التصنيفات
اسلاميات عامة

صلاة الاستخارة وسجود السهو‎ اسلاميات

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:"مَنْ هَالَهُ اللَّيْلُ
أَنْ يُكَابِدَهُ، وَبَخِلَ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ، وَجَبُنَ
عَنِ الْعَدُوِّ أَنْ يُقَاتِلَهُ، فَلْيُكْثِرْ أَنْ يَقُولَ:
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ
مِنْ جَبَلِ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ يُنْفَقَانِ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ".

أخرجه الطبرانى

صلاة الاستخاره


مقدمة : من محاسن شريعتنا الغرّاء ( الشريعة الإسلامية ):
صلاة الاستخارة، التي جعلها الله لعباده المؤمنين بديلاً عمّا
كان يفعله أهل الجاهليّة من الاستقسام بالأزلام
والحجارة الصمّاء، التي لا تنفع ولا تضرّ، وعلى
الرغم من أهميّة هذه الصلاة، وعِظَم أثرها في حياة المؤمن،
إلا أنّ كثيراً من الناس قد زهد فيها، إمّا جهلاً بفضلها
وأهميتها، وإمّا نتيجة لبعض المفاهيم الخاطئة التي
شاعت بين الناس ممّا لا دليل عليه من كتاب ولا سنّة،
وهذا ما أردت التنبيه إليه في هذه العجالة،
فمن هذه المفاهيم:

أولا :

اعتقاد بعض الناس أنّ صلاة الاستخارة إنّما تُشرع عند
التردد بين أمرين، وهذا غير صحيح، لقوله في الحديث:
(( إذا همّ أحدكم بالأمر..)).

ولم يقل ( إذا تردد )، والهمّ مرتبة تسبق العزم، كما قال
الناظم مبيّناً مراتب القصد:

مراتب القصد خمس: (هاجس) ذكروا فـ (خاطر)،
فـ (حديث النفس) فاستمعا

يليه ( همّ ) فـ ( عزم ) كلها، رُفعتْ سوى الأخير ففيه
الأخذ قــد وقعا

فإذا أراد المسلم أن يقوم بعمل، وليس أمامه سوى خيار واحد
فقط قد همّ بفعله، فليستخر الله على الفعل ثم ليقدم عليه،
فإن كان قد همّ بتركه فليستخر على الترك، أمّا إن كان
أمامه عدّة خيارات، فعليه أوّلاً ـ بعد أن يستشير من يثق
به من أهل العلم والاختصاص ـ أن يحدّد خياراً واحداً فقط
من هذه الخيارات، فإذا همّ بفعله، قدّم بين يدي
ذلك الاستخارة.


ثانيا


: اعتقاد بعض الناس أنّ الاستخارة لا تشرع إلا في أمور
معيّنة، كالزواج والسفر ونحو ذلك، أو في الأمور الكبيرة
ذات الشأن العظيم، وهذا اعتقاد غير صحيح، لقول الراوي
في الحديث: (( كان يعلّمنا الاستخارة في الأمور كلّها.. )).

ولم يقل: في بعض الأمور أو في الأمور الكبيرة، وهذا
الاعتقاد جعل كثيراً من الناس يزهدون في صلاة الاستخارة
في أمور قد يرونها صغيرة أو حقيرة أو ليست ذات بال؛
ويكون لها أثر كبير في حياتهم.


ثالثا :


اعتقاد بعض الناس أنّ صلاة الاستخارة لا بدّ لها من
ركعتين خاصّتين، وهذا غير صحيح، لقوله في الحديث:
(( فليركع ركعتين من غيرالفريضة..)).

فقوله: "من غير الفريضة" عامّ فيشمل تحيّة المسجد
والسنن الرواتب وصلاة الضحى وسنّة الوضوء وغير
ذلك من النوافل، فبالإمكان جعل إحدى هذه النوافل ـ
مع بقاء نيتها ـ للاستخارة، وهذه إحدى صور تداخل
العبادات، وذلك حين تكون إحدى العبادتين غير
مقصودة لذاتها كصلاة الاستخارة، فتجزيء عنها
غيرها من النوافل المقصودة.

رابعا :

اعتقاد بعض الناس أنّه لا بد من انشراح الصدر للفعل
بعد الاستخارة، وهذا لا دليل عليه، لأنّ حقيقة الاستخارة
تفويض الأمر لله، حتّى وإن كان العبد كارهاً لهذا الأمر،
والله عز وجل يقول: (( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ
لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ
وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ))

(البقرة:216)

وهذا الاعتقاد جعل كثيراً من الناس في حيرة وتردد حتى
بعد الاستخارة، وربّما كرّر الاستخارة مرّات فلا يزداد إلا
حيرة وتردّداً، لا سيما إذا لم يكن منشرح الصدر للفعل
الذي استخار له، والاستخارة إنّما شرعت لإزالة مثل

هذا التردد والاضطراب والحيرة.

وهناك إعتقاد أنه لابد من شعور بالراحة أو عدمها بعد
صلاة الإستخارة وهذا غير صحيح فربما يعتري المرء
شعور بأحدهما وربما لا ينتابه أي شعور فلا يردده
ذلك بل الصحيح أن الله يسير له ما أختاره له
من أمر ويتمه.

والله أعلم..

خامسا :

اعتقاد بعض الناس أنّه لا بدّ أن يرى رؤيا بعد الاستخارة
تدله على الصواب، وربّما توقّف عن الإقدام على العمل
بعد الاستخارة انتظاراً للرؤيا، وهذا الاعتقاد لا دليل عليه،
بل الواجب على العبد بعد الاستخارة أن يبادر إلى العمل
مفوّضاً الأمر إلى الله كما سبق، فإن رأى رؤيا صالحة
تبيّن له الصواب، فذلك نور على نور، وإلا فلا
ينبغي له انتظار ذلك.



هذه بعض المفاهيم الخاطئة حول صلاة الاستخارة،
والتي قد تصدر أحياناً من بعض المنتسبين للعلم، ممّا
يؤصّل هذه المفاهيم في نفوس الناس، وسبب ذلك
التقليد الجامد، وعدم تدبّر النصوص الشرعية كما ينبغي،
ولست بهذا أزكي نفسي، فالخطأ واقع من الجميع.

هذا ومن أراد الاستزادة في هذا الموضوع فليراجع كتاب:
( سرّ النجاح ومفتاح الخير والبركة والفلاح )، وهو كتيّب
صغير الحجم، ففيه المزيد من المسائل المهمة،
والشواهد الواقعية الدالة على أهمية هذه الصلاة،
وفهم أسرارها ومراميها،

والله تعالى أعلم .

للشيخ د محمد بن عبدالعزيز المسند

سجود السهو

&&&&&&

تحياتي لكم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

الطريق اليها وعر اسلاميات

الطريق .. إليها وعر ..!

لا يمكن الوصول إليها ..!

الكثير من العقبات تحول بيني وبينها ..!

تلك هي مبررات اختلقها الكثير وجلعها عائقًا دون
الوصول إلى :

[ السعــــــــــادة ]

أحقًا ذلك ..؟
أحقًا أصبح الطريق إلى السعادة وعرًا ..؟
أم أن البعض هو من ألقى بتلك العقبات في كل الطرق
المؤدية إلى السعادة ..؟

تجربة فاشلة مررت بها ، حلم تعثر ولم يتحقق بعد ، فقدان
شخص عزيز ، ظلم تعرضت له من أحدهم ، حق من حقوقك
ضاع …وغيرها من العقبات التي قد تعترض طريقك في
الحياة …ينبغي أن لا تعتبرها سوى :

عقبة لا أكثر وستتجاوزها بإذن الله ..

لا تجعلها تحدد مصير سعادتك ، لا تجعلها مصدرًا
لليأس في حياتك ..قائلاً :

لست سعيــــــــدًا ..!

مهلاً يا من جعلت حدًا لسعادتك ..!

تخلص من تلك المثبطات والعقبات ،
و اعلم يقينًا بأنك أفضل حالاً من غيرك ، واحمد المولى
عزوجل في كل يوم تستيقظ فيه وقلبك ينبض بالحياة
في حين غيرك يرقد تحت التراب ..وحينها ستدرك أن :

[ الطريق إلى السعادة يسير ] ..

ثم تأمل قوله تعالى :

( إن مع العسر يسرًا ) اقرأها ببصيرتك لا ببصرك
وتأمل قوله " مع " .. لا " بعد " وحينها ستدرك
كيف أن الفرج قريب وأن الرب رحيم ..وستدرك بأن :

[ الطريق إلى السعادة يسير ] ..

ثم تأمل الكون من حولك وانظر كيف أن الأرض الجدباء
تصبح خضراء ، وكيف أن الحي يخرج من الميت ، وكيف
أن الظلام يعقبه ضياء وحينها ستدرك بأن :

[ الطريق إلى السعادة يسير ] ..

ثم تذكر بأن رزقك مقدر لك منذ بُثت الروح في جسدك
ولن يسلبه الغير منك .. وحينها ستدرك بأن :

[ الطريق إلى السعادة يسير ] ..

كلنا ننشد السعادة ونطمح إليها ومن لا ينشدها ..؟!

اعلم قارئ كلمتي .. بأن السعادة الحقـّة والتي هي مبتغانا
ومطلب الجميع لن نجدها إلا برضا الخالق عزوجل
لنبلغ به غاية ما نتمناه جنة لا ألم ، لا حزن فيها .

تلك هي السعادة الحقـّة..كن مكافحًا مناضلاً لتبلغها ..

" دمتم بسعـــــــادة لا يشوبها كدر "

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

سورة الفيل وبناء فكر إسلامي جديد – في الاسلام

يبدو من حصيلة ما يعطي المعلم القرآني في سورة "الفيل" على هدي التتبع لجزيئات الرحلة التي قادها أبرهة الأشرم، وما كان من المقدمات التي كانت في جانب، والنتائج التي كانت كما شاء الله أن تكون في جانب.. أن مما يوقع في بحران التيه عن الحقيقة، ويسلم إلى التشتت في الحكم على الواقعة التاريخية، والإفادة منها – على ساحة البناء – عند رصد الوقائع وما تخلف من آثار، ويحول دون تنمية القدرة على تجاوز الصعاب: أن تفسَّر الوقائع بعيداً عن ضوابط العقيدة التي فجَّرت طاقات الإنسان في الإسلام، ودفعت به إلى خضم الحياة طاقة بناءة – بإذن الله – على كل صعيد وفي كل ميدان.

انظر إلى قوله تباركت أسماؤه: (كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ) (ألَمْ يَجْعَل كَيْدَهُمْ) (وَأرْسَلَ عَلَيْهُمْ).
، أن من وظائف العقل أن يفهم النص، ويجتهد فيما لا نص فيه.. أقول: من هذه الوجهة: إذا روعي ما سبقت الإيماءة إليه: فقد وضعت الأمور مواضعها، وضمنت الإفادة من ارتباط حلقات التاريخ ماضياً وحاضراً ومستقبلاً – بإذن الله تعالى – ووجدت الأُمّة ذاتها، فنظرت بأعينها هي، وحكمت على الوقائع من خلال منهجها الذاتي المتميز، ولم تنظر بعيون الآخرين لترى ما يرغبون أن يُرى، ولم تستبعد المنهج الفكري الذي لا يمت إلى وجودها الذاتي بصلة.

– فأين الظلمات من النور؟ وأين الكفر من الإيمان؟


إنّه لم يكن عبثاً من العبث – ولله الحكمة البالغة وله المثل الأعلى – أن يتنزل بواقعة التبييت الخاسر الماكر للبيت العتيق، وما حصل من ردّ الطغاة على أعقابهم خاسرين: قرآنٌ يتلى حتى يرث الله الأرض ومن عليها وللتالي بكل حرف عشر حسنات، وأحكمت له سورة قائمة برأسها هي "سورة الفيل" وأن تكون على قلة آياتها ووجازة كلماتها إعلاناً في العالمين يتجاوز حدود الزمان والمكان يزخر بانتصار التوحيد على الكفر والضلال، وغيرة الله على بيته العتيق بإهلاك الذين دبَّروا وبيتوا، شر هلَكة وإخزائهم أمام الناس والتاريخ!!.

ذلك بأن تفسير هذه الواقعة، والإحاطة بأسبابها وما صحبها من الإعداد، ووليها من النتائج..، من قبل الفئة المؤمنة – مهما تباعد الزمان – على النهج الذي يتضح من خلال ما حصل من غيرة الله جلّ جلاله على بيته – مع تذكير قريش بها، كيما تتحول إلى ساحة الحق –: رافد من أعظم الروافد المنتجة على طريق الأُمّة، في أن تكون حصيلة تفسيرها لتاريخها، وحكمها على تاريخ من قبلها: طلباً للعبرة والانتفاع في ضوء الهدي القرآني، حين أشرقت بذلك معالمه، والمسلمون يصارعون الباطل وأهله، ويعملون على إرساء قواعد البناء المنشود، وتنمية الحس الداخلي بطبيعة الواقعة التي تلقيها على طريقها الأيام – وما أكثر ما تلد الليالي من وقائع – وما هي نسبتها من الرسالة التي يعمل تحت لوائها العاملون!


من أجل هذا: كان الإلحاح على أن تكون الأُمّة على الاحتفاظ بقوة الذاكرة، فلا تُثقَب ولا يُهْمل ما تحمله في طياتها، وعلى أن يكون التعامل مع آثار ما حصل في التاريخ وما يحصل: في ضوء عقيدة التوحيد، وسنن الله الماضية، والوفاء بعقوده التي عقدها كل مسلم ومسلمة على نفسه مع الله، مصحوباً ذلك كله بحسن النظر في العاقبة التي آل إليها المحسنون، والعاقبة التي آل إليها المسيئون.


ومن أجل هذا: كان من نافلة القول التذكيرُ بأنّ ذلك كله مدعاةٌ – بتوفيق الله – لإحكام العمل، وسلامة البناء، وحافزٌ لإنماء الكفاءات القادرة على استيعاب وقائع التاريخ، فهماً وسلامة نهج في الاعتبار، بحيث يجتنب الخطأ، ويلتزم الصواب، في تبيُّنٍ واع وتام للعوامل التي من أجلها كان الخطأ خطأ، وكان الصواب صواباً؛ الأمر الذي يحول دون الأُمّة – وهي تواجه مسؤولياتها على الصعيد الداخلي، والصعيد الخارجي في أداء رسالتها للعالمين – ودون الغفلة عن أبعاد التحدي الذي يحمله الواقع وما فيه ومن فيه، وما يجب من العمل – بعلم وحكمة – على طرح الركام، وإزالة العقبات قدر المستطاع، كيما تديل للحق من أهل الباطل العادين على الأرض، والثروة، والفكر، والأخلاق، والمقدسات.


مرّة أخرى: إنّ الوقفة المتأنية المتدبرة عند الذي كشفت عنه سورة الفيل – وأمثال ذلك كثيرة في القرآن الكريم – كان بقدرة الله وحده.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

المغفره

أنظر الى السلف الصالح

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip Maghfira.zip‏ (45.2 كيلوبايت, المشاهدات 16)

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

الرسول يحاور الشيطان…………………حوار ساخن جدا – شريعة اسلامية

عن معاذ بن جبل رضى الله عنه عن ابن عباس قال : كنا مع رسول الله في بيت رجل من الأنصار

في جماعة فنادى منادِ : يا أهل المنزل .. أتأذنون لي بالدخول ولكم إليّ حاجة؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتعلمون من المنادي؟

فقالوا : الله ورسوله أعلم

فقال رسول الله : هذا إبليس اللعين لَعَنَه الله تعالى

فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أتأذن لي يا رسول الله أن أقتله؟

فقال النبي : مهلاً يا عمر .. أما علمت أنه من المُنظَرين إلي يوم الوقت المعلوم؟ لكن افتحوا له الباب فإنه مأمور ، فافهموا عنه ما يقول واسمعوا منه ما يحدثكم

قال ابن عباس رضي الله عنهما : فَفُتِحَ له الباب فدخل علينا فإذا هو شيخ أعور وفي لحيته سبع شعرات كشعر الفرس الكبير ، وأنيابه خارجة كأنياب الخنزير وشفتاه كشفتي الثور

فقال : السلام عليك يا محمد .. السلام عليكم يا جماعة المسلمين

فقال النبي : السلام لله يا لعين ، قد سمعت حاجتك ما هي

فقال له إبليس : يا محمد ما جئتك اختياراً ولكن جئتك إضطراراً

فقال النبي : وما الذي اضطرك يا لعين

فقال : أتاني ملك من عند رب العزة فقال إن الله تعالى يأمرك أن تأتي لمحمد وأنت صاغر ذليل متواضع وتخبره كيف مَكرُكَ ببني آدم وكيف إغواؤك لهم ، وتَصدُقَه في أي شيء يسألك ، فوعزتي وجلالي لئن كذبته بكذبة واحدة ولم تَصدُقَه لأجعلنك رماداً تذروه الرياح ولأشمتن الأعداء بك ، وقد جئتك يا محمد كما أُمرت فاسأل عما شئت فإن لم أَصدُقَك فيما سألتني عنه شَمَتَت بي الأعداء وما شيء أصعب من شماتة الأعداء

فقال رسول الله : إن كنت صادقا فأخبرني مَن أبغض الناس إليك؟

فقال : أنت يا محمد أبغض خلق الله إليّ ، ومن هو على مثلك

فقال النبي : ماذا تبغض أيضاً؟

فقال : شاب تقي وهب نفسه لله تعالى

قال : ثم من؟

فقال : عالم وَرِع

قال : ثم من؟

فقال : من يدوم على طهارة ثلاثة

قال : ثم من؟

فقال : فقير صبور إذا لم يصف فقره لأحد ولم يشك ضره

فقال : وما يدريك أنه صبور؟

فقال : يا محمد إذا شكا ضره لمخلوق مثله ثلاثة أيام لم يكتب الله له عمل الصابرين

فقال : ثم من؟

فقال : غني شاكر

فقال النبي : وما يدريك أنه شكور؟

فقال : إذا رأيته يأخذ من حله ويضعه في محله

فقال النبي : كيف يكون حالك إذا قامت أمتي إلى الصلاة؟

فقال : يا محمد تلحقني الحمى والرعدة

فقال : وَلِمَ يا لعين؟

فقال : إن العبد إذا سجد لله سجدة رفعه الله درجة

فقال : فإذا صاموا؟

فقال : أكون مقيداً حتى يفطروا

فقال : فإذا حجوا؟

فقال : أكون مجنوناً

فقال : فإذا قرأوا القرآن؟

فقال : أذوب كما يذوب الرصاص على النار

فقال : فإذا تصدقوا؟

فقال : فكأنما يأخذ المتصدق المنشار فيجعلني قطعتين

فقال له النبي : وَلِمَ ذلك يا أبا مُرّة؟

فقال : إن في الصدقة أربع خصال .. وهي أن الله تعالي يُنزِلُ في ماله البركة وحببه إلي حياته ويجعل صدقته حجاباً بينه وبين النار ويدفع بها عنه العاهات والبلايا

فقال له النبي : فما تقول في أبي بكر؟

فقال : يا محمد لَم يُطعني في الجاهلية فكيف يُطعني في الإسلام

فقال : فما تقول في عمر بن الخطاب؟

فقال : والله ما لقيته إلا وهربت منه

فقال : فما تقول في عثمان بن عفان؟

فقال : استحى ممن استحت منه ملائكة الرحمن

فقال : فما تقول في علي بن أبي طالب؟

فقال : ليتني سلمت منه رأساً برأس ويتركني وأتركه ولكنه لم يفعل ذلك قط

فقال رسول الله : الحمد لله الذي أسعد أمتي وأشقاك إلى يوم معلوم

فقال له إبليس اللعين : هيهات هيهات .. وأين سعادة أمتك وأنا حي لا أموت إلي يوم معلوم! وكيف تفرح على أمتك وأنا أدخل عليهم في مجاري الدم واللحم وهم لا يروني ، فوالذي خلقني وانظَرَني إلي يوم يبعثون لأغوينهم أجمعين .. جاهلهم وعالمهم وأميهم وقارئهم وفاجرهم وعابدهم إلا عباد الله المخلصين

فقال : ومن هم المخلصون عندك؟

فقال : أما علمت يا محمد أن من أحب الدرهم والدينار ليس بمخلص لله تعالى ، وإذا رأيت الرجل لا يحب الدرهم والدينار ولا يحب المدح والثناء علمت أنه مخلص لله تعالى فتركته ، وأن العبد ما دام يحب المال والثناء وقلبه متعلق بشهوات الدنيا فإنه أطوع مما أصف لكم!
أما علمت أن حب المال من أكبر الكبائر يا محمد ، أما علمت أن حب الرياسة من أكبر الكبائر ، وإن التكبر من أكبر الكبائر

يا محمد أما علمت إن لي سبعين ألف ولد ، ولكل ولد منهم سبعون ألف شيطان فمنهم من قد وَكّلتُه بالعلماء ومنهم قد وكلته بالشباب ومنهم من وكلته بالمشايخ ومنهم من وكلته بالعجائز ، أما الشبّان فليس بيننا وبينهم خلاف وأما الصبيان فيلعبون بهم كيف شاؤا ، ومنهم من قد وكلته بالعُبّاد ومنهم من قد وكلته بالزهاد فيدخلون عليهم فيخرجوهم من حال إلي حال ومن باب إلي باب حتى يسبّوهم بسبب من الأسباب فآخذ منهم الإخلاص وهم يعبدون الله تعالى بغير إخلاص وما يشعرون

أما علمت يا محمد أن (برصيص) الراهب أخلص لله سبعين سنة ، كان يعافي بدعوته كل من كان سقيماً فلم اتركه حتى زني وقتل وكفر وهو الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز بقوله تعالى كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين

أما علمت يا محمد أن الكذب منّي وأنا أول من كذب ومن كذب فهو صديقي ، ومن حلف بالله كاذباً فهو حبيبي ، أما علمت يا محمد أني حلفت لآدم وحواء بالله إني لكما لمن الناصحين .. فاليمين الكاذبة سرور قلبي ، والغيبة والنميمة فاكهتي وفرحي ، وشهادة الزور قرة عيني ورضاي ، ومن حلف بالطلاق يوشك أن يأثم ولو كان مرة واحدة ولو كان صادقاً ، فإنه من عَوّدَ لسانه بالطلاق حُرّمَت عليه زوجته! ثم لا يزالون يتناسلون إلي يوم القيامة فيكونون كلهم أولاد زنا فيدخلون النار من أجل كلمة

يا محمد إن من أمتك من يؤخر الصلاة ساعة فساعة .. كلما يريد أن يقوم إلي الصلاة لَزِمته فأوسوس له وأقول له الوقت باقٍ وأنت في شغل ، حتى يؤخرها ويصليها في غير وقتها فَيُضرَبَ بها في وجهه ، فإن هو غلبني أرسلت إليه واحدة من شياطين الإنس تشغله عن وقتها ، فإن غلبني في ذلك تركته حتى إذا كان في الصلاة قلت له انظر يميناً وشمالاً فينظر .. فعند ذلك أمسح بيدي على وجه وأُقَبّلَ ما بين عينيه وأقول له قد أتيت ما لا يصح أبداً ، وأنت تعلم يا محمد من أَكثَرَ الالتفات في الصلاة يُضرَب ، فإذا صلى وحده أمرته بالعجلة فينقرها كما ينقر الديك الحبة ويبادر بها ، فإن غلبني وصلى في الجماعة ألجمته بلجام ثم أرفع رأسه قبل الإمام وأضعه قبل الإمام وأنت تعلم أن من فعل ذلك بطلت صلاته ، ويمسخ الله رأسه رأس حمار يوم القيامة ، فإن غلبني في ذلك أمرته أن يفرقع أصابعه في الصلاة حتى يكون من المسبحين لي وهو في الصلاة ، فإن غلبني في ذلك نفخت في أنفه حتى يتثاءب وهو في الصلاة فإن لم يضع يده على فيه (فمه) دخل الشيطان في جوفه فيزداد بذلك حرصاً في الدنيا وحباً لها ويكون سميعاً مطيعاً لنا ، وأي سعادة لأمتك وأنا آمر المسكين أنا يدعَ الصلاة وأقول ليست عليك صلاة إنما هي على الذي أنعم الله عليه بالعافية لأن الله تعالي يقول ولا على المريض حرج ، وإذا أفقت صليت ما عليك حتى يموت كافراً فإذا مات تاركاً للصلاة وهو في مرضه لقي الله تعالى وهو غضبان عليه يا محمد

وإن كنت كذبت أو زغت فأسال الله أن يجعلني رماداً ، يا محمد أتفرح بأمتك وأنا أُخرج سدس أمتك من الإسلام؟

فقال النبي : يا لعين من جليسك؟

فقال : آكل الربا

فقال : فمن صديقك؟

فقال : الزاني

فقال: فمن ضجيعك؟

فقال : السكران

فقال : فمن ضيفك؟

فقال : السارق

فقال : فمن رسولك؟

فقال : الساحر

فقال : فما قرة عينيك؟

فقال : الحلف بالطلاق

فقال : فمن حبيبك؟

فقال : تارك صلاة الجمعة

فقال رسول الله : يا لعين فما يكسر ظهرك؟

فقال : صهيل الخيل في سبيل الله

فقال : فما يذيب جسمك؟

فقال : توبة التائب

فقال : فما ينضج كبدك؟

فقال : كثرة الاستغفار لله تعالي بالليل والنهار

فقال : فما يخزي وجهك؟

فقال : صدقة السر

فقال : فما يطمس عينيك؟

فقال : صلاة الفجر

فقال : فما يقمع رأسك؟

فقال : كثرة الصلاة في الجماعة

فقال : فمن أسعد الناس عندك؟

فقال : تارك الصلاة عامداً

فقال : فأي الناس أشقي عندك؟

فقال : البخلاء

فقال : فما يشغلك عن عملك؟

فقال : مجالس العلماء

فقال : فكيف تأكل؟

فقال : بشمالي وبإصبعي

فقال : فأين تستظل أولادك في وقت الحرور والسموم؟

فقال : تحت أظفار الإنسان

فقال النبي : فكم سألت من ربك حاجة؟

فقال : عشرة أشياء

فقال : فما هي يا لعين؟

فقال : سألته أن يشركني في بني آدم في مالهم وولدهم فأشركني فيهم وذلك قوله تعالى وشاركهم في الأموال والأولاد وَعِدهُم وما يَعِدهُم الشيطان إلا غروراً ، وكل مال لا يُزَكّى فإني آكل منه وآكل من كل طعام خالطه الربا والحرام ، وكل مال لا يُتَعَوَذ عليه من الشيطان الرجيم ، وكل من لا يتعوذ عند الجماع إذا جامع زوجته فإن الشيطان يجامع معه فيأتي الولد سامعاً ومطيعاً ، ومن ركب دابة يسير عليها في غير طلب حلال فإني رفيقه لقوله تعالي وأجلب عليهم بخيلك ورجلك
وسألته أن يجعل لي بيتاً فكان الحمام لي بيتاً
وسألته أن يجعل لي مسجداً فكان الأسواق
وسألته أن يجعل لي قرآناً فكان الشعر
وسألته أن يجعل لي ضجيعاً فكان السكران
وسألته أن يجعل لي أعواناً فكان القدرية
وسألته أن يجعل لي إخواناً فكان الذين ينفقون أموالهم في المعصية ثم تلا قوله تعالي إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين

فقال النبي : لولا أتيتني بتصديق كل قول بآية من كتاب الله تعالى ما صدقتك

فقال : يا محمد سألت الله تعالى أن أرى بنى آدم وهم لا يروني فأجراني على عروقهم مجرى الدم أجول بنفسي كيف شئت وإن شئت في ساعة واحدة .. فقال الله تعالى لك ما سألت ، وأنا أفتخر بذلك إلي يوم القيامة ، وإن من معي أكثر ممن معك وأكثر ذرية آدم معي إلي يوم القيامة
وإن لي ولداً سميته عتمة يبول في أذن العبد إذا نام عن صلاة الجماعة ، ولولا ذلك ما وجد الناس نوماً حتى يؤدوا الصلاة
وإن لي ولداً سميته المتقاضي فإذا عمل العبد طاعة سراً وأراد أن يكتمها لا يزال يتقاضى به بين الناس حتى يخبر بها الناس فيمحوا الله تعالى تسعة وتسعين ثواباً من مائة ثواب
وإن لي ولداً سميته كحيلاً وهو الذي يكحل عيون الناس في مجلس العلماء وعند خطبة الخطيب حتى ينام عند سماع كلام العلماء فلا يكتب له ثواب أبداً
وما من امرأة تخرج إلا قعد شيطان عند مؤخرتها وشيطان يقعد في حجرها يزينها للناظرين ويقولان لها أَخرِجي يدك فتخرج يدها ثم تبرز ظفرها فتهتك

ثم قال : يا محمد ليس لي من الإضلال شيء إنما موسوس ومزين ولو كان الإضلال بيدي ما تركت أحداً على وجه الأرض ممن يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا صائما ولا مصلياً ، كما أنه ليس لك من الهداية شيء بل أنت رسول ومبلغ ولو كانت بيدك ما تركت على وجه الأرض كافراً ، وإنما أنت حجة الله تعالي على خلقه ، وأنا سبب لمن سبقت له الشقاوة ، والسعيد من أسعده الله في بطن أمه والشقي من أشقاه
الله في بطن أمه

فقرأ رسول الله قوله تعالى : ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك
ثم قرأ قوله تعالى : وكان أمر الله قدراً مقدوراً

ثم قال النبي يا أبا مُرّة : هل لك أن تتوب وترجع إلى الله تعالى وأنا أضمن لك الجنة؟

فقال : يا رسول الله قد قُضِيَ الأمر وجَفّ القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة فسبحان من جعلك سيد الأنبياء المرسلين وخطيب أهل الجنة فيها وخَصّكَ واصطفاك ، وجعلنى سيد الأشقياء وخطيب أهل النار وأنا شقي مطرود ، وهذا آخر ما أخبرتك عنه وقد صدقت في
وصلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسل

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

هل تفكرت في قولك : الحمد لله رب العالمين ؟

ايها المسلم : إنك تكرر قراءة الحمد مرات ومرات ، وكرات وكرات ، فهل تعقل معنى الحمد ؟ هل تفكرت في قولك : الحمد لله رب العالمين ؟ هل تدبرت هذه العبارة ، فغمر معناها فؤادك ، واقشعر لجلاله بدنك ؟ واضطرب بين جنبيك ما اضطرب ، والتهب فيه ما التهب ؟ إنها استفتاح للوحي القادم من الملأ الأعلى ، وحيا تنادى فيه إلى الهدى ، وتبصر به الطريق ، وتنجو من العمى ، نزل به سيد الملائكة ، على سيد الخلق أجمعين ، صلوات الله وسلامه عليه . فحري بك أن تقف عند معانيه ، وأن تتدبر ألفاظه ومبانيه ، وأن تعمل بما يأمرك به وأن تجتنب جميع نواهيه .
فلنقف سويا نتأمل أول آية ، فقط أول آية ، لتعلم أنه حقا وصدقا تنزيل من رب العالمين ،

{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (82) سورة النساء ، {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (88) سورة الإسراء. وهذه الآية كما أنها تستفتح كتاب الله ، وأعظم سوره فهي أيضا خاتمة لنصر الله ، وانتقامه من أعدائه ، {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (45) سورة الأنعام. وهي خاتمة دعاء المتقين ، الذين يعملون الصالحات ، والوارثين للجنات ، {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (10) سورة يونس
وهي ختام المسك في العبادة والتوحيد والدعاء والإخلاص : {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (65) سورة غافر . وهي خاتمة كل شيء ، ومنهية القضاء ، وناشرة العدل ، فبعد أن ينزل الناس منازلهم ، فأهل النار في النار ، وأهل الجنة في الجنة ، {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (75) سورة الزمر. عبد الله : الحمد معناه الثناء على الجميل من نعمة أو غيرها ، مع المحبة والتعظيم . فالحمد هو أن تذكر محاسن الغير ، على صفة ذاتية كالعلم والصبر والشجاعة ، أم على صفة فعلية : كالجود والبذل . فلا يكون الحمد إلا للحي العاقل . وهذا هو الفرق بين الحمد والمدح . فإنه من الممكن أن تمدح جمادا ، ولكن لا يمكن أن تحمده ، فقد تمدح بقرة لكثرة لبنها ، أو تمدح الذهب للمعانه وقيمته ، ولكن لا تحمد أيا من ذلك .
ومن الفوارق أيضا بين الحمد والمدح ، فالمدح يكون قبل الإحسان وبعده ، والحمد لا يكون إلا بعده . وبيانه أنك قد تمدح من لم يفعل شيئا بل من هو بضد ما امتدحته عليه ، ولهذا جاء النهي عن المدح كما في قوله صلى الله عليه وسلم : احثوا التراب في وجوه المداحين . وأما الحمد فلا يكون إلى على ما اتصف به المحمود من صفات حسان ، ولهذا جاء الترغيب فيه : من لم يحمد الناس لم يحمد الله .

ولهذا فمن قولنا الحمد لله ، يكون لزاما أن الله حي ، فلا يحمد إلا الحي ، ويستلزم أيضا أن يتصف سبحانه بالصفات العلى والأسماء الحسنى ، فهو محمود على صفاته ، محمود على أسمائه ، محمود على فعله وإنعامه ، محمود على كل حال ، غير مودع ولا مكفور ولا مستغنى عنه .

عبد الله : اعلم رحمني الله وإياك أن الحمد غير الشكر ، فهناك فرق بينهما ، فالشكر يختص بالإنعام الواصل إليك فقط ، بينما يعم الحمد الإنعام الواصل إليك وإلى غيرك فأنت تشكر الله تعالى على ما أعطاك ، وتحمده على ما أعطاك وأعطى غيرك . وفرق آخر ، فالشكر لا يكون على صفة ذات ، فلا يشكر العالم على علمه ، ولا يشكر المرء على ذكائه ، ولكنه يحمد عليها . فإذا تبين لك ذلك ظهر لك بجلاء لم اختير لفظ الحمد هنا دون لفظ المدح أو الشكر ، كما اختير في الرفع من الركوع ، وعند الفراغ من الطعام ، وعند العطاس وما أشبه ذلك .

ثم تأمل أيها الحبيب كيف قال الحمد لله ولم يقل أحمد الله ، أو نحمد الله . فإنه لو قال : أحمد لله لأفاد أن الحامد هو أنت وحدك ، وربما لم يحمده غيرك ، وقد تحمد من لا يستحق الحمد أيضا فهو فعل مختص بك لمن يستحق ولمن لا يستحق ، ثم هو مرتبط بزمن معين هو وقت حياتك ، أو حياة الحامدين غيرك ، فكانت الحمد لله شاملة عامة مطلقة ، فهي تفيد استحقاق المحمود للحمد ، في كل زمان وفي كل مكان ، ومن كل واحد حتى لو لم يحمده أحد فهو محمود لا يقيدها شيء ولا يقطعها شيء ، فالحمد لله حمد سرمدي ، لا يقطع ولا يعد ، عن استحقاق كامل للحمد ، قبل حمد الحامدين ، وقبل شكر الشاكرين ، سواء حمده الناس أم لم يحمدوه ، سواء شكروه أم كفروه ، فهو تعالى الحميد المجيد ، محمود عند خلقه بما أولاهم من نعمه وبسط لهم من فضله . استوجب الحمد بصنائعه الحميدة ، وآلائه الجميلة , فهو سبحانه بدأ فأوجد ، فهو المستحق لأن يحمد . والى بين منحه ، وتابع بين مننه ، فلا تدرك بالعد ، وإن استفرغ فيها العبد كل الجهد . فمن ذا الذي يستحق الحمد سواه ؟ فله الحمد كله لا لغيره ، كما أن منه المنن وحده لا من غيره . وكيف لا يكون حميدا ، وله من الأسماء أحسنها ، ومن الصفات أكملها ، وفعله دائر بين العدل والفضل . يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : وهو الحميد فكل حمد واقع أو كان مفروضا مدى الأزمان ملأ الوجود جميعه ونظيره من غير ما عد ولا حسبان هو أهله سبحانه وبحمده كل المحامد وصف ذي الإحسان ومن هنا كان صلوات الله وسلامه عليه يقول حين يرفع من الركوع : اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما ، وملء ما شئت من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد ، كلنا لك عبد ، لا ما نع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد . وكان صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يفتتح صلاته فيقول : اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أن قيام السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن …. وقد كان عليه الصلاة والسلام يصلي بأصحابه يوما فرفع رأسه من الركوع فقال : سمع الله لمن حمده ، فقال رجل وراءه : ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، فلما انصرف قال : من المتكلم ؟ قال رجل : أنا ، فقال صلى الله عليه وسلم : رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها ، أيهم يكتبها أول أخرجه البخاري من حديث رفاعة بن رافع رضي الله عنه . وجاء في الحديث : أما إن ربك يحب الحمد . وفي الحديث أيضا : والحمد لله تملأ الميزان . أو تملأ ما بين السموات والأرض . وعند ابن ماجة بسند حسن : ما أنعم الله على عبد نعمة فقال : الحمد لله ، إلا كان ما أعطاه أفضل مما أخذ . ومعناه : أن إلهام الله تعالى له أن يحمده أفضل مما أخذ من النعمة . ولهذا جاء في الحديث عند مسلم قوله صلى الله عليه وسلم : إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ، أو يشرب الشربة فيحمده عليها . أيها المسلمون : لقد تنوع في القرآن ذكر الحمد ، فقال الله تعالى : { وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } (267) سورة البقرة. وقال جل وعلا : { إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ} (73) سورة هود. وقال سبحانه : { وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} (28) سورة الشورى. فهو سبحانه مستحق الحمد بكل أنواعه وأشكاله ، وعلى جميع أحواله ، فهو المحمود على غناه ، وعلى نعمه ، وهو المحمود على كبريائه ومجده وعظمته ، وهو المحمود على توليه المؤمنين بنصرته ورعايته . وهو المحمود على انتقامه من المشركين بجبروته وقدرته . فله الحمد على عزته ، وله الحمد على غلبته ، وله الحمد على حوله وقوته . فالحميد هو الذي له من الصفات وأسباب الحمد ما يقتضي أن يكون محمودا ، وإن لم يحمده غيره ، فهو حميد في نفسه . والمحمود من تعلق به حمد الحامدين .

أيها الأحبة : إن الحمد المطلق لا يمكن إلا أن يكون مقترنا بلفظ الجلالة : الله . ولو اقترن بغيره ما أدى نفس المعنى ، بل ربما وقع به الوهم ، كما لو قلت : الحمد للحي ، أو الحمد للقادر ، أو الحمد للعليم ، أو الحمد للسميع . فكما أن الألف واللام تفيدان الاستغراق والاستحقاق ، فكذلك لفظ الجلالة يفيد الاستحقاق والاستغراق ، فهو محمود بجميع أسمائه وصفاته . فلو قلت : الحمد للحي ، لاشترك معه غيره ، ولاقتصر حمدك له على حياته . وكذلك ما أشبه ذلك مثل السميع والبصير والرحيم وغيرها . وربما أفاد الاقتصار فقط دون الاشتراك كما لو قلت الحمد للرحمن ، أو الحمد للقيوم . فتبين بهذا أن الحمد لله ، هي الجملة المفيدة للمعاني كلها ، المستغرقة للحمد كله ، وللشكر كله ، وللمدح كله ، وللصفات كلها ، وللأسماء كلها ، فهي بحق تملأ الميزان ، وتملأ ما بين السماء والأرض , فحق لها أن تكون من أحب الكلمات إلى الله تعالى ، كما جاء عند مسلم من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : أحب الكلام إلى الله أربع : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، لا يضرك بأيهن بدأت . فلا عجب إذن من أن نبدأ صلاتنا ودعاءنا بل ويومنا بحمد الله ، فالحمد لله أولا وآخرا ظاهرا وباطنا ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير . فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ، وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون . وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا .

فلاش روووعه ( الحمد لله ربي : يهتف باسمك قلبي )

محاضره بعنوان ( الحمد لله )
اضغط هنا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

أعمال الصبي له ويؤجر والده على تعليمه !!! – في الاسلام

هل أعمال الطفل الذي لم يبلغ

من صلاة وحج وتلاوة كلها لوالديه

أم تحسب له هو ؟

أعمال الصبي الذي لم يبلغ

أعني أعماله الصالحة

أجرها له هو لا لوالده ولا لغيره و لكن يؤجر
والده على تعليمه إياه وتوجيهه إلى الخير
وإعانته عليه لما في صحيح مسلم عن
ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة
رفعت صبياً إلى النبي صلى الله عليه وسلم في
حجة الوداع فقالت : يا رسول الله ألهذا حج ؟

قال

(( نعم و لك أجر ))

فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن
الحج للصبي وأن أمه مأجورة على حجها به
وهكذا غير الولد له أجر على ما يفعله
من الخير كتعليم من لديه من الأيتام والأقارب والخدم
و غيرهم من الناس
لقول النبي صلى الله عليه وسلم
(( من دل على خير فله مثل أجر فاعله))

رواه مسلم في صحيحه
ولأن ذلك من التعاون على البر والتقوى
والله سبحانه يثيب على ذلك

……………………..

……………………..

الشيخ
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
رحمه الله تعالي

نشر في جريدة ( الرياض )
العدد 10910
بتاريخ 12 /1/ 1419هـ

……………………..

اسأل الله لي ولكم ولجميع المسلمين التوبة والمغفرة وحسن الخاتمة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

الا تخجل من طيبة قلبك – شريعة اسلامية

♥►الآتخجل من طيبة قلبك ◄♥

فهل رأيت يوماً جوهرة تخجل من بريقها
اثار فضولي بشده معرفه ما هو القلب الطيب بعد أن قرات هذه الكلمات وغيرها ..

وكان الرد بوضوح .. “القلب الطيب هو القلب المطمئن “.. مما زادني فضولا ..
فأبيت إلا أن أبحث عنه في كلمات من عاشر أصحاب قلوب طيبه
وهذا بعض ما وصلت إليه ..
القلب الطيب ..


هل منا من يستطيع أن يؤثر أحدا لا يكن له أي مشاعر تذكر عن نفسه اليوم ..
فقط يؤثره أنه من بني آدم ..
أو حتى لأنه طير أو حيوان..

القلوب الطيبه هي قلوب ..

وأخيرا وليس أخرا هي قلوب ..

دعوة لتنظيف القلوب .. وجعلها بيضاء ناصعة سليمة
إذا رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا ..
إذا كنت تنام الليل وقلبك سليم نحو المسلمين فقلبك أبيض
إذا استطعت أن تدعو لمن ظلمك بالخير والهداية والعفو فقلبك أبيض
إذا كنت لا تحمل حقداً ولا غشاً للمسلمين فقلبك أبيض
إذا استطعت أن تحسن الظن بالآخرين فقلبك سليم
إذا أحسنت إلى من أساء إليك فقلبك ناصع البياض
إذا دعوت بظهر الغيب لكل من تعرف من إخوانك حتى لو أساء أحد منهم إليك فقلبك سليم
قال الله تعالى ” يوم لا ينفع مال ولا بنون .إلا من اتى الله بقلب سليم

اللهم اجعلنا من أصحاب القلوب الطيبه و جميع المسلمين


لاتنسوني بدعائكم

تحياتي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

أرجو التثبيت : مصحف التجويد الملون اسلاميات

السلام عليكم
اقدم لكم مصحف التجويد الملون
الكتابة واضحة جدا
حجمه 198 ميجا
مضغوط ومقسم الى 7 ملفات
يجب تحميلها جميعا ثم فك الضغط

http://w14.easy-share.com/5657701.html

http://w14.easy-share.com/5662791.html

http://w14.easy-share.com/5667981.html

http://w14.easy-share.com/5669951.html

http://w14.easy-share.com/5684071.html

http://w14.easy-share.com/5690871.html

http://w14.easy-share.com/5692181.html

فقط تذكرونى بدعواتكم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

$%$ هديتي قران كامل فلاشي ادخل وادعي واقراء القران الكريم $%$ اسلاميات

احواني اخواتي احب ان اقدم هذا الموقع اهداء لكل اعضاء وزار مدونة تعبر قلبي

http://www.quranflash.com/quranflash.html

امل منكم ان لا تترددوا بالدعاء لي ولوالدي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده