التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الامام ابن القيم الجوزية السنة النبوية

أسمه ولقبه وكنيته :

هو محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد حريز الزرعي (نسبة إلى زرعة: قرية من حوران بدمشق) الدمشقـي ، الملقب بشمس الدين ، والمكنى بـأبى عبدالله ، والمعروف بابــن قيم الحوزية ، والجوزية مدرسـة كان أبوه قيماً عليها.

مولده ونشأته :

ولد في السابع من صفر سنة 691هـ بدمشق ، ونشأ في أسرة مشهورة بالفضل ، معروفة بالعلم ، فجد في الطلب ، واشتغل بالتحصيل ، وقيل: قد بدأ في السماع في سن السادسة أو السابعة ، وعنى بالعلوم المختلفة ، والفنون المتنوعة فبرع في كثير منها وبخاصة علم التفسير والحديث والأصلين حتى بلغ رتبة التدريس والإفادة ، وارتقى منصب الإفتاء والإمامة ، فدرس بالصدرية وأم مدة بالجوزية .

شيوخه في العلم :

قرأ العربية على مجد الدين أبي بكر بن محمد المرسي التونسي ومحمد بن أبي الفتح البعلبكي الحنبلي ، وأخذ الفرائض خاصة عن والده ، والفقه عامة عن مجد الدين إسماعيل بن محمد الحرافي الحنبلي وتقى الدين أحمد ابن عبدالحليم أبي العباس ابن تيمية الحنبلي ، وتلقى الأصول عليه وعلى صفى الدين محمد بن عبدالرحيم الهندي الشافعي ، وسمع الحديث على زين الدين إبراهيم بن محمد أبي نصر ابن الشيرازي الشافعي وصدر الدين إسماعيل بن يوسف بن مكتوم السويدي الدمشقي وأبي بكر بن أحمد بن عبدالدائم النابلي وتقى الدين سليمان بن حمزة أبي الفضل المقدسي وعيسى بن عبدالرحمن الصالحي الحنبلي المعروف بالمطعم وأم محمد فاطمة بنت إبراهيم بن محمد بن جوهر البطائحي ولما عاد الشيخ تقى الدين ابن تيمية من الديار المصرية في نسة 712 لازمه إلى أن مات الشيخ فإخذ عنه علماً جماً ، مع ما سلف له من الاشتغال فصار فريداً في بابه في فنون كثيرة مع كثرة الطلب ليلاً ونهاراً وكثرة الابتهال .

تلاميذه :

منهم ابنه عبدالله ، والحافظ ابن كثير صاحب كتاب البداية والنهاية تفسير القرآن العظيم ، والحافظ ابن رجب الحنبلي ، وابن عبدالعادي ، وشمس الدين محمد بن عبدالقادر النابلسي.

عبادته وأخلاقة :

قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية : " كان حسن القراءة والخلق كثير التودد لا يحسد أحداً ولا يؤذيه ولا يستعيبه ، ولا يحقد على أحد ، وكنت من أصحب الناس له وأحب الناس إليه ، ولا أعرف في هذا العالم في زماننا أكثر عبادة منه ، وكانت له طريقة في الصلاة يطيلها جداً ويمد ركوعها وسجودها ، رحمه الله ، فالغالب عليه الخير والأخلاق الصالحة " .

منهاجه وعقيدته :

كان ابن قيم الجوزية ، رحمه الله ، صاحب عقيدة صافية نقية ، يلتمس أبوابها ومفرداتها من فقة الكتاب والسنة ، وما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، عازفاً عن طريقة الفلاسفة ومنهج المتكلمين ويرى الحق في اتباع النصوص والتزامها دون تأويل ولا تعطيل ، ولا تشبيه ولا تمثيل ، ولهذا ، فقد كان حرباً على الفرق الضالة والأحزاب المبتدعة ، يصوب إلى ظلمة أهوائها أنوار حججه فيكشف زيفها ، ويظهر زيغها ، وكان داعية إلى إيقاظ العقول وتحريرها من ربقة التقليد ، وبعث الهمم على طلب الحجة ، والبحث عن الدليل ، ودفع النفوس إلى الخروج من العصبية الذميمة والأهواء الممقوتة.
وكان من منهجه أن لا يقدم على القرآن والسنة شيئاً ، ولا يعدل بأقوال الصحابة أقوال غيرهم ، ثم يلجاً إلى القياس حيث لا يجد قرآناً ولا سنة ولا قول صاحب ، ويرى القياس تطبيقاً لمبدأ العدل حيث لا يجوز التفريق بين المتماثلين ، ولا الجمع بين المختلفين في الحكم ، وعليه فإنه يرى أن القياس الصحيح لا يمكن أن يتعارض مع النص الثابت .
وقد عاش ابن القيم حياته كلها مجاهداً في سبيل دعوته ، حريصاً على ردً الناس إلى عقيدة خير القرون وعبادة المبشرين بجنة الرحمن ، داعياً إلى نبذ الفرقة والاختلاف وردً النزاع إلى الله ورسوله .
وقد أوذي بسبب دعوته وثباته على مبدأه ومخالفة فتاواه لأواء من عاصروه وسجن مع شيخه العظيم ابن تيمية في القلعة منفرداً عنه ، ولم يفرج عنه إلا بعد وفاة شيخة ، رحمهما الله .

مؤلفاته :

كان أبن القيم من أبرز العلماء الذين رزقوا حظاً كبيراً في التأليف ، ومن أبرز مؤلفاته :
1- كتاب زاد المعاد في هدى خير العباد
2- كتاب حادى الأرواح إلى بلاد الأفراح
3- كتاب الداء والدواء أو الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي
4- مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين
5- تحفة الودود بأحكام المولود
6- الروح
7- عدة الصابرين
8- بدائع الفوائد
9- طريق الهجرتين
10- مفتاح دار السعادة
11- الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة
12- أعلام الموقعين
وعيرها كثير ، جعلها الله في ميزان حسناته يوم يقوم الناس لرب العالمين

وفاتـــــه :

توفى ، رحمه الله ، في ليلة الخميس الثالث عشر من شهر رجب وقت أذان العشاء ، وصلى عليه بعد صلاة الظهر من الغد بالجامع الأموى ودفن عن والدته بمقابر الباب الصغير ، وقد كانت جنازته حافلة ، رحمه الله ، شهدها القضاة والأعيان والصالحون من الخاصة والعامة ، وتزاحم الناس على حمل نعشه وكمل له من العمر ستون سنة رحمه الله

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الحسن البصري من السنة

[seagreen"]السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الحسن البصري

التابعى الجليل

وصف بأنه من كان من سادات التابعين وكبرائهم، وجمع كل فن من علم وزهد وورع وعبادة ومن القلائل الذين أجرى الله الحكمة على ألسنتهم فكان كلامه حكمة وبلاغة إنه التابعي الجليل الحسن البصري.
——————————————————————————–

نسبه ونشأته

هو أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن يسار البصري، ولد الحسن في أواخر خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة، وأبوه مولى زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه وأمه خيرة مولاة أم سلمة زوج النبي وكانت أمه ربما غابت في حاجة فيبكي فتعطيه أم سلمة رضي الله عنها ثديها تعلله به إلى أن تجيء أمه فدر عليه ثديها فشربه فيرون أن تلك الحكمة والفصاحة من بركة ذلك.

ونشأ الحسن بوادي القرى وكان من أجمل أهل البصرة حتى سقط عن دابته فحدث بأنفه ما حدث.

وحكى الأصمعي عن أبيه قال ما رأيت أعرض زندا من الحسن كان عرضه شبرا. وقال أبو عمرو بن العلاء ما رأيت أفصح من الحسن البصري ومن الحجاج ابن يوسف الثقفي فقيل له فأيهما كان أفصح قال الحسن.
——————————————————————————–

مواقف من حياته

كان الحسن يقص (يحكى القصص) في الحج فمر به علي بن الحسين فقال له يا شيخ أترضى نفسك للموت قال لا قال فلله في أرضه معاد غير هذا البيت قال لا قال فثم دار للعمل غير هذه الدار قال لا قال فعملك للحساب قال لا قال فلم تشغل الناس عن طواف البيت قال: فما قص الحسن بعدها.
***

وقيل إن رجلا أتى الحسن فقال يا أبا سعيد إني حلفت بالطلاق أن الحجاج في النار فما تقول أقيم مع امرأتي أم أعتزلها فقال له قد كان الحجاج فاجرا فاسقا وما أدري ما أقول لك إن رحمة الله وسعت كل شيء وإن الرجل أتى محمد بن سيرين فأخبره بما حلف فرد عليه شبيها بما قاله الحسن وإنه أتى عمرو بن عبيد فقال له أقم مع زوجتك فإن الله تعالى إن غفر للحجاج لم يضرك الزنا ذكر ذلك.

***

وكان في جنازة وفيها نوائح ومعه رجل فهم الرجل بالرجوع فقال له الحسن يا أخي إن كنت كلما رأيت قبيحا تركت له حسنا أسرع ذلك في دينك

****

وقيل له ألا ترى كثرة الوباء فقال أنفق ممسك وأقلع مذنب واتعظ جاحد.

****

ونظر إلى جنازة قد ازدحم الناس عليها فقال ما لكم تزدحمون ها تلك هي ساريته في المسجد اقعدوا تحتها حتى تكونوا مثله.

***

وحدث الحسن بحديث فقال له رجل يا أبا سعيد عن من فقال وما تصنع بعن من أما أنت فقد نالتك موعظته وقامت عليك حجته.

***

وقيل للحسن إن فلانا اغتابك فبعث إليه طبق حلوى وقال بلغني أنك أهديت إلي حسناتك فكافأتك بهذا

***

ولما ولي عمر بن هبيرة الفزاري العراق وأضيفت إليه خراسان وذلك في أيام يزيد بن عبد الملك استدعى الحسن البصري ومحمد بن سيرين والشعبي وذلك في سنة ثلاث ومائة فقال لهم إن يزيد خليفة الله استخلفه على عباده وأخذ عليهم الميثاق بطاعته وأخذ عهدنا بالسمع والطاعة وقد ولاني ما ترون فيكتب إلي بالأمر من أمره فأنفذ ذلك الأمر فما ترون؟! فقال ابن سيرين والشعبي قولا فيه تقية فقال ابن هبيرة ما تقول يا حسن فقال يا ابن هبيرة خف الله في يزيد ولا تخف يزيد في الله إن الله يمنعك من يزيد وإن يزيد لا يمنعك من الله وأوشك أن يبعث إليك ملكا فيزيلك عن سريرك، ويخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك ثم لا ينجيك إلا عملك يا ابن هبيرة إن تعص الله فإنما جعل الله هذا السلطان ناصرا لدين الله وعباده فلا تركبن دين الله وعباده بسلطان الله فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فأجازهم ابن هبيرة وأضعف جائزة الحسن فقال الشعبي لابن سيرين سفسفنا له فسفسف لنا.
——————————————————————————–

من كلماته

ما رأيت يقينا لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت.

ورأى الحسن يوما رجلا وسيما حسن الهيئة فسأل عنه فقيل إنه يسخر للملوك ويحبونه فقال لله أبوه ما رأيت أحدا طلب الدنيا بما يشبهها إلا هذا.

——————————————————————————–

وفاته

وتوفي بالبصرة مستهل رجب سنة عشر ومائة رضي الله عنه وكانت جنازته مشهودة قال حميد الطويل توفي الحسن عشية الخميس وأصبحنا يوم الجمعة ففرغنا من أمره وحملناه بعد صلاة الجمعة ودفناه فتبع الناس كلهم جنازته واشتغلوا به فلم تقم صلاة العصر بالجامع ولا أعلم أنها تركت منذ كان الإسلام إلا يومئذ لأنهم تبعوا كلهم الجنازة حتى لم يبق بالمسجد من يصلي العصر وأغمي على الحسن عند موته ثم أفاق فقال لقد نبهتموني من جنات وعيون ومقام كريم.

وقال رجل قبل موت الحسن لابن سيرين رأيت كأن طائرا أخذ أحسن حصاة بالمسجد فقال إن صدقت رؤياك مات الحسن فلم يكن إلا قليلا حتى مات الحسن.

ولم يشهد ابن سيرين جنازته لشيء كان بينهما ثم توفي بعده بمائة يوم.

[/color]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

كيف تعامل الرسول مع الشباب؟ – سنة النبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف تعامل الرسول مع الشباب؟

رَبى النبي (صلى الله عليه وسلم ) جيلاً مؤمناً و ملتزماً بمفاهيم وقيم الإسلام، وكان الغالب في هذا الجيل شريحةِ الشباب. فعادة ما يتفاعل الشباب مع كل جديد، وهم أكثر الناس تأثراً، وأسرعهم استجابة، وأشدهم تفاعلاً ؛ بخلاف جيل الشيوخ الذين ـ في الغالب ـ ما يقفون حجر عثرة أمام أي تغيير أو إصلاح، وأشد الناس تمسكاً بالقديم، ورفضاً للحديث والجديد.

وكان للشباب دور رئيس في الالتفاف حول الرسول محمد(صلى الله عليه وسلم )، ودعم ما جاء به النبي (صلى الله عليه وسلم )،، والدعوة إليه، والدفاع عنه. كما كان للنبي (صلى الله عليه وسلم )، اهتمام خاص برعاية الشباب وتربيتهم وإعدادهم لتحمل المسؤوليات الكبيرة.

وما نريد التركيز عليه هو: كيف تعامل النبي (صلى الله عليه وسلم )، مع الشباب؟ وما هي القواعد التي ربى عليها النبي (صلى الله عليه وسلم )، شباب الجيل الأول؟

يمكننا أن نلخص الإجابة على هذه التساؤلات ضمن النقاط التالية:

1ـ التربية المتوازنة:

إن النبي (صلى الله عليه وسلم )، رَبىَّ الشباب على التربية المتوازنة القائمة على الموازنة بين العاطفة والعقل، الروح والجسد، العلم والعمل. وهذا التوازن الدقيق هو المنهج السليم في التربية، بَيْدَ أن طغيان جانب على حساب الجانب الآخر، سيؤدي إلى خللٍ في بناء الذات، وانحراف عن منهج الإسلام.

وقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم )، يقف ضد كل توجه غير صحيح، أو تفكير خاطئ، أو ممارسة سلبية ؛ من ذلك ما روي أن النبي (صلى الله عليه وسلم )، جلس للناس ووصف يوم القيامة، ولم يزدهم على التخويف، فرق الناس وبكوا، فاجتمع عشرة من الصحابة في بيت عثمان بن مظعون، واتفقوا على أن يصوموا النهار ويقوموا الليل، ولا يقربوا النساء ولا الطيب، ويلبسوا المسوح (1)، و يرفضوا الدنيا، ويسيحوا في الأرض، ويترهبوا ويخصوا المذاكير، فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وسلم )،، فأتى منزل عثمان فلم يجده، فقال لامرأته: " أ حق ما بلغني؟ " فكرهت أن يكذب رسول الله (صلى الله عليه وسلم )،، وأن تبتدئ على زوجها فقالت: يا رسول الله، إن كان أخبرك عثمان فقد صدقك، فانصرف رسول الله (صلى الله عليه وسلم )،، وأتى عثمان منزله فأخبرته زوجته بذلك، فأتى هو و أصحابه إلى النبي (صلى الله عليه وسلم )،، فقال: " ألم أنبأ أنكم اتفقتم؟ " فقالوا: ما أ ردنا إلا الخير. فقال (صلى الله عليه وسلم )،: " إني لم أؤمر بذلك، ثم قال: إن لانفسكم عليكم حقا، فصوموا وافطروا، وقوموا وناموا، فإني أصوم وأفطر، و أقوم وأنام، وآكل اللحم والدسم، وآتي النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني " ثم جمع الناس وخطبهم، وقال: " ما بال قوم حرموا النساء والطيب والنوم وشهوات الدنيا ! وأما أنا فلست آمركم أن تكونوا قسسة ورهبانا، إنه ليس في ديني ترك النساء واللحم، واتخاذ الصوامع، إن سياحة أمتي في الصوم، ورهبانيتها الجهاد، واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وحجوا واعتمروا، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا شهر رمضان، واستقيموا يستقم لكم، فإنما هلك من قبلكم بالتشديد، شددوا على أ نفسهم فشدد الله عليهم، فأولئك بقاياهم في الديارات(2) والصوامع" (3)

من خلال هذه الرواية نستنتج أن النبي (صلى الله عليه وسلم )،، قد رفض بقوة التوجه الخاطئ نحو الرهبانية، وترك الطيبات، وأوضح بكل جلاء أنه ليس في الإسلام رهبانية، بمعنى الانعزال عن الدنيا، وترك الزواج، وعدم استخدام الطيب….. إلخ. وإنما الإسلام يدعو إلى التوازن بين متطلبات الجسم ولوازم الروح، والإنسان كما يحتاج لإشباع غرائزه وشهواته المادية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن ومنكح، يحتاج كذلك لإشباع ميوله ورغباته المعنوية ؛ وأي طغيان لجانب على حساب الآخر سيؤدي إلى خلل في الشخصية، وانحراف عن منهج الإسلام.

وهكذا ربَّى النبي (صلى الله عليه وسلم )، أصحابه على التوازن بين متطلبات الجسم، ومستلزمات الروح.

وفي هذا العصر حيث طغت المادية فيه على كل شئ، وأصبح شعار الفلسفة المادية الحديثة هو التركيز على كل ما هو مادي، وتجاهل كل ما هو معنوي وروحي…. يحتاج كل شاب أن ينتبه إلى ذاته وأن يسعى لتحصيل الكمالات الروحية، وهذا يتطلب مجاهدة النفس، والتدرب على ممارسة الرياضة الروحية، وترويض الذات على سلوك طريق الحق والخير والصلاح.

وليكن شعارنا قول الله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)(4).

2ـ الرفق بالشباب:

تعامل الرسول (صلى الله عليه وسلم )، برفق مع الشباب، وهذا مما زاد في إعجاب الشباب بالنبي (صلى الله عليه وسلم )،، والتفافهم حوله، وقد مدح القرآن الكريم تعامل النبي (صلى الله عليه وسلم )، مع الناس باللين والرفق، يقول تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)(5)

وقدكان النبي (صلى الله عليه وسلم )، يحث على الرفق، فقد روي عنه (صلى الله عليه وسلم )، قوله: " إن الرفق لم يوضع على شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه "(6) وعنه (صلى الله عليه وسلم )، أيضاً: " إياكم والتعمق في الدين، فإن الله قد جعله سهلاً، فخذوا منه ما تطيقون، فإن الله يحب ما دام من عمل صالح، وإن كان يسيراً "(7).

والمطلع على سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم )، يجد الكثير من الأمثلة التي تدل على رفقه(صلى الله عليه وسلم )، بالشباب، نذكر من ذلك مايلي:

1-عن أنس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائبا دعا له، وإن كان شاهدا زاره، وإن كان مريضا عاده(8).

2 – عن ابن عباس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا حدث الحديث أو سئل عن الامر كرره ثلاثا ليفهم ويفهم عنه (9)

3 ـ روى عن زيد بن ثابت قال: كنا إذا جلسنا إليه (صلى الله عليه وآله وسلم) إن أخذنا في حديث في ذكر الآخرة أخذ معنا، وإن أخذنا في ذكر الدنيا أخذ معنا، وإن أخذنا في ذكر الطعام والشراب أخذ معنا، فكل هذا اُحدثكم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)(10).

4- عن أبي الحميساء قال: تابعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل أن يبعث فواعدته مكانا فنسيته يومي والغد فأتيته اليوم الثالث، فقال

(عليه السلام): يا فتى لقد شققت علي، أنا هاهنا منذ ثلاثة أيام(11).

5- عن جرير بن عبد الله أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دخل بعض بيوته فامتلأ البيت، ودخل جرير فقعد خارج البيت، فأبصره النبي

(صلى الله عليه وآله وسلم) فأخذ ثوبه فلفه ورمى به إليه وقال: اجلس على هذا، فأخذه جرير فوضعه على وجهه وقبله(12).

6- عن سلمان الفارسي قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو متكئ على وسادة فألقاها إلي، ثم قال: يا سلمان ما من مسلم دخل على أخيه المسلم فيلقي له الوسادة إكراما له إلا غفر الله له(13).

من هذه النماذج من سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم )، يتضح لنا رفق رسول الله (
صلى الله عليه وسلم )، بالشباب، وتعامله معهم بكل لطف وليونة، وهذا من أسباب نجاح الدعوة، واستقطاب الشباب لرسالة الإسلام. وهذا مايجب أن يتصف به الدعاة والقادة والعلماء إذا ما أرادوا استقطاب الشباب، والتأثير فيهم، وكسبهم نحو التدين، ومنهج الإسلام.

3ـ الثناء على الشباب:

للثناء تأثير كبير على النفوس، وبالخصوص نفوس الشباب، ولذلك كان النبي (صلى الله عليه وسلم )، كثيراً ما يثني على الشباب المؤمن ؛ فقد روي عن النبي(صلى الله عليه وسلم )، قوله: " ما من شاب يدع لله الدنيا ولهوها، وأهرم شبابه في طاعة الله، إلا أعطاه الله أجر اثنين وسبعين صديقاً "(14) وعنه(صلى الله عليه وسلم )، أيضاً أنه قال: " إن أحب الخلائق إلى الله عز وجل شاب حدث السن في صورة حسنة جعل شبابه وجماله لله وفي طاعته، ذلك الذي يباهي به الرحمن ملائكته، يقول: هذا عبدي حقاً "(15) وقال (صلى الله عليه وسلم )، أيضاً: " فضل الشاب العابد الذي تعبد في صباه على الشيخ الذي تعبد بعدما كبرت سنه كفضل المرسلين على سائر الناس "(16)

وقد كان لثناء الرسول (صلى الله عليه وسلم )، على الشباب دور مهم ومؤثر في كسب المزيد منهم، والتفافهم حول قيادة النبي (صلى الله عليه وسلم )،، وهذا ما جعل للشباب دور فاعل في تقدم الدعوة، ونشر رسالة الإسلام إلى مختلف المناطق. فالشباب هم عماد أي تقدم، وسر نهضة الأمم، وقوة أي مجتمع ؛ لأنهم في مرحلة القوة، والقدرة على العطاء والإنتاج، والاستعداد للتضحية والفداء، وحب المغامرة، وتوكيد الشخصية.

وهذا ما يجب أن يقوم به أي قائد أو مصلح أو زعيم يسعى نحو التغيير والإصلاح، إذ يجب كسب الشباب، والعمل على إقناعهم لخدمة الإسلام، والمساهمة في تقدم المجتمع والأمة.

4ـ خلق الثقة في نفوس الشباب:

إن من أهم القواعد في بناء الشخصية وصنع النجاح هو الثقة بالنفس، والقارئ لسيرة النبي (صلى الله عليه وسلم )، يلاحظ أنه (صلى الله عليه وسلم )، قد عمل على صنع ثقة الشباب بأنفسهم، فقد قام (صلى الله عليه وسلم )، بإعطاء الشباب الكثير من المسؤوليات الكبيرة والمهمة، مما أدى لزيادة الثقة بأنفسهم، وتنمية إرادتهم.

والأمثلة على تولية الرسول (صلى الله عليه وسلم )، للشباب مسؤوليات كبيرة ومهمة،، عديدة….نذكر منها:

1ـ إن أول مبلغ بعثه النبي (صلى الله عليه وسلم )، لنشر الإسلام في المدينة المنورة كان مصعب بن عمير، وكان عندئذٍ في ريعان شبابه. وقد استطاع مصعب بالرغم من حداثة سنه أن يقنع الكثير من الناس في المدينة المنورة ـ وكانت المدينة يومها من أهم مدن الجزيرة العربية ـ بالإسلام. وقد عمل مصعب بكل جد وإخلاص من أجل التأثير في الناس، وإقناعهم برسالة الإسلام السمحة.

2ـ بعد فتح مكة بفترة زمنية قليلة، اضطر الرسول (صلى الله عليه وسلم )، للخروج منها بجيشه، والتوجه نحو جبهة القتال، وكان لابد من تعيين قائد لمكة لإدارة شؤونها، وقد اختار النبي (صلى الله عليه وسلم )، من بين جميع المسلمين شاباً لم يتجاوز الواحد والعشرين عاماً، وهو (عتاب بن أسيد) كقائد لمكة المكرمة في ظل غياب النبي (صلى الله عليه وسلم )،

وأمر النبي (صلى الله عليه وسلم )، (عتاب بن أسيد) أن يصلي بالناس وهو أول أمير صلى بمكة بعد الفتح جماعة.

3ـ في أواخر حياة النبي (صلى الله عليه وسلم )، عبأ (صلى الله عليه وسلم )، المسلمين لقتال الروم، وضم جيشه كبار الضباط وأمراء الجيش ورجال المهاجرين و الأنصار وشيوخ العرب والشخصيات البارزة آنذاك.

لاشك في أن قائد هذا الجيش العظيم لابد وأن يكون ذا شأن ومنزلة يختاره الرسول (صلى الله عليه وسلم )، لهذا الأمر الخطير من بين نخبة العسكر، فمن يا ترى حمل هذا اللواء؟

لقد استدعى الرسول (صلى الله عليه وسلم )، أسامة بن زيد، وعقد له لواء القيادة وخوّله إمارة الجيش. واستعمله النبي (صلى الله عليه وسلم )، وهو ابن ثماني عشر سنة.

وبات على الجميع أن يمد يد الطاعة والولاء لهذا القائد الشاب الذي عينه الرسول (صلى الله عليه وسلم )، بالرغم من وجود كبار القوم في هذا الجيش المتجه لقتال الإمبراطورية الرومية.

ولا يخفى أن الشرط الأساس لاختيار الشباب هو كفاءتهم وصلاحيتهم، ويتضح هذا الشرط جلياً في خطبه (صلى الله عليه وسلم )، وأحاديثه. فالشباب الذين كان يقع عليهم اختيار النبي (صلى الله عليه وسلم )، لتقليدهم المناصب الحساسة في الدولة كانوا يتمتعون بالكفاءة واللياقة المطلوبة من حيث العقل والفكر والذكاء والإيمان والعلم والأخلاق والتدبير وبقية الجوانب (17)

ومن هذه النماذج التاريخية يتبين لنا كيف أن النبي (صلى الله عليه وسلم )، قد أجاد توظيف طاقات الشباب الخلاقة، واستطاع أن يزرع في نفوسهم الثقة بالنفس، والإرادة القوية، والعزيمة الفولاذية.. مما جعلهم يقومون بأدوار كبيرة، ويتحملون مسؤوليات خطيرة ؛ كان لها الفضل الأكبر في نشر راية الإسلام خفاقة في بقاع الدنيا

م
ن
ق
و
ل
للفايده

احتراماتي للجميع

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

أبي بكر الصديق خير الأمة بعد نبيها – سنة النبي

فضائل الخلفاء الراشدين

1 : أبي بكر الصديق خير الأمة بعد نبيها

بسم الله الرحمن الرحيم

و الحمد الله الذي أنزل القرآن على عبده ونصلي ونسلم على خير المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إن خير عصور هذه الأمة هو عصر النبي صلى الله عليه وسلم وخير رجالها هم الصحابة رضوان الله عليهم وخيرهم وأفضلهم عند الله وعند نبيه صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق (عثمان بن عامر ) رضوان الله عليه فهو أفضل من عمر وعثمان وعلي والصحابة …. فهو ثاني اثنين وهو خير من طلعت عليه الشمس بعد النبيين
و ما كتبت هذا الموضوع إلا لتذكرة الناس بفضل هذا الإمام الصديق الصحابي الجليل أبو المؤمنين أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه ولنبين ما خفي عن الكثير منا في فضائل هذا الرجل ولقد كثر السابون له والمتكلون في حقه من سفهاء القوم وسوف أبداء بسرد الأدلة على فضله :

وسماه النبي صلى الله عليه وسلم " الصدّيق "
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحداً وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم فقال : اثبت أُحد ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان .
وعن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل
فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال عائشة قلت من الرجال قال أبوها قلت ثم من قال
عمر فعد رجالا…رواه مسلم

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أصبح منكم اليوم صائما قال أبو بكر أنا قال فمن تبع منكم اليوم جنازة قال أبو بكر أنا
قال فمن أطعم منكم اليوم مسكينا قال أبو بكر أنا قال فمن عاد منكم اليوم مريضا
قال أبو بكر أنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة .رواه مسلم
عن أنس بن مالك أن أبا بكر الصديق حدثه قال
نظرت إلى أقدام المشركين على رءوسنا ونحن في الغار فقلت يا رسول الله لو أن أحدهم
نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه فقال يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما…رواه مسلم
قال ابن عمر رضي الله عنهما : كنا نخيّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فنخيّر أبا بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم . رواه البخاري .

ولذا لما ذكر رجال على عهد عمر رضي الله عنه فكأنهم فضّـلوا عمر على أبي بكر رضي الله عنهما ، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فقال : والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر ، وليوم من أبي بكر خير من آل عمر ، لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر ، فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه ، حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا أبا بكر مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي ؟ فقال : يا رسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك ، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك . فقال : يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني ؟ قال : نعم والذي بعثك بالحق ما كانت لتكون من مُلمّة إلا أن تكون بي دونك ، فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر : مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الجحرة ، فدخل واستبرأ ، قم قال : انزل يا رسول الله ، فنزل . فقال عمر : والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر . رواه الحاكم والبيهقي في دلائل النبوة .

قال عليه الصلاة والسلام : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وهو حديث صحيح .

و الدليل على خلافته :
وعن عبد الله بن مسعود يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكنه أخي وصاحبي وقد اتخذ الله عز وجل
صاحبكم خليلا …رواه مسلم
وعن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه
أن امرأة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فأمرها أن ترجع إليه فقالت يا رسول
الله أرأيت إن جئت فلم أجدك قال أبي كأنها تعني الموت قال فإن لم تجديني فأتي أبا بكر …رواه مسلم
فهذا نص صريح واضح على أن رسول الله أستخلف أبا بكر …
في الصحيحين عن عائشةَ رضي اللّهُ عنها قالت : لما مَرِضَ النبيّ صلى الله عليه وسلم مرَضَهُ الذي ماتَ فيه أَتاهُ بلالٌ يُؤْذِنهُ بالصلاةِ فقال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصَلّ . قلتُ : إنّ أبا بكرٍ رجلٌ أَسِيفٌ [ وفي رواية : رجل رقيق ] إن يَقُمْ مَقامَكَ يبكي فلا يقدِرُ عَلَى القِراءَةِ . قال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ . فقلتُ مثلَهُ : فقال في الثالثةِ – أَوِ الرابعةِ – : إِنّكنّ صَواحبُ يوسفَ ! مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ ، فصلّى .
ولذا قال عمر رضي الله عنه : أفلا نرضى لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا ؟!

شهادة علي بن أبي طالب و ال بيت على فضله :
محمد بن الحنفية : قلت لأبي – علي بن أبي طالب رضي الله عنه – : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر ، وخشيت أن يقول عثمان قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين . رواه البخاري .

وقال عليّ رضي الله عنه : كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله به بما شاء أن ينفعني منه ، وإذا حدثني غيره استحلفته ، فإذا حلف لي صدقته ، وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من عبد مؤمن يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الطهور ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله تعالى إلا غفر الله له ثم تلا : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ) الآية . رواه أحمد وأبو داود .

قال الإمام جعفر لصادق : أولدني أبو بكر مرتين .
وسبب قوله : أولدني أبو بكر مرتين ، أن أمَّه هي فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وجدته هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر .
فهو يفتخر في جّـدِّه …

قال جعفر الصادق لسالم بن أبي حفصة وقد سأله عن أبي بكر وعمر ، فقال : يا سالم تولَّهُما ، وابرأ من عدوهما ، فإنهما كانا إمامي هدى ، ثم قال جعفر : يا سالم أيسُبُّ الرجل جده ؟ أبو بكر جدي ، لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما .
وروى جعفر بن محمد – وهو جعفر الصادق – عن أبيه – وهو محمد بن علي بن الحسين بن علي – رضي الله عنهم أجمعين ، قال : جاء رجل إلى أبي – يعني علي بن الحسين ، المعروف والمشهور بزين العابدين – فقال : أخبرني عن أبي بكر ؟ قال : عن الصديق تسأل ؟ قال : وتسميه الصديق ؟! قال : ثكلتك أمك ، قد سماه صديقا من هو خير مني ؛ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون والأنصار ، فمن لم يُسمه صدِّيقا ، فلا صدّق الله قوله ، اذهب فأحب أبا بكر وعمر وتولهما ، فما كان من أمـر ففي عنقي .

ولما قدم قوم من العراق فجلسوا إلى زين العابدين ، فذكروا أبا بكر وعمر فسبوهما ، ثم ابتـركوا في عثمان ابتـراكا ، فشتمهم .
وابتركوا : يعني وقعوا فيه وقوعاً شديداً .
وما ذلك إلا لعلمهم بمكانة وزيري رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبمكانة صاحبه في الغار ، ولذا لما جاء رجل فسأل زين العابدين : كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأشار بيده إلى القبر ثم قال : لمنزلتهما منه الساعة .

حكم السلف في ساب أبي بكر :
وعن سلمة بن كهيل عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى قال : ( قلت لأبى : ياأبت لو كنت سمعت رجلاً يسب عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالكفر أكنت تضرب عنقه قال : نعم ) . رواهما الإمام أحمد وغيره .
ورواه ابن عيينة عن خلف ابن حوشب عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزي قال : قلت لأبي : لو أتيت برجل يسب أبابكر ماكنت صانعاً ؟
قال : أضرب عنقه . وعبدالرحمن بن أبزي من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أدركه وصلّى خلفه وأقره عمر عاملا على مكة واستعمله علي رضي الله عنه عاملا على خراسان .

وعن علقمة بن قيس قال :خطبنا على رضي الله عنه فقال : أنه بلغني أن قوما يفضلوني على أبا بكر وعمر ولو كنت ، إلى أن قال ومن قال شيئا من ذلك فهو مفتر عليه ما على المفترى خير الناس كان بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبو بكر ثم عمر ، رواهما عبد الله بن احمد .
و بهذا القدر نكتفي في فضل هذا الصحابي العلم و ما ذكرنا انما قطرات في بحر فضائله رضي الله عنه خير الائمة بعد نبيها صلى الله عليه و سلم

==========================
رابط لتحميل كتاب
سيرة امير المؤمنين ابي بكر الصديق

المؤلف:

د.علي محمدالصلابي




لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

لو كان رسول الله يخدع الناس جميعاً ما خدع نفسه في حياته

بسم الله الرحمن الرحيم

إذا كان القرأن الكريم من تأليف سيدنا محمد و انه ليس مرسل من رب العالمين ،هل يمكن ان يخدع نفسه ؟ هل يمكن ان يخاطر بحياته ؟

سأسرد لك هذا الواقعة، واحكم بعقلك قال تعالى:

(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )

هذه آية من القرآن الكريم . كلام الله تعالى الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم

ما ترويه عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – حول هذه الآية أنها قالت

سهر رسول الله ذات ليلة وأنا إلى جنبه ، فقلت : يا رسول الله ما شأنك ؟ قال : ( ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة ) ، قالت : وبينما نحن في ذلك إذ سمعت صوت سلاح .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هذا ؟ فقالوا : سعد وحذيفة جئنا نحرسك . فنام صلى الله عليه وسلم حتى سمعت غطيطة ونزلت هذه الآية … فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من قُبَة أدَم وقال : ( انصرفوا أيها الناس فقد عصمني الله )} رواه القرطبي

وهناك باحثة بلجيكية عكفت على دراسة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وصلت إلى هذه النقطة ، فتوقفت عندها تقول :

لو كان هذا الرجل يخدع الناس جميعاً ما خدع نفسه في حياته، ولو لم يكن واثقاً من أن الله يحرسه لما فعل ذلك-(صرف الحراس)- كتجربة واقعية تدل على ثقته في خالقه . وأضافت الباحثة البلجيكية : ولذلك أنا أقول بملء اليقين

(( أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ))
و سيرة الرسول عليه السلام فيها الكثير من الدلائل و المعجزات التي تؤكد أن ما جاء به هو الحق من عند الله تبارك و تعالى
ماذا يجب عليك الأن؟
أن تقرأ سيرة رسول الله ( المدونة من 1400 سنة) ، أنت تستمع الي أحاديثه ، ان تتبع أعماله

تقارن الأفكار التي يدعو لها مع المنطق الذى يقبله العقل السليم
فاذا أقررت منطقه أنظر إلى فعله هل فعله مطابق لكلامه؟
ان كان فعله مطابق لكلامه فما عليك إلا تصديقه.

تحياتي للجميع

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

مجموعة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم

قال رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم أوصاني ربِّي بِتسْع
ٍ أُوصِيكُم بها
أوصاني بالإخلاصِ في السِّرِّ والعَلانِيَةِ

والعَدْلِ في الرِّضا والغَضَبِ

والقَصْدِ في الغِنى والفَقْرِ

وأنْ أعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَني

وأُعطي مَنْ حَرَمَني

‏ ‏حدثنا ‏ ‏علي بن عبد الله ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏قال سألت ‏ ‏الأعمش ‏ ‏فقال عن ‏ ‏زيد بن وهب ‏ ‏سمعت ‏ ‏حذيفة ‏ ‏يقول ‏
‏حدثنا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أن الأمانة نزلت من السماء في جذر قلوب الرجال ونزل القرآن فقرءوا القرآن وعلموا من السنة

‏حدثنا ‏ ‏الحميدي عبد الله بن الزبير ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏يحيى بن سعيد الأنصاري ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏محمد بن إبراهيم التيمي ‏ ‏أنه سمع ‏ ‏علقمة بن وقاص الليثي ‏ ‏يقول سمعت ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏على المنبر ‏
‏قال سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏إنما الأعمال ‏ ‏بالنيات ‏ ‏وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا ‏ ‏يصيبها ‏ ‏أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ‏

‏حدثنا ‏ ‏عبد السلام بن مطهر ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏عمر بن علي ‏ ‏عن ‏ ‏معن بن محمد الغفاري ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن أبي سعيد المقبري ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏إن الدين يسر ولن ‏ ‏يشاد ‏ ‏الدين أحد إلا ‏ ‏غلبه ‏ ‏فسددوا ‏ ‏وقاربوا ‏ ‏وأبشروا واستعينوا ‏ ‏بالغدوة ‏ ‏والروحة ‏ ‏وشيء من ‏ ‏الدلجة ‏

‏حدثنا ‏ ‏إسحاق بن منصور ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏عبد الرزاق ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏معمر ‏ ‏عن ‏ ‏همام بن منبه ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب له بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف وكل سيئة يعملها تكتب له بمثلها ‏

‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن المثنى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى ‏ ‏عن ‏ ‏هشام ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏أبي ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏
‏أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏دخل عليها وعندها ‏ ‏امرأة ‏ ‏قال من هذه قالت فلانة تذكر من صلاتها قال ‏ ‏مه ‏ ‏عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا وكان أحب الدين إليه مادام عليه صاحبه ‏

سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام

‏حدثنا ‏ ‏مسدد ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏إسماعيل بن إبراهيم ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏أبو حيان التيمي ‏ ‏عن ‏ ‏أبي زرعة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ‏
‏كان النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بارزا يوما للناس فأتاه ‏ ‏جبريل ‏ ‏فقال ما الإيمان قال ‏ ‏الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث قال ما الإسلام قال الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال ما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال متى الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل وسأخبرك عن ‏ ‏أشراطها ‏ ‏إذا ولدت الأمة ‏ ‏ربها ‏ ‏وإذا ‏ ‏تطاول ‏ ‏رعاة الإبل ‏ ‏البهم ‏ ‏في البنيان في خمس لا يعلمهن إلا الله ثم تلا النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏
‏إن الله عنده علم الساعة ‏

‏الآية ثم ‏ ‏أدبر ‏ ‏فقال ردوه فلم يروا شيئا فقال هذا ‏ ‏جبريل ‏ ‏جاء يعلم الناس دينهم ‏
‏قال أبو عبد الله ‏ ‏جعل ذلك كله من الإيمان ‏

العلم قبل القول والعمل

‏ ‏باب ‏ ‏العلم قبل القول والعمل ‏ ‏لقول الله تعالى ‏
‏فاعلم أنه لا إله إلا الله ‏

‏فبدأ بالعلم وأن العلماء هم ورثة الأنبياء ورثوا العلم من أخذه أخذ بحظ وافر ومن سلك طريقا يطلب به علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وقال جل ذكره ‏
‏إنما يخشى الله من عباده العلماء ‏

‏وقال ‏
‏وما يعقلها إلا العالمون ‏

‏وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير ‏

‏وقال ‏
‏هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ‏

‏وقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من يرد الله به خيرا ‏ ‏يفقهه في الدين ‏ ‏وإنما العلم بالتعلم ‏ ‏وقال ‏ ‏أبو ذر ‏ ‏لو وضعتم ‏ ‏الصمصامة ‏ ‏على هذه وأشار إلى قفاه ثم ظننت أني أنفذ كلمة سمعتها من النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قبل أن تجيزوا علي لأنفذتها ‏ ‏وقال ‏ ‏ابن عباس ‏
‏كونوا ‏ ‏ربانيين ‏

‏حلماء فقهاء ‏ ‏ويقال ‏ ‏الرباني ‏ ‏الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره ‏

‏حدثنا ‏ ‏محمد بن كثير ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏ابن أبي خالد ‏ ‏عن ‏ ‏قيس بن أبي حازم ‏ ‏عن ‏ ‏أبي مسعود الأنصاري ‏ ‏قال ‏
‏قال ‏ ‏رجل ‏ ‏يا رسول الله لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان فما رأيت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في موعظة أشد غضبا من يومئذ فقال ‏ ‏أيها الناس إنكم منفرون فمن صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة ‏

‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن يوسف ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الرحمن بن القاسم ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة زوج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قالت ‏
‏خرجنا مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في بعض أسفاره حتى إذا كنا ‏ ‏بالبيداء ‏ ‏أو ‏ ‏بذات الجيش ‏ ‏انقطع عقد لي فأقام رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏على ‏ ‏التماسه ‏ ‏وأقام الناس معه وليسوا على ماء فأتى الناس إلى ‏ ‏أبي بكر الصديق ‏ ‏فقالوا ألا ترى ما صنعت ‏ ‏عائشة ‏ ‏أقامت برسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏ورسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏واضع رأسه على فخذي قد نام فقال حبست رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فقالت ‏ ‏عائشة ‏ ‏فعاتبني ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏على فخذي فقام رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حين أصبح على غير ماء فأنزل الله ‏ ‏آية التيمم ‏ ‏فتيمموا فقال ‏ ‏أسيد بن الحضير ‏ ‏ما هي بأول بركتكم يا آل ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏قالت فبعثنا البعير الذي كنت عليه فأصبنا العقد تحته ‏

‏حدثنا ‏ ‏محمد بن سنان هو العوقي ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏هشيم ‏ ‏قال ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثني ‏ ‏سعيد بن النضر ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏هشيم ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏سيار ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏يزيد هو ابن صهيب الفقير ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏جابر بن عبد الله ‏
‏أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي نصرت ‏ ‏بالرعب ‏ ‏مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ‏

‏حدثنا ‏ ‏مسدد ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏يحيى ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏شقيق ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏حذيفة ‏ ‏قال ‏
‏كنا جلوسا عند ‏ ‏عمر ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏فقال أيكم يحفظ قول رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في الفتنة قلت أنا كما قاله قال إنك عليه أو عليها لجريء قلت ‏ ‏فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر والنهي قال ليس هذا أريد ولكن الفتنة التي تموج كما يموج البحر قال ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا قال أيكسر أم يفتح قال يكسر قال إذا لا يغلق أبدا قلنا أكان ‏ ‏عمر ‏ ‏يعلم الباب قال نعم كما أن دون الغد الليلة إني حدثته بحديث ليس بالأغاليط فهبنا أن نسأل ‏ ‏حذيفة ‏ ‏فأمرنا ‏ ‏مسروقا ‏ ‏فسأله فقال ‏ ‏الباب ‏ ‏عمر ‏

‏حدثنا ‏ ‏أبو الوليد هشام بن عبد الملك ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏قال ‏ ‏الوليد بن العيزار ‏ ‏أخبرني قال سمعت ‏ ‏أبا عمرو الشيباني ‏ ‏يقول حدثنا ‏ ‏صاحب هذه الدار وأشار إلى دار ‏ ‏عبد الله ‏ ‏قال ‏
‏سألت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أي العمل أحب إلى الله قال ‏ ‏الصلاة على وقتها قال ثم أي قال ثم بر الوالدين قال ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني ‏

‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن يوسف ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏سمي ‏ ‏مولى ‏ ‏أبي بكر بن عبد الرحمن ‏ ‏عن ‏ ‏أبي صالح السمان ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما ‏ ‏قرب ‏ ‏بدنة ‏ ‏ومن راح في الساعة الثانية فكأنما ‏ ‏قرب ‏ ‏بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما ‏ ‏قرب ‏ ‏كبشا أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما ‏ ‏قرب ‏ ‏دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما ‏ ‏قرب ‏ ‏بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر ‏

‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن يوسف ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سلمة بن عبد الرحمن ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏إن أحدكم إذا قام ‏ ‏يصلي جاء الشيطان فلبس عليه حتى لا يدري كم صلى فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس

‏حدثنا ‏ ‏موسى بن إسماعيل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏مهدي بن ميمون ‏ ‏حدثنا ‏ ‏واصل الأحدب ‏ ‏عن ‏ ‏المعرور بن سويد ‏ ‏عن ‏ ‏أبي ذر ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أتاني آت من ربي فأخبرني ‏ ‏أو قال بشرني ‏ ‏أنه ‏ ‏من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق ‏

حدثنا ‏ ‏مسلم بن إبراهيم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏هشام ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سلمة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

‏حدثنا ‏ ‏أبو اليمان ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏شعيب ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏سعيد بن المسيب ‏ ‏وأبو سلمة بن عبد الرحمن ‏ ‏أن ‏ ‏عبد الله بن عمرو ‏ ‏قال ‏
‏أخبر رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أني أقول والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت فقلت له قد قلته بأبي أنت وأمي قال ‏ ‏فإنك لا تستطيع ذلك فصم وأفطر وقم ونم وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر قلت إني أطيق أفضل من ذلك قال فصم يوما وأفطر يومين قلت إني أطيق أفضل من ذلك قال فصم يوما وأفطر يوما فذلك صيام ‏ ‏داود ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏وهو أفضل الصيام فقلت إني أطيق أفضل من ذلك فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لا أفضل من ذلك ‏

‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو الوليد هشام بن عبد الملك ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏أنبأني ‏ ‏سليمان الأعمش ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏زيد بن وهب ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله ‏ ‏قال ‏
‏حدثنا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وهو الصادق المصدوق قال ‏ ‏إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ثم ‏ ‏علقة ‏ ‏مثل ذلك ثم يكون ‏ ‏مضغة ‏ ‏مثل ذلك ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع برزقه وأجله وشقي أو سعيد فوالله إن أحدكم ‏ ‏أو الرجل ‏ ‏يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها غير باع أو ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها غير ذراع أو ذراعين فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ‏

دثني ‏ ‏محمد بن مقاتل أبو الحسن ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عبد الله ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏خالد الحذاء ‏ ‏عن ‏ ‏أبي عثمان النهدي ‏ ‏عن ‏ ‏أبي موسى ‏ ‏قال ‏
‏كنا مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في غزاة فجعلنا لا نصعد ‏ ‏شرفا ‏ ‏ولا نعلو شرفا ولا نهبط في واد إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير قال فدنا منا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال يا أيها الناس ‏ ‏اربعوا ‏ ‏على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا بصيرا ثم قال يا ‏ ‏عبد الله بن قيس ‏ ‏ألا أعلمك كلمة هي من كنوز الجنة لا حول ولا قوة إلا بالله ‏

‏ ‏حدثنا ‏ ‏علي بن عبد الله ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏قال حفظناه من ‏ ‏عمرو ‏ ‏عن ‏ ‏طاوس ‏ ‏سمعت ‏ ‏أبا هريرة ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏احتج ‏ ‏آدم ‏ ‏وموسى ‏ ‏فقال له ‏ ‏موسى ‏ ‏يا ‏ ‏آدم ‏ ‏أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة قال له ‏ ‏آدم ‏ ‏يا ‏ ‏موسى ‏ ‏اصطفاك ‏ ‏الله بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة ‏ ‏فحج ‏ ‏آدم ‏ ‏موسى ‏ ‏فحج ‏ ‏آدم ‏ ‏موسى ‏ ‏ثلاثا ‏

‏حدثنا ‏ ‏عبدان ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عبد الله ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏يونس ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏أبو سلمة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏ما استخلف خليفة إلا له ‏ ‏بطانتان ‏ ‏بطانة ‏ ‏تأمره بالخير وتحضه عليه ‏ ‏وبطانة ‏ ‏تأمره بالشر وتحضه عليه والمعصوم من عصم الله ‏

‏حدثنا ‏ ‏محمد بن بشار ‏ ‏حدثنا ‏ ‏غندر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي حصين ‏ ‏والأشعث بن سليم ‏ ‏سمعا ‏ ‏الأسود بن هلال ‏ ‏عن ‏ ‏معاذ بن جبل ‏ ‏قال ‏
‏قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يا ‏ ‏معاذ ‏ ‏أتدري ما حق الله على العباد قال الله ورسوله أعلم قال أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا أتدري ما حقهم عليه قال الله ورسوله أعلم قال أن لا يعذبهم ‏

‏حدثنا ‏ ‏أحمد بن صالح ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن وهب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عمرو ‏ ‏عن ‏ ‏ابن أبي هلال ‏ ‏أن ‏ ‏أبا الرجال محمد بن عبد الرحمن ‏ ‏حدثه عن ‏ ‏أمه ‏ ‏عمرة بنت عبد الرحمن ‏
‏وكانت في حجر ‏ ‏عائشة زوج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بعث رجلا على ‏ ‏سرية ‏ ‏وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم ‏ ‏بقل هو الله أحد ‏ ‏فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال ‏ ‏سلوه لأي شيء يصنع ذلك فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أخبروه أن الله يحبه ‏

‏حدثنا ‏ ‏أبو اليمان ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏شعيب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو الزناد ‏ ‏عن ‏ ‏الأعرج ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة ‏
‏أحصيناه ‏
‏حفظناه ‏

‏حدثنا ‏ ‏موسى بن إسماعيل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الواحد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عاصم ‏ ‏عن ‏ ‏أبي عثمان ‏ ‏عن ‏ ‏أسامة ‏ ‏قال ‏
‏كان ابن لبعض بنات النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقضي فأرسلت إليه أن يأتيها فأرسل ‏ ‏إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل إلى أجل مسمى فلتصبر ولتحتسب فأرسلت إليه فأقسمت عليه فقام رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وقمت معه ‏ ‏ومعاذ بن جبل ‏ ‏وأبي بن كعب ‏ ‏وعبادة بن الصامت ‏ ‏فلما دخلنا ناولوا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏الصبي ونفسه ‏ ‏تقلقل ‏ ‏في صدره حسبته قال كأنها ‏ ‏شنة ‏ ‏فبكى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال ‏ ‏سعد بن عبادة ‏ ‏أتبكي فقال إنما يرحم الله من عباده الرحماء ‏
مع تحيات حملت نور الاسلام

لاتنسونا من صالح دعـــــــأكم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

مواقف وعبر عن شباب الصحابة رضوان الله عليهم؟؟ من السنة

بسم الله الرحمن الرحيم
حين جاء النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الدين وصدع بدعوته في وجه قومه , استنكف أهل مكة واستكبروا , وكان منطقهم في مواجهة دعوة التوحيد " أجعل الآلهة إلها واحد إنه هذا لشيء عجاب * وانطلق القوم منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد " ( ص 5-6 )

وفي هذا الوسط الذي شرق بدعوة التوحيد ورفضها كان ممن بادر لمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم بعض شبان الصحابة , فعدد من أسلم في أول الإسلام كان هو ممن دون سن العشرين أو فوقها بقليل .

فمن السابقين الأولين للإسلام علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – , ومنهم سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – الذي قال عن نفسه " ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه , ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام "
وقال رضي الله عنه " إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله , وكنا نغزوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومالنا طعام إلا ورق الشجر حتى إن أحدنا ليضع كما يضع البعير أو الشاة ماله من خلط , ثم أصبحت بنو أسد تعزرني عن الإسلام , لقد خبت إذا وضل عملي "
والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله – رضي الله عنهما – كانا من السابقين .

وكان من السابقين إلى الإسلام عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – إذ يقول عن نفسه " لقد رأيتني سادس ستة , وما على الأرض مسلم غيرنا "
ولنستمع إلى قصته كما يرويها هو إذ يقول " كنت أرعى غنما لعقبة بن معيط , فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر , فقال " يا غلام هل من لبن ؟ " قال : قلت " نعم ولكني مؤتمن " قال : " فهل من شاة لم ينز عنها الفحل ؟ " فأتيته بشاة فمسح ضرعها فنزل لبن فحلبه في إناء فشرب وسقى أبا بكر , ثم قال للضرع " أقلص " فقلص قال : ثم أتيته بعد هذا فقلت : يا رسول الله علمني من هذا القول , قال : فمسح رأسي وقال : " يرحمك الله فإنك غليم معلم " وفي رواية : أتاه أبو بكر بصخرة منقورة فاحتلب فيها فشرب وشرب أبو بكر وشربت , قال : ثم أتيته بعد ذلك قلت : علمني من هذا القرآن , قال : " إنك غلام معلم " , قال : فأخذت من فيه سبعين سورة .

العناية بحفظ القرآن وتعلمه :

القرآن دستور الأمة وأساس نهضتها , وبه أنقذها من الظلمات إلى النور , لذا فقد كان أول ما عني به شباب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو القرآن وحفظه وتعلمه .
لقد الحرص الذي تمتع به أولئك – رضوان الله عليهم – مدعاة لأن يفوقوا غيرهم حتى يأمر النبي صلى الله عليه وسلم باستقراء القرآن من أربعة , ثلاثة منهم من الشباب وهم : معاذ , وابن مسعود , وسالم – رضي الله عنهم – إذ يقول : " استقرئوا القرآن من أربعة : عبد الله بن مسعود فبدأ به , وسالم مولى أبي حذيفة , وأبي بن كعب , ومعاذ بن جبل " . قال : لا أدري بدأ بأبيّ أو معاذ .

ويشهد أنس – رضي الله عنه – مع معاذ لشاب آخر هو زيد بن ثابت – رضي الله عنه – بأنه قد وعى القرآن وجمعه فيقول : " جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار " أبيّ , ومعاذ ابن جبل , وأبو زيد , وزيد بن ثابت "

الأمر لا يقف عن مجرد الحفظ :

ولم يكن الأمر عن أصحاب النبي صلى الله علبه وسلم في تعلم القرآن واقفا عند مجرد حفظه وإقامة حروفه بل كانوا يتعلمون أحكامه وحدوده .
يحدثنا عن ذلك أحدهم وهو ابن مسعود – رضي الله عنه – إذ يقول : " كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن , والعمل بهن "
ونحن اليوم إذ نشهد هذا الإقبال من الشباب على حفظ كتاب الله والمسارعة في ذلك والمسابقة فيه , نتمنى أن ينضم لذلك العناية بتدارس القرآن والتعرف على معانيه والقيام بحقوقه .

تعليم القرآن :

ويدرك الشباب من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن حفظ القرآن وتعلمه يتطلب منهم أن يقوموا بواجب التعليم , كما أخبر صلى الله عليه وسلم : " خيركم من تعلم القرآن وعلمه "
ولهذا بعث عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أحدهم وهو مجمع بن جارية – رضي الله عنه – لأهل الكوفة يعلمهم القرآن .

طلب العلم :

إن طلب العلم لا غنى عنه لأي شاب يريد عبادة ربه تبارك وتعلى والاستقامة على دينه , فضلا عمن يريد الدعوة لدين الله .

المبادرة والحرص على التعلم والاستماع :

فهاهو أحد شباب الصحابة وهو عبد الله بن الحارث – رضي الله عنه – يقول : أنا أول من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يبول أحدكم مستقبل القبلة " وأنا أول من حدث الناس بذلك .

وكان عمرو بن سلمة – رضي الله عنه – وهو من صغار الصحابة حريصا على تلقي العلم , فكان يتلقى الركبان ويسألهم ويستقرئهم حتى فاق قومه أجمع وأهَّله ذلك لإمامتهم .
ويحكي لنا عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الركعتين قبل الفجر وبعد المغرب بضعا وعشرين مرة , أو بضع عشرة مرة ( قل يا أيها الكافرون ) و ( قل هو الله أحد ) . وفي إحدى روايات الحديث يقول : " رأيت رسول الله .. " إن هذا الاستقصاء والحرص دليل على مبلغ العناية بالتعلم , وحين ندرك أن ذلك كان في صلاة النافلة , وفي قراءة سرية نعلم مبلغ الجهد الذي بذله – رضي الله عنهما – في تتبع ذلك .

حفظ العلم :

إن هذا الحرص على التحصيل والتعلم لم يكن شعورا داخليا فحسب بل نتج عنه التحصيل والحفظ ولإدراك .
وهذا النعمان بن بشير – رضي الله عنه – عن نفسه أنه حفظ مالم يحفظه غيره إذ يقول : " أنا أعلم الناس بوقت هذه الصلاة – العشاء – , كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليها لسقوط القمر لثالثة – غياب القمر ليلة الثالث من الشهر – "

شهادته صلى الله عليه وسلم لهم بالعلم :

ويعطي صلى الله عليه وسلم شهادة عظيمة – وهو الذي لا ينطق عن الهوى – بأن أعلم هذه الأمة بالحلال والحرام هو أحد شباب الصحابة – رضوان الله عليهم – ألا وهو معاذ بن جبل .
وشهادة لآخر من الشبان هو زيد بن ثابت – رضي الله عنه – فيشهد له صلى الله عليه وسلم أن أفرض الأمة . يقول صلى الله عليه وسلم : " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر , وأشدهم في أمر الله عمر , وأصدقهم حياء عثمان , وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل , وأفرضهم زيد بن ثابت , وأقرؤهم أبيّ ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح "

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

إلا تنصروه فقد نصره الله – في الاسلام


مســــــــــاء\صبـــــــــاح الخــــــــير…

***كلناعارفين إنه هولندا عملت أخيراً فلم كرتوني اباحي عن زوجات الرسول.. صلى الله عليه وسلم..
وستبدا ببثه <<<حسبنا الله عليه و ونعم الوكيل
وهو يحتوي على مشاهد فا ضحه ومشينه,وبما أن التجار في هولندا هددوا النا ئب البرلما ني الذي سمح ببثها أن يقا ضوه في حال أن قاطع المسلمون منتجاتهم وتحميله نتائجها سيقاطع المسلمون في كل أنحاء العالم كل أنواع الإنتاج الهولندي لذا أرجو منكم أخواني وأخواتي نشر الرسالة والمشاركه با المقاطعه..((إلا تنصروه فقد نصره الله )) انصروا دينكم ونبيكم با المقاطعه لنريهم خسارة الدنيا والآخره…
جميع المنتجات الهولنديه تنتهي بالرقام المتسلسله
"8716506
999404"
ساهموا في هذه الحمله ارسلوها لجميع اصدقا ئكم على الايميل
وارسلوها لجميع المنتد يا ت لا تبخلوا على دينكم لا تبخلو على نبيكم****
………صلى الله عليه وسلم……….

أتمني منكم تفاعل ونشرها في كل مكان…
’’’دمتم بــــود أعشقهـ وأعشقـ أترابهـ’’’

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

ابو سعيد الخدري – سنة النبي

أبو سعيد الخدرى

سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر الأنصارى الخزرجى أبو سعيد الخدري صحابي وابن صحابي رضي الله عنهما .

استصغره النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد .

قال أبو سعيد : عرضت يوم أحد على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثلاث عشرة ، فجعل أبى يأخذ بيدى ويقول : يا رسول الله إنه عبل العظام . وجعل نبى الله صلى الله عليه وسلم يصعد في النظر ويصوبه ثم قال : " رده " فردنى (سير أعلام النبلاء – 3/169 )

واستشهد أبوه مالك رضي الله عنه بأحد وغزا أبو سعيد ما بعد أحد فشهد الخندق وبيعة الرضوان وغيرهما .

قال الإمام الذهبى : الإمام المجاهد مفتى المدينة حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم فأكثر وأطاب ( سير أعلام النبلاء – 3/168 )

وهو من المكثرين من الحديث وكان من أفقه أحداث الصحابة. قال الخطيب : كان من أفاضل الصحابة وحفظ حديثاً كثيرًا .

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير ، وعن الخلفاء الأربعة ، وغيرهم .

روى عنه من الصحابة ابن عباس وابن عمر وجابر ، وغيرهم .

وروى عنه من كبار التابعين سعـيد بن المسيب ، وأبو عثمان النهدي ، وطارق ابن شهاب ، ومن بعدهم عطاء ، ومجاهد ، وغيرهم .

روى أبو سعيد الخدرى ألفاً ومائة وسبعين حديثاً بالمكرر اتفق البخارى ومسلم على ثلاثة وأربعين حديثاً وانفرد البخارى بستة عشر حديثاً وانفرد مسلم باثنين وخمسين حديثاً .

كان أبو سعيد ممن بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا تأخذهم في الله لومة لائم .

عن سهل بن سعد عن أبيه عن جده قال : بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأبو ذر وعبادة بن الصامت ومحمد بن مسلمة وأبو سعيد الخدري وسادس على أن لا تأخذنا في الله لومة لائم فاستقال السادس فأقاله (الإصابة في تمييز الصحابة – 2/35 )

كان رضي الله عنه عفيف النفس شديد الامتثال لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم والأخذ بنصحه وإرشاده ولثقته المطلقة بوعد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يعد المتعففين عن المسألة بأن الله تعالى سيغنيهم من فضله وإحسانه وقد جاء يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم وقد بلغت به الحاجة مبلغاً عظيمًا حتى أنه ربط على بطنه الحجر من شدة الجوع إلا أنه آثر الصبر والاحتمال رجاء ما عند الله تعالى وقد تحقق له ما وعد به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأغناه الله من فضله .

عَنْ هِلاَلِ بْنِ حِصْنٍ قَالَ : نَزَلْتُ عَلَى أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ فَضَمَّنِى وَ إِيَّاهُ الْمَجْلِسُ – قَالَ – فَحَدَّثَ أَنَّهُ أَصْبَحَ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ عَصَبَ عَلَى بَطْنِهِ حَجَراً مِنَ الْجُوعِ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ أَوْ أُمُّهُ : ائْتِ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَاسْأَلْهُ فَقَدْ أَتَاهُ فُلاَنٌ فَسَأَلَهُ فَأَعْطَاهُ وَأَتَاهُ فُلاَنٌ فَسَأَلَهُ فَأَعْطَاهُ . فَقَالَ : قُلْتُ : حَتَّى ألْتَمِسَ شَيْئاً – قَالَ – فَالْتَمَسْتُ فَأَتَيْتُهُ – قَالَ حَجَّاجٌ : فَلَمْ أَجِدْ شَيْئاً فَأَتَيْتُهُ – وَهُوَ يَخْطُبُ فَأَدْرَكْتُ مِنْ قَوْلِهِ وَهُوَ يَقُولُ : « مَنِ اسْتَعَفَّ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنِ اسْتَغْنَى يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ سَأَلَنَا إِمَّا أَنْ نَبْذُلَ لَهُ وَ إِمَّا أَنْ نُوَاسِيَهُ – أَبُو حَمْزَةَ الشَّاكُّ – وَمَنْ يَسْتَعِفُّ عَنَّا أَوْ يَسْتَغْنِى أَحَبُّ إِلَيْنَا مِمَّنْ يَسْأَلُنَا » . قَالَ : فَرَجَعْتُ فَمَا سَأَلْتُهُ شَيْئاً فَمَا زَالَ اللَّهُ تعالى يَرْزُقُنَا حَتَّى مَا أَعْلَمُ فِي الأَنْصَارِ أَهْلَ بَيْتٍ أَكْثَرَ أَمْوَالاً مِنَّا

( أخرجه أحمد 3/44 . وأصل هذا الحديث فى الصحيحين بقصة أخرى غير هذه القصة راجع :

أ ـ صحيح البخارى ـ كتاب الزكاة ـ باب الاستعفاف عن المسألة 2/151-152 .

ب ـ صحيح مسلم بشرح النووى ـ كتاب الزكاة ـ باب التحذير من الاغترار بزينة الدنيا 7/144-145 )

كان أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قوالاً بالحق لا يخاف في الله لومة لائم ، وموقفه من الرجل الذي أنكر على مروان بن الحكم تقديم خطبة العيد على الصلاة ، يشهد بذلك فلم يكتف أبو سعيد الخدري بتعضيده ، بل أنكر بيده حيث جذب مروان محاولاً منعه من صعود المنبر لأداء الخطبة قبل الصلاة ، غير أن مروان تغلب عليه وصعد المنبر وخطب قبل الصلاة ، كما جاء ذلك في صحيح مسلم.

ولم يكتف أبو سعيد الخدرى بتعضيد الذى أنكر على مروان بل أنكر أبو سعيد الخدرى على مروان بن الحكم تقديم الخطبة على الصلاة ولم يكتف أبو سعيد بالإنكار باللسان بل أنكر بيده حيث جذب مروان محاولاً منعه من صعود المنبر لأداء الخطبة قبل الصلاة وكانا قد جاءا معًا غير أن مروان تغلب عليه وصعد المنبر وخطب قبل الصلاة كما جاء ذلك فى الصحيحين.

عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِالْحَقِّ إِذَا شَهِدَهُ أَوْ عَلِمَهُ » . قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَحَمَلَنِي عَلَى ذَلِكَ أَنْ رَكِبْتُ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَمَلأْتُ أُذُنَيْهِ ثُمَّ رَجَعْتُ(الإصابة فى تمييز الصحابة 2/35)

أسباب إكثار أبي سعيد الخدري رضي الله عنه من الرواية

نستطيع حصر أسباب إكثار أبي سعيد الخدري رضي الله عنه من الرواية في النقاط الآتية :

1 – أسلم أبو سعيد الخدري صغيرًا ، فكان له عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة إحدى عشرة سنة ، وهذا هو سن الحفظ والتحصيل ، حيث يكون الذهن صافيًا والصوارف عن الحفظ ضعيفة .

2 – طول ملازمة أبي سعيد الخدري رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم ، فلقد لازم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنوات مدة إقامته بالمدينة المنورة ولم يفارقه .

3 – تعدد مصادر التحمل بالنسبة لأبي سعيد ، فكما تحمل الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم فلقد تحمل الحديث عن كبار الصحابة ، فروى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وزيد بن ثابت وغيرهم رضي الله عنهم.

4 – تخففه من الدنيا وتفرغه للتحديث والفقه ، فكان أحد الفقهاء المجتهدين .

5 – كثرة تلاميذه الذين أخذوا عنه الحديث ، فلقد حدث عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين ، فحدث عنه ابن عمر وجابر وأنس وجماعة من أقرانه ، وقام هؤلاء بتبليغ ما سمعوا منه .

6 – تأخر وفاة أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، فلقد عاش بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فترة زمنية طويلة ، نحو خمس وستين سنة ، وفي هذه الفترة احتاج الناس إلى علمه ، فتكاثر عليه طلاب العلم ينهلون من علمه ويحفظون عنه ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

توفى سنة أربع وسبعين من الهجرة رضي الله عنه

( سير أعلام النبلاء – 3/168 ؛ الإصابة في تمييز الصحابة – 2/35 )

ملحوظة :

يلاحظ أن المكثرين من رواية الحديث من الصحابة بينهم قاسم مشترك يجمعهم يتمثل فيما يأتي :

1 – طول ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن كان بينهم تفاوت في مدة الملازمة .

2 – تعدد مصادر التحمل ، فكما تحملوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحملوا عن إخوانهم من كبار الصحابة ، وإن كانوا في الأعم الأغلب يحذفون الواسطة بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم لثقتهم بمن حدثوهم .

3 – تأخر وفاتهم ، فلقد مكثوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فترة زمنية احتاج الناس فيها إلى علمهم .

4 – لم ينفردوا بما حدثوا به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل شاركهم غيرهم من الصحابة في رواية كثير مما رووا.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

ماذا يعني لك رسول الله؟ من السنة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. إن شاء الله نويت أن أكتب لكم محاضرة سمعتها وإن شاء الله نستفيد منها ونزداد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم🙂

ماذا يعني لك رسول الله؟


الحمدلله على نعمه وإفضاله.. وعلى كرمه ونواله..أحمده حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه وأشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له..لا شبيه له ولا نظير له ولا مثيل له ولا ند له..أكرمكم بهذا الدين..وبهذا الاسلام..وجعلكم من خير أمة اخرجت للناس وللأنام بل وللعالمين..تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله وتجاهدون في سبيل الله وترفعون راية لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم..فأحمده حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه..
وأصلي وأسلم على الحبيب المحبوب..للأرواح والأجساد والقلوب..الذي جعله الله رحمة للعالمين..ونورا يهتدي به المهتدون..وسراجا منيرا..ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه..أحب الخلق الى الله..
جعله الله أحب الخلق الى الله وأرسله رحمة للعالمين..
فهنيئا ثم هنيئا..لمن عرف الحبيب..ولمن أحب الحبيب محمد..ولمن صدق الحبيب محمد..ولمن بذل من أجل الحبيب محمد..ولمن أفنى عمره وأفنى أنفاسه وصرف احواله وأمواله وأولاده وأنفاسه ونبضات قلبه خدمة لهذا الحبيب..وتقديرا لهذا الحبيب..
أي حبيب أكرمكم الله به..وأي جوهرة أعطيتم اياها يا معشر الأمة..لقد كانت الأمم..وعرفت ودرست وعلمت أخباركم قبل أن يخلقكم الله عز وجل..وعرفت كرامة الله لكم وإكرام الله لكم بأن بعث لكم خير الآنبياء والمرسلين..
سيدنا محمد..
هذا الاسم الذي قد طالما اشتاقت اليه أرواح الآنبياء..اشتاقت اليه أنفس الصدّيقين..اشتاقت إليه حتى الكائنات..
لقد بلغكم في هذا الحديث الصحيح بل المتواتر..
حنين الجذع..
الذي تشقق وتصدع من شوقه الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم..جذع لا روح فيه..ولا قلب فيه..يشتاق إلى رسول الله؟ ما الذي حركه؟ ما الذي أبكاه ؟ما الذي جعله يصيح كصياح الصبي الصغير؟..
إنه عرف ذاتا ليست كبقية الذوات..وعرف قلبا ليس كبقية القلوب..إنها ذات محمد..إنها روح محمد..إنه نور سيدنا محمد..اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه وسلم..
يا أيها الأحباب..لقد عاب الله عز وجل على أمة من الأمم..لم يعرفوا رسولهم..((أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُوْلهُم فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُوْن))..
يا أيها الاحباب..اعلموا..وافهموا..وتيقنوا أن الله عز وجل أراد بإيجادكم في هذه الدنيا..وأخر ظهوركم الى أن وجدتم في مثل هذه الاوقات..من اجل ان يُريَ العالم في الدنيا..ويريهم في عالم القيامة مكانة هذه الامة..ومنزلة هذه الامة..ومكانة الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عنده يوم القيامة..حتى أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ينتظر أمته على الحوض..وينتظر أمته عند الصراط..وينتظر أمته عند الميزان.. وينتظرهم وينظر الى الموقف اي الأمم أمته؟ أي الأقوام قومه..لأن كل أمة تدعى بإمامها ((يَوْمَ نَدْعُو كُلّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ)) فينادي المنادي: يا أهل المحشر..ألا لتأتي أمة النبي محمد للعرض على الله..فتاتون أنتم..فعندما يراكم رسول الله..يتهلل وجهه..ويطيب قلبه وفؤاده..وكأن الشمس تشرق في وجهه من فرحه..فينظر اليه سيدنا موسى-عليه السلام- قائلا:يا محمد أوتعرفهم؟..تعرف أمتك ولم ترهم؟ أنت رأيت الصحابة ومن عاش في زمنك وفي قرنك..لكن القرون التي جاءت من بعدك..لم تعرفهم ولم ترهم..فكيف تعرفهم هكذا بلسان حاله..فيقول: (أعرفهم غرا محجلين من آثار الوضوء).. نور يا أيها الأحباب..انتم عندما تتوضؤون وتغسلون وجوهكم وأيديكم وأقدامكم..اعلموا أن هذا نور..وعلامة يتعرف بها عليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم..فإذا غسلت وجهك وزدت عليه أن غسلت منابت الشعر من أعلى الوجه الى أسفل الذقن..ومن الأذنين الى الأذنين..استشعر أن هذه علامة يتعرف بها عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم..
لكن أيها الاحباب..لابد أن نعرف نحن من رسول الله محمد الذي اكرمنا الله به..من هذا الحبيب الذي امتلأ رحمة للعالمين..من هذا النبي الذي أرسل للإنس والجن والعرب والعجم والأبيض والأسود..وأرسل الى الملائكة وإلى العوالم كلها..((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْن))
لماذا رسول الله رحمة للعالمين؟

تابعونا سوف نتابع بإذن الله ..

الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	e0a667141.jpg‏  المشاهدات:	62  الحجـــم:	10.8 كيلوبايت  الرقم:	9122  

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده