التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

معركة الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم بين الربح والخسارة – سنة النبي

معركة الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم بين الربح والخسارة

بسم الله الرحمن الرحيم

من المهم للغاية أن نراجع دائما الأحداث التي تمر بنا ونقف على ثمراتها ونتائجها، لنستخلص الدروس والعبر، ونراجع الأخطاء ونعظم الفوائد، ولا شك أن تجدد الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم من بعض الغربيين كشفت عن أن أحقاد الماضى لا تزال باقية في ضمائر بعضهم، حيّة في ذاكرتهم، تكشفها فلتات ألسنتهم ﴿ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)، ومع كل ما حفظته ذاكرة الإنسانية من عطاء خالد لهذا النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم فإن الحقد الأعمى لا يزال يوجه عقول وأفكار الكثيرين منهم
وكيف يدرك في الدنيا حقيقتَه — قومٌ نيامٌ تسلَّوْا عنه بالحُلْم!
إن هذا الحقد الذي يغلق منافذ الهدى في القلوب هو الذي قاد المبطلين من قبل إلى الضلال، إذ لم يروا في شخص النبي الأعظم إلا أنه محمد بن عبد الله يتيم أبي طالب، دون أن يعنوا بالنظر فيما جاء به من دين كريم وقيم سامية وما تمتع به من أخلاق عالية وروحانية فياضة، فكانوا ينظرون إليه صلى الله عليه وسلم بعين الإزدراء والتصغير لشأنه لأنهم كانوا لا يعرفون قدره، قال تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا﴾ شاهدوه بأبصارهم، لكنهم حجبوا عن رؤية حقيقته ببصائرهم، وأغلقوا قلوبهم وعقولهم عن التفكر في مزاياه وخصائصه ودينه ومبادئه، على حد قول الله تعالى ﴿وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾، لهذا تعرض صلى الله عليه وسلم للإساءة من هذا الصنف في القديم والحديث، وهو تعرّض يسيء إلى فاعله ولا يسىء إلى صاحب الخلق العظيم والمقام الكريم على الإطلاق، ولئن كان إقبال الناس قديما على الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم سببا لمزيد اشتعال الحقد في قلوب خصومه وأعدائه، فإن تزايد دخول الغربيين في دين الحق هو أيضا سبب لمزيد من الحقد على الإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم. ومن هذا المنطلق نرصد بعض جوانب الربح والخسارة فيما جرى وربما فيما سيجري من إساءات من بعض السفهاء للنبي صلى الله عليه وسلم:

فعلى مستوى الأرباح:

1 – فإن هذه البذاءات قد استفزت مشاعر المسلمين وألهبت غيرتهم على دينهم وعلى نبيهم صلى الله عليه وسلم، حتى من كان منهم كثير التفريط والتقصير، ولعل ذلك يدفع بهم إلى الاجتهاد في العمل لنصرة الدين والحق في نفسه وفي الدنيا من حوله، وقد كان بعض إيذاء المجرمين للنبي صلى الله عليه وسلم قديما سببا لإسلام عمّه حمزة بن عبد المطلب، فقد أدركته الحميّة عندما عيّرته بعض الجواري بإيذاء أبي جهل لابن أخيه، فتوجه إلى ذلك الشقي وقال: أَتَشْتِمُهُ وَأَنَا عَلَى دِينِهِ أَقُولُ مَا يَقُولُ؟ فرُدَّ ذَلِكَ عَلَيَّ إنِ اسْتَطَعْت! ثم أنار الله بصيرته بنور الحق حتى صار من أحسن الناس إسلاما، وأشدّهم غيرة على المسلمين، وأقواهم شكيمة على أعداء الدين حتى سمي أسد الله. وهذا ما نرجوه من كل مسلم استفزته هذه الإساءات فعاد يراجع نفسه ويحدد دوره وواجبه في الدفاع عن هذا الدين العظيم بشكل عملي. وهنا أثمن وأقدر كثيرا ما قامت به بعض الجاليات المسلمة في الغرب من استغلال الحدث لتوزع عشرات الآلاف من المصاحف والكتب المعرفة بالنبي صلى الله عليه وسلم على عموم الغربيين، وأتوقع أن تكون النتائج مزيدا من دخول الغربيين في الإسلام بإذن الله تعالى. لكن ما أخشاه ويخشاه كل غيور على الحق أن تخفت حدة الغيرة بمرور الأيام وتنتهي الغضبة المؤقتة ليرجع كل إلى ما كان عليه، وأدعو إلى توجيه هذه المشاعر الصادقة إلى مشروعات عملية للتعريف بالإسلام وبنبينا صلى الله عليه وسلم بكل الطرق الممكنة التي ذكرت بعضها في الأسبوع الماضي.

2 –
ثم إن هذه الأحداث كشفت عن حقيقة العلاقة القوية بين المسلمين ومواطنيهم المسيحيين في مصر، ورأينا مواقف الكنائس المصرية الرافضة لهذه الإساءة، ومجموعات الشباب المسيحي الذي يشارك في الوقفات الاحتجاجية ضد هذه البذاءات التي كانت سببا في تجلية الوحدة الوطنية الجامعة. وكان ذلك إعلانا واضحا بفشل أهم أهداف أولئك المفسدين الذين يريدون تفجير صراعات طائفية في بلادنا؛ ويريدون إشغالنا عن معركتنا الحقيقية الكبرى، وهي معركة التنمية الحقيقية التي لا يمكن النهوض بها إلا في أجواء مستقرة وآمنة. وأرجو أن يكون ذلك مدخلا إضافيا لمزيد من التلاقي والتوحد بين أبناء المجتمع من المسلمين والمسيحيين، سواء عبر المؤتمرات المشتركة أو عبر التعاون بين المؤسسات الثقافية والخيرية العاملة في المجتمع المصري من كلا الطرفين، أو عبر مزيد من الاندماج في الأحزاب السياسية والجمعيات الأهلية المدنية، ويكون ذلك أعظم إفشال عملي لمحاولات تقسيم المجتمع المصري وضرب وحدته الوطنية وتعطيل مسيرته التنموية.

3 –
تحرك الحكومة المصرية للمرة الأولى في اتجاه إيقاف هذا العبث من خلال مخاطبة الإدارة الأمريكية للتصدي له، والتحرك القانوني بتحويل أولئك المجرمين إلى محكمة الجنايات وإصدار مذكرات للقبض عليهم، وهو إجراء جدير بكل الدول العربية والإسلامية أن تحذو حذوه، وأن تتحرك كل الهيئات المحبة للسلام لرفع قضايا مماثلة في كل دول العالم، ليدرك أولئك المفسدون في الأرض أن جريمتهم مستنكرة، وأنهم لن يفلتوا من العقوبة الدنيوية، فضلا عما ينتظرهم من عذاب أليم عند الله عز وجل.

أما السلبيات :

1 – فمن أبرزها: تأكيد ازدواجية المعايير لدى النظم الغربية، ففي الوقت الذي تعتبر فيه الحديث عن اليهود والهولوكست معاداة للسامية وتحريضا على الكراهية وتجاوزا لحرية التعبير، فإنها تغمض العين عن الإساءة للرموز الدينية الكبرى متعللة بحرية التعبير عن الرأي، وهذا ما يجب أن يدفعنا لدعوة الحكومات والمنظمات العربية والإسلامية لتبني مشروع محكمة إسلامية لكل الذين يتطاولون على الدين والرموز الدينية، والدفع باتجاه قرار أممي لتجريم هذه الإساءات المستفزة والمتكررة.

2 –
ومنها سوء تعبير البعض من المسلمين عن مشاعرهم وغضبهم، بقتل بعض الأجانب المستأمنين، أو بحرق بعض السفارات الأجنبية، أو باستخدام ألفاظ وعبارات لا تليق بأتباع الإسلام العظيم، وأسوأ تلك المظاهر المرفوضة: قيام البعض بتحريق كتب القوم والحديث عنها بازدراء، وهو ما لا يمكن قبوله بحال من الأحوال، فمع أن القرآن أخبرنا بتحريف تلك الكتب على أيدي أصحابها إلا أنه لم يتحدث عنها بازدراء، وسمى أصحابها أهل كتاب، ومع أنها نقلت عن لغتها الأصلية إلى اللغة العربية وتعبدوا بها في حياته صلى الله عليه وسلم فإنه لم يعتبر ترجمتها مبررا للقول بأنها ليست كتبهم الأصلية، بل قال الله تعالى ﴿قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ مع أنها كانت مترجمة إلى العربية عن لغتها الأصلية. ولولا فضل الله ووعي العلماء والعقلاء من المسلمين الذين استنكروا ذلك ورفضوه لحقق هذا التصرف المرفوض جانبا من أهداف تلك العصابة المجرمة التي أقدمت على هذه الإساءة من أجل إشعال نار فتنة عالمية بين أتباع الأديان، وإحداث كراهية وعداوات بين الشعوب. وهنا أدعو إلى التزام الأدب الإسلامي والنبوي في التعامل مع هذه الإساءات، وعنوانه قول الله تعالى ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾

3 –
أما أشد السلبيات من وجهة نظري فهي أننا بالغنا في أهمية هذا الفيلم التافه والمتهافت المرفوض فنيا، ونال بذلك من الذيوع والشهرة أكثر بكثير مما يستحق، وحقق من نسب المشاهدة عبر اليوتيوب ما كان لا يمكن أن يحقق عشر معشاره (1%) على الإطلاق لولا هذه الضجة الكبيرة، وأخشى أن يشجع ذلك كل طالب للشهرة على تكرير الإساءة أملا في ردة فعل إسلامية كبيرة تتيح له الشهرة والظهور، وأتصور أن ما أقدمت عليه إحدى المجلات الفرنسية من نشر رسوم مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم كان من هذا القبيل. فهل سنبقى نمارس ذات رد الفعل مع كل من يسيء لديننا ونبينا، فنحقق له أغراضه؟ أرى أننا في حاجة للتوقف أمام هذا الأمر والتفكير في بدائل أفضل لمواجهة مثل هذه الإساءات، وأدعو أهل العلم والمعرفة والإبداع لابتكار هذه البدائل.




لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

هل أنت تحب النبي صلى الله عليه وسلم السنة النبوية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ففي الصحيحين عن أنس رض الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله متى الساعة قال (وماذا أعدت لها ) قال ما أعدت لها كثير عمل إلا أنني أحب الله ورسوله قال النبي صلى الله عليه وسلم ( المرء مع من أحب ) يقول أنس فما فرحنا بشي كفرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( المرء مع من أحب ) ثم قال وأنا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأرجوا الله أن أحشر معهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم

ولكن السؤال:هل أنت تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا فتنعم بهذه الكلمة (المرء مع من أحب ) أم لا؟
قبل التسرع في الإجابة ينبغي أن تسأل عن علامات المحبة . ماهي العلامات التي تنبغي أن تكون فيّ حتى أكون محب للنبي صلى الله عليه وسلم حقا لا إدعاءً ؟
الجواب أن هذه العلامات كثيرة ولكن سأذكر بعضها ؛ ولكن قبل أن أذكرها ينبغي أن تعلم أن هذه العلامات ليست لأحكم عليك أو لتحكم أنت على وإنما ليحكم كل منا على نفسه ويطالب بها نفسه؛ فكلنا يدعي حب النبي صلى الله عليه وسلم ولكن من الصادق منا ومن الكاذب ؟ نسأل الله أن نكون من الصادقين
العلامة الأولى :- طاعته فيما أمر والانتهاء عما نهى عنه وزجر
قال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) وفى البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا ومن يأبى يا رسول الله قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)
فعلامة المحبة أن تطيع أمره وتجتنب نهيه
تعصى الإله وأنت تزعم حـبــه *** هذا لعمري فى القياس شنيع
لو كنت صادقا في حبه لأطعته *** إن المــحب لمن يحـب مطيـع
وها أنا أذكر لك بعض الأوامر لتطالب نفسك أيها المحب لله ورسوله بفعل هذه الأوامر التي أمرك بها الله عز وجل وأمرك بها النبي صلى الله عليه وسلم
أمرك حبيبك بأن تغض بصرك فلا تنظر إلى المتبرجات ولا إلى المسلسلات والأفلام فهل نفذت ما أمرك به حبيبك أيها المحب ؟
أمرك ايتها المحبة بالحجاب فهل ارتديته ؟
أمرنا نترك الغيبة والنميمة فهل تركتها ؟
أمرنا ببر الوالدين وصله الرحم والإحسان إلى الجار
أمرنا أمراً مهماً وهو صلاة الفجر فهل تؤديها في وقتها أيها المحب وأنت أيتها المحبة
العلامة الثانية الغيرة :-
إن أي محب يغار على محبوبه وله؛ فينبغي أيها المحب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم أن تغار إذا انتهكت حرمات الله
انظر إلى اليهود حين استولوا على القدس في عام 1967 عبروا عن فرحهم وخرجوا في مظاهرات عارمة وصاحوا قائلين (محمد مات مات خلف بنات ) إن هذه الكلمات ينبغي أن تفجر في قلب كل محب لهذا الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم نار الغيرة عليه وله ليقوم ويصرخ ويقول لهؤلاء الكلاب – اليهود- محمد لم يمت ولم يخلف بنات ، بل خلف وراءه رجالا يحملون هَم هذا الدين ويضحون من أجله بالغالي والنفيس.
ولكن مجرد صرختك لن تصل إلى هؤلاء الكلاب – اليهود – وإنما يصل إليهم فعلك.
وينبغي أن يسألني كل من احترق قلبه وثارت فيه الغيرة ماذا أصنع وماذا عليّ ؟
وأجيبك : إنهما أمران
الأول إصلاح نفسك فإنه بصلاحك يفسد على هؤلاء كثيراً من خططهم التي يخططونها لإفساد شباب المسلمين فلقد قال شيطانهم الأكبر صموئيل زويمر رئيس جمعيات التبشير في مؤتمر القدس للمبشرين عام 1935( إن مهمة التبشير التي ندبتكم الدولة المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست هي إدخال المسلمين في المسيحية فإن هذا هداية لهم وتكريم !! إن مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله ——) فأرجوا من الله أن تعي هذه الكلمات وأن تخيب آمالهم ،وأرجوا أن تحافظ على الصلاة في المسجد وبالذات صلاة الفجر وأنقل كلام ذلك اليهودي وهو يقول ( لن تستطيعوا أن تغلبوننا حتى يكون عدد المصلين في صلاة الفجر كعددهم في صلاة الجمعة ) فأنت واحد من هذا العدد
وأرجوا منكِ أيتها المحبة أن ترتدي الخمار فإنه يقذف في قلوب الأعداء الخوف وفوق ذلك فإنه يرضي ربك وهذه هي الغاية
الثاني إصلاح غيرك –أصحابك – إخواتك – جيرانك – أهلك ……………..
وكيف ذلك ؟ أريد أن أبذل ولا أدرى ماذا أفعل ؟ أذكر لك بعض الوسائل الدعوية تفعلها مع كلامك لهم ونصحك إياهم
1- توزيع الشرائط الإسلامية : ولو أن تخصص من مالك كل شهر ثمن شريط واحد تهديه لأحد الناس وقل له إن سمعته فأهديه لغيرك وهكذا
2- توزيع الكتيبات الإسلامية . كتيب واحد كل شهر على الأقل
3- تعليق بعض الورقات على باب العمارة التي تسكن فيها تتكلم عن حرمه ترك الصلاة أو حرمة التبرج أو عن حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته أو……….
4- عمل لقاء إسبوعي مع أهل بيتك أو مع أصدقائك تسمعوا فيه شريطاً أو تقرأوا فيه القران أو ….
5- نشر هذه الورقة وأمثالها
6- أن تقوم بالليل لتدعوا لهذه الأمة أن يحفظها الله وأن يحفظ لنا مشايخنا وعلماءنا
7- دعوة الآخرين لمجالس العلم في المساجد وعلى شبكة الإنترنت
8- أن تدعوا لمن تدعوه وتنصحه أن يهديه الله
9- وأخيراً هل جلست مع أمك أو أباك تكلمهم في أمر الدين !!
هم يقولون فماذا تقول أنت
يقول روبرت ماكس أحد أعمدة التنصير ( لن يتوقف سعينا نحوا تنصير المسلمين حتى يرتفع الصليب فى مكة ويقام قداس الأحد في المدينة )فماذا تقول أنت !؟
العلامة الثالثة مطالعة أخباره ودراسة سيرته في كل وقت
فإن من يحب أحد يريد أن يعرف عنه كل شيء فماذا تعرف أنت عن حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم
من أجمل الكتب في السيرة : الرحيق المختوم – وقفات تربوية في السيرة النبوية
هناك علامات أخرى ولكن لا يتسع المقام
أخوكم خالد

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

أين دفنت السيده زينب رضي الله عنها من السنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد أن أعرف أين دفنت السيده زينب رضي الله عنها ، وهل هي كما قالوا في سوريا ؟
الجواب :



الحمد لله
ليعلم أن من أعظم أسباب ضلال بني آدم غلوهم في الصالحين ، ومن أعظم أسباب الافتتان بهم : ما يحصل عند قبورهم من الغلو والشرك بالله ، وصرف العبادات ، من الطواف والذبح والنذر لغير الله تعالى .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ قال : ( [ اللهم ] لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا ، لَعَنَ اللَّهُ قَوْمًا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ ) رواه الإمام أحمد (7311) ، وصححه الألباني .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ ) . رواه أبو داود (2042) ، وصححه الألباني .
وإن من أعظم ما يدل على بطلان ما يفعله هؤلاء القبوريون عند قبورهم : أنك تجدهم مختلفين في كثير من هذه الأماكن ، فأهل مصر يزعمون أن قبر زينب رضي الله عنها في مصر ، ويفعلون عندها من البدع والخرافات ، بل من الشرك والضلال ما الله به عليم .
وهكذا أهل سوريا كما ذكرت ، يفعلون نفس الشيء عند قبرهم المزعوم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" أما هذه المشاهد المشهورة فمنها ما هو كذب قطعا .. "
ثم قال :
" وأصل ذلك أن عامة أمر هذه القبور والمشاهد مضطرب مُخْتَلق ، لا يكاد يُوقَف منه على العلم ، إلا في قليل منها ، بعد بحث شديد ؛ وهذا لأن معرفتها وبناء المساجد عليها ليس من شريعة الإسلام ، ولا ذلك من حكم الذكر الذي تكفل الله بحفظه " .
ينظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (27/444) وما بعدها ، ويراجع كتاب : تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد ، للشيخ الألباني رحمه الله .
والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الجواب عن آثار الصحابة الدالة على طهارة الدم – في الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


السؤال:
ذكرتم في موقعكم أن الدم نجس ، فكيف نجيب عن الآثار الواردة عن الصحابة التي يفيد ظاهرها طهارة الدم ، كحديث الصحابي الذي صلى وهو ينزف دما ، وأن عمر صلى وجرحُه يسيل دما ، وكذلك جاء عن ابن مسعود أنه صلى وعليه دم من جزور نحَرَها ، وقول الحسن البصري : ما زال المسلمون يصلون في جراحاتهم ، ألا يدل كل هذا على طهارة الدم ؟

الجواب :
الحمد لله

أولاً :
مسألة " نجاسة الدم " من المسائل التي كثر الكلام حولها بين المعاصرين ، حتى كُتبت فيها الرسائل والأبحاث .
والقول الذي عليه عامة العلماء سلفاً وخلفاً : أن الدم المسفوح نجسٌ .
" والمسفوح : الجاري الذي يسيل " انتهى من " الجامع لأحكام القرآن " (7/123) .
وهو يشمل : الدم الذي يسيل وينهَمِر من الحيوان في حال الحياة ، أو عند الذبح ، والدم الذي يسيل من الإنسان عند جرحه .
وهذا الدم نجس ، عند جميع العلماء ، ولم يعرف عن أحد من علماء هذه الأمة وسلفها القول بطهارته ، وأول من شهَّر القول بطهارته من المتأخرين : هو الشوكاني ، ثم تبعه صدِّيق حسن خان ، ومن بعدهم الشيخ الألباني في هذا العصر ، ومن ثم عمَّ القول به حتى شاع بين كثير من طلبة العلم .
وقد دل على نجاسة الدم المسفوح : القرآن ، والسنة ، والإجماع .
1- أما القرآن ، فقوله سبحانه وتعالى : ( قُل لاَّ أَجِدُ فِيمَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ ، فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) الأنعام/ 145 .
ففي هذه الآية دلالة على أن الدم المسفوح رجس ، والرجس هو النجس .
وقد اعتُرِض على الاستدلال بهذه الآية من وجهين :
الأول : أن المراد بالرجس في هذه الآية المحرم لا النجس .
قال الشوكاني رحمه الله : " المراد بالرجس هنا الحرام ، كما يفيده سياق الآية والمقصود منها ، فإنها وردت فيما يحرم أكله ، لا فيما هو نجس … ولا تلازم بين التحريم والنجاسة ، فقد يكون الشيء حراما وهو طاهر " انتهى من " السيل الجرار" (1/26) .
ويجاب عن هذا : بأنه لو حُملت كلمة رجس على أنها تعنى : الحرام ، لكان في الآية تكرارا ، لأن التحريم قد تم بيانه في أول الآية ، وعلى قولهم يكون معنى الآية : ليس فيما أوحي إلي محرم إلا الميتة والدم ولحم الخنزير فإنه محرم .
وقال بعضهم : الرجس في اللغة القذر ، فكلمة (رجس) ، لا تعني أنه نجس ، بل مستقذر .
والجواب عن ذلك : أن كلمة رجس وإن كانت تعني في اللغة القذر ، لكن المراد بها هنا المعنى الشرعي وهو الحكم بالنجاسة ، فإن الأصل في كلام الشارع حمله على المعنى الشرعي لا اللغوي .
قال الإمام الطبري رحمه الله :
" الرجس : النجس والنتن " انتهى من " جامع البيان " (8/53) .
وقال شيخ الإسلام رحمه الله :
" والرجس هو : القذر والنجس الذي يجب اجتنابه " انتهى من " شرح العمدة " (1/109) .
الاعتراض الثاني : أن الضمير في قوله : (فَإِنَّهُ رِجْسٌ) يعود إلى الخنزير فقط .
قال الشوكاني رحمه الله : " ولو قام الدليل على رجوع الضمير في قوله تعالى : ( فَإِنَّهُ رِجْسٌ ) إلى جميع ما تقدم في الآية الكريمة من الميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير ، لكان ذلك مفيدا لنجاسة الدم المسفوح ، ولكنه لم يَرد ما يفيد ذلك ، بل النزاع كائن في رجوعه إلى الكل ، أو إلى الأقرب ، والظاهر رجوعه إلى الأقرب وهو لحم الخنزير ؛ لإفراد الضمير " انتهى من " الدراري المضية " (1/32) .
والجواب عن ذلك : أن الضمير وإن كان في عوده خلاف بين المفسرين ، إلا أن رجوعه للجميع هو الأقرب والأرجح .
قال ابن أبي العز الحنفي :
" قوله : ( فَإِنَّهُ رِجْسٌ ) … يعود الضمير إلى المذكور كله ، وهو الميتة والدم ولحم الخنزير ؛ فإن الأصل : قل لا أجد فيما أوحي إليّ شيئاً محرماً ، فحذف الموصوف ، وأقيمت الصفة مقامه ، ثم قال : إلا كذا وكذا ، فإن هذا المذكور كله رجس ، وإعادة الضمير إلى بعض المذكور فيه نظر " انتهى من " تفسير الإمام ابن أبي العز " (2/13) .
وقال ابن عاشور رحمه الله :
" والأظهر أن يعود إلى جميع ما قبله ، وأنّ إفراد الضّمير على تأويله بالمذكور ، أي فإنّ المذكور رجس " انتهى من " التحرير والتنوير" (8/138) .
وقال الشيخ ابن عثيمين :
" فإن قوله ( محرماً ) صفة لموصوف محذوف ، والتقدير : شيئاً محرماً ، والضمير المستتر في ( يكون ) يعود على ذلك الشيء المحرم ، أي : إلا أن يكون ذلك الشيء المحرم ميتة.. إلخ .
والضمير البارز في قوله ( فإنه ) يعود أيضاً على ذلك الشيء المحرم ، أي : فإن ذلك الشيء المحرم رجس .
وعلى هذا فيكون في الآية الكريمة بيان الحكم وعلته في هذه الأشياء الثلاثة : الميتة ، والدم المسفوح ، ولحم الخنزير .
ومن قصر الضمير في قوله (فإنه) على لحم الخنزير ، معللاً ذلك بأنه أقرب مذكور فقصره قاصر ، وذلك لأنه يؤدي إلى تشتيت الضمائر ، وإلى القصور في البيان القرآني حيث يكون ذاكرا للجميع ( الميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير ) حكما واحدا ، ثم يعلل لواحد منها فقط " انتهى من " الشرح الممتع " (15/9) .
وقال رحمه الله – أيضاً – :
" من قصره على لحم الخنزير معللاً بأنه لو كان الضمير للثلاثة لقال : فإنها أو فإنهن ، فجوابه : أنَّا لا نقول إن الضمير للثلاثة ، بل هو عائد إلى الضمير المستتر في ـ يكون ـ المخبر عنه بأحد الأمور الثلاثة " انتهى من " مجموع فتاوى ابن عثيمين " (11/264) .

2- ومن السنة : حديث أسماء الذي أمرها النبي صلى الله عليه وسلم فيه بغسل دم الحيض .
، وقد بوب عليه البخاري ( باب غسل الدم ) ، والحديث وإن جاء في دم الحيض ، إلا أنه لا فرق بين دم وآخر ، فالدم كله جنس واحد ، من أي محلٍّ خرج .
قال الإمام الشافعي رحمه الله :
" وفي هذا دَلِيلٌ على أَنَّ دَمَ الْحَيْضِ نَجَسٌ ، وَكَذَا كُلُّ دَمٍ غَيْرُهُ " انتهى من " الأم " (1/67) .
وكذلك حديث المستحاضة فاطمة بنت أبي حبيش ، وقد أمرها النبي بغسل دم الاستحاضة ، وقال لها : ( فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ ) رواه البخاري (221) ، ومسلم (501) .
وهذا يدل على نجاسة الدم من وجهين :
* أن لفظة الدم جاءت معرفة بالألف واللام ، فتشمل كل دم ، وأي دم كان .
قال ابن حزم رحمه الله : " وَهَذَا عُمُومٌ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَوْعِ الدَّمِ ، وَلَا نُبَالِي بِالسُّؤَالِ إذَا كَانَ جَوَابُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَائِمًا بِنَفْسِهِ غَيْرَ مَرْدُودٍ بِضَمِيرٍ إلَى السُّؤَالِ" انتهى من " المحلى بالآثار " (1/115) .
ومعنى كلامه أن سؤال المرأة كان عن دم الاستحاضة ، لكن جوابه صلى الله عليه وسلم كان عاماً ، ولم يقل لها : اغسليه ، أو : اغسلي دم الحيض أو الاستحاضة ، ولكن أتى بلفظ عام ، ( فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ ) ، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
* أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن دم الاستحاضة دم عرق ، والدم الخارج من سائر بدن الإنسان والحيوان دم عرق كذلك ، فيكون حكمه حكم دم الاستحاضة .
3- وأما الإجماع ، فقد نقله جمهرة من العلماء من مختلف المذاهب :
وعلى رأسهم الإمام أحمد ، فقد سئل الإمام أحمد عن الدم ، وقيل له : الدم والقيح عندك سواء ؟
فقال رحمه الله : " الدم لم يختلف الناس فيه ، والقيح قد اختلف الناس فيه " انتهى من " شرح عمدة الفقه " لابن تيمية (1/105) .
وقال ابن عبد البر رحمه الله :
" وهذا إجماع من المسلمين أن الدم المسفوح رجس نجس " انتهى من " التمهيد " (22/230) .
وقال رحمه الله – أيضاً – :
" لا خلاف أن الدم المسفوح رجس نجس " انتهى من "الاستذكار" (1/291) .
وقال ابن حزم الظاهري : " وَاتَّفَقُوا على أَن الْكثير من الدَّم ، أَي دم كَانَ ، حاشا دم السّمك وَمَا لَا يسيل دَمه : نجس " انتهى من " مراتب الإجماع " (ص/19) .
وأقره شيخ الإسلام في نقد مراتب الإجماع ولم يتعقبه بشيء .
وقال ابن العربي المالكي رحمه الله :
" اتفق العلماء على أن الدم حرام ، نجس ، لا يؤكل ، ولا ينتفع به " انتهى من " أحكام القرآن " (1/79) .
وقال القرطبي رحمه الله :
" اتفق العلماء على أن الدم حرام ، نجس " انتهى من " الجامع لأحكام القرآن " (2/221) .
وكذلك نقل الإجماع : ابن رشد في " بداية المجتهد " (1/79) .
وقال النووي رحمه الله :
" الدلائل على نجاسة الدم متظاهرة ، ولا أعلم فيه خلافاً عن أحد من المسلمين ، إلا ما حكاه صاحب الحاوي عن بعض المتكلمين أنه قال : هو طاهر ، ولكن المتكلمين لا يعتد بهم في الإجماع والخلاف على المذهب الصحيح الذي عليه جمهور أهل الأصول من أصحابنا وغيرهم ، لا سيما في المسائل الفقهيات " انتهى من " المجموع " (2/576) .
وقال القرافي رحمه الله :
" والدم المسفوح نجس إجماعاً " انتهى من " الذخيرة " (1/185) .
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني :
" والدم نجس اتفاقاً " انتهى من " فتح الباري " (1/352) .
وقال بدر الدين العيني رحمه الله :
" الدم نجس بالإجماع " انتهى من " عمدة القاري " (5/59) .
وقال شمس الدين الزركشي الحنبلي رحمه الله :
" الخارج من الإنسان ثلاثة أقسام : طاهر بلا نزاع ، وهو : الدمع ، والعرق ، والريق ، والمخاط ، والبصاق ، ونجس بلا نزاع ، وهو: البول ، والغائط ، والودي ، والدم وما في معناه ، ومختلف فيه : وهو المني والمذي " انتهى من " شرح الزركشي على مختصر الخرقي " (2/40) .
وقال الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله :
" وَالدَّمُ نَجِسٌ بِلَا خِلَافٍ " انتهى من " أضواء البيان" (2/399) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" فإن الدم المسفوح لم نعلم قائلاً بطهارته " انتهى من " مجموع فتاوى ابن عثيمين " (11/261) .
فالأَوْلى في مقتضى الشرع والعقل اتباع هذا القول الذي تواتر العلماء على نقله وتقريره ، فهو قول مبني على النص الصريح للكتاب والسنة .
وتقرير الشوكاني ومن تبعه في طهارة الدم ، قول مرجوح ، مخالف للدليل والإجماع ، فلا ينبغي جعله مثارا للحيرة والاضطراب ، كما لا يجوز الظن بأن العلماء يجمعون في مسألة ، ولا يكون لهم فيه دليل صحيح صريح ، كما يظن بعض طلبة العلم في مسألة نجاسة الدم وغيرها من المسائل .
ويلزم من يدعي أن الإجماع غير صحيح : أن يثبت وجود مخالف من السلف – ولو واحدا – ، لينتقض الإجماع .
ثانياً :
من أبرز ما يستدل به من يقول بطهارة الدم من المتأخرين : قصة الصحابي الذي جُرح وهو يحرس الصحابة في الشعب ، واستمر في صلاته .
وقد رواها الإمام أحمد في " مسنده " (14177) ، وأبو داود في " سننه " (170) ، والحديث حسنه النووي والشيخ الألباني .
قالوا : فلو كان الدم نجساً لقطع صلاته ، فاستمراره بالصلاة مع وجود الدم ، دليل على أن الدم طاهر .
والجواب عن هذا الحديث من وجهين :
الأول : أن هذا الحديث يرويه عن جابر بن عبد الله ابنه : " عَقيل بن جابر" ، وهو مجهول .
قال ابن أبي حاتم رحمه الله : " سمعت أبي يقول : عقيل بن جابر ، لا أعرفه " انتهى من " الجرح والتعديل " (6/218) .
وقال الذهبي رحمه الله : " فِيهِ جَهَالَة " انتهى من " المغني في الضعفاء " (2/438) .
وكذا قال ابن عبد الهادي رحمه الله : " وعَقيل بن جابر : فيه جهالةٌ " انتهى من "تنقيح التحقيق" (1/292) .
ولذلك ذكر هذا الحديث البخاري في صحيحه معلقاً ، بصيغة التمريض .
الثاني : أن هذه الحالة خارج محل النزاع ، لأن هذا الصحابي معذور ، والمعذور لا يضره جريان دمه كما في سلس البول والاستحاضة .
فالدم النازل من هذا الصحابي ، هو دم نزيف ، والنزيف يعد رخصةً تبيح لصاحبها أن يصلي على حاله ، ولو جرى معه الدم ، لأنه لا يستطيع إيقافه .
ومثله حديث عمر لما طعنه أبو لؤلؤة أكثر من ثلاث طعنات ، " فَصَلَّى عُمَرُ وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَمًا " انتهى من " الموطأ " (74) .
فهذه حالة ضرورة لا يقاس عليها غيرها .
فما دام الدم يسيل بشكلٍ متواصل ولا يمكن وقفه ، فإنه يأخذ حكم من به سَلَس البول أو حكم المستحاضة ، فيصلي ولو قطر البول ولو سال الدم ، ولا يدل ذلك في الحالتين على طهارة البول أو على طهارة الدم .
قال أبو الوليد الباجي رحمه الله :
" وَخُرُوجُ الدَّمِ مِنْ الْجُرْحِ عَلَى وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا أَنْ يَكُونَ مُتَّصِلًا غَيْرَ مُنْقَطِعٍ ، وَالثَّانِي أَنْ يَجْرِيَ فِي وَقْتٍ دُونَ وَقْتٍ .
فإِنْ اتَّصَلَ خُرُوجُهُ ، فَعَلَى الْمَجْرُوحِ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى حَالِهِ ، وَلَا تَبْطُلُ بِذَلِكَ صَلَاتُهُ ؛ لِأَنَّهُ نَجَاسَةٌ لَا يُمْكِنُهُ التَّوَقِّي مِنْهَا ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ غَسْلُهَا ….
وَأَمَّا مَا يُمْكِنُ التَّوَقِّي مِنْ نَجَاسَتِهِ وَدَمِهِ ، فَإِنْ انْبَعَثَ فِي الصَّلَاةِ بِفِعْلِ الْمُصَلِّي أَوْ بِغَيْرِ فِعْلِهِ ، فَإِنَّهُ يَقْطَعُ الصَّلَاةَ لِنَجَاسَةِ جِسْمِهِ وَثَوْبِهِ ، فَيَغْسِلْ مَا بِهِ مِنْ الدَّمِ ، ثُمَّ يَسْتَأْنِفُ صَلَاتَهُ ؛ لِأَنَّ هَذِهِ نَجَاسَةٌ يُمْكِنُ التَّوَقِّي مِنْهَا " انتهى من " المنتقى " (1/86) .
وقال شيخ الإسلام رحمه الله :
" إنْ كَانَ الْجُرْحُ لَا يَرْقَأُ ، مِثْلَ مَا أَصَابَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَإِنَّهُ يُصَلِّي بِاتِّفَاقِهِمْ ؛ سَوَاءٌ قِيلَ : إنَّهُ يَنْقُضُ الْوُضُوءَ ؛ أَوْ قِيلَ : لَا يَنْقُضُ ، سَوَاءٌ كَانَ كَثِيرًا أَوْ قَلِيلًا ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلَّا وُسْعَهَا ) ، وَقَالَ تَعَالَى: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) … وَكُلُّ مَا عَجَزَ عَنْهُ الْعَبْدُ مِنْ وَاجِبَاتِ الصَّلَاةِ سَقَطَ عَنْهُ ؛ فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُؤَخِّرَ الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا ؛ بَلْ يُصَلِّي فِي الْوَقْتِ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ " انتهى من " مجموع الفتاوى " (21/223) .
ووفق هذا الكلام يفهم قول الحسن البصري : " مَا زَالَ الْمُسْلِمُونَ يُصَلُّونَ فِي جِرَاحَاتِهِمْ " ، ذكره البخاري تعليقاً ، ووَصَلَهُ سعيد بن منصور وابن المنذر بإسناد صحِيح كما قال الحافظ في " الفتح " (1/281) .
فهذا محمول على حال الاضطرار في الحرب .
ويؤيد ذلك أن الحسن البصري رحمه الله : سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَحْتَجِمُ مَاذَا عَلَيْهِ ؟ فقَالَ : " يَغْسِلُ أَثَرَ مَحَاجِمِهِ " انتهى من " مصنف ابن أبي شيبة " (1/47) .
فلو كان الحسن البصري يرى طهارة الدم ، لما أمر بغسل أثر المحاجم من الدماء .
وروى عبد الرزاق الصنعاني في " المصنف " (1/376) عن مَعْمَر قال : " وَكَانَ الْحَسَنُ يَنْصَرِفُ إِذَا رَأَى فِي ثَوْبِهِ الدَّمَ " انتهى .
وعَنِ الْحَسَنِ ، وَمُحَمَّدٍ بن سيرين أَنَّهُمَا كَرِهَا أَنْ يُلَطَّخَ رَأْسُ الصَّبِيِّ مِنْ دَمِ الْعَقِيقَةِ ، وَقَالَ الْحَسَنُ : " الدَّمُ رِجْسٌ" انتهى من " مصنف ابن أبي شيبة " (5/116) .
وهذه الآثار تدل دلالة واضحة على أن الحسن البصري كان يرى نجاسة الدم ، ولذلك لا يمكن أنة نستدل بقوله عن الصحابة بأنهم كانوا يصلون في جراحاتهم على طهارة الدم .
قال العيني رحمه الله :
" لَا يلْزم من قَوْله : ( يصلونَ فِي جراحاتهم ) ، أَن يكون الدَّم خَارِجاً وقتئِذٍ ، وَمن لَهُ جِرَاحَة لَا يتْرك الصَّلَاة لأَجلهَا ؛ بل يُصَلِّي وجراحته إِمَّا معصبة بِشَيْء ، أَو مربوطة بجبيرة ، ومَعَ ذَلِك لَو خرج شَيْء من ذَلِك لا تفْسد صلَاته " انتهى من " عمدة القاري " (3/51) .
ثالثاً :
وأما ما روي عن محمد بن سيرين عن يحيى الجزَّار قال : صَلَّى ابْنُ مَسْعُودٍ وَعَلَى بَطْنِهِ فَرْثٌ وَدَمٌ مِنْ جُزُرٍ نَحَرَهَا ، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ . رواه عبد الرزاق في "المصنف" (459) وصحح إسناده الألباني .
فهذا يجاب عنه من ثلاث وجوه :
الوجه الأول : من حيث ثبوته : ففي سماع يحيى الجزَّار من ابن مسعود نظر ، فقد نفى الأئمة سماعه من علي بن أبي طالب ، وابن مسعود أقدم وفاةً من علي . ينظر : " المراسيل " لابن أبي حاتم (ص/246) .
ولذلك ذكر العُقيلي في " الضعفاء " (4/396) عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ : قَالَ لِي مُحَمَّدٌ [ ابن سيرين ] : إِنِّي أَعْرِضُ حَدِيثِي عَلَيْكَ ، وَعَلَى أَيُّوبَ ، فَعَرَضَ عَلَيْنَا ، فَمَرَّ بِحَدِيثِ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ صَلَّى وَعَلَى بَطْنِهِ فَرْثٌ وَدَمٌ ، فَقَالَ : أُنْكِرُ هَذَا .
ولذلك بعد أن روى ابن أبي شيبة أثر ابن مسعود ، عقبه بقوله : " حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ : أَخْبَرَنَا يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، أَنَّهُ أَمْسَكَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ بَعْدُ ، وَلَمْ يُعْجِبْهُ " انتهى من " مصنف ابن أبي شيبة " (1/344) .
الوجه الثاني : أنه إن صحّ ، محمول على أن الدم الذي أصابه شيء يسير ، والدم اليسير معفوٌّ عنه كما هو معلوم .
الوجه الثالث : أن العلماء فهموا من هذا الأثر أن ابن مسعود يرى أن طهارة الثوب – وإن كانت واجبة – ، لكنها ليست من شروط صحة الصلاة ، ولم يفهموا منه طهارة الدم .
قال ابن المنذر رحمه الله :
" وَأَسْقَطَتْ طَائِفَةٌ غَسْلَ النَّجَاسَاتِ عَنِ الثِّيَابِ ، وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ نَحَرَ جَزُورًا فَأَصَابَهُ مِنْ فرْثهَا وَدَمِهَا فَصَلَّى وَلَمْ يَغْسِلْهُ ، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ وَالنَّخَعِيُّ " انتهى من " الأوسط " (2/156) .
وقال الماوردي رحمه الله :
" وَإِنْ صَلَّى بِالنَّجَاسَةِ فَصَلَاتُهُ بَاطِلَةٌ ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَابْنُ مَسْعُودٍ ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى : إِنْ صَلَّى وَعَلَى ثَوْبِهِ أَوْ بَدَنِهِ نَجَاسَةٌ فَصَلَاتُهُ جَائِزَةٌ ، قَلَّتِ النَّجَاسَةُ أَوْ كَثُرَتْ ، أَيُّ نَجَاسَةٍ كَانَتْ ، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ نَحَرَ جَزُورًا وَأَصَابَ ثِيَابُهُ مِنْ فَرْثِهَا وَدَمِهَا ، فَقَامَ وَصَلَّى " انتهى من " الحاوي الكبير" (2/240) .
قالَ أَبُو جَعْفَر الطحاوي رحمه الله :
" وَهَذَا الْمَذْهَبُ قَدْ ذَهَبَ إِلَيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، مِنْهُمْ مَالِكٌ ، وَالثَّوْرِيُّ " انتهى من " شرح مشكل الآثار " (10/103) .
وقد لخَّص الشيخ ابن عثيمين الإجابة عن جميع الآثار الواردة عن الصحابة في هذا الباب ، فقال رحمه الله : " وأما ما ورد عن بعض الصحابة مما يدل ظاهره على أنه لا يجب غسل الدم والتطهير منه ، فإنه على وجهين :
أحدهما : أن يكون يسيراً يُعفى عنه ، مثل ما يروى عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه لا يرى بالقطرتين من الدم في الصلاة بأساً ، وأنه يدخل أصابعه في أنفه فيخرج عليها الدم فيحته ثم يقوم فيصلي ، ذكر ذلك عنه ابن أبي شيبة في مصنفه .
[ ومثله ما جاء عن ابن عمر أنه عَصَرَ بَثْرَةً فِي وَجْهِهِ ، فَخَرَجَ شَيْءٌ مِنْ دَمٍ ، فَحَكَّهُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ ، رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح ، وقوله ( شيء من دم ) واضح في الدلالة على أنه شيء يسير ] .
ثانيهما : أن يكون كثيراً لا يمكن التحرز منه ، مثل ما رواه مالك في الموطأ أن عمر بن الخطاب حين طُعن ، صلى وجرحه يثعب دماً ، فإن هذا لا يمكن التحرز منه إذا لو غسل لاستمر يخرج ، فلم يستفد شيئاً ، وكذلك ثوبه لو غيَّره بثوبٍ آخر – إن كان له ثوبٌ آخر- لتلوث الثوب الآخر فلم يستفد من تغييره شيئاً .
فإذا كان الوارد عن الصحابة لا يخرج عن هذين الوجهين ، فإنه لا يمكن إثبات طهارة الدم بمثل ذلك " انتهى من " مجموع فتاوى ابن عثيمين " (11/266) .
وكذلك قال الشيخ ابن جبرين رحمه الله :
" وأما آثار الصحابة فلا تفيد طهارة الدم ، وإنما تدل على العفو عن يسيره ، وعدم نقض الوضوء به ، وأما صلاة عمر وغيره مع جريان دمه ، فإنما هو للضرورة ، وعدم القدرة على إمساكه ، فهو كمن به سلس بول ونحوه ممن حدثه دائم " انتهى من من تعليقه على " شرح الزركشي على مختصر الخرقي " (2/41) .
رابعاً :
يستثنى مما سبق : دم الشهيد ، فما يصيب الشهيد من دمه المسفوح مستثنى من عموم الدماء المسفوحة ؛ للنصوص الواردة في إبقاء دمه عليه وعدم إزالتها .
فدم الشهيد ما دام عليه فهو طاهر ؛ لما رواه النسائي (1975) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَتْلَى أُحُدٍ : ( زَمِّلُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ كَلْمٌ يُكْلَمُ فِي اللَّهِ إِلَّا أَتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُرْحُهُ يَدْمَى ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ ، وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ ) .
فلو كان دم الشهيد نجساً لأمر بإزالته عن بدنه ، فلما أمر بدفنهم بدمائهم دل ذلك على طهارته .
" فَإِنِ انْفَصَل الدَّمُ عَنِ الشَّهِيدِ كَانَ الدَّمُ نَجِسًا " انتهى من " الموسوعة الفقهية " (40/89) .
والقول بطهارة دم الشهيد هو مذهب الحنفية والحنابلة . ينظر: " البحر الرائق " (1/241) ، و " كشاف القناع " (1/219) ، و " شرح العمدة " لابن تيمية (1/109) .
قال الشيخ السعدي رحمه الله :
" جَمِيعَ الدِّمَاءِ نَجِسَةٌ إلا : دم مَا لا نَفْسَ لَهُ سَائِلَة ، ومَا يَبقَى بَعدَ الذبح في الْعُرُوق وَاللَّحْم ، فَهُوَ طَاهِرٌ ، وإلا : دم الشهيدِ عَلَيهِ خَاصَّة " انتهى من " إرشاد أولى البصائر والألباب " (ص/ـ20) .
والله أعلم .

موقع الإسلام سؤال وجواب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

فندق وحساب بنكي ملك سيدنا عثمان بن عفان بالسعودية السنة النبوية

فندق وحساب بنكي ملك سيدنا عثمان بن عفان بالسعودية

سيدنا عثمان عنده حساب بنكي في السعودية وعنده فندق وفواتير الكهرباء بتطلع بإسمه كمان، مش مصدق، طب تعالى احكي لك الحكاية.

لما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ومع المسملين من المهاجرين والأنصار، كان فيه بئر مملوكة لواحد يهودي اسمها بئر رومة، ولما كان المسلمين في احتياج شديد لماء هذا البئر، نادى النبي صلى الله عليه وسلم في المسلمين كي يقوم أحدهم بشراء هذا البئر ليسقي منه المسلمين
في صحيح البخاري قَالَ عُثْمَانُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يَشْتَرِي بِئْرَ رُومَةَ فَيَكُونُ دَلْوُهُ فِيهَا كَدِلَاءِ الْمُسْلِمِينَ فَاشْتَرَاهَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)

وفي صحيح البخاري بَاب مَنَاقِبِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَبِي عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يَحْفِرْ بِئْرَ رُومَةَ فَلَهُ الْجَنَّةُ فَحَفَرَهَا عُثْمَانُ وَقَالَ مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ فَجَهَّزَهُ عُثْمَانُ
فكان لها سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي ذهب إلى اليهودي لشراء البئر منه فأبى إلا أن يبيعه نصف البئر فاشتراه منه سيدنا عثمان رضى الله عنه بـ 12017 درهم بحيث يكون البئر لليهودي يوما ولسيدنا عثمان رضى الله عنه يوماً آخر. فكان المسلمون يشربون ويملأون أوانيهم في اليوم الخاص بسيدنا عثمان رضي الله عنه ولا يذهبون في اليوم الخاص باليهودي. ولم يعجب ذلك اليهودي فطلب من سيدنا عثمان رضي الله عنه شراء النصف الآخر من البئر فاشتراه منه بـ 8000 درهم.

جعل سيدنا عثمان البئر وقفاً للمسلمين وبدأ النخل ينمو حوله ولما جائت الدولة العثمانية اهتمت بهذا النخل وتم الاعتناء به في عهد الملك عبد العزيز إلى أن وصل عدد النخل 1550 نخلة وقد أجرتها وزارة الأوقاف السعودية إلى وزارة الزراعة السعودية التي أعتنت بها وأخذت تبيع التمر في الأسواق وتوزع نصف ثمنه على الأيتام والفقراء والنصف الآخر تضعه في البنك باسم سيدنا عثمان إلى أن زادت هذه الأموال بحيث أصبحت كافية لشراء قطعة أرض مجاورة للحرم النبوي والتي يجري عليها الآن بناء فندق في مراحله النهائية من المتوقع تأجيره لشركة إدارة فنادق ومن المتوقع أن يدر دخلا بملايين الريالات سنوياً سيتم إنفاق نصفها على الفقراء واليتامى ويذهب النصف الثاني إلى حساب سيدنا عثمان رضي الله عنه.

<a rel="nofollow" href="https://

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الصحابة أفضل الأمة بعد نبيها – سنة النبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هناك حديث يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قام يوماً بعد الصلاة فقال للصحابة سلوني عن أي شيء وسأجيبكم.. فقام أحد الصحابة فسأل قائلاً: أين سأكون في الأخرة..؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: في النار.. سؤالي هو:من هو هذا الصحابي؟ وكيف يمكن لصحابي أن يدخل النار؟ أرجو توضيح هذا الحديث، وجزاكم الله خيراً.

الجواب :
الحمد لله
أولا :
روى البخاري (7294) – واللفظ له – ومسلم (2359) عن أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ حِينَ زَاغَتْ الشَّمْسُ فَصَلَّى الظُّهْرَ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ السَّاعَةَ وَذَكَرَ أَنَّ بَيْنَ يَدَيْهَا أُمُورًا عِظَامًا ثُمَّ قَالَ : ( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْهُ فَوَاللَّهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا ) قَالَ أَنَسٌ : فَأَكْثَرَ النَّاسُ الْبُكَاءَ وَأَكْثَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُولَ سَلُونِي فَقَالَ أَنَسٌ : فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ أَيْنَ مَدْخَلِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ النَّارُ . فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ فَقَالَ مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ . قَالَ ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ سَلُونِي سَلُونِي ، فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ : رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا . قَالَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ عُمَرُ ذَلِكَ . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ وَأَنَا أُصَلِّي فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ )

أما اسم هذا الرجل الذي سأل عن مدخله فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( في النار ) فقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" وَلَمْ أَقِف عَلَى اِسْم هَذَا الرَّجُل فِي شَيْء مِنْ الطُّرُق ، كَأَنَّهُمْ أَبْهَمُوهُ عَمْدًا لِلسَّتْرِ عَلَيْهِ . ولِلطَّبَرَانِيّ مِنْ حَدِيث أَبِي فِرَاس الْأَسْلَمِيّ نَحْوه وَزَادَ " وَسَأَلَهُ رَجُل فِي الْجَنَّة أَنَا ؟ قَالَ فِي الْجَنَّة " وَلَمْ أَقِف عَلَى اِسْم هَذَا الْآخَر " انتهى .

هذا مع أنه لا مصلحة للعبد في الوقوف على تعيين اسم هذا السائل ، ولا مضرة في دينه إذا جهله ، ولذلك لم يعن رواة الحديث بذلك التعيين .
ثانيا :
أما عن دخول هذا السائل النار، مع كونه من الصحابة ، فله ثلاثة أوجه :
أولا : يحتمل أنه من المنافقين ، فأعلم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بحاله .
وقد كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم عدة من المنافقين يصلون معه ويصومون ويعبدون الله في الظاهر وهم في الحقيقة من أهل النفاق ، قال تعالى : ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ) التوبة/ 101
ثانيا : يحتمل أن يدخل النار بسبب ذنب له ، ثم ينجيه الله منها فيدخل الجنة بفضل الله ورحمته .
ثالثا : يحتمل أن يكون المعنى : هو في النار إن لم يعف الله عنه ، فيدخل بذلك في المشيئة .
ولعل الاحتمالين الأخيرين أظهر ، وهذا جار على قاعدة أهل السنة في عصاة الموحدين .
وقد روى البخاري (3074) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ : كَانَ عَلَى ثَقَلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الثقل : ما يثقل حمله من الأمتعة) رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ كِرْكِرَةُ فَمَاتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( هُوَ فِي النَّارِ ) فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَوَجَدُوا عَبَاءَةً قَدْ غَلَّهَا
ورواه مسلم (114) بمعناه من حديث عمر رضي الله عنه .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" وَقَوْله " هُوَ فِي النَّار " أَيْ يُعَذَّب عَلَى مَعْصِيَته ، أَوْ الْمُرَاد هُوَ فِي النَّار إِنْ لَمْ يَعْفُ اللَّه عَنْهُ " انتهى .

ثالثا :
الصحابة رضي الله عنهم بشر من البشر ، منهم من يذنب ويخطئ ، ولكنهم في الجملة أفضل الخلق بعد الأنبياء والمرسلين ، وهم خير القرون ، وكلهم ثقات عدول بإجماع المسلمين ، لكنهم ـ أيضا ـ غير معصومين من الذنب ، بالاتفاق ، وما ورد في حق بعض أفرادهم من فعل الذنب ، أو التوعد عليه ، فالواجب إحسان الظن به في ذلك ، ومعرفة أن ذلك لا يخرجه عن حد العدالة والرضى .
بل قال أبو محمد بن حزم رحمه الله :
" الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعا ، قال الله تعالى : ( لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ) إلى قوله : ( وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ) الحديد/ 10 ، وقال : ( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ) الأنبياء/ 101 . فثبت أن الجميع من أهل الجنة " انتهى
من نقله عنه الأمير الصنعاني في "توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار" (2 /245)

والذي ننصح به عدم الخوض في أمثال هذه المسائل ، بل نقر لأهل الفضل بالفضل ، ونشهد لهم بالخير والصلاح ، ونكف عن الخوض فيهم بغير علم ، وننشغل بأنفسنا .
راجع جواب السؤال رقم : (13713) .
والله تعالى أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

تزوجت خديجة رضي الله عنها وأنجبت قبل أن تتزوج بالنبي صلى الله عليه وسلم من السنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل كان لخديجة أمّ المؤمنين رضي الله عنها أبناء قبل أن تتزوج النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فهناك بعض الأشخاص في الحي يقولون أن فاطمة رضي الله عنها ليست ابنة النبي صلى الله عليه وسلم وإنما ابنة خديجة من زوج سابق ، فهل هذا صحيح ؟
الجواب :

الحمد لله
أولا :
تزوجت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها قبل أن تتزوج بالنبي صلى الله عليه وسلم برجلين ، وأنجبت منهما .
قال ابن كثير رحمه الله :
" قَالَ الزُّهْرِيُّ : وَقَدْ كَانَتْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ تَزَوَّجَتْ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلَيْنِ ; الْأَوَّلُ مِنْهُمَا عَتِيقُ بْنُ عَائِذِ بْنِ مَخْزُومٍ ، فَوَلَدَتْ مِنْهُ جَارِيَةً وَهِيَ [هند] أُمُّ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ ، وَالثَّانِي أَبُو هَالَةَ التَّمِيمِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ هِنْدَ بْنَ هِنْدٍ . [لأنه قد قيل : إنه اسم أبي هالة (هند) ] .
وَقَدْ سَمَّاهُ ابْنُ إِسْحَاقَ ، فَقَالَ : ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدَ هَلَاكِ عَتِيقِ بْنِ عَائِذٍ أَبُو هَالَةَ النَّبَّاشُ بْنُ زُرَارَةَ ، أَحَدُ بَنِي عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ ، حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ ، فَوَلَدَتْ لَهُ رَجُلًا وَامْرَأَةً ، [ وهما هند وهالة ] ثُمَّ هَلَكَ عَنْهَا ، فَخَلَفَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَوَلَدَتْ لَهُ بَنَاتِهِ الْأَرْبَعَ ، ثُمَّ بَعْدَهُنَّ الْقَاسِمَ وَالطَّيِّبَ وَالطَّاهِرَ ، فَذَهَبَ الْغِلْمَةُ جَمِيعًا وَهُمْ يرْضَعُونَ " انتهى من " البداية والنهاية " (8/205-206) .

وقيل بالعكس ، أنها تزوجت أولا بأبي هالة ، ثم بعده بعتيق بن عائذ كما سيأتي .
فقد روى يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال : " وكانت خديجة قبل أن ينكحها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحت عتيق بن عائذ ، فولدت له هند بنت عتيق ، ثم خلف عليها بعد عتيق أبو هالة مالك بن النباش بن زرارة التميمي الأسدي ، فولدت له هند بن أبي هالة ، وهالة بنت أبي هالة ، فهند بنت عتيق ، وهند وهالة ابنا أبي هالة كلهم إخوة أولاد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خديجة " انتهى من " أسد الغابة " (7/80) .
وقال النووي رحمه الله :
" قالوا : وكانت – أي : خديجة – قبل النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوجة لعتيق بن عائذ المخزومى ، فمات عنها وله منها ولد ، ثم تزوجها أبو هالة مالك ، وقيل : هند بن زرارة ، وقيل : تزوجها أبو هالة قبل عتيق ، ثم تزوجها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " انتهى من " تهذيب الأسماء واللغات " (2/342) .
وقال الحافظ رحمه الله :
" هند بنت عتيق بن عائذ بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم ، أمّها خديجة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم . ذكرها الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» ، وقال : أسلمت وتزوّجت ، ولم ترو عنه شيئا .
وقال ابن سعد في ترجمة خديجة : خلف على خديجة بعد أبي هالة عتيق بن عائذ بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم ، فولدت له جارية يقال لها هند ، فتزوجها صيفي بن أميّة بن عائذ بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم ، وهو ابن عمها ، فولدت له محمد بن صيفي ، فولد محمد يقال لهم بنو الطّاهرة لمكان خديجة " انتهى من " الإصابة " (8/347) .
ثانيا :
لا يختلف أهل الإسلام في أن فاطمة رضي الله عنها هي بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلبه من زوجته خديجة رضي الله عنها .
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : ( فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي ) ؟! رواه البخاري (3714) ، ومسلم (2449) .
ألم يقل صلى الله عليه وسلم في حديث المرأة المخزومية التي سرقت : ( … وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا ) ؟! رواه البخاري (3475) ، ومسلم (1688) .
ألم يقل صلى الله عليه وسلم : ( أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ ) ؟! رواه أحمد (2668) بسند صحيح .
ألم تقل فاطمة رضي الله عنها بعد وفاته صلى الله عليه وسلم : ( يَا أَبَتَاهُ ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ ، يَا أَبَتَاهْ، مَنْ جَنَّةُ الفِرْدَوْسِ، مَأْوَاهْ يَا أَبَتَاهْ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ) ؟! رواه البخاري (4462) .
وهذا الأمر أوضح من أن يحتاج إلى أدلة ، وكما قيل :
وليس يصح في الأذهان شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل
وانظر للفائدة إلى جواب السؤال رقم : (23294) .
والله أعلم .

موقع الإسلام سؤال وجواب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

السنن المهجورة – سنة النبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* الموضوع منقول ..

(1) المبالغة في الاستنشاق في الوضوء
دليله حديث لقيط بن صبرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – « أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً ».
قال الإمام الصنعاني في سبل السلام (1/47) (والحديث دليل على المبالغة في الاستنشاق لغير الصائم).

(2) المضمضة والاستنشاق ثلاث مرات بكف واحدة
1 – عن عبد الله بن زيد – رضي الله عنه- في صفة وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أنه أفرغ من الإناء على يديه فغسلهما ثم غسل أو مضمض واستنشق من كف واحدة ففعل ذلك ثلاثاً… ثم قال: هكذا وضوء رسول الله – صلى الله عليه وسلم- » أخرجه البخاري (191)
وقال النووي : ( في هذا الحديث دلالة ظاهرة للمذهب الصحيح المختار أن السنة في المضمضة والاستنشاق: أن يكون بثلاث غرفات، يتمضمض ويستنشق من كل واحدة منها ).

(3) استحباب الوضوء قبل الغسل من الجنابة وصفة غسله صلى الله عليه وسلم من الجنابة
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : « كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا اغتسل من الجنابة غسل يديه ثم توضأ وضوءه للصلاة ثم يغتسل …» الحديث أخرجه البخاري (272)
قال الحافظ ابن دقيق العيد: (وتوضأ وضوءه للصلاة) يقتضي استحباب تقديم الغسل لأعضاء الوضوء في ابتداء الغسل ولا شك في ذلك)) إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام [ (1/92) ].

(4) استحباب الوضوء للجنب إذا أراد الأكل أو النوم
عن عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال: يا رسول الله أير قد أحدنا وهو جنب؟ قال: «نعم، إذا توضأ أحدكم فلير قد وهو جنب » [ أخرجه البخاري ومسلم ].

(5) الوضوء لمن أراد العود لمجامعة أهله
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – «إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ»[أخرجه مسلم ]
وقد بوب النووي على هذا الحديث والذي في المسألة السابقة بقولـه: (باب جواز نوم الجنب واستحباب الوضوء لـه وغسل الفرج إذا أراد أن يأكل أو يشرب أو ينام أو يجامع ).

(6) العناية بالسواك والاهتمام به
1 – عن ابن عمر – رضي الله عنه- قال: «كان رسول الله لا ينام إلا والسواك عنده، فإذا استيقظ بدأ بالسواك» [أخرجه والبخاري ].
2 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: « لو لا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ». [أخرجه البخاري ].
قال النووي في شرح مسلم [ (2/146) ]: ( ثم إن السواك مستحب في جميع الأوقات ولكن في خمسة أوقات أشد استحباباً: إحداها: عند الصلاة. والثاني: عند الوضوء. والثالث: عند قراءة القرآن. والرابع: عند الاستيقاظ من النوم. والخامس: عند تغير الفم. وتغيره يكون بأشياء: منها ترك الأكل والشرب، ومنها أكل ماله رائحة كريهة، ومنها طول السكوت، ومنها كثرة الكلام ) ا.هـ.

(7) استحباب البدء بالسواك لمن دخل منزله
عن المقدام بن شريح عن أبيه قال: سألت عائشة – رضي الله عنها – قلت: بأي شيء كان يبدأ النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا دخل بيته؟ قالت بالسواك. [ أخرجه مسلم ].

(8) متابعة المؤذن والمقيم وقول مثل ما يقول
1 – عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: « إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن». [ أخرجه البخاري ].
قال ابن قدامة: (ويستحب أن يقول في الإقامة مثل ما يقول) [المغني (2/87)].

(9) الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – وسؤال الوسيلة له بعد الأذان
عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنه – أنه سمع النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول : «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلَّوا عليَّ، فإنه من صلَّى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا، فمن سأل لي الوسلة حلَّت لـه الشفاعة». [ اخرجه مسلم ]
عن جابر بن عبدالله – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت لـه شفاعتي يوم القيامة» البخاري (614) وأبوداود ].

(10) قول رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ورسولاً
عن سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «من قال حين يسمع المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك لـه، وأن محمداً عبده ورسوله. رضيت بالله رباً،وبمحمدٍ رسولاً، وبالإسلام ديناً، غفر لـه ذنبه». أخرجه مسلم وأحمد وأبو داود، أما متى يقال هذا الدعاء والذكر؟ فيه قولان :
الأول : أنه يقولـه عندما يقول المؤذن ذلك وسط الأذان، وهذا ما يشير إليه كلام النووي في شرح مسلم، وإن لم يكن صريحاً [(2/323) ط. دار الحدبث].
القول الثاني: أنه عند ختام الأذان، ورجحه المباكفوري في شرح الترمذي.

(11) مشروعية الصلاة إلى سترة
1 – عن ابن عمر – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «إذا كان أحدكم يصلي، فلا يدع أحداً يمر بين يديه، فإن أبي فليقاتله فإن معه قرين». أخرجه مسلم.
2 – عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – «إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل ولا يبال من مرَّ وراء ذلك». [ اخرجه مسلم ]
3 – عن سهل بن سعد – رضي الله عنه – قال: «كان بين مصلَّى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وبين الجدار ممر شاة». [ البخاري ].
4 – عن سهل بن أبي حثمة يبلغ به النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: « إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدنُ منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته». [ رواه داود ].

(12) شرعية الصلاة بالنعال والخفاف ونحوه إذا علمت طهارتها والسنن في ذلك
عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد الأزدي قال: «سألت أنس بن مالك: أكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يصلي في نعليه؟ قال: نعم». [ البخاري (386) ].
وقال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله – في فتاويه [(12/386)]: «الصلاة في الحذاء سنة». ولـه فتوى مطولة فيها.
قال المحدث العلامة مقبل بن هادي الوادعي اليماني – رحمه الله – (سنة هجرت) مجموع رسائل علمية [(ص3)].

(13) البـدء بتحية المسجد عند دخوله قبـل السـلام على الناس أي البدء بحق الله
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – «أن النبي – صلى الله عليه وسلم – دخل المسجد فدخل رجل فصلى ثم جاء فسلَّم على النبي – صلى الله عليه وسلم – فرد النبي – صلى الله عليه وسلم – عليه السلام، فقال: ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِ (ثلاثاً) فقال: والذي بعثك بالحق فما أُحسنُ غيره فعلمني…». [ البخاري (793) ]
قال الإمام ابن القيم: (فأنكر عليه صلاته، ولم ينكر عليه تأخير السلام عليه – صلى الله عليه وسلم – إلى ما بعد الصلاة).

(14) تسوية الصفوف وإهمال كثير من الأئمة الأمر بها والحض عليها
عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: أقيمت الصلاة فأقبل علينا رسول الله بوجهه فقال: «أقيموا صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري». [ البخاري وسلم ].
عن أبي مسعود قال: كان رسول الله يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: «استوا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم». أخرجه مسلم. [البخاري (723) ومسلم (433)]
عن النعمان بن بشير – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: «لتسوُّن صفو فكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم». [ البخاري (717) ومسلم (436) ].
قال العلامة ابن عثيمين في فتاويه [(13/56)] (والأئمة اليوم لا يفعلون ذلك ولو فعلوا لقام الناس عليهم وصاحوا بهم ولكن سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – أحق أن تتبع فعلى الإمام أن يعتني بتسوية الصفوف) ا.هـ.

(15) السنة فـيما يقرأ في ركعتي الفجـر (الراتبة)
أما ما يقر أفي ركعتي الفجر فقد ورد فيها سنتان:
الأولى: قراءة الكافرون والإخلاص:عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قرأ في ركعتي الفجر ( قل يأيها الكافرون ) [الكافرون ( 1)] و ( قل هو الله أحد ) [الإخلاص (1) ]. [ مسلم ].
الثانية: قراءة ( قولوا أمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ) [البقرة ( 136)] و ( قل يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباب من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون ) [آل عمران ( 64)].
عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقرأ في ركعتي الفجر ( قولوا أمنا بالله وما أنزل إلينا ) والتي في آل عمران ( تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) . [ مسلم ] .

(16) الاضطجاع على الشق الأيمن بعد سنة الفجر
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: «كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن». [ أخرجه البخاري (1160) ومسلم (736/122) وأبو داود (1262) وابن ماجه (1198،1199) وأحمد (6/121،133) ].
قال العلامة ابن القيم – رحمه الله – : ( وكان – صلى الله عليه وسلم – يضطجع بعد سنة الفجر على شقه الأيمن هذا الذي ثبت عنه في الصحيحين من حديث عائشة – * رضي الله عنها- ).

(17) مشروعية الجهر للإمام ببعض الآيات في الصلاة السرية
عن أبي قتادة – رضي الله عنه – قال-: «كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يُصلِّي بنا فيقرأ في الظهر والعصر-في الركعتين الأوليين – بفاتحة الكتاب وسورتين ويسمعنا الآية أحياناً،و يطول الركعة الأولى ويقرأ في الأخرييين بفاتحة الكتاب ».
وقال العلامة ابن باز: (ويستحب – أي للإمام – أن يجهر ببعض الآيات في الصلاة السرية بعض الأحيان؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – يفعل ذلك.. متفق عليه من حديث أبي قتادة الأنصاري – رضي الله عنه-). مجموع فتاوى ابن باز.

(18) الدعاء والتسبيح والتعوذ عند قراءة الآيات المناسبة
عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – قال: (صليت مع النبي – صلى الله عليه وسلم – ذات ليلةٍ فافتتح البقرة فقلت: يركع عند المائة،ثم مضى فقلت: يصلي بها في ركعةٍ فمضى،فقلت: يركع بها،ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمرآن فقرأها.يقرأ مترسِّلاً. إذا مر بأيةٍ بها تسبيح سبّح. وإذا مر بسؤال سأل.وإذا مر بتعوذٍ تعوذ… الحديث.
قال النووي في شرح مسلم [(3/320)]: (فيه استحباب هذه الأمور لكل قارئٍ في الصلاة وغيرها ومذهبنا – أي الشافعية – استحبابه للإمام والمأموم والمنفرد) ا.هـ.
قال ابن باز في فتاويه [(11/345)]: (وكان عليه الصلاة والسلام إذا مرت به آية التسبيح سبح في صلاة الليل، وإذا مرت به آية وعيد استعاذ، وإذا مرت به آيات الوعد دعا روى ذلك حذيفة – رضي الله عنه-. عنه – صلى الله عليه وسلم – وهذا من فعله – صلى الله عليه وسلم – وسنته الدعاء عند آيات الرجاء والتعوذ عند آيات الخوف، والتسبيح عند آيات أسماء الله وصفاته). ا. هـ.

(19) قراءة سورة الإخلاص مع ما يقرأ في كل ركعة أحياناً
1ـ عن عائشة – رضي الله عنها – أن رسول الله بعث رجلاً على سرية فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم بــ ( قل هو الله أحد ) [الإخلاص ( 1)] ‏فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله، فقال: سلوه: لأي شيءٍ يصنع ذلك؟ فسألوه: فقال: لأنها صفة الرحمن عز وجل فأنا أحب أن أقرأ بها، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – «أخبروه أن الله تعالى يحبه». [ البخاري ].
قال ابن دقيق العيد: (قولهم فيختم بـ ( قل هو الله أحد ) يدل على أنه يقرأ بغيرها، والظاهر أنه كان يقرأ ( قل هو الله أحد ) مع غيرها في ركعة واحدة، ويختم بها في تلك الركعة، وإن كان اللفظ يحتمل أن يكون يختم بها في آخر ركعة يختم فيها السورة.وعلى الأول يكون ذلك دليلاً على جواز الجمع بين السورتين في ركعة واحدةٍ) إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام [(2/18ـ19) ط.

(20) تسوية الظهر في الركوع
وإن من الملاحظ على كثير من المصلين – وفقنا الله وإياهم – أن منهم من يرفع رأسه عن مستوى ظهره، ومنهم من ينحني برأسه جداً أيضاً عن مستوى ظهره.
وقد بوب البخاري [(2/322)] باب: " استواء الظهر في الركوع، وقال أبو حميدٍ في أصحابه: ركع النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم هصر ظهره".

(21) من السنن القولية عند الرفع من الركوع
قد وردت في ذلك جملة من الألفاظ والأذكار التي تقال عند الرفع من الركوع منها ما قد غفل الناس عنها، ومنها ما قد زادوا على المشروع فيها،. فمما يقال من تلك الأذكار:
(ربنا لك الحمد) و( ربنا ولك الحمد) و(اللهم ربنا لك الحمد) و(اللهم ربنا ولك الحمد).
فهذه الصيغ الأربع هي أقل ما يقال عند الرفع من الركوع، وقد ورد ما يزاد عليها مما صح الدليل به، ولم يصح زيادة (ولك الشكر).

(22) استحباب إطالة الجلسة بين السجدتين قدر الركوع والسجود
1ـ عن البراء بن عازب – رضي الله عنه – قال: «رمقتُ الصلاة مع محمد – صلى الله عليه وسلم – فوجدت قيامَه فركعتَه فاعتداله بعد ركوعه فسجدتَهُ فجلسته بين السجدتين فسجدتَه فجلسته ما بين التسليم والانصراف قريباً من السواء». [البخاري ومسلم ].
2ـ عن ثابت عن أنس – رضي الله عنه – قال: (إني لا آلو أن أصلِّي بكم كما رأيت رسول الله – ? – يصلي بنا. قال ثابت: فكان أنسٌ يصنع شيئا لا أراكم تصنعونه، كان إذا رفع من الركوع انتصب قائماً، حتى يقول القائل: قد نسي.وإذا رفع رأسه من السجدة مكث، حتى يقول القائل:قد نسي). [ البخاري ومسلم ].
قال ابن القيم – رحمه الله – في زاد المعاد [(1/239)]: (وهذه السنة تركها أكثر الناس من بعد انقراض عهد الصحابة، ولهذا قال ثابت:وكان أنس يصنع شيئا لا أراكم تصنعونه، يمكث بين السجدتين حتى نقول:قد نسي أو قد وهم.وأما من حكم السنة ولم يلتفت إلى ما خالفها، فإنه لا يعبأ بما خالف هذا الهدي) ا.هـ.

(23) الإكثار من الدعاء بالمغفرة بين السجدتين
عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – « أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يقول بين السجدتين:ربِّ اغفر لي.ربِّ اغفر لي». [ رواه احمد ].
قال ابن باز – رحمه الله – في فتاويه [(11/37)]: (ولكن يكثر من الدعاء بالمغفرة فيما بين السجدتين،كما ورد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ) ا.هـ.

(24) إلقام الكف للركبة في التشهد الأخير
عن عبد الله بن الزبير- رضي الله عنه – قال: «كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا قعد يدعو: وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى،.ويده اليسرى على فخذه اليسرى، وأشار بإصبعه السبابة، ووضع إبهامه على إصبعه الوسطى، ويلقم كفَّه اليسرى ركبته». [ مسلم وأبو داود ].
قال النووي في شرح مسلم: (وفي رواية «ويلقم كفه اليسرى ركبته» فهو دليل على استحباب ذلك.وقد أجمع العلماء على استحباب وضعها عند الركبة أو على الركبة).

(25) التفل على اليسار ثلاثاً عـند الوسوسة في الصلاة
عن عثمان بن أبي العاص أنه أتى النبي – صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي، يلبسها عليَّ. فقال رسول الله: «ذاك شيطان يقال لـه: خِـنْـزَب فإذا أحسسته، فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثاً. قال:ففعلتُ ذلك، فأذهبه الله عني ». أخرجه مسلم.

(26) صلاة النوافل في البيت
1 – عن زيد بن ثابت – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: « فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ». [ رواه البخاري ومسلم ].
قال النووي: " هذا عام في جميع النوافل الراتبة مع الفرائض والمطلقة، إلا في النوافل التي هي من شعائر الإسلام وهي العيد والكسوف والاستسقاء وكذا التراويح على الأصح فإنها مشروعة في جماعة في المسجد، والاستسقاء في الصحراء) انتهى كلامه في شرح مسلم [( 3/ 328)].
وقد سئل ابن عثيمين: هل يصلي الإنسان في المسجد الحرام لمضاعفة الثواب، أم يصلي في المنزل لموافقة السنة ؟
فأجاب: المحافظة على السنة أولى من فعل غير السنة، وقد ثبت عن النبي أنه قال: ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) ولم يحفظ عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يصلي النوافل في المسجد إلا النوافل الخاصة بالمسجد … فالأفضل المحافظة على السنة، وأن يصلي الإنسان الرواتب في بيته ؛ لأن الذي قال: ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) هو الذي قال : (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما عداه إلا المسجد الحرام ). فأثبت الخيرية في مسجده، وبين أن الأفضل أن تصلى غير المكتوبة في البيت " فتاوى ابن عثيمين [( 14/ 289)].

(27) ابتداء قيام الليل بركعتين خفيفتين
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: «كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا قام من الليل ليُصلِّي افتتح صلاته بركعتين خفيفتين». أخرجه ومسلم.
قال النووي في شرح مسلم [(3/314)]: (هذا دليل على استحبابه لينشط بهما لما بعدهما) ا.هـ.

(28) صلاة ركعتين خفيفتين بعد الوتر أحياناً
الحديث: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أنه سأل عائشة – رضي الله عنها – كيف كانت صلاة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ؟ فقالت: « كان يصلي ثلاث عشرة ركعة، يصلي ثمان ركعات، ثم يوتر، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فإذا أراد أن يركع قام فركع، ثم يصلي ركعتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح» مسلم وأبو داود.
قال ابن القيم (وقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم – أنه كان يصلي بعد الوتر ركعتين، جالساً تارة، وتارة يقرأ فيها جالساً، فإذا أراد أن يركع قام فركع ) ا.هـ.
أما ما يقرأ في هاتين الركعتين؟
عن أبي أمامة – رضي الله عنه – «أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يصلي ركعتين بعد الوتر وهو جالس يقرأ فيهما بـ ( إذا زلزلت ) [سورة (الزلزلة)]، و ( قل يأيها الكافرون ) [ سورة (الكافرون)].
وقد اسـتـشـكل بعضهم هذا مع حديث «اجعلوا آخر صلاتكم وتراً» وقد أجاب عن ذلك ابن القيم في الزاد (1/333) وقال ابن عثيمين (14/122) في خاتمة جوابٍ لـه: (وهذا هو الذي ذهب إليه ابن القيم وجماعة من أهل العلم فاعمل بذلك أحياناً) ا.هـ. والله تعالى أعــلـم.

(29) صلاة ركعتين بعد الرجوع من صلاة العـيد
عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: « كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا يصلي قبل العيد شيئا فإذا رجع إلى منـزله صلى ركعتين ». [ أخرجه ابن ماجه وحسنه الألباني، وأحمد في المسند ].
وقد حسنه الألباني في الإرواء [( 3/100)] وقال: "والتوفيق بين هذا الحديث والأحاديث الاخرى [ومنها حديث ابن عباس أن النبي ? صلى يوم العيد ركعتين لم يصل قبلها ولا بعدها ) متفق عليه ، النافية للصلاة بعد العيد؛ أن النفي إنما وقع في الصلاة في المصلى، كما أفاد الحافظ في التلخيص [( ص 144)] والله أعلم " انتهى كلام الألباني – رحمه الله تعالى – .

(30) تنوع الاذكار بعد الصلاة
قد وردت جملة من الأحاديث دبر الصلاة، ومنها أحاديث عدد التسبيح ..
وقد وردت في ذلك صفات مختلفة كلها صحيحة وهي من اختلاف التنوع، كما يقول العلماء، فيفعل الإنسان تارة هذه الصفة، وتارة تلك حتى يحقق بذلك الكمال في اتباع السنة من ذلك هذا الحديث:
عن عبد الله بن عمر بن العاص – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : «خلتان ـوفي رواية خصلتان ـ لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة، ألا وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل: الصلوات الخمس يسبح أحدكم في دبر كل صلاة عشراً، ويحمده عشراً، ويكبر عشراً، فهي خمسون ومائة في اللسان، وألف وخمسمائة في الميزان.وأنا رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يعقدهن بيده.
حديث زيد بن ثابت – رضي الله عنه – قال: أمروا أن يسبحوا دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، ويحمدوا ثلاثاً وثلاثين، ويكبروا أربعاً وثلاثين، فأُتي رجلٌ من الأنصار في منامه فقيل لـه: أمركم رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أن تسبحوا دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وتحمدوا ثلاثاً وثلاثين، وتكبروا أربعاً وثلاثين؟ قال: نعم. قال: فاجعلوها خمساً وعشرين، واجعلوا فيها التهليل. فلما أصبح أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – فذكر لـه ذلك. فقال: اجعلوها كذلك. [ أخرجه النسائي (1350) وصححه الألباني ] .
حديث عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – أن رجلاً رأى فيما يرى النائم… قال: سبحوا خمساً وعشرين، و احمدوا خمسا ًوعشرين، وكبروا خمساً وعشرين، وهللوا خمساً وعشرين فتلك مائة. فلما أصبح ذكر ذلك للنبي – صلى الله عليه وسلم – فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – «افعلوا كما قال الأنصاري». [ أخرجه النسائي (1351) ] .

(31) التأمير في السفر للثلاثة فما فوق أن يأمّروا أحدهم
عن نافع عن أبي سلمة عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : «إذا كان ثلاثة في سفرٍ فليأمِّروا أحدهم». قال نافع: فقلت لأبي سلمة أنت أميرنا.
لأنهم كانوا في سفرٍ وفيه سرعة امتثال السلف – رضي الله عنهم – للسنة وانقيادهم لها.
قال الخطابي في معالم السنن (إنما أمروا بذلك؛ ليكون أمرهم جميعاً، ولا يتفرق بهم الرأي، ولا يقع بينهم خلاف فيعنتوا) ا.هـ.

(32) من السنة صلاة النافلة على الراحلة في السفر ولو لغير القبلة
عن عامر بن ربيعة – رضي الله عنه – قال: « رأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – يصلي على راحلته حيث توجهت به» [أخرجه البخاري (1098)] ، وفي رواية، رأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – « يسبح يومئ برأسه قبل أي وجهة توجهه، ولم يكن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصنع ذلك في المكتوبة » [ البخاري (1097، مسلم 701) ] .
قال النووي – رحمه الله- : ( في هذه الأحاديث جواز التنفل على الراحلة في السفر حيث توجهت وهذا جائز بإجماع المسلمين ) [ شرح مسلم (3 / 228)].

(33) المسافر يكبر إذا علا شرفاً أو صعـد ويسبح إذا نزل
عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – قال: (كُنَّا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبَّحنا).
وقـد ورد في صفـة هذا التكبير أنه ثلاثاًً وذلك فيما أخرجه البخاري ومسلم. من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما- قال : « كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا قفل من الحج أو العمرة يقول كلما أوفى على ثنيةٍ أو فدفد كبر ثلاثاًً … » . الحديث

(34) دعاء هام للمسافر
عن خولة بنت حكيم – رضي الله عنها – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «من نزل منزلاً، ثم قال:أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيءٌ، حتى يرتحل من منزله ذلك».
وفي لفظٍ آخر: «إذا نزل أحدكم منزلاً فليقل …» الحديث. أخرجه مسلم باللفظين.
وقد ورد نحو هذا الذكر من اذكار المساء عند مسلم برقم (2709) عن أبي هريرة – رضي الله عنه –

(35) استحباب صلاة ركعتين في المسجد عند القدوم من السفر
وعن جابر قال: (خرجت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في غزاةٍ، فأبطأ بي جملي وأعيى.ثم قدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قبلي، .وقدمت بالغداة، فجئت المسجد فوجدته على باب المسجد، قال: «الآن حين قدمت»؟ قلت نعم.قال: «فدع جملك وادخل فصلِّ ركعتين».قال: «فدخلت فصليتُ، ثم رجعتُ». [ البخاري ومسلم وأبو داود].
عن كعب – رضي الله عنه – «أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان إذا قدم من سفرٍ ضُحىً دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس». [البخاري ومسلم ]

(36) إشارة الخطيب بالإصبع عند الدعاء ما لم يستسق فيرفع يديه
عن حصين بن عبد الرحمن،.عن عمارة ابن رؤيبة قال: رأى بشر بن مروان على المنبر رافعاً يديه، فقال: قبح الله هاتين اليدين. لقد رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما يزيد على أن يقول بيده هكذا وأشار بإصبعه المسبحة.ا هـ
وفي رواية قال: (يوم الجمعة).
قال النووي: (هذا فيه أن السنة ألا يرفع اليد في الخطبة، وهو قول مالك وأصحابنا وغيرهم وحكى القاضي عن بعض السلف وبعض المالكية إباحته؛ لأن النبي رفع يديه في خطبة الجمعة حين استسقى وأجاب الأولون، بأن هذا الرفع كان لعارض) ا هـ .

(37) استقبال الناس الخـطيب بوجوههم يوم الجمعة
قال العلامة الألباني- رحمه الله -: (استقبال الخطيب من السنن المتروكة) السلسلة الصحيحة [(5/110)]. وقد ذكرت أدله ذلك في الأصل.

(38) استحباب تحول الناعس يوم الجمعة من موضعه
عن ابن عمر – رضي الله عنهما – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «إذا نعس أحدكم يوم الجمعة فليتحول من مجلسه ذلك». [ أخرجه أبوداود والترمذي ].

(39) السنن للجمعة بعد الصلاة
يسن لمن حضر الجمعة أن يصلي بعدها إما ركعتين يركعهما في البيت، وإما أربعاً في المسجد.
1- عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- : «إذا صلًّى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعاً». وفي لفظٍ: « من كان منكم مصلياً بعد الجمعة فليصل أربعاً» أخرجه مسلم.
2- عن ابن عمر أنه وصف تطوع صلاة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: فكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف، فيصلي ركعتين في بيته. [ البخاري ومسلم ].

(40) الفصل بين الفرض و النفل في الجمعة وغيرها
عن عمر بن عطاء . أن نافع بن جبير أرسله إلى السائب ، يسأله عن شيء رآه من معاوية في الصلاة.فقال نعم.صليت معه الجمعة في المقصورة، فلما سلم الإمام قمت من مقامي فصليت.فلما دخل أرسل إليَّ فقال: لا تعد لما فعلت، إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تكلم أو تخرج، فإن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمرنا بذلك. أن لا توصل صلاةٌ بصلاةٍ حتى نتكلم أو نخرج)). [ مسلم و أبو داود ].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: (والسنة أن يفصل بين الفرض و النفل في الجمعة وغيرها، كما ثبت في الصحيح عنه أنه – صلى الله عليه وسلم – نهى أن توصل صلاة بصلاة حتى يفصل بينهما بقيام أو كلام). أ. هـ .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

قصص وعبر – سنة النبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نـام إبراهيم ابن الرسول صلى الله عليه وسلم
في حضن أمه مارية ، وكان عمره ستة عشر شهراً، والموت يرفرف بأجنحته عليه ، والرسول عليه الصلاة والسلام ينظر إليه ويقول له : يا إبراهيم أنا لا أملك لك من الله شيئاً ..!
ومات إبراهيم وهو آخر أولاده ، فحمله الأب الرحيم ووضعهُ تحت أطباق التراب ، وقال له :
يا إبراهيم إذا جاءتك الملائكة فقل لهم :
الله ربي ..
ورسول الله أبي ..
والإسلام ديني ..
فنظر الرسول عليه الصلاة والسلام خلفهُ ، فسمع عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، يُنهنه بقلب صديع .. فقال له :
ما يبكيك يا عمر ؟
فقال عمر ، رضي الله عنه ، :
يا رسول الله !
إبنك لم يبلغ الحلم ..
ولم يجر عليه القلم ..
وليس في حاجة إلى تلقين ..
فماذا يفعل ابن الخطاب ؟!
وقد بلغ الحلم .. وجرى عليه القلم ..ولا يجد ملقناً مثلك يا رسول الله ؟!!
وإذا بالإجابة تنزل من رب العالمين جل جلاله بقوله تعالى رداً على سؤال عمر :

" يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرة وَيُضِلُّ اللَّـهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّـهُ مَا يَشَاءُ"

أكثروا من قول : اللهم ثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ..
نسأل الله تعالى أن يثبتنا ووالدينا عند السؤال ، ويهون علينا وحدة القبر ووحشته ، ويغفر لنا ، ويرحمنا ، وأن يرزقنا الجنة بغير حساب ..
اللهم آآآمين !

حديث: ((يوم نام إبراهيم ابن الرسول عليه الصلاة والسلام في حضن أمِّه مارية, وكان عمره ستة عشر شهرًا, والموت يُرفرف بأجنحته عليه, والرسول عليه الصلاة والسلام ينظر إليه، ويقول له: يا إبراهيم, أنا لا أملك لك من الله شيئًا, ومات إبراهيم وهو آخِر أولاده, فحمله الأب الرحيم, ووضعه تحت أطباق التراب, وقال له: يا إبراهيم، إذا جاءتك الملائكة, فقل لهم: الله ربي, ورسول الله أبي, والإسلام دِيني, فنظر الرسول عليه الصلاة والسلام خلفه, فسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يُنهنه بقلب صديع, فقال له: ما يبكيك يا عمر؟ فقال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله, ابنك لم يبلغ الحُلُم, ولم يجر عليه القلم, وليس في حاجة إلى تلقين, فماذا يفعل ابن الخطاب، وقد بلغ الحُلُم, وجرى عليه القلم, ولا يجد ملقنًا مثلك يا رسول الله؟! وإذا بالإجابة تنزل من رب العالمين جل جلاله بقوله تعالى ردًّا على سؤال عمر: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ [إبراهيم: 27])). الدرجة : لا يصح
http://www.dorar.net/spreadH/181

**‏​‏​‏​‏​‏​‏​‏​‏​‏​‏​‏​حينما وصل النبي إلى سدره المنتهي وأوحى إليه ربه :
يامحمد ، أرفع رأسك وسل تٌعط .
قال يارب : إنك عذبت قوما بالخسف ..
وقوما بالمسخ ..
فماذا أنت فاعل بإمتي ؟
قال الله تعالى :
( أنزل عليهم رحمتي ..
وأبدل سيئاتهم حسنات ..
ومن دعاني أجبته ..
ومن سألني أعطيته ..
ومن توكل علي كفيته ..
وأستر على العصاة منهم في الدنيا ..
وأشفعك فيهم في الأخرة ..
ولولا أن الحبيب يحب معاتبه حبيبه لما حاسبتهم
يا محمد إذا كنت أنا الرحيم وأنت الشفيع ..؟
فكيف تضيع أمتك بين الرحيم والشفيع )؟

سبحانك يارب ما أعظمك ، وماأرحمك .. .

– ‎((حينما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى سِدرة المنتهى, وأوحى إليه ربُّه: يا محمد, ارفع رأسك, وسل تُعطَ، قال: يا ربِّ, إنك عذبت قومًا بالخسف, وقومًا بالمسخ, فماذا أنت فاعل بأمتي؟ قال الله تعالى: أُنزل عليهم رحمتي, وأبدِّل سيئاتهم حسنات, ومَن دعاني أجبته, ومن سألني أعطيته, ومن توكَّل علي كفيته, وأستر على العصاة منهم في الدنيا, وأُشفِّعك فيهم في الآخرة, ولولا أن الحبيب يحب معاتبة حبيبه لما حاسبتهم، يا محمد, إذا كنتُ أنا الرحيم, وأنت الشفيع؛ فكيف تضيع أمتك بين الرحيم والشفيع؟!)).
الدرجة : كذب، ليس بحديث

http://www.dorar.net/spreadH/716

آشهد آن لآ آله آلآ آلله وأشهد آن محمدآ رسول آلله
يَقولَ إبليـَس للـہ عـزَ وْجَـلَ :
{وعزتك وجلالك ! لأغًوينهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم } !
فيقول الله عز وجل :
{وعزتي وجلآليَ لأغفرنَ لہمَ مآدآموَا يسَتغفرونني ..} !

ٱسْتغفِر ٱللّھ .. أستغفر الله .. أستغفر الله ..
أكثروا من الأستغفآر ..

( اللهم أجعل تذكيري صدقة جارية)
‏​إن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة
و لم يجدوا أصحابهم
الذين كانوا معهم على خير في الدنيا
فإنهم يسائلون عنهم رب العزة ، ويقولون:

” يارب لنا إخوان كانوا يصلون معنا و يصومون معنا لم نرهم “

فيقول الله جل و علا :
اذهبوا للنار و أخرجوا من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان ..

قلنا : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال : ( هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوا ) . قلنا : لا ، قال : ( فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارون في رؤيتهما ) . ثم قال : ( ينادي مناد : ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون ، فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم ، وأصحاب الأوثان مع أوثانهم ، وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم ، حتى يبقى من كان يعبد الله ، من بر أو فاجر ، وغبرات من أهل الكتاب ، ثم يؤتى بجهنم تعرض كأنها سراب ، فيقال لليهود : ما كنتم تعبدون ؟ قالوا : كنا نعبد عزير ابن الله ، فيقال : كذبتم ، لم يكن لله صاحبة ولا ولد ، فما تريدون ؟ قالوا : نريد أن تسقينا ، فيقال : اشربوا ، فيتساقطون في جهنم . ثم يقال للنصارى : ما كنتم تعبدون ؟ فيقولون : كنا نعبد المسيح ابن الله ، فيقال : كذبتم ، لم يكن لله صاحبة ولا ولد ، فما تريدون ؟ فيقولون : نريد أن تسقينا ، فيقال : اشربوا ، فيتساقطون ، حتى يبقى من كان يعبد الله ، من بر أو فاجر ، فيقال لهم : ما يحبسكم وقد ذهب الناس ؟ فيقولون : فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم ، وإنا سمعنا مناديا ينادي : ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ، وإنما ننتظر ربنا ، قال : فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا ، فلا يكلمه إلا الأنبياء ، فيقول : هل بينكم وبينه آية تعرفونه ، فيقولون : الساق ، فيكشف عن ساقه ، فيسجد له كل مؤمن ، ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة ، فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقا واحدا ، ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم ) . قلنا : يا رسول الله ، وما الجسر ؟ قال : ( مدحضة مزلة ، عليه خطاطيف وكلاليب ، وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفة ، تكون بنجد ، يقال لها : السعدان ، المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح ، وكأجاويد الخيل والركاب ، فناج مسلم وناج مخدوش ، ومكدوس في نار جهنم ، حتى يمر آخرهم يسحب سحبا ، فما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار ، وإذا رأوا أنهم قد نجوا ، في إخوانهم ، يقولون : ربنا إخواننا ، كانوا يصلون معنا ، ويصومون معنا ، ويعملون معنا ، فيقول الله تعالى : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه ، ويحرم الله صورهم على النار ، فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه ، وإلى أنصاف ساقيه ، فيخرجون من عرفوا ، ثم يعودون ، فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه ، فيخرجون من عرفوا ثم يعودون ، فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه ، فيخرجون من عرفوا ) . قال أبو سعيد : فإن لم تصدقوني فاقرؤوا : إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها . ( فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون ، فيقول الجبار : بقيت شفاعتي ، فيقبض قبضة من النار ، فيخرج أقواما قد امتحشوا ، فيلقون في نهر بأفواه الجنة يقال له : ماء الحياة ، فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل ، قد رأيتموها إلى جانب الصخرة ، إلى جانب الشجرة ، فما كان إلى الشمس منها كان أخضر ، وما كان منها إلى الظل كان أبيض ، فيخرجون كأنهم اللؤلؤ ، فيجعل في رقابهم الخواتيم ، فيدخلون الجنة ، فيقول أهل الجنة : هؤلاء عتقاء الرحمن ، أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ، ولا خير قدموه ، فيقال لهم : لكم ما رأيتم ومثله معه الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 7439
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

و قال الحسن البصري – رحمه الله –
[ استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعة يوم القيامة ]

الصديق الوفي
هو من يمشي بك إلى الجنة …
..

قال ابن الجوزي رحمه الله :
إن لم تجدوني في الجنة بينكم فاسألوا عني فقولوا :
يا ربنا عبدك فلان كان يذكرنا بك !!!
ثم بكى رحمه الله رحمة واسعة .
.
.
وأنا أسألكم إن لم تجدوني بينكم في الجنة
فاسألوا عني .. لعلي ذكرتكم بالله ولو لمرة واحدة

– اللهم إنا نسألك رفقة خيرٍ تعيننا على طاعتك، وأدِم اللهم علينا تآخينا فيك إلى يوم لقاك ..
.
*‏​‏​‏​‏​‏​‏​سبحان آللّـہ وبحمده
سبحان الله العظيم

* بدأها شخص 
ومرت بي
فهل ًستنتهي عندك ؟
اللهم اني اسالك باسمك الذي تجيب به لداعيك
ان تجعل قارئ رسالتي ممن اذا نظر اليك تبسمت له
واذا سألك اعطيته
واذا دعاك اجبته
ومن فيض خزائنك اعطيته
ومن الهم والضيق نجيته
وعن الحاجة والفقر الا اليك اغنيته
واذا استجار من عذابك اجرته
وبرحمتك الجنة رزقته …. اللهم امين
حكم رائعة لا تتعلق بشئ فكُلنا ذاهبون،،، وإن احببت فأحب بصمت،، فلا داعي للجنون فما الحياه سوى مطار ،، قادمون و مغادرون،،،،،" الوسادة تحمل رأس الغني و الفقير الصغير و الكبير،،، الحارس و الامير،،، ولكن لا ينام بعمق إلا مرتاح الضمير "تذكر دائماً انك ولدت باكياً و الناس يضحكون،،، فاعمل صالحاً لتموت ضاحكاً و الناس يبكون،،،، صافح وسامح .. ودع الخلق للخالق {{{{فأنت}}}} . و {{{{هم}}}} . و {{{{نحن}}}} . راحلون لا تترك صلاتك أبدا فهناك الملايين تحت القبور يتمنون لو تعود بهم الحياة ليسجدو ولو سجده ….
‪ صباحكم اصابع مبللة بطهارة الوضوء لامعة بنور الفجر تمسح نُعاس السهارى وتوقظ النِيام و تقشع ستار الظلام ..
صباحكمّ يوم ، جديد يسجل في سِجَل الحيِاة ..
صباحكم ّ قلب ذاكِر مستغفر يذكركم بِـ سُبحان اللّه ، وبِحمده عَدد خلقة ،
ورضا نفسة وزنة عرشه ، ومداد كلماته
صباحكم صباح الذاكرين ..
لا إله إلا الله&#55356;&#57145;

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

سيرة حياه ابو ذر الغفاري – في الاسلام

اسمه و نسبه

هو جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
من قبيلة كنانة غرب الجزيرة العربية وأمه رملة بنت الوقيعة الغفارية الكنانية، كان أبو الذر ذو بصيرة، وممن يتألهون في الجاهلية ويتمردون على عبادة الأصنام، ويذهبون إلى الايمان بإله خالق عظيم، فما أن سمع عن الدين الجديد حتى شد الرحال إلى مكة.
وكان آدم طويلاً أبيض الرأس واللحية، أسمر اللون نحيفًا، قال أبو قلابة عن رجل من بني عامر: "دخلت مسجد مِنى فإذا شيخ معروق آدم (أي أسمر اللون)، عليه حُلَّة قِطْريٌّ، فعرفت أنه أبو ذَرّ بالنعت".

حال أبي ذر في الجاهلية
ولد أبو ذر في بني غفار إحدى قبائل بني كنانة وكان بنو غفار بين مكة والمدينة، وقد اشتهرت هذه القبيلة بالسطو، وقطع الطريق على المسافرين والتجار وأخذ أموالهم بالقوة، وكان أبو ذَرّ رجلاً يصيب الطريق، وكان شجاعًا يقطع الطريق وحده، ويُغير على الناس في عماية الصبح على ظهر فرسه أو على قدميه كأنه السبع، فيطرق الحي ويأخذ ما يأخذ.

ومع هذا كان أبو ذَرّ ممن تألّه : "أخذ أبو بكر بيدي فقال: يا أبا ذر. فقلت: لبيك يا أبا بكر. فقال: هل كنت تأله في جاهليتك؟ قلت: نعم، لقد رأيتني أقوم عند الشمس (أي عند شروقها)، فلا أزال مصليًا حتى يؤذيني حرّها، فأخرّ كأني خفاء. فقال لي: فأين كنت توجَّه؟ قلت: لا أدري إلا حيث وجهني الله، حتى أدخل الله عليَّ الإسلام". في الجاهلية، وكان يقول: لا إله إلا الله، ولا يعبد الأصنام.

إسلامه
أسلم بمكة قديما وقال كنت في الإسلام رابعا ورجع إلى بلاد قومه فأقام بها حتى مضت بدر و أحد و الخندق ثم قدم المدينة .وبعد أن أسلم آخى النبي بينه وبين المنذر بن عمرو أحد بني ساعدة وهو المُعْنِق ليموت

ويروي أبو ذر قصة إسلامه في الحديث الذي رواه البخاري عن ابن عباس ‎ قال: ألا أخبركم بإسلام أبي ذر قال: قلنا بلى. قال: قال أبو ذر كنت رجلا من غفار فبلغنا أن رجلا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي فقلت لأخي انطلق إلى هذا الرجل كلمه وإتني بخبره فانطلق فلقيه ثم رجع فقلت ما عندك فقال والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير وينهى عن الشر فقلت له: لم تشفني من الخبر فأخذت جرابا وعصا ثم أقبلت إلى مكة فجعلت لا أعرفه وأكره أن أسأل عنه وأشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد قال فمر بي علي فقال كأن الرجل غريب قال: قلت: نعم. قال فانطلق إلى المنزل قال فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ولا أخبره فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه، وليس أحد يخبرني عنه بشيء. قال فمر بي علي فقال: أما آن للرجل أن يعرف منزله بعد. قال: قلت لا. قال: انطلق معي قال: فقال ما أمرك وما أقدمك هذه البلدة قال: قلت له إن كتمت علي أخبرتك قال: فإني أفعل، قال: قلت له بلغنا أنه قد خرج ها هنا رجل يزعم أنه نبي فأرسلت أخي ليكلمه فرجع ولم يشفني من الخبر فأردت أن ألقاه.
فقال له: أما إنك قد رشدت هذا وجهي إليه فاتبعني ادخل حيث أدخل فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي وامض أنت فمضى ومضيت معه حتى دخل ودخلت معه على النبي فقلت له: اعرض علي الإسلام فعرضه فأسلمت مكاني فقال لي يا أبا ذر اكتم هذا الأمر وارجع إلى بلدك فإذا بلغك ظهورنا فأقبل فقلت والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم فجاء إلى المسجد و قريش فيه فقال يا معشر قريش إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فقاموا فضربت لأموت، فأدركني العباس فأكب علي ثم أقبل عليهم فقال: ويلكم تقتلون رجلا من غفار ومتجركم وممركم على غفار فأقلعوا عني فلما أن أصبحت الغد رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فصنع بي مثل ما صنع بالأمس وأدركني العباس فأكب علي وقال مثل مقالته بالأمس قال فكان هذا أول إسلام أبي ذر .

تركت هذه الحادثة أثراً سلبياً على نفسية أبي ذر، وعاهد نفسه أن يثأر من قريش، فخرج وأقام بـ"عسفان"، ‏وكلما أقبلت عير لقريش يحملون الطعام، يعترضهم ويجبرهم على إلقاء أحمالهم، فيقول أبو ذر لهم: لا يمس أحد حبة ‏حتى تقولوا لا إله إلا الله، فيقولون لا إله إلاّ الله، ويأخذون ما لهم.‏

أخبرنا عبد الله بن محمد، قال:‏ حدّثنا محمد بن بكر، قال:‏ حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا محمد بن سلمة المرادي، قال:‏ حدّثنا ابن وهب، قال: حدّثني اللّيث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: قدم أبو ذرّ على النّبي صَلَّى الله عليه وسلم وهو بمكّة، فأسلم ثم رجع إلى قومه فكانَ يَسْخَر بآلهتهم؛ ثم إنه قدم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم المدينة فلما رآه النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم وَهم في اسمه فقال: ‏"‏أَنْتَ أَبُو نَمْلَة‏ٍ". فقال: أنا أبو ذر. قال: ‏"‏نَعَمْ أَبُو ذَرّ‏ٍ"‏‏))

دخول قومه في الإسلام على يديه
قال: أخبرنا هاشم بن القاسم الكِنانيّ أبو النضْر قال: حدّثنا سليمان بن المغيرة عن حُميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت الغِفاريّ عن أبي ذرّ قال: خرجنا من قومنا غفار وكانوا يُحِلّون الشهرَ الحرامَ، فخرجتُ أنا وأخي أُنيس وأُمّنا فانطلقنا حتى نزلنا على خالٍ لنا فأكرمنا خالُنا وأحسن إلينا، قال فحسدنا قومُه فقالوا له: إنّك إذا خرجتَ عن أهلك خالف إليهم أُنيس. قال فجاء خالنا فنثا علينا ما قيل له فقلتُ: أما ما مضى من معروف فقد كدّرت ولا جماعَ لك فيما بعدُ. قال فقرّبنا صِرْمَتَنا فاحتملنا عليها وتغطّى خاُلنا بثوبه وجعل يبكي، فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكّة، فنافر أُنيس عن صِرْمتنا وعن مثلها فأتيا الكاهن فخبَر أُنيسًا بما هو عليه، قال فأتانا بصرمتنا ومثلها معها وقد صلّيتُ يابن أخي قبل أن ألْقى رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، ثلاث سنين، فقلتُ: لمن؟ قال: لله. فقلتُ: أين تَوَجّهُ؟ قال: أتَوَجّهُ حيث يُوَجّهُني الله، أصلّي عشاءً حتى إذا كان من آخر السّحَرِ أُلْقيتُ كأنْي خفاءٌ حتى تعلوني الشمس. فقال أُنيس: إنّ لي حاجة بمكّة فاكْفِني حتى آتيَك. فانطلق أُنيس فراث عَلَيَّ، يعني أبطأ، ثمّ جاء فقلتُ: ما حبسك؟ قال: لقيتُ رجلًا بمكّة على دينك يزعم أنّ الله أرسله. قال: فما يقول الناس له؟ قال: يقولون شاعر كاهن ساحر. وكان أُنيس أحد الشعراء، فقال أُنيس: والله لقد سمعتُ قول الكهنة فما هو بقولهم، ولقد وضعتُ قوله على أقراء الشّعْر فلا يلتئِمُ على لسان أحدٍ بعيد أنّه شعر، والله إنّه لصادق وإنّهم لكاذبون! فقلتُ اكفني حتى أذهب فأنظر! قال: نعم، وكُنْ من أهل مكّة على حَذَرٍ فإنّهم قد شَنِفُوا له وتَجهَّمُوا له. فانطلقتُ فقدمتُ مكّة فاستضعفتُ رجلُا منهم فقلتُ أين هذا الذي تَدْعونَ الصابئ؟ قال فأشار إليّ فقال: هذا الصابئ. فمال عليّ أهلُ الوادي بكلّ مَدَرَةٍ وعَظْمٍ فخررتُ مغشيًّا عليّ فارتفعتُ حين ارتفعتُ كأنّي نَصْب أحمر، فأتيتُ زمزمَ فشربتُ من مائِها وغسلتُ عني الدّماء فلبثتُ بها يا بن أخي ثلاثين من بين ليلةٍ ويومٍ ما لي طعام إلاّ ماء زمزم، فسَمِنْتُ حتى تكسّرتْ عُكَنُ بطني وما وجدتُ على كبدي سَخْفَة جوعٍ. قال فبينا أهلُ مكّة في ليلةٍ قَمْراءَ إضْحِيان إذ ضرب اللهُ على أصْمِخَتِهِم فما يطوف بالبيت أحد منهم غير امرأتين فأتتا عليّ وهما تدعوان إسافًا ونائلَةَ. قال فقلتُ أنْكِحا أحدهما الأخر، فما ثناهما ذاك عن قولهما. قال: فأتتا عليّ فقلتُ هَنًا مثلُ الخشَبَةِ غير أني لم أكْنِ، فانطلقتا تُوَلْوِلان وتقولان: لو كان هاهنا أحد من أنفارنا. قال فاستقبلهما رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأبو بكر وهما هابطان من الجبل فقال: "ما لكما؟" قالتا: الصابئ بين الكعبة وأستارها، قال: "فما قال لكم؟" قالتا قال لنا كلمة تَمْلأ الفَمَ. فجاء رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وصاحبه فاستلما الحجَرَ وطافا بالبيت ثمّ صلّى فأتيتُه حين قضى صلاتَه فكنتُ أوّل من حيّاه بتحيّة الإسلام، فقال: "وعليك رحمة الله، ممّن أنت؟" قال قلتُ: من غِفار فأهْوى بيده إلى جَبْهَته هكذا. قال قلتُ في نفسي: كَرِهَ أني انتميتُ إلي غِفار. فذهبتُ آخذ بيده فَقَدَعَنى صاحبه وكان أعلم به مني فقال: "متى كنتَ هاهنا؟" قلتُ: كنتُ هاهنا منذ ثلاثين من بين ليلةٍ ويوم، قال: "فمن كان يُطْعِمُك؟" قال قلتُ: ما كان لي طعام إلاّ ماء زمزم فسَمِنْتُ حتى تكسّرت عُكَنُ بطني فما وجدتُ على كبدي سَخْفَةَ جوعٍ. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إنّها مباركة، إنّها طعام طُعْمٍ". قال أبو بكر: يا رسول الله ائْذَنْ لي في طعامه الليلةَ، قال ففعل فانطلق النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وأبو بكر وانطلقتُ معهما، ففتح أبو بكر بابًا فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف. فقال أبو ذرّ: فذاك أوّل طعامٍ أكلتُه بها. قال فغبرتُ ما غبرتُ فلقيتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: "إنّه قد وُجّهْتُ إلى أرضٍ ذاتِ نخل ولا أحْسِبُها إلاّ يثرب، فهل أنت مبْلِغٌ عني قومك، عسى الله أن ينفعهم بك ويأجرك فيهم؟" فانطلقتُ حتى لقيتُ أخي أُنيسًا فقال: ما صنعتَ؟ قلتُ صنعتُ أني قد أسلمتُ وصدّقتُ. قال أُنيس: ما بي رغبةٌ عن دينك فإني قد أَسلمتُ وصدّقتُ. قال فأتينا أمّنا فقالت: ما بي رغبةٌ عن دينكما فإنّي قد أسلمتُ وصدّقتُ قال فاحتملنا فأتينا قومَنا فأسلم نِصْفُهم قبل أن يقدم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، المدينة. وكان يؤمّهم إيماءُ بن رَحَضَةَ، وكان سيّدهم، وقال بقيّتهم: إذا قدم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، المدينةَ أسلمنا. فقدم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأسلم بقيّتهم وجاءت أسْلَمُ فقالوا: يا رسول الله، إخوتنا، نُسْلِمُ على الذي أسلم إخوتُنا. فأسلموا فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "غِفارٌ غَفَرَ الله لها وأسْلَمُ سالَمها الله".

مناقبه
كان أبو ذر رابع أربعة، وقيل‏:‏ خامس خمسة في الإسلام، وهو أول من حيا رسول الله بتحية الإسلام.

وكان أبو ذر الغفاري الكناني من الرجال الذين أحبهم رسول الله ووصفه بصفتين التصقا به وأصبحا يوجهانه في المواقف المختلفة، وهما الصدق والوحدة والتفرد، ولقد دفع الصدق أبا ذر لأن يكون من أكثر الصحابة مجاهرة بالحق مهما عرضه ذلك للأذى فكان من القلائل الذين أعلنوا إسلامهم في قريش، أما الوحدة والتفرد فقد قال عنه رسول الله (رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده).

وردت أحاديث في كتب الصحاح في فضل أبي ذرالغفاري الكناني‎ ومناقبه ومنها: عن أبي حرب بن أبي الأسود قال سمعت عبدالله بن عمر قال سمعت رسول الله يقول : (( ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذر )) رواه الإمام أحمد.

وعن الحارث بن يزيد الحضرمي عن ابن حجيرة الأكبر عن أبي ذر قال "قلت يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها" رواه مسلم.
وعن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله "إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم قيل يا رسول الله سمهم لنا قال علي منهم يقول ذلك ثلاثا وأبو ذر والمقداد وسلمان أمرني بحبهم وأخبرني أنه يحبهم" (رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك)
وعن المعرور بن سويد قال لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألته عن ذلك فقال إني ساببت رجلا فعيرته بأمه فقال لي النبي "يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم" رواه مسلم.
وعن الأأحنف بن قيس قال كنت بالمدينة فإذا أنا برجل يفر الناس منه حين يرونه قال قلت من أنت قال أنا أبو ذر صاحب رسول الله قال قلت ما يفر الناس قال إني أنهاهم عن الكنوز بالذي كان ينهاهم عنه رسول الله.
وروي أن النبي قال‏:‏ ‏"‏أبو ذر يمشي على الأرض في زهد عيسى ابن مريم‏"‏‏.‏
وروى عنه عمر بن الخطاب ، وابنه عبدالله بن عمر ، و ابن عباس ، وغيرهم من الصحابة، ثم هاجر إلى الشام بعد وفاة أبي بكر، فلم يزل بها حتى ولي عثمان، فاستقدمه لشكوى معاوية منه، فأسكنه الربذة حتى مات بها‏.‏
وقد كان مما حصل بينه وبين عثمان بن عفان خلافا استغله زعماء الفتنة المسلحة وشكلوا منه تهمة برروا بها مع غيرها انتهاكهم حرمة الخلافة وحياة الخليفة –ابن عفان- وصل عثمان بن عفان أخبارا من معاوية أن أبا ذر يفسد الناس بالشام وقد كان ابن عفان قد ولاه على أهل الشام فأرسل إليه الخليفة أن ائتني إلى المدينة، فأتاه أبو ذر وجرى بينهما نقاشا لم يقتنع كل منهم برأي الآخر. فصار هنا روايتين عن التاريخ أحداهما أن الخليفة قرر إبعاده إلى الربذة بعيدا عن المدينة.. والثانية أن أبا ذر هو الذي طلب من الخليفة أن يأذن له أن يخرج إلى الربذة حيث يقضي بقية أيامه هناك وأيا كان الصواب فلقد أحب الخليفة أن يظل عنده في المدينة قائلاً له "ابق معنا تغدو عليك اللقاح وتروح" لكن أبا ذر عرف أن البعد له أفضل وهكذا خرج الغفاري إلى الربذة راضياً وبهدوء حتى نودي لساعة الرحيل. وهناك أيضاً قصة أن بعدما رحل الغفاري إلى الربذة جائه بعض متآمري الكوفة وعرضوا عليه أن يتزعم ثورة مسلحة ضد الخليفة فإذا هو يجيبهم بلفظ زاجر: "والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة أو أطول جبل لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورأيت ذلك خيراً لي" "ولو سيرني ما بين الأفق إلى الأفق، لسمعت وأطعت وصبرت وحتسبت ورأيت ذلك خيراً لي" "ولو ردني إلى منزلي لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورأيت ذلك خيراً لي"

شهادته
روى البلاذري في كتاب الأنساب : لما أعطى عثمان مروان بن الحكم ما أعطاه، وأعطى الحارث بان الحكم ابن أبي العاص، ثلاثمائة ألف درهم، جعل أبو ذر يقول : بشر الكانزين بعذاب أليم، ويتلو قول الله عز وجل : « والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله، فبشرهم بعذاب أليم ».
فرفع ذلك مروان بن الحكم إلى عثمان. فأرسل إلى أبي ذر، ناتلا مولاه : أن انته عما يبلغني عنك. فقال : أينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله. وعيب من ترك أمر الله ؟ فوالله، لئن أرضي الله بسخط عثمان، أحب الي، وخير لي، من أن أسخط الله برضاه. فاغضب عثمان ذلك، واحفظه، فتصابر، وكف. وقال عثمان يوما : أيجوز للامام أن يأخذ من المال، فاذا أيسر قضى ؟ فقال كعب الأحبار : لا بأس بذلك ! فقال أبو ذر : يا ابن اليهوديين، أتعلمنا ديننا ؟ فقال عثمان : ما أكثر أذاك لي، وأولعك باصحابي ؟ إلحق بمكتبك، وكان مكتبه بالشام، إلا أنه كان يقدم حاجا، ويسال عثمان الإذن له في مجاورة قبر رسول الله فيأذن له في ذلك، وانما صار مكتبه بالشام، لأنه قال لعثمان حين رأى البناء قد بلغ سلعا، أني سمعت رسول الله يقول : إذا بلغ البناء سلعا، فالهرب، فاذن لي أن آتي الشام فأغزو هناك. فأذن له.
وكان أبو ذر ينكر على معاوية اشياء يفعلها، وبعث اليه معاوية بثلاثمائة دينار، فقال : إن كانت من عطائي الذي حرمتمونيه عامي هذا ؟ قبلتها ! وان كانت صلة فلا حاجة لي فيها. وبعث اليه مسلمة الفهري بمائتي دينار، فقال : أما وجدت أهون عليك مني، حين تبعث الي بمال ؟ وردَّها.
وبنى معاوية الخضراء بدمشق، فقال : يا معاوية، إن كانت هذه الدار من مال الله ؟ فهي الخيانة، وان كانت من مالك ؟ فهذا الاسراف. فسكت معاوية، وكان أبو ذر يقول : والله لقد حدثت أعمال ما أعرفها، والله ما هي في كتاب الله، ولا سنة نبيه. والله اني لأرى حقا يطفأ، وباطلا يحيى، وصادقا يكذب، وأثرة بغير تقى، وصالحا مستأثرا عليه. فقال حبيب بن مسلمة لمعاوية : ان أبا ذر مفسد عليك الشام، فتدارك أهله إن كانت لكم به حاجة. فكتب معاوية إلى عثمان فيه.
ويروى ابن سعد في طبقاته:
عن أبي ذر قال قال النبي يا أبا ذر كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يستأثرون بالفئ قال قلت إذا والذي بعثك بالحق أضرب بسيفي حتى ألحق به فقال أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك اصبر حتى تلقاني قال أخبرنا هشيم قال أخبرنا حصين عن زيد بن وهب قال مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر قال فقلت ما أنزلك منزلك هذا قال كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله وقال معاوية نزلت في أهل الكتاب قال فقلت نزلت فينا وفيهم قال فكان بيني وبينه في ذلك كلام فكتب يشكوني إلى عثمان.
يروي المسعودي في مروج الذهب : وكان في ذلك اليوم قد أتي عثمان بتركة عبدالرحمن بن عوف الزهري من المال، فنثرت البدر، حتى حالت بين عثمان وبين الرجل الواقف، فقال عثمان : إني لأرجو لعبد الرحمن خيرا، لأنه كان يتصدق، ويقري الضيف، وترك ما ترون. فقال كعب الأحبار : صدقت يا أمير المؤمنين. فشال أبو ذر العصا، فضرب بها رأس كعب ولم يشغله ما كان فيه من الألم، وقال : يا ابن اليهودي، تقول لرجل مات وترك هذا المال إن الله أعطاه خير الدنيا وخير الآخرة، وتقطع على الله بذلك، وانا سمعت النبي يقول : ما يسرني أن أموت، وأدَعَ مايزن قيراطاً. فقال له عثمان : وارِعني وجهك. فقال : أسير إلى مكة. قال : لا والله ؟ قال : فتمنعني من بيت ربي أعبده فيه حتى أموت ؟ قال. إي والله. قال : فالى الشام، قال : لا والله. قال : البصرة. قال : لا والله، فاختر غير هذه البلدان. قال : لا والله ما اختار غير ما ذكرت لك. ولو تركتني في دار هجرتي، ما أردت شيئا من البلدان، فسيرني، حيث شئت من البلاد. قال : فاني مسيرك إلى الربذة. قال : الله أكبر، صدق رسول الله قد أخبرني بكل ما أنا لاق. قال : عثمان : وما قال لك ؟ قال : أخبرني بأني أمنع عن مكة، والمدينة، وأموت بالربذة، ويتولى مواراتي نفر ممن يردون من العراق نحو الحجاز.

جهاده بلسانه
ومضى عهد الرسول ومن بعده عهد أبو بكر وعمر، في تفوق كامل على مغريات الحياة وفتنتها، وجاء عصر عثمان وبدأ يظهر التطلع إلى مفاتن الدنيا ومغرياتها، وتصبح السلطة وسيلة للسيطرة والثراء والترف، رأى أبو ذر ذلك فمد يده إلى سيفه ليواجه المجتمع الجديد، لكن سرعان ما فطن إلى وصية رسول الله: (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ).
فكان لابد هنا من الكلمة الصادقة الأمينة، فليس هناك أصدق من أبي ذر لهجة، وخرج أبو ذر إلى معاقل السلطة والثروة معترضا على ضلالها، وأصبح الراية التي يلتف حولها الجماهير والكادحين، وذاع صيته وهتافه يردده الناس أجمعين: (بشر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاو من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة).
وبدأ أبو ذر بالشام، أكبر المعاقل (عجبت لمن لا يجد القوت في بيته، كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه).
ثم ذكر وصية الرسول بوضع الأناة مكان الانقلاب، فيعود إلى منطق الإقناع والحجة، ويعلم الناس بأنهم جميعا سواسية كأسنان المشط، جميعا شركاء بالرزق، إلى أن وقف أمام معاوية يسائله كما أخبره الرسول في غير خوف ولا مداراة، ويصيح به وبمن معه: (أفأنتم الذين نزل القرآن على الرسول وهو بين ظهرانيهم؟؟).
ويجيب عنهم: (نعم أنتم الذين نزل فيكم القرآن، وشهدتم مع الرسول المشاهد)، ويعود بالسؤال: أولا تجدون في كتاب الله هذه الآية: {…وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ}.
فيقول معاوية: (لقد أنزلت هذه الآية في أهل الكتاب). فيصيح أبو ذر: (لا بل أنزلت لنا ولهم)، ويستشعر معاوية الخطر من أبي ذر فيرسل إلى الخليفة عثمان : (إن أبا ذر قد أفسد الناس بالشام). فيكتب عثمان إلى أبي ذر يستدعيه، فيودع الشام ويعود إلى المدينة، ويقول للخليفة بعد حوار طويل: (لا حاجة لي في دنياكم). وطلب الأذن بالخروج إلى (الربذة). وهناك طالبه البعض برفع راية الثورة ضد الخليفة ولكنه زجرهم قائلا: (والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة، أو جبل، لسمعت وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي).
فأبو ذر لا يريد الدنيا، بل لا يتمنى الإمارة لأصحاب رسول الله ليظلوا روادا للهدى. لقيه يوما أبو موسى الأشعري ففتح له ذراعيه يريد ضمه فقال له أبو ذر: (لست أخيك، إنما كنت أخيك قبل أن تكون واليا وأميرا). كما لقيه يوما أبو هريرة واحتضنه مرحبا، فأزاحه عنه وقال: (إليك عني، ألست الذي وليت الإمارة، فتطاولت في البنيان، واتخذت لك ماشية وزرعا). وعرضت عليه إمارة العراق فقال: (لا والله. لن تميلوا علي بدنياكم أبدا).

اقتداؤه بالرسول
عاش أبو ذرالغفاري الكناني‎ مقتديا بالرسول فهو يقول: (أوصاني خليلي بسبع، أمرني بحب المساكين والدنو منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني ألا أسأل أحدا شيئا، وأمرني أن أصل الرحم، وأمرني أن أقول الحق ولو كان مرا، وأمرني ألا أخاف في الله لومة لائم، وأمرني أن أكثر من: لا حول ولا قوة إلا بالله). وعاش على هذه الوصية، ويقول الإمام علي: (لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر).
وكان يقول أبو ذر لمانعيه عن الفتوى: (والذي نفسي بيده، لو وضعتم السيف فوق عنقي، ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله قبل أن تحتزوا لأنفذتها).
ورآه صاحبه يوما يرتدي جلبابا قديما فقال له: (أليس لك ثوب غير هذا؟… لقد رأيت معك منذ أيام ثوبين جديدين؟)… فأجابه أبو ذر: (يا بن أخي، لقد أعطيتهما من هو أحوج إليهما مني)… قال له: (والله انك لمحتاج إليهما)…
فأجاب أبو ذر: (اللهم غفرا انك لمعظم للدنيا، ألست ترى علي هذه البردة، ولي أخرى لصلاة الجمعة، ولي عنزة أحلبها، وأتان أركبها، فأي نعمة أفضل مما نحن فيه؟)…

أهم ملامح شخصية أبي ذر

الزهد الشديد والتواضع :
قيل لأبي ذرٍّ : ألا تتخذ أرضًا كما اتخذ طلحة والزبير؟ فقال: "وما أصنع بأن أكون أميرًا، وإنما يكفيني كل يوم شربة من ماء أو نبيذ أو لبن، وفي الجمعة قَفِيزٌ من قمح".
وعن أبي ذر قال: "كان قوتي على عهد رسول الله صاعًا من التمر، فلست بزائدٍ عليه حتى ألقى الله تعالى".

صدق اللهجة :
قال أبو ذَرّ : قال لي رسول الله: "ما تقلّ الغبراء ولا تظل الخضراء على ذي لهجة أصدق وأوفى من أبي ذَرّ، شبيه عيسى ابن مريم". قال: فقام عمر بن الخطاب فقال: يا نبي الله، أفنعرف ذلك له؟ قال: "نعم، فاعرفوا له".

حرص أبي ذر على الجهاد رغم الصعوبات
عن عبد الله بن مسعود قال: لما سار رسول الله إلى تبوك، جعل لا يزال يتخلف الرجل فيقولون: يا رسول الله، تخلف فلان. فيقول: "دعوه، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه". حتى قيل: يا رسول الله، تخلف أبو ذر، وأبطأ به بعيره. فقال رسول الله: "دعوه، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه". فتلوَّم أبو ذَرّ على بعيره فأبطأ عليه، فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فجعله على ظهره فخرج يتبع رسول الله ماشيًا، ونزل رسول الله في بعض منازله ونظر ناظر من المسلمين فقال: يا رسول الله، هذا رجل يمشي على الطريق. فقال رسول الله: "كن أبا ذَرّ". فلما تأمله القوم، قالوا: يا رسول الله، هو -والله- أبو ذَرّ. فقال رسول الله: "رحم الله أبا ذَرّ، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده".

بعض المواقف من حياة أبي ذر مع الرسول

وفي صحيح مسلم عن أبي ذَر قال: سألت رسول الله: هل رأيت ربك؟ قال: "نور أنَّى أراه". قال النووي: أي حجابه نور، فكيف أراه؟!

وعن أبي ذَرّ قال: قلت: يا رسول الله، ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي، ثم قال: "يا أبا ذَرّ، إنك ضعيف وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها، وأدَّى الذي عليه فيها".

بعض المواقف من حياة أبي ذر الغفاري الكناني مع الصحابة

مع معاوية رضي الله عنه :
عن زيد بن وهب قال: مررت بالرَّبَذَة، فإذا أنا بأبي ذَرّ فقلت له: ما أنزلك منزلك هذا؟ قال: كنت بالشام، فاختلفت أنا ومعاوية في {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّه} [التوبة: 34]، قال معاوية : نزلت في أهل الكتاب. فقلت: نزلت فينا وفيهم. فكان بيني وبينه في ذاك، وكتب إلى عثمان يشكوني، فكتب إليَّ عثمان أنِ اقْدِم المدينة. فقدمتها فكثر عليَّ الناس حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك، فذكرت ذاك لعثمان، فقال لي: إن شئت تنحيت فكنت قريبًا. فذاك الذي أنزلني هذا المنزل، ولو أمَّرُوا عليَّ حبشيًّا لسمعت وأطعت.

مع أبي بن كعب رضي الله عنه:
عن أبي ذَرّ أنه قال: دخلت المسجد يوم الجمعة والنبي يخطب، فجلست قريبًا من أبي بن كعب t، فقرأ النبي سورة براءة، فقلت لأبيّ: متى نزلت هذه السورة؟ قال: فتجهمني ولم يكلمني. ثم مكثت ساعة، ثم سألته فتجهمني ولم يكلمني، ثم مكثت ساعة ثم سألته فتجهمني ولم يكلمني، فلما صلى النبي قلت لأبيّ: سألتك فتجهمتني ولم تكلمني. قال أبيّ: ما لك من صلاتك إلا ما لغوت.
فذهبت إلى النبي فقلت: يا نبي الله، كنت بجنب أبيٍّ وأنت تقرأ براءة، فسألته متى نزلت هذه السورة فتجهمني ولم يكلمني، ثم قال: ما لك من صلاتك إلا ما لغوت. قال النبي: "صدق أُبَيّ".

مع بلال بن رباح رضي الله عنه:
عن ضمرة بن حبيب ، قال : كان بين أبى ذر وبين بلال محاورة ، فعيره أبو ذر بسواد أمه ، فانطلق بلال إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فشكى إليه تعييره بذلك ، فأمره رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن يدعوه ، فلما جاءه أبو ذر ، قال له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : تمت شتمت بلالاً وعيَّرته بسواد أمه – ؟ قال : نعم ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : تمت ما كنت أحسب أنه بقى فى صدرك من كبر الجاهلية شىء – ، فألقى أبو ذر نفسه بالأرض ، ثم وضع خده على التراب ، وقال : والله لا أرفع خدي من التراب حتى يطأ بلال خدي بقدمه

بعض المواقف من حياة أبي ذر الغفاري الكناني مع التابعين

مع عبد الله بن الصامت :
عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذَرّ قال: قال رسول الله: "إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل، فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود". قلت: يا أبا ذَرّ، ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر؟ قال: يا ابن أخي، سألت رسول الله كما سألتني، فقال: "الكلب الأسود شيطان".

مع صدقة بن أبي عمران :
عن صدقة بن أبي عمران بن حطان قال: أتيت أبا ذَرّ فوجدته في المسجد مختبئًا بكساء أسود وحده، فقلت: يا أبا ذَرّ، ما هذه الوحدة؟ فقال: سمعت رسول الله يقول: "الوحدة خير من جليس السوء، والجليس الصالح خير من الوحدة، وإملاء الخير خير من السكوت، والسكوت خير من إملاء الشر".

بعض الأحاديث التي رواها أبو ذر الغفاري الكناني عن الرسول
روى البخاري بسنده عن أبي ذر قال: سألت النبي، أي العمل أفضل؟ قال: "إيمان بالله وجهاد في سبيله". قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: "أعلاها ثمنًا، وأنفسها عند أهلها". قلت: فإن لم أفعل. قال: "تعين ضَايِعًا أو تصنع لأخرق". قلت: فإن لم أفعل. قال: "تدع الناس من الشر؛ فإنها صدقة تصدق بها على نفسك".

وعن أبي ذر، عن النبي قال: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم". قال: فقرأها رسول الله ثلاث مرارًا، قال أبو ذر : خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال: "المُسْبِل، والمنَّان، والمُنْفِق سلعته بالحلف الكاذب".

أثر أبي ذر الغفاري الكناني في الآخرين
منذ أسلم أصبح من الدعاة إلى الله ، فدعا أباه وأمه وأهله وقبيلته، ولما أسلم أبو ذر قال: انطلق النبي وأبو بكر وانطلقت معهما حتى فتح أبو بكر بابًا، فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف، قال: فكان ذلك أول طعام أكلته بها، فلبثت ما لبثت، فقال رسول الله: "إني قد وجهت إلى أرض ذات نخل -ولا أحسبها إلا يثرب- فهل أنت مبلغ عني قومك؛ لعل الله ينفعهم بك ويأجرك فيهم".

قال: فانطلقت حتى أتيت أخي أنيسًا، قال: فقال لي: ما صنعت؟ قال: قلت: إني أسلمت وصدقت. قال: فما بي رغبة عن دينك، فإني قد أسلمت وصدقت. ثم أتينا أُمَّنا فقالت: ما بي رغبة عن دينكما، فإني قد أسلمت وصدقت. فتحملنا حتى أتينا قومنا غفارًا. قال: فأسلم بعضهم قبل أن يقدم رسول الله المدينة، وكان يؤمِّهم خُفاف بن إيماء بن رَحَضَة الغفاري، وكان سيِّدهم يومئذ، وقال بقيتهم: إذا قدم رسول الله أسلمنا. قال: فقدم رسول الله فأسلم بقيتهم. قال: وجاءت "أسلم" فقالوا: يا رسول الله، إخواننا، نُسلم على الذي أسلموا عليه. فقال رسول الله: "غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله".

مواقف خالدة في حياة أبي ذر

ينتقل الزاهد الورع خليفة وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى جوار ربه ورسوله، تاركًا خلفه فراغًا هائلاً، ويبايع المسلمون عثمان بن عفان وتستمر الفتوحات وتتدفق الأموال من البلاد المفتوحة، فارس والروم ومصر، وظهرت بين العرب طبقات غنية كنزت الأموال، وبنت القصور، وعاشت عيشة الأمراء، كما ظهرت بجانبهم طبقات فقيرة لا تجد ما تقتات به.

خرج أبو ذر إلى معاقل السلطة والثروة يغزوها بمعارضته معقلاً معقلاً، وأصبح في أيام معدودات الراية التي التفَّتْ حولها الجماهير والكادحون، وكان إذا نزل بأرض ردد قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} [التوبة: 34، 35]. ولقد بدأ بأكثر تلك المعاقل سيطرة ورهبة هناك بالشام حيث معاوية بن أبي سفيان يحكم أرضًا من أكثر بلاد الإسلام خصوبة وخيرًا وفيئًا، ويستشعر معاوية الخطر، وتفزعه كلمات الثائر الجليل، ولكنه يعرف قدره، فلا يقربه بسوء، ويكتب من فوره للخليفة عثمان بن عفان ، ويكتب عثمان لأبي ذر يستدعيه إلى المدينة، ويجري بينهما حوار طويل ينتهي بأن يقول له أبو ذر: "لا حاجة لي في دنياكم". وطلب أبو ذر من عثمان أن يسمح له بالخروج إلى "الرَّبَذَة"، فأذن له.

موقف أبي ذر الغفاري الكناني من الثورات
أتى أبا ذر وفدٌ من الكوفة وهو في الرَّبَذَة، يسألونه أن يرفع راية الثورة ضد عثمان بن عفان ، فزجرهم بكلمات حاسمة قائلاً: "والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة، أو جبل لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت، ورأيت أن ذلك خيرٌ لي، ولو سيَّرني ما بين الأفق إلى الأفق، لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت، ورأيت أن ذلك خير لي، ولو ردني إلى منزلي لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت، ورأيت أن ذلك خيرٌ لي".
وهكذا أدرك ما تنطوي عليه الفتنة المسلحة من وبال وخطر؛ فتحاشاها.

بعض كلمات أبي ذر الغفاري الكناني
من أقواله : "حجوا حجة لعظائم الأمور، وصوموا يومًا شديد الحر لطول يوم النشور، وصلوا ركعتين في سوداء الليل لوحشة القبور".

وفاته
تُوفِّي أبو ذر الغفاري الكناني في الرَّبَذَة سنة 32هـ/ 652م.
وقد ورد أنه خرج مع رسول الله في غزوة تبوك وكانت راحلته كبيرة فتأخرت في السير فتركها وحمل متاعه وسار خلف الركب فلما أبصره رسول الله قال : رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويدفن وحده ويبعث وحده.
فبقي في (الربذة) جاءت سكرات الموت لأبي ذر الغفاري، وبجواره زوجته تبكي، فيسألها: (فيم البكاء والموت حق؟)… فتجيبه بأنها تبكي: (لأنك تموت، وليس عندي ثوب يسعك كفنا !)… فيبتسم ويطمئنها ويقول لها: لا تبكي، فاني سمعت رسول الله ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه يقول: (ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض، تشهده عصابة من المؤمنين). وكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية، ولم يبق منهم غيري، وهأنذا بالفلاة أموت، فراقبي الطريق فستطلع علينا عصابة من المؤمنين، فاني والله ما كذبت ولا كذبت). وفاضت روحه إلى الله، وصدق.
توفي أبو ذر سنة اثنتين وثلاثين بالربذة، وصلى عليه عبدالله بن مسعود ؛ فإنه كان مع أولئك النفر الذين شهدوا موته، وحملوا عياله إلى عثمان بن عفان م بالمدينة، فضم ابنته إلى عياله، وقال‏:‏ يرحم الله أبا ذر‏.‏ كان آدم طويلاً أبيض الرأس واللحية.

المصادر
سير الصحابة
صور من حياة الصحابة(كتاب)
صحيح مسلم
السيرة النبوية

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده