيان الذي هو أعلى رتب البيان.

وقد بدا لي أن أذكر جملةً صالحة من أحاديثه الجوامع في المواضيع الكلية، والجوامع في جنس، أو نوع، أو باب من أبواب العلم، مع التكلم على مقاصدها، وما تدل عليه على وجه يحصل به الإيضاح والبيان مع الاختصار؛ إذ المقام لا يقتضي البسط"(7).
أيها الإخوة:
ولم تكن العناية بجوامع كلمه صلى الله عليه وسلم – أو بما اصطلحنا عليه بـ"القواعد النبوية"- مقتصرةً على علماء الشريعة فحسب؛ بل كان لعلماء الإسلام قاطبةً اهتمامٌ ظاهر بهذا النوع من الأحاديث؛ يظهر ذلك جلياً في كتب البلاغة، والبيان، والأدب، والتي لا يكاد يخلو كتاب منها إلا وينوّه بما أوتيه نبينا صلى الله عليه وسلم من قدرة عظيمة على صياغة المعاني الكثيرة في جملٍ قصيرة، ويضمنون كتبهم نماذج من ذلك.

فهذا – مثلاً – أبو منصور الثعالبي (ت: 430هـ) (8) يصدر كتابه "الإعجاز والإيجاز"- بعد أن ذكر نماذج من الآيات القرآنية التي تشبه القواعد – بذكر نماذج من الكلام النبوي المعجز في بلاغته وبيانه، مع قصر ألفاظه وتراكيبه؛ فعقد لذلك ثلاثة فصول، منها قوله في الفصل الثالث: "فصل في سائر أمثاله وروائع أقواله، وأحاسين حكمه في جوامع كلمه التي يلوح عليها نور النبوة، وتجمع فوائد الدين والدنيا"(9)، ثم ذكر أكثر من ثلاثين نموذجاً.

أيها الإخوة:
هذا غيض من فيض مما يتعلق بالإشارة إلى ما آتى الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم من كمالاتٍ في باب الفصاحة والبيان، كان الغرض منها: التوطئة لأهمية العناية بهذا النوع من كلماته الجوامع، والتي نود أن نصطلح عليها هنا بـ"قواعد نبوية"، ننطلق فيها بإذن الله؛ لانتقاء كلمات جوامع من حديثه الثابت عنه صلى الله عليه وسلم؛ نتفيأ ظلالها، وننعم ببركة معانيها؛ لعلنا نترجمها واقعاً عملياً في حياتنا، وهل يراد من العلم إلا العمل؟ سواءٌ كان عملاً قلبياً، أم متعلقاً بالجوارح.

وإلى لقاء قريب – بإذن الله – في قاعدة جديدة

________________
(1) جامع العلوم والحكم: (1/ 50).
(2) أعلام النبوة للماوردي: (254).
(3) الهُجْنَة: قُبْحُ الْكَلَام.
(4) تَفَيْهَق فِي كلامِه: إِذا تنطّع وتوسّع فِيهِ.
(5) ما تقدم كله مختصر من كلام الماوردي في" أعلام النبوة"(254-260) بتقديم وتأخير.
(6) جامع العلوم والحكم: (1/ 56).
(7) "بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار" مقدمة المؤلف.
(8) له ترجمة في سير أعلام النبلاء: (17/438).
(9) الإعجاز والإيجاز : (22).



لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

مواقف أبكت الرسول صلى الله عليه وسلم السنة النبوية

بسم الله الرحمن الرحيم


بعد غزوة أحد نزل الرسول عليه الصلاة والسلام إلى ساحة المعركة وبدأ يتفقد الشهداء من المسلمين فوجد عمه أسد الله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه قتيلا وأنفه وأذناه مقطوعتان وبطنه مبقور وكبده منزوعة …
وقد مضغت مضغة ثم رميت على جسمه فبكى الرسول صلى الله عليه وسلم ومن شدة بكاءه بكى معه الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ..

وإليك موقفا آخر أخوانى الاعزاء ..

كان الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه مع الصحابة الكرام عائدين من إحدى الغزوات
وفي الطريق توقف الرسول الكريم عند قبر قديم منفرد في الصحراء ليس حوله شيء فجلس الرسول الكريم ثم بكى بكاء شديدا وعندما رجع للصحابة سأله: عمر بن الخطاب عن سبب بكاءه الشديد عند هذا القبر فأجابه الرسول الكريم: هذا قبر أمي فاستأذنت الله أن أزورها فأذن لي فاستأذنته أن أستغفر لها فلم يأذن لي .. كما تعلموا أخواني الكرام :
آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن على الإسلام فقد ماتت قبل البعثة ولا يجوز الاستغفار لغير المسلمين .. فغلبت الرسول الكريم عاطفة الابن لأمه فبكى ذلك البكاء الشديد ..

أختم هذه الموضوع بموقف ثالث :بكى فيه رسولنا الكريم:
وهو عندما وقع أبو العاصي أسيرا في أيدي المسلمين بعد إحدى الغزوات ( وكان على الشرك آن ذاك ) وكان زوجا لزينب رضي الله عنها ابنة الرسول الكريم وكان الزواج من المشركين لم يحرم بعد فجاءت زينب لتفدي أبو العاصي ولم يكن معها مالا فأتت بقلادة ورثتها من أمها خديجة رضوان الله عليها فعندما رأى الرسول هذه القلادة تذكر خديجة الزوجة الصالحة المخلصة الوفية فبكى في هذا الموقف (أليس هذا قمة الوفاء من قمة البشر جميعا؟ ) !!

**************

الآية التي أبكت الرسول صلى الله عليه وسلم
*****************************

روي أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها سُئلت عن أعجب ما رأته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت ثم قالت : كان كل أمره عجباً ، أتاني في ليلتي التي يكون فيها عندي ،فاضطجع بجنبي حتى مس جلدي جلده ، ثم قال : يا عائشة ألا تأذنين لي أن أتعبد ربي عز وجل؟ فقلت: يارسول الله : والله إني لأحب قربك وأحب هواك – أي أحب ألاّ تفارقني وأحب مايسرك مما تهواه – !!

قالت: فقام إلى قربة من ماء في البيت فتوضأ ولم يكثر صب الماء، ثم قام يصلي ويتهجد فبكى في صلاته حتى بل لحيته، ثم سجد فبكى حتى بلّ الأرض ، ثم اضطجع على جنبه فبكى، حتى إذا أتى بلال يؤذنه بصلاة الفجر، رآه يبكي فقال يارسول الله : مايبكيك وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وماتأخر؟
فقال له: ويحك يابلال، ومايمنعني أن أبكي وقد أنزل الله عليّ في هذه الليلة هذه الآيات : (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ….) فقرأها إلى آخر السورة ثم قال : ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها !!

هذه الآيات التي أبكت نبينا صلى الله عليه وسلم أيها الأحبة وأقضت مضجعه ولم تجعله يهنأ بالنوم في ليلته تلك فكان يقرأها في صلاته ويبكى قائماً وساجداً وبكى وهو مضطجعاً ، نعم إنها لآيات عظيمة تقشعر منها الأبدان وتهتز لها القلوب ، قلوب أولى الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض وليست كل القلوب كذلك ! فهلا تفكرنا في ملكوت الله ؟ وهلا أكثرنا من ذكر الله ؟ واستشعرنا عظمته سبحانه وتعالى ؟ لو فعلنا ذلك لبكينا من خشية الله عند سماع أو قراءة هذه الآيات ولكن لله المشتكى من قسوة في قلوبنا وغفلة في أذهاننا..
اللهم أنر قلوبنا بنور القرآن ، اللهم إنا نسألك قلباً خاشعا ولساناً ذاكرا وقلباً خاشعاً وعلماً نافعاً وعملاً صالحاً.

إن هذه الآيات هي الآيات العشر الأخيرة من سورة آل عمران وهذه الآية هي أول آية فيها.

أتمني يعجبكم الموضوع و تستفيدوووووووووو

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده