التصنيفات
اسلاميات عامة

من علامات المرائي في الاسلام

:030104_emM7_prv:
:70:تأخير العبادة عن مواقيتها دون عذر شرعي:
قال تعالى : ( فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون * الذين هم يراءون ويمنعون الماعون *)

:70: القيام بالعبادة بخمول ونفس خبيثة:
قال تعالى : ( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا*)
قال ابن القيم فب مدارج السالكين عن المرائين:
قام بهم والله الرياء وهو أقبح مقام قامه الإنسان وقعد بهم الكسل عما أمروا به من أوامر الرحمن فأصبح الإخلاص عليهم ثقيلا.

وقد كان أمير المؤمنين علي -رضي الله عنه- يقول:
إن للمرائي ثلاث علامات:
يكسل إذا كان وحده
ويصلي النوافل جالسا وينشط إذا كان مع الناس
ويزيد في العمل إذا مدحوه كما ينقص منه إذا ذموه

:70: ترك العمل لأحل الناس :
قال الفضيل :
العمل لأجل الناس شرك ، وترك العمل لأجل الناس رياء و الإخلاص أن يعافيك الله منهما

يقول ابن تيمية:
ومن كان له ورد مشروع من صلاة الضحى أو قيام ليل أو غير ذلك فإنه يصلي حيث كان ولا ينبغي له أن يدع ورده المشروع لأجل كونه بين الناس إذا علم الله من قلبه أنه يفعله سرا لله مع اجتهاده في سلامته من الرياء ومفسدات الإخلاص …..
ومن نهى عن أمر مشروع بمجرد زعمه أن ذلك رياء فنهيه مردود عليه من وجوه :
:030104_emM7_prv:أن الأعمال المشروعة لا ينهى عنها خوفا من الرياء بل يؤمر بها وبالإخلاص فيها
:030104_emM7_prv:ا|لإنكار إنما يقع على ما أنكرته الشريعة
:030104_emM7_prv:أن تسويغ مثل هذا يفضي إلى أن أهل الشر والفساد ينكرون على أهل الخير والدين إذا رأوا من يظهر أمرا مشروعا قالوا : هذا مراء فيترك أهل الصدق إظهار الأمور المشروعة حذرا من لمزهم فيتعطل الخير
:030104_emM7_prv:ان هذا من شعائر المنافقين وهو الطعن على من يظهر الأعمال المشروعة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

غياب المظهر الإسلامي عند شباب المسلمين

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فإن الشريعة جاءت يتمييز المسلم في مظهره وزيه وعاداته عمن سواه من الأمم. والمتأمل في سلوك بعض شبابنا اليوم يلحظ ظاهرة خطيرة ألا وهي غياب المظهر الإسلامي عندهم:

1- فتراهم قد حلقوا لحاهم وحفوا شواربهم وهذا مخالف لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمر بتربية اللحى وتقصير الشوارب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحفوا الشوارب ، ووفروا اللحى ، خالفوا المشركين) متفق عليه . وفي صحيح مسلم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (جزوا الشوارب ، وأرخوا اللحى خالفوا المجوس).

2- وتراهم قد تفننوا في قص الذقن والزلوف بأشكال متنوعة وموضات جديدة.

3- وتراهم قد أطالوا شعورهم على هيئة الاسترسال أو التجعيد على طريقة شعور النساء جريا وراء آخر الصرخات . ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يربي شعره مجاراة لعرف قومه فمن أطال شعره بقصد التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يخالف فعله ما اشتهر من عرف قومه وقوي على إكرام شعره ففعله حسن. أما هؤلاء الشباب فيربون شعورهم تقليدا للكفار ولا يعرفون بالطاعة ومخالفون للسنة ولهم مقاصد سيئة في ذلك. ولذلك أنكر بعض السلف تربية الشعر لما اشتهر فعله عند الفساق وصار زيا لهم. وقال ابن عبد البر: ( صار أهل عصرنا لا يحبس الشعر منهم إلا الجند عندنا لهم الجمم والوفرات وأضرب عنها أهل الصلاح والستر والعلم حتى صار ذلك علامة من علاماتهم وصارت الجمم اليوم عندنا تكاد تكون علامة السفهاء).

4- وتراهم قد هجروا اللباس المعروف عند المسلمين و تفننوا في تتبع الأزياء الخاصة بالكفار في جميع الأوقات والأحوال حتى لو كان اللباس غير محتشم وخارج عن الآداب العامة ككشف بعض العورة أو إظهار شيء من الملابس الداخلية بصورة تنفر منها الطباع السليمة ويستحيي منها أهل المروءة. بل أصبح لدى بعضهم اهتمام شديد في لبس الماركات المشهورة وإنفاق الأموال الباهضة لإقتنائها حتى صاروا ينافسون البنات على ذلك. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لباس الكفار كما في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو (إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسهما).

5- وتراهم يتتبعون القصات الغريبة والتقليعات الشاذة التي تتجدد كل يوم وتدخل في حكم القزع والتشبه والشهرة التي نهى الشرع عنها.

6- وتراهم يتصرفون ويتخاطبون بطريقة غير المسلمين في كل شؤونهم يتفاخرون بذلك ويعدونه دليلا على التطور والرقي.

7- وتراهم يبالغون جدا في استعمال كريمات البشرة وأدوات الزينة والعطر الخاص بالنساء مع الملابس الرقيقة والمخصرة وهذا فيه تخنث وتشبه بالنساء وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال كما في صحيح البخاري من حديث ابن عباس. وفي المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخنثي الرجال الذين يتشبهون بالنساء، والمترجلات من النساء المتشبهين بالرجال).

وكل هذه المظاهر هي من التشبه بغير هدي المسلمين والإعجاب بحضارتهم والإنقياد وراء موضاتهم وثقافتهم الهشة. وقد نهت الشريعة عن ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) رواه أبوداود.

إنه من المؤسف أن يتعلق الشاب ويقلد كثيرا من نجوم الفن الغربي من مغن وممثل ولاعب في الوقت الذي يهمل التأثر والتشبه بقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إنه من المؤسف أن يتناسى الشاب عادات الآباء الحسنة التي توارثوها عن أجدادهم وانصبغت بآداب الإسلام وأقرها العلماء وعملوا بها.

إن الحفاظ على عادات المجتمع المسلم وأعرافه الطيبة من المصالح الكبرى التي أقرها الإسلام وتمسك بها المسلمون لأنها تميزهم عن غيرهم وتجعل لهم خصوصية وثقافة فهي من صميم حضارتهم وبتضييعها تذوب شخصية المسلم في خضم العولمة المتدفقة.

إنه يجب على الشاب أن يحافظ على مظهره الإسلامي ويتمسك بعادات قومه وزيهم الخاص بهم ولا يكون شاذا بينهم مخالفا لأعرافهم. ولذلك نهى الشرع عن لباس الشهرة كما ثبت في سنن أبي داود وغيره.

إن الأسرة والمؤسسات العلمية والتربوية يجب أن يكون لها حضور ودور كبير في تربية الشاب على احترام المظهر الإسلامي وتعزيز ثقته به والنفور عن المظهر الغربي.

إن تخلي الشاب المسلم عن مظهره الإسلامي دليل على رقة دينه وضعف شخصيته ونقص عقله وشدة تأثره بالإعلام الغربي.

إن الشاب الذي يترك مظهره الإسلامي ناقص الحياء لا يأبه لأحد ولا يحترم قومه وإذا فقد المرء الحياء صدر منه كل ما يستغرب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت) رواه البخاري. إنه يعيش صراعا في الداخل وأزمة ثقافية كبرى ليس لديه تصور واضح لهويته الإسلامية.

ولهذه الظاهرة أسباب كثيرة وعوامل مؤثرة فهي حرية بالدراسة والتحليل من قبل أهل الإختصاص.

أسأل الله أن يهدي شبابنا ويرزقهم التمسك بالمظهر الإسلامي واحترام عادات المجتمع المسلم والإعتزاز بدينهم والإتباع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ويجنبهم زي غير المسلمين.

المصدر : صيد الفوائد

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

أين سيكون اللقاء و كيف سيكون ؟ – في الاسلام

[BACKGROUND="70 #666633"]

آه حياتي كم بقي لك من العمر

فكلما زاد عمرك تناقصا

؟؟؟؟

آه يا موت كيف ستبادر إلينا .. ؟

أين سيكون اللقاء و كيف سيكون؟

هل أنت مستعدة يا نفس للقاء الموت و استقباله ؟

أم أنك تركضين خلف الدنيا و تناسيته !!

هل تتذكرينه في كل لحظة أم أنك تنفرين من

سماع إسمه ؟

كل يوم نسمع عن وفات أحباب و أناس …

فهل تساءلنا متى دورنا ؟

هل تخيلنا ظلمة القبر ووحشته ؟

هل تذكرنا لقاء ربنا و كيف سنلقاه ؟

هل تساءلنا كيف ستكون عاقبتنا

أهي جنة خلد و نعيم , أم هي عذاب و جحيم !

أسئلة راودت فكري

بعد أن ضاقت الدنيا بصدري و عدت للدنيا بنظرة

جديدة

فقررت أن أداوم على العمل لآخرتي مادام هناك

لعمري لحظات

منقول اسأل الله ان لايحرمنا
ولا يحرمه الاجر والثواب
[/BACKGROUND]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

موقــع رائــع شامل كل الأذكار والأدعية التي نحتاجها

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أخوانــي الأحباب
أتمنى من الجميع زيارة هذا الموقع الرائع والإستفادة منه من حيث شموليته لجميع الأذكاروالأدعية
التي نحتاجها وفي أي أوقات تقال وأتمنى التوفيق للجميع بإذن الله

http://al-frdoos.net/athkar/index.htm

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

في آخر الزمان موت حاكم عربي يكون إنذارا بقرب الساعة اسلاميات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,

كوراث ومشاكل تحيط بنا ,,,

*خسوف وكسوف
* حروب وزلازل وانهيارات
*قلة أمطار وكثرة المجاعات وزيادة في معدلات الفقر
مع الزيادة في ارتفاع الاسعار
*خلافات بين الدول والدول العظمي تدق ناقوس الخطر
معلنة ببداية عهد جديد ملؤه الدمار والخراب لكوكب الارض

*************

يقول أحد شهود العيان اليابانيين الذي كان موجودا عندما أوقع الطيار الامريكي قنبلتيين ذريتين علي هيروشيما وناكازاكي اليابانية (( أن السماء ظلت مسودة لمدة ثلاث أيام جراء هذه القنبلة وان الارض أصبحت كالجحيم كل شي يحترق حتى الانهار والاشجار تشتعل ,,,
السماء ملبدة بغيوم الادخنة والابخرة الكيماوية مماأنتج عن ذلك أمطار إشعاعية من إشعاعات (( الراديوم المشع )) ,,,

كل هذا بسبب قنبلتين ذريتين ,,,

العالم اليوم يمتلك 150 ألف قنبلة نووية تفوق في قوتها
عن تلك اتي وقعت في هيروشيما وناكازاكي من 10 / 100 ضعف تلك القنبلتين ,,,

وسيأتي زمان ستخرج كل تلك القنابل من جحورها فهي لم تُصنع عبثاً

سيكون جراء تلك الحروب وتلك الكوراث في ملحمة عظيمة لم يشهد التاريخ مثلها ربما تكون الحرب العالمية الثالثة وربما تكون أخطر حرب مرت علي تاريخ البشر,,

سينتج عن تلك الحروب الرهيبة أثار كثيرة منها
* أختفاء ونضوب البترول بل ندرته وفقده الي الأبد
بسب ضرب المنشات النفطية في جميع انحاء العالم
وأحتراق تلك المنشات والموارد النفطية
* العودة للقتال بالسيوف والاسلحة التقليدية القديمة

* فرصة ذهبية للأسلام والمسلمين أن يسيطروا علي العالم أخيرا بقيادة الحاكم العربي الذي سيظهر آخر الزمان وهو ( المهدي )

************************

أيضا مماورد في السنة النبوية المطهرة قبل أن تحدث كل هذه الاحداث هناك علامات تحدث أيضا ويكون حدوثها في جزيرة العرب ,,

يقول الرسول صلي الله عليه وسلم (( عند موت خليفة يقتتل ثلاثة كلهم أبناء خليفة يقتتلون علي كنز عند الكعبة أو تحت الكعبة ثم لايصير الى أحد منهم ))

جراء هذا الأقتتال يضطرب (ذلك ) البلد أمنيا فيدخل جيش
عظيم من قبل المشرق أو مايعرف بالبوابة الشرقية لجزيرة العرب

يقول الرسول صلي الله عليه وسلم
(( يدخلون عليكم قوم من قبل المشرق يقال لهم أهل الرايات السوداء يقتلونكم قتلا لم يقتله قوم ))
وفي حديث (( فإن فيها المهدي فإن رأيتموه فبايعوه ولو حبوا علي الثلج ))

ربما يكون لفظ (( فإإن فيها المهدي )) أي ف تلك الأثناء يكون خروج المهدي أي عند دخول هؤلاء

والمهدي يأتي هاربا من المدينة الي مكة فيبايعه الناس بين الركن والمقام ومن ضمن من يبايعونه أبذال العراق وعصائب أهل الشام وجند اليمن

وتكون المبايعه بين الركن والمقام عند الكعبة الشريفة,,,
فيقاتلون حتي يفتح الله لهم القسطنطنية ( اسطنبول )
ويقاتلون حتي يصلون الي غرناطة ويفتحون أسبانيا علي يد هذا الرجل المجدد الشجاع,,

وقتها يصرخ الشيطان صرخة مدوية ان المسيح الدجال قد خلفكم في ذراريكم وقتها ستكون أول علامات الساعة الكبرى وأكبر فتنة وأعظم فتنة حدثت علي وجه الارض
وهي فتنة المسيح الدجال ,,,

اللهم انا نعوذ بك من عذاب في القبر ومن عذاب جهنم ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ,,,

نبذة مختصرة ,,
منقولة بتصرف من كتاب (( علي أبواب الملحمة )) للدكتور صلاح الراشد وفقه الله

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

اسماء السماوات السبع – في الاسلام

][][][][ اسمـــــــــاء السمــــــــــوات الســـــــــــبع ][][][

اسم السماء الدنيا الاولى – رقيع- وهي من دخان

اسم السماء الثانية – قيدوم – وهي على لون النحاس

واسم السماء الثالثة -الماروم – وهي على لون النور

واسم السماء الرابعة -أرفلون – وهي على لون الفضة

واسم السماء الخامسة -هيفوف- وهي على لون الذهب

واسم السماء السادسه – عروس – وهي ياقوتة خضراء

واسم السماء السابعة – عجماء – وهي درة بيضاء

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

للتأكد من اتجاه القبلة في منزلك – شريعة اسلامية

للتأكد من اتجاه القبلة في منزلك …

الخطوات:

1. أدخل على الموقع http://www.qiblalocator.com

2. هذا الموقع يحتاج نسخة متقدمة من برنامج إنترنت إكسبلورر أو برنامج موزيللا للتصفح.

3. أختر Satellite لكي ترى الأماكن الفعلية مثلما ترى برنامج Google Earth.

4. حدد موقع منزلك أو المكان الذي تتواجد فيه.

5. ستجد علامة + في منتصف الصفحة ضع منزلك في منتصف العلامة.

6. ستجد خط أحمر بداية من العلامة + و نهايته عند الكعبة.

7. اتجاه هذا الخط هو إتجاه القبلة.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

ولعلكم تشكرون – شريعة اسلامية

الحمد لله، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ،أما بعد :
فإن اكتمال النعمة على العبد وتمامَها، سواءٌ بانتصاره على نفسه ،أو على عدوه في معركة ،أو نجاحٍ في دعوة ،أو فراغٍ من موسم طاعةٍ وُفِّق فيه العبد لما تيسر من العمل الصالح، كُلُّ ذلك يحتم عليه عبادتين عظيمتين، ألا وهما الشكر والاستغفار، وما تتضمنان من الاعتراف بالنعمة والمنة.
لقد كان الشعور بمنة الله ـ بما يوُفّقُ له الإنسان من خير ديني أو دنيوي ـ أمراً مستقراً في نفوس الصالحين ،لهَجَتْ به ألسنتهم ،وتحركت به شفاههم، وظهر ذلك على أعمالهم.
تأمل معي ـ أخي ـ قول نبي الله يوسف ـ بعد ما حدث له ما حدث، وجمع الله شمله بأبويه وإخوته، وتمت له النعمة: "رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ" (يوسف:101).
إنك لتتعجب ـ والله ـ من هذا النبي الكريم الذي انتزع نفسه من فرحة اللقاء، وأنس الاجتماع ليلهج بهذه الدعوات المباركة، لهَجَ الشاكرين الأواهين، المنيبين .. هذه الدعوات المليئة بالافتقار والتذلل، والرغبة في تمام النعمة عليه بأن يتوفاه ربه مسلماً، وأن يلحقه بالصالحين من عباده.
وهكذا شأن الصالحين ! لا تلهيهم فرحة اكتمال النعمة، ولا تمام الأمنية عن اللهج بالاعتراف بها لمسديها، وشكره عليها، وسؤالها الثبات على الحق حتى الموت !

وتمضي مسيرة الشاكرين، لتقف بنا عند النبي الشاكر، والأوّاب الذاكر : سليمان بن داود _عليهما الصلاة والسلام_، والذي حفظ القرآن له أكثر من موقف عبر فيه عن شكره لنعم ربه.
فهو يعترف بذلك حينما بهره موقف من النملة من نذارتها لقومها بقولها : " ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ"(النمل: من الآية18) !
تأمل كيف لم تشغل هذا النبي الكريم لحظة الاستماعِ لحديث هذه النملة !
ولا لحظة الاستمتاع بمعرفة لغة هذه الحشرات الصغيرة التي حجبت لغتها عن غيره من البشر !
لم يشغله ذلك كله عن التوجه إلى من أنعم عليه بهذه النعمة، بل حرّك فيه هذا المشهد الرغبة في الشكر لمستحقه، فهو الذي علمّه منطق الطير !

ويتكرر مشهد الشكر عند هذا النبي الكريم، لمّا رأى عرش بلقيس مستقراً عنده ـ فيقول : "هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ" (النمل:40).
إنها حال الشاكرين ، فسليمان ـ عليه الصلاة والسلام ـ لم تذهله هذه الآية العظيمة، وهي حضور عرش بلقيس بسرعةٍ هي أقل من طرفة العين، ويوضع عنده مستقراً، وكأنما هو عنده منذ مدة من شدة استقراره ، لم تذهله عن شكر المنعم بها، بل لهج بالثناء والحمد ـ والحمد رأس الشكر ـ !

وهكذا تستمر القافلة المباركة ؛ لتقف عند أكمل الخلق شكراً واستغفاراً ،ألا وهو نبينا، فبعد حياةٍ حافلة بالبلاغ ،والجهاد ،والصبر ،والبذل ،والعطاء ،تتنزل على قلبه سورة النصر ، تلك السورة العجيبة التي جمعت ـ رغم قصرها ـ بين البشرى بالفتح، وبين نعي أكرم نفس بشرية،فيمتثل _صلوات الله وسلامه عليه_ هذا الأمر في أمرين : أحدهما قولي، والآخر فعلي :
أما القولي فتحدثنا أمنا عائشة عنه، فتذكر أنه كان يكثر أن يقول ـ في ركوعه وسجوده ـ سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، يتأول القرآن ،أي : يمتثل أمر الله له بالتسبيح والاستغفار، والحديث في الصحيحين.
وأما الامتثال الفعلي، فيتجلى في دخوله ـ بأبي هو وأمي ونفسي ـ مكة عام الفتح منكساً رأسه، متخشعاً، معلناً بذلك خضوعه، وتواضعه، وتذللـه لربه _جل وعلا_ ، ثم شفع هذه الهيئة المعبرة عن التواضع العظيم بثمان ركعات من الضحى، شكراً لله _تعالى_ على هذه النعمة الكبرى.
وأنت إذا تأملت القرآن وجدت أن الله _تعالى_ صرّح بالثناء على صفوة خلقه من أولي العزم من الرسل _عليهم الصلاة والسلام_ بأنهم كانوا من الشاكرين، فوصف نوحاً بأنه " كَانَ عَبْداً شَكُوراً"، وإبراهيم بأنه كان "شَاكِراً لَأَنْعُمِهِ " ،وقال لكلٍ من موسى ومحمد ـ عليهما الصلاة والسلام ـ : "وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ" ،وقد كانا ـ والله ـ كذلك.

فتأمل في كلمة (شكور ) فهي صيغة مبالغة، وتأمل في كلمة (شاكر) كيف جاءت على صيغة اسم الفاعل الدال على الاستمرار.
فإذا كان هذا حال سادة الرسل، فغيرهم أحوج ما يكون إلى أن تكون هاتان العبادتين شعاراً لهم ودثاراً، وخصوصاً في ختام مواسم الطاعات ،أو عند نجاح بعض المشاريع الخيرية، ونحو ذلك، فإن حاجة العاملين تشتد إلى الإكثار من هاتين العبادتين ،مع أهمية بقائهما حاضرتين لا يفتر اللسان عنهما ما دام في الجسد روح، فبالشكر تدوم النعمة، وبالاستغفار تُغفر الزلة وتقال العثرة.

وهانحن نودع موسماً من أعظم مواسم الطاعات ،وسوقاً من أعظم أسواق الآخرة، وغني عن القول أن كل عامل ـ مهما عمل ـ ففي عمله نقص بوجه من الوجوه، ولو لم يكن إلا أنه لا يبلغ مكافأة نعمة واحدة من نعم الله _تعالى_ فقط ، فكيف بنعمه كلها ؟!
لذا فنحن مضطرون أشد الاضطرار إلى أن تتواطأ ألسنتنا مع قلوبنا على شكرٍ يحفظ النعمة، واستغفارٍ يرقع الخلل، عسى ربنا أن يتقبل ما منَّ به علينا، ويتجاوز عما قصّرنا فيه، وما أكثره !

وفي هذه المناسبة بالذات نجد أمراً خاصاً بالشكر، فبعد أن ذكر الله _تعالى_ فرضية الصيام، وشيئاً من أحكامه، جاء التعليل الرباني لهذه الأحكام بقوله : " يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون"(البقرة: من الآية185) ،والمعنى : ولتشكروا الله على ما أنعم به عليكم من الهداية والتوفيق.

يقول التابعي الجليل بكر بن عبد الله المزني ـ رحمه الله ـ : قلت لأخٍ لي : أوصني ! فقال : ما أدرى ما أقول ! غير أنه ينبغي لهذا العبد ألا يفتر من الحمد والاستغفار، فإن ابن آدم بين نعمةٍ وذنبٍ ،ولا تصلح النعمة إلا بالحمد والشكر، ولا يصلح الذنب إلا بالتوبة والاستغفار.
ويقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ : "وما أتي من أُتي إلا من قِبَلِ إضاعة الشكر، وإهمال الافتقار والدعاء، ولا ظفر من ظفر ـ بمشيئة الله وعونه ـ إلا بقيامة بالشكر، وصدق الافتقار والدعاء، ومِلاكُ ذلك : الصبر، فإنه من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس فلا بقاء للجسد".

وحري بمن وفق للشكر أن يلاقي من ربه أعظم مما قدّم ،فإن الرب أعظم شكراً.
يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ : "والله _تعالى_ يشكر عبده إذا أحسن طاعته، ويغفر له إذا تاب إليه، فيجمع للعبد بين شكره لإحسانه، ومغفرته لإساءته، إنه غفور شكور .

والله _تعالى_ أولى بصفة الشكر من كل شكور، بل هو الشكور على الحقيقة، فإنه يعطي العبد ، ويوفقه لما يشكره عليه، ويشكر القليل من العمل والعطاء، فلا يستقله أن يشكره، ويشكر الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف مضاعفة، ويشكر عبده بقوله، بأن يثنى عليه بين ملائكته، وفي ملئه الأعلى، ويلقي له الشكر بين عباده، ويشكره بفعله، فإذا ترك له شيئاً أعطاه أفضل منه، وإذا بذل له شيئاً رده عليه أضعافاً مضاعفة، وهو الذي وفقه للترك والبذل، وشَكَره على هذا وذاك …" انتهى، وهو كلام نفيس أنصح بمراجعة بقيته في آخر كتابه (عدة الصابرين) .

والحمد الله رب العالمين ،وصى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الشيخ/ عمر المقبل

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

..فضـل سورة الفاتحه.. اسلاميات

..فضـل سورة الفاتحه..

بسم الله الرحمن الرحيم

فضائل سورة الفاتحة

القرآن الكريم كلام الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومن أنعم الله عليه

بقراءته كله أو حفظه كله، فتلك هي الغاية العليا، والمنزلة السامية التي تشرئب إليها

الأعناق، أما إذا لم يتيسر ذلك، فإن الله عز وجل لم يحرم غير القادر على ذلك عظيم

الأجر، وجعل لقراءة بعض السور أو الآيات من الثواب الجزيل والأجر العظيم ما يطيب به

خاطر القارئ ويجعله مطمئنًا إلى سعة رحمة الله وعظيم فضله، فمن ذلك:

فضل قراءة الفاتحة

هذه السورة على قصرها ووجازتها- قد حوت أسرار القرآن، واشتملت على مقاصده الأساسية بالإجمال، ولهذا تسمى أم القرآن فهي تتناول أصول الدين وفروعه، تتناول العقيدة والعبادة والتشريع والجزاء والإيمان بأسماء الله الحسنى، وصفاته العليا، وتأمر بإفراده بالعبادة والاستعانة والدعاء والتوجه إليه تعالى بطلب الهداية إلى الدين الحق والصراط المستقيم، والتضرع إليه بالتثبيت على الإيمان، ونهج سبيل الصالحين وتجنب طريق المغضوب عليهم والضالين، وفيها الحديث عن منازل السعداء ومراتب الأشقياء، وفيها التعبد بأمر الله تعالى ونهيه إلى غير ما هنالك من مقاصد وأهداف، وقد تكلم في فضل هذه السورة كثير من العلماء والمفسرين، ولأهمية ما كتبوه ننقل بعضًا منه ثم نُتبِع ذلك بالأحاديث الواردة في فضلها مع شرح معانيها، والله المستعان.
قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره: وفي الفاتحة من الصفات ما ليس لغيرها حتى قيل: إن جميع القرآن فيها وهي خمس وعشرون كلمة تضمنت جميع علوم القرآن.
ومن شرفها أن الله سبحانه قسمها بينه وبين عبده، ولا تصح الصلاة إلا بها، ولا يلحق عمل بثوابها، وبهذا المعنى صارت أم القرآن العظيم، كما صارت قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن إذ القرآن توحيد وأحكام ووعظ، و قل هو الله أحد فيها التوحيد كله، وبهذا المعنى وقع البيان في قوله عليه الصلاة السلام لأبيّ: "أي آية في القرآن أعظم؟" قال: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم". وإنما كانت أعظم آية لأنها توحيد كلها كما صار قوله: "أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له". أفضل الذكر لأنها كلمات حوت جميع العلوم في التوحيد، والفاتحة تضمنت التوحيد والعبادة والوعظ والتذكير.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في تفسير القرآن الكريم (1-3): سورة الفاتحة سميت بذلك لأنه افتتح بها القرآن الكريم، وقد قيل إن أول سورة نزلت كاملة، هذه السورة قال العلماء: إنها تشتمل على مجمل معاني القرآن في التوحيد والأحكام والجزاء، وغير ذلك، ولذلك سميت "أم القرآن" والمرجع للشيء يسمى "أُمًّا".

مميزات سورة الفاتحة

وهذه السورة لها مميزات تتميز بها عن غيرها، منها أنها ركن في الصلوات التي هي أفضل أركان الإسلام بعد الشهادتين فلا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب، ومنها أنها رقية إذا قرئ بها على المريض شفي بإذن الله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال للذي قرأ على اللديغ فبرئ: "وما يدريك أنها رقية؟". رواه البخاري ومسلم.
وقال العلامة برهان الدين البقاعي في نظم الدرر (1-12):
وقد ظهر في علم هذا الكتاب أن اسم كل سورة مترجم عن مقصودها، لأن اسم كل شيء تظهر المناسبة بينه وبين مسماه وعنوانه الدال إجمالاً على تفصيل ما فيه، وذلك هو الذي أنبأ به آدم عليه السلام عند العرض على الملائكة عليهم الصلاة والسلام ومقصود كل سورة هاد إلى تناسبها، فالفاتحة اسمها "أم الكتاب" و"الرقية" و"الحمد" و"الشكر" و"الدعاء" و"الصلاة"، فمدار هذه الأسماء كما ترى على أمر خفي كاف لكل مراد وهو المراقبة، وهي أم كل خير، وأساس كل معروف ولا يعتد بها إلا إذا ثنيت فكانت دائمة التكرار، وهي كنز لكل شيء شافية لكل داء، كافية لكل هم وافية بكل مرام، واقية من كل سوء، وهي إثبات للحمد الذي هو الإحاطة بصفات الكمال، وللشكر الذي هو تعظيم المنعم، وهي عين الدعاء فإنه التوجه إلى المدعو، وأعظم مجامعها الصلاة.
إذا تقرر ذلك فالغرض الذي سيقت له الفاتحة هو إثبات استحقاق الله تعالى لجميع المحامد وصفات الكمال واختصاصه بملك الدنيا والآخرة، وباستحقاق العبادة والاستعانة بالسؤال في التزام صراط الفائزين والإنقاذ من طريق الهالكين مختصًا بذلك كله، ومدار ذلك كله مراقبة العباد ربهم، لإفراده بالعبادة فهو مقصود الفاتحة بالذات وغيره وسائل إليه.
وقال ابن القيم عليه رحمة الله في مدارج السالكين (1-25):
اعلم أن هذه السورة اشتملت على أمهات المطالب العالية أتم اشتمال، وتضمنتها أكمل تضمن، فاشتملت على التعريف بالمعبود- تبارك وتعالى- بثلاثة أسماء، مرجع الأسماء الحسنى والصفات العليا إليها، ومدارها عليها وهي (الله والربُّ والرحمنُ)، وبنيت السورة على الإلهية والربوبية والرحمة، ف إياك نعبد مبنيٌّ على الإلهية، و إياك نستعين على الربوبية، وطلب الهداية إلى صراطه المستقيم بصفة الرحمة، والحمدُ يتضمن الأمور الثلاثة، فهو المحمودُ في إلهيته وربوبيته ورحمته، والثناءُ والحمد كمالان لحمده، وتضمنت إثبات المعاد، وجزاء العباد بأعمالهم حَسَنِها وسيِّئها وتفرد الرب تعالى بالحكم إذ ذاك بين الخلائق، وكون حكمه بالعدل وكل هذا تحت قوله: مالك يوم الدين.
وتضمنت إثبات النبوات من جهات عديدة:
أحدها: كونه رب العالمين، فلا يليقُ به أن يترك عبادهُ سُديً هَمَلا، لا يُعَرِّفهم ما ينفعهم في معاشهم ومعادهم وما يضرهم فيهما، فهذا هضمٌ للربوبية ونسبة الرب تعالى إلى ما لا يليق به، وما قَدَرَهُ حق قدره من نسبه إليه.
الثاني: أخذها من اسم "الله" وهو المألوهُ المعبود، ولا سبيل للعباد إلى معرفة عبادته إلا من طريق رسله.
الموضع الثالث: من اسمه "الرحمن" الذي رحمته تمنع إهمال عباده، وعدم تعريفهم ما ينالون به غاية كمالِهم، فمن أعطى اسم "الرحمن" حقَّهُ عَلِمَ أنه متضمنٌ لإرسال الرسل، وإنزال الكتب، أعظم من تضمُّنِهِ إنزال الغيث وإنبات الكلأ، وإخراج الحب، فاقتضاء الرحمة لما يحصلُ به حياة القلوب والأرواح أعظم من اقتضائها لما يحصل به حياة الأبدان والأشباح لكنِ المحجوبون إنما أدركوا من هذا الاسم حظَّ البهائم والدواب، وأدرك منه أولو الألباب أمرًا وراء ذلك.
الموضع الرابع: من ذكر "يوم الدين" فإنه اليومُ الذي يُدينُ اللهُ العبادَ فيه بأعمالهم، فيثيبهم على الخيرات، ويعاقبهم على المعاصي والسيئات، وما كان الله ليعذب أحدًا قبل إقامة الحجةِ عليه، والحجةُ إنما قامت برسله وكتبه، وبهم اسْتُحِق الثواب والعقاب، وبهم قام سوق يوم الدين، وسيق الأبرارُ إلى النعيم، والفجارُ إلى الحجيم.
الموضع الخامس: من قوله: إياك نعبد، فإن ما يُعبدُ به الرب تعالى لا يكونُ إلا على ما يحبه ويرضاه، وعبادتُه- هي شكرُهُ، وحبه وخشيته- فطريٌ ومعقول للعقول السليمة، لكنَّ طريق التعبد وما يُعبدُ به لا سبيل إلى معرفته إلا برسله وبيانهم، وفي هذا بيان أن إرسال الرسل أمرٌ مستقر في العقول، يستحيل تعطيل العالم عنه، كما يستحيلُ تعطيله عن الصانع.
فمن أنكر الرسول فقد أنكر المُرْسِل، ولم يؤمن به، ولهذا جعل الله سبحانه الكفر برسله كفرًا به.
الموضع السادس: من قوله: اهدنا الصراط المستقيم، فالهداية: هي البيان والدلالة، ثم التوفيق والإلهام، وهما بعد البيان والدلالة، ولا سبيل إلى البيان والدلالة إلا من جهة الرسل، فإذا حصل البيان والدلالة والتعريف ترتب عليه هداية التوفيق، وجعلُ الإيمان في القلب، وتحبيبه إليه، وتزينه في قلبه، وجعله مؤثرًا له، راضيًا به، راغبًا فيه. وهما هذان اللذان، لا يحصلُ الفلاح إلا بهما.
الموضع السابع: من معرفة نفس المسؤول- وهو الصراط المستقيم- ولا تكونُ الطريقُ صراطًا حتى يتضمن خمسة أمور: الاستقامةُ، والإيصالُ إلى المقصود، والقربُ وسعته للمارين عليه، وتعينه طريقًا للمقصود، ولا يخفى تضمنُ الصراط المستقيم لهذه الأمور الخمسة، فوصفه بالاستقامة يتضمن قربه لأن الخط المستقيم هو أقربُ خط فاصل بين نقطتين، وكلما تعوَّج طالَ وبَعُدَ، واستقامته تتضمن إيصالهُ إلى المقصود ونصْبهُ لجميع من يمرُّ عليه يستلزمُ سَعتهُ، وإضافته إلى المُنعَمِ عليه، ووصفهُ بمخالفة صراط أهل الغضب والضلال، يستلزم تَعَيُّنَهُ طريقًا.
و"الصراط" تارة يُضَافُ إلى الله، إذ هو الذي شَرَعَهُ ونصبه، كقوله تعالى: [وأن هذا صراطي مستقيما]{الأنعام: 153، وقوله: [وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم (52) صراط الله]{الشورى: 52- 53، وتارة يضاف إلى العباد، كما في الفاتحة، لكونهم أهل سلوكه، وهو المنسوبُ لهم، وهم المارُّونَ عليه.
الموضع الثامن: من ذِكرِ المنعَمِ عليهم، وتميزهم عن طائفتي الغضب والضلال، فانقسم الناسُ بحسب معرفةِ الحقِّ والعمل به إلى هذه الأقسام الثلاثة، لأن العبد إمَّا أن يكون عالمًا بالحق، أو جاهلاً به، والعالِمُ بالحق إما عاملٌ بموجبه أو مخالف له.
فهذه أقسام المكلفين، لا يخرجون عنها البتة، فالعالمُ بالحقِّ العاملُ به: هو المنعم عليه وهو الذي زكى نفسه بالعلم النافع والعمل الصالح، وهو المفلحُ: [قد أفلح من زكاها]{الشمس: 9، والعالِمُ به المُتَّبعُ هواه: هو المغضوبُ عليه، والجاهلُ بالحقِّ: هو الضالُّ، والمغضوب عليه، ضالٌ عن هداية العمل، والضالُّ مغضوب عليه لضلالِهِ عن العلم الموجب للعمل فكل منهما ضال مغضوب عليه، ولكنَّ تارك العمل بالحق بعد معرفته به أَوْلى بوصف الغضب وأحقُّ به، ومن هاهنا كان اليهودُ أحق به، وهو متغلظٌ في حقهم كقوله تعالى في حقهم: [بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب]{البقرة: 90.
وقوله تعالى: [قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل]{المائدة: 60.
والجاهل بالحق: أحقُّ باسم الضلال، ومن هاهنا وُصفتِ النصارى به في قوله تعالى: [قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل] {المائدة: 77، فالأُولى: في سياق الخطاب مع اليهود، والثانية: في سياقه مع النصارى. وفي الترمذي وصحيح ابن حبان من حديث عدي بن حاتم قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضالُّون".
ففي ذكر المُنعم عليهم- وهم من عَرِف الحق واتبعهُ- والمغضوب عليهم- وهم من عرفه واتبع هواه- والضالين- وهم من جَهِلهُ- ما يستلزم ثبوت الرسالة والنبوة لأن انقسام الناس إلى ذلك هو الواقع المشهود، وهذه القسمة إنما أوجبها ثبوت الرسالة.
وإلى لقاء إن شاء الله تعالى

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

ادخل واعرف للبعد عن النار اسلاميات




حديث: ((لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب، أسألك بحق محمد
لما غفرت لي. فقال الله: يا آدم، وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه؟
قال: يا رب، لأنك لما خلقتني بيدك، ونفخت فيَّ من روحك،
رفعت رأسي، فرأيت على قوائم العرش مكتوباً: لا إله إلا الله،
محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك.
فقال الله: صدقت يا آدم، إنه لأحب الخلق إلي، ادعني بحقه، فقد غفرت لك،
ولولا محمد ما خلقتك))
الدرجة : موضوع

((عندما يخلق الله أي شي من الخلق يستشهده على نفسه،
وعندما خلق النفس سألها: من أنا؟ قالت: أنت أنت، وأنا أنا،
قال عز وجل: اذهبوا بها إلى النار ألف سنة،
ولما أعيدت مرة أخرى كان نفس الرد، والمرة الثالثة،
حتى قال الله عز وجل جوعوها، فلما جاعت شهدت أنه الله لا إله إلا هو سبحانه))

الدرجة : ليس له وجود في كتب الحديث

((عندما بلغ النبي سدرة المنتهى، ودار بينه وبين الله حوار
فقال له رب العزة: اسأل تجب، واشفع تشفع،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
اللهم لا أسألك خديجة التي هي زوجتي، ولا فاطمة التي هي ابنتي،
ولكني أسألك أمتي أمتي. فرد المولى عز وجل: يا محمد أنت نبي شريف،
وأنا رب لطيف، وأمتك خلق ضعيف، ولا يضيع الضعيف بين الشريف واللطيف،
وعزتي وجلالي لأقسمن القيامة بيني وبينك، أنت تقول: أمتي أمتي
، وأنا أقول: رحمتي رحمتي))

الدرجة : لم نجده بهذا اللفظ، ويغني عنه حديث الشفاعة في الصحيحين

وان شاء الله الاحاديث عن الشفاعه موجود مع الموضوعات الصحيحه
بأذن الله
في القسم الاسلامي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده