أول من جهر بالقرآن
عبد الله بن مسعود
إنه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، كان مولى لعقبة بن أبي معيط، يرعى غنمه في شعاب مكة، فمرَّ عليه النبي ومعه الصديق -رضي الله عنه- ذات يوم، فقال له النبي : (يا غلام هل من لبن؟).
فقال عبد الله: نعم، ولكني مؤتمن، فقال له رسول الله : (فهل من شاة حائل لم ينـز عليها الفحل). فقال: نعم، ثم أعطاه شاة ليس في ضرعها لبن، فمسح رسول الله ضرعها بيده الشريفة، وهو يتمتم ببعض الكلمات، فنزل اللبن بإذن الله، فحلبه الرسول بيده في إناء، وشرب، وسقى أبا بكر، ثم قال النبي للضرع: (اقلص)، فجف منه اللبن، فقال عبد الله في دهشة وتعجب: علمني من هذا القول الذي قلته. فنظر إليه رسول الله في رفق ومسح على رأسه، وصدره وقال له: (إنك غُليِّم معلم)، ثم تركه وانصرف. [أحمد].
سرت أنوار الهداية في عروق ابن مسعود، فعاد إلى سيده بالغنم، ثم أسرع إلى مكة يبحث عن ذلك الرجل وصاحبه حتى وجده، وعرف أنه نبي مرسل، فأعلن ابن مسعود إسلامه بين يديه، وكان بذلك سادس ستة يدخلون في الإسلام، وذات يوم، اجتمع أصحاب النبي ، فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجل يسمعهموه؟ فقام عبد الله، وقال: أنا. فقالوا له: إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلاً له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه. قال: دعوني، فإن الله سيمنعني. ثم ذهب إلى الكعبة، وكان في وقت الضحى، فجلس ورفع صوته بالقرآن، وقرأ مسترسلاً: {بسم الله الرحمن الرحيم. الرحمن . علم القرآن} [الرحمن: 1-2]، فنظر إليه أهل مكة في تعجب ودهشة، فمن يجرؤ على أن يفعل ذلك في ناديهم؟ وأمام أعينهم؟! فقالوا في دهشة: ماذا يقول ابن أم عبد؟!
ثم أنصتوا جيدًا إلى قوله، وقالوا في غضب: إنه ليتلو بعض ما جاء به محمد، ثم قاموا إليه، وضربوه ضربًا شديدًا، وهو يستمر في قراءته حتى أجهده الضرب، وبلغ منه الأذى مبلغًا عظيمًا، فكفَّ عن القراءة، فتركه أهل مكة وهم لا يشكون في موته، فقام إليه أصحابه، وقد أثَّر الضرب في وجهه وجسده، فقالوا له: هذا الذي خشينا عليك. فقال: ما كان أعداء الله أهون عليَّ منهم الآن، ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غدًا (أي أفعل ذلك مرة أخرى)، قالوا: لا، لقد أسمعتهم ما يكرهون.
وهاجر ابن مسعود الهجرتين، وآخى رسول الله بينه وبين الزبير بن العوام -رضي الله عنه- في المدينة، وكان ابن مسعود من أحرص المسلمين على الجهاد في سبيل الله، شارك في جميع غزوات المسلمين، ويوم بدر ذهب عبد الله إلى رسول الله مبشرًا له، وقال: يا رسول الله، أني قتلت أبا جهل، ففرح بذلك رسول الله ، ووهبه سيف أبي جهل مكافأة له على ذلك.
وكان ابن مسعود أعلم أصحاب رسول الله بقراءة القرآن، ومن أنداهم صوتًا به، ولذا كان رسول الله يقول: (استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل) [البخاري].
وقال : (من سره أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد) [البزار].
وكان رسول الله يحب سماع القرآن منه، فقال له ذات مرة: (اقرأ عليَّ)، فقال عبد الله: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: (أني أحب أن أسمعه من غيري)، فقرأ ابن مسعود من سورة النساء حتى وصل إلى قوله تعالى: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} [النساء: 14]، فبكى رسول الله وقال: (حسبك الآن) [البخاري].
وكان ابن مسعود يقول: أخذت من فم رسول الله سبعين سورة. وكان يقول عن نفسه كذلك: أني لأعلم الصحابة بكتاب الله، وما أنا بخيرهم، وما في كتاب الله سورة ولا آية إلا وأنا أعلم فيما نزلت ومتى نزلت.
وكان عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- يقول: كان النبي يعرض القرآن على جبريل في كل عام مرة، فلما كان العام الذي مات فيه النبي عرضه عليه مرتين، وحضر ذلك عبد الله بن مسعود، فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل.
وقال حذيفة -رضي الله عنه-: لقد علم المحفظون من أصحاب رسول الله أن عبد الله بن مسعود كان من أقربهم وسيلة إلى الله يوم القيامة، وأعلمهم بكتاب الله. وكان عبد الله شديد الحب لله ولرسوله ، وظل ملازمًا للنبي ، يسير معه حيث سار، يخدم النبي (، يلبسه نعله، ويوقظه إذا نام، ويستره إذا اغتسل.
وكان النبي يحبه ويقربه منه، ويدنيه ويقول له: إذنك عليَّ أن يرفع الحجاب، وأن تستمع سوادي (أسراري) حتى أنهاك) [مسلم]. فسمي عبد الله بن مسعود منذ ذلك اليوم بصاحب السواد والسواك، وقد بشره رسول الله ( بالجنة، وكان يقول عنه: لو كنت مؤمرًا أحدًا (أي مستخلفًا أحدًا) من غير مشورة منهم لأمرت (أي استخلفت) عليهم ابن أم عبد) [الترمذي].
وقال : (وتمسكوا بعهد ابن مسعود) [الترمذي]، وروي عنه أنه قال: (رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد) [الحاكم].
ويروى أن رسول الله أمر عبد الله بن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه بشيء منها، فلما رأى أصحابه ساقيه ضحكوا، فقال : (ما تضحكون؟ لَرِجْلُ عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد) [أحمد وابن سعد وأبو نعيم].
وفي خلافة الفاروق -رضي الله عنه- أرسل عمر إلى أهل الكوفة عمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما-، وقال: عمار أمير، وابن مسعود معلم ووزير، ثم قال لأهل الكوفة: لقد آثرتكم بعبد الله بن مسعود على نفسي. وجاء رجل من أهل الكوفة إلى عمر في موسم الحج، فقال له: يا أمير المؤمنين، جئتك من الكوفة، وتركت بها رجلاً يحكى المصحف عن ظهر قلب. فقال عمر: ويحك؛ ومن هو؟ فقال الرجل: هو عبد الله بن مسعود. فقال عمر: والله، ما أعلم من الناس أحدًا هو أحق بذلك منه.
وكان عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عالما حكيمًا، ومن أقواله المأثورة قوله: أيها الناس، عليكم بالطاعة والجماعة، فإنها حبل الله الذي أمر به، وإن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة. وكان -رضي الله عنه- يقول: أني لأمقت (أكره) الرجل إذ أراه فارغًا، ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة.
وعندما مرض عبد الله بن مسعود مرض الموت، دخل عليه أمير المؤمنين عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يزوره، وقال له: أنأمر لك بطبيب؟ فقال عبد الله: الطبيب أمرضني. فقال عثمان: نأمر لبناتك بمال، وكان عنده تسع بنات، فقال عبد الله: لا، أني علمتهن سورة، ولقد سمعت رسول الله يقول: (من قرأ سورة الواقعة لا تصيبه الفاقة أبدًا) [ابن عساكر].
ويلقى ابن مسعود ربه على ذلك الإيمان الصادق، واليقين الثابت، طامعًا فيما
عند الله، زاهدًا في نعيم الدنيا الزائف، فيموت -رضي الله عنه- سنة (32 هـ)، وعمره قد تجاوز (60) عامًا ويدفن بالبقيع. وقد روى ابن مسعود -رضي الله عنه- كثيرًا من أحاديث رسول الله ، وروى عنه بعض الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم-.
وقال العلم ان لم ينفعك لم يضرك
وقال موت الف عابد اهون من موت عالم بصير بحلال الله وحرامه
وقال رضى الله عنه كونوا اوعية الكتاب وينابيع العلم وسلوا الله رزق يوم بيوم ولا يضركم الا يكثر لكم
يكثر لكم
وقال تعلموا العلم وعلموه الناس وتعلموا الوقار والسكينه
وتواضعوا لمن تعلمتم منه العلم وتواضعوا لمن علمتموه العلم
ولاتكونوا من جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم
وحذر رضى الله عنه من زلة العالم فقال
يهدم الاسلام زلة عالم وجدال منافق بالقران وائمه مضلون
أم سليم هي سهلة أو رميلة أو مليكة بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب الأنصارية رضي الله عنها ، وهي أم أنس بن مالك رضي الله عنه ، مشهورة بكنيتها ، واختلف في اسمها . الإصابة 8/227
وأم حرام : هي بنت ملحان رضي الله عنها ، وهي أخت أم سليم . قال ابن عبد البر: لا أقف لها على اسم صحيح .
وهما من محارم النبي صلى الله عليه وسلم .
روى البخاري (2789) ومسلم (1912) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ فَتُطْعِمُهُ وَكَانَتْ أُمُّ حَرَامٍ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَطْعَمَتْهُ وَجَعَلَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ قَالَتْ فَقُلْتُ وَمَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ مُلُوكًا عَلَى الأَسِرَّةِ أَوْ مِثْلَ الْمُلُوكِ عَلَى الأَسِرَّةِ شَكَّ إِسْحَاقُ قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهمْ فَدَعَا لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقُلْتُ وَمَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَا قَالَ فِي الأَوَّلِ قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ قَالَ أَنْتِ مِنْ الأَوَّلِينَ فَرَكِبَتْ الْبَحْرَ فِي زَمَانِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَصُرِعَتْ عَنْ دَابَّتِهَا حِينَ خَرَجَتْ مِنْ الْبَحْرِ فَهَلَكَتْ .
وروى مسلم (2331) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ بَيْتَ أُمِّ سُلَيْمٍ فَيَنَامُ عَلَى فِرَاشِهَا وَلَيْسَتْ فِيهِ قَالَ فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَامَ عَلَى فِرَاشِهَا فَأُتِيَتْ فَقِيلَ لَهَا هَذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ فِي بَيْتِكِ عَلَى فِرَاشِكِ قَالَ فَجَاءَتْ وَقَدْ عَرِقَ وَاسْتَنْقَعَ عَرَقُهُ عَلَى قِطْعَةِ أَدِيمٍ عَلَى الْفِرَاشِ فَفَتَحَتْ عَتِيدَتَهَا فَجَعَلَتْ تُنَشِّفُ ذَلِكَ الْعَرَقَ فَتَعْصِرُهُ فِي قَوَارِيرِهَا فَفَزِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا تَصْنَعِينَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرْجُو بَرَكَتَهُ لِصِبْيَانِنَا قَالَ أَصَبْتِ .
قال النووي رحمه الله :
قال رحمه الله : ( اتفق العلماء على أن أم حرام كانت محرما له صلى الله عليه وسلم. واختلفوا في كيفية ذلك، فقال ابن عبد البر وغيره : كانت إحدى خالاته من الرضاعة. وقال آخرون : بل كانت خالة لأبيه أو لجده لأن عبد المطلب كانت أمه من بنى النجار ) اهـ .
وقال أيضاً :
أُمّ حَرَام أُخْت أُمّ سُلَيْمٍ ، وقد كَانَتَا خَالَتَيْنِ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَحْرَمَيْنِ إِمَّا مِنْ الرَّضَاع , وَإِمَّا مِنْ النَّسَب, فَتَحِلُّ لَهُ الْخَلْوَة بِهِمَا , وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهِمَا خَاصَّةً , لا يَدْخُلُ عَلَى غَيْرهمَا مِنْ النِّسَاء إِلا أَزْوَاجه اهـ .
الإسلام سؤال وجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رقية بنت النبى صلى الله عليه وسلم
رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمها خديجة بنت خويلد رضي الله عنهم.
رقية بنت سيد البشر (صلى الله عليه وسلم) محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمية.
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قد زوج ابنته رقية من عتبة بن أبي لهب وكانت دون العاشرة وزوَّج أختها أم كلثوم عتيبة بن أبي لهب فلما نزلت سورة تبت قال لهما أبوهما أبو لهب وأمهما أم جميل بنت حرب بن أمية حمالة الحطب: فارقا ابنتي محمد. ففارقاهما قبل أن يدخل بهما كرامة من الله تعالى وهوانا لابني أبي لهب.(1)
بطلة الهجرتين الله عنهاا
إسلامها وهجرتها إلي الحبشة:
وقد أسلمت حين أسلمت أمها خديجة بنت خويلد وبايعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هي وأخواتها حين بايعه النساء
وولدت السيدة رقية وعمر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث وثلاثين وبعث النبي وعمره أربعين وأسلمت رقية مع أمها خديجة فعلى هذا يكون عمرها عند إسلامها سبع سنوات.
بطلة الهجرتين الله عنهاا
وكانت تكنى بأم عبد الله وتكنى بذات الهجرتين (هجرة الحبشة وهجرة المدينة)
ولما أراد عثمان بن عفان رضي الله عنه الخروج إلى أرض الحبشة قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: اخرج برقية معك قال: أخال واحد منكما يصبر على صاحبه ثم أرسل النبي صلى الله عليه و سلم أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما فقال: إئتني بخبرهما فرجعت أسماء إلى النبي صلى الله عليه و سلم و عنده أبو بكر رضي الله عنه فقالت: يا رسول الله أخرج حمارا موكفا فحملها عليه و أخذ بها نحو البحر فقال رسول الله (صلى الله عليه و سلم): يا أبا بكر إنهما لأول من هاجر بعد لوط و إبراهيم عليهما الصلاة و السلام.(2)
بطلة الهجرتين الله عنهاا
زواجها من عثمان رضي الله عنه:
شاءت قدرة الله لرقية أن ترزق بعد صبرها زوجاً صالحاً كريماً من النفر الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ذلك هو (عثمان بن عفان) صاحب النسب العريق، والطلعة البهية، والمال الموفور، والخلق الكريم. وعثمان بن عفان أحد فتيان قريش مالاً، وجمالاً، وعزاً، ومنعةً، تصافح سمعه همسات دافئة تدعو إلى عبادة العليم الخبير الله رب العالمين. والذي أعزه الله في الإسلام سبقاً وبذلاً وتضحيةً، وأكرمه بما يقدم عليه من شرف المصاهرة، وما كان الرسول الكريم ليبخل على صحابي مثل عثمان بمصاهرته، وسرعان ما استشار ابنته، ففهم منها الموافقة عن حب وكرامة، وتم لعثمان نقل عروسه إلى بيته، وهو يعلم أن قريشاً لن تشاركه فرحته، وسوف تغضب عليه أشد الغضب.
ولكن الإيمان يفديه عثمان بالقلب ويسأل ربه القبول.
ودخلت رقية بيت الزوج العزيز، وهي تدرك أنها ستشاركه دعوته وصبره، وأن سبلاً صعبة سوف تسلكها معه دون شك إلى أن يتم النصر لأبيها وأتباعه. وسعدت رقية رضي الله عنها بهذا الزواج من التقي النقي عثمان بن عفان رضي الله عنه، وولدت رقية غلاماً من عثمان فسماه عبد الله، واكتنى به.(3)
بطلة الهجرتين الله عنهاا
وفاتها:
وتوفيت السيدة رقية (رضي الله عنها وأرضاها ) عند عثمان بن عفان مرجع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من بدر ودفنت بالمدينة وذلك أن عثمان استأذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في التخلف عند خروجه إلى بدر لمرض ابنته رقية وتوفيت رقية يوم قدوم زيد بن حارثة العقيلي من قبل يوم بدر.(4)
توفيت ولها من العمر اثنتان وعشرون سنة ودفنت في البقيع.
رحم الله رقية بطلة الهجرتين، وصلاة وسلاماً على والدها في العالمين ورحم معها أمها وأخواتها وابنها وشهداء بدر الأبطال، وسلام عليها وعلى المجاهدين الذين بذلوا ما تسع لهم أنفسهم به من نصره لدين الله ودفاع عن كلمة الحق والتوحيد إلى يوم الدين، و السعي إلى إعلاء كلمة الله..
منقول
· عن جرير( رضي الله عنه ) قال :" ما حجبني النبي _صلى الله عليه وسلم_ منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي …"([1])الحديث
· وعن أبي ذر ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ :" إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة وآخر أهل النار خروجا منها رجل يؤتى به يوم القيامة فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها فتعرض عليه صغار ذنوبه فيقال عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا وعملت يوم كذا وكذا كذا وكذا فيقول نعم لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه فيقال له فإن لك مكان كل سيئة حسنة فيقول رب قد عملت أشياء لا أراها ها هنا فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه ".2
· عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) قال : قالوا يا رسول الله : إنك تداعبنا قال :" إني لا أقول إلا حقا ".3
البسمة آية من آيات الله تعالى ونعمة ربانية عظيمة، إنها سحر حلال تنبثق من القلب و ترتسم على الشفاه فتنثر عبير المودة ، وتنشر نسائم المحبة ، وتستلّ عقد الضغينة والبغضاء لتحل ّ الألفة والإخاء وكما قال ابن عيينة (رحمه الله ) : البشاشة مصيدة القلوب . وأوصى ابن عمر ( رضي الله عنه) ابنه فقال :
بنيّ إن البر شيء هيّن وجه طليق وكلام ليّن
لقد أرسى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم خلق البسمة والبشاشة و علّم الإنسانية هذه اللغة العالمية اللطيفة بقوله وفعله وسيرته العطرة.
فكان صلى الله عليه وسلم بسّام الثغر طلق المحيا ، يحبه بديهة من رآه ، و يفديه من عرفه بنفسه و أهله وأغلى ما يملك !
لقد كانت تبسمه لأهله وأصحابه بذرا طيبا آتى أكله ضعفين ، خيراً في الدنيا وأجراً في الآخرة
أما الخيرية العاجلة ؛ فانشراح القلب و راحة الضمير ، و منافع صحية أخرى أثبتها الأطباء على البدن ، ويتبعها مصالح اجتماعية و شرعية من تأليف القلوب و ربطها بحبل المودة المتين و ترغيبها لحب الدين ، فالبسمة بريد عاجل إلى الناس كافة لا تكلفنا مؤنا مالية أو متاعب جسدية بل تبعث في ومضة سريعة يبقى أثرها الحميد عظيما في النفوس !
و الخيرية الآجلة ؛ الثواب المثبت في جزاء الصدقة وبذل المعروف ، فالتبسم في وجه المسلم صدقة فاضلة يسطيعها الفقير والغني على حدّ سواء
و ربما ساغ للبعض البخل بالابتسامة ، وإيثار العبوس و الجفاء ، للظهور بما يظنه سمت أهل العبادة والزهد أو يحسب بشاشته سبباً لقسوة القلب و غفلته وذهاب المروءة !! فأينه من هدي النبي صلى الله عليه وسلم و سنته و يسر دينه ورحمته ؟!
ألا ترى كيف ضحك الحبيب صلى الله عليه وسلم ابتهاجاً برحمة ربه تبارك وتعالى حتى بدت أنيابه ، وكان يداعب الصغار و يسليهم ، ويؤانس أصحابه الرجال ويمازحهم ، حتى يقول القائل منهم ـ متعجباً لسماحته صلى الله عليه وسلم ـ : ( إنك تداعبنا ؟!) فلا يمنعهم مزاحه ،و لا يعتبره منافيا لمقام النبوة و شرف الرسالة و مهام الدعوة إلى الله تعالى
و يكتفي لأصحابه بضابط الدعابة الحسنة بقوله :" إني لا أقول إلا حقاً" أي صدقاً وعدلاً
فالمداعبة مطلوبة محبوبة لكن في مواطن مخصوصة فليس في كل آن يصلح المزاح ولا في كل وقت يحسن الجد
أهازل حيث الهزل يحسن بالفتى وإني إذا جدّ الرجال لذو جدّ
قال الراغب (رحمه الله): المزاح والمداعبة إذا كان على الاقتصاد محمود والإفراط فيه يذهب البهاء ويجرّئ السفهاء، وتركه يقبض المؤانس ويوحش المخالط
فالمنهي عنه ما فيه كذب أو مداومة عليه لما فيه من الشغل عن ذكر الله تعالى 4
وبعد فهل يترقى المربون والمعلمون والدعاة والموجهون، والآباء والأمهات والمسئولون والرعاة إلى إن تعلو شفاههم البسمة فيقتدي بهم من كان تحت أيديهم وتحت رعايتهم
——————————————————-
([1]) صحيح البخاري (5739)
([2]) صحيح مسلم (190)
([3]) سنن الترمذي (1990) قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح
([4]) فتح الباري 10 /526 ، تحفة الأحوذي 6/108، فيض القدير 3/14
[BACKGROUND="100 http://www.alamuae.com/up/uptemp/554187oobk91360201710027.gif"]
[/BACKGROUND]
رجل من أهل البادية اسمه زاهر … ولكل من اسمه نصيب , فهو ذو روح طيبة وأخلاق رائعة تفوح منه كرائحة الزهر الأخاذة .
كان إذا جاء المدينة حمل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من باديته خيرها لبنها , سمنها , وزبدتها .
ويقول : ويقول يارسول الله هذه هدية زاهر إليك , فاقبلها منه تجبر خاطره , وتسعد قلبه .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبتسم ويأخذها منه قائلاً :
قد قبلناها منك يازاهر .
جزاك الله عن نبيه خيراً وأجزل لك المثوبة .
فإذا عاد إلى أهله جهزه النبي صلى الله عليه وسلم من الطرف والمستحسنات المدينة مايقر بها عينه .
جزاءً وفاقا .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
إن زاهر باديتنا . ونحن حاضروه . وكأنه يقول للناس : تهادوا تحابوا ……….
ومهما كانت الهدية صغيرة فإن أثرها في النفس كبير …..
رآه الرسول عليه الصلاة والسلام في السوق مرة فجاءه من خلفه واحتضنه , وكان زاهر دميماً إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه لحسن أخلاقه ورفعة شمائله ….. وحاول زاهر أن يعرف محتضنه فالتفت قائلاً : دعني يامن أحتضنتني , فلما عرفه جعل ظهره إلى صدر النبي صلى الله عليه وسلم تيمناً وتباركاً . ويجتهد أن يظل ظهره ملتصقاً بصدر المصطفى صلى الله عليه وسلم , فجعل النبي صلى الله عليه وسلم : ( من يشتري العبد ــ من يشتريه ) .
فيقول زاهر : إذن ــ والله ــ تجدني كاسداً , من يشتري دميماً يارسول الله ؟ .
فيقول الرسول الكريم : ( ولكنك عند الله لست بكاسد , أنت عند الله غــــــــال . إن الله لا ينظر على صوركم وأجسادكم , إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) .
إلى محل التقوى , والخلق الرفيع , والعمل الصالح …… وقيمة الإنسان بمخبره ولا بمظهره .
· صبر على اذى قريش طيلة ما هو بين ظهرانيها بمكة فقد ضربوه والقوا سلا الجزور على ظهره وحاصروه ثلاث سنوات مع بني هاشم في شعب أبي طالب وحكموا عليه بالإعدام وبعثوا رجالهم لتنفيذه فيه إلا إن الله سلمه وعصم دمه كل ذا لم يرده عن دعوته ولم يثن عزمه عن بيانها وعرضها على القريب والبعيد
· صبر عام الحزن حيث ماتت خديجة الزوجة الحنون ومات عمه الحامي الحاني المدافع أبو طالب فلم تفت هذه الرزايا من عزمه ولم توهن من قدرته إذ قابل ذلك بصبر لم يعرف له تاريخ الأبطال نظير ولا مثيل
· صبره في كافة حروبه : في بدر ، احد ، الخندق ، ….. الخ فلم يجبن ولم ينهزم ولم يفشل ولم يكل ولم يمل حتى خاض حروبا عدة وقاد سرايا عديدة وقد عاش من غزوة إلى غزوة طيلة عشر سنوات فأي صبر أعظم من هذا الصبر ؟
· صبره على تآمر اليهود عليه بالمدينة وتحزيبهم الأحزاب لحربه والقضاء عليه وعلى دعوته
· صبره على الجوع الشديد فقد مات صلى الله عليه وسلم ولم يشبع من خبز وشعير مرتين في يوم واحد
· ولقد صبر صلى الله عليه وسلم على كل ذلك ولم تضعف همته ولم تمس كرامته ولم يدنس عرضه ولو أوذي غيره بمعشار ما أوذي أو أصابه من البلايا والرزايا دون ما أصابه لتخلى عن دعوته وهرب من مسئوليته ووجد في نفسه مبررا لذلك ولكن الله عصمه فصبره وجبره وحماه ووقاه ليبلغ عنه رسالته ويجعله آية للناس في صبره وحكمته وعفوه وكرمه وشجاعته وفي سائر أخلاقه
فصلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا
1 – أن تتابع المؤذن وأن تقول مثل ما يقول ..
2 – ان تقوم ابتداء صلاة الليل بركعتين خفيفتين ..وصلاة الضحى صدقه عن كل مفصل في جسمك
3 – الأكل بثلاثة أصابع ..
4 – لا يشربن أحدُ منكم قائماً ..
5 – التنفس أثناء الشرب ثلاث مرات اي لا تشربه دفعة واحدة .. ((ولا تنفس في الاناء))
6 – الجهر بالذكر بعد الصلاة ..
7 – النوم على طهارة .وقراءة المعوذات والنفث
8 – التزاور . في الله ..
9 – نفض الفراش عند النوم ..
10 – معاونة الأهل في أعمال المنزل ..
11- تغيير الشيب بغير السواد ..
12- لبس البياض من الثياب للرجال ..
13- المصافحةعند اللقاء..
14- أخذ اللقمة الساقطة وإماطة ما بها من أذى و أكلها ..
15- النوم على الشق الأيمن ووضع اليد اليمنى على الخد الأيمن ..
16- عيادة المريض ..
17- لا تشمت العاطس حتى يحمد الله ..
18- من السنة قتل الوزغ " البريعصي"
19- إبعادالأذى عن الطريق سنة
20- السواك بعد كل وضوء..
>>انشر سنته لتحظى بدعوته <<
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم :
[«من أحيا سنة من سنتي فعمل بها الناس
كان لـه مثل أجر من عمل بها
لا ينقص من أجورهم شيئا»]