بسم الله الرحمن الرحيم
الوصف الكامل لرسول الله صلى الله عليه وسلم
قبل أن نبدأ
هل تعلم كم هو مقدار ما ستجنيه
من إحالتك لهذه الرسالة بعد قراءتها
ولو لقارئ واحد من بعدك؟
– وردت (صلى الله عليه وسلم) في هذا المقال مائة وإثنا عشرة مرة، وهذا معناه،
أن الله جل وعلا سيصلي عليك بها ألفاً ومائة وعشرين مرة، وسيصلي عليك كل
ملك مثلها، ملائكة لا يعلم عددهم إلا الخالق جل شأنه عالم الغيب والشهادة.
– وردت آية من القرآن الكريم في هذا المقال بلغت عدد حروفها ثلاث وستين حرفاً،
والحرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها، وهذا يعني ستمائة وثلاثين حسنة.
– إعلم أن كل من سيصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذه الرسالة ويكون
سببها قراءة هذه الرسالة، فإن حسناتك منها وصلوات ربك وملائكته عليك في
تصاعد مستمر.
تخيل أن تنتشر هذه الرسالة من بعدك تواتراً وتصل إلى
مائة ألف مسلم على الأقل؟ فماهي غنيمتك من ذلك؟
سأجعل حساب ذلك لك
* * * * * * * * * * * * * * * *
بسم الله الرحمن الرحيم
صفة لونه:
عن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أزهر اللون،
ليس بالأدهم و لا بالأبيض الأمهق – أي لم يكن شديد البياض والبرص – يتلألأ نوراً).
صفة وجهه:
كان صلى الله عليه وسلم أسيل الوجه مسنون الخدين ولم يكن مستديراً غاية
التدوير، بل كان بين الاستدارة والإسالة هو أجمل عند كل ذي ذوق سليم.
وكان وجهه مثل الشمس والقمر في الإشراق والصفاء، مليحاً كأنما صيغ من
فضة لا أوضأ ولا أضوأ منه وكان صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه
حتى كأن وجهه قطعة قمر. قال عنه البراء بن عازب: (كان أحسن الناس
وجهًا و أحسنهم خلقاً).
صفة جبينه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيل
الجبين). الأسيل: هو المستوي. أخرجه عبد الرازق والبيهقي وابن عساكر.
وكان صلى الله عليه وسلم واسع الجبين أي ممتد الجبين طولاً وعرضاً،
والجبين هو غير الجبهة، هو ما اكتنف الجبهة من يمين وشمال، فهما جبينان،
فتكون الجبهة بين جبينين. وسعة الجبين محمودة عند كل ذي ذوق سليم. وقد
صفه ابن أبي خيثمة فقال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلى الجبين،
إذا طلع جبينه
بين الشعر أو طلع من فلق الشعر أو عند الليل أو طلع بوجهه على الناس،
تراءى جبينه كأنه السراج المتوقد يتلألأ).
صفة حاجبيه:
كان حاجباه صلى الله عليه وسلم قويان مقوسان، متصلان اتصالاً خفيفاً،
لا يرى اتصالهما إلا أن يكون مسافراً وذلك بسبب غبار السفر.
صفة عينيه:
كان صلى الله عليه وسلم مشرب العينين بحمرة، وقوله مشرب العين بحمرة:
هي عروق حمر رقاق وهي من علاماته صلى الله عليه وسلم التي في الكتب
السالفة. وكانت عيناه واسعتين جميلتين، شديدتي سواد الحدقة، ذات أهداب طويلة
– أي رموش العينين – ناصعتي البياض وكان صلى الله عليه وسلم أشكل العينين
. قال القسطلاني في المواهب: الشكلة بضم الشين هي الحمرة تكون في
بياض العين وهو محبوب محمود. وقال الزرقاني: قال الحافظ العراقي:
هي إحدى علامات نبوته صلى الله عليه وسلم، ولما سافر مع ميسرة إلى
الشام سأل عنه الراهب ميسرة فقال: في عينيه حمرة؟ فقال: ما تفارقه،
قال الراهب: هو شرح المواهب. وكان صلى الله عليه وسلم
(إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين وليس بأكحل)
رواه الترمذي. وعن عائشة رضي الله عنها قالت:
(كانت عيناه صلى الله عليه وسلم نجلاوان أدعجهما –
والعين النجلاء الواسعة الحسنة والدعج: شدة سواد الحدقة،
ولا يكون الدعج في شيء إلا في سواد الحدقة –
وكان أهدب الأشفار حتى تكاد تلتبس من كثرتها).
أخرجه البيهقي في الدلائل وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق.
صفة أنفه:
يحسبه من لم يتأمله صلى الله عليه وسلم أشماً ولم يكن أشماً وكان مستقيماً،
أقنى أي طويلاً في وسطه بعض ارتفاع، مع دقة أرنبته والأرنبة هي ما لان من الأنف.
صفة خديه:
كان صلى الله عليه وسلم صلب الخدين. وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره
حتى يرى بياض خده). أخرجه ابن ماجه وقال مقبل الوادي: هذا حديث صحيح.
صفة فمه وأسنانه:
قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
أشنب مفلج الأسنان). الأشنب: هو الذي في أسنانه رقة وتحدد. أخرجه
الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل وابن سعد في الطبقات
والبغوي في شرح السنة. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضليع الفم (أي واسع الفم) جميله،
وكان من أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم.
وكان صلى الله عليه وسلم وسيماً أشنب – أبيض الأسنان مفلج أي متفرق الأسنان،
بعيد ما بين الثنايا والرباعيات- أفلج الثنيتين – الثنايا جمع ثنية بالتشديد
وهي الأسنان الأربع التي في مقدم الفم، ثنتان من فوق وثنتان من تحت،
والفلج هو تباعد بين الأسنان – إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه،
– النور المرئي يحتمل أن يكون حسياً كما يحتمل أن يكون معنوياً فيكون
المقصود من التشبيه ما يخرج من بين ثناياه من أحاديثه الشريفة
وكلامه الجامع لأنواع الفصاحة والهداية).
صفة ريقه:
لقد أعطى الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم خصائص
كثيرة لريقه الشريف ومن ذلك أن ريقه صلى الله عليه وسلم فيه
شفاء للعليل، ورواء للغليل وغذاء وقوة وبركة ونماء، فكم داوى
صلى الله عليه وسلم بريقه الشريف من مريض فبرىء من ساعته بإذن الله.
فقد جاء في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال:
(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح
الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله،
فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكلهم يرجو أن يعطاها ، فقال صلى الله عليه وسلم:
أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه.
قال: فأرسلوا إليه. فأتي به وفي رواية مسلم: قال سلمة:
فأرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي،
فجئت به أقوده أرمد فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه،
فبرىء كأنه لم يكن به وجع). وروى الطبراني وأبو نعيم أن عميرة
بنت مسعود الأنصارية وأخواتها دخلن على النبي صلى الله عليه وسلم يبايعنه
، وهن خمس، فوجدنه يأكل قديداً (لحم مجفف)، فمضغ لهن قديدة،
قالت عميرة: ثم ناولني القديدة فقسمتها بينهن، فمضغت كل واحدة قطعة
فلقين الله تعالى وما وجد لأفواههن خلوف، أي تغير رائحة فم. ومما يروى
في عجائب غزوة أحد، ما أصاب قتادة رضي الله عنه بسهم في
عينه قد فقأتها له، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تدلت عينه،
فأخذها صلى الله عليه وسلم بيده وأعادها ثم تفل بها ومسح عليها وقال
(قم معافى بإذن الله) فعادت أبصر من أختها، فقال الشاعر
(اللهم صل على من سمى ونمى ورد عين قتادة بعد العمى).
صفة لحيته:
(كان رسول الله صلى الله عليه حسن اللحية)، أخرجه أحمد وصححه أحمد شاكر.
وقالت عائشة رضي الله عنها: (كان صلى الله عليه وسلم كث اللحية، – والكث:
الكثير منابت الشعر الملتفها – وكانت عنفقته بارزة، وحولها كبياض اللؤلؤ،
في أسفل عنفقته شعر منقاد حتى يقع انقيادها على شعر اللحية حتى
يكون كأنه منها)، أخرجه أبو نعيم والبيهقي في دلائل النبوة وابن عساكر
في تهذيب تاريخ دمشق وابن أبي خيثمة في تاريخه. وعن عبد الله
بن بسر رضي الله عنه قال: (كان في عنفقة رسول الله صلى الله عليه
وسلم شعرات بيض). أخرجه البخاري. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه:
(لم يختضب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان البياض في عنفقته).
أخرجه مسلم. (وكان صلى الله عليه وسلم أسود كث اللحية،
بمقدار قبضة اليد، يحسنها ويطيبها، أي يضع عليها الطيب.
وكان صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته ويكثر
القناع كأن ثوبه ثوب زيات). أخرجه الترمذي في الشمائل والبغوي
في شرح السنة. وكان من هديه صلى الله عليه وسلم حف الشارب وإعفاء اللحية.
صفة رأسه:
كان النبي صلى الله عليه وسلم ذا رأس ضخم.
صفة شعره:
كان صلى الله عليه وسلم شديد السواد رجلاً، أي ليس مسترسلاً كشعر
الروم ولا جعداً كشعر السودان وإنما هو على هيئة المتمشط، يصل إلى
أنصاف أذنيه حيناً ويرسله أحياناً فيصل إلى شحمة أذنيه أو بين أذنيه وعاتقه،
وغاية طوله أن يضرب منكبيه إذا طال زمان إرساله بعد الحلق،
وبهذا يجمع بين الروايات الواردة في هذا الشأن، حيث أخبر كل واحدٍ
من الرواة عما رآه في حين من الأحيان. قال الإمام النووي:
(هذا، ولم يحلق النبي صلى الله عليه وسلم رأسه (أي بالكلية)
في سني الهجرة إلا عام الحديبية ثم عام عمرة القضاء ثم عام حجة الوداع).
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير شعر الرأس راجله)،
أخرجه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح.
ولم يكن في رأس النبي صلى الله عليه وسلم شيب إلا شعيرات في مفرق رأسه،
فقد أخبر ابن سعيد أنه ما كان في لحية النبي صلى الله عليه وسلم ورأسه إلا سبع عشرة شعرة بيضاء وفي بعض الأحاديث ما يفيد أن شيبه لا يزيد على عشرة شعرات
وكان صلى الله عليه وسلم إذا ادهن واراهن الدهن، أي أخفاهن،
وكان يدهن بالطيب والحناء. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
(كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه،
وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم وكان المشركون يفرقون رؤوسهم،
فسدل النبي صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد)،
أخرجه البخاري ومسلم. وكان رجل الشعر حسناً ليس بالسبط ولا الجعد القطط
، كما إذا مشطه بالمشط كأنه حبك الرمل، أو كأنه المتون التي تكون
في الغدر إذا سفتها الرياح، فإذا مكث لم يرجل أخذ بعضه بعضاً،
وتحلق حتى يكون متحلقاً كالخواتم، لما كان أول مرة سدل ناصيته بين
عينيه كما تسدل نواصي الخيل جاءه جبريل عليه السلام بالفرق ففرق.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كنت إذا أردت أن أفرق رأس
رسول الله صلى الله عليه وسلم صدعت الفرق من نافوخه
وأرسل ناصيته بين عينيه). أخرجه أبو داود وابن ماجه.
وكان صلى الله عليه وسلم يسدل شعره، أي يرسله ثم ترك ذلك
وصار يفرقه، فكان الفرق مستحباً، وهو آخر الأمرين منه صلى الله عليه وسلم.
وفرق شعر الرأس هو قسمته في المفرق وهو وسط الرأس. وكان يبدأ في
ترجيل شعره من الجهة اليمنى، فكان يفرق رأسه ثم يمشط الشق الأيمن
ثم الشق الأيسر. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يترجل غباً، أي
يمشط شعره ويتعهده من وقت إلى آخر. وعن عائشة رضي الله عنها قالت
: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في طهوره،
أي الابتداء باليمين، إذا تطهر وفي ترجله إذا ترجل وفي انتعاله إذا انتعل).
أخرجه البخاري.
يتبع
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره..
إخوة الإسلام.. ولا تزال تتأجج مشاعر المسلمين هذه الأيام في مغرب العالم ومشرقه مدافعة عن حياض النبي صلى الله عليه وسلم حيث الإهانة والسخرية والسب من قبل أقوام لا خلاق لهم، وينتفض المؤمنون رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً، معبّرين عن صدق محبتهم لمحمد صلى الله عليه وسلم، وصدق الانتماء لدينه ورسالته. ولا غرابة في ذلك؛ فدون محمد صلى الله عليه وسلم ترخص الأرواح وتبذل المهج والأوقات.
محمد صلى الله عليه وسلم رفع الله شأنه وأعلى ذكره وختم بالمرسلين شريعته، وبسط في العالمين نوره ورحمته.
إنه السراج المنير، والرحمة المهداة، والقدوة والأسوة، أعطاه الله اسمين من أسمائه { بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } [التوبة:128]، وقدمه في إمامة الأنبياء، وجعل رسالته حية في قلوب العالمين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
محمد رسول الله أحبه المؤمنون، وأنصفه العقلاء، وشهد على صدقه وعدله البر والفاجر، واشترك في ميراثه العرب والعجم، والأحمر والأسود، والذكر والأنثى، والغني والفقير، والقاصي والداني.
ومن حماقات هذه العصر، ومن مأفون تصرفات السفهاء، وإذكاءً لروح العدوان والصدام… تصدر من الدانمرك ومن وراءها الاتحاد الأوربي أصواتٌ منكَرَة، ورسومٌ ساخرة، تستهدف الإسلام والمسلمين، وتسخر بنبي الرحمة والملحمة.
ما دوافع هذه الحملة ومن وراءها؟
أهي مجرد حقد دفين على الاسلام والمسلمين؟
أم هي مع الحقد متاجرة رخيصة بحرية الرأي المزعومة؟
أتجرأ دولة صغيرة كالدنمارك على هذه الجريمة النكراء؟ أم ثمة ضمانات وتحالفات من دول كبرى؟
وهذه الحملة الظالمة والهجوم الخاسر ليست وليدة اليوم وليست قصراً على مكان دون أخر، ولا على شعب أو ديانة دون أخرى. ودعونا نستدعى التاريخ فهو شاهد على حلقات هذا العداء، وكاشف لنتائج المعركة… وهي بلا شك لصالح الحق ولأهل الحق.
حين بعث محمد صلى الله عليه وسلم وأعلن دعوته ناصبته قريشٌ العداء، وتجهموه وأذوه وسخروه منه ومما نزل عليه، وقال قائلهم: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } [فصلت:36]. وقريش في داخلها تؤمن بصدق محمد وصدق القرآن؛ فمحمد الأمين عندهم والقرآن يتحداهم… ولكن قريشاً آثرت هذا الأسلوب للصد والإعراض، وحتى لا ينكشف ضعفهم وباطلهم، ولذا نقل ابن إسحاق عن قريش قولهم -معترفين-: فإنكم إن ناظرتموه أو خاصمتموه غلبكم.
واليوم يتكرر الأسلوب ويتخوّف الأعداء من مدّ الإسلام، ومن أثر محمد صلى الله عليه وسلم على المسلمين وغيرهم، فلا يجدون وسيلة إلا التنفير والسخرية والسب والانتقاص.
ولكن وكما خابت قريش وخسرت بالأمس فسيخسر أمثالها اليوم… أجل، إن حملة الأمس الظالمة من قريش الكافرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم -التي سوّل حمق القوم أن ينشروها في اجتماعات العرب وأسواقهم ومناسباتهم-، عادت بمردود إيجابي على محمد صلى الله عليه وسلم ودعوته.. وصدر العرب ـوهم من جهات شتى- وقد سمعوا عن محمد صلى الله عليه وسلم ودعوته، وعادت هذه القضية مثاراً للحديث في مجالسهم ومع أقوامهم، فعرف محمداً والإسلام من لم يكن يعرفه من قبل.
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت *** أتــاح لهـا لســان حـســـود
وأدركت قريش أو لم تدرك أنها صنعت للنبي صلى الله عليه وسلم والإسلام دعايةً مجانية..
واليوم يشكّل حمق الأوربيين ومن وراءهم دعاية مجانية لمحمد صلى الله عليه وسلم ورسالته، فيَعْرِف محمداً من لم يكن يعرفه من قبل، وتتساءل مجموعات كبرى من البشر عن دين محمدٍ ما هو؟
{ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً } [النساء:19].
وثمة معلم آخر في سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وتعداد ونوعية الساخرين به؛ فلم يكونوا أفراداً فقط بل وجماعاتٍ، ولم يقتصر الأمر على مكة، بل شمل المدينة، بل تجاوز العرب إلى العجم.. ويمكن القول أن كفار مكة والمنافقين في المدينة، ومن قبل شياطينهم من اليهود، وكسرى دولة فارس… كل هؤلاء حلقات في سلسلة العدوان والسخرية.. إنها جماعاتٌ وأفراد، ودياناتٌ ومنظمات سرية، ودول كبرى…
ومع ذلك يشهد التاريخ أن هؤلاء وأولئك تحطّموا وفشلوا، وتمزّق ملكُهم؛ فقريش أسلمت القياد، ودخل من دخل منهم في الإسلام، ومن لم يكتب الله له الخير أخزاه الله وكان عبرة للمعتبرين. واليهود حوصروا وطوردوا وقتلوا. والمنافقون فشلوا وفُضِحُوا وخابت مساعيهم.
إن المتأمل في عالم الأمس واليوم يرى هذه الفئات والمجاميع تتكرر في عدوانها وسخريتها فيهود اليوم حين يسخرون بالإسلام والمسلمين لهم سلف سفهاء قالوا عن المسلمين { مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا } [البقرة:142]، { وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ . َولاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [آل عمران:172-173].
ونصارى اليوم لهم سلف بالسخرية بالنصراني الذي سخر بالنبي صلى الله عليه وسلم، وافترى عليه في حياته حين قال "ما يدري محمد إلا ما كتبت له"، فأماته الله وفضحه على رؤؤس الأشهاد حين لفظه القبر مراراً حتى تُرِكَ منبوذاً.
قال ابن تيمية: "إن الله منتقم لرسوله صلى الله عليه وسلم ممن طعن عليه وسبّه، ومظهر لدينه ولكذب الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد". (الصارم المسلول، ص 233).
ومنافقوا اليوم لهم حدب على السخرية بالإسلام ونبي الإسلام من وراء وراء، ولتعرفنهم بسيماهم أو بلحن قولهم… ومن قبل قال أسيادهم: { لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ } [المنافقون:8].
لقد مردوا على النفاق، وضيقوا الحصار على المسلمين وقالوا: { لا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا } [المنافقون:7].
ولئن مزّق الله ملك كسرى حين سخر بالنبي صلى الله عليه وسلم ومزّق رسالته، فهو قادر على تمزيق كل مملكة تتطاول على مقام النبوة وتسخر بسيد المرسلين.
إخوة الإسلام.. ويعلمنا القرآن ويشهد التاريخ أن الله كفى نبيه كيد الكائدين وسخرية المستهزئين، وعصم نبيه وأظهر دينه على الدين كله. وإذا كان واقع الحال يشهد على ذلك فشهادة القرآن برهان صدق؛ والله يقول: { إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ } [الحجر:95]، ويقول: { وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } [المائدة:67]. بل يتوعد الله من ينال محمداً بسوء، ويعتدي عليه بالأذى بالعقوبة واللعنة في الدنيا والآخرة ويقول: { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً } [التوبة:61].
عباد الله.. وفي مسلسل حلقات السب والشتم والسخرية والاستهزاء بمحمد صلى الله عليه وسلم، دونكم هذه الحادثة فتأملوها، وتاريخها يعود إلى نهاية القرن السابع الهجري، وتحديداً في سنة ثلاث وتسعين وستمائة -وعنها قال الحافظ ابن كثير (واقعة عساف النصراني)- وعنها قال: كان هذا الرجل من أهل السويداء(مكان في الشام) قد شهد عليه جماعة أنه سبّ النبي صلى الله علية وسلم، وقد استجار عساف هذا بابن أحمد بن حجي أمير آل علي، فاجتمع الشيخ تقي الدين ابن تيمية والشيخ زين الدين الفارقي -شيخ دار الحديث- فدخلا على الأمير عز الدين أيبك الحموي نائب السلطنة، فكلّماه في أمره فأجابهما إلى ذلك وأرسل ليحضره، فخرجا من عنده ومعهما خلقً كثير من الناس، فرأى الناس عسافاً حين قدم ومعه رجل من العرب فسبّوه وشتموه، فقال ذلك الرجل البدوي: "هو خير منكم -يعني النصراني- فرجمهما الناس بالحجارة، وأصابت عسافاً ووقعت خبطة قوية، فأرسل النائب فطلب الشيخين (ابن تيمية والفارقي) فضربهما بين يديه، ورسم عليهما في العذراوية، وقدم النصراني فأسلم، وعقد مجلس بسببه، وأثبت بينه وبين الشهود عداوة، فحقن دمه، ثم استدعي بالشيخين فأرضاهما وأطلقهما. ولحق النصراني بعد ذلك ببلاد الحجاز فاتفق قتله قريباً من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قتله ابن أخيه هناك". وصنف الشيخ تقي الدين ابن تيمية في هذه الواقعة كتابه (الصارم المسلول على ساب الرسول) (13/318 البداية والنهاية).
أرأيتم معاشر المسلمين كيف يحيق المكر السيئ بأهله، وكيف ينتقم الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، وكيف يحتسب المسلمون وفي مقدمتهم العلماء على أهل الزيغ والظلال والمستهزئين والساخرين؟؟ إن في ذلك لعبرة..
وإذا انتصر شيخ الإسلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم بتأليف هذا الكتاب العظيم، فهل يا ترى يقرأه المسلمون ليعرفوا مقام النبوة وعظمة الرسول، وكيف يرد على المستهزئين والمتطاولين؟ وهل تؤكد هذه الأحداث المعاصرة ضرورة معرفة حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم والالتزام بها؟
عباد الله.. وأمر آخر يسرّ ويفرح ويدعو للفأل وترقب النصر، فشدة الهجمة على الإسلام مؤشر إلى قوته والتخوف منه، والتطاول على مقام النبوة والسخرية بالنبي معجّل للنصر. ويحكي شيخ الإسلام عمن سبق من أهل الفقه والخبرة قولهم: "كنا نحصر الحصن أو المدينة الشهرَ أو أكثر من الشهر، وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس منه، حتى إذا تعرض أهله لسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والوقيعة في عرضه تعجّلنا فتحه وتيسر، ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك ثم يفتح المكان عنوة ، ويكون فيه ملحمةٌ عظيمة، قالوا : حتى إن كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه". (الصارم المسلول، ص 233، 234).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ . فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } [التوبة:128-129].
عباد الله.. والمسلمون لا تزيدهم هذه الحملات الظالمة إلا تمسّكاً بهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وثباتاً على الحق، وهم إن دافعو أو ردّوا العدوان، فهم إنما يدافعون عن أنفسهم ودينهم، ويتعبدون بذلك لخالقهم، لأنهم إن تولوا استبدل الله بهم قوماً غيرهم ثم لا يكونوا أمثالهم.
نعم، إن محمداً صلى الله عليه وسلم في عصمة الله ويكفيه دفاع الله عنه، ودينه سيظهر على الدين كله، ذلك وعد غير مكذوب.
لكن السؤال: ما واجبنا نحن المسلمين تجاه هذه الحملات الساخرة؟
حين يُسَبُّ الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصمت إلا أهل الريب ومن في قلوبهم مرض، وخابت أٌقلام تتوارى حين يكون الدفاع عن الإسلام وعن رسول الإسلام، ولا بارك الله بألسنة تتحدث عن كل شي إلا عن الإسلام وقضايا المسلمين، حين تكون السخرية برسول الله صلى الله عليه وسلم تَشكر وتَعجب، تشكر هذه الغيرة والعاطفة الإيمانية، وتعجب إن كان أصحابها لا يلتزمون بهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في ذواتهم وفي كل حين، إن الانتصار لمحمد صلى الله عليه وسلم يعني أو ما يعني السير على خطاه والاقتداء بهديه بالمظهر والمخبر، ولا ينبغي أن يكون الانتصار عاطفة تفرغ وكفى.
ألا وإن كثرة الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب من أساليب الاستنكار لهذه الحملة الظالمة، حين يسب محمد صلى الله عليه وسلم يجدر بالآباء أن يعلموا أبنائهم وبناتهم ما جهلوا من سيرته وهَدْيِه، ويجدر بالمعلمين والمعلمات أن يدعو الطلبة والطالبات للتعرف أكثر على سيرته والالتزام بهدية وسنته، وأعمق من ذلك أن تضمن السيرة النبوية بالمناهج الدراسية من المراحل الأولى وحتى الجامعية.
حين يُسَبُّ الرسول صلى الله عليه وسلم، يجدر بوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية أن تعنى بهذه السيرة العطرة، وأن تعرف أكثر بهذا النبي المختار، حين يسخر بالنبي صلى الله عليه وسلم خليق بالهيئات والمنظمات الإسلامية، والمجامع والندوات والجمعيات والمؤسسات الإسلامية أن تستنكر وتشجب، وتزيد في رسم برامج مستقبلية تُعرف بالإسلام وبنبيه، وتكشف عن زيغ الزائغين، وترد على المنتحلين، حين يسب الرسول صلى الله عليه وسلم حق على الدول الإسلامية أن تسحب سفرائها من البلاد التي تجرأت على هذه الجريمة النكراء، وتحية لبلادنا السعودية حين سحبت سفيرها في الدانمارك، ونأمل أن تحذو الدول العربية والإسلامية حذوها.
حين يُسْخَر بالرسول صلى الله عليه وسلم، حقٌ على كل شعرة في جلد مسلم أن تقف استنكاراً وإجلالاً للنبي صلى الله عليه وسلم، وحق على كل مسلم ومسلمة أن يري الله من نفسه خيراً تجاه تحقيق المحبة الصادقة للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
حين يُسب الرسول، خليق بالمسلمين أن يقاطعوا منتجات البلد الساخر ويحاصروهم في اقتصادهم، وخوف أؤلئك من تراجع اقتصادهم لم يعد سراً، وحين يعتدى على جناب النبوة، ويُسخر بالنبي فخليق بالموسرين أن يطبعوا سيرته بعدة لغات لتصل إلى العالم كله، فيعرف أخلاق محمدٍ صلى الله عليه وسلم وهديه ورحمته وعظيم رسالته من لم يكن يعرفها من قبل، وهل تعلم أنه يوجد دور ومؤسسات للنشر تعنى بطباعة الكتب الاسلامية وترجمتها في العالم وتوزيعها في العالم وهي تنتظر دعمكم وتشجيعكم.
حين يقع السبُّ والاستهزاءُ بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، حقٌ على أهل العلم والدعوة أن ينشروا سنّته ويدعوا إلى أخلاقه وينشروا في العالمِ رسالته.
حين يُسَبّ الرسول ويُسخر بالنبي، فذلك قمّة التطرف ودعوة للصدام، وانهيار للقيم وحين يصدر ذلك من دول تدعي الحرية وتتشبث بالديمقراطية فذلك متاجرة بحرية الرأي، وامتهان لمسؤولية الكلمة، وأسلوب للإقصاء، ونموذج للتعصب، وتعبير عن عدم الاعتبار للآخرين.
إنه الإفلاسُ في القيم، والشعورُ بخطر الآخر، واستهلاك للقوة في غير مكانها..
إننا نستطيع -أهل الإسلام- أن نحول هذه الأزمة إلى فرصة، وهذه المحنة إلى منحة؛ إن نحن تعاملنا مع الحدث بوعي وإيجابية وعمق ومتابعة وإرادة فاعلة وتخطيط سليم.
إن هذه النوازل فرصة لجمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم، فالعدو يحاصرهم في أغلى ما يملكون، ويشهر سلاحهم عليهم في وضح النهار.
وهذه النوازل موقضات للأمة لتستفيق من رقدتها فيعود الشاردون ويستغفر المذنبون ويستفيق النائمون على ضربات الأعداء المتتالية، وماذا بعد سب الرسول وتدنيس القرآن والسخرية بالإسلام والاستهانة بالمسلمين؟؟!
إن أمتنا ولود، وديننا يأبى الذوبان، وشريعتنا رحمة للعالمين، والعالم على شفا جرف هار، ولا منقذ إلا وحي السماء، ولا يؤتمن على الحضارة إلا من يستمسكون بهدي المرسلين.
لقد سبب تخلف المسلمين عن الريادة أن عم الكون الظلم والظلمات، وانتشر الباطل وكثر المبطلون، وشكا الحجر والشجر فضلاً عن بني الإنسان… فأين المسلمون؟
دماء تنزف هنا وهناك وجراحات تتكرر، هتك للحجب، وعدوان على الأنفس والأموال، ضحايا بريئة، وحصار ظالم، وتهم تُكال، وإرجاف في الأرض… وليس بعد الظلمة إلا النور، ولا بديل للشقاء والنكد إلا السعادة والأمن، والإسلام هو الحل، وعلى المسلمين أن يغيروا ما بأنفسهم ليغير الله ما بهم والنصر قادم والفرج أزف.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
{ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ . بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ } [الروم:4-5].
صلى الله عليه و سلم
يا حبيبي يا رسول الله …
يا حبيب الله و الخلق
يا حبيبي يا رسول الله…
يا شفيعي يوم العرض
ياحبيبي يا رسول الله …
يا معلمي من غير درس
يا حبيبي يا رسول الله …
يا نوري من كل ظلـــــم
يا حبيبي يا رسول الله …
يا مُنايا في كل وقــــت
يا حبيبي يا رسول الله …
برحمتك نهتدي
يا حبيبي يا رسول الله …
بأخلاقك نقتدي
يا حبيبي يا رسول الله …
بأرواحنا نفتدي
يا حبيبي يا رسول الله …
بأسلامنا نفتخر
يا حبيبي يا رسول الله …
ندعو و نبتهل
يا حبيبي يا رسول الله …
نعمل و نجتهد
يا حبيبي يا رسول الله …
نخلص و نتكل
يا حبيبي يا رسول الله …
نُبتلى و نشكره
السلام عليكم ,,
هل أدلك على ثلاث آيات تقرأها في دقائق معدودة تجعل سبعين ألف ملك يصلون عليك ؟! ليس هذا فقط ,, بل إن مت في يومك هذا مت شهيداًً ..
عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من قال حين يصبح
ثلاث مرات "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم" وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة
الحشر،وكَّلَ اللهُ سبعين ألف مَلَكٍ يصلّون عليه حتى يمسي،وإن مات في ذلك اليوم مات
شهيداً، ومن قالها حين ُيمسي كان بتلك المنزلة » أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن غريب.
ردد معي :
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
//
(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا
هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ *
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
هذا المنبر الشامخ..وهذا المسجد الطيب المبارك ..
وهذه الروضة الشريفة ..
أتعرفُ من كان إمامه وخطيبه؟؟؟
نعم أنه مسجد حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
ذالك القلب الرحيم .. والخلق الرفيع .. والرحمة المهداة.. والنور الذي أخرج الله
به الناس من الظلمات إلى النور .. وبعد هذا كله يأتي حثالة من الناس
فيرسموا مارسموا شلت أيديهم ..
أن أقل مانقدمه لنصرة حبيبنا صلى الله عليه وسلم هو
أن نقتدي بهديه وسنته.. ونكثر من الصلاة والسلام عليه ..
همسه أهمسها في أذن الجميع
لنعاهد أنفسنا جميعاً أن نتمسك بسنة من سنن نبينا
عليه الصلاة والسلام لعل الذي يرانا ويطلع على قلوبنا
يرى منا صدقاًً فيكتبنا ممن نصر
النبي صلى الله عليه وسلم بتمسكنا
بسنةٍ من سننه عليه الصلاة والسلام ..
وليرى العالم أجمع
أنا نحب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
ونقتدي به ونستن بسنته ونفديه بأرواحنا
وأنفسنا وأموالنا وأولادنا وأغلى مالدينا ..
صلى الله عليه وسلم..
رســـول الله يا علم الرجال
رســـول الله يا علم الرجال
ويــا بطلا بســـاحات الـقـتال
ويا بشرى أتت للناس رحمة
ويــا نـورا تـضاء بـه الليالي
اله الـكون قـد أعطاك علـما
وحـلما ثـم صـدقا فـي الـمقال
رســول الله أنت حبيب قلبي
فـديـتـك يــا حـبيبي كل غال
فـديتك ان طلبت الروح مني
فــديتك ان بــمالي أو عـيالي
عـلـيك صـلاة ربـي كـل آن
فجودوا بالصلاة على التوالي
فـإن رســـولنا خـير البـرايا
وإن مـحـمـدا فـوق المــعالـي
اللهم صلي على سيدنا محمد
شعر: خالد عبد الجليل باكير
اتمنى ما تنسون الردود
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
إنه الصحابي الجليل أبو حذيفة بن عتبة -رضي الله عنه-، ابن عتبة بن ربيعة
شيخ قريش، وأخته هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان، كان من السابقين إلى الإسلام، فقد أسلم قبل دخول المسلمين دار الأرقم بن أبي الأرقم، وهاجر مع امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو إلى أرض الحبشة، وولدت له هناك ابنه محمد بن أبي حذيفة، ثم قدم على الرسول ( في مكة، فأقام بها حتى هاجر إلى المدينة، وشهد المشاهد والغزوات كلها مع النبي (.
وفي غزوة بدر، كان أبو حذيفة يقاتل في صفوف المسلمين، بينما أبوه عتبة وأخوه الوليد وعمه شيبة يقفون في صفوف المشركين، فطلب أبو حذيفة من أبيه الكافر عتبة بن شيبة أن يبارزه، فقالت أخته: هند بنت عتبة شعرًا، جعلته يصرف النظر عن مبارزة أبيه، وبعد انتهاء غزوة بدر، أمر النبي ( بسحب القتلى المشركين؛ لتطرح جثثهم في البئر، ثم وقف على حافة البئر، وخاطب المشركين، وقال: (يا أهل القليب، هل وجدتم ما وعد ربكم حقًّا فإني قد وجدت ما وعدني ربى حقًّا؟) فقالوا: يا رسول الله، تكلم قومًا موتي؟ قال: (والذي نفسي بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون الجواب).
ورأى أبو حذيفة أباه يسحب ليرمي في البئر، فتغير لونه، وأصابه الحزن، وعرف النبي ( ذلك في وجهه، فقال له: (كأنك كاره لما رأيت) فقال: يا رسول الله، إن أبي كان رجلاً سيدًا، فرجوت أن يهديه ربه إلى الإسلام، فلما وقع الموقع الذي وقع أحزنني ذلك، فدعا رسول الله ( له بخير. [ابن جرير].
وكان أبو حذيفة يتمنى أن يستشهد في سبيل الله، فظل يجاهد حتى توفي الرسول (، وفي عهد الخليفة أبي بكر -رضي الله عنه-، كان أبو حذيفة في أول صفوف الجيش الإسلامي المتجه إلى اليمامة لقتال مسيلمة الكذاب، وتحقق لأبي حذيفة ما كان يتمناه من الشهادة في سبيل الله فوقع شهيدًا، وعلى وجهه ابتسامة لما رأى من منزلته عند ربه.