التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

تشريع الجهاد في المدينة السنة النبوية

شرع الجهاد لأول مرة في العهد المدني ، وقبل ذلك كان المسلمون مأمورين بعدم استعمال القوة في مواجهة المشركين وأذاهم، فكان الشعار المعلن { كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة } (النساء :77) . فقد كانت الدعوة في المرحلة المكية جديدة مثل النبتة الصغيرة تحتاج إلى الماء والغذاء والوقت لترسخ جذورها وتقوى على مواجهة العواصف ، فلو واجهت الدعوة آنذاك المشركين بحد السيف فإنهم يجتثونها ويقضون عليها من أول الأمر ، فكانت الحكمة تقتضي أن يصبر المسلمون على أذى المشركين ، وأن يتجهوا إلى تربية أنفسهم ونشر دعوتهم.

فلما قامت للإسلام دولة في المدينة، شرع الله الجهاد دفاعاً عن النفس فقط في أول الأمر: { أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير} (الحج:39) . { وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين } (البقرة:190) ثم أذن بمبادرة العدو للتمكين للعقيدة من الانتشار دون عقبات، ولصرف الفتنة عن الناس ليتمكنوا من اختيار الدين الحق بإرادتهم الحرة { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله } (البقرة:193) .

وقد التزم المقاتلون المسلمون بضوابط الحق والعدل والرحمة، فسجل التاريخ لهم انضباطهم الدقيق، حيث لم ترد أية إشارة إلى القيام بمجازر، أو سلب الأموال، أو الاعتداء على الأعراض في المناطق المفتوحة مما يقع عادة في الحروب المدنية خلال مراحل التأريخ المختلفة . وقبل ذلك كله لم تفرض العقيدة الإسلامية بالقوة على سكان المناطق المفتوحة ، بل سمح لأهل الكتاب بالمحافظة على أديانهم الأخرى ، ولا زالوا يعيشون بأديانهم حتى الوقت الحاضر بسبب السماحة الدينية.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين للمسلمين ضرورة اقتران النية بالجهاد ، وأن لا يكون الدافع إلى القتال الحصول على الغنائم، أو الرغبة في الشهرة والمجد الشخصي، أو الوطني، فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياءً، أي ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) رواه مسلم .

بل لا بد من إخلاص النية لله بأن لا يقترن القصد من الجهاد بأي غرض دنيوي لأن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا له وابتغي به وجهه .

وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تضمَّن الله لمن خرج في سبيله ، لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي ، وإيماناً بي ، وتصديقاً برسلي ، فهو عليَّ ضامن أن أدخله الجنة ، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة ، والذي نفس محمد بيده ما من كلم ـ جرح ـ يكلم في سبيل الله إلا ما جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم ، لونه لون دم ، وريحه مسك ، والذي نفس محمد بيده ، ! لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبداً ، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ، ولا يجدون سعة ، ويشق عليهم أن يتخلفوا عني ، والذي نفس محمد بيده ! لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ، ثم أغزو فأقتل ، ثم أغزو فأقتل ) رواه مسلم .

ومن الصعب تقديم النماذج الكثيرة التي توضح أثر هذه التوجيهات النبوية على نفسية المقاتل المسلم ، ولكن يمكن اختيار نموذجين لمقاتلين من عامة الجند ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين أثناء القتال في غزوة أحد : ( قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض ، فسمعه عمير بن الحمام الأنصاري فقال : يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض !؟ قال: نعم فقال بخ بخ ـ كلمة تقال لتعظيم الأمر في الخير ـ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يحملك على قولك بخ بخ ؟ قال : لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن كون من أهلها . قال : فإنك من أهلها . فأخرج تمرات من قرنه ، فجعل يأكل منهن ، ثم قال : لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة ، قال : فرمي بما كان معه من التمر وقاتلهم حتى قتل ) رواه مسلم .
فهذا النموذج الأول.

وأما الثاني : فقد صح أن أعرابياً شهد فتح خبير، أراد النبي صلى الله عليه وسلم أثناء المعركة أن يقسم له قسماً وكان غائبا ، فلما حضر أعطوه ما قسم له ، فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما على هذا اتبعتك ، ولكني اتبعتك على أرمي هاهنا ـ وأشار إلى حلقه ـ بسهم فأدخل الجنة . قال: ( إن تصدق الله يصدقك ) قال : فلبثوا قليلا ، ثم نهضوا في قتال العدو فأتي به يحمل قد أصابه سهم حيث أشار، فكفنه النبي صلى الله عليه وسلم بجبته ، وصلى الله عليه ودعا له ، فكان مما قال: ( اللهم هذا عبدك خرج مهاجراً في سبيلك فقتل شهيدا ، وأنا عليه شهيد ) مصنف عبد الرازق
فهذه الرواية شاهد قوي على ما يبلغه الإيمان من نفس أعرابي ألف حياة الغزوة والسلب والنهب في الجاهلية فإذا به لا يقبل ثمنا لجهاده إلا الجنة ، فكيف يبلغ الإيمان إذاً من نفوس الصفوة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! .

أقسام الجهاد
يكون الجهاد بالكلمة ، وبالمال ، وبالنفس ، وفيما يلي تعريف بكل قسم من هذه الأقسام :

الجهاد بالكلمة
إن المقصود بالجهاد بالكلمة هو الدعوة إلى الله تعالى ، ببيان العقيدة والشريعة وتربية الناس وفقها ، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وتوجيه النصح للحاكم، وخاصة إذا كان جائراً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر ) رواه أبو داود وقال: ( سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله ) . رواه أبو داود وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ، وذلك لأن الناس تهاب الظالم ولا تنصحه مما يؤدي إلى الطغيان والانحراف عن الاستقامة والمخالفة لدين الله ، فكان أجر من يسعى إلى تقويم الحاكم الجائر عظيماً ، لأن عودته إلى الاستقامة وطاعة الله تعالى تؤدي إلى إحياء فريضة الجهاد في المجتمع، وتهيئة الأمة روحياً وجسمياً وفكرياً لمتطلباته .

الجهاد بالمال :
حض الإسلام على الجهاد بالمال ، لما له من أثر كبير في تجهيز الجيوش بالسلاح والأدوات والتدريب ، مما يقتضي صرف الأموال الوفيرة ، وتقوم الدولة في الوقت الحاضر بهذا الواجب، فتصرف من الموارد العامة على إعداد الجيوش ، وعند الحاجة، أو نقص الموارد، فيجب على أغنياء المسلمين دعم الجهاد بأموالهم ، قال تعالى : { انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله } (التوبة:41) .
وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أفضل ؟ فقال : ( مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله ) رواه البخاري .

الجهاد بالنفس :
يحرص الإسلام على السلم ، ويدعو الناس إلى الدخول فيه ، كما يحرص على هدايتهم ، بالبيان والترغيب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ل علي رضي الله عنه . حين وجهه لقتال يهود خبير: ( لئن يهدي الله بك رجلا خبر من أن يكون لك حمر النعم ) رواه مسلم .

ولكن الإسلام يحث أيضا على القتال في سبيل الله لإعلاء كلمة الدين ، أو الدفع عن أرض المسلمين إذا هوجموا من عدوهم ، والجهاد بالنفس من فروض الكفايات إذا قام به البعض سقط عن الباقين ، إلا عندما تغزى أرض المسلمين فإنه يصبح فرض عين يقوم به كل قادر على القتال، قال تعالى {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} (الحجرات:15).

وخاتمة القول: إن الجهاد شرع في الوقت المناسب، وشرع لإقامة الحق والعدل، ونشر رسالة الإسلام وإزاحة العوائق من أمام هذه الرسالة لتصل للناس أجمعين، والله نسأله أن يرفع راية الجهاد وينصر المجاهدين في كل مكان والحمد لله رب العالمين.

موقع مقالات اسلام ويب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

عام الحزن – في الاسلام

بعد أحداث المقاطعة الاقتصادية والحصار الذي قام به المشركون ضد المسلمين، وبعد نقض تلك الصحيفة الجائرة، انطلق المسلمون من الشِعب يستأنفون نشاطهم الدعوي، بعدما قطع الإسلام في مكة قرابة عشرة أعوام مليئة بالأحداث الجسام، وما أن تنفَّس المسلمون من الشدة التي لاقوها، إذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يصاب بمصيبتين عظيمتين هما: وفاة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ، ووفاة عمه أبي طالب .

لقد كان لوفاة خديجة رضي الله عنها وقعه الشديد على النبي صلى الله عليه وسلم، فهي التي آزرته في أحرج الأوقات، وأعانته على إبلاغ رسالته، وشاركته أفراحه وأتراحه، وواسته بنفسها ومالها، ووقفت بجنبه ساعة الشدة، وظلت ربع قرن من الزمان تتحمل معه كيد الخصوم، وآلام الحصار، ومتاعب الدعوة، ولذلك كان موتها من أكبر المصائب التي مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى حزن عليها أشد الحزن وظل يذكرها بالخير طول حياته، ويبين للناس فضلها وإحسانها، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء، قالت فغِرْتُ يوماً فقلت: ما أكثر ما تذكرها، حمراء الشدق قد أبدلك الله عز وجل بها خيراً منها، قال: ما أبدلني الله عز وجل خيراً منها، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء ) رواه أحمد .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ (أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ يا رسول الله، هـذه خديجة قـد أتت، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقـرأ عليها السلام من ربها، وبشرها ببيت في الجنة من قَصَب لا صَخَبَ فيه ولا نَصَبَ‏) رواه البخاري .‏

وفي نفس العام الذي توفيت فيه خديجة رضي الله عنها توفي عمه أبو طالب ، وكان موته مصيبة أخرى أضيفت إلى المصائب والأحزان التي ألمَّت برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان أبو طالب الحصن الذي تحتمي به الدعوة الإسلامية من هجمات الكبراء والسفهاء مع بقائه على ملة قومه .

فقد ظل أبو طالب يحوط النبي صلى الله عليه وسلم ويدافع عنه، ويغضب له، ولم تستطع قريش أن تنال من النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد موت أبي طالب، فقال عليه الصلاة والسلام : (ما نالت مني قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب) .

والذي ضاعف حزن النبي صلى الله عليه وسلم أن عمه أبا طالب مات كافراً، ومع حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هدايته ودعوته للإسلام، إلا أن سنة الله في خلقه لا تتبدل { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين } (سورة القصص:56).

ولتوالي هذه الأحزان على رسول الله صلى الله عليه وسلم في عام واحد عرف ذلك العام العاشر من البعثة، عند أهل السير بعام الحزن، وقد قال بعضهم مصوراً الحال بعد وفاة خديجة رضي الله عنه، وأبي طالب :

فجاء عمك حصناً تستكن به فاختاره الموت والأعداء في الأجم
تُرمى وتُؤذى بأصناف العذاب فما رئيت في ثوب جبَّار ومنتقم
حتى على كتفيك الطاهرين رموا سلا الجزور بكف المشرك القزم
أما خديجة من أعطتك بهجتها وألبستك ثياب العطف والكرم
غدت إلى جنة الباري ورحمته وأسلمتك لجرح غير ملتئم

إنها أحداث تهز الكيان البشري، وتزلزل الأرض من تحت أقدام الضعفاء، أما من قوي إيمانه بالله ويقينه بوعده ونصره، فلا تزيده هذه الأحداث إلا تصميماً وعزماً على مواصلة الطريق، وهكذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم.

وعلى الرغم من المحنة التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم، لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يهتم بشؤون أصحابه، ويقف إلى جوارهم ويواسيهم، ففي شوال من العام نفسه تزوج النبي صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعه ، وذلك حين خشي عليها من بطش قومها بعد وفاة زوجها، وهي أول زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة رضي الله عنها.

لقد علمتنا تلك الأحداث دروساً عديدة، فمنها أن الله سبحانه وتعالى يسخر للمؤمن من يحمي دعوته، وحياته من الأذى.

ومنها أن الزوجة الصالحة والمؤمنة لها أثر في نجاح الدعوة وانتصارها، وموقف السيدة خديجة رضي الله عنها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المثل الأعلى في ذلك.أ

ومنها أن أحداث عام الحزن بما فيها من ألم ومرارة، كان لها الأثر البالغ في قلوب الأتباع، حيث غرست في قلوبهم قوة الإيمان بالله جل وعلا، والصبر على مر القضاء والقدر، والالتجاء إلى رب الأرض والسماء.

موقع مقالات اسلام ويب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

انها امرأة من أهل الجنة تمشي على الارض

[BACKGROUND="100 #000000"]




إنها إمرأة من أهل الجنة تمشى على الأرض

.
يالله فما أروع أن يُبشر رسول الله الذى لا ينطق عن الهوى إنساناً بالجنة فيعيش مطمئناً أنه حين يلاقى ربه يوم لا ينفع مال ولا بنون سيكون مأواه جنة عرضها كعرض السماوات والأرض أعدت للمتقين !! انها إحدى نساء الأنصار .. بايعت رسول الله فأوفت البيعة .. إنها من أوائل من أدرك وأقر أنه "لا اله الا الله وأن محمد رسول الله"







لقب للصحابية الجليلة ام سليم

التى اشتهرت وافتخزت بأن تكون اول امرأه يكون مهرها الأسلام









اسمها ونسبها


أم سليم اشتهرت بكنيتها واختلف في اسمها فقيل سهلة وقيل رميلة وقيل مليكة كما أنها وصفت بأوصاف كثيرة منها الغميصاء أو الرميصاء او الروميساء
وهي أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندببن عامر ابن غنم بن عدي بن النجار. الأنصارية النجارية المدنية فهي من بني النجار أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم . لأن آمنة بنت وهب من بني النجار.






زواجها قبل الاسلام


إنها صحابية جليلة قد لا يعرفها ويعرف قدرها الكثيرون على الرغم مما فى سيرتها من عبرة وقدوة .. إنها الروميساء رضى الله عنها سمعت عن سيرتها وقرأت عنها وعندما سمعت إعتبرت .. وعندما قرأت إنبهرت !!
تركت زوجها من أجل الاسلام : أسلمت الروميساء كغيرها من السابقين عندما سمعت عن دين الحق فى يثرب قبل هجرة الرسول كان من أوائل من وقف فى وجهها زوجها مالك الذي غضب وثار عندما رجع من سفره وعلم بإسلامها ولما سمع مالك بن النضر زوجته تردد بعزيمة أقوى من الصخر : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، خرج من البيت غاضبا بل خرج من المدينة كلها لأنها أصبحت أرض اسلام لا مكان لكافر مثله بها ومات بالشام ..لكن ما لفت انتباهي هو اختيار أم سليم الأنصارية الإسلام على زوجها في ذلك الوقت المبكر ينبيء عن عزيمة أكيدة، وإيمان راسخ في وقت كان الاعتماد في تدبير البيت والمعاش وغير ذلك من أمور الحياة على الرجل،
ولم تكن المرأة قبيل مجيء الإسلام تساوي شيئا، فكونها أخذت هذا القرار من الانفصال بسبب الإسلام عن زوجها الذي في نظرها يعتبر كل شيء في ذلك الوقت فيه دلالة على ما تمتاز به هذه المرأة المسلمة من الثبات على المبدأ مهما كلفها من متاعب.!!! امرٌ رائع واللهِ.








زواجها في الإسلام

أما زواجها في الإسلام فذاك هو العجب بعينه ولم يتكرر في التاريخ مثله فعن أنس رضي الله عنه قال: " خطب أبو طلحة أم سليم قبل أن يسلم فقالت: أما إني فيك لراغبة، وما مثلك يرد، ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلمة، فإن تسلم فذاك مهري، لا أسأل غيره، فأسلم وتزوجها أبو طلحة







ام سليم مع ابنها انس بن مالك في تربيته


ضحت هذه المؤمنة بحياتها الزوجية وبزوجها وإبنها .. ولدها الوحيد "أنس" من أجل دينها وثباتها على مبدأها ولم تتردد أو تتراجع !! قدمت إبنها هدية للرسول !! حينما قدم النبى صلى الله عليه وسلم المدينة كانت الأنصار ومن كان فيها من المهاجرين مشغولين باستقبال النبى صلَى الله عليه وسلم فرحين مستبشرين بمقدمه صلَى الله عليه وسلم فأقبلت الأفواج لزيارته صلَى الله عليه وسلم ، فخرجت أم سليم الأنصارية من بين هذه الجموع، ومعها إبنها أنس رضى الله عنهما فقالت : «يا رسول الله إنه لم يبقَ رجل ولا امرأةمن الأنصار إلا وقد أتحفتك بتحفة، وإنى لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابنى هذا، فخذه فليخدمك ما بدا لك» فكان ولدها هذا "أنس بن مالك" الذى إشتهر بخادم رسول الله، الذى لازم الرسول وتعلم على يده وروى عنه من الحديث الكثير !
وكانت أم سليم رضي الله عنها بفطنتها وذكائها ترمي من وراء ذلك تحقيق مقاصد شرعية عظيمة منها :
* أن خدمة النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات التي يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى فأحبت أن تنال هي وأبنها رضي الله عنهما أجرا عظيما عند الله تعالى
أن يتربى ابنها أنس في بيت النبوة ليتخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم*
* ثم أرادت أم سليم أن تقدم لابنها أفضل جائزة تقدمها والدة لولدها،
وذلك حين جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت أم سليم ومنه انه
دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سليم ، فأتته بتمر وسمن ، قال : أعيدوا سمنكم في سقائه ، وتمركم في وعائه ، فإني صائم . ثم قام إلى ناحية من البيت فصلى غير المكتوبة ، فدعا لأم سليم وأهل بيتها ، فقالت أم سليم : يا رسول الله إن لي خويصة ، قال : ما هي . قالت : خادمك أنس ، فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به ، قال : اللهم ارزقه مالا ، وولدا ، وبارك له. فإني لمن أكثر الأنصار مالا. وحدثتني ابنتي أمينة : أنه دفن لصلبي مقدم حجاج البصرة بضع وعشرون ومائة .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري – المصدر: الجامع الصحيح – الصفحة أو الرقم:

1982[/BACKGROUND]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

غزوات بين بدر وأحد – سنة النبي

معركة بدر هي أول لقاء مسلح بين المسلمين والمشركين، كان له أعظم الأثر في قوة شوكة المسلمين وعزهم وكرامتهم، كما أنه كان سبباً لحقد جهات متعددة .. إذ أصبح المشركون والمنافقون يبحثون عن أية فرصة تمكنهم من إلحاق الأذى بالمسلمين، ومن ثم أصبحت الدولة المسلمة الجديدة أمام أوضاع من التحالفات والمكر والكيد الكثير، ولكن تأييد الله تعالى ثم حكمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحسن قيادته أفشل مخططات أعداء الإسلام في مهدها، فكلما هَمَّ الأعداء بمهاجمة المدينة خرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمواجهتهم ..

ولأهمية غزوات وسرايا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فإن سلفنا الصالح ـ رضوان الله عليهم ـ كانوا يتواصون بتعلمها وتعليمها لأبنائهم، فكان علي بن الحسين ـ رضي الله عنه ـ يقول: " كنا نُعلَّم مغازي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما نعلم السورة من القرآن ".

وقد تعددت المواجهات والغزوات بين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمشركين بعد معركة بدر وقبل أحد، فمنها :

غزوة بني سليم :

كانت في شوال من السنة الثانية للهجرة، بعد غزوة بدر بسبعة أيام، حيث انتهزت بعض القبائل حول المدينة فرصة انشغال المسلمين في حربهم مع المشركين، فأرادت أن تشن الحرب عليهم في ديارهم، فوصلت الأخبار إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن بني سليم من قبائل غطفان حشدت قواتها لغزو المدينة، فبادرهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسار إليهم في مائتي راكب، وعندما وصل المسلمون منازل بني سليم في موضع يقال له: الكُدْر، وهو موضع في بلاد بني عامر بن صعصعة، فرّ بنو سليم، وتركوا في الوادي خمسمائة بعير أخذها المسلمون غنيمة، وقسمها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين المجاهدين بعد إخراج الخُمس، فكان نصيب كل رجل بعيرين، ولم يكن هناك أسرى سوى غلامٍ يقال له: يسار، أعتقه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ثم رجع المسلمون إلى المدينة منتصرين غانمين بعد بقائهم في ديار القوم ثلاثة أيام ..

غزوة السويق :

خرج أبو سفيان من مكة في مائتي راكب، وذلك بعد أن قرر مفاجأة المدينة بغارة، يعود بعدها وقد ردَّ لقريش بعض سمعتها وهيبتها التي ذهبت في هزيمة بدر، وسلك طريق النجدية حتى نزلوا حي بني النضير ليلاً، واستقبلهم سلاّم بن مشكم سيد بني النضير، فأطعمهم وسقاهم وكشف لهم عن أسرار المسلمين، وتدارس معهم الطرق والوسائل لإيقاع الأذى بالمسلمين، ثم قام أبو سفيان بمهاجمة ناحية العُريض – واد بالمدينة – فقتل رجلين وأحرق نخلا وفر عائداً إلى مكة، فتعقبه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في مائتي رجل من المهاجرين والأنصار، ولكنه لم يتمكن من إدراكهم، لأن أبا سفيان ورجاله قد جدّوا في الهرب في جنح الظلام، وجعلوا يتخففون من أثقالهم، ويرمون ما معهم من المؤن والزاد لكي يستطيعوا الهروب من غير عائق، وكان أكثر ما معهم السويق، وهو نوع من أنواع الأطعمة التي كانوا يأكلونها، فألقوا سويقًا كثيرًا كان غنيمة للمسلمين، ولذلك سميت هذه الغزوة بغزوة السويق، وقد تمكن أبو سفيان من الهرب، وأفلت من العقاب، وعاد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المدينة بعد أن غاب عنها خمسة أيام دون أن يلقى حرباً ..

غزوة ذي أمر( موضع من ديار غطفان) :

هي أكبر حملة عسكرية قادها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل معركة أحد، قادها في المحرم في السنة الثالثة من الهجرة . وسببها أن استخبارات المدينة نقلت إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن جمعاً كبيراً من بني ثعلبة ومحارب تجمعوا، يريدون الإغارة على أطراف المدينة، فندب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المسلمين، وخرج في أربعمائة وخمسين مقاتلاً ما بين راكب وراجل، واستخلف على المدينة عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ .
وفي أثناء الطريق قبضوا على رجل يقال له : جُبَار من بني ثعلبة، فأدخل على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فدعاه إلى الإسلام فأسلم، فضمه إلى بلال ، وصار دليلاً لجيش المسلمين إلى أرض العدو . فعلم المشركون من بني ثعلبة ومحارب بمسير المسلمين إليهم فتفرقوا وفرّوا إلى رؤوس الجبال، أما النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد وصل بجيشه إلى مكان تجمعهم، وهو الماء المسمي بذي أمر، وبقي في نجد مدة تقارب الشهر دون أن يلقى كيداً من أحد، وعاد بعدها إلى المدينة ..

غزوة بحران :

كانت هذه الغزوة في شهر جمادي الأولى من السنة الثالثة للهجرة، وقد خرج النبي – صلى الله عليه وسلم – في ثلاثمائة من المسلمين، بعد أن استخلف على المدينة عبد الله بن أم مكتوم ـ رضي الله عنه ـ، وسار حتى بلغ بَحْران ـ أو بُحْران ـ بين مكة والمدينة، يريد قتال بني سليم، فوجدهم قد تفرقوا خوفا وفزعا تحقيقا لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( نصرت بالرعب مسيرة شهر ) ( البخاري )، فانصرف عنهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وعاد إلى المدينة بعد أن أمضى خارجها عشر ليال ..

وهكذا فإن هذه الغزوات ـ على صغرها وعدم حدوث قتال شديد فيها ـ إلا أنها قد حققت أهدافا وحِكَماً كثيرة ينبغي الوقوف معها للاستفادة منها في واقعنا، ومنها :

إشعار مشركي المدينة ويهودها والمنافقين وأعراب البادية، أن المسلمين أقوياء، ومن حق الدولة المسلمة الجديدة أن تعتني وتفخر بهذه العمليات العسكرية على ضآلة شأنها، فإن المتربصين بالإسلام كُثر، ولن يصدهم عن النيل منه إلا الخوف، كما قال تعالى: { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ } (الأنفال:60) .

كما أن هذه الغزوات قد أبرزت قدرة القيادة الإسلامية على رصد تحركات العدو، ومعرفة قوته وخططه، ومظاهر الحزم والعزم عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مبادرته بالخروج لغزو أعدائه قبل أن يشتد ويستفحل أمرهم، ويصبحوا خطرا على الدولة المسلمة، والخروج إلى العدو وتتبعه تخويفا له وإظهاراً لقوة المسلمين، وأنهم ليسوا قادرين فقط على هزيمة من تحدّثه نفسه بالاقتراب من المدينة، بل نقل المعركة إلى أرضه هو، ومحاربته في عقر داره .
وكذلك بينت فضْل ومنزلة عبد الله بن أم مكتوم ـ رضي الله عنه ـ الذي استخلفه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على المدينة، وجواز تولية الأعمى إذا كان صاحب أهلية للولاية من الإيمان والعلم والتقوى ..

ثم إن هذه الغزوات وما شابهها في هذه الصحراء المترامية الأطراف كانت دورات تربوية وعسكرية للصحابة الكرام، فقد كان المنهج النبوي يهتم بتربية الصحابة في ميادين القتال والجهاد، ولا يغفل عن المسجد ودوره في صقل النفوس، وتنوير العقول، وتهذيب الأخلاق من خلال وجود رسول الله – صلى الله عليه وسلم ـ المربي والمعلم، الذي أصبحت تعاليمه تشع في أوساط المجتمع من خلال القدوة والتوجيه في السلم والحرب، فالمنهاج النبوي الكريم جمع بين التربية السلوكية والأخلاقية من خلال المسجد، والتربية العسكرية من خلال الغزوات والسرايا، حتى يقوى المجتمع المسلم الجديد، ويقوم بدوره بنشر الإسلام في الآفاق ..

موقع مقالات اسلام ويب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

ردٌ على الكاتب محمد آل الشيخ لتشكيكه في أحاديث في الصحيحين السنة النبوية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خطورة التشكيك فيما ثبت من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم

فالأعتراض على الأحاديث النبوية طريقة أهل البدع وسبيلهم لاستباحة المحرمات وتفريق المسلمين

ردٌ على الكاتب محمد آل الشيخ لتشكيكه في أحاديث في الصحيحين

د. خالد بن عبدالرحمن بن حمد الشايع
الأمين المساعد للهيئة العالمية للتعريف
بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله ، خليله وأمينه على وحيه ، أما بعد:
فلا ريب أنَّ من مقتضى توحيد الله تعالى والإيمان برسوله محمد عليه الصلاة والسلام أن يصدِّقه المسلم بكل ما يخبر به ، فشهادة أنَّ محمداً رسول الله تستلزم: طاعته فيما أَمَر ، واجتناب ما نهى عنه وزَجَر ، وتصديقه فيما أخبر ، وألا يُعبَدَ الله إلا بما شرع.
قد لوحظ مؤخراً على بعض المثقفين والكتاب والدعاة إطلاقُهم لأوصاف سيئة وآراء عليلة في حق المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وفي جنب القرآن الكريم والسُّنة المطهرة ، وفي هذا خطورة بالغة ، لإخلالها بمقتضى التعظيم والإجلال الذي فرضه الله على عباده في تعاملهم مع القرآن الكريم ومع سنة نبيه الأمين عليه الصلاة والسلام ، وبخاصة أيضاً أن هذه الجرأة تصدر عن أشخاص يعيشون في كنف هذه المملكة العربية السعودية التي دستورها القرآن ومنهجها سنة خير الأنام.

وقد قال الله جلَّ وعلا عن هذا النبيِّ الكريم والسيِّد العظيم محمد عليه الصلاة والسلام:

(فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الأعراف:157] (عَزَّرُوهُ) أي: عظَّموه ووقَّروه.
ويقول الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)
سورة الحجرات.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله:
هذه آدابٌ أدَّب الله بها عباده المؤمنين فيما يعامِلون به الرسولَ صلَّى الله عليه وسلم من التوقير والاحترام والتبجيل والإعظام.

وقال جلَّ وعلا:
(لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا)
[النور:63]
قال قتادة رحمه الله:
أمَر الله أن يُهابَ نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يُبَجَّل وأن يعظَّم وأن يُسوَّد.
وقد تابعت ما صدر عن الأخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ الكاتب في صحيفة الجزيرة عبر حسابه في تويتر، من عبارات في شأن بعض الأحاديث النبوية الشريفة ، رجم فيها بالقول بغير علم ، وأبدى جرأةً بغيضة نحو كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ، بكلماتٍ صبيانية وألفاظ وضيعة تخالف ما يجب من إجلال كلامِ رسول الله عليه الصلاة والسلام.

وقد كان حقُّ هذه الإساءة أن تستر ولا تنشر لبشاعة ما فيها ، والتأذي بتكرارها ، لولا أن الكاتب أصرَّ عليها وكرر ذكرها.

وقد أبدى أهل الإيمان في المملكة وخارجها استنكارهم وامتعاضهم من أسلوب الكاتب المذكور غيرةً على جناب رسولِ الله وسنته الشريفة عليه الصلاة والسلام.

وحيث إنَّ الكاتب خلط الأمور وأجلب بالأقوال والآراء لتبرير رأيه فإني أوضح ما يجب في هذا الباب رداً للباطل ودفعاً للشبهات ، ومتابعةً لجميل ما صنع سماحة شيخنا الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ، حيث تناول موضوع تعظيم السنة وخطورة ردها أو التشكيك في شيء منها في خطبة الجمعة الماضية ، وكذلك في برنامج الإفتاء بقناة المجد في اليوم نفسه.
فأقول: قد كان مدار حديث الكاتب المذكور على ثلاثة أحاديث:

الأول: حديث العرنيين وأمرِ النبي صلَّى الله عليه وسلم لهم بأن يتداووا بألبان وأبوال إبل الصدقة ، وهو مخرج في الصحيحين ، بل رواه رواه الأئمة الستة في كتبهم ،

والثاني: حديث الذبابة وهو مخرج في صحيح البخاري ، وجاء السجال

ثالثاً: بشأن حديث طاعة ولي الأمر وإن ضرب الظهر وأخذ المال ، وهو مخرج في الصحيحين أيضاً.

وتحريراً لمحل النزاع والسِّجال ، فأحسب أن الكاتب إن شاء الله لا ينكر السُّنة النبوية ولا يردها ، غير أنه أقام عقله حاكماً على الأحاديث الشريفة المذكورة ، وحمله ذلك على كتابة ما كتب ، من رد صحتها ، وما تبعه من أوصاف مقذعة لبعض ألفاظ الحديث الشريف. وأبين ذلك مجملاً ، ومفصلاً بإزاء كل حديث.

فأما الإجمال: فإنَّ الطريقة التي سلكها الكاتب طريقةٌ منكَرة ، خطَّأها العلماء وبينوا ما تؤول بصاحبها إليه من الضلال ، فإن السُّنة الثابتة واجبٌ قبولها بنصِّ كتاب الله جلَّ وعلا ،
كما قال سبحانه:
(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الحشر:7]
وحذَّر الله جل وعلا من ردِّ شيء من السُّنة المطهرة
فقال سبحانه:
(فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
[النور:6].

قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله:
أتدري ما الفتنة؟ الفتنةُ الشرك ، لعله إذا ردَّ بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك.

وحيث إنَّ هذه الأحاديثَ التي ذكر فيها الكاتب ما ذكر أحاديثُ ثابتةٌ مسنَدةٌ في أصَحِّ كتابين بعد كتاب الله جلَّ وعلا ، وقد أجمعت الأمة على تلقيهما بالقبول ، فلا يلتفت بعد ذلك لقول مترددٍ أو متشككٍ أو جاهل.

وينبغي أن يُعلم: أنَّ نصوص الكتاب والسُّنة الصحيحة والصريحة في دلالتها، لا يعارضها شيء من المعقولات الصريحة، ذلك أن العقل شاهد بصحة الشريعة إجمالاً وتفصيلاً، فإذا وُجِد ما يوهم التعارض بين النَّقل والعقل، فمردُّه إلى أحدِ أمرين: إمّا أن يكون النصُّ غيرَ صحيحٍ. أو أن يكون العقل غيرَ صريح.

ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ديوانه العظيم في هذه المسألة. وقد علم صحة تلك الأحاديث كونها في الصحيحين ، فلم يبق إلا الفهم السقيم لدلالاتها.

قال الإمام ابنُ أبي العزّ الحنفي رحمه الله في شرح الطحاوية:
والشرعُ لا يأتي بما تُحيله العقول ، ولكنه قد يأتي بما تحار فيه العقول.

وقد توجه الأخ الكاتب إلى الاتكاء على شبهة ردِّ أحاديث الآحاد ، وقد سبقه إلى القول بها طوائف من المبتدعة من القدرية والخوارج والمعتزلة وغيرهم.
ولو فتحنا هذا الباب لكل مُدَّع وناعق لاستباح أهل الضلال من الخوارج وغيرهم الدماء والأعراض والأموال المعصومة ، ولفرَّقوا جماعتنا ونقضوا بيعة أئمة المسلمين ، فإنَّ كثيراً من ذلك مقررٌ بأخبار الآحاد.
وأعظم من هذا: أنه بالإعراض عن أخبار الآحاد لا يمكننا معرفة صفات ربنا جلَّ وعلا ، ولا كثيرٍ من مسائل الاعتقاد والعبادات وأحوال الحياة والمعاد.

وقد ذهب الجماهير من سلف الأمة من الصحابة والتابعين والفقهاء والمتكلمين إلى القول بالتعبد والعمل بخبر الواحد. وحكى القاضي أبو يعلى إجماع الصحابة رضي الله عنهم على العمل بخبر الواحد.
قال الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)
قال العلامة ابن القيم:
" أجمع المسلمون أنَّ الرَّدَّ إلى الرسول هو الرجوع إليه في حياته ، وهو الرجوع إلى سنته بعد مماته ، واتفقوا أنَّ فرض هذا الرَّد لم يسقط بموته عليه الصلاة والسلام ، فإن كان متواترُ أخبارِه وآحادُها لا تفيد علماً ولا يقيناً ؛ لم يكن للرَّدِّ إليه وجه " .

فالواجب الأخذ بكل ما صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيِّ مجال ، واعتقاد موجِبِه ، والعمل به ، وذلك لأنَّ أخبار الآحاد الصحيحة قد انعقد اتفاق الأئمة على نقلها ، وروايتها ، وتخريجها في الصحاح والمسانيد ، وتدوينها في الدواوين ، وحَكَم الحفَّاظ المتقنون عليها بالصحة ، وعلى رواتها بالإتقان والعدالة ، فطرحها مخالف للإجماع ، خارج عن أهل الاتفاق ، فلا يلتفت إليه ، ولا يعرج عليه.

والتفصيل لكل حديث:

فالحديث الأول: فإنَّ شبهة الكاتب وتردده في شأنه ما ذكره من أنَّ شرب بول الإبل ضد الفطرة السليمة كما يقول ، فلا ريب أن أكمل فطرة وأشرفها هي فطرة رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام ، فلا اعتبار لما يدعيه الكاتب من تحفظ على أصل الحديث ودلالته بدعواه المذكورة.
ثم إنَّ النبيَّ عليه الصلاة والسلام لم يأمر الناس أن تكون أبوال الإبل مشروباً يومياً على الموائد كما يتوهمه الكاتب المذكور ، ولكنه عليه الصلاة والسلام وصفه علاجاً لحالات محددة ، وليس لكل الحالات ، وهو عليه الصلاة والسلام بهذا التوجيه العلاجي إنما يُوحَى إليه من ربه ،
قال الله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى)
[النجم:3، 4]

فواجبنا التصديق.
مع الإشارة إلى أنَّ هذا التوجيه النبوي لائقٌ مع الأعراف الطبية في زمانه ، وفي زماننا أيضاً ، فكم من أدوية تأنفها النفوس ، ولكن ما من تعاطيها من بُد. وفي كل عصر يتم التعاطي مع المادة العلاجية وفق المعطيات التقنية.
وقد عمد الكاتب للخروج عن مورِدِه ومصدَرِه في شأن الإفتاء! وحاول أن يتشبث بما صدر عن سماحة شيخ الأزهر في هذا الباب ، ومع كامل التقدير لسماحة شيخ الأزهر ، إذ لا بأس على الشخص أن يطلب الحق حيث كان ، غير أني أذكر أخي محمداً بأن مشيخة الأزهر قد صدر عنها أيضاً فتوى مؤصَّلة مفصَّلة فيها القول بالجواز والإباحة والمشروعية للتداوي بأبوال الإبل ، حتى على القول بنجاستها ، كما هو محرر في فتاوى الأزهر الصادرة في مايو 1997 ، وهي منشورة على موقع وزارة الأوقاف المصرية. فليس أحد قولي مشيخة الأزهر بأولى من الآخر إلا بالحجة والبرهان والدليل.
وبالمناسبة: فإن الأبحاث العلمية المعاصرة التي أجريت في مختبرات عدد من الجامعات في السعودية وفي مصر والسودان والكويت ، توصلت إلى استخلاص المادة الفاعلة من أبوال الأبل ، وحدد الأطباء المرض الذي يعالج بها ، فليس هو دواء لكل داء ، ولا لأي مريض ، ولا باجتهاد غير المختصين.
وقد أظهرت إحدى الدراسات المهمة أن لبول الإبل ميزة فريدة حيث يمكنه أن يمنع حدوث الطفرات السرطانية لكونه مادة مضادة للاكسدة ( Antioxidant activity ) ( Harbi et al., 1996 ) .
وفي دراسة حديثة توصلت إليها عالمة الأبحاث د. إيمان محمد حلواني أستاذ مساعد علم الميكروبيولوجي بإشراف البروفيسور محمد محمود شهيب أستاذ الميكروبيولوجي بجامعة الطائف تم استخلاص مضادات ببتيدية في أبوال الإبل ، وتم تسجيل هذه المادة براءة اختراع بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ضمن براءات الاختراع برقم (05260169) وأطلق عليها (CPA.ME1) [Camel Peptide Antibiotic. Mohammed Eman 1] .
وقد عرضتُ بعضاً من الدراسات البحثية الأكاديمية حول هذه المسألة في أربع حلقات من برنامجي في الطب النبوي.

والحقًّ أننا لا نحتاج للتوقف في أخبار المصطفى عليه الصلاة والسلام على إثبات المختبرات والبحوث الحديثة أو ردها ، فما دام أن الحديث صحيح ثابت فإنه تحصل به الكفاية والحمد لله ، غير أن الوقوف على الأبحاث والدراسات الحديثة مما يزيد الطمأنينة في ذلك وتفرح به النفوس.
ولا يفهم هنا أننا ندعو لإخراج المرضى من أَسرَّتهم في المستشفيات إلى البراري بجوار حظائر الإبل ، لكنما المقصود التنبيه على ما في ألبان الإبل وأبوالها من فوائد مجهولة تحتِّم استكشافها وخاصة من قبل علماء الأبحاث والصيادلة والأطباء.

الحديث الثاني

حديث الذبابة: فينبغي أن يُعلم أن الحديث لم يتطرق إلى تناول الشراب الذي وقع فيه الذباب ، بل إن قواعد الشريعة تمنع من ذلك إلا لحاجة ، ولكن المقصود من الحديث – والله أعلم – هو اتخاذ إجراء احترازي وقائي ، بأن يبادر الشخص للتوقي من تلويث الذباب للشراب بغمسه.
وقد أوضحتُ ذلك مفصلاً في مقال لي بعنوان: (مسائل شرعية وطبية في حديث الذبابة) وجاء فيه ذكر ما أجراه مجموعة من باحثي قسم الأحياء بكلية العلوم بجامعة الملك عبد العزيز بجدة وجامعة القاهرة منذ عدة أعوام من دراسات مخبرية ، حول (تأثير السقوط والغمس للذبابة المنزلية على مـدى تلوث المـاء والأغذية بالميكروبات والجراثيم ) وهو منشور على موقع الهيئة العالمية للتعريف بالرسول عليه الصلاة والسلام عبر هذا الرابط http://j.mp/14dlYRG.

الحديث الثالث

حديث السمع والطاعة: الذي قال عنه الكاتب المذكور إنه ضد الفطرة السوية وإساءة للإسلام ، فهو قوله عليه الصلاة والسلام : " تلتزم جماعة المسلمين وإمامهم ، وتسمع وتطيع الأميرَ وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ، فاسمع و أطع " فكما تقدم هذا أحد ألفاظه في الصحيحين .
وقد عُلم بالضرورة من دين الإسلام: أنه لا دِين إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمامة، ولا إمامة إلا بسمع وطاعة، وأن الخروج عن طاعة ولي الأمر والتقدم عليه من أعظم أسباب الفساد في البلاد والعباد، والعدول عن سبيل الهدى والرشاد.
قال الحسن البصري رحمه الله:
والله لا يستقيم الدِّين إلا بولاة الأمر وإن جاروا وظلموا، والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون.

وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله:
"السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين فيها سعادة للدنيا، وبها تنتظم مصالح العباد في معايشهم، وبها يستعينون على إظهار دِينهم وطاعة ربهم" .

وقال العلامة الألباني رحمه الله:

هذا حديث عظيم الشأن من أعلام نبوته صلَّى الله عليه وسلَّم ونُصحِه لأمَّته ، ما أحوج المسلمين إليه للخلاص من الفرقة والحزبية التي فرقت جمعهم ، وشتَّت شملهم ، وأذهبت شوكتهم ، فكان ذلك من أسباب تمكُّن العدو منهم ،

مصداق قوله تبارك و تعالى : (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)

و قد جاء مطولا و مختصراً من طرق.
وبما تقدم يُعلم أن الآفة التي جَرَّأت الكاتب المذكور على أحاديث رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلم إنما هو فهمه الخاطئ وتصوره العليل ، وما أحسن ما قال الشاعر:

وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً ** وآفتُهُ من الفهمِ السَّقيمِ
وإني لأرجو أن يرجع الأخ الكاتب محمد بن عبداللطيف آل الشيخ عما كتبه في شأن تلك الأحاديث الشريفه ، وأن يعلن تسليمه لكلِّ ما صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن يتجنب تحكيم عقله الواهن في نصوص الوحي العظيم.

وآمل أن يستفيد من بيان سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ آل الشيخ في هذا الباب الجليل وفي غيره ، وأذكِّره بأن وليِّ أمرنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله سبق منه التأكيد على الإلتزام بمرجعية الفتوى والأمور العامة إلى أعضاء الإفتاء وهيئة كبار العلماء ، فماذا بعد الحق إلا الضلال.

وونسأل الله أن يرزقنا جميعاً الثبات على دينه والنصرة لشرعه ، وأن يعيذنا من مسالك الضلال والانحراف ، كما أسأله سبحانه أن يؤيد ولاة أمرنا وأن يزيدهم شرفاً بخدمة دينة ونصرة كتابه ونبيه ، وأن يجعل فيهم الخير على العباد والبلاد ، إنَّ ربي سميع مجيب ، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.

الرياض 7/7/1437هـ

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الحمد لله الذي تواضع كل شيئ لعضمته – سنة النبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تريد ان تكسب 1000 حسنة بخمس ثواني فقط اقرا هذا الحديث

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الحمد لله الذي تواضع كل شيئ لعضمته ، الحمد لله الذي استسلم كل شئ لقدرته، الحمد لله الذي ذل كل شيئ لعزته ، الحمد لله الذي خضع كل شئ لملكة ) من قال هذا الدعاء مرة واحدة تكتب له 1000حسنة ويرفع به 1000 درجة ويوكل الله له 70000 ملك يستغفرون له الى يوم القيامة

اللهم صلى سلم على محمد وعلى ال محمد

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

قصة ولد مع والده ابكت رسول الله عليه الصلاة والسلام الجمعة 28 ديسمبر – السنة النبوية

جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذات يوم، أب كبير السن ، يشكو إليه عقوق ولده

فقال:
يا رسول الله كان ضعيفا ًوكنت قوياً ، وكان فقيراً وكنت غنياً ، فقدمت له كل ما يقدم الأب

الحاني للابن المحتاج.

ولما أصبحت ضعيفاً وهو قوي ، وكان غنياً وأنا محتاج ، بخل علي بماله ، وقصّر عني

بمعروفه ثم التفت إلى ابنه منشداً :

[
color=green]
غذوتك مولوداً وعلتك يافعـاً … .تعلُّ بما أدنـي إليـك وتنهـلُ

إذا ليلة نابتك بالشكو لم أبت … لشكواك إلا ساهـراً أتملمـلُ

كأني أنا المطروق دونك بالذي … طرقتَ به دوني وعيني تهمـلُ

فلما بلغت السن والغاية التـي … إليها مدى ما كنتُ منك أؤمِّـلُ

جعلت جزائي منك جبهاً وغلظةً … كأنك أنـت المنعـم المتفضـلُ

فليتك إذ لم تَرعَ حـق أبوتـي … فعلت كما الجار المجاور يفعلُ

فأوليتني حق الجوار ولم تكـن … عليّ بمال دون مالـك تبخـلُ[/color]

فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ما من حجر ولا مدر يسمع هذا إلا بكى ، ثم قال

للولد: أنت ومالك لأبيك

,,,صدق رسول الله علية الصلاة والسلام

,,,

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

دروس وعبر من غزوة خيبر السنة النبوية

أدى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الأمانة وبلغ الرسالة وجاهد في سبيل الله، لنشر الإسلام في أرجاء الجزيرة العربية وغيرها .. فليست الأمة الإسلامية جمعا من الناس تعيش بلا غاية، كلا، فالمسلمون أصحاب عقيدة تحدد صلتهم بالله، وتوجه سيرهم في الحياة، وتنظم شئونهم في الداخل والخارج، وفي السلم والحرب ..
فغزا ـ صلى الله عليه وسلم ـ تسع عشرة غزوة، ومن هذه الغزوات الهامة غزوة خيبر التي كان فيها عز ونصر المؤمنين، وذل وهوان اليهود، الذين عاندوا واستكبروا عن قبول دعوة الحق والدخول في دين الإسلام، وغدروا وخانوا ـ كعادتهم ـ، وكانت قلوبهم وصدورهم مليئة بأحقادهم ضد الإسلام والمسلمين منذ عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإلى أيامنا هذه .
لم يُظهر يهود خيبر العداء للمسلمين حتى نزل فيهم زعماء بني النضير ـ من اليهود ـ، الذي أثر في نفوسهم إجلاؤهم عن ديارهم، ولم يكن الإجلاء كافياً لكسر شوكتهم، فقد غادروا المدينة ومعهم النساء والأبناء والأموال ، وكان من أبرز زعماء بني النضير الذين نزلوا في خيبر سلاَّم بن أبي الحقيق وكنانة بن أبي الحقيق وحيي بن أخطب، فلما نزلوا بخيبر دان لهم أهلها، وكان تزَّعُم هؤلاء ليهود خيبر كافياً في جرهم إلى الصراع مع المسلمين، فقد كان يدفعهم حقد دفين ورغبة قوية في العودة إلى ديارهم داخل المدينة ..

وقد تفرغ المسلمون بعد صلح الحديبية لتصفية خطر يهود خيبر الذي أصبح يهدد أمن المسلمين، ولقد تضمنت سورة الفتح التي نزلت بعد الحديبية وعداً إلهياً بفتح خيبر وحيازة أموالها غنيمة، قال الله تعالى: { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا . وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا . وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا . وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا } (سورة الفتح الآيات 18 : 21) .
سار الجيش الإسلامي إلى خيبر بروح إيمانية عالية على الرغم من علمهم بمنعة حصون خيبر، وشدة بأس رجالها وعتادها الحربي، وكانوا يكبرون ويهللون بأصوات مرتفعة، فطلب منهم النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يرفقوا بأنفسهم: قائلاً: ( أيها الناس تدعون سميعاً قريباً وهو معكم )( البخاري ).
وكان سيره – صلى الله عليه وسلم – بالجنود ليلاً، فقد قال سلمة بن الأكوع – رضي الله عنه ـ : خرجنا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى خيبر، فسرنا ليلا، فقال رجل من القوم، لعامر : يا عامر ألا تسمعنا من هنيهاتك، وكان عامر رجلا شاعرا، فنزل يحدو بالقوم، يقول :

اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما اتقينا وثبت الأقدام إن لاقينا
وألقين سكينة علينا إنا إذا صيح بنا أبينا
وبالصياح عولوا علينا

فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( من هذا السائق؟ قالوا: عامر بن الأكوع ، قال: يرحمه الله ) ( البخاري )..
ولما أدرك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الليل أمر الجيش بالنوم على مشارف خيبر، ثم استيقظوا مبكرين، وضربوا خيامهم ومعسكرهم بوادي الرجيع، وهو وادي يقع بين خيبر وغطفان، حتى يقطعوا المدد عن يهود خيبر من قبيلة غطفان وهذا من حكمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..
عن أنس ـ رضي الله عنه ـ : ( أن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ خرج إلى خيبر فجاءها ليلا، وكان إذا جاء قوما بليل لا يغير عليهم حتى يصبح، فلما أصبح خرجت يهود بمساحيهم ومكاتلهم(آلات زراعية)، فلما رأوه قالوا محمد والله، محمد والخميس(الجيش) . فقال النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ: الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين )( البخاري ) ..

هرب اليهود إلى حصونهم وحاصرهم المسلمون، وأخذوا في فتح حصونهم واحداً تلو الآخر، وكان أول ما سقط من حصونهم ناعم والصعب بمنطقة النطاة، وأبى النزار بمطقة الشق، وكانت هاتان المنطقتان في الشمال الشرقي من خيبر، ثم حصن القموص المنيع في منطقة الكتيبة، وهو حصن ابن أبي الحقيق، ثم أسقطوا حصني منطقة الوطيح والسلالم .

وقد واجه المسلمون مقاومة شديدة وصعوبة كبيرة عند فتح بعض هذه الحصون، منها حصن ناعم الذي استغرق فتحه عشرة أيام، واستشهد تحته محمود بن مسلمة الأنصاري، وقد حمل راية المسلمين عند حصاره أبو بكر الصديق ، ولم يفتح الله عليه، وعندما جهد الناس، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إنه سيدفع اللواء غداً إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح له، فطابت نفوس المسلمين، فلما صلى فجر اليوم الثالث دعا علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – ودفع إليه اللواء فحمله فتم فتح الحصن على يديه ..
وكان علي ـ رضي الله عنه ـ يشتكي من رمد في عينيه، فبصق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في عينيه ودعا له فبرئ، وأوصاه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن يدعو اليهود إلى الإسلام قبل أن يداهمهم، وقال له : ( فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن تكون لك حُمْر النَّعَم ) ( مسلم ). وعندما سأله علي : يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس؟ قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإذا فعلوا ذلك منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ) ( مسلم ).
وعندما حاصر المسلمون هذا الحصن برز لهم أحد أبطالهم وهومرحب، وكان سبباً في استشهاد عامر بن الأكوع ، ثم بارزه علي ـ رضي الله عنه ـ فقتله، مما أثر سلبياً في معنويات اليهود ومن ثم هزيمتهم . ثم توجه المسلمون إلى حصن الصَّعْب بن مُعاذ بعد فتح حصن ناعم، وأبلى حامل رايتهم الحباب بن المنذر بلاء حسناً حتى افتتحوه بعد ثلاثة أيام، ووجدوا فيه الكثير من الطعام والمتاع، بعد أن كانوا في ضائقة من قلة الطعام، ثم توجهوا بعده إلى حصن قلعة الزبير الذي اجتمع فيه الفارون من حصن ناعم والصعب وبقية ما فُتِح من حصون يهود، فحاصروه وقطعوا عنه مجرى الماء الذي يغذيه، فاضطروهم إلى النزول للقتال، فهزموهم بعد ثلاثة أيام، وبذلك تمت السيطرة على آخر حصون منطقة النَّطاة التي كان فيها أشد اليهود ..
ثم توجه المسلمون إلى حصون منطقة الشِّق فاقتحموها واحدا تلو الآخر، وفر بعض من فيها، وتجمعوا في حصن القَمُوص المنيع وحصن الوطيح وحصن السُّلاَلم، فحاصرهم المسلمون لمدة أربعة عشر يوماً حتى طلبوا الصلح . وسارع أهل فدك في شمال خيبر إلى طلب الصلح وأن يحقن دماءهم، وبذلوا له الأموال فوافق على طلبهم .. وبذلك تساقطت سائر الحصون اليهودية أمام قوات المسلمين ..
لقد أظهرت غزوة خيبر حقيقة ثابتة وهي أن اليهود على مر التاريخ والعصور ومنذ عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى يومنا هذا مصدر خطر داهم على الإسلام والمسلمين، فهم قوم خيانة وغدر، وينقضون العهود والمواثيق، وبحقدهم وكفرهم قتلوا عددا من الأنبياء، وما زالوا إلى أيامنا هذه مصدر خطر كبير وشر مستطير ينبغي التنبه له ومواجهته ..
ومن أهم ما ينبغي أن نعتبره ونستفيد منه من غزوة خيبر جبن اليهود وضعفهم، وأن النصر من عند الله، كما قال الله تعالى: { وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }(آل عمران: من الآية126)، فخيبر عبارة عن أرض واسعة ذات واحات خصبة يكثر فيها النخيل، وتضم حصونا منيعة لليهود، مقسمة إلى ثلاث مناطق قتالية محصنة تحصينا شديدا ..
ومع كل هذه القوة الظاهرة فقد كان اليهود جبناء أثناء المعارك، لا يحاربون إلا من داخل حصونهم ومن وراء الجدران، وصدق الله تعالى حين وصفهم بقوله: { لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ } (الحشر:14)، وقد استشهد من المسلمين خلال فتح خيبر عشرون، في حين بلغ عدد قتلى اليهود ثلاثة وتسعين ـ مع قوة حصونهم ومقاتلتهم من خلفها ـ، في حين كان المسلمون يقاتلون في أرض مكشوفة بلا حواجز أو سواتر ..

ومما ينبغي أن يسترعي انتباهنا كذلك في غزوة خيبر ما حدث فيها من معجزات، أيد لله بها رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وشهدت بصدقه فيما جاء به، وأكدت حفظ الله له ..
وقد ظهر ذلك في تفل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عين علي ـ رضي الله عنه ـ وقد كان يشتكي من رمد في عينيه فبرأت حتى كأنه لم يكن به وجع .. وكذلك في وحي الله إلى نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمر الشاة المسمومة التي أهدتها إليه اليهودية وأرادت قتله ..
فعن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ: ( أن رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ قال: لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه . قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ كلهم يرجو أن يُعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا: يشتكي من عينيه يا رسول الله، قال: فأرسلوا إليه فأتوني به، فلما جاء بصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع .. ) ( البخاري )..

وذكر ابن هشام في سيرته: " أن زينب بنت الحارث امرأة سلام بن مشكم أهدت للنبي ـ صلى الله عليه وسلم شاة مصلية، وقد سألت أي عضو من الشاة أحب إليه فقيل لها الذراع فأكثرت فيه من السم، ثم سمت سائر الشاة ثم جاءت بها، فلما وضعتها بين يديه تناول الذراع فلاك منها مضغة فلم يسغها، ومعه بشر بن البراء بن معرور قد أخذ منها كما أخذ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فأما بشر فأساغها، وأما رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلفظها، ثم قال: إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم، ثم دعا بها فاعترفت، فقال: ما حملك على ذلك؟ قالت: بلغت من قومي ما لم يخف عليك، فقلت إن كان ملكا استرحت منه وإن كان نبيا فسيُخْبر.." ..
لقد أحدث فتح خيبر دويِّاً هائلاً في الجزيرة العربية بين مختلف القبائل، وقد أصيبت قريش بالغيظ إذ لم تكن تتوقع ذلك، وهي تعلم مدى حصانة قلاع يهود خيبر، وكثرة مقاتليهم ووفرة سلاحهم، أما القبائل العربية الأخرى المناصرة لقريش فقد أدهشها خبر هزيمة يهود خيبر وخذلها انتصار المسلمين الساحق، ولذلك فإنها جنحت إلى مسالمة المسلمين وموادعتهم بعد أن أدركت عدم جدوى استمرارها في عدائهم، مما فتح الباب واسعاً لنشر الإسلام في أرجاء الجزيرة العربية، بعد أن تعززت مكانة المسلمين في أعين أعدائهم إلى جانب ما تحقق لهم من خير وتعزيز لوضعهم الاقتصادي ..
تمر السنون والأعوام وتظل غزوات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عامة ومع اليهود خاصة نبراسا وهاديا يضيء لنا الطريق في تعاملنا مع أعداء الأمس واليوم والغد من اليهود وغيرهم ..


موقع مقالات اسلام ويب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

كيف شرح الله صدر رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف شرح الله تعالى صدر رسوله صلى الله عليه وسلم عندما قال : ( ألم نشرح لك صدرك ) ؟…..وهل صحيح ما قيل : إنه كان على يد سيدنا جبريل عليه السلام مرتين في عمره ؟



الحمد للَّه
لقد أنعم الله سبحانه وتعالى على أنبيائه ورسله بنعم عظيمة جليلة ، أولاها فضلا ، وأوفاها مِنَّةً ، وأعلاها قدرا نعمةُ النبوة ، حيث اصطفاهم لقربه ، واجتباهم لرحمته .
يقول الله تعالى : ( وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ) آل عمران/179

ويقول سبحانه : ( وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) الأنعام/87
وقد خص الله سبحانه وتعالى نبيه وخليله محمدا صلى الله عليه وسلم بمزيد فضل ، وحباه بعظيم قدر ، حتى قال سبحانه وتعالى : ( وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ) النساء/113
ومن هذا الفضل أنه سبحانه شرح صدر الرسول الكريم محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وامتن عليه بهذه النعمة العظيمة في سورة من القرآن الكريم تتلى إلى يوم القيامة ، تسمى سورة "الشرح" .
يقول سبحانه وتعالى : ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ )
الشرح/1
وشَرْحُ صدر النبي صلى الله عليه وسلم يتضمن معاني كثيرة عظيمة :
1- شرح الله صدره للإسلام دينا وشريعة ، وهذا أعظم ما يمكن أن ينشرح له الصدر ، وهو تفسير ابن عباس ،
علقه البخاري في صحيحه ( كتاب التفسير / باب سورة الشرح ، ص 982)
2- وشرح الله صدر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأن ملأه حكمة وعلما وإيمانا ، كما فسره الحسن البصري ، ويذكر العلماء في تفسير ذلك حادثة شق صدره صلى الله عليه وسلم ، والتي تكررت مرتين في حياته صلى الله عليه وسلم :
الأولى : كانت وهو صغير في بني سعد .
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ ، فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ ، فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً ، فَقَالَ : هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ . ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ ، ثُمَّ لَأَمَهُ ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ ، وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ يَعْنِي ظِئْرَهُ فَقَالُوا إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ فَاسْتَقْبَلُوهُ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ قَالَ أَنَسٌ وَقَدْ كُنْتُ أَرْئِي أَثَرَ ذَلِكَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ )
رواه مسلم (162)
الثانية : كانت ليلة الإسراء .
كَانَ أَبُو ذَرٍّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ )
رواه البخاري (349) ومسلم (163)
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى "فتح الباري" (7/204) :
" وقد استنكر بعضهم وقوع شق الصدر ليلة الإسراء ، وقال إنما كان ذلك وهو صغير في بني سعد ، ولا إنكار في ذلك ، فقد تواردت الروايات به … وجميع ما ورد من شق الصدر واستخراج القلب وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة مما يجب التسليم له دون التعرض لصرفه عن حقيقته ، لصلاحية القدرة ، فلا يستحيل شيء من ذلك ، قال القرطبي في "المفهم" : لا يلتفت لإنكار الشق ليلة الإسراء ؛ لأن رواته ثقات مشاهير "
انتهى
.
وقد جاءت حادثة شق الصدر أيضا في بعض الروايات في أوقات أخرى ، في عمر العشر سنوات ، وعند البعثة ، لكنها روايات ضعيفة . انظر "السيرة النبوية الصحيحة" (1/103)

يقول ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (4/677) :
" يقول تعالى : ( ألم نشرح لك صدرك ) يعني : أما شرحنا لك صدرك ، أي : نورناه وجعلناه فسيحا رحيبا واسعا ، كقوله : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام )
وقيل : المراد بقوله : ( ألم نشرح لك صدرك ) شرح صدره ليلة الإسراء ، ولكن لا منافاة ، فإنه من جملة شرح صدره الذي فعل بصدره ليلة الإسراء وما نشأ عنه من الشرح المعنوي أيضا فالله أعلم "
انتهى
.
3- وجاء في "روح المعاني" (30/166) :
" وقيل : المعنى : ألم نزل همك وغمك بإطلاعك على حقائق الأمور وحقارة الدنيا ، فهان عليك احتمال المكاره في الدعاء إلى الله تعالى .
ونقل عن الجمهور أن المعنى : ألم نفسحه بالحكمة ونوسعه بتيسيرنا لك تلقي ما يوحى إليك بعد ما كان يشق عليك " انتهى
.
4- وقال ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (1/4850) :
" وشرح صدره كناية عن الإنعام عليه بكل ما تطمح إليه نفسه الزكية من الكمالات ، وإعلامه برضى الله عنه ، وبشارته بما سيحصل للدين الذي جاء به من النصر " انتهى
.
وانظر "سبل الهدى والرشاد" (2/59)
.
5- ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "تفسير سورة الشرح" (ص/1) :
" وهذا الشرح شرح معنوي ليس شرحاً حسيًّا ، وشرح الصدر أن يكون متسعاً لحكم الله عز وجل بنوعيه ، حكم الله الشرعي وهو الدين ، وحكم الله القدري وهو المصائب التي تحدث على الإنسان " انتهى باختصار
.
والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

خمسين معلومة عن الرسول صلى الله عليه وسلم …

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

1- هل تعلم أن الرسول عندمابعث بالرسالة كان عمره
(40 سنة).

2- هل تعلم أن الرسول عندما توفي كان عمره
(63سنة)0

3- هل تعلم أن (بني النجاروبني الزهرة) هم أخوال الرسول

4- هل تعلم أن (الحارث بن عبدالعزى) هو ابو الرسول في الرضاعة

5- هل تعلم أن (أسامة بن زيد) هو حب الرسول صلى وابن حبه

6- هل تعلم أن (حذيفة بن اليمان) هوصاحب سرالرسول

7- هل تعلم أن (الزبير بن العوام) هوحواري الرسول

8- هل تعلم ان الرسول ينتمي الى قبيلة
( قريش العدنانيه )

9- هل تعلم ان زوجات الرسول
( 13 زوجه ) .

10- هل تعلم ان سبطا الرسول هما
( الحسن والحسين ).

11- هل تعلم ان أن عدد غزوات الرسول
( 27 غزوة ).

12- هل تعلم ان عدد الغزوات التى قاتل فيها الرسول
( 9 غزوات ) .

( ابو القاسم ) 13- هل تعلم أن الرسول كانت كنيته

14- هل تعلم أن ( السكب , المرتجز , لزاز , الطرب ,اللحيف ) هي أسماء خيل الرسول

15- هل تعلم ان ( اليهوديه زينب بنت الحارث ) هي التي وضعت السم للرسول

16- هل تعلم ان ( ماريا القبطيه وريحانة بنت زيد ) هما الجاريتين اللتان تزوجهم الرسول

17- هل تعلم ان ( ذو الفقار , بتار, الحيف , رسوب ,المخذم ) اسماء سيوف الرسول

18- هل تعلم أن ( قبيلة بني النضير اليهوديه ) هي التي أرادت القاءالحجر على الرسول

هم أصهارالرسول
19- هل تعلم أن ( علي بن أبي طالب,عثمان بن عفان,العاص بن الربيع,عتبة وعتيبة أبناءأبي لهب )

20 – هل تعلم ان ( الزبير بن العوام ) هو ابن عمة الرسول

21- هل تعلم ان ( فاطمة بنت عمروالمخزومي ) هي جدة الرسول لأبيه.

22- هل تعلم ان ( حسان بن ثابت ,عبدالله بن رواحة , كعب بن مالك ) هم شعراءالرسول

23- هل تعلم ان ( المطعم بن عدي ) هوالشخص الذي أجار الرسول عند عودته من الطائف.

( قثم بن العباس بن عبدالمطلب ).
24- هل تعلم أن آخرمن شاهد الرسول بعد وفاته هو

25- هل تعلم أن (حليمة السعدية , ثوبية مولاة أبي لهب ) هن مرضعات الرسول

26- هل تعلم أن ( سورة النور ) هي السورة التي حث الرسول النساء علي تعلمها.

27- هل تعلم ان( رملة بنت أبي سفيان ) هي المرأة التي خطبها النجاشي للرسول .

28- هل تعلم ان ( سرية عبدالله بن جحش ) الي ساحل البحر هي اول سرية وجهها الرسول

29- هل تعلم ان ( عقبة بن ابي العاص ) هو الذي كسر رباعية الرسول

30- هل تعلم ان ( غزوة ودان " الأبواء" ) هي أول غزوة للرسول

31- هل تعلم ان ( ابن قمئة ) هو الذي شج وجه الرسول يوم أحد .

32- هل تعلم ان الصحابي ( زيد بن حارثه ) هو الصحابي الذي تبناه الرسول قبل تحريم التبني في الأسلام .

33- هل تعلم ان الرسول ترك ( 9 زوجات ) بعد وفاته .

34- هل تعلم ان ( ثابت بن قيس ) هو خطيب الرسول

35- هل تعلم ان ( برة بنت عبدالعزي ) هي جدة الرسول صلي الله عليه وسلم لأمه .

36- هل تعلم ان آخرمن مات زوجات الرسول هي
(أم سلمة )

37- هل تعلم ان اول من توفت من بنات الرسول هي
( رقيه )

38- هل تعلم ان آخر زوجة للرسول هي
( ميمونة بنت الحارث )

39- هل تعلم ان الشخص الوحيد الذي قتله الرسول هو
( أبي بن خلف )

40- هل تعلم ان الرسول أسري به من بيت
( ام هانئ )

( طليحة بن خويلد الأسدي) ثم اسلم وحسن اسلامه 41- هل تعلم ان الصحابي الذي ادعى النبوة بعد وفاة الرسول هو

42- هل تعلم ان الرسول كفن بقيمصه ( الصحابية فاطمة بنت أسد ) زوجة عمه ابوطالب

43- هل تعلم ان الرسول صلى (70مرة على جثمان حمزة) يوم أحد

44- هل تعلم ان الرسول صلى صلاة الغائب على
( النجاشي ملك الحبشة )

45- هل تعلم ان أول امرأة بايعها الرسول في العقبة الثانيه هي
( فكيهة بنت يزيد الأنصاري )

46- هل تعلم ان ( دلدل ) هوأسم بغلة الرسول التى أهداها له المقوقس.

47- هل تعلم ان الرسول هومن قسم شهر رمضان ثلاثا
( أوله رحمة واوسطه مغفرة وآخره عتق من النار. )

48- هل تعلم ان العمرات التى أعتمرها الرسول هي
(عمرة الحديبة,عمرة القضاء,عمرة الجعرانة,عمرة الحج)

49- هل تعلم ان والدة الرسول ( السيدة أمنة ) توفيت في الأبواء بين مكة والمدينة.

50- هل تعلم ان شريك الرسول في بالتجارة في مكة هو
( السائب بن أبي السائب ).

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

وأخيراً هل تعلم يامن قرأت هذا الموضوع أنك

صليت على الرسول أكثرمن خمسين مرة …

م ن للافادة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده