التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

قصيده في نصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم – سنة النبي

ياهجوسي بالشعر واسي القلب الجريح
وافزعي لي لين اوقف على رجلي سليم
نصرتاً للمصطفى من هل الهرج القبيح
كيدهم مدحور باذن الله الـرب العليـم
همتي لجل النبي تنتقي جـزل المديـح
تلهد كبود العدا فوقهـم مثـل الجحيـم
ياغزاة الشر ما عندكم شيئـاً صريـح
غيرتلقيق الكـلام المشـوّه والذميـم
في الصحف واعلامكم كل شيئاً مستبيح
تنشرون الكذب والزور شيئاً مستديـم
صفوة الآنام سطّر لنا نـوراً وضيـح
بيّن الحجة لنا نعطي الـدرب السليـم
والمعارك خاضها نصرة الدين السميح
حطّم رموز البدع والجهل عقبه عديـم
دمه الطاهر لجل ديننا ينضح نضيـح
غيرها كم شجتاً في جبينه لـه وسيـم
واجتهد في دعوتـه دائمـاً مايستريـح
وحّد الراية لنا تحـت قرآنـاً عظيـم
ودلنا للخير والديـن دائـم بالنصيـح
والهدى من ربنـا للسـراط المستقيـم
لو اسطّر من هنا لين تسكن كل ريـح
ماجزيته شـئ ممّـا أكنـه فالصميـم
وش جداكم ياضعوف العقول الأ المطيح
سنّة المبعـوث فينـا شذاهـا بالنسيـم
لو تبثون الفضاء كله جنـوداً تصيـح
ماتفرق جمعنا لو يثـور الهـا عسيـم
مايهـم القافلـه كثـر لجـات النبيـح
سايره في دربها مت بغيضك يا نديـم
يالله انك تحفظ الدين فالكـون الفسيـح
والأمن يارب ضافـي علينـا مستديـم
من شرور الخلق يالله اتكافينا البجيـح
تحمي الأسلام من كل ذي فعـلاً ذميـم
وختمها صلو على سيّد الخلـق الفليـح
عد ما حجو لمكـه ومـرو بالحطيـم

محمد الشطيطي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

العشرة المبشرون بالجنة .. 14 – سنة النبي

رابط الحلقة السابقة

العشرة المبشرون بالجنة ..13

1- أبو بكر الصديق ( الصديق ) …..14

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخوانى و أخواتى فى الله الأعزاء الكرام

إستكمالا لما بدأناه فى الحلقة السابقة نعود لصفحات الكتاب

خليفة المسلمين يحلب للأرامل :

قبل ان يصبح أبو بكر خليفة كان من عادته أن يساعد المحتاجين بكل صور المساعدة و كان من مساعداته أنه تعود أن يدخل بيت أرملة عجوز ليحلب لها شاتها و يساعدها فى إعداد الطعام و لما تولى أبو بكر الخلافة أحست العجوز أن ابا بكر لن يستطيع أن يثابر على هذا العون …… و لكن سرعان ما سمعت دقات على بابها فأرسلت حفيدة لها لترى من الذى يدق الباب و فتحت الطفلة الباب فرأت ابا بكر أمامها فصاحت الطفلة الى جدتها : إنه حالب الشاة يا أماه ………….. فقالت العجوز : ويحك يا حفيدتى لا تقولى حالب الشاة و لكن قولى خليفة رسول الله …….. فقال أبو بكر : يا أماه ..إن الصفة التى ذكرتها الطفلة أحب إلى من كل الصفات .

الى هنا ينتهى النص المنقول حرفيا من الكتاب بارك الله لكاتبه فى عمره و عمله

أى روعة و أى بهاء فى معرفة تاريخ القمم ممن حملوا شرف نشر هذا الدين بكل إخلاص

الحاكم و ما أرداك ما الحاكم العادل المتواضع القوى فى غير زهو و خييلاء الرحيم فى غير ضعف و هوان

الحاكم العادل هو أحد أركان قيام دولة قوية متماسكة متوحدة على الدين القويم

نعم كان سيدنا أبو بكر رضى الله عنه واحدا من هؤلاء الذين علموا البشرية كلها كيف يكون الحاكم و كيف تكون الرحمة بالرعية

فها هو قبل ان يكون خليفة يساعد العبيد على التحرر فى مطلع الإسلام

و لما أصبح للإسلام مجتمعا و دولة ها هو يعين المحتاج و يساعد الأرامل و يحمل الكل و ينصر الضعفاء

و لما أصبح هو على راس هذه الدولة لم يغتر بإعتلائه كرسى الحكم بل ربما إزداد تواضعا لم يتخلى عن مساعدته للأرامل و المحتاجين و لم يتوقف عن فعل الخير و لم يتوقف عن نششر الرحمة بين الرعية

و ها هو يقول ان لقب حالب الشاة هو أحب الألقاب الى قلبه

نعم إن أجمل وصف يتصف به الإنسان هو الرحمة و طيبة القلب

إننى بكل الصدق و الحزن أقول إننا نحن كمسلمين من دمرنا و شوهنا تاريخ هذا الدين و ضيعنا حقوق هؤلاء الذين حملوا الراية فى بادئ الأمر على أسس الرحمة المتناهية و ذلك بسلوكنا المشين القبيح فأصبحنا أسسوء مثل لمن يعتنق هذا الدين الحنيف .

إننى أتحدى و انا كلى يقين و ثقة أن يكون هناك فى العصور الحديثة حاكم بلغت رحمته بشعبه واحد من مليون من الرحمة التى أهداها أبو بكر رضى الله عنه لليتامى و الأرامل و المحتاجين رغم كل تلك الألفاظ الرنانة التى يتغنى بها الحكام زورا و بهتانا.

و الحاكم الفطن الذى يريد ن يبقى على كرسى الحكم لابد و أن يكون متصفا بكثير من الصفات التى تجعل الشعب نفسه هو الذى يدافع عنه و يحبه و يوقره و يشعر بكم الحب الذى يحبه هذا الحاكم لهذا الشعب

و لا أريد أن أضع أمثلة هنا و لكنى مضطر لهذا

فكلنا يذكر كم كانت إنزعاج الشعب السعودى على الملك أطال الله عمره و ببقاءه و غفر له و سدد على طريقق الخير خطاه عندما كان مريضا كلنا تابعنا هذا على وسائل الإعلام

و كلنا يعلم جيدا كيف إنتفض السعب التونسى المقدام الرائع الراقى فى وجه السلطة لما إزداد إنحرافها عن العدل و المساواة بين أفراد الشعب

و لست أدرى لماذا تتغير نفوس بعض الحكام بعد إعتلائهم لكرسى الحكم ليتحولوا الى مصاصى دماء و ينسوا أنهم أنفسهم ربما تجرعوا مرارة الظلم قبل إعتلائهم لهذا الكرسى

و كم أتمنى على الله عز و جل أن يهدى الله لنا الحكام و يرزقهم التقوى و التقى و العفة و العفاف و يوفقهم الى الطريق القويم و يرزقهم البطانة الصالحة التى لا تدلهم إلا لخير و يصلح الله بهم شأن البلاد و العباد لتعود الأمة لما كانت عليه اللهم آمين يارب العالمين

غير أن هذه الأمنية لها إستكمال و هو أن نعود نحن برحمة من الله عز و جل الى ديننا و لا نكون مثل الحكام فهناك أمثلة من افراد الشعوب أسوء بكثير مما عليه الحكام

فالضابط الذى يهمل فى عمله و لا يتقى الله فى الناس و كلنا يعلم التعذيب الذى يحدث فى كثير من البلدان هذا الضابط أسوء من الحكام لأن هذا الضابط لو كان حاكما و له نفس التصرفات لقتل الشعب بالرصاص ظلما و بهتانا لأنه متجبر فعلا

و الطبيب الذى يستغل حالة المرضى ليبتز أموالهم هو أسوء من الحاكم فعلا

و المهندس الذى يغش فى مواد البناء كذلك و الصانع الذى يهمل فى صنعته و قس على هذا كثير من فئات المجتمع

غاب الضمير بيننا

نعم غاب الضمير

فالضرير ربما يسير فى الشارع فلا يجد من يرشده على الطريق

و المحتاج و الفقير ربما لا يجد من يوفر له فرصة عمل

أعتقد أننا فعلا نحتاج لمراجعة لكل تصرفاتنا على أساس المعتقد و الدين لنعيش كما أمر رب العالمين

أعلم أننى ربما نسيت بعض الكلمات التى لابد من وجودها هنا فى نفس المقام و أتمنى على الله عز و جل أن يرزقنى بمن ينبهنى و يذكرنى بما نسيت منكم

و حتى لا أطيل عليكم

و سأنتظركم كعادتى على الرابط التالى

تكالب الامم علينا

اللهم ردنا الى دينك مردا جميلا

اللهم حبب الى قلوبنا سير الآل و الأصحاب رضوان ربى عليهم أجمعين و أحشرنا معهم بفضلك يا كريم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الحلم والرفق في حياة عثمان رضي الله عنه من السنة

الحلم والرفق في حياة عثمان

د. راغب السرجانى

حلمه ورفقه كانا سببًا في الإساءة إليه وخروج البغاة عليه

في سنة 26هـ زاد عثمان رضي الله عنه في المسجد الحرام ووسعه وابتاع من قوم، وَأَبَى آخرون، فهدم عليهم، ووضع الأثمان في بيت المال، فصيّحوا بعثمان، فأمر بهم بالحبس، وقال : " أتدرون ما جرأكم عليَّ؟ ما جرأكم عليَّ إلا حلمي، قد فعل هذا بكم عمر فلم تصيحوا به ". ثم كلمه فيهم عبد الله بن خالد بن أسيد، فأخرجوا.

ويقول في إحدى خطبه بعد تفاقم الفتنة : " آفة هذه الأمة وعاهة هذه النعمة، عيّابون طعّانون، يرونكم ما تحبون ويسترون عنكم ما تكرهون، يقولون لكم وتقولون، أمثال النعام يتبعون أول ناعق، لا يشربون إلا نغصوا، ولا يردون إلا عكرًا، لا يقوم لهم رائد وقد أعيتهم الأمور، ألا فقد والله عبتم عليّ ما أقررتم لابن الخطاب بمثله، ولكنه وطئكم برجله وضربكم بيده وقمعكم بلسانه، فلستم له على ما أحببتم وكرهتم، ولنت لكم وأوطأتكم كنفي، وكففت عنكم يدي ولساني فاجترأتم عليَّ، أما والله لأنا أعز نفرًا وأقرب ناصرًا وأكثر عددًا وأحرى إن قلت : هلم. أُتِي إلي، ولقد أعددت لكم أقرانًا وأفضلت عليكم فضولاً، وكشرت لكم عن نابي، وأخرجتم مني خلقًا لم أكن أحسنه، ومنطقًا لم أنطق به، فكفوا عني ألسنتكم وعيبكم وطعنكم على ولاتكم، فإني كففت عنكم من لو كان هو الذي يكلمهم رضيتم مني بدون منطقي هذا، ألا فما تفقدون من حقكم؟ والله ما قصرت عن بلوغ ما بلغ من كان قبلي، ولم تكونوا تختلفون ".

حلمه حتى مع الخارجين عليه

وقال رضي الله عنه في أيام الفتنة : "أستغفر الله إن كنت من ظَلَمْتُ، وقد عفوت إن كنت ظُلِمْتُ".

قال له معاوية : انطلق معي إلى الشام قبل أن يهجم عليك من لا قِبَل لك به، فإن أهل الشام على الأمر لم يزالوا. فقال له عثمان: أنا لا أبيع جوار الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء، وإن كان فيه قطع خيط عنقي. فقال له معاوية: فأبعث إليك جندًا منهم يقيم بين ظهراني أهل المدينة لنائبة إن نابت المدينة أو إياك؟ فقال عثمان: أنا أقتر على جيران رسول الله صلى الله عليه وسلم الأرزاق بجند يساكنهم، وأضيق على أهل الهجرة والنصرة! فقال معاوية: والله يا أمير المؤمنين لتغتالين أو لتغزين. قال عثمان رضي الله عنه: حسبي الله ونعم الوكيل.

وقد قال له الخارجون وهم محاصروه : فلسنا منصرفين حتى نعزلك ونستبدل بك، فإن حالم من معك من قومك وذوي رحمك أو أهل الانقطاع إليك دونك بقتال قاتلناهم حتى نخلص إليك. فقال لهم: ولعمري لو كنت أريد قتالكم لقد كنت كتبت إلى الأحفاد، فقادوا الجنود وبعثوا الرجال.

وروى ابن عبد البر في الاستيعاب عن أبي هريرة قال: "إني لمحصور مع عثمان رضي الله عنه في الدار فرمي رجل منا، فقلت: يا أمير المؤمنين، الآن طاب الضراب، قتلوا منا رجلاً. فقال عثمان: عزمت عليك يا أبا هريرة إلا رميت سيفك، فإنما تراد نفسي، وسأقي المؤمنين بنفسي".

لما طعن عمر رضي الله عنه دعا عبد الرحمن بن عوف، فقال: إني أريد أن أعهد إليك.

فقال: يا أمير المؤمنين، نعم، إن أشرت عليَّ قبلت منك.
قال: وما تريد أنشدك الله، أتشير عليَّ بذلك. قال: اللهم لا.

قال: والله لا أدخل فيه أبدًا. قال: فهب لي صمتًا، حتى أعهد إلى النفر الذي توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، ادع لي عليًّا وعثمان والزبير وسعدًا.

قال: وانتظروا أخاكم طلحة ثلاثًا، فإن جاء، وإلاَّ فاقضوا أمركم.

ثم دعا أبا طلحة الأنصاري، فقال: قم على بابهم، فلا تدع أحدًا يدخل إليهم. وأمر عبد الله أن يشارك في مجلس الشورى الذي كَوَّنه، فيكون مع الأكثرين إن اختلفوا، ويكون مع الحزب الذي فيه عبد الرحمن بن عوف إن تساوت أعداد الفريقين.

ويروي مسور فيقول : فقال عبد الرحمن : أيكم يطيب نفسًا أن يخرج نفسه من هذا الأمر، ويوليه غيره؟ قال: فأمسكوا عنه. قال: فإني أخرج نفسي وابن عمي. فقلده القوم الأمر، وأحلفهم عند المنبر فحلفوا ليبايعن من بايع… فأقام ثلاثًا في داره التي عند المسجد التي يقال لها اليوم رحبة القضاء، وبذلك سميت رحبة القضاء، فأقام ثلاثًا يصلي بالناس صهيب.

قال : وبعث عبد الرحمن إلى علي، فقال له: إن لم أبايعك فأشر عليَّ. فقال: عثمان. ثم بعث إلى عثمان، فقال: إن لم أبايعك فمن تشير عليَّ؟ قال: علي. ثم قال لهما: انصرفا. فدعا الزبير، فقال: إن لم أبايعك فمن تشير عليَّ؟ قال: عثمان. ثم دعا سعدًا، فقال: من تشير علي؟ فأما أنا وأنت فلا نريدها، فمن تشير عليَّ؟ قال: عثمان.

فلما كانت الليلة الثالثة، قال: يا مسور. قلت: لبيك. قال: إنك لنائم، والله ما اكتحلت بغماض منذ ثلاث (أَي ما نمت)، اذهب فادع لي عليًّا وعثمان. قال: قلت: يا خال بأيهما أبدأ؟ قال: بأيهما شئت. قال: فخرجت فأتيت عليًّا وكان هواي فيه، فقلت: أجب خالي.

فقال: بعثك معي إلى غيري؟ قلت: نعم. قال: إلى من؟ قلت: إلى عثمان. قال: فأينا أمرك أن تبدأ به؟ قلت: قد سألته، فقال: بأيهما شئت. فبدأت بك وكان هواي فيك.

قال: فخرج معي حتى أتينا المقاعد، فجلس عليها عليٌّ، ودخلت على عثمان، فوجدته يوتر مع الفجر، فقلت: أجب خالي. فقال: بعثك معي إلى غيري؟ قلت: نعم، إلى علي. قال: بأينا أمرك أن تبدأ؟ قلت: سألته، فقال: بأيهما شئت. وهذا عليٌّ على المقاعد.

فخرج معي حتى دخلنا جميعًا على خالي، وهو في القبلة قائم يصلي، فانصرف لما رآنا، ثم التفت إلى عليٍّ وعثمان، فقال: إني قد سألت عنكما، وعن غيركما، فلم أجد الناس يعدلون بكما، هل أنت يا عليٌّ مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه وفعل أبي بكر وعمر؟

فقال: اللهم لا، ولكن على جهدي من ذلك وطاقتي. فالتفت إلى عثمان، فقال: هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه وفعل أبي بكر وعمر؟ قال: اللهم نعم. فأشار بيده إلى كتفيه، وقال: إذا شئتما. فنهضنا حتى دخلنا المسجد، وصاح صائح: الصلاة جامعة. قال عثمان: فتأخرت والله حياء، لما رأيت من إسراعه إلى علي، فكنت في آخر المسجد.

قال: وخرج عبد الرحمن بن عوف، وعليه عمامته التي عممه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم متقلدًا سيفه، حتى ركب المنبر، فوقف وقوفًا طويلاً، ثم دعا بما لم يسمعه الناس، ثم تكلم، فقال: أيها الناس، إني قد سألتكم سرًّا وجهرًا عن إمامكم فلم أجدكم تعدلون بأحد هذين الرجلين، إما علي، وإما عثمان، فقم إليَّ يا علي. فقام إليه عليٌّ فوقف تحت المنبر، فأخذ عبد الرحمن بيده، فقال: هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه وفعل أبي بكر وعمر؟

قال: اللهم لا، ولكن على جهدي من ذلك وطاقتي. قال: فأرسل يده، ثم نادى: قم إليَّ يا عثمان. فأخذ بيده وهو في موقف علي الذي كان فيه، فقال: هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه وفعل أبي بكر وعمر؟

قال: اللهم نعم. قال فرفع رأسه إلى سقف المسجد ويده في يد عثمان، ثم قال: اللهم اسمع واشهد، اللهم إني قد جعلت ما في رقبتي من ذاك في رقبة عثمان.

قال: وازدحم الناس يبايعون عثمان حتى غشوه عند المنبر.

وتمت بيعة ذي النورين غرة المحرم يوم الجمعة بعد مقتل الفاروق رضي الله عنه بثلاث ليال، سنة أربع وعشرين من الهجرة.

وعندما بويع عثمان رضي الله عنه بالخلافة قام في الناس خطيبًا فأعلن عن منهجه السياسي، مبينًا أنه سيتقيد بالكتاب والسنة وسيرة الشيخين، كما أشار في خطبته إلى أنه سيسوس الناس بالحكمة إلا فيما استوجبوه من الحدود، ثم حذرهم من الركون إلى الدنيا والافتنان بحطامها خوفًا من التنافس والتباغض والتحاسد بينهم مما يفضي بالأمة إلى الفرقة والخلاف، وكأن عثمان رضي الله عنه ينظر وراء الحجب ببصيرته النفاذة إلى ما سيحدث في هذه الأمة من الفتن بسبب الأهواء، فقال رضي الله عنه: "أما بعد، فإني كُلّفت وقد قبلت، ألا وإني متبع ولست بمبتدع، ألا وإن لكم عليَّ بعد كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ثلاثًا: اتباع كل من كان قبلي فيما اجتمعتم عليه وسننتم، وسن سنة أهل الخير فيما تسنوا عن ملأ، والكف عنكم إلا فيما استوجبتم العقوبة، وإن الدنيا خضرة وقد شهّيت إلى الناس، ومال إليها كثير منهم، فلا تركنوا إلى الدنيا، ولا تثقوا بها؛ فإنها ليست بثقة، واعلموا أنها غير تاركة إلا من تركها".

سار ابن مسعود من المدينة إلى الكوفة ثماني ليال حين قتل عمر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إن أمير المؤمنين قد مات، فلم نر يومًا أكثر نشيجًا من ذلك اليوم، ثم إنا اجتمعنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلم نأل عن خيرنا ذا فوق (خيرنا سهمًا في الفضل والخير والسابقة في الإسلام)، فبايعنا عثمان بن عفان ، فبايِعُوه. فبايعه الناس.

وقال رجل لابن مسعود رضي الله عنه لِمَ وليتم عثمان؟ قال: ولينا خير أمة محمد، ولم نأل.

وقال يزيد البكائي رحمه الله: سمعت حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يقول: قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستخلف الله أبا بكر، ثم قبض أبو بكر فاستخلف الله عمر، ثم قبض عمر فاستخلف الله عثمان.

ويقول القاضي شريك بن عبد الله رحمه الله: مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر أبا بكر أن يصلي بالناس، فلو علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن في أصحابه أحدًا أفضل من أبي بكر لأمر ذلك الرجل وترك أبي بكر، فلما قُبض النبي صلى الله عليه وسلم فاستخلف المسلمون أبا بكر، فلو علموا أن فيهم أحدًا أفضل منه كان قد غشونا، فلما احتُضر أبو بكر استخلف عمر بن الخطاب ، فلو علم أبو بكر أن في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحدًا أفضل من عمر لما قدَّم عمر، وترك ذلك الرجل، لقد كان غش أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فلما احتضر عمر بن الخطاب جعل الأمر شورى بين ستة نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فوقعت الشورى بعثمان بن عفان، فلو علم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن في القوم أحدًا أحق بها من عثمان، ثم نصبوا عثمان، وتركوا ذلك الرجل، لقد كانوا غشوا هذه الأمة.

وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله : وجميع المسلمين بايعوا عثمان بن عفان لم يتخلف عن بيعته أحد، فلما بايعه ذوو الشوكة والقدرة صار إمامًا، وإلا فلو قدر أن عبد الرحمن بايعه، ولم يبايعه علي ولا غيره من الصحابة أهل الشوكة لم يصر إمامًا، ولكن عمر لما جعلها شورى في ستة: عثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف، ثم إنه خرج طلحة والزبير وسعد باختيارهم، وبقى عثمان وعلي، وعبد الرحمن لا يتولى، ويولي أحد الرجلين، وأقام عبد الرحمن ثلاثًا حلف أنه لم يغمض فيها بكبير نوم، يشاور السابقين الأولين والتابعين لهم بإحسان، يشاور أمراء الأجناد، وكانوا قد حجوا مع عمر ذلك العام، فأشار عليه المسلمون بولاية عثمان، وذكر أنهم كلهم قَدّموا عثمان، فبايعوه لا عن رغبة أعطاهم إياها، ولا عن رهبة أخافهم بها، ولهذا قال غير واحد من السلف والأئمة كأيوب السختياني وأحمد بن حنبل والدارقطنى وغيرهم : من قَدّم عليًّا على عثمان فقد ازدرى بالمهاجرين والأنصار. وهذا من الأدلة الدالة على أن عثمان أفضل؛ لأنهم قدموه باختيارهم واشتوارهم.

وروى أبو عبد الله الحاكم بإسناده إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ وَاخْتِلاَف، أو : اخْتِلاَفٌ وَفِتْنَةٌ). قال: قلنا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: (عَلَيْكُمْ بِالأَمِيرِ وَأَصْحَابِهِ). وأشار إلى عثمان".

وهذا الحديث فيه معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم الدالة على صدق نبوته حيث أخبر بالفتنة التي حصلت أيام خلافة عثمان، وكانت كما أخبر، وتضمن الحديث التنبيه على أحقية خلافة عثمان؛ إذ إنه صلى الله عليه وسلم أرشد الناس إلى أن يلزموه، وأخبر بأنه حين وقوع الفتنة والاختلاف مع أمير المؤمنين، أمرهم بالالتفاف حوله وملازمته لكونه على الحق، والخارجون عليه على الباطل، أهل زيغ وهوى، وقد شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه سيكون مستمرًّا على الهدى لا ينفك عنه.

وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال : "كنا في زمان النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحدًا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم".

وفي هذا الحديث إشارة إلى أن عثمان كان بعد عمر في الأفضلية رضي الله عنهم أجمعين، قال ابن تيمية : فهذا إخبار عما كان عليه الصحابة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من تفضيل أبي بكر، ثم عمر، ثم عثمان، وقد روي أن ذلك كان يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره، وحينئذٍ فيكون هذا التفضيل ثابتًا بالنص، وإلا فيكون ثابتًا بما ظهر بين المهاجرين والأنصار على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من غير نكر، وبما ظهر لما توفي عمر، فإنهم كلهم بايعوا عثمان بن عفان من غير رغبة ولا رهبة، ولم ينكر هذه الولاية منكر منهم.

وكل ما تقدم ذكره من النصوص في هذه الفقرة أدلة قوية، كلها فيها الإشارة والتنبيه إلى أحقية عثمان رضي الله عنه بالخلافة، وأنه لا مرية في ذلك، ولا نزاع عند المتمسكين بالكتاب والسنة، والذين هم أسعد الناس بالعمل بهما، وهم أهل السنة والجماعة، فيجب على كل مسلم أن يعتقد أحقية عثمان رضي الله عنه، وأن يسلم تسليمًا كاملاً للنصوص الدالة على ذلك.

في يوم الخميس السابع عشر من شهر ذي الحجة سنة 35 من الهجرة يصبح عثمان بن عفان رضي الله عنه صائمًا، ويحاول الصحابة رضي الله عنهم إيصال الماء إليه، لكنهم لا يستطيعون، ويأتي وقت المغرب دون أن يجد رضي الله عنه شيئًا يفطر عليه لا هو، ولا أهل بيته، ويكمل بقية الليل دون أن يفطر، وفي وقت السحر استطاعت زوجته السيدة نائلة بنت الفرافصة أن تحصل على بعض الماء من البيت المجاور خفية، ولما أعطته الماء، وقالت له : أفطر. نظر رضي الله عنه من النافذة، فوجد الفجر قد لاح، فقال : إني نذرت أن أصبح صائمًا. فقالت السيدة نائلة: ومن أين أكلتَ ولم أرَ أحدًا أتاك بطعام ولا شراب؟ فقال رضي الله عنه: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اطّلع عليَّ من هذا السقف، ومعه دلو من ماء، فقال: اشرب يا عثمان. فشربت حتى رويت، ثم قال: ازدد. فشربت حتى نهلت، ثم قال صلى الله عليه وسلم لعثمان رضي الله عنه: أما إن القوم سينكرون عليك، فإن قاتلتهم ظفرت، وإن تركتهم أفطرت عندنا.

فاختار رضي الله عنه لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لشوقه إليه، ولِيَقِينِهِ بأنه سوف يلقى الله شهيدًا ببشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم له من قبل .

وفي صباح هذا اليوم؛ الجمعة 18 من ذي الحجة سنة 35هـ، دخل عليه أبناء الصحابة للمرة الأخيرة، وطلبوا منه أن يسمح لهم بالدفاع عنه،فأقسم عثمان رضي الله عنه على كل من له عليه حق أن يكفّ يده، وأن ينطلق إلى منزله، ثم قال لغلمانه : من أغمد سيفه، فهو حرّ، فأعتق بذلك غلمانه، وقال رضي الله عنه: إنه يريد أن يأخذ موقف ابن آدم الذي قال: { لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ } [المائدة:28،29]. فكان آخر الناس خروجًا من عند عثمان رضي الله عنه هو الحسن بن على رضي الله عنهما، وصلى عثمان رضي الله عنه صلاة نافلةٍ ختم فيها سورة طه، ثم جلس بعد ذلك يقرأ في المصحف، في هذا الوقت كان أهل الفتنة يفكرون بشكل حاسم، وسريع في قتل عثمان رضي الله عنه، خاصة مع علمهم باقتراب الجيوش الإسلامية المناصرة للخليفة رضي الله عنه من المدينة المنورة، فدخل رجل يُسمى كنانة بن بشر التجيبي، وكان من رءوس الفتنة بشعلة من نار، وحرق بابَ بيتِ عثمان رضي الله عنه، ودخل ومعه بعض رجال الفتنة، وحمل السيف، وضربه به، فاتّقاه عثمان رضي الله عنه بيده فقطع يده، فقال عثمان رضي الله عنه عندما ضُرب هذه الضربة: باسم الله توكلت على الله. فتقطرت الدماء من يده، فقال: إنها أول يد كتبت المفصل. ثم قال: سبحان الله العظيم. وتقاطر الدم على المصحف، وتثبت جميع الروايات أن هذه الدماء سقطت على كلمة { فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ } [البقرة: 137].

بعد ذلك حمل عليه كنانة بن بشر وضربه بعمود على رأسه، فخرّ رضي الله عنه على جنبه، وهمَّ كنانة الملعون بالسيف ليضربه في صدره، فانطلقت السيدة نائلة بنت الفرافصة تدافع عن زوجها، ووضعت يدها لتحمي زوجها من السيف، فقُطعت بعض أصابعها بجزء من كفها، ووقعت السيدة نائلة رضي الله عنها، وطعن كنانةُ عثمانَ رضي الله عنه في صدره، واستشهد رضي الله عنه بعد العصر، وكان يومئذ صائمًا، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة، ودفن ليلة السبت بين المغرب والعشاء، ودفن في ثيابه بدمائه، ولم يغسل كالشهداء، ودفن في حش كوكب بالبقيع، وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة غير اثني عشر يومًا.

استشهد ذو النورين عثمان رضي الله عنه زوج ابنتي الرسول صلى الله عليه وسلم، والمبشَّر بالجنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع، وثالث الخلفاء الراشدين، وقد لَقِيَ بعد استشهاده رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وعده بذلك.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

هل تحب الرسول صلى الله وعليه وسلم….!!! , من السنة

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…………..!!!!
*كلمات رائعه قرئتها وأعجبتني وأحببت ان انقلها لكم عسى أن تنال اعجابكم……….!!!!

قلت : هل تحب رسول الله ؟ أصدقني المقال…!
قال :نعم أحب رسول الله حبا يفوق الخيال …!
قلت : أعطني دليلا على هذا الحب أو مثال …!
قال : أشهد أنه رسول الله حتى تفنى الآجال …!
أصلي وأسلم عليه وعلى آله في الحال والمآل …!
وأغضب له إذا ما آذاه السفهاء وكذا الجهال …!
وفي الحج أزور مسجده الذي تشد إليه الرحال …!
واخترت محمدا ومحمودا واحمدا أسماء للعيال …!
قلت: أهذا عندك هو الحب الذي يفوق الخيال …!
حبنا يعني إتباع هدي سنته دون إبداء سؤال …!
نتمسك بها ونعض عليها بالنواجذ دون جدال …!
منها صلاة ضحى وتلاوة قرآن وقيام ليال طوال …!
وغض بصر وحفظ فرج وتيامن حتى في النعال…!
بسم الله عند طعام وشراب ثم حمد الله المتعال…!
والترديد خلف مؤذن والوسيلة بعدها أفضل سؤال…!
وكذا إكرام ضيف ورعاية جار أوصى به جبرال…!
والذكر والتسبيح والتهليل في الميزان نهر شلال …!
وصوم يوم اثنين ويوم خميس ترفع فيه الأعمال…!
وأيام بيض في كل شهر وإياك في الصوم وصال…!
وقراءة سورة كهف في يوم جمعة تقيك فتنة دجال …!
وتعهد تبارك في الليل لتخفيف ليال برزخ طوال …!
واستشفاء برقية شرعية في سنته من خير الفعال…!
حبه أغلى من النفس والولد وكذا كرائم الأموال…!

تحيأأأأأأأأأأأأأأأتي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

وداع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته و الكثير – سنة النبي

السـٍٍــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساءكم / صباحكم عباـ‘ـــادهـ

في حين تجوالي بين ثنايا جهازي وجدتُ بين المجلدات كتاب ألكتروني يتحدث عن النبي عليه الصلاة والسلام
فأخذت أجمل أقتطافات منه

::

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله
فلا مضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده
ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:
فهذه الرسالة مختصرة في وداع النبي الكريم والرسول العظيم صلّى الله عليه وسلّم لأمته، بينت فيه باختصار:
(( خلاصة نسب النبي صلّى الله عليه وسلّم، وولادته، ووظيفته، واجتهاده وجهاده، وخير
أعماله، ووداعه لأمته في عرفات، ومنى، والمدينة، ووداعه للأحياء والأموات، ووصاياه في تلك المواضع، ثم
بداية مرضه، واشتداده، ووصاياه لأمته ووداعه لهم عند احتضاره، واختياره الرفيق الأعلى، وأنه مات شهيداً،
ومصيبة المسلمين بموته، وميراثه، ثم حقوقه على أمته.
))
والله أسأل أن يجعله عملاً مقبولاً نافعًا لي ولإخواني المسلمين؛ فإنه وليُّ ذلك والقادر عليه, وأن يعلمنا
جميعًا ما ينفعنا, ويوفق جميع المسلمين إلى الاهتداء بهدي سيد المرسلين. وصلى الله وسلم وبارك على
عبده ورسوله وخيرته من خلقه نبينا وإمامنا وقدوتنا وحبيبنا محمد بن عبد الله وعلى آله و أصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
:::

هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كِلاَب بن مرة بن كعب بن لؤي بن
غالب بن فِهْر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معدَ بن عدنان ،
فهو عليه الصلاة والسلام من قريش، وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليه وعلى
نبينا أفضل الصلاة والسلام.
ولد صلّى الله عليه وسلّم عام الفيل بمكة في شهر ربيع الأول يوم الاثنين الموافق 571م ، وتوفي صلّى الله
عليه وسلّم وله من العمر ثلاث وستون سنة، منها: أربعون قبل النبوة، وثلاث وعشرون نبيّاً رسولاً، نُبِّئَ بإقرأ،
وأرسل بالمدثر، وبلده مكة، وهاجر إلى المدينة، بعثه الله بالنذارة عن الشرك، ويدعو إلى التوحيد، أخذ على
هذا عشر سنين يدعو إلى التوحيد، وبعد العشر عُرج به إلى السماء، وفرضت عليه الصلوات الخمس، وصلى
في مكة ثلاث سنين، وبعدها أُمِر بالهجرة إلى المدينة، فلما استقر بالمدينة أُمِر ببقية شرائع الإسلام مثل:
الزكاة، والصيام، والحج، والجهاد، والأذان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك،
أخذ على هذا عشر سنين وبعدها توفي صلّى الله عليه وسلّم، ودينه باقٍ وهذا دينه، لا خير إلا دلَّ أمته
عليه، ولا شر إلا حذَّرها منه، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين لا نبي بعده، وقد بعثه الله إلى الناس كافة،
وافترض الله طاعته على الجن والإنس، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار.

وخلاصة القول: أن الدروس والفوائد والعبر والعظات في هذا المبحث كثيرة منها:

1-إن النبي صلّى الله عليه وسلّم خيار من خيار من خيار، فهو أحسن الناس وخيرهم نسباً، وأرجح العالمين
عقلاً، وأفضل الخلق منزلة في الدنيا والآخرة، وأرفع الناس ذكراً، وأكثر الأنبياء أتباعاً يوم القيامة.

2-إن إقامة الاحتفالات بمولد النبي صلّى الله عليه وسلّم كل عام في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول بدعة
منكرة؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يفعل ذلك في حياته، ولم يفعله الصحابة من بعده رضي الله عنهم،
ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة، ومع ذلك فإن تحديد ميلاد النبي باليوم الثاني عشر من ربيع
الأول لم يُجْزَم به، وإنما فيه خلاف وحتى ولو ثبت فالاحتفال به بدعة لما تقدم؛ ولقوله صلّى الله عليه وسلّم: ”من
أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد
“. وفي رواية لمسلم: ”من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد

3-إن وظيفة النبي صلّى الله عليه وسلّم هي الدعوة إلى التوحيد، وإنقاذ الناس من ظلمات الشرك إلى نور
التوحيد، ومن ظلمات المعاصي والسيئات إلى نور الطاعات والأعمال الصالحات، ومن الجهل إلى المعرفة
والعلم، فلا خير إلا دلَّ أمته عليه، ولا شر إلا حذَّرها منه صلّى الله عليه وسلّم.

:

1.إن النبي صلّى الله عليه وسلّم قدوة كل مسلم صادق مع الله تعالى في كل الأمور؛ لقوله
تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.

2.إن النبي صلّى الله عليه وسلّم أحسن الناس خَلْقاً، وخُلُقاً، وألينهم كفّاً، وأطيبهم ريحاً، وأكملهم عقلاً،
وأحسنهم عشرة، وأعلمهم بالله وأشدهم له خشية، وأشجع الناس، وأكرم الناس، وأحسنهم قضاء،
وأسمحهم معاملة، وأكثرهم اجتهاداً في طاعة ربه، وأصبرهم وأقواهم تحمّلاً، وأشدهم حياء، ولا ينتقم
لنفسه، ولا يغضب لها، ولكنه إذا انتُهِكت حرمات الله، فإنها ينتقم الله تعالى، وإذا غضب الله لم يقم لغضبه
أحد، والقوي والضعيف، والقريب والبعيد، والشريف وغيره عنده في الحق سواء، وما عاب طعاماً قطاً إن
اشتهاه أكله، وإن لم يشتهه تركه، ويأكل من الطعام المباح ما تيسر ولا يتكلف في ذلك، ويقبل الهدية
ويكافئ عليها، ويخصف نعليه ويرقع ثوبه, ويخدم في مهنة أهله, ويحلِبُ شاته, ويخدِمُ نفسه، وكان أشد
الناس تواضعاً، ويجيب الداعي: من غني أو فقير، أو دنيء أو شريف، وكان يحب المساكين ويشهد جنائزهم
ويعود مرضاهم، ولا يحقر فقير لفقره, ولا يهاب مَلكاً لملكه, وكان يركب الفرس, والبعير, والحمار, والبغلة,
ويردف خلفه, ولا يدع أحداً يمشي خلفه. وخاتمه فضة وفصه منه, يلبسه في خنصره الأيمن وربما يلبسه في
الأيسر، وكان يعصب على بطنه الحجر من الجوع، وقد آتاه الله مفاتيح خزائن الأرض، ولكنه اختار الآخرة،

وكان يكثر الذكر، دائم الفكر، ويقل اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، ويحب الطيب ولا يرده، ويكره
الروائح الكريهة، وكان أكثر الناس تبسماً، وضحك في أوقات حتى بدت نواجذه ويمزح ولا يقول إلا حقّاً،
ولا يجفو أحداً، ويقبل عذر المعتذر إليه، وكان يأكل بأصابعه الثلاث ويلعقهن، ويتنفس في الشرب ثلاثاً خارج
الإناء، ويتكلم بجوامع الكلام، وإذا تكلم تكلَّم بكلام بيِّنٍ فَصْلٍ، يحفظه من جلس إليه، ويعيد الكلام ثلاثاً إذا لم
تفهم حتى تُفهم عنه، ولا يتكلم من غير حاجة، وقد جمع الله له مكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال، فكانت معاتبته
تعريضاً، وكان يأمر بالرفق ويحثّ عليه، وينهي عن العنف، ويحث على العفو والصفح، والحلم، والأناة،
وحسن الخلق ومكارم الأخلاق، وكان يحب التيمن في طهوره وتنعُّله، وترجُّله، وفي شأنه كله، وكانت يده
اليسرى لخلائه وما كان من أذى، وإذا اضطجع اضطجع على جنبه الأيمن، ووضع كفه اليمنى تحته خده
الأيمن، وإذا عرَّس قُبيل الصبح نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه، وكان مجلسه: مجلس علم، وحلم، وحياء،
وأمانة , وصيانة, وصبر, وسكينة, ولا ترفع فيه الأصوات، ولا تنتهك فيه الحرمات، يتفاضلون في مجلسه
بالتقوى، ويتواضعون، ويًوقِّرون الكبار، ويرحَمُون الصغار، ويؤثرون المحتاج، ويخرجون دعاة إلى الخير،

وكان يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، وكان يمشي مع الأرملة والمسكين، والعبد، حتى يقضي له
حاجته. ومر على الصبيان يلعبون فسلَّم عليهم، وكان لا يصافح النساء غير المحارم. وكان يتألف أصحابه
ويتفقدهم، ويكرم الكريم كل قوم، ويقبل بوجهه وحديثه على من يحادثه، حتى على أشرِّ القوم يتألفهم بذلك،
ولم يكن فاحشاً ولا متفحشأ ولا صخَّاباً ، ولا يجزي بالسيئة السيئة بل يعفو ويصفح ويحلم, ولم يضرب خادماً
ولا امرأة ولا شيئاً قط, إلا أن يجاهد في سبيل الله تعالى, وما خُيِّر بين شيئين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن
إثماً, فإن كان إثماً كان أبعد الناس عنه.

وقد جمع الله له كمال الأخلاق ومحاسن الشيم وآتاه من العلم والفضل وما فيه النجاة والفوز والسعادة في
الدنيا والآخرة ما لم يؤت أحداً من العالمين, وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب, ولا معلم له من البشر، واختاره الله
على جميع الأولين والآخرين، وجعل دينه للجن والناس أجمعين إلى يوم الدين، فصلوات الله وسلامه عليه صلاةً
وسلاماً دائمين إلى يوم الدين؛ فإن خلقه كان من القرآن.

فينبغي الاقتداء به صلّى الله عليه وسلّم والتأسي في جميع أعماله، وأقواله، وجده واجتهاده، وجهاده،
وزهده، وورعه، وصدقه وإخلاصه، إلا في ما كان خاصّاً به، أو ما لا يُقدر على فعله؛ لقوله صلّى الله عليه
وسلّم: ”خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملو ؛ ولقوله: ”ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما
أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم
“.

:

//

1 ـ الحث على المداومة على العمل الصالح، وأن قليلاً دائماً خير من كثير منقطع؛ لأن بدوام العمل الصالح
القليل تدوم الطاعة والذكر، والمراقبة، والنية، والإخلاص, والإقبال على الخالق، والقليل الدائم يثمر؛ لأنه
يزيد على الكثير المنقطع أضعافاً كثيرة.

2 ـ من أجهد نفسه في شيء من العبادات لا يطيق العمل به خُشِيَ عليه أن يمل فيفضي ذلك إلى تركه.

3 ـ الإنسان المسلم كلما تقدم في العمر اجتهد في العمل على حسب القدرة والطاقة، ليلقى الله على
خير أحواله؛ ولأن الأعمال بالخواتيم، وخير الأعمال الصالحة خواتيمها.

:


يتبع

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في سفره وترحاله – في الاسلام

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في سفره وترحاله

يجد الناس في الأسفار والرحلة إلى الأمصار فرصة للاستجمام والراحة من
متاعب الحياة ومشاغلها ، وسبيلاً إلى الوقوف على عجائب البلدان ، وبدائع
الأوطان ، ومصارع الأمم الغابرة ، مما يزيد العبد يقيناً بعظمة خالقه وبديع
صنعه ، كما قال ربنا في محكم كتابه : { وفي الأرض آيات للموقنين }
( الذاريات:20) ، وقال أيضاً : { قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف
كان عاقبة المكذبين } ( الأنعام : 11 ) .

وإذا كان الترحال من جملة الحاجات البشرية التي لا غنى عنها ، فقد وضعت
الشريعة له من الضوابط والآداب التي تجعله لا يخرج عن إطار التعبّد لله
جلّ وعلا.

الاستخارة

فعند العزم على المسير ، جاءت السنّة النبوية بالإرشاد إلى صلاة الاستخارة ،
وقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يعلّم أصحابه الاستخارة في الأسفار
بل في شؤون الحياة كلّها ، كما جاء في حديث جابر رضي الله عنهما قال :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا
السورة من القرآن " رواه البخاري .

والاستخارة سنّة نبوية يعلم منها المسافر إن كان الخير في بقائه أو رحيله ،
وفيها تربيةٌ للمسلم أن يربط أمورها كلّها بخالقه ومدبّر أموره ، فلا يُقدم على
شيء ولا يتأخّر عنه إلا بعد أن يستخير الله ويفعل ما ينشرح له صدره ، ثم
إن في الاستخارة إبطالٌ لما كان يفعله أهل الجاهليّة من زجر الطير أو سؤال
الكهّان والعرّافين ، أو غير ذلك من أنواع الدجل والخرافة .

تعهّد المركبة وإعداد العدّة..

ومن وصايا النبي – صلى الله عليه وسلم – للمسافر تعهّد المركبة وإعداد
العدّة ، اختيار الرفقة الصالحة ، والسفر مع الجماعة ، والنهي عن الوحدة ،
حمايةً من الأخطار المحتملة ، ووقاية من كيد الشيطان ووسواسه ، فقد جاء
في الحديث الصحيح : ( لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم، ما سار راكب
بليلٍ وحده ) رواه البخاري ، وهذا هو المقصود من قوله – صلى الله عليه
وسلم – في الحديث الآخر : ( الراكب شيطان ، والراكبان شيطانان ، والثلاثة
ركب ) رواه أبو داود والترمذي ، يقول الإمام الخطابي : " معناه أن التفرد
والذهاب وحده في الأرض من فعل الشيطان ، وهو شيء يحمله عليه الشيطان
ويدعوه إليه ، وكذلك الاثنان ، فإذا صاروا ثلاثة فهو ركب : أي جماعة
وصحب ".

الإمارة في السفر

ومن سنن النبوة الإمارة في السفر باختيار من يتولّى شؤون الرحلة ويحدّد
مسيرتها ، وقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يأمر أصحابه إذا
ارتحلوا أن يجعلوا عليهم أميراً، حتى يكون رأيهم واحداً، ولا يقع بينهم
الاختلاف ، وكل ذلك حرصاً منه عليه الصلاة والسلام على لزوم الجماعة
وتجنب أسباب الفرقة.

السفر يوم الخميس

وكان من هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – أيضاً السفر يوم الخميس
في أول النهار، فعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال : " لقلَّما كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يخرج إذا خرج في سفر إلا يوم الخميس " رواه
البخاري ، ويكون خروجه أوّل النهار ووقت البكور لفضله وبركته ، كما قال
– صلى الله عليه وسلم – : ( بورك لأمتي في بكورها ) رواه الطبراني .

أذكار وأدعية المسافر

عند الركوب

كما ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – جملة من الأذكار والأدعية
التي يقولها المسافر ، وتكون بإذن الله سبباً في حفظه وتوفيقه ، منها أن
يقول إذا ركب على دابته، واستقر عليها : ( الحمد لله، سبحان الذي سخر
لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا الى ربنا لمنقلبون، ثم يقول: الحمد لله،
الحمد لله، الحمد لله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، سبحانك إني ظلمت نفسي،
فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) رواه أبو داود ثم يقول: ( اللهم
إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون
علينا سفرنا هذا ، واطْوِ عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة
في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وَعْثَاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء
المنقلب، في المال والأهل ) رواه مسلم ، وفي رواية الإمام أحمد : ( اللهم
اقبض لنا الأرض ، وهوّن علينا السفر ) ، وله أن ينوّع في الدعاء فيقول :
( اللهم اصحبنا في سفرنا ، واخلفنا في أهلنا ، اللهم أني أعوذ بك من الحور
بعد الكور ، ودعوة المظلوم ، ومن سوء المنظر في الأهل والمال ) رواه
الترمذي ، والمقصود بالحور بعد الكور : فساد الأمور بعد صلاحها .

أثناء المسير

ومما ورد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – من الأذكار أثناء المسير التكبير
عند الصعود والتسبيح عند الهبوط ، ففي حديث جابر الطويل في صفة حجة
النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: (كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا)
رواه البخاري ، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم " كان إذا قفل أي : رجع من غزو أو حج أو عمرة ، يكبر
على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات" رواه البخاري ، وكان عليه الصلاة
والسلام يوصي بذلك ، كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال :
" يا رسول الله ، إني أريد أن أسافر فأوصني " ، فقال له : ( عليك بتقوى
الله ، والتكبير على كل شرف ) .

عند دخول قرية

وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا دخل قرية أو شارف على دخولها،
قال: ( اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن،
ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، فإنا نسألك خير هذه القرية،
وخير أهلها، ونعوذ بك من شرها، وشر أهلها، وشر ما فيها ) رواه النسائي .

عند النزول في أرض

ومن سنن النبي – صلى الله عليه وسلم – الاستعاذة عند النزول في أرضٍ من
شرّ ما فيها من المخلوقات الضارّة ، فكان يقول : ( أعوذ بكلمات الله التامات
من شر ما خلق ) رواه مسلم .

في وقت السحر

وفي وقت السحر كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول : ( سمع سامع
بحمد الله ، وحسن بلائه علينا ، ربنا صاحبنا وأفضل علينا ، عائذا بالله من
النار) رواه مسلم ، ومعنى الدعاء : شهد الناس على حمدنا لله تعالى على
نعمه وأفضاله وحسن بلائه ، اللهم صاحبنا في السفر ، وأجزل علينا نعمك ،
واحفظنا من كل سوء ، وأعذنا من النار .

عند العودة من السفر

فإذا عاد المسافر إلى وطنه ، ورجع إلى أهله، دعا بنحو ما دعا به عند
خروجه، ويزيد عليه قوله : ( آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون )
رواه البخاري .

الدعاء للمسافرين عند وداعهم

ومن الهدي النبوي الدعاء للمسافرين عند وداعهم ، والوصية بتقوى الله
عزوجل، كما ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يدعو للمسافر
بقوله 🙁 أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك ) رواه الترمذي ، ودعا
عليه الصلاة والسلام لأحدهم فقال : ( اللهم اطو له الأرض ، وهوّن عليه
السفر ) رواهالترمذي ، وجاء إليه رجل فقال : يا رسول الله ، إني أريد سفرا
فزودني ، فقال له : ( زوّدك الله التقوى ، وغفر ذنبك ، ويسر لك الخير حيثما
كنت ) رواه الترمذي .

التخفيف في الأحكام والترخيص في العبادات

وإذا كان السفر قطعة من العذاب -كما صحّّ بذلك الحديث – فقد جاءت الشريعة
بالتخفيف في الأحكام والترخيص في العبادات ، من ذلك قصر الصلاة الرباعية
ركعتين والجمع بين الصلاتين ، والفطر إذا شق الصوم، والمسح على الخفين
مدة ثلاث أيام بلياليهن ، ولم يحفظ عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه صلّى
في أسفاره السنن الرواتب، إلا سنة الفجر والوتر، فإنه لم يكن يدعهما في حضر
ولا سفر.

ومن جملة التخفيفات التي حفلت بها السنّة : إباحة الصلاة على الراحلة للمسافر
في النفل دون الفريضة ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : " كان النبي
صلى الله عليه وسلم يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به ، يومئ
إيماء ، صلاة الليل إلا الفرائض ، ويوتر على راحلته " رواه البخاري .

وبيّن – صلى الله عليه وسلم – أن المسافر يُكتب له أجر ما كان يعمله من
عملٍ صالح في حال إقامته ، ، فضلاً من الله ونعمة ، فقال – صلى الله عليه
وسلم – : ( إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا)
رواه البخاري .

التكافل في السفر

كما حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تطبيق مبدأ التكافل في أسفاره ،
فكان الناس يتعاقبون في غزواته على ركوب الرواحل عند قلّتها ، كما حصل
في غزوة تبوك وغيرها ، وحثّ الموسرين على الإيثار بما فضل من زادهم
ومركوبهم ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " بينما نحن في
سفر مع النبي – صلى الله عليه وسلم – إذ جاء رجل على راحلة له ، فجعل
يصرف بصره يميناً وشمالاً ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :
( من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ، ومن كان له فضل
من زاد فليعد به على من لا زاد له ) ، فذكر من أصناف المال ما ذكر ،
حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل " رواه مسلم .

وأرشد النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى إعطاء الراحلة نصيبها من
الراحة والغذاء خصوصاً في مواسم الخصب ، حتى تتمكّن من متابعة السير ،
كما نهى عن النزول في وسط الطريق فقال 🙁 إذا سافرتم في الخصب فأعطوا
الإبل حظها من الأرض ، وإذا سافرتم في السنة -أيام القحط – فأسرعوا
عليها السير ، وإذا عرستم بالليل – أي نزلتم في الليل منزلاً – فاجتنبوا
الطريق ؛ فإنها مأوى الهوام بالليل ) رواه مسلم .

وجاء النهي أيضاً عن المرور على المواضع التي نزل فيها العذاب إلا أن
يكون ذلك على سبيل الاتعاظ والاعتبار ، فعندما مر النبي – صلى الله عليه
وسلم – بحجر ثمود قال لأصحابه : ( لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم؛
أن يصيبكم ما أصابهم ، إلا أن تكونوا باكين ) ثم قنّع رأسه – أي غطّاه –
وأسرع السير حتى أجاز الوادي ، متفق عليه .

أسفار النبي صلى الله عليه وسلم

وإذا نظرنها إلى أسفار النبي – صلى الله عليه وسلم – وجدنا أنها تتعلق
بأحد أربعة أسباب : السفر للهجرة، والسفر للجهاد، والسفر للعمرة والسفر
للحج ، وأحياناً كان يسافر مصطحباً إحدى زوجاته ، وكان عليه الصلاة
والسلام يختار من ترافقه بالقرعة

وقد ترك النبي – صلى الله عليه وسلم – مساحةً للترويح عن النفس باللهو
البريء والحداء الجميل ليستعين الناس بذلك على عناء السفر ، فجاء عنه
مسابقته لعائشة رضي الله عنه في إحدى أسفاره ، وسمح لغلام له يقال عنه
أنجشة بالحداء وذكر الأشعار .

وعند عودة النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى دياره كان يبتديء بزيارة
المسجد والصلاة فيه ، ثم يتلقّاه الناس بالغلمان حتى يحضنهم ويقبّلهم ،
ويذكر عبد الله بن جعفر رضي الله عنه أحد تلك المواقف فيقول : " كان
رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا قدم من سفر تُلُقِّيَ بصبيان أهل بيته،
وإنه قدم من سفر فسُبِق بي إليه ، فحملني بين يديه ، ثم جيء بأحد ابني
فاطمة فأردفه خلفه ، فأدخلنا المدينة ثلاثةً على دابة " رواه مسلم .

أمور نهى عنها الرسول صلى الله عيه وسلم في السفر

وقد نهى – صلى الله عليه وسلم- عن أمورٍ في السفر، مثل اصطحاب
الكلب والجرس ، وفي هذا جاء قوله عليه الصلاة والسلام : ( لا تصحب
الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس ) رواه مسلم .

ومما نهى عنه عليه الصلاة والسلام سفر المرأة بدون محرم، لما يترتب
عليه من حصول الفتنة والأذية لها، فقد قال – صلى الله عليه وسلم:
( لا تسافر امرأة إلا ومعها محرم ) رواه البخاري .

كذلك نهى – صلى الله عليه وسلم – أن يأتي المسافر أهله ليلاً ، ففي
الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم:- ( إذا طال أحدكم الغيبة ، فلا يطرق أهله ليلاً ) رواه
البخاري ، وعنه أيضاً أنه قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يطرق الرجل أهله ليلاً يتخونهم أو يطلب عثراتهم ) رواه البخاري ،
وبالمقابل فقد أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – المسافر أن يتعجّل
في العودة إلى أهله بعد قضاء حاجته من السفر فقال : (.. فإذا قضى
نهمته فليعجل إلى أهله ) متفق عليه.

فصلوات الله على من كان الخير في حله وترحاله ، وإقامته وسفره ،
فكان للحق نبراساً ، وللفضائل تاجاً .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

العاطفة الزوجية في حياة الرسول صلى الله عليه و سلم من السنة

العاطفهـ الزوجيهـ فيـ حياهـ الرسولـ صلى اللهـ عليهـ وسلمـ

——————————————————————————–

ان الناظر إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
يجد ان رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم
كان يقدر المرأة (الزوجة) ويوليها عناية فائقة…ومحبة لائقة.

ولقد ضرب أمثلة رائعة من خلال حياته اليومية .. فتجده أول من يواسيها..يكفكف دموعها …يقدر مشاعرها…

لايهزأ بكلماتها يسمع شكواها ….ويخفف أحزانها ..

ولعل الكثير يتفقون معي
ان الكتب الأجنبية الحديثة التي تعنى في الحياة الزوجية
تخلو من الأمثلة الحقيقية , ولا تعدو ان تكون شعارات على الورق!!

وتعجز أكثر الكتب مبيعاً في هذا الشأن
ان تبلغ ما بلغه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم
فهاك شيئاً من هذه الدرارى:

الشرب والأكل في موضع واحد
لحديث عائشة رضي الله عنها :

كنت أشرب فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ,
واتعرق العرق فيضع فاه على موضع فيّ .

رواه مسلم

الاتكاء على الزوجة

لحديث عائشة رضي الله عنها :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتكئ في حجري وأنا حائض.

رواه مسلم

تمشيط شعره , وتقليم أظافره

لحديث عائشة رضي الله عنها :

ليدخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
رأسه وهو في المسجد فأرجّله.

رواه مسلم

التنزه مع الزوجة ليلاً

كان النبي صلى الله عليه وسلم
اذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث

رواه البخارى

الضحك من نكاتها وفكاهتها

لحديث عائشة رضي الله عنها : قالت:

قلتُ: يا رسول الله ! أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرة أُكل منها
ووجدت شجراً لم يؤكل منها، في أيّها كنت تُرْتِعُ بعيرك؟
قال: "في التي لم يُرْتعْ فيها :
تعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها

أخرجه البخاري .

مساعدتها في أعباء المنزل

سئلت عائشة رضي الله عنها :
ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟
قالت: كان في مهنة أهله

رواه البخارى

يهدي لأحبتها

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا ذبح شاة يقول :
أرسلوا بـها الى أصدقاء خديجة .
رواه مسلم.

يمتدحها

لقوله صلى الله عليه وسلم

ان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام .

رواه مسلم

يسرّ اذا اجتمعت بصويحباتها

لحديث عائشة رضي الله عنها :

قالت عائشة :كانت تأتيني صواحبي فكن ينقمعن (يتغيبن)
من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكان يُسربـهن إلى(يرسلهن الى ) .
رواه مسلم

يعلن حبها

لقوله صلى الله عليه وسلم عن خديجة "أنى رزقت حُبها ".

رواه مسلم

ينظر الى محاسنها

لقوله صلى الله عليه وسلم

"لايفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها آخر .

رواه مسلم

اذا رأى امرأة يأت أهله ليرد ما في نفسه

لقوله صلى الله عليه وسلم :

" اذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فان ذلك يرد ما في نفسه"
رواه مسلم

لا ينشر خصوصياتها

قال صلى الله عليه وسلم:

ان من أشر الناس عند الله منزله يوم القيامة
الرجل يفضى الى امرأته وتفضي اليه ثم ينشر سرها .

رواه مسلم

التقبيل

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم .

رواه مسلم

التطيب في كل حال

عن عائشة رضي الله عنها قالت:

كأني انظر الى وبيص المسك
في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم .

رواه مسلم

يرضى لها بالهدايا

عن عائشة رضي الله عنها قالت:
ان الناس كانوا يتحرون بـهداياهم يوم عائشة
يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
رواه مسلم

يعرف مشاعرها

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة :
أنى لأعلم اذا كنت عنى راضية واذا كنت عنى غضبى ..
أما اذا كنت عنى راضية فانك تقولين لا ورب محمد
واذا كنت عنى غضبى قلت : لا ورب ابراهيم

رواه مسلم

يحتمل صدودها

هن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :

صخبت علىّ امرأتي فراجعتني , فأنكرت ان تراجعني!
قالت : ولم تنكر ان أراجعك؟
فوا لله ان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه
وان أحداهن لتهجره اليوم حتى الليل.

رواه البخارى

لايضربها

قالت عائشة رضي الله عنها :
ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة له قط"

رواه النسائي

يواسيها عند بكائها

كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر
وكان ذلك يومها, فأبطت في المسير
فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تبكى
وتقول حملتني على بعير بطيء
فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها , ويسكتها,.."
رواه النسائي

يرفع اللقمة الى فمها

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

انك لن تنفق نفقة الا أجرت عليها
حتى اللقمة ترفعها الى في امرأتك

رواه البخارى

إحضار متطلباتها

قال الرسول صلى الله عليه وسلم :

أطعم اذا طعمت وأكس اذا اكتسيت

رواه الحاكم وصححه الألباني

الثقة بها

نـهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يطرق الرجل أهله ليلاً
ان يخونـهم , أو يلتمس عثراتـهم.
رواه مسلم

المبالغة في حديث المشاعر

للحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يرخص في شيء من الكذب الا في ثلاث منها:
الرجل يحدث امرأته, والمرأة تحدث زوجها.
رواه النسائي

العدل مع نساءه

لحديثه عليه الصلاة والسلام :

من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى
جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل

رواه الترمذي وصححه الألباني

يتفقد الزوجة في كل حين

عن أنس رضي الله عنه قال :
كان صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه
في الساعة الواحدة من الليل والنهار.
رواه البخارى

لايهجر زوجته أثناء الحيض

عن ميمونة رضي الله عنها قالت:
كان صلى الله عليه وسلم
يباشر نساءه فوق الإزار وهن حُيّضٌ.
رواه البخارى

يتفكه من خصام زوجاته

قالت عائشة :

دخلت علىّ زينب وهى غضبى
فقال رسول الله دونك فانتصري
فأقبلت عليها حتى رأيتها قد يبست ريقها في فيها
فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل
رواه ابن ماجه

يصطحب زوجته في السفر

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

اذا أراد سفراً أقرع بين نسائه
فآيتهن خرج سهمها خرج بـها.
متفق عليه

مسابقته لزوجه

عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لى :
تعالى أسابقك
فسابقته, فسبقته على رجلي
وسابقني بعد ان حملت اللحم وبدنت فسبقني
وجعل يضحك وقال :
هذه بتلك

رواه ابو داود

تكنيته لها

ان عائشة قالت يارسول الله صلى الله عليه وسلم
كل نسائك لها كنية غيري فكناها "أم عبد الله"

رواه احمد

يروى لها القصص

كحديث أم زرع. رواه البخارى

يشاركها المناسبات السعيدة

قالت عائشة – رضي الله عنها
مررت ورسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم من الحبشة يلعبون بالحراب
فوقف رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ينظر إليهم
ووقفت خلفه فكنت إذا أعييت جلست
وإذا قمت أتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم .
أخرجه البخاري

لايستخدم الألفاظ الجارحة

وقال أنس رضي الله عنه
خدمت رسول الله عشر سنوات فما قال لي لشئ فعلته ، لمَ فعلته .
رواه الدارمى

احترام هواياتها وعدم التقليل من شأنها

عن عائشة رضي الله عنها -:
كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم
وكان لي صواحب يلعبن معي
فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل ينقمعن منه
فيسر بـهن فيلعبن معي الأدب المفرد

إضفاء روح المرح في جو الأسرة

عن عائشة رضي الله عنها قالت:

زارتنا سوده يومًا فجلس رسول الله بيني وبينها
إحدى رجليه في حجري , والأخرى في حجرها
فعملت لها حريرة فقلت : كلى !
فأبت فقلت : لتأكلي , أو لألطخن وجهك
فأبت فأخذت من القصعة شيئاً فلطخت به وجهها
فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجله من حجرها لتستقيد منى
فأخذت من القصعة شيئاً فلطخت به وجهي
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك.

رواه النسائي

إشاعة الدفء

عن عائشة قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلّ يوم إلا وهو يطوف على نسائه
فيدنو من أهله فيضع يده, ويقبل كل امرأة من نسائه
حتى يأتي على آخرهن
فإن كان يومها قعد عندها

طبقات ابن سعد ج 8 / 170

لا ينتقصها أثناء المشكلة

عن عائشة رضي الله عنها تحكى عن حادثة الأفك قالت:
إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض لطفه بي
كنت إذا اشتكيت رحمني ، ولطف بي
فلم يفعل ذلك بي في شكواي تلك
فأنكرت ذلك منه كان إذا دخل علي وعندي أمي تمرضني
قال: كيف تيكم ! لا يزيد على ذلك .
رواه البخارى

يرقيها في حال مرضها

عن عائشة رضي الله عنها قالت:

كان صلى الله عليه وسلم اذا مرض أحدٌ من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات .
رواه مسلم

يمتدح من يحسن لأهله

قال الرسول صلى الله عليه وسلم :

خياركم خيارُكم لنسائهم.

رواه الترمذي وصححه الألباني

يمهلها حتى تتزين له

عن جابر قال :
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر
فلما رجعنا ذهبنا لندخل,
فقال :

" أمهلوا حتى ندخل ليلا اى : عشاء" حتى تمتشط الشعثة , وتستحد المغيبة"

رواه النسائي

اتمنى انها تنال على اعجابكم
منقووول للفائده

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

حذيفة بن اليمان – عدوّ النفاق وصديق الوضوح من السنة

حذيفة بن اليمان – عدوّ النفاق وصديق الوضوح

خرج أهل المدائن أفواجا يستقبلون واليهم الجديد الذي اختاره لهم أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه..

خرجوا تسبقهم أشواقهم الى هذا الصحابي الجليل الذي سمعوا الكثير عو ورعه وتقاه.. وسمعوا أكثر عن بلائه العظيم في فتوحات العراق..

واذ هم ينتظرون الموكب الوافد، أبصروا أمامهم رجلا مضيئا، يركب حمارا على ظهره اكاف قديم، وقد أسدل الرجل ساقيه، وأمسك بكلتا يديه رغيفا وملحا، وهو يأكل ويمضغ طعامه..!

وحين توسط جمعهم، وعرفوا أنه حذيفة بن اليمان الوالي الذي ينتظرون، كاد صوابهم يطير..!!

ولكن فيم العجب..؟!

وماذا كانوا يتوقعون أن يجيء في اختيار عمر..؟!

الحق أنهم معذورون، فما عهدت بلادهم أيام فارس، ولا قبل فارس ولاة من هذا الطراز الجليل.!!
وسار حذيفة، والناس محتشدون حوله، وحافون به..

وحين رآهم يحدّقون فيه كأنهم ينتظرون منه حديثا، ألقى على وجوههم نظرة فاحصة ثم قال:

" اياكم ومواقف الفتن"..!!

قالوا:

وما مواقف الفتن يا أبا عبدالله..!!

قال:

" أبواب الأمراء"..

يدخل أحدكم على الوالي أو الأمير، فيصدّقه بالكذب، ويمتدحه بما ليس فيه"..!

وكان استهلالا بارعا، بقدر ما هو عجيب..!!

واستعاد الانس موفورهم ما سمعوه عن واليهم الجديد، من أنه لا يمقت في الدنيا كلها ولا يحتقر من نقائصها شيئا أكثر مما يمقت النفاق ويحتقره.

وكان هذا الاستهلال أصدق تعبير عن شخصية الحاكم الجديد، وعن منهجه في الحكم والولاية..

**

فـ حذيفة بن اليمان رجل جاء الحياة مزودا بطبيعة فريدة تتسم ببغض النفاق، وبالقدرة الخارقة على رؤيته في مكامنه البعيدة.

ومنذ جاء هو أخوه صفوان في صحبة أبيهما الى رسول الله صلى الله عليه وسلم واعنق ثلاثتهم الاسلام، والاسلام يزيد موهبته هذه مضاء وصقلا..

فلقد عانق دينا قويا، نظيفا، شجاعا قويما.. يحتقر الجبن والنفاق، والكذب…

وتأدّب على يدي رسول الله واضح كفق الصبح، لا تخفى عليهم من حياته، ولا من أعماق نفسه خافية.. صادق وأمين..يحب الأقوياء في الحق، ويمقت الملتوين والمرائين والمخادعين..!!

فلم يكن ثمة مجال ترعرع فيه موهبة حذيفة وتزدهر مثل هذا المجال، في رحاب هذا الدين، وبين يدي هذا الرسول، ووسط هذا ارّعيل العظيم من الأصحاب..!!

ولقد نمت موهبته فعلا أعظم نماء.. وتخصص في قراءة الوجوه والسرائر.. يقرأ الوجوه في نظرة.. ويبلوكنه الأعماق المستترة، والدخائل المخبوءة. في غير عناء..

ولقد بلغ من ذلك ما يريد، حتى كان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، وهو الملهم الفطن الأريب، يستدل برأي حذيفة، وببصيرته في اختيار الرجال ومعرفتهم.

ولقد أوتي حذيفة من الحصافة ما جعله يدرك أن الخير في هذه الحياة واضح لمن يريده.. وانما الشر هو الذي يتنكر ويتخفى، ومن ثم يجب على الأريب أن يعنى بدراسة الشر في مآتيه، ومظانه..

وهكذا عكف حذيفة رضي الله عنه على دراسة الشر والأشرار، والنفاق والمؤمنين..

يقول:

" كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني..

قلت: يا رسول الله فهل بعد هذا الخير من شر؟

قال: نعم..

قلت: فهل بعد هذا الشر من خير؟

قال: نعم، وفيه دخن..

قلت: وما طخنه..؟

قال: قوم يستنون بغير سنتي.. ويهتدون يغير هديي، وتعرف منهم وتنكر..

قلت: وهل بعد ذلك الخير من شر..؟

قال: نعم! دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم اليها قذفوه فيها..

قلت: يا رسول الله، فما تأمرني ان أدركني ذلك..؟

قال: تلزم جماعة المسلمين وامامهم..

قلت: فان لم يكن لهم جماعة ولا امام..؟؟

قال: تعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك"..!!

أرأيتم قوله:" كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني"..؟؟

لقد عاش حذيفة بن اليمان مفتوح البصر والبصيرة على مآتي الفتن، مسالك الشرور ليتقها، وليحذر الناس منها. ولقد أفاء عليه هذا بصرا بالدنيا، وخبرة بالانس، ومعرفة بالزمن.. وكلن يدير المسائل في فكره وعقله بأسلوب فيلسوف، وحصانة حكيم…

ويقول رضي الله عنه:

" ان اله تعالى بعث محدا صلى الله عليه وسلم، فدعا الانس من الضلالة الى الهدى، ومن الكفر الى الايمان، فاستجاب له من استجاب، فحيي بالحق من كان ميتا…

ومات بالباطل من كان حيا..

ثم ذهبت النبوة وجاءت الخلافة على مناهجها..

ثم يكون ملكا عضوضا..!!

فمن الانس من ينكر بقلبه، ويده ولسانه.. أولئك استجابوا لحق..

ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه، كافا يده، فهذا ترك شعبة من الحق..

ومنهم من ينكر بقلبه، كافا يده ولسانه، فهذا ترك شعبتين من الحق..

ومنهم من لا ينكر بقلبه ولا بيده ولا بلسانه، فذلك ميّت الأحياء"…!

ويتحدّث عن القلوب وعن حياة الهدى والضلال فيها فيقول:

" القلوب أربعة:

قلب أغلف، فذلك قلب الكافر..

وقلب مصفح، فذلك قلب المنافق..

وقلب أجرد، فيه سراج يزهر، فذلك قلب المؤمن..

وقلب فيه نفاق وايمان، فمثلالايمان كمثل شجرة يمدها ماء طيب.. ومثل النفاق كقرحة يمدّها قيح ودم: فأيهما غلب، غلب"…!!

وخبرة حذيفة بالشر، واصراره على مقاومته وتحدّيه، أكسبا لسانه وكلماته شيئا من الحدّة، وينبأ هو بهذا في شجاعة نبيلة:

فيقول:

" جئت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، ان لي لسانا ذربا على أهلي، وأخشى أن يدخلني النار..

فقال لي النبي عليه الصلاة والسلام: فأين أنت من الاستغفار..؟؟ اني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة"…

**

هذا هو حذيفة عدو النفاق، صديق الوضوح..

ورجل من هذا الطراز، لا يكون ايمانه الا وثيقا.. ولا يكون ولاؤه الا عميقا.. وكذلكم كان حذيفة في ايمانه وولائه..

لقد رأى أباه المسلم يصرع يوم أحد..وبأيد مسلمة، قتلته خطأ وهي تحسبه واحدا من المشريكن..!!

وكان حذيفة يتلفت مصادفة، فرأى السيوف تنوشه، فصاح في ضاربيه: أبي… أبي.. انه أبي..!!

لكن القضاء كان قد حم..

وحين عرف المسلمون، تولاهم الحزن والوجوم.. لكنه نظر اليهم نظرة اشفاق ومغفرة، وقال:

" يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين"..

ثم انطلق بسيفه صوب المعركة المشبوبة يبلي فيها بلاءه، ويؤدي واجبه..

وتنتهي المعركة، ويبلغ الخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأمر بالدية عن والد حذيفة "حسيل بن جابر" رضي الله عنه، ويتصدّق بها على المسلمين، فيزداد الرسول حبا له وتقديرا…

**

وايمان حذيفة وولاؤه، لا يعترفان

بالعجز، ولا بالضعف..بل ولا بالمستحيل….

في غزوة الحندق..وبعد أن دبّ الفشل في صفوف كفار قريش وحلفائهم من اليهود، أراد رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يقف على آخر تطوّرات الموقف هناك في معسكر أعدائه.

كان اليل مظلما ورهيبا.. وكانت العواصف تزأر وتصطخب، كأنما تريد أن تقتلع جبال الصحراء الراسيات من مكانها.. وكان الموقف كله بما فيه من حصار وعناد واصرار يبعث على الخوف والجزع، وكان الجوع المضني قد بلغ مبلغا وعرا بين اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم..

فمن يملك آنئذ القوة،وأي قوة ليذهب وسط مخاطر حالكة الى معسكر الأعداء ويقتحمه، أو يتسلل داخله ثم يبلوا أمرهم ويعرف أخبارهم..؟؟

ان الرسول هو الذي سيختار من أصحابه من يقوم بهذه المهمة البالغة العسر..

ترى من يكون البطل..؟

انه هو..حذيفة بن اليمان..!

دعاه الرسول صلى الله عليه وسلم فلبى، ومن صدقه العظيم يخبرنا وهو يروي النبأ أنه لم يكن يملك الا أن يلبي.. مشيرا بهذا الى أنه كان يرهب المهمة الموكولة اليه، ويخشى عواقبها، والقيام بها تحت وطأة الجوع، والصقيع، والاعياء الجديد الذي خلفهم فيه حصار المشركين شهرا أو يزيد..!

وكان أمر حذيفة تلك الليلة عجيبا…

فاقد قطع المسافة بين المعسكرين، واخترق الحصار.. وتسلل الى معسكر قريش، وكانت الريح العاتية قد أطفأت نيران المعسكر، فخيّم عليه الظلام،واتخذ حذيفة رضي الله عنه مكانه وسط صفوف المحاربين…

وخشي أبوسفيان قائد قؤيش، أن يفجأهم الظلام بمتسللين من المسلمين، فقام يحذر جيشه، وسمعه حذيفة يقول بصوته المرتفع:

" يا معشر قريش، لينظر كل منكم جليسه، وليأخذ بيده، وليعرف اسمه".

يقول حذيفة"

" فسارعت الى يد الرجل الذي بجواري، وقلت لهمن أنت..؟ قال: فلان بن فلان؟"…

وهكذا أمّن وجوده بين الجيش في سلام..!

واستأنف أبو سفيان نداءه الى الجيش قائلا:" يا معشر قريش.. انكم والله ما أصبحتم بدار مقام.. لقد هلكت الكراع _ أي الخيل_ والخف_ أي الابل_، وأخلفتنابنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره، ولقينا من شدّة الريح، ما تطمئن لنا قدر، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فاني مرتحل"..

ثم نهض فوق جمله، وبدأ المسير فتبعه المحاربون..

يقول حذيفة:

" لولا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليّ ألا تحدث شيئا حتى تأتيني، لقتلته بسهم"..

وعاد حذيفة الى الرسول عليه الصلاة والسلام فأخبره الخبر، وزف البشرى اليه…

**

ومع هذا فان حذيفة يخلف في هذا المجال كل الظنون..

ورجل الصومعة العابد، المتأمل لا يكاد يحمل شيفه ويقابل جيوش الوثنية والضلال حتى يكشف لنا عن عبقرية تبهر الأبصار..

وحسبنا أن نعلم، أنه كان ثالث ثلاثة، أو خامس خمسة كانوا أصحاب السبق العظيم في فتوح العراق جميعها..!

وفي همدان والري والدينور تم الفتح على يديه..

وفي معركة نهاوند العظنى، حيث احتشد الفرس في مائة ألف مقاتل وخمسين الفا.. اختار عمر لقيادة الجيوش المسلمة النعمان بن مقرّن ثم كتب الى حذيفة أن يسير اليه على رأس جيش من الكوفة..

وأرسل عمر الى المقاتلين كتابه يقول:

" اذا اجتمع المسلمون فليكن على كل أمير جيشه.. وليكن أمير الجيوش جميعها النعمان بن مقرّن..

فاذا استشهد النعمان، فليأخذ الراية حذيفة، فاذا استشهد فجرير بن عدالله..

وهكذا مضى أمير المؤمنين يختار قوّاد المعركة حتى سمّى منهم سبع…

والتقى الجيشان..

الفرس في مائة ألف وخمسين ألفا..

والمسلمون في ثلاثين ألفا لاغير…

وينشب قتال يفوق كل تصور ونظير ودارت معركة من أشد معارك التاريخ فدائية وعنفا..

وسقط قائد المسلمين قتيلا، سقط النعمان بن مقرّن، وقبل أن تهوي الراية المسلمة الى الأرض كان القائد الجديد قد تسلمها بيمينه، وساق بها رياح النصر في عنفوان لجب واستبسال عظيم… ولم يكن هذا القائد سوى حذيفة بن اليمان…

حمل الراية من فوره، وأوصى بألا ندع نبأ موت النعمان حتى تنجلي المعركة.. ودعا نعيم بن مقرن فجعله مكان أخيه النعمان تكريما له..

أنجزت المهمة في لحظات والقتال يدور، بديهيته المشرقة.. ثم انثنى كالاعصار المدمدم على صفوف الفرس صائحا:

" الله أبكر صدق وعده!!

الله أكبر نصر جنده!!"

ثم لوى زمام فرسه صوب المقاتلين في جيوشه ونادى: يا أتباع محمد.. هاهي ذي جنان الله تتهيأ لاستقبالكم فلا تطيلوا عليها الانتظار..

هيا يا رجال بدر..

تقدموا يا ابطال الخندق وأحد وتبوك..

لقد احتفظ حذيفة بكا حماسة المعركة وأشواقها، ان لم يكن قد زاد منها وفيها..

وانتهى القتال بهزيمة ساحقة للفرس.. هزيمة لا نكاد نجد لها نظيرا..!!

**

هذا العبقري في حمته، حين تضمّه صومعته..

والعبقري في فدائيته، حين يقف فوق أرض القتال..

هو كذلك العبقري في كل مهمةتوكل اليه، ومشورةتطلب منه.. فحين انتقل سعد بن أبي وقاص والمسلمون معه من المدائن الى الكوفة واستوطنوها..

وذلك بعد أن أنزل مناخ المدائن بالعرب المسلمين أذى بليغا.

مما جعل عمر يكتب الى سعد كي يغادرها فورا بعد أن يبحث عن أكثر البقاع ملاءمة، فينتقل بالمسلمين اليها..

يومئذ من الذي وكل اليه أمر اختيار البقعة والمكان..؟

انه حذيفة بن اليمان.. ذهب ومعه سلمان بن زياد، يرتادان لمسلمين المكان الملائم..

فلما بلغا أرض الكوفة، وكانت حصباء جرداء مرملة. شمّ حذيفة عليها أنسام العافية، فقال لصاحبه: هنا المنزل ان شاء الله..

وهكذا خططت الكوفة وأحالتها يد التعمير الى مدينة عامرة…

وما كاد المسلمون ينتقلون اليها، حتى شفي سقيمهم. وقوي ضعيفهم. ونبضت بالعافية عروقهم..!!

لقد كان حذيفة واسع الذكاء، متنوع الخبرة، وكان يقول للمسلمين دائما:

" ليس خياركم الذين يتركون الدنيا للآخرة.. ولا الذين يتركون الآخرة للدنيا.. ولكن الذين يأخذون من هذه ومن هذه"…

**

وذات يوم من أيام العام الهجري السادس والثلاثين..دعي للقاء الله.. واذ هو يتهيأ للرحلة الأخيرة دخل عليه بعض أصحابه، فسألهم:

أجئتم معكم بأكفان..؟؟

قالوا: نعم..

قال: أرونيها..

فلما رآها، وجدها جديدة فارهة..

فارتسمت على شفتيه آخر بسماته الساخرة، وقال لهم:

" ما هذا لي بكفن.. انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص..

فاني لن أترك في القبر الا قليلا، حتى أبدّل خيرا منهما… أو شرّ منهما"..!!

وتمتم بكلمات، ألقى الجالسون أسماعهم فسمعوها:

" مرحبا بالموت..

حبيب جاء على شوق..

لا أفلح من ندم"..

وصعدت الى الله روح من أعظم أرواح البشر، ومن أكثرها تقى، وتآلقا، واخباتا…

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

ام سليم بنت ملحان من السنة

صابرة..ومهرها الإسلام

(أم سليم بنت ملحان)

بشرها النبي ( بالجنة، فقال: " دخلتُ الجنة، فسمعتُ خشفة (حركة) بين يدي، فإذا أنا

بالغميصاء بنت ملحان" [متفق عليه].

تُري.. ماذا عملت تلك السيدة لتكون من أهل الجنة؟ وماذا عن حياتها؟

إنها آمنتْ باللَّه، وآثرتْ الإسلام حين أشرقتْ شمسه على العالم، وتعلمتْ فى مدرسة النبوة

كيف تعيش المرأة حياتها، تصبر على ما يصيبها من حوادث الزمان؛ كى تنال مقعد

الصابرين فى الجنة، وتفوز بمنزلة المؤمنين فى الآخرة.

فقد فقدت "الرميصاء" ابنها الوحيد، وفلذة كبدها، وثمرة حياتها؛ حيث شاء اللَّه له يمرض

ويموت ، فلم تبكِ ولم تَنُحْ، بل صبرتْ واحتسبتْ الأجر عند اللَّه، وأرادت ألا تصدم زوجها

بخبر موت ابنه، وقررت أن تسوق إليه الخبر فى لطف وأناة، حتى لايكون وقْع الخبر سيئًا.

عاد أبو طلحة، وقد كان غائبًا عن هذه الزوجة الحليمة العاقلة، فما إن سمعت صوت زوجها

– حتى استقبلته بحفاوة وبوجه بشوش، وقدمت له إفطاره -وكان صائمًا- ثم تزينت له زينة

العروس لزوجها ليلة العرس.

أقبل أبو طلحة يسألها عن الولد، وقد تركه مريضًا قبل أن يخرج، فتجيب فى ذكاء ولباقة: هو

أسكن من ذى قبل.

ثم تتحيَّن الزوجة الصابرة الفرصة، فتبادره فى ذكاء وفطنة بكلمات يحوطها حنان وحكمة

قائلة له: يا أبا طلحة…أرأيت لو أن قومًا أعاروا أهل بيت عارية، فطلبوا عاريتهم،

أيمنعونهم؟! قال: ليس لهم ذلك، إن العارية مؤداة إلى أهلها. فلما انتزعت منه هذا الجواب،

قالت: إن اللَّه أعارنا ابننا، ثم أخذه مِنَّا، فاحتسِبْه عند اللَّه.. قال: إنا للَّه وإنا إليه راجعون.

ووجد فى نفسه مما فعلت زوجته.

فلما لاح الفجر، ذهب أبو طلحة إلى النبي ( يخبره بما كان من زوجه أم سليم، فيقول النبي

(:"بارك اللَّه لكما فى ليلتكما" [البخاري].

يقول أحد الصحابة: إنه وُلد لأم سليم وزوجها من تلك الليلة عبد اللَّه بن أبى طلحة فكان

لعبد الله عشرة من الولد، كلهم قد حفظ القرآن الكريم، وكان منهم إسحق بن عبد الله الفقيه

التابعى الجليل.

كانت أم سليم مؤمنة مجاهدة تشارك المسلمين فى جهادهم لرفع راية الجهاد والحق، فكانت

مع أم المؤمنين السيدة عائشة – رضى اللَّه عنهما – يوم أُحد، فكانتا تحملان الماء وتسقيان

العطشي. وفى يوم حنين جاء أبو طلحة يُضحك رسول اللَّه ( من أم سليم، فقال: يا رسول

الله هذه أم سليم معها خنجر؟فقالت: يا رسول الله إن دنا منى مشرك؛ بقرت به بطنه

[ابن سعد].

ولم تكتف الرميصاء بالمشاركة فى ميدان الجهاد، بل اشتهرت مع ذلك بحبها الشديد للعلم

والفقه، فعن أم سلمة -رضى الله عنها- قالت: جاءت أم سليم إلى رسول اللَّه (، فقالت: إن

اللَّه لا يستحيى من الحق، فهل على المرأة من غُسل إذا احتلمت؟ فقال (: "إذا رأت

الماء" (فغطَّتْ أم سلمة وجهها حياءً) وقالت: أو تحتلم المرأة؟

قال: "نعم. تَرِبَتْ يمينُكِ فبِمَ يُشْبِهُـهَا ولدُها؟" [البخاري].

وقد اختلفوا فى اسمها، فقيل، سهلة، وقيل: رُميلة. وقيل: رُميتة، وقيل: أنيفة، وتعرف بأم

سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد ابن حرام من الخزرج من بنى النجار، تربطها بالنبى

( صلة قرابة، ذلك أن بنى النجار هم أخوال أبيه، وهى أخت حرام بن ملحان، أحد القراء

السبعة، وأخت أم حرام زوجة عبادة بن الصامت .

تزوجت "مالك بن النضر" فولدت له أنس بن مالك.

وذات يوم جاءت أم سليم إلى زوجها مالك بن النضر -وكانت قد أسلمت، وهو لا يزال على

شِْركه – فقالت له: جئتُ اليوم بما تكره؟ فقال: لا تزالين تجيئين بما أكره من عند هذا

الأعرابى (يقصد رسول اللَّه (). قالت: كان أعرابيّا اصطفاه الله واختاره، وجعله نبيّا. قال:

ما الذي جئتِ به؟ قالت: حُرِّمت الخمر. قال: هذا فراق بينى وبينك، فمَات مشركًا. وتقدم "أبو

طلحة" إلى أم سليم ليخطبها، وذلك قبل أن يسلم، فقالت له: أما إنى فيك لراغبة، وما مثلك

يُرد، ولكنك رجل كافر وأنا امرأة مسلمة، فإن تسلم؛ فذلك مهري، لا أسألك غيره. فأسلم أبو

طلحة وتزوجها. وفى رواية أنها قالت: يا أبا طلحة ألستَ تعلم أن إلهكَ الذي تعبده خشبة

نبتتْ من الأرض نَجَرَها حبشى بن فلان؟ قال: بلي. قالت: أفلا تستحيى أن تعبدها؟ لئن

أسلمت لم أُرِدْ منك من الصداق غير الإسلام.فأسلم. قالت: يا أنس! زوِّج أبا طلحة. فكان

ابنها وليَّها فى عقدها. قال ثابت: فما سمعنا بمهر قط كان أكرم من مهر أم سليم: الإسلام.

وكان النبي ( يزور أم سليم -رضى الله عنها- ويتفقد حالها، فسُئل عن ذلك، فقال: "إنى

أرحمها. قُتل أخوها معي" [الطبراني]. وأخوها هو "حرام بن ملحان" قتل فى بئر معونة

شهيدًا فى سبيل الله. تلك هي أم سليم، عاشت حياتها تناصر الإسلام، وتشارك المسلمين فى

أعمالهم، وظلت تكافح حتى أتاها اليقين، فماتت، ودُفنتْ بالمدينة المنورة.رحمها الله تعالى

ورضى الله عنها.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

منقوووول للفائده

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

ياسيدي هاك حباً لاحدود له ،، – سنة النبي

يَـآ سَيّدي هَـآكَ حُباً لآ حُدودَ لهُ ’
لَكَ اَلمحبّـةُ فِي اَلأَجوآفِ تَضطَـــرِمُ ‘

فِـدَآؤُكَ اَلمَــآلُ وَ الأَهلُـــون َكلُّهــمُ ‘

فِدآؤك
اَلنَّآس إِن جَلُّواْ وَ إِن عظمُواْ

’‘ بسم الله اَلرَّحمَن اَلرّحيم ’‘
’‘ اَلسَّلآم عليكُم وَ رحمَةُ الله وَ بركَـآتهُ ’‘

صَبَـآحكُم || مَسَـآؤُكم رِضَـآ وَ طمَأنينه ‘

إِلاَّ رسُــول الله

عملٌ مُتوآضع عبَـآرهـْ عَن مجلَّـه مكوَّنَـه مِن 20 صَفحَـه

* الهدف من المجلَّه ~/

الدفـآع وَ نُصَرَة رَسُول اَلله صلى الله عليه وَ سلم

التذكير وَ إِحيَــآء السُّنَّـه اَلنَّبويّـه

بيَـآن حقُوق النبي صلّى الله عليهِ وَ سلَّم علينَـآ

أُمور أُخرى تَخص قدوتنَـآ محمد صلى الله عليه وَ سلم


*
إِليكُم صَفَحــآت المجلّـه ~/

" أنتظرواْ قليلاً إِلَى أَن ينتهي تحميل الصور "

http://www.iraqpics.net/images/9ccvu6fg6jozrq0j5sh4.png

* الغلآف الأَمـآمِي لِـ اَلمجله 】~

* ص1 ~/ المحتوى 】~

* ص2 ~/【 ليعلمواْ أَنّـه رسُول الله 】~

[URL="http://imagecache.te3p.com/imgcache/d324d72715cd13c29f2e956c32c2fadf.png"]http://imagecache.te3p.com/imgcache/d324d72715cd13c29f2e956c32c2fadf.png[/URL]

* ص3 ~/【 وَ لكِن ! 】~

http://imagecache.te3p.com/imgcache/…ce1de56814.png

* ص4 ~/ فتوى هـآمّـه 】~


http://imagecache.te3p.com/imgcache/…d1d230d4e8.png


*
ص5 ~/【 قصيدهـ بعنوآن ~/ " فدآؤُكَ يَـآ رسُول اَلله " 】~

http://imagecache.te3p.com/imgcache/…e28758d03b.png


*
ص6 ~/【 حقُوق النبي صلّ الله عليهِ وَ سلّم عَلَى أُمَّته "الجزء الأَوّل" 】~

http://imagecache.te3p.com/imgcache/…621ca66323.png

* ص7 ~/【 حقُوق النبي صلّى الله عليهِ وَ سلّم عَلَى أُمَّته "الجزء الثّـآني" 】~

http://imagecache.te3p.com/imgcache/…14d94b38d0.png

* ص8 ~/【 صُوَر مِن محبَّـة النبي صلّى الله عليهِ وَ سلّم لأُمّتـه 】~

http://imagecache.te3p.com/imgcache/…1c28f9fe5d.png

* ص9 ~/【 تخيّـل لـو ! 】~

http://imagecache.te3p.com/imgcache/…3c752e7791.png


*
ص10 ~/【 نمـآذِج مِن إِحترآم الصّحـآبه للرسُول صلّى الله عليهِ وَ سلّم 】~

http://imagecache.te3p.com/imgcache/…1ff606c138.png

* ص11 ~/【 أُنصُر نبيّك 】~

http://imagecache.te3p.com/imgcache/…cb38a17fcf.png


*
ص12 ~/【 مَـآذآ قَـآلَ عنه العُضمـآء {1} 】~

http://imagecache.te3p.com/imgcache/…50cea4497d.png

* ص13 ~/【 مَـآذآ قَـآلَ عنه العُضمـآء {2} 】~

http://imagecache.te3p.com/imgcache/…03babe68f1.png

* ص14 ~/【 مَـآذآ قَـآلَ عنه العُضمـآء {3} 】~

http://imagecache.te3p.com/imgcache/…db71b0bb8c.png


*
ص15 ~/【 تَـآج اَلمدآئِح 】~

http://imagecache.te3p.com/imgcache/…8d74a8aeb4.png


*
ص16 ~/【 حُب الرسُول بِـ إِتبَـآع سُنَّته {1} 】~

http://imagecache.te3p.com/imgcache/…869e54b55f.png

* ص17 ~/【 حُب الرسُول بِـ إِتبَـآع سُنَّته {2} 】~

http://imagecache.te3p.com/imgcache/…3c87baa8dd.png


*
ص18 ~/【 حُب الرسُول بِـ إِتبَـآع سُنَّته {3} 】~

http://imagecache.te3p.com/imgcache/…43a66e5156.png

* ص19 ~/【 نجَآوى مُحمديّـه 】~

http://imagecache.te3p.com/imgcache/…badfd7ffb0.png


*
ص20 ~/【 خــآتِمَـه 】~

http://imagecache.te3p.com/imgcache/…79de2724e5.png

الغلآف اَلخلفي لِـ المجلّه 】~

http://imagecache.te3p.com/imgcache/…6a9a7724e7.png

http://www.iraqpics.net/images/c8fg01x3s9a3dt5xaglc.gif

ختَـآمـاً ~/

ذَلِكَ كَـآنَ أَقل شَي أَقدمه لِـ حبيبنَـآ وَ سيّدنَـآ محمد صل الله عليهِ وَ سلّم

وَ مهمَـآ فعلنَـآ وَ أَنجزنـآ مِن أَعمَـآل لَن نوفيهِ حقَّـه عليهِ أَفضَل الصلوآت وَ التسليم ‘

آمَـل من اَلمولَى سُبحآنه أَن يَنفَعَ بمَـآ قدمت ‘

وَ أَن يجعلهُ خـآلصاً لوجههِ الكريم وَ يوقِظَ بهِ اَلقلُوب اَلغَـآفِلَه ‘

وَفِّقْنَا الْرَّب وَإِيَّاكُم لِمَـا يُحِب و يَرْضَى ‘

وَ جمعنَـآ فِي جنَآتِ اَلفردوس مع أَفضل خلقِ اَلله مُحمد صَلَّ اَلله عَلَيهِ وَ سلَّم ‘

دُمتم فِي حفظ اَلمولَى وَ رعَـآيته ‘~*

وَ اَللهِ لَـو رَآمَ كـــلُّ اَلخلــقِ مَمْدَحَـةً ‘

مَآ أَنصفُوكَ وَ إِن قَـآلُواْ وَ إِن زَعَمُواْ ‘أَقولُهَـــآ وَ أَنُــوفُ الكُفــرِ رَآغِمَـــةٌ ‘

مُحمّدٌ خـَــيرُ مَنْ تَمشِي بــهِ قَــدمٌ

منقول‘

تحياتي لكم

جاكادي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده