التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

من صفات ووظائف سيدنا جبريل عليه السلام – شريعة اسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم وظائف وصفات سيّدنا جبريل عليه السلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سيّدنا جبريل عليه السلام هو رئيس الملائكة الكرام ويجب الايمان به وأنه أمين الوحي الذي ينزل به على الأنبياء الحمد لله وكفى وسلامٌ على عباده الذين اصطفى لا سيّما على نبيه المصطفى،
وبعد اخوة الإيمان:
إنّ المتفكرَ في مخلوقات الله المتدبرَ بآياته البينات يتوقف عند ذكر ملائكة الله مليًا ليتفكر في عظمة الخالق جل وعلا في خلقهم، فهم عالَمُ عظيم جدا لا يحصي عددهم إلا الله تعالى، قال تعالى:{وما يعلم جنود ربك إلا هو} صدق الله العظيم.
وإذا أردنا في هذه الحلقات أن نتكلم عن أعظم هؤلاء الملائكة الكرام الذي هو سيّدنا جبريل عليه السلام فإننا سنفتتح حلقتنا الاولى بالحديث عن خلقهم وصفتهم وأين يسكنون إلى ما هنالك من النعوت التي وصفهم بها ربُّنا سبحانه وتعالى في القرآن الكريم.
يقول ربُّنا سبحانه وتعالى: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنين كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير}.
إن الايمان بالملائكة الكرام لا بد منه فقد عدّه رسول الله من أهم الأمور ونحن نؤمن بوجودهم ولو لم نرهم، إذ الآيات البينات والأحاديث الشريفة ناضحة بما يؤكد وجودهم وهم مخلوقات كريمة على الله، أجسامهم نورانية أي من نور ليسوا كالبشر من طين ولا هم ذكور ولا إناث وليسوا كالجن من نار والله خلقهم لعبادته تعالى، فهم لا يفتُرون عن عبادته ولا يسأمون ولا يملّون من الطاعة إذ عليها قد جبلوا، يقول ربُّنا في سورة الأنبياء : {ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون}.
وقال: {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}.
فهم ينفذون ما يأمرهم به ربُّنا تعالى ولا يحيدون عن أمره قيد أنملة وليس فيهم الشهوة التي ركبت في بني آدم ،ولم تجعل فيهم الميول نحو الشر والفساد، ولهم وظائف عديدة فمنهم المُوَكّل بالرياح أو النبات أو بقبض الأرواح أو بسؤال القبر أو بحفظ المؤمنين أو بكتابة ما يتلفظ به المرء، وغيرها من الوظائف التي يُوكّلهم بها المولى عز وجلّ.
وأما صفتهم فإنهم كما قلنا أجسامٌ نورانية، لهم اجنحة، وسيّدنا جبريل عليه السلام له ستُ مائةِ جناحٍ، كلُّ جناح يسد ما بين المشرق والمغرب وكما أوردنا سابقا فالملائكة ليسوا اناثًا ولا ذكورًا، انما قد يتشكلون بأشكال الرجال جميلي الشكل من دون آلة الذكورة

تسمية سيدنا جبريل عليه السلام

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى لا سيّما على نبينا المصطفى وبعد، اخوة الايمان، نتابع في حلقتنا الثانية من برنامج جبريل عليه السلام الكلام عن هذا الملك الكريم ، يقول ربنا تعالى في سورة النحل: {قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين}.

إن روح القدس هو سيدنا جبريل عليه السلام وقد أيّد الله به أنبياءه الكريم ومنهم موسى وعيسى ومحمد ، وورد أن النبي قال لحسان بن ثابت: "اهجر قريشا وروح القدس معك"، ومرة قال له: "وجبريل معك"، ويقوي ذلك قول الله تعالى: {اذ أيدتك بروح القدس}.

وقيل سمي جبريل بذلك لان الغالب على جسمه الروحانية وكذلك سائر الملائكة، أو لأنه يحيا به الدين كما يحيا البدن بالروح، فإنه هو المتولي لإنزال الوحي وقد أيّد الله تعالى سيّدنا عيسى عليه السلام بروح القدس جبريل عليه السلام ما لم يُؤيد قبله أحدا من الأنبياء لأنه هو الذي بشّر مريم بولادته ونفخ هو –أي جبريل- بأمر من الله روح عيسى في مريم، وكان يسير معه حيث سار وكان معه حين صعد إلى السماء.

وأيّد الله سبحانه وتعالى سيّدنا محمّدًا بروح القدس جبريل عليه السلام في مواطن ومواقع كثيرة سيكون لنا وقفات عند بعضها إن شاء الله في الحلقات المقبلة من برنامجنا هذا.

وقد تكرر في القرآن الكريم تسمية سيدنا جبريل عليه السلام بروح القدس، يقول ربنا عز وجل في سورة البقرة: {وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس}، وفي سورة المائدة قال ربنا سبحانه وتعالى مخاطبًا سيدنا عيسى عليه السلام: {اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ ايدتك بروح القدس}، وفي موضع آخر من القرآن الكريم سمى الله تعالى جبريل عليه السلام بالروح الأمين، يقول الله عز وجل في سورة الشعراء: {نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين}،وقد يسمى جبريل عليه السلام بالروح فما ورد في سورة مريم في قول الله تعالى: {فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا}، فالمقصود هنا بالروح سيدنا جبريل عليه السلام عندما جاء متشكلا على غير هيئته الحقيقية بسورة رجل إلى السيدة مريم عليها السلام يبشرها بعيسى .

ويقال جبريل ويقال جبرئيل وهي لغة تميم وقيس وقال حسان:

شهدنا فما تلقى لنا من كتيبة***مدى الدهر إلا جبرئيل إمامها

ويقال جبرائيل وجبراييل وقرأ بهما ابن عباس وعكرمة وقال ورقة بن نوفل:

وجبريل ياتيه وميكال معهما ***من الله وحي يشرح الصدر منزل

وقال عمران بن حطّان:

والروح جبريل منهم لا كفاء له*** وكان جبريل عند الله مأمونا


المصدر/ملتقى البيان لتفسير القران

الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	Dm33-com-5215e5365a.gif‏  المشاهدات:	151  الحجـــم:	36.4 كيلوبايت  الرقم:	21088  

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

الخمسة الذين خلقهم الله من دون ام ولا اب – قصص انبياء

السلام عليكم
خلق الله مخلوقات الارض كلهم من ام واب
لكن اصطفى منهم اية ليكونوا آية للناس
هم اولهم سيدنا (آدم) عليه السلام من تراب الارض
وامنا (حواء) من ضلع سيدنا آدم
وكبش فداء سيدنا (اسماعيل)عليه السلام انزل من السماء
وناقة سيدنا (صالح) التي خرجت من الجبل
وحية سيدنا (موسى) هي من عصاه
عليهم وعلى سيدنا محمد افضل الصلاة والسلام

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

خاصيه في سيرة موسى عليه السلام – قصص انبياء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

المتأمل في قصة موسى عليه السلام يرى أنه الوحيد من الأنبياء عليهم
السلام الذي تم ذكر الخوف كثيرا في سيرته في صيغ متنوعه
وسياقات مختلفه فعلى سبيل المثال قوله تعالى : ( أننا نخاف أن

يفرط علينا أو أن يطغى ) وقوله ( لاتخافا أنني معكما أسمع
وأرى ) وقوله ( فأوجس في نفسه خيفة موسى ) وقوله

( لاتخاف دركا ولاتخشى ) وقوله ( ففررت منكم لما خفتكم )

وقوله ( فخرج منها خائفا يترقب ) وقوله ( اني أخاف أن
يكذبون )

وهذه الايات وغيرها تحتاج منا الى وقفه لنعرف الحكمه والعبره من
وجودها في سيرة موسى عليه السلام وماهي الاشارات التي تحملها

ونوجزها بمايلي :

1- أنه ليس من شرط الشجاعه أن لايجد الانسان في نفسه الخوف
من الهلاك ولكن هذا لايمنعه من الاقدام

2- الشجاعه هي مواجهة الالم والخطر وليست فقط ضد الخوف كما
يظن البعض

3- الخوف فضيله عندما يكون مانعا من الاقدام على امر قد يضر
الامه او ما يتعلق بمصالحها

4- في سيرة موسى عليه السلام تبيين للناس كافه كيفية التعامل مع
الخوف وتوطين النفس على تجاوزه والاخذبالعواقب والاعتصام
بالله سبحانه واللجوء اليه في كل امر
فأعظم بها من سيره وأعظم به من نبي
جل الاحترام

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

قصه مهمه جدا جدا ؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أقبل رجل إلى إبراهيم بن أدهم.. فقال:يا شيخ.. إن نفسي.. تدفعني إلى

المعاصي.. فعظني موعظة..
فقال له إبراهيم: إذا دعتك نفسك إلى معصية الله فاعصه.. ولا بأس عليك..

ولكن لي إليك خمسة شروط..
قال الرجل: هاتها..
قال إبراهيم: إذا أردت أن تعصي الله فاختبئ في مكان لا يراك الله فيه..
فقال الرجل: سبحان الله..كيف أختفي عنه..وهو لا تخفى عليه خافية..
فقال إبراهيم:
سبحان الله.. أما تستحي أن تعصي الله وهو يراك.. فسكت الرجل..
ثم قال: زدني..

فقال إبراهيم: إذا أردت أن تعصي الله.. فلا تعصه فوق أرضه..
فقال الرجل: سبحان الله.. وأين أذهب.. وكل ما في الكون له.
فقال إبراهيم: أما تستحي أن تعصي الله.. وتسكن فوق أرضه ؟

قال الرجل: زدني..

فقال إبراهيم: إذا أردت أن تعصي الله.. فلا تأكل من رزقه..
فقال الرجل: سبحان الله.. وكيف أعيش.. وكل النعم من عنده..
فقال إبراهيم:أما تستحي أن تعصي الله..وهو يطعمك ويسقيك..ويحفظ لك قوتك ؟

قال الرجل:
زدني..
فقال إبراهيم: فإذا عصيت الله.. ثم جاءتك الملائكة لتسوقك إلى النار..فلا تذهب معهم..
فقال الرجل:
سبحان الله.. وهل لي قوة عليهم.. إنما يسوقونني سوقاً..

فقال إبراهيم: فإذا قرأت ذنوبك في صحيفتك.. فأنكر أن تكون فعلتها..
فقال الرجل: سبحان الله.. فأين الكرام الكاتبون.. والملائكة الحافظون.. والشهود الناطقون..

ثم بكى الرجل.. ومضى..
وهو يقول:أين الكرام الكاتبون..والملائكةالحافظون..والشهودالناطقون

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

كم كان يحفظ خالد بن الوليد من القرآن اسلاميات

خالد بن الوليد رضي الله عنه فارس الإسلام ، وسيف الله المسلول على أعدائه ، صاحب الفتوح العظيمة ، والمواقف الكبيرة في المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي ، تحلى بالشجاعة والقوة والبأس على الأعداء ، حتى كُسر يوم مؤتة في يده تسعة أسياف ، كما روى ذلك البخاري في صحيحه .

وكان يحب الجهاد حبا عظيما ، نصرةً لدين الله ، وإرغاماً لقوى الشر والكفر والطغيان ، فشغله الجهاد عن كل مشاغل الدنيا ، حتى كان يقول رضي الله عنه : (ما مِنْ ليلةٍ يُهدى إليَّ فيه عروسٌ أنا لها مُحِبّ أحبُّ إليَّ مِن ليلة شديدةِ البرد ، كثيرة الجليد ، في سريَّةٍ أصبِّحُ فيها العَدُوَّ) . رواه أبو يعلى .

وكان من كلامه رضي الله عنه في ساعة الاحتضار : لقد طلبت القتل في مظانّه فلم يُقدَّر لي إلا أن أموت على فراشي ، وما من عملي شيءٌ أرجى عندي بعد أن لا إله إلا الله من ليلة بِتُّها وأنا متترِّس ، والسماء تُهلُّني تمطر إلى الصبح حتى نُغير على الكفار .

ثم قال : إِذا أنا متّ فانظروا في سلاحي وفرسي فاجعلوه عُدّةً في سبيل الله .

فلما توفي خرج عمر رضي الله عنه إلى جنازته فقال : ما على نساء آل الوليد أن يسفحن على خالد دموعهن ما لم يكن نقعاً أو لقلقة .

وكان حبه وانشغاله بهذه العبادة العظيمة (الجهاد في سبيل الله) قد أشغله عن عبادات أخرى كرواية الحديث ، وحفظ القرآن الكريم .

حتى قال رضي الله عنه : (لقد منعني كثيراً من القراءة الجهادُ في سبيل الله) رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (4/214)، وأبو يعلى في " المسند " (13/111)، والإمام أحمد كما في " فضائل الصحابة " (2/814) وأبو عبيد القاسم بن سلام في " فضائل القرآن " (رقم/254) جميعهم من طريق قيس بن أبي حازم قال : سمعت خالدا يقول: ..فذكره ، وصححه الحافظ ابن حجر في " المطالب العالية " (4/277)، والهيثمي في " مجمع الزوائد " (9/353) .

وهو انشغال ليس بالمذموم بل انشغال أنار التاريخ الإسلامي كله ، وعبق الحضارة العالمية بأنوار الإسلام التي حاول طمسها الطغاة الكافرون ، فليس في هذا ما يُذم ، فـ "كلٌّ مُيَسرٌ لما خُلق له" فقد كان من الصحابة : العلماء والفقهاء ، والقضاة ، والشجعان ، والمجاهدون ، والمتصدقون ، والعُبَّاد … على حسب تنوع قدرات الناس وما حباهم الله به .

وليس من الحكمة أن يترك الإنسان ما يحسنه ويتقنه ويبرع فيه إلى عمل يكون فيه مثل غيره ، أو أقل ، ولا يبرع فيه .

ولا يعني كلامه رضي الله عنه السابق أنه لم يكن يحفظ سوى سور ثلاث ، كما ذُكر في السؤال، ولكن يعني أنه لم يكن كحفاظ الصحابة وعلمائهم كعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهم ، بدليل أنه قال : (منعني كثيرا من القراءة) ، ولم يقل : (منعني القراءة) ، فالجهاد شغله عن الإكثار من القراءة ، وليس عن القراءة كلها .

ولكن إثارة مثل هذه الشبهات والطعون في خالد رضي الله عنه قد يكون الحامل عليها أن خالداً كان سيفا مصلتا على الأصنام والطواغيت ، فتجد أعداء الإسلام اليوم جادين في الطعن في شخصيته ، ومحاولة طمس آثارها ومعالمها ، ولا يعلمون أن سيفا سله الله على الكفار لا يغمد أبدا ، وأن هذا القائد العظيم غدا رمزا من رموز الشجاعة والقيادة والحنكة الحربية ، وهكذا كان الرجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم ، منارات للعمل والتضحية وبناء الأمم والقيم والأخلاق.

منقول للنفع

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

قصة هود عليه السلام في الاسلام

نبذة :

أرسل إلى قوم عاد الذين كانوا بالأحقاف، وكانوا أقوياء الجسم والبنيان وآتاهم الله الكثير من رزقه ولكنهم لم يشكروا الله على ما آتاهم وعبدوا الأصنام فأرسل لهم الله هودا نبيا مبشرا، كان حكيما ولكنهم كذبوه وآذوه فجاء عقاب الله وأهلكهم بريح صرصر عاتية استمرت سبع ليال وثمانية أيام.

سيرته:

عبادة الناس للأصنام:

بعد أن ابتلعت الأرض مياه الطوفان الذي أغرق من كفر بنوح عليه السلام، قام من آمن معه ونجى بعمارة الأرض. فكان كل من على الأرض في ذلك الوقت من المؤمنين. لم يكن بينهم كافر واحد. ومرت سنوات وسنوات. مات الآباء والأبناء وجاء أبناء الأبناء. نسى الناس وصية نوح، وعادت عبادة الأصنام. انحرف الناس عن عبادة الله وحده، وتم الأمر بنفس الخدعة القديمة.

قال أحفاد قوم نوح: لا نريد أن ننسى آبائنا الذين نجاهم الله من الطوفان. وصنعوا للناجين تماثيل ليذكروهم بها، وتطور هذا التعظيم جيلا بعد جيل، فإذا الأمر ينقلب إلى العبادة، وإذا بالتماثيل تتحول بمكر من الشيطان إلى آلهة مع الله. وعادت الأرض تشكو من الظلام مرة ثانية. وأرسل الله سيدنا هودا إلى قومه.

إرسال هود عليه السلام:

كان "هود" من قبيلة اسمها "عاد" وكانت هذه القبيلة تسكن مكانا يسمى الأحقاف.. وهو صحراء تمتلئ بالرمال، وتطل على البحر. أما مساكنهم فكانت خياما كبيرة لها أعمدة شديدة الضخامة والارتفاع، وكان قوم عاد أعظم أهل زمانهم في قوة الأجسام، والطول والشدة.. كانوا عمالقة وأقوياء، فكانوا يتفاخرون بقوتهم. فلم يكن في زمانهم أحد في قوتهم. ورغم ضخامة أجسامهم، كانت لهم عقول مظلمة. كانوا يعبدون الأصنام، ويدافعون عنها، ويحاربون من أجلها، ويتهمون نبيهم ويسخرون منه. وكان المفروض، ما داموا قد اعترفوا أنهم أشد الناس قوة، أن يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة.

قال لهم هود نفس الكلمة التي يقولها كل رسول. لا تتغير ولا تنقص ولا تتردد ولا تخاف ولا تتراجع. كلمة واحدة هي الشجاعة كلها، وهي الحق وحده (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ).

وسأله قومه: هل تريد أن تكون سيدا علينا بدعوتك؟ وأي أجر تريده؟

إن هذه الظنون السئية تتكرر على ألسنة الكافرين عندما يدعوهم نبيهم للإيمان بالله وحده. فعقولهم الصغيرة لا تتجاوز الحياة الدنيوية. ولا يفكروا إلا بالمجد والسلطة والرياسة.

أفهمهم هود أن أجره على الله، إنه لا يريد منهم شيئا غير أن يغسلوا عقولهم في نور الحقيقة. حدثهم عن نعمة الله عليهم، كيف جعلهم خلفاء لقوم نوح، كيف أعطاهم بسطة في الجسم، وشدة في البأس، كيف أسكنهم الأرض التي تمنح الخير والزرع. كيف أرسل عليهم المطر الذي يحيى به الأرض. وتلفت قوم هود حولهم فوجدوا أنهم أقوى من على الأرض، وأصابتهم الكبرياء وزادوا في العناد.

قالوا لهود: كيف تتهم آلهتنا التي وجدنا آباءنا يعبدونها؟
قال هود: كان آباؤكم مخطئين.
قال قوم هود: هل تقول يا هود إننا بعد أن نموت ونصبح ترابا يتطاير في الهواء، سنعود إلى الحياة؟
قال هود: ستعودون يوم القيامة، ويسأل الله كل واحد فيكم عما فعل.

انفجرت الضحكات بعد هذه الجملة الأخيرة. ما أغرب ادعاء هود. هكذا تهامس الكافرون من قومه. إن الإنسان يموت، فإذا مات تحلل جسده، فإذا تحلل جسده تحول إلى تراب، ثم يهب الهواء ويتطاير التراب. كيف يعود هذا كله إلى أصله؟! ثم ما معنى وجود يوم للقيامة؟ لماذا يقوم الأموات من موتهم؟

استقبل هود كل هذه الأسئلة بصبر كريم.. ثم بدأ يحدث قومه عن يوم القيامة.. أفهمهم أن إيمان الناس بالآخرة ضرورة تتصل بعدل الله، مثلما هي ضرورة تتصل بحياة الناس. قال لهم ما يقوله كل نبي عن يوم القيامة. إن حكمة الخالق المدبر لا تكتمل بمجرد بدء الخلق، ثم انتهاء حياة المخلوقين في هذه الأرض. إن هذه الحياة اختبار، يتم الحساب بعدها. فليست تصرفات الناس في الدنيا واحدة، هناك من يظلم، وهناك من يقتل، وهناك من يعتدي.. وكثيرا ما نرى الظالمين يذهبون بغير عقاب، كثيرا ما نرى المعتدين يتمتعون في الحياة بالاحترام والسلطة. أين تذهب شكاة المظلومين؟ وأين يذهب ألم المضطهدين؟ هل يدفن معهم في التراب بعد الموت؟

إن العدالة تقتضي وجود يوم للقيامة. إن الخير لا ينتصر دائما في الحياة. أحيانا ينظم الشر جيوشه ويقتل حملة الخير. هل تذهب هذه الجريمة بغير عقاب؟

إن ظلما عظيما يتأكد لو افترضنا أن يوم القيامة لن يجئ. ولقد حرم الله تعالى الظلم على نفسه وجعله محرما بين عباده. ومن تمام العدل وجود يوم للقيامة والحساب والجزاء. ذلك أن يوم القيامة هو اليوم الذي تعاد فيه جميع القضايا مرة أخرى أمام الخالق، ويعاد نظرها مرة أخرى. ويحكم فيها رب العالمين سبحانه. هذه هي الضرورة الأولى ليوم القيامة، وهي تتصل بعدالة الله ذاته.

وثمة ضرورة أخرى ليوم القيامة، وهي تتصل بسلوك الإنسان نفسه. إن الاعتقاد بيوم الدين، والإيمان ببعث الأجساد، والوقوف للحساب، ثم تلقي الثواب والعقاب، ودخول الجنة أو النار، هذا شيء من شأنه أن يعلق أنظار البشر وقلوبهم بعالم أخر بعد عالم الأرض، فلا تستبد بهم ضرورات الحياة، ولا يستعبدهم الطمع، ولا تتملكهم الأنانية، ولا يقلقهم أنهم لم يحققوا جزاء سعيهم في عمرهم القصير المحدود، وبذلك يسمو الإنسان على الطين الذي خلق منه إلى الروح الذي نفخه ربه فيه. ولعل مفترق الطريق بين الخضوع لتصورات الأرض وقيمها وموازينها، والتعلق بقيم الله العليا، والانطلاق اللائق بالإنسان، يكمن في الإيمان بيوم القيامة.

حدثهم هود بهذا كله فاستمعوا إليه وكذبوه. قالوا له هيهات هيهات.. واستغربوا أن يبعث الله من في القبور، استغربوا أن يعيد الله خلق الإنسان بعد تحوله إلى التراب، رغم أنه خلقه من قبل من التراب. وطبقا للمقاييس البشرية، كان ينبغي أن يحس المكذبون للبعث أن إعادة خلق الإنسان من التراب والعظام أسهل من خلقه الأول. لقد بدأ الله الخلق فأي صعوبة في إعادته؟! إن الصعوبة -طبقا للمقياس البشري- تكمن في الخلق. وليس المقياس البشري غير مقياسٍ بشري ينطبق على الناس، أما الله، فليست هناك أمور صعبة أو سهلة بالنسبة إليه سبحانه، تجري الأمور بالنسبة إليه سبحانه بمجرد الأمر.

موقف الملأ من دعوة هود:

يروي المولى عزل وجل موقف الملأ (وهم الرؤساء) من دعوة هود عليه السلام. سنرى هؤلاء الملأ في كل قصص الأنبياء. سنرى رؤساء القوم وأغنيائهم ومترفيهم يقفون ضد الأنبياء. يصفهم الله تعالى بقوله: (وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) من مواقع الثراء والغنى والترف، يولد الحرص على استمرار المصالح الخاصة. ومن مواقع الثراء والغنى والترف والرياسة، يولد الكبرياء. ويلتفت الرؤساء في القوم إلى أنفسهم ويتساءلون: أليس هذا النبي بشرا مثلنا، يأكل مما نأكل، ويشرب مما نشرب؟ بل لعله بفقره يأكل أقل مما نأكل، ويشرب في أكواب صدئة، ونحن نشرب في أكواب الذهب والفضة.. كيف يدعي أنه على الحق ونحن على الباطل؟ هذا بشر .. كيف نطيع بشرا مثلنا؟ ثم.. لماذا اختار الله بشرا من بيننا ليوحى إليه؟

قال رؤساء قوم هود: أليس غريبا أن يختار الله من بيننا بشرا ويوحي إليه؟!
تسائل هو: ما هو الغريب في ذلك؟ إن الله الرحيم بكم قد أرسلني إليكم لأحذركم. إن سفينة نوح، وقصة نوح ليست ببعيدة عنكم، لا تنسوا ما حدث، لقد هلك الذين كفروا بالله، وسيهلك الذين يكفرون بالله دائما، مهما يكونوا أقوياء.
قال رؤساء قوم هود: من الذي سيهلكنا يا هود؟
قال هود: الله .
قال الكافرون من قوم هود: ستنجينا آلهتنا.

وأفهمهم هود أن هذه الآلهة التي يعبدونها لتقربهم من الله، هي نفسها التي تبعدهم عن الله. أفهمهم أن الله هو وحده الذي ينجي الناس، وأن أي قوة أخرى في الأرض لا تستطيع أن تضر أو تنفع.

واستمر الصراع بين هود وقومه. وكلما استمر الصراع ومرت الأيام، زاد قوم هود استكبارا وعنادا وطغيانا وتكذيبا لنبيهم. وبدءوا يتهمون "هودا" عليه السلام بأنه سفيه مجنون.

قالوا له يوما: لقد فهمنا الآن سر جنونك. إنك تسب آلهتنا وقد غضبت آلهتنا عليك، وبسبب غضبها صرت مجنونا.

انظروا للسذاجة التي وصل إليها تفكيرهم. إنهم يظنون أن هذه الحجارة لها قوى على من صنعها. لها تأثير على الإنسان مع أنا لا تسمع ولا ترى ولا تنطق. لم يتوقف هود عند هذيانهم، ولم يغضبه أن يظنوا به الجنون والهذيان، ولكنه توقف عند قولهم: (وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ).

بعد هذا التحدي لم يبق لهود إلا التحدي. لم يبق له إلا التوجه إلى الله وحده. لم يبق أمامه إلا إنذار أخير ينطوي على وعيد للمكذبين وتهديدا لهم.. وتحدث هود:

إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (56) فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) (هود)

إن الإنسان ليشعر بالدهشة لهذه الجرأة في الحق. رجل واحد يواجه قوما غلاظا شدادا وحمقى. يتصورون أن أصنام الحجارة تستطيع الإيذاء. إنسان بمفرده يقف ضد جبارين فيسفه عقيدتهم، ويتبرأ منهم ومن آلهتهم، ويتحداهم أن يكيدوا له بغير إبطاء أو إهمال، فهو على استعداد لتلقي كيدهم، وهو على استعداد لحربهم فقد توكل على الله. والله هو القوي بحق، وهو الآخذ بناصية كل دابة في الأرض. سواء الدواب من الناس أو دواب الوحوش أو الحيوان. لا شيء يعجز الله.

بهذا الإيمان بالله، والثقة بوعده، والاطمئنان إلى نصره.. يخاطب هود الذين كفروا من قومه. وهو يفعل ذلك رغم وحدته وضعفه، لأنه يقف مع الأمن الحقيقي ويبلغ عن الله. وهو في حديثه يفهم قومه أنه أدى الأمانة، وبلغ الرسالة. فإن كفروا فسوف يستخلف الله قوما غيرهم، سوف يستبدل بهم قوما آخرين. وهذا معناه أن عليهم أن ينتظروا العذاب.

هلاك عاد:

وهكذا أعلن هود لهم براءته منهم ومن آلهتهم. وتوكل على الله الذي خلقه، وأدرك أن العذاب واقع بمن كفر من قومه. هذا قانون من قوانين الحياة. يعذب الله الذين كفروا، مهما كانوا أقوياء أو أغنياء أو جبابرة أو عمالقة.

انتظر هود وانتظر قومه وعد الله. وبدأ الجفاف في الأرض. لم تعد السماء تمطر. وهرع قوم هود إليه. ما هذا الجفاف يا هود؟ قال هود: إن الله غاضب عليكم، ولو آمنتم فسوف يرضى الله عنكم ويرسل المطر فيزيدكم قوة إلى قوتكم. وسخر قوم هود منه وزادوا في العناد والسخرية والكفر. وزاد الجفاف، واصفرت الأشجار الخضراء ومات الزرع. وجاء يوم فإذا سحاب عظيم يملأ السماء. وفرح قوم هود وخرجوا من بيوتهم يقولون: (هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا).

تغير الجو فجأة. من الجفاف الشديد والحر إلى البرد الشديد القارس. بدأت الرياح تهب. ارتعش كل شيء، ارتعشت الأشجار والنباتات والرجال والنساء والخيام. واستمرت الريح. ليلة بعد ليلة، ويوما بعد يوم. كل ساعة كانت برودتها تزداد. وبدأ قوم هود يفرون، أسرعوا إلى الخيام واختبئوا داخلها، اشتد هبوب الرياح واقتلعت الخيام، واختبئوا تحت الأغطية، فاشتد هبوب الرياح وتطايرت الأغطية. كانت الرياح تمزق الملابس وتمزق الجلد وتنفذ من فتحات الجسم وتدمره. لا تكاد الريح تمس شيئا إلا قتلته ودمرته، وجعلته كالرميم.

استمرت الرياح مسلطة عليهم سبع ليال وثمانية أيام لم تر الدنيا مثلها قط. ثم توقفت الريح بإذن ربها. لم يعد باقيا ممن كفر من قوم هود إلا ما يبقى من النخل الميت. مجرد غلاف خارجي لا تكاد تضع يدك عليه حتى يتطاير ذرات في الهواء.

نجا هود ومن آمن معه.. وهلك الجبابرة.. وهذه نهاية عادلة لمن يتحدى الله ويستكبر عن عبادته.

[line]
المصدر
[line]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

قصة نبوة يوشع – شريعة اسلامية

السلام عليكم

اولا اهنئ انفسنا بوجود هذا القسم الذي طالما انتظرناه

ثانيا اليوم اعرض بين ايديكم قصة نبوة يوشع

اخترتها لأن القليل منا يعرف نبوته وحياته

اليكم القصه
ذكر نبوة يوشع وقيامه بأعباء بني إسرائيل بعد موسى وهارون عليهما السلام.
هو الخليل يوشع بن نون بن أفرائيم بن يوسف بن يعقوب، بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وأهل الكتاب يقولون: يوشع ابن عم هود.
وقد ذكره الله تعالى في القرآن غير مصرح باسمه في قصة الخضر كما تقدم من قوله: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ} {فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ} وقدمنا ما ثبت في الصحيح من رواية أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: من أنه يوشع بن نون.
وهو متفق على نبوته عند أهل الكتاب، فإن طائفة منهم وهم السامرة، لا يقرون بنبوة أحد بعد موسى إلا يوشع بن نون، لأنه مصرح به في التوراة، ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقاً لما معهم من ربهم فعليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة.
وأما ما حكاه ابن جرير وغيره من المفسرين عن محمد بن إسحاق: من أن النبوة حولت من موسى إلى يوشع في آخر عمر موسى، فكان موسى يلقى يوشع فيسأله ما أحدث الله إليه من الأوامر والنواهي، حتى قال له: يا كليم الله إني كنت لا أسألك عما يوحي الله إليك حتى تخبرني أنت ابتداء من تلقاء نفسك. فعند ذلك كره موسى الحياة وأحب الموت. ففي هذا نظر، لأن موسى عليه السلام لم يزل الأمر والوحي والتشريع والكلام من الله إليه من جميع أحواله، حتى توفاه الله عز وجل. ولم يزل معززاً مكرماً مدللاً وجيهاً عند الله، كما قدمنا في الصحيح من قصة فقئه عين ملك الموت، ثم بعثه الله إليه إن كان يريد الحياة فليضع يده على جلد ثور فله بكل شعرة وارت يده سنة يعيشها، قال: ثم ماذا؟ قال: الموت، قال: فالآن يا رب. وسأل الله أن يدنيه إلى بيت المقدس رمية بحجر، وقد أجيب إلى ذلك صلوات الله وسلامه عليه.
فهذا الذي ذكره محمد بن إسحاق إن كان إنما يقوله من كتب أهل الكتاب؛ ففي كتابهم الذي يسمونه التوراة: أن الوحي لم يزل ينزل على موسى في كل حين يحتاجون إليه إلى آخر مدة موسى، كما هو المعلوم من سياق كتابهم عند تابوت الشهادة في قبة الزمان.
ولقد ذكروا في السفر الثالث: أن الله أمر موسى وهارون أن يعدا بني إسرائيل على أسباطهم، وأن يجعلا على كل سبط من الاثنى عشر أميراً وهو النقيب، وما ذاك إلا ليتأهبوا للقتال، قتال الجبارين عند الخروج من
التيه، وكان هذا عند اقتراب الخروج من التيه، وكان هذا عند اقتراب انقضاء الأربعين سنة. ولهذا قال بعضهم: إنما فقأ موسى عليه السلام عين ملك الموت؛ لأنه لم يعرفه في صورته تلك، ولأنه كان قد أمر بأمر كان يرتجى وقوعه في زمانه، ولم يكن في قدر الله أن يقع ذلك في زمانه، بل في زمان فتاه يوشع بن نون عليه السلام.
كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد أراد غزو الروم بالشام فوصل إلى تبوك ثم رجع عامه ذلك في سنة تسع ثم حج في سنة عشر ثم رجع فجهز جيش أسامة إلى الشام طليعة بين يديه، ثم كان على عزم الخروج إليهم امتثالاً لقوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}.
ولما جهز رسول الله جيش أسامة، توفي عليه الصلاة والسلام وأسامة مخيم بالجُرف، فنفذه صديقه وخليفته أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ثم لما لَمّ شعث جزيرة العرب، وما كان دهى من أمر أهلها، وعاد الحق إلى نصابه، جهز الجيوش يمنة ويسرة إلى العراق أصحاب كسرى ملك الفرس، وإلى الشام أصحاب قيصر ملك الروم، ففتح الله لهم ومكن لهم وبهم، وملكهم نواصي أعدائهم.
وهكذا موسى عليه السلام: كان الله قد أمره أن يجند بني إسرائيل وأن يجعل عليهم نقباء كما قال تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إسرائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمْ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ}. يقول لهم: لئن قمتم بما أوجبت عليكم، ولم تنكلوا عن القتال كمن نكلتم أول مرة، لأجعلن ثواب هذه مكفراً لما وقع عليكم من عقاب تلك، كما قال تعالى لمن تخلف من الأعراب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الحديبية {قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنْ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمْ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً}.
وهكذا قال تعالى لبني إسرائيل: {فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ}. ثم ذمهم تعالى على سوء صنيعهم ونقضهم مواثيقهم كما ذم من بعدهم من النصارى على اختلافهم في دينهم وأديانهم. وقد ذكرنا ذلك في التفسير مستقصى ولله الحمد.
والمقصود أن الله تعالى أمر موسى عليه السلام أن يكتب أسماء المقاتلة من بني إسرائيل ممن يحمل السلاح ويقاتل ممن بلغ عشرين سنة فصاعداً، وأن يجعل على كل سبط نقيباً منهم. السبط الأول: سبط روبيل لأنه بكر يعقوب، وكان عِدّة المقاتلة منهم ستة وأربعين ألفاً وخمسمائة، ونقيبهم منهم وهو اليصور بن شديئور. السبط الثاني: سبط

شمعون، وكانوا تسعة وخمسين ألفاً وثلاثمائة، ونقيبهم شلوميئيل ابن هوريشداي، السبط الثالث: سبط يهوذا، وكانوا أربع وسبعين ألفاً وستمائة، ونقيبهم نحشون بن عمينا ذاب. والسبط الرابع سبط إيساخر وكانوا أربعة وخمسين ألفاً وأربعمائة ونقيبهم نشائيل بن صوعر. السبط الخامس: سبط يوسف عليه السلام، وكانوا أربعين ألفاً وخمسمائة، ونقيبهم يوشع بن نون. السبط السادس: سبط ميشا – وكانوا أحداً وثلاثين ألفاً ومائتين، ونقيبهم جمليئيل بن فدهصور. السبط السابع: سبط بنيامين، وكانوا خمسة وثلاثين ألفاً وأربعمائة، ونقيبهم أبيدن بن جدعون. السبط الثامن: سبط جاد، وكانوا خمسة وأربعين ألفاً وستمائة وخمسين رجلاً. ونقيبهم الياساف بن رعوئيل، السبط التاسع: سبط أشير، وكانوا أحداً وأربعين ألفاً وخمسمائة، ونقيبهم فجعيئيل بن عكرن. السبط العاشر: سبط دان، وكانوا اثنين وستين ألفاً وسبعمائة، ونقيبهم أخيعزر بن عمشداي. السبط الحادي عشر: سبط نفتالي، وكانوا ثلاثة وخمسين ألفاً وأربعمائة، ونقيبهم الباب ابن حيلون. هذا نص كتابهم الذي بأيديهم، والله أعلم.
وليس منهم "بنو لاوى" فقد أمر الله موسى أن لا يعدهم معهم إنهم موكلون بحمل قبة الشهادة وضربها وخزنها ونصبها وحملها إذا ارتحلوا، وهم سبط موسى وهارون عليهما السلام، وكانوا اثنين وعشرين ألفاً، من ابن شهر فما فوق ذلك، وهم في أنفسهم قبائل من كل قبيلة طائفة من قبة الزمان يحرسونها ويحفظونها ويقومون بمصالحها ونصبها وحملها وهم كلهم حولها، ينزلون ويرتحلون أمامها ويمنتها وشمالها ووراءها.
وجملة ما ذكر من المقاتلة غير بني لاوى خمسمائة ألف وأحد وسبعون ألفاً وستمائة وستة وخمسون ولكن قالوا: فكان عدد بني إسرائيل ممن عمره عشرون سنة فما فوق ذلك؛ ممن حمل السلاح، ستمائة ألف وثلاثة آلاف وخمسمائة وخمسة وخمسين رجلاً، سوى بني لاوى.
وفي هذا نظر، فإن جميع الجمل المتقدمة إن كانت كما وجدنا في كتابهم، لا تطابق الجملة التي ذكروها، والله أعلم.
فكان بنو لاوى الموكلون بحفظ قبة الزمان يسيرون في وسط بني إسرائيل، وهم القلب، ورأس الميمنة بنو روبيل، ورأس الميسرة بنو دان وبنو نفتالي يكونون ساقة. وقرر موسى عليه السلام – بأمر الله تعالى له – الكهانة في بني هارون، كما كانت لأبيهم من قبلهم، وهم: ناداب وهو بكره، وأبيهو والعازر، ويثمر، والمقصود أن بني إسرائيل لم يبق منهم أحد ممن كان نكل عن دخول مدينة الجبارين الذين قالوا: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}. قاله الثوري عن أبي سعيد عن عكرمة عن ابن عباس، وقاله قتادة وعكرمة، ورواه السدي عن ابن عباس وابن مسعود

يتبع

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

هل صح في عدد الأنبياء والرسل شيء في الاسلام

هل صح في عدد الأنبياء والرسل شيء ؟
هل يوجد حديث صحيح يوضح عدد الأنبياء والرسل ؟

الحمد لله
أولاً :
أرسل الله تعالى رسلاً إلى كل أمةٍ من الأمم ، وقد ذكر الله تعالى أنهم متتابعون ، الرسول يتبعه الرسول ، قال عز وجل : ( ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ ) المؤمنون/44 ، وقال تعالى : ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ ) فاطر/24 .
وقد سمَّى الله تعالى مِن أولئك الرسل مَن سمَّى ، وأخبر بقصص بعضهم ، دون الكثير منهم ، قال تعالى : ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا . وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ) النساء/163-164 .
قال ابن كثير – رحمه الله – :
وهذه تسمية الأنبياء الذين نُصَّ على أسمائهم في القرآن ، وهم : آدم ، وإدريس ، ونوح ، وهود ، وصالح ، وإبراهيم ، ولوط ، وإسماعيل ، وإسحاق ، ويعقوب ، ويوسف ، وأيوب ، وشعيب ، وموسى ، وهارون ، ويونس ، وداود ، وسليمان ، وإلياس ، والْيَسَع ، وزكريا ، ويحيى ، وعيسى عليهم الصلاة والسلام ، وكذا ذو الكفل عند كثير من المفسرين ، وسيدهم محمد صلى الله وعليه وسلم .
وقوله : ( وَرُسُلا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ) أي : خلقاً آخرين لم يذكروا في القرآن .
" تفسير ابن كثير " ( 2 / 469 ) .
ثانياً :
قد اختلف أهل العلم في عدد الأنبياء والمرسلين ، وذلك بحسب ما ثبت عندهم من الأحاديث الوارد فيها ذِكر عددهم ، فمن حسَّنها أو صححها فقد قال بمقتضاها ، ومن ضعَّفها فقد قال بأن العدد لا يُعرف إلا بالوحي فيُتوقف في إثبات العدد .
الأحاديث الواردة في ذِكر العدد :
1. عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله ، كم الأنبياء ؟ قال : ( مائة ألف وأربعة وعشرون ألفًاً ) ، قلت : يا رسول الله ، كم الرسل منهم ؟ قال : ( ثلاثمائة وثلاثة عشر جَمّ غَفِير) ، قلت : يا رسول الله ، من كان أولهم ؟ قال : ( آدم ) … .
رواه ابن حبان ( 361 ) .
والحديث ضعيف جدّاً ، فيه إبراهيم بن هشام الغسَّاني ، قال الذهبي عنه : متروك ، بل قال أبو حاتم : كذّاب ، ومن هنا فقد حكم ابن الجوزي على الحديث بأنه موضوع مكذوب.
قال ابن كثير – رحمه الله – :
قد روى هذا الحديث بطوله الحافظ أبو حاتم ابن حبان البستي في كتابه : " الأنواع والتقاسيم " ، وقد وَسَمَه بالصحة ، وخالفه أبو الفرج بن الجوزي ، فذكر هذا الحديث في كتابه " الموضوعات " ، واتهم به إبراهيم بن هشام هذا ، ولا شك أنه قد تكلم فيه غير واحد من أئمة الجرح والتعديل من أجل هذا الحديث .
" تفسير ابن كثير " ( 2 / 470 ) .
وقال شعيب الأرناؤط : إسناده ضعيف جدّاً – وذكر كلام العلماء في إبراهيم بن هشام – .
" تحقيق صحيح ابن حبان " ( 2 / 79 ) .
2. وروي الحديث بذلك العدد – مائة وأربعة وعشرون ألفاً – من وجه آخر :
عن أبي أُمَامة قال : قلت : يا نبي الله ، كم الأنبياء ؟ قال : ( مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً ، من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جمّاً غَفِيراً ) .
رواه ابن حاتم في " تفسيره " ( 963 ) .
قال ابن كثير – رحمه الله – :
مُعَان بن رفاعة السَّلامي : ضعيف ، وعلي بن يزيد : ضعيف ، والقاسم أبو عبد الرحمن : ضعيفٌ أيضاً .
" تفسير ابن كثير " ( 2 / 470 ) .
3. وروي حديث أبي ذر رضي الله عنه من وجه آخر ، وليس فيه ذكر عدد الأنبياء ، وإنما ذُكر عدد المرسلين :
قال : قلت : يا رسول الله كم المرسلون ؟ قال : ( ثلاث مئة وبضعة عشر جمّاً غفيراً ) .
رواه أحمد ( 35 / 431 ) .
وفي رواية أخرى ( 35 / 438 ) : ( ثلاثمئة وخمسة عشر جمّاً غفيراً ) .
قال شعيب الأرناؤط :
إسناده ضعيف جدّاً ؛ لجهالة عبيد بن الخشخاش ؛ ولضعف أبي عمر الدمشقي ، وقال الدارقطني : المسعودي عن أبي عمر الدمشقي : متروك .
المسعودي : هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة .
" تحقيق مسند أحمد " ( 35 / 432 ) .
4. عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بعث الله ثمانية آلاف نبي ، أربعة آلاف إلى بني إسرائيل ، وأربعة آلاف إلى سائر الناس ) .
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 7 / 160 ) .
والحديث : ضعيف جدّاً .
قال الهيثمي – رحمه الله – :
رواه أبو يعلي وفيه : موسى بن عبيدة الربذي ، وهو ضعيف جدّاً .
" مجمع الزوائد " ( 8 / 210 ) .
وقال ابن كثير – رحمه الله – :
وهذا أيضاً إسناد ضعيف ؛ فيه الربذي : ضعيف ، وشيخه الرَّقَاشي : أضعف منه أيضاً .
" تفسير ابن كثير " ( 2 / 470 ) .
5. عَنْ أَبِى الْوَدَّاكِ ، قَالَ : قَالَ لِى أَبُو سَعِيدٍ : هَلْ يُقِرُّ الْخَوَارِجُ بِالدَّجَّالِ ؟ فَقُلْتُ : لاَ. فَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( إِنِّى خَاتَمُ أَلْفِ نَبِيٍ ، أَوْ أَكْثَرُ ، مَا بُعِثَ نَبِىٌّ يُتَّبَعُ ، إِلاَّ قَدْ حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ … ) .
رواه أحمد ( 18 / 275 ) .
والحديث ضعيف ؛ لضعف مجالد بن سعيد .
قال الهيثمي – رحمه الله – :
رواه أحمد ، وفيه مجالد بن سعيد ، وثقه النسائي في رواية ، وقال في أخرى : ليس بالقوى ، وضعفه جماعة .
" مجمع الزوائد " ( 7 / 346 ) .
وضعَّفه الأرناؤط في " تحقيق المسند " ( 18 / 276 ) .
6. وروي هذا الحديث من رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنه :
رواه البزار في " مسنده " ( 3380 ) " كشف الأستار " .
وفيه مجالد بن سعيد ، وسبق أنه ضعيف .
قال الهيثمي – رحمه الله – :
رواه البزار ، وفيه مجالد بن سعيد ، وقد ضعفه الجمهور ، فيه ثوثيق .
" مجمع الزوائد " ( 7 / 347 ) .

وبما سبق من الأحاديث – ويوجد غيرها تركناها خشية التطويل وكلها ضعيفة – يتبين أنه قد اختلفت الروايات بذكر عدد الأنبياء والمرسلين ، فقال كل قوم بمقتضى ما صحَّ عنده، والأشهر فيما سبق هو حديث أبي ذر رضي الله عنه ، وأن عدد الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً ، والرسل منهم : ثلاثمائة وخمسة عشر ، حتى قال بعض العلماء : إن عدد الأنبياء كعدد أصحاب النبي صلى اللهُ عليْه وسلَّم ، وعدد الرسل كعدد أصحاب بدر .
لكن بالنظر في أسانيد تلك الروايات : لا يتبين لنا صحة تلك الأحاديث لا بمفردها ، ولا بمجموع طرقها .
ثالثاً :
وهذه أقوال بعض الأئمة الذين يقولون بعدم صحة تلك الأحاديث وما تحويها من عدد :
1. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :
وهذا الذي ذكره أحمد ، وذكره محمد بن نصر ، وغيرهما ، يبين أنهم لم يعلموا عدد الكتب والرسل ، وأن حديث أبي ذر في ذلك لم يثبت عندهم .
" مجموع الفتاوى " ( 7 / 409 ) .
ففي هذا النقل عن الإمامين أحمد بن حنبل ، ومحمد بن نصر المروزي : بيان تضعيف الأحاديث الواردة في ذكر العدد ، والظاهر أن شيخ الإسلام رحمه الله يؤيدهم في ذلك ، وقد أشار إلى حديث أبي ذر بصيغة التضعيف فقال : " وقد روي في حديث أبي ذر أن عددهم ثلاثمائة وثلاثة عشر " ، ولم يستدل به ، بل استدل بالآيات الدالة على كثرتهم .
2. وقال ابن عطية – رحمه الله – في تفسير آية النساء – :
وقوله تعالى : ( ورسلاً لم نقصصهم عليك ) النساء/164 : يقتضي كثرة الأنبياء ، دون تحديد بعدد ، وقد قال تعالى ( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ) فاطر/24 ، وقال تعالى : ( وقروناً بين ذلك كثيراً ) الفرقان/38 ، وما يُذكر من عدد الأنبياء فغير صحيح ، الله أعلم بعدتهم ، صلى الله عليهم . انتهى
3. وسئل علماء اللجنة الدائمة :

كم عدد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ؟ .
فأجابوا :
لا يعلم عددهم إلا الله ؛ لقوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ) غافر/78 ، والمعروف منهم من ذكروا في القرآن أو صحت بخبره السنَّة .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 3 / 256 ) .
4. وقال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – :
وجاء في حديث أبي ذر عند أبي حاتم بن حبان وغيره أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرسل وعن الأنبياء فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الأنبياء مائة وأربعة وعشرون ألفا والرسل ثلاثمائة وثلاثة عشر ، وفي رواية أبي أمامة : ثلاثمائة وخمسة عشر ، ولكنهما حديثان ضعيفان عند أهل العلم ، ولهما شواهد ولكنها ضعيفة أيضا ، كما ذكرنا آنفا ، وفي بعضها أنه قال عليه الصلاة والسلام ألف نبي فأكثر ، وفي بعضها أن الأنبياء ثلاثة آلاف وجميع الأحاديث في هذا الباب ضعيفة ، بل عد ابن الجوزي حديث أبي ذر من الموضوعات. والمقصود أنه ليس في عدد الأنبياء والرسل خبر يعتمد عليه ، فلا يعلم عددهم إلا الله سبحانه وتعالى ، لكنهم جم غفير ، قص الله علينا أخبار بعضهم ولم يقص علينا أخبار البعض الآخر ، لحكمته البالغة جل وعلا .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 2 / 66 ، 67 ) .

5.وسئل الشيخ عبد الله بن جبرين – حفظه الله – :
كم عدد الأنبياء والمرسلين ؟ وهل عدم الإيمان ببعضهم ( لجهلنا بهم ) يعتبر كفراً ؟ وكم عدد الكتب السماوية المنزلة ؟ وهل هناك تفاوت في عدد الكتب بين نبي وآخر ؟ ولماذ ؟.
فأجاب :
ورد في عدة أحاديث أن عدد الأنبياء : مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً ، وأن عدد الرسل منهم : ثلاثمائة وثلاثة عشر ، كما ورد أيضاً أن عددهم ثمانية آلاف نبي ، والأحاديث في ذلك مذكورة في كتاب ابن كثير " تفسير القرآن العظيم " ، في آخر سورة النساء على قوله تعالى : ( وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ ) ، ولكن الأحاديث في الباب لا تخلو من ضعف على كثرتها والأوْلى في ذلك التوقف ، والواجب على المسلم الإيمان بمن سمَّى الله ورسوله منهم بالتفصيل ، والإيمان بالبقية إجمالاً ؛ فقد ذم الله اليهود على التفريق بينهم بقوله تعالى : ( وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ ) فنحن نؤمن بكل نبي وكل رسول أرسله الله في زمن من الأزمان ، ولكن شريعته لأهل زمانه وكتابه لأمته وقومه .
فأما عدد الكتب : فورد في الحديث الطويل عن أبي ذر أن عدد الكتب مائة كتاب وأربعة كتب ، كما ذكره ابن كثير في التفسير عند الآية المذكورة ، ولكن الله أعلم بصحة ذلك ، وقد ذكر الله التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى ، فنؤمن بذلك ونؤمن بأن لله كتباً كثيرة لا نحيط بها علماً ، ويكفي أن نصدق بها إجمالاً .
" فتاوى إسلامية " ( 1 / 41 ) .

والله أعلم



الإسلام سؤال وجواب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

أكثر من 750 قصه في ملف واحد في الاسلام

الســلآم عليــكم ورحمـة الله وبـركــآتــه

يـآمرحبــا فيــكم وبـكل اللـي بـ قسم الـ Story‘s 🙂

أول مـشآركـه لـي بـ القسـم حبيت تكـون مميـزهـ شـوي 🙂

هــذي مجمــوعـة قصص قــريت منهـآ كــذآ قصــه , ,

ورآجـي من الله أن يستفــآد منهــآ 🙂

أكثر من 750 قصه , في ملف واحد , ويحتوي هذا الملف على 11 نوع من القصص , وهي كالتالي /

1 / غزوات ومعارك اسلاميه

2 / قصص الأنبياء

3 / قصص التوبه والعوده الى الله

4 / قصص السلف والتاريخ الأسلامي

5 / قصص السيرة النبوية

6 / قصص الشهداء والجهاد في العصر الحديث

7 / قصص الصحابة

8 / قصص العلماء

9 / قصص الفساد الأخلاقي والمخدرات

10 / قصص المسلمين الجدد (هكذا أسلموا)

11 / قصص ذكاء وسرعة بديهه وحنكه وحكمه

تحميـــــل

أو

تحميـــــل

منقــول عن الأخ / يـوسف العييري حفـآظـاً علـى المجهـود الكبير 🙂

إحتـــرآمــــي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

قصة النبي أدريس عليه السلام

نبذة:

كان صديقا نبيا ومن الصابرين، أول نبي بعث في الأرض بعد آدم، وهو أبو جد نوح، أنزلت عليه ثلاثون صحيفة، ودعا إلى وحدانية الله وآمن به ألف إنسان، وهو أول من خط بالقلم وأول من خاط الثياب ولبسها، وأول من نظر في علم النجوم وسيرها.

——————————————————————————–

سيرته:

إدريس عليه السلام هو أحد الرسل الكرام الذين أخبر الله تعالى عنهم في كتابة العزيز، وذكره في بضعة مواطن من سور القرآن، وهو ممن يجب الإيمان بهم تفصيلاً أي يجب اعتقاد نبوته ورسالته على سبيل القطع والجزم لأن القرآن قد ذكره باسمه وحدث عن شخصه فوصفه بالنبوة والصديقية.

نسبه:

هو إدريس بن يارد بن مهلائيل وينتهي نسبه إلى شيث بن آدم عليه السلام واسمه عند العبرانيين (خنوخ) وفي الترجمة العربية (أخنوخ) وهو من أجداد نوح عليه السلام. وهو أول بني آدم أعطي النبوة بعد (آدم) و (شيث) عليهما السلام، وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم عليه السلام 308 سنوات لأن آدم عمر طويلاً زهاء 1000 ألف سنة.

حياته:

وقد أختلف العلماء في مولده ونشأته، فقال بعضهم إن إدريس ولد ببابل، وقال آخرون إنه ولد بمصر والصحيح الأول، وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم، ولما كبر آتاه الله النبوة فنهي المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة (آدم) و (شيث) فأطاعه نفر قليل، وخالفه جمع خفير، فنوى الرحلة عنهم وأمر من أطاعه منهم بذلك فثقل عليهم الرحيل عن أوطانهم فقالوا له، وأين نجد إذا رحلنا مثل (بابل) فقال إذا هاجرنا رزقنا الله غيره، فخرج وخرجوا حتى وصلوا إلى أرض مصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح الله، وأقام إدريس ومن معه بمصر يدعو الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق. وكانت له مواعظ وآداب فقد دعا إلى دين الله، وإلى عبادة الخالق جل وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة، بالعمل الصالح في الدنيا وحض على الزهد في هذه الدنيا الفانية الزائلة، وأمرهم بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة، وحرم المسكر من كل شي من المشروبات وشدد فيه أعظم تشديد وقيل إنه كان في زمانه 72 لساناً يتكلم الناس بها وقد علمه الله تعالى منطقهم جميعاً ليعلم كل فرقة منهم بلسانهم. وهو أول من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن، فبنت كل فرقة من الأمم مدناً في أرضها وأنشئت في زمانه 188 مدينة وقد اشتهر بالحكمة فمن حكمة قوله (خير الدنيا حسرة، وشرها ندم) وقوله (السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عند ربه أعماله الصالحة) وقوله (الصبر مع الإيمان يورث الظفر).

وفاته:

وقد أُخْتُلِفَ في موته.. فعن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف قال: سأل ابن عباس كعباً وأنا حاضر فقال له: ما قول الله تعالى لإدريس {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}؟ فقال كعب: أما إدريس فإن الله أوحى إليه: أني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم – لعله من أهل زمانه – فأحب أن يزداد عملاً، فأتاه خليل له من الملائكة، فقال "له": إن الله أوحى إلي كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى ازداد عملاً، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدراً، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس، فقال: وأين إدريس؟ قال هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي اقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك. فذلك قول الله عز وجل {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}. ورواه ابن أبي حاتم عند تفسيرها. وعنده فقال لذلك الملك سل لي ملك الموت كم بقي من عمري؟ فسأله وهو معه: كم بقي من عمره؟ فقال: لا أدري حتى أنظر، فنظر فقال إنك لتسألني عن رجل ما بقي من عمره إلا طرفة عين، فنظر الملك إلى تحت جناحه إلى إدريس فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر. وهذا من الإسرائيليات، وفي بعضه نكارة.

وقول ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} قال: إدريس رفع ولم يمت كما رفع عيسى. إن أراد أنه لم يمت إلى الآن ففي هذا نظر، وإن أراد أنه رفع حياً إلى السماء ثم قبض هناك. فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار. والله أعلم.

وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} : رفع إلى السماء السادسة فمات بها، وهكذا قال الضحاك. والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعة أصح، وهو قول مجاهد وغير واحد. وقال الحسن البصري: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} قال: إلى الجنة، وقال قائلون رفع في حياة أبيه يرد بن مهلاييل والله أعلم. وقد زعم بعضهم أن إدريس لم يكن قبل نوح بل في زمان بني إسرائيل.

قال البخاري: ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس، واستأنسوا في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء: أنه لما مرّ به عليه السلام قال له مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، ولم يقل كما قال آدم و إبراهيم: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح، قالوا: فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له.

وهذا لا يدل ولابد، قد لا يكون الراوي حفظه جيداً، أو لعله قاله على سبيل الهضم والتواضع، ولم ينتصب له في مقام الأبوة كما انتصب لآدم أبي البشر، وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن، وأكبر أولي العزم بعد محمد صلوات الله عليهم أجمعين.

تحيـــآآتي…:030104_emM7_prv:

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده