التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ومعانيها – سنة النبي

هي كلها نعوت ليست أعلاماً محضة لمجرد التعريف , بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح
والكمال … فمنها :

* محمد :
هو أسم مفعول من حمد فهو محمد إذا كان كثير الخصال التي يحمد عليها فهو أبلغ من محمود .

* أحمد :
هو أيضا مشتق من الحمد ،ومعناه على قولين ، أحدهما : أحمد الناس لربه .. والآخر : أنه أحق الناس وأولاهم أن
يحمد , فيكون كمحمد في المعنى , إلا أن الفرق بينهما :
أن محمدا هو كثير الخصال التي يحمد عليها , وأحمد هو الذي يحمد أفضل مما يحمد غيره , فمحمد في الكثرة والكمية
وأحمد في الصفة والكيفية .

* المتوكل :
هو صلى الله عليه وسلم أحق الناس بهذا الاسم لأنه توكل على الله في إقامة هذا الدين توكلا لم يشركه فيه غيره .

* الماحي :
هو الذي محا الله به الكفر ولم يمح الكفر بأحد من الخلق ما محي بالنبي صلى الله عليه وسلم .

* الحاشر :
فهو الذي يحشر الناس على قدمه ، فكأنه بعث ليحشر الناس .

* العاقب :
الذي جاء عقب الأنبياء ، فليس بعده نبي ، فإن العاقب هو الآخر .

* المقفّي :
هو الذي قفى على آثار من تقدمه من الرسل فكان خاتمهم وآخرهم .

* نبي التوبة :
فهو الذي فتح الله به باب التوبة على أهل الأرض , فتاب الله عليهم توبة لم يحصل مثلها لأهل الأرض قبله .
وكان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس استغفارا وتوبة , حتى كانوا يعدون له في المجلس الواحد مائة مرة :
" رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور ".
وكذلك توبة أمته أكمل من توبة سائر الأمم وأسرع قبولا وأسهل تناولا ، حتى إن بني إسرائيل كانت توبتهم من
عبادة العجل قتل أنفسهم , أما هذه الأمة فلكرامتها على الله تعالى جعل توبتها الندم والإقلاع .

* نبي الملحمة :
فهو الذي بعث بجهاد أعداء الله ، فلم يجاهد نبي وأمته قط ما جاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته والملاحم
الكبار التي وقعت وتقع بين أمته وبين الكفار لم يعهد مثلها قبله .

* نبي الرحمة :
فهو الذي أرسله الله رحمة للعالمين , فرحم به أهل الأرض كلهم مؤمنهم وكافرهم .

* الفاتح :
فهو فتح الله به باب الهدى بعد أن كان مرتجا , وفتح به الأعين العمي والأذان الصم والقلوب الغلف وفتح الله به
أمصار الكفار وفتح به أبواب الجنة وفتح به طرق العلم النافع والعمل الصالح , ففتح به الدنيا والآخرة والقلوب
والأسماع والأبصار والأمصار.

* الأمين :
فهو أحق العالمين بهذا الاسم فهو أمين الله على وحيه ودينه وهو أمين من في السماء وأمين من في الأرض.

* الضحوك القتّال :
اسمان مزدوجان لا يفرد أحدهما عن الآخر ،فإنه ضحوك في وجوه المؤمنين غير عابس ولا مقطب ولا غضوب ولا فظ ،
قتّال لأعداء الله لا تأخذه فيهم لومة لائم.

* البشير:
فهو المبشر لمن أطاعه بالثواب , والنذير لمن عصاه بالعقاب.
وقد سماه الله عبده في مواضع منها : " تبارك الذي نزل الفرقان على عبده " ، وثبت عنه في الصحيح أنه قال :
" أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر "وسماه الله سراجا منيرا .

منقول من كتاب زاد المعاد لابن القيم رحمه الله تعالى

(((((((((((((((منـــــقول للامــــــــــــــــــــــــانه))))))))))))))))

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

فضيلة الشيخ عائض القرني يرد على من اساء الى الرسول بقصيده من ذهب.. السنة النبوية


إلى كل مسلم .. إلى كل من يحاول بقدر ما يستطيع أن يدافع عن النبي الكريم أطهر وأحب خلق الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ..

فقد بدأها الـ د. عائض القرني . بقصيدة وبكلمات من ذهب .. بل اعتقد من ألماس .. فبها أخرس أفواه من تلفضوا على أكرم خلق الله … فأرجوا مساعدتي بنشرها …

أتركـكـم مـع الـقــصـيــدة :

حلفت لاصدح بشعرٍ يبـري العلّـه ***غيم من الهول برقه يشعـل اظلالـه

وافجّره كنّـه البـارود فـي الملّـه ***والا كِما هزم بركـان علـى حالـه

سيلٍ إلى من تلقـاه الصخـر شلّـه ***رعدٍ غضوبٍ يهـزّ الكـون زلزالـه

سيفٍ على الكفر والطاغوت باسلّـه ***دم المعانـد علـى خدّيـه سيّـالـه

خلّه يكسّر عظـام المعتـدي خلّـه ***يأخذ كتابه مع الانـذال بـا شمالـه

جنكيز خان اختلع قلبه علـى حلِّـه ***وهتلـر المعتـدي احطّـم اهبالـه

يا راسم المصطفـى أفديـه واجلّـه ***تِفدِي نعاله وتكـرم عنـدك انعالـه

قل الدنيمرك طاح الفار فـي السلّـه ***حتى رعاة البقـر بالرجـس مختالـه

حزب الحوانيت جند الزّيـغ والزلّـه ***سيجار كوبي وكوب السّكر تعنى لـه

ملّوا من الديـن مستهزئيـن بالملّـه ***وابليس حبّـوه وارتاحـوا لمقيالـه

قبلتهم البيت الأبيض خاب من حلَّـه ***وشيخهم بـوش فـال الله ولا فالـه

حتى أنت شاركت يا البابا مع الشلّه ***يا حامل الزور والبهتان فـي شالـه

شيخ الكهانوت يِخرج عندنـا غِلّـه ***الله رب السمـا يخزيـه واشكـالـه

أكّالة السحت واهل الرّجس والزّلـه ***هو بايع الكذب للتاريـخ وارجالـه

عقولهم من جنـود ابليـس محتلّـه ***يا ويل من تابع الشيطـان واعيالـه

عقايـد باطلـه واخـلاق منحلّـه ***تصاحـب الكفـر سيّـاره ونزّالـه

ياالله في هول حشـر اسـود كلّـه ***برقه لحالـه ورعـده يزمـر لحالـه

صواعق المـوت فـي تاليـه منسلّـه ***رجفة غضب يحرق العـدوان شلاّلـه

تنسف بها ديـرة المخـذول وتذلّـه ***دمّـر بهـا دولـة البـاب ومقيالـه

ويموت مغبون موتةْ صاحـب الغلّـه ***واجهنم الخزي يوم الحشر تصلى لـه

أنا من ارض الرّسول اهل الشرف كلّه ***نسعى إلـى المجـد رجّالـه وخيّالـه

منّا عمـر والمثنـىّ صاحـب الثلّـه ***وابن الوليد ابتنى فـي دارنـا جالـه

جبريل جاء في بلدنا الوحي في ظلّـه***ماجا بلنـدن ولا باريـس باظلالـه

منقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ول..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

اعرف نبيك (صلى الله عليه وسلم) السنة النبوية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي أوضح لنا سبيل الهداية، وأزاح عن بصائرنا ظلمة الغواية، والصلاة والسلام على النبي المصطفى والرسول المجتبى، المبعوث رحمة للعالمين، وقدوة للمالكين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:

أيها الاحبة في الله : إن من خير ما بذلت فيه الأوقات، و شغلت به الساعات هو دراسة السيرة النبوية العطرة، والأيام المحمدية الخالدة، فهي تجعل المسلم كأنه يعيش تلك الأحداث العظام التي مرت بالمسلمين، وربما تخيل أنه واحد من هؤلاء الكرام البررة التي قامت على عواتقهم صروح المجد ونخوة البطولة.
وفي السيرة يتعرف المسلم على جوانب متعددة من شخصية النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم ، وأسلوبه في حياته ومعيشته، ودعوته في السلم والحرب.
وفيها أيضاً: يتلمس المسلم نقاط الضعف والقوة؛ وأسباب النصر والهزيمة، وكيفية التعامل مع الأحداث وإن عظمت.
وبدراسة السيرة النبوية يستعيد المسلمون ثقتهم بأنفسهم، ويوقنون بأن الله معهم وناصرهم، إن هم قامو بحقيقة العبودية، له والانقياد لشريعته: { إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [محمد:7]، { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } [غافر:51]. { وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } [الحج:40].

وهذه عبارة عن رؤوس أقلام وجمل يسيرة في سيرة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى: { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ } [الفتح:29].

نسبه صلى الله عليه وسلم :

هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا هو المتفق عليه في نسبه صلى الله عليه وسلم واتفقوا أيضاً أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام.

أسماؤه صلى الله عليه وسلم :

عن جبير بن مطعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: { إن لي أسماء، وأنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدميَّ، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد } [متفق عليه]. وعن أبي موسى الأشعري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال: { أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة } [مسلم].

طهارة نسبه صلى الله عليه وسلم :

اعلم رحمني الله وإياك أن نبينا المصطفى على الخلق كله قد صان الله أباه من زلة الزنا، فولد صلى الله عليه وسلم من نكاح صحيح ولم يولد من سفاح، فعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { إن الله عز وجل اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم } [مسلم]، وحينما سأل هرقل أبا سفيان عن نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { هو فينا ذو نسب، فقال هرقل: كذلك الرسل تبعث في نسب قومها } [البخاري].

ولادته صلى الله عليه وسلم :

ولد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، قيل في الثاني منه، وقيل في الثامن، وقيل في العاشر، وقيل في الثاني عشر. قال ابن كثير: والصحيح أنه ولد عام الفيل، وقد حكاه إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري، وخليفة بن خياط وغيرهما إجماعاً.

قال علماء السير: لما حملت به آمنة قالت: ما وجدت له ثقلاً، فلما ظهر خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب.
وفي حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدلٌ في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك، دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت، انه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام } [أحمد والطبراني].
وتوفي أبوه صلى الله عليه وسلم وهو حَمْل في بطن أمه، وقيل بعد ولادته بأشهر وقيل بسنة، والمشهور الأول.

رضاعه صلى الله عليه وسلم :

أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أياماً، ثم استُرضع له في بني سعد، فأرضعته حليمة السعدية، وأقام عندها في بني سعد نحواً من أربع سنين، وشُقَّ عن فؤاده هناك، واستخرج منه حظُّ النفس والشيطان، فردته حليمة إلى أمه إثر ذلك.
ثم ماتت أمه بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة وهو ابن ست سنين، ولما مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة عام الفتح، استأذن ربّه في زيارة قبر أمه فأذن له، فبكى وأبكى من حوله وقال: { زوروا القبور فإنها تذكر بالموت } [مسلم]. فلما ماتت أمه حضنته أم أيمن وهي مولاته ورثها من أبيه، وكفله جده عبد المطلب، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من العمر ثماني سنين توفي جده، وأوصى به إلى عمه أبي طالب فكفله، وحاطه أتم حياطة، ونصره وآزره حين بعثه الله أعزّ نصر وأتم مؤازرة مع أنه كان مستمراً على شركه إلى أن مات، فخفف الله بذلك من عذابه كما صح الحديث بذلك.

صيانة الله تعالى له صلى الله عليه وسلم من دنس الجاهلية:

وكان الله سبحانه وتعالى قد صانه وحماه من صغره، وطهره من دنس الجاهلية ومن كل عيب، ومنحه كل خُلقٍ جميل، حتى لم يكن يعرف بين قومه إلا بالأمين، لما شاهدوه من طهارته وصدق حديثه وأمانته، حتى أنه لما أرادت قريش تجديد بناء الكعبة في سنة خمس وثلاثين من عمره، فوصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يضعه أول داخل عليهم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: جاء الأمين، فرضوا به، فأمر بثوبٍ، فوضع الحجر في وسطه، وأمر كل قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب، ثم أخذ الحجر فوضعه موضعه صلى الله عليه وسلم . [أحمد والحاكم وصححه].

زواجه صلى الله عليه وسلم :

تزوجته خديجة وله خمس وعشرون سنة، وكان قد خرج إلى الشام في تجارة لها مع غلامها ميسرة، فرأى ميسرة ما بهره من شأنه، وما كان يتحلى به من الصدق والأمانة، فلما رجع أخبر سيدته بما رأى، فرغبت إليه أن يتزوجها.
وماتت خديجة رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت، فلما ماتت خديجة رضي الله عنها تزوج عليه السلام سودة بنت زمعة، ثم تزوج صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، ولم يتزوج بكراً غيرها، ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث رضي الله عنها، وتزوج أم سلمة واسمها هند بنت أمية رضي الله عنها، وتزوج زينب بنت جحش رضي الله عنها، ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث رضي الله عنها، ثم تزوج أم حبيبة رضي الله عنها واسمها رملة وقيل هند بنت أبي سفيان. وتزوج إثر فتح خيبر صفية بنت حييّ بن أخطب رضي الله عنها، ثم تزوج ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، وهي آخر من تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أولاده صلى الله عليه وسلم :

كل أولاده صلى الله عليه وسلم من ذكر وأنثى من خديجة بنت خويلد، إلا إبراهيم، فإنه من مارية القبطية التي أهداها له المقوقس.

فالذكور من ولده:
القاسم وبه كان يُكنى، وعاش أياماً يسيرة، والطاهر والطيب.
وقيل: ولدت له عبدالله في الإسلام فلقب بالطاهر والطيب. أما إبراهيم فولد بالمدينة وعاش عامين غير شهرين ومات قبله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر.

بناته صلى الله عليه وسلم :
زينب وهي أكبر بناته، وتزوجها أبو العاص بن الربيع وهو ابن خالتها، ورقية تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفاطمة تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأنجبت له الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأم كلثوم تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد رقية رضي الله عنهن جميعاً. قال النووي: فالبنات أربع بلا خلاف. والبنون ثلاثة على الصحيح.

مبعثه صلى الله عليه وسلم :

بعث صلى الله عليه وسلم لأربعين سنة، فنزل عليه الملك بحراء يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، وكان إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه وتغيّر وجهه وعرق جبينه.
فلما نزل عليه الملك قال له: اقرأ.. قال: لست بقارئ، فغطاه الملك حتى بلغ منه الجهد، ثم قال له: اقرأ.. فقال: لست بقارئ ثلاثاً. ثم قال: { اقْرأْ بِاسْمِ رَبّكَ الَّذي خَلَقَ، خَلَقَ الإنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ ورَبُّكَ الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [العلق:1-5]. فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خديجة رضي الله عنها يرتجف، فأخبرها بما حدث له، فثبتته وقالت: أبشر، وكلا والله لا يخزيك أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحملُّ الكَلَّ، وتعين على نوائب الدهر.
ثم فتر الوحي، فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يمكث لا يرى شيئاً، فاغتم لذلك واشتاق إلى نزول الوحي، ثم تبدى له الملك بين السماء والأرض على كرسيّ، وثبته، وبشره بأنه رسول الله حقاً، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم خاف منه وذهب إلى خديجة وقال: زملوني.. دثروني، فأنزل الله عليه: { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّر، وَثِيَابَكَ فَطَهِّر } [المدثر:1-4]. فأمر الله تعالى في هذه الآيات أن ينذر قومه، ويدعوهم إلى الله، فشمَّر صلى الله عليه وسلم عن ساق التكليف، وقام في طاعة الله أتم قيام، يدعو إلى الله تعالى الكبير والصغير، والحر والعبد، والرجال والنساء، والأسود والأحمر، فاستجاب له عباد الله من كل قبيلة ممن أراد الله تعالى فوزهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة، فدخلوا في الإسلام على نور وبصيرة، فأخذهم سفهاء مكة بالأذى والعقوبة، وصان الله رسوله وحماه بعمه أبي طالب، فقد كان شريفاً مطاعاً فيهم، نبيلاً بينهم، لا يتجاسرون على مفاجأته بشيء في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يعلمون من محبته له.
قال ابن الجوزي: وبقي ثلاث سنين يتستر بالنبوة، ثم نزل عليه: { فاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَر } [الحجر:94]. فأعلن الدعاء. فلما نزل قوله تعالى: { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } [الشعراء:214]، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف ( يا صباحاه! ) فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد! فاجتمعوا إليه فقال: ( أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟ قالوا ما جربنا عليك كذباً. قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فقال أبو لهب: تباً لك، أما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم قام، فنزل قوله تعالى: { تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ وَتَبْ } إلى آخر السورة. [متفق عليه].

صبره صلى الله عليه وسلم على الأذى:

ولقي صلى الله عليه وسلم الشدائد من قومه وهو صابر محتسب، وأمر أصحابه أن يخرجوا إلى أرض الحبشة فرارا من الظلم والاضطهاد فخرجوا.
قال ابن إسحاق: فلما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى ما لم تطمع فيه حياته، وروى أبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: { لما مات أبو طالب تجهَّموا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عم ما أسرع ما وجدت فقدك }.
وفي الصحيحين: أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي، وسلا جزورٍ قريب منه، فأخذه عقبة بن أبي معيط، فألقاه على ظهره، فلم يزل ساجداً، حتى جاءت فاطمة فألقنه عن ظهره، فقال حينئذ: { اللهم عليك بالملأ من قريش }. وفي أفراد البخاري: أن عقبة بن أبي معيط أخذ يوماً بمنكبه صلى الله عليه وسلم ، ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه به خنقاً شديداً، فجاء أبو بكر فدفعه عنه وقال أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله؟

رحمته صلى الله عليه وسلم بقومه:

فلما اشتد الأذى على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أبي طالب وخديجة رضي الله عنها، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف فدعا قبائل ثقيف إلى الإسلام، فلم يجد منهم إلا العناد والسخرية والأذى، ورموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه، فقرر صلى الله عليه وسلم الرجوع إلى مكة. قال صلى الله عليه وسلم : { انطلقت – يعني من الطائف – وأنا مهموم على وجهي، فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب – ميقات أهل نجد – فرفعت رأسي فإذا سحابة قد أظلتني، فنظرت، فإذا فيها جبريل عليه السلام، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردّوا عليك، وقد أرسل لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، ثم ناداني ملك الجبال، قد بعثني إليك ربك لتأمرني بما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين – جبلان بمكة – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً } [متفق عليه].
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في كل موسم، فيعرض نفسه على القبائل ويقول: { من يؤويني؟ من ينصرني؟ فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي! }.
ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي عند العقبة في الموسم ستة نفر فدعاهم فأسلموا، ثم رجعوا إلى المدينة فدعوا قومهم، حتى فشا الإسلام فيهم، ثم كانت بيعة العقبة الأولى والثانية، وكانت سراً، فلما تمت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان معه من المسلمين بالهجرة إلى المدينة، فخرجوا أرسالاً.

هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة:

ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأبو بكر إلى المدينة فتوجه إلى غار ثور، فأقاما فيه ثلاثاً، وعني أمرهم على قريش، ثم دخل المدينة فتلقاه أهلها بالرحب والسعة، فبنى فيها مسجده ومنزله.

غزواته صلى الله عليه وسلم :

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون، لَيهَلِكُنَّ، فأنزل الله عز وجل: { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا } [الحج:39]. وهي أول آية نزلت في القتال. وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعاً وعشرين غزاة، قاتل منها في تسع: بدر، وأحد، والريسيع، والخندق، وقريظة، وخيبر، والفتح، وحنين، والطائف، وبعثَ ستاً وخمسين سرية.

حج النبي صلى الله عليه وسلم واعتماره :

لم يحج النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن هاجر إلى المدينة إلا حجة واحدة، وهي حجة الوداع. فالأولى عمرة الحديبية التي صدّه المشركون عنها. والثانية عمرة القضاء، والثالثة عمرة الجعرانة، والرابعة عمرته مع حجته.

صفته صلى الله عليه وسلم :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون – أي أبيض بياضاً مشرباً بحمرة – أشعر، أدعج العينين –أي شديد سوادهما – أجرد –أي لا يغطي الشعر صدره وبطنه -، ذو مَسرُبه – أي له شعر يكون في وسط الصدر والبطن.

أخلاقه صلى الله عليه وسلم :

كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأصدقهم لهجة، وألينهم طبعاً، وأكرمهم عشرة، قال تعالى: { َإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظيمٍ } [القلم:4]. وكان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس وأعف الناس وأكثرهم تواضعاً، وكان صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، يقبل الهدية ويكافئ عليها، ولا يقبل الصدقة ولا يأكلها، ولا يغضب لنفسه، وإنما يغضب لربه، وكان صلى الله عليه وسلم يأكل ما وجد، ولا يدُّ ما حضر، ولا يتكلف ما لم يحضره، وكان لا يأكل متكئاً ولا على خوان، وكان يمر به الهلال ثم الهلال ثم الهلال، وما يوقد في أبياته صلى الله عليه وسلم نار، وكان صلى الله عليه وسلم يجالس الفقراء والمساكين ويعود المرضى ويمشي في الجنائز.
وكان صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً، ويضحك من غير قهقهة، وكان صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله، وقال: { خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي } [الترمذي وصححه الألباني]، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لشيء فعلته: لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله، ألا فعلت كذا!!.
وما زال صلى الله عليه وسلم يلطف بالخلق ويريهم المعجزات، فانشق له القمر، ونبع الماء من بين أصابعه، وحنَّ إليه الجذع، وشكا إليه الجمل، وأخبر بالغيوب فكانت كما قال.

فضله صلى الله عليه وسلم :

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { أعطيت خمساً لم يعطهن أحدٌ قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه، وبعثت إلى الناس كافة } [متفق عليه]. وفي أفراد مسلم من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { أنا أول الناس يشفع يوم القيامة، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة }. وفي أفراده من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشقُّ عنه القبر، وأول شافع وأول مُشفع }.

عبادته ومعيشته صلى الله عليه وسلم :

قالت عائشة رضي الله عنها: { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تتفطر قدماه، فقيل له في ذلك، فقال: أفلا أكون عبداً شكوراً } [متفق عليه]، وقالت: وكان مضجعه الذي ينام عليه في الليل من أَدَمَ محشوّاً ليفاً!! وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظلُّ اليوم يَلتَوي ما يجد دِقْلاً يملأ بطنه – والدقل ردئ التمر -!! ما ضره من الدنيا ما فات وهو سيد الأحياء والأموات، فالحمد لله الذي جعلنا من أمته، ووفقنا الله لطاعته، وحشرنا على كتابه وسنته آمين، آمين.

من أهم الأحداث:

الإسراء والمعراج : وكان قبل الهجرة بثلاث سنين وفيه فرضت الصلاة.
السنة الأولى : الهجرة – بناء المسجد – الانطلاق نحو تأسيس الدولة – فرض الزكاة.
السنة الثانية : غزوة بدر الكبرى وفيها أعز الله المؤمنين ونصرهم على عدوهم.
السنة الثالثة : غزوة أحد وفيها حدثت الهزيمة بسبب مخالفة تعليمات النبي صلى الله عليه وسلم ونظر الجنود إلى الغنائم.
السنة الرابعة : غزوة بني النضير وفيها أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود بني النضير عن المدينة لأنهم نقضوا العهد بينهم وبين المسلمين.
السنة الخامسة : غزوة بني المصطلق وغزوة الأحزاب وغزوة بني قريظة.
السنة السادسة : صلح الحديبية، وفي هذه السنة حُرّمت الخمر تحريماً قاطعاً.
السنة السابعة : غزوة خيبر، وفي هذه السنة دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون مكة واعتمروا، وفيها أيضاً تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حُيَيّ.
السنة الثامنة : غزوة مؤتة بين المسلمين والروم، وفتح مكة وغزوة حُنين ضد قبائل هوازن وثقيف.
السنة التاسعة : غزوة تبوك وهي آخر غزواته صلى الله عليه وسلم ، وفي هذه السنة قدمت الوفود على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وسمي هذا العام عام الوفود.
السنة العاشرة : حجة الوداع، و حج فيها مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة ألف مسلم.
السنة الحادية عشرة : وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك في يوم الاثنين من شهر ربيع الأول مع اختلاف في تحديد هذا اليوم من الشهر. وتوفي صلى الله عليه وسلم وله من العمر ثلاث وستون سنة، منها أربعون سنة قبل النبوة، وثلاث وعشرون سنة نبياً رسولاً، منها ثلاث عشرة سنة في مكة، وعشر سنين بالمدينة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

ارجو ان ينال الموضوع اعجابكم

نلتقي على خير باذن الله


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

قصة عثمان بن مظعون في رد جوار الوليد بن المغيره – في الاسلام

قصة عثمان بن مظعون في رد جوار الوليد بن المغيره

قال ابن إسحاق : لما رأى عثمان بن مظعون مافيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من البلاء، وهو يغدو ويروح في أمان من الوليد بن المغيره ، قال : والله إن غدوي ورواحي آمناً بجوار رجل من اهل الشرك ، وأصحابي وأهل ديني يلقون من البلاء والأذى في الله مالا يصيبني ، لنقصٌ كبير في نفسي .

فمشى إلى الوليد بن المغيره ، فقال له : يا أبا عبد شمس ، وفت ذمتك ، قد رددت إليك جوارك ، فقال له : لم يابن أخي ؟ لعله آذاك أحدٌ من قومي ، فقال له : لا ولكن ارضى بجوار الله ، ولا أريد أن استجير بغيره .
قال : فانطلق إلى المسجد فاردد علي جواري علانيةً كما أجرتك علانيةً ، قال: فانطلقا فخرجا حتى أتيا المسجد ،
فقال الوليد : هذا عثمان قد جاء يرد علي جواري ، قال : صدق ، قد وجدته وفياً كريم الجوار ، ولكني قد أحببت ألا أستجير بغير الله ، وقد رددت عليه جواره ، ثم انصرف عثمان .
ولبيد بن ربيعه بن مالك بن جعفر بن كلاب في مجلس من قريش ينشدهم ، فجلس عثمان ، فقال لبيد :

ألا كل شيء ماخلا الله باطل

قال عثمان : صدقت ، قال لبيد :

وكل نعيم لا محالة زائل

قال عثمان : كذبت ، نعيم الجنة لا يزول ، قال لبيد بن ربيعه : يامعشر قريش والله ماكان يؤذى جليسكم ، فمتى حدث هذا فيكم ؟ فقال رجلٌ من القوم : إن هذا سفيه في سفهاء معه ، قد فارقوا ديننا ، فلا تجدن في نفسك من قوله ، فرد عليه عثمان حتى شري أمرهما ، فقام غليه ذلك الرجل فلطم عينه فخضرها ، والوليد بن المغيره قريب يرى ما بلغ من عثمان ، فقال : أما والله يابن أخي إن كانت عينيك عما أصابها لغنيه ، لقد كنت في ذمة منيعه ، قال يقول عثمان : بل والله عن عيني الصحيحه لفقيرة إلى مثل ما أصاب أختها في الله ، وإني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس ، فقال له الوليد يابن أخي : هلم إلي ، إن شئت فعد على جوارك ، فقال له : لا.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

حياة الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه – في الاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين ولا عدوان إلا على الظالمين
حياة الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
تاريخه في سطور
أول من أسلم من الصبيان وصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
استخلفه الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته ليلة الهجرة ، ووكل إليه رد ودائع المشركين
زوجه الرسول صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة في السنة الثانية من الهجرة
لم يتزوج غير فاطمة حتى توفيت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بستة أشهر
كان عمره حين أسلم عشر سنين ، وحين هاجر ثلاثا وعشرين ، وحين توفي الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثاً وثلاثين ، وحين استشهد ثلاثاً وستين سنة
تولى الخلافة في 25 من ذي الحجة لعام 35 من الهجرة
كانت وقعة الجمل مع عائشة في جمادى سنة 36 هـ
وكانت وقعة صفين مع معاوية سنة 37 هـ
وكانت وقعة النهروان مع الخوارج سنة 38 هـ
واستشهد بالكوفة ليلة 17 من رمضان سنة 40 هـ
كانت مدة خلافته أربع سنين وثمانية أشهر و 22 يوماً
تزوج في حياته تسع نسوة وكانت له أمهات أولاد غيرهن
ولد له تسعة وعشرون ولداً : أربعة عشر ذكوراً ، وخمس عشرة إناثاً
أعقب من أولاده الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية وعباس وعمر
أسمه وكنيته :هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ، يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في جده الأول عبد المطلب . وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية ، تجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في جده الثاني, وهي أول هاشمية ولدت هاشميا
وكنيته أبو الحسن،وكناه رسول صلى الله عليه وسلم أبا تراب،فكان علي يحب أن ينادى به
مولده:ولد في جوف الكعبة،في السنة الثانية والثلاثين من ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم
بيئته :كان أبوه أبو طالب أكبر زعماء قريش وشيخ شيوخها،وله فضل في كف أذى قريش عن النبي صلى الله عليه وسلم في بدء الدعوة , وكان ضيق الحال ، كثير العيال ، فاتفق حمزة والرسول صلى الله عليه وسلم ـ قبل البعثة , على أن يخففا عن أبي طالب مؤونة العيال ، فكان علي من نصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتربى في حجره ، ولازمه حتى بعثه الله بالرسالة
صفته : كان أسمر اللون ، أصلع الرأس ، ليس في رأسه شعر إلا من خلفه ، أبيض شعر الرأس واللحية ، أدعج العينين ، عريض المنكبين ، شديد الساعد واليد ، خشن الكفين ، عظيم البطن ، قريباً إلى السمن ، ربعة من الرجال ليس بالطويل ولا بالقصير، حسن الوجه ، ضحوك السن ، إذا مشى تكفأ ، وإذا أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس
أسلامه : لم يتدنس رضي الله عنه بدنس الجاهلية ، إذ أسلم دون البلوغ ، وأرجح الأقوال : أن عمره حينئذ عشر سنين ، فكان أول من أسلم من الصبيان . رآه أبو طالب في أحد شعاب مكة يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , وكان ذلك ثاني يوم من الرسالة ـ فقال له أبوه : أي بني : ما هذا الدين الذي أنت عليه ؟ فقال علي : يا أبت , آمنت برسول الله ، وصدقت بما جاء به ، وصليت معه لله ، واتبعته ! فقال أبو طالب : أما إنه لم يدعك إلا إلى خير فألزمه
مع الرسول صلى الله عليه وسلم
وما زال منذ أن أسلم يبدي من حبه للرسول صلى الله عليه وسلم ، وتفانيه في دعوته ، وتضحيته في سبيلها، ما جعله من أحب الصحابة إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم . استخلفه الرسول صلى الله عليه وسلم في فراشه ليلة الهجرة ، وجعله أخاه حين آخى بين المهاجرين والأنصار في المدينة ، وشهد المشاهد كلها مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأبلى فيها البلاء الحسن ، ولم يتخلف عن الجهاد مع الرسول صلى الله عليه وسلم إلا في غزوة تبوك ، إذ استخلفه على المدينة ، فقال علي : أتخلفني في الصبيان والنساء, فأجابه عليه السلام : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى , إلا أنه لا نبي بعدي رواه البخاري ، حديث متواتر
وأرسله الرسول صلى الله عليه وسلم بسورة براءة ليقرأها على الناس في موسم الحج في العام التاسع للهجرة ، وكان حامل راية الرسول صلى الله عليه وسلم في أكثر الغزوات واستمر في لزوم رسول الله صلى الله عليه وسلم والتضحية في سبيل الإسلام ، حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد أن زوجه فاطمة ، وبشره بالجنة ، فكان أحد العشرة المبشرين بالجنة.
وفضائله كثيرة،حتى قال الإمام أحمد:لم ينقل لأحد من الصحابة من الفضائل ما نقل لعلي رضي الله عنه.
بعد الرسول صلى الله عليه وسلم
ولما استخلف أبو بكر رضي الله عنه ، ورأى إجماع الصحابة على استخلافه بايعه علي عن رضي وطيب نفس ، بعد أن كان يرى أنه أحق بالخلافة . وظل طيلة حياة أبي بكر، نعم العون والوزير، يساهم في إدارة الدولة وتصريف الشؤون بصدق وإخلاص . وكذلك كان مع عمر ، فقد كان له وزير صدق ، حتى زوجه بنته أم كلثوم . وكثيرا ما كان عمر يستخلفه على المدينة إذا غاب عنها, وكان في عهد عمر من كبار رجال الدولة ، الذين تعقد عليهم الآمال ، حتى جعله عمر من الستة الذين يختار منهم الخليفة من بعده , ولما استخلف عثمان بايعه فيمن بايع من جمهور الصحابة ، والتزم نصحه ومؤازرته ، وكان موقفه منه حين ثارت الفتنة، موقف الناصح والمدافع عنه . ولما أطبق الثوار على قصر الخليفة الشهيد، أرسل ولديه الحسن والحسين بسيفيهما، حتى نفذ قضاء الله
في خلافته : بويع بالخلافة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه ، وكانت أيامه فيها فتن ومعارك دامية صرفت المسلمين مؤقتا عن إتمام رسالتهم العالمية بالفتوح التي بدأت في عهد أبي بكر، واستمرت طيلة عهد عمر، وشطرا كبيرا من عهد عثمان ؟ ولذلك لم يتح له أن يتمم الفتوحات ، ويتفرغ للإصلاح والبناء. ولو امتد به الأجل ، وخلا عهده من الفتن ، لكان كعهد عمر، من أزهى عصور التاريخ الإسلامي عدالة واستقامة ويمنا وبركة على الإسلام ، ورحمة للإنسانية . تولى الخلافة والسيوف مسلطة ، والقلوب متغيرة ، ودسائس أعداء الله من يهود وغيرهم تعمل عملها في إيقاد جذوة الفتنة ، وتفريق كلمة المسلمين ، حتى التقى المسلمون وجهاً لوجه في ثلاث معارك كبرى ، وعشرات المعارك الصغرى ، يسفك بعضهم دماء بعض . ومع يقيننا بإخلاصهم جميعا ، واجتهادهم في الحق ، فإننا لا ننكر ما كان لخلافهم من أثر استمر حتى اليوم في توهين قوة المسلمين ، وإضعاف كيانهم،والتقصير في أداء رسالتهم الإنسانية للعالم قاطبة ، يرحمهم الله ويغفر لهم
ومع هذه الفتن التي أحاطت بخلافته ، فقد كان رضي الله عنه ، شديدا في الحق ، مقيما للعدل ، خاشعا لله ، مجتهدا في نصح الأمة ، يولي الأخيار، ويحاسب المقصرين ، ولا يجامل في الحق أبدا ، ولا يخاف في الله لومة لائم ، زاهدا في الدنيا ، بعيدا عن الترف ، وكما كانت حياته جهادا فقد كان موته استشهادا رضي الله عنه هذا وصلوا وسلموا على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وأزواجه أمهات المؤمنين والتابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين ,

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

سيرة الامام أحمد بن حنبل رحمه الله وغفر له

اسمه ومولده :
ــ هو أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني ، أصله من البصرة ، ولد عام ( 164 ) هـ ، في بغداد

وتوفي والده وهو صغير ، فنشأ يتيماً ، وتولَّت رعايته أمه .

وقفة | اليتيم قد يكون ناجـحـاً في حياته |

ــ نشأ الإمام أحمد ــ رحمه الله ــ في طلب العلم ، وبدأ في طلب الحديث وعمرهُ خمس عشرة

سنة ، ورحل للعلم وعمرهُ عشرون سنة ، والـتقى بعدد من العلماء منهم : الشافعي في مكة ،

ويحيى القطَّان ، ويزيد بن هارون في البصرة .

ورحل من العراق إلى اليمن مع يحيى بن مُعين ، فلمَّا وصلا إلى مكة وجدا عبد الرزاق الصنعاني

أحد العلماء في اليمن ، فقال يحيى بن معين يا إمام يا أحمد : نحنُ الآن وجدنا الإمام ، ليس

هناك ضرورة في أن نذهب إلى اليمن ، فقال الإمام أحمد : أنا نويت أن أُسافر إلى اليمن ، ثم

رجع عبد الرزاق إلى اليمن ولَحِقـا به إلى اليمن ، وبَقِيَ الإمام أحمد في اليمن عشرة أشهر ، ثم رجع مشياً على الأقدام إلى العراق .

فلمَّا رجع رأوا عليه آثار التعب والسفر فقالوا له : ما الذي أصابك ؟ فقال الإمام أحمد : يهون هذا فيما استفدنا من عبد الرزاق .

مِنْ عُلوا الهمَّـة عند الإمام أحمد وهو صغير ، يقول : ربما أردتُ الذهاب مبكراً في طلب الحديث قبل صلاة الفجر ، فتأخذ أمي بثوبي وتقول : حتى يؤذِّن المؤذِّن .

ثـناء العلمـاء على الإمـام أحمـد :

* قال عبد الرزاق شيخ الإمام أحمد : ما رأيت أحداً أفْـقَـه ولا أوْرع من أحمد.

* قالوا : إذا رأيتَ الرجل يحبُ الإمام أحمد فاعلم أنَّـه صاحب سنة .

* قال الشافعي وهو من شيوخ الإمام أحمد : خرجتُ من بغداد فما خلَّفتُ بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أفْـقَـه من أحمد بن حنبل.

* قال يحيى بن معين : أراد الناس أن يكونوا مثـل أحمد بن حنبل ! لا والله ، ما نقوى على ما يقوى عليه أحمد ، ولا على طريقة أحمد .

* كان الإمام أحمد يحفظ ( ألف ألف ) حديث ، يعني ( مليون ) حديث . أي مجموع الروايات والأسانيد والطرق للأحاديث .

* مِنْ حِفْـظِ الإمام أحمد للحديث كان يقول لابنـه : اقرأ عليَّ الحديث وأُخبركُ بالسند ، أو اقرأ عليَّ الإسناد لأخبرك بالحديث .

عِفَّـة الإمـام أحمـد :

لمَّا رحل لطلب العلم لم يكن لديه مال ، فـكان يحمل البضائع على الجمال وعلى الحمير فيأخذ

من هذا درهم ومن هذا درهم ، فيعيش بهذه الدراهم ، وفي الصباح يطلب العلم حتى يستغني

عن سؤال الناس ، ( عِـفَّـة وطلب علم ) .

كان الإمـام أحمد يكره الشُهرة والثناء :

دخل عليه عمُّـهُ وكان الإمام أحمد حزين ، فقال عمُّـهُ : ماذا بك ؟ فقال الإمام أحمد : طُوبى

لِمَنْ أخْمَلَ الله ذكره ، ( يعني من لم يكن مشهوراً ، ولا يعلم به إلاَّ اللـه ) .

وقال أيضاً : أريدُ أنْ أكونَ في شِعْبِ مكـة حتى لا أُعْـرَفْ .

وكان إذا أراد أنْ يمشي يكره أن يتبعه أحدٌ من الناس .

العمل بالعلم :
قال الإمام أحمد ما كتبتُ حديثـاً إلاَّ وقد عملتُ بـه , حتى أنَّ النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ

احْـتَـجَـمَ وأعطى الحجَّامَ أجره ، فاحْـتَـجَـمَ الإمام أحمد وأعطى الحجَّام أجره .

أخلاق الإمـام أحمـد وآدابه :
* كان يحضر مجلس الإمام أحمد خمسة آلاف طالب ، ( 500 ) كانوا يكـتبون العلم ، والبقية ينظرون إلى أدبه وأخلاقه وسَمْتِـهِ .

* قال يحيى بن معين : ما رأيتُ مثـل أحمد ، صحبناه خمسين سنة فما افـتخر علينا بشيء ممَّا كان فيه من الخير .

* كان الإمام أحمد مائلاً إلى الفقـراء ، وكان فيه حِلْمْ ، ولم يكن بالعجول ، وكان كثير التواضع ، وكانت تعلوه السكينة والوقار .

* قال رجل للإمام أحمد : جزاك الله عن الإسلام خيراً ، فقال الإمام أحمد : بل جزى الله الإسلام عني خيراً ، مَنْ أنا ؟ وما أنا ؟

* كان الإمام أحمد شديد الحياء ، وأكرم الناس ، وأحسنهم عِشْرةً وأدباً ، لمْ يُسمع عنه إلاَّ

المُذاكرة للحديث ، وذِكْر الصالحين ، وكان عليه وقارٌ وسكينة ، ولفْـظٌ حَسَنْ .

عبادة الإمـام أحمـد بن حنبل :

* كان يُصلِّي في اليوم والليلة ( 300 ) ركعـة ، فلمَّا سُجِنَ وضُرِبْ أصْـبَحَ لا يستطيع أنْ يُصلِّي إلاَّ ( 150 ) ركعة فـقـط .

* كان يَـخْـتِمُ القرآن كُلَّ أُسبوع .

* قال أحدُهُمْ : كُنْتُ أعرفُ أحمد بن حنبل وهو غُـلام كان يُحيي الليل بالصلاة .

* كان مِنْ عِبادته وزُهده وخوفه ، إذا ذَكَـرَ الموت خَـنَـقَـتْـهُ العَبْرة .

* كان يقول : الخوف يمنعني الطعام والشراب ، وإذا ذكرتُ الموت هانَ عليَّ كُلُّ أمْـرِ الدنيا .

* كان يصوم الإثـنين والخميس والأيام البيض ، فلمَّا رَجَعَ مِنْ السجن مُجْهَداً أَدْمَنَ الصيام حتى مات .

* حَجَّ على قَدَميـه مرتين .

* في مَرَضِ الموت بَالَ دَمَـاً كثيراً ، فقال الطبيب المُشْرف عليه : هذا رجُـلٌ قد فَـتَّتَ الخوف قلبـه .

أخبـار منوعـة في سيـرته :

* قابل الإمام أحمد بن حنبل أحدْ أبناء الإمام الشافعي فقال الإمام أحمد لابن الشافعي : أبُوكَ

مِنَ السِّـتة الذينَ أدْعُـوا لهم في السَّحَـرْ .

* قيل للإمام أحمد :

كَمْ يكْفي الرجل حتى يُـفْـتِي ؟ مئـة ألف حديث ؟
قال الإمام أحمد : لا .
قال السائل : مائـتين ألف حديث ؟
قال الإمام أحمد : لا .
قال السائل : ثـلاثمائـة ألف حديث ؟
قال الإمام أحمد : لا .
قال السائل : أربعمائـة ألف حديث ؟
قال الإمام أحمد : لا .
قال السائل : خمسمائـة ألف حديث ؟
قال الإمام أحمد : أَرْجُـوا .

حياته الزوجية :
تزوَّجَ وعُمْـرهُ أربعون سنة ، يقول عن زوجـتـه : مكـثـنا عِشرينَ سنة ما اختلفنا في كلمةٍ واحدة .

الفتنة التي تعرَّضَ لها الإمـام أحمـد :

لمَّا دعا المأمون الناس إلى القول بخلق القرآن ، أجابه أكثر العلماء والقضاة مُكْرهين ، واستمر

الإمام أحمد ونفرٌ قليل على حمل راية السنة ، والدفاع عن معتقد أهل السنة والجماعة .

قال أبو جعفر الأنباري : لمَّا حُمِلَ الإمام أحمد بن حنبل إلى المأمون أُخْبِرتُ فعبرتُ الفُرات ، فإذا

هو جالس في الخان ، فسلمتُ عليه ، فقال : يا أبا جعفر تعنَّيْت ؟ فقلتُ : ليس هذا عناء .

وقلتُ له : يا هذا أنت اليوم رأس الناس ، والناس يقتدون بكم ، فو الله لئن أجبتَ ليُجيبُنَّ

بإجابتك خلقٌ كثير من خلقِ الله تعالى ، وإنْ أنتَ لم تُجِبْ ليمتنِعُنَّ خلقٌ مِنَ الناس كثير ، ومع

هذا فإنَّ الرجل إنْ لم يقتلك فإنَّك تموت ، ولابدَّ مِنْ الموت ، فاتَّـقِ الله ولا تُجيبهم إلى شيء .

فجعل أحمد يبكي ويقول : ما شاء الله ، ما شاء الله . ثم سار أحمد إلى المأمون فبلغه توعد

الخليفة له بالقتل إنْ لم يُجبه إلى القول بخلقِ القرآن ، فـتوجه الإمام أحمد بالدعاء إلى الله

تعالى أنْ لا يجمع بـيـنه وبين الخليفة ، فبينما هو في الطريق قبل وصوله إلى الخليفة إذ جاءه

الخبر بموت المأمون ، فَرُدَّ الإمام أحمد إلى بغداد وحُبِس ، ثم تولَّى الخلافة المعتصم ، فامتحن الإمام أحمد .

وكان مِنْ خبر المحنـة أنَّ المعتصم لمَّا قصد إحضار الإمام أحمد ازدحم الناس على بابه كيوم

العيد ، وبُسِطَ بمجلسه بساطاً ، ونُصِبَ كرسيـاً جلس عليه ، ثم قال : أحضروا أحمد بن حنبل ،

فأحضروه ، فلمَّا وقف بين يديه سَلَّمَ عليه ، فقال له : يا أحمد تكلم ولا تَـخَـفْ ، فقال الإمام أحمد

: والله لقد دخلتُ عليك وما في قلبي مثـقال حـبَّـةٍ من الفزع ، فقال له المعتصم : ما تقول في القرآن ؟

فقال : كلام الله قديم غير مخلوق ، قال الله تعالى : { وَإنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ } [ التوبة : 6 ].

فقال له : عندك حجة غير هذا ؟ فقال : نعم ، قول الله تعالى : { الرَّحْمَنْ * عَلَّمَ القُرْآنْ }. [

الرحمن : 1 ، 2 ] ، ولم يقـل : الرحمن خلق القرآن ، وقوله تعالى : { يس * والقُـرْآنِ الْحَكِيم } [

يس : 1 ، 2 ] ، ولم يقـل : يس والقرآن المخلوق .

فقال المعتصم : احبسوه ، فحُبِسَ وتفرَّقَ الناس .

فلمَّا كان مِنَ الغد جلس المعتصم مجلسه على كرسيه وقال : هاتوا أحمد بن حنبل ، فاجتمع

الناس ، وسُمعت لهم ضجة في بغداد ، فلمَّا جيء به وقف بين يديه والسيوف قد جُردت ، والرماح

قد ركزت ، والأتراس قد نُصبت ، والسياط قد طرحت ، فسأله المعتصم عمَّا يقول في القرآن ؟
قال : أقول : غير مخلوق .

وأحضر المعتصم له الفقهاء والقضاة فناظروه بحضرته في مدة ثلاثة أيام ، وهو يناظرهم ويظهر

عليهم بالحُجج القاطعة ، ويقول : أنا رجـل عَلِمتُ علماً ولم أعلم فيه بهذا ، أعطوني شيئاً من

كتاب الله وسنة رسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ حتى أقول به .

وكلما ناظروه وألزموه القول بخلق القرآن يقول لهم : كيف أقول ما لم يُقـل ؟ فقال المعتصم : قهرنا أحمد .

وكان من المتعصبين عليه محمد بن عبد الملك الزيات وزير المعتصم ، وأحمد بن دُوَاد القاضي ،

وبشر المريسي ، وكانوا معتزلة قالوا بخلق القرآن ، فقال ابن دُوَاد وبشر للخليفة : اقـتله حتى

نستريح منه ، هذا كافر مُضِـل .

فقال : إني عاهدتُ الله ألا أقـتله بسيف ولا آمر بقـتله بسيف ، فقالا له : اضربه بالسياط ، فقال

المعتصم له : وقرابتي من رسول الله ــ صلَّى الله عليه وسلم ــ لأضربنَّك بالسياط أو تقول كما

أقول ، فلم يُرهبه ذلك ، فقال المعتصم: أحضروا الجلادين ، فقال المعتصم لواحد منهم : بكم سوطٍ تـقـتله ؟

قال : بعشرة ، قال : خذه إليك ، فأُخْرِجَ الإمام أحمد من أثوابه ، وشُدَّ في يديه حبلان جديدان ،

ولمَّا جيء بالسياط فنظر إليها المعتصم قال : ائـتوني بغيرها ، ثم قال للجلادين : تقدموا ، فلمَّا ضُرِبَ سوطاً..

قال : بسم الله ، فلمَّا ضُرِبَ الثاني قال : لا حول ولا قوةً إلاَّ بالله ، فلمَّا ضُرِبَ الثالث قال : القرآن

كلام الله غير مخلوق ، فلمَّا ضُرِبَ الرابع قال : { قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا } [ التوبة : 51 ] .

وجعل الرجل يتقدَّم إلى الإمام أحمد فيضربه سوطين ، فيحرضه المعتصم على التشديد في

الضرب ، ثم يـتنحَّى ، ثم يتقدَّم الآخر فيضربه سوطين ، فلمَّا ضُرِبَ تسعة عشر سوطاً قام إليه

المعتصم فقال له : يا أحمد علام تقتـل نفسك ؟ إني والله عليك لشفيق .

قال أحمد : فجعل عجيف ينخسني بقائمة سيفه وقال : تريد أنْ تغلب هؤلاء كلهم ؟ وجعل

بعضهم يقول : ويلك ! الخليفة على رأسك قائم ، وقال بعضهم : يا أمير المؤمنين دمه في عنقي

اقـتله ، وجعلوا يقولون : يا أمير المؤمنين : إنه صائم وأنت في الشمس قائم ، فقال لي : ويحك

يا أحمد ما تقول ؟ فأقول : أعطوني شيئاً من كتاب الله وسنة رسوله ــ صلَّى الله عليه وسلم ــ حتى أقول به.

ثم رجع الخليفة فجلس ثم قال للجلاد : تقدمَّ ، وحَرَّضه على إيجاعه بالضرب .

قال الإمام أحمد : فذهب عقلي ، فأفقت بعد ذلك ، فإذا الأقياد قد أُطلِقت عنِّي ، فأتوني بسويق

فقالوا لي : اشرب وتـقيأ ، فقلت : لستُ أُفطر ، ثم جيء بي إلى دار إسحاق بن إبراهيم ،

فحضرتُ صلاة الظهر ، فـتقدَّم ابن سماعة فصلى ، فلمَّا انفـتل من الصلاة قال لي : صليتَ والدمُ

يسيل في ثوبك ، فقلت له : قد صلَّى عمر ــ رضي الله عنه ــ وجرحه يسيل دمـاً .

ولمَّا ولِّيَ الواثق بعد المعتصم ، لم يتعرض للإمام أحمد بن حنبل في شيء إلاَّ أنَّـه بعث عليه

يقول : لا تساكنِّي بأرضٍ ، وقيل : أمره أنْ لا يخرج من بيتـه ، فصار الإمام أحمد يختفي في

الأماكن ، ثم صار إلى منزله فاختـفى فيه عدة أشهر إلى أنْ مات الواثق .

وبعد ذلك تولَّى الخلافة المتوكل بعد الواثق ، فقد خالف ما كان عليه المأمون والمعتصم والواثق

من الاعتقاد ، وطعن عليهم فيما كانوا يقولونه من خلق القرآن ، ونهى عن الجدال والمناظرة في

الأداء ، وعاقب عليه ، وأمر بإظهار الرواية للحديث ، فأظهر الله به السُـنَّـة ، وأمات به البدعة ،

وكشف عن الخلق تلك الغُمَّـة ، وأنار به تلك الظُلمة ، وأطلق من كان اعـتُـقِـلَ بسبب القول بخلق القرآن ، ورفع المحنـة عن الناس .

قال أحد الجلادين بعد أن تاب : لقد ضربت الإمام أحمد ( 80 ) جلدة ، لو ضربـتُها في فيل لسقـط .

فَرَحِمَ اللهُ هذا الإمام الجليل أحمد بن حنبل ، الذي ابتُـليَ بالضرَّاء فصبر ، وبالسرَّاء فشكر ، ووقف

هذا الموقف الإيماني كأنـه جبلٌ شامخ ، تـتكسَّرُ عليه المِحَنْ ، وضَرَبَ لنا مثـلاً في الثبات علـى الحـق

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

غيبيات اخبر عنها الرسول عليه الصلاة والسلام – في الاسلام

غيبيات أخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم
من المعجزات التي أكرم الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم إخباره عن الكثير من المغيبات ، سواء ما حدث منها قبل بعثته أم بعدها، أو ما تعلق بأخبار حياة البرزخ ، وأحداث يوم القيامة والجنة والنار، أو الإخبار عن العوالم الأخرى، كالجن وغيرها.

فمما أخبر به صلى الله عليه وسلم عن الأمم السابقة قصة جريج العابد، التي ثبتت في الصحيحين
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كان رجل في بني إسرائيل يقال له جريج يصلي، فجاءته أمه، فدعته، فأبى أن يجيبها، فقال: أجيبها أو أصلي؟ ثم أتته، فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات، وكان جريج في صومعته، فقالت امرأة: لأفتنن جريجاً، فتعرضت له، فكلمته، فأبى، فأتت راعياً،
فأمكنته من نفسها، فولدت غلاماً، فقالت: هو من جريج، فأتوه، وكسروا صومعته، فأنزلوه، وسبوه، فتوضأ، وصلى، ثم أتى الغلام، فقال: من أبوك يا غلام؟ قال: الراعي ، قالوا: نبني صومعتك من ذهب، قال: لا إلا من طين ) فهذه من الأخبار الماضية التي وقعت في الأمم السابقة وأخبر عنها صلى الله عليه وسلم.

ومن المغيبات ما بشر به صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه بذكر منازلهم في الجنة، كما فعل صلى الله عليه وسلم مع الخلفاء الراشدين ، وبقية العشرة المبشرين بالجنة، وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم جميعاً مما لا يسع المجال لذكره
وكذلك ما بشر به صلى الله عليه وسلم بعض زوجاته ، فقال: ( بشروا خديجة ببيت من الجنة من قصب، لا صخب فيه ولانصب) متفق عليه. وبشر مؤذنه بلال رضي الله عنه بقوله: ( فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة ) متفق عليه.

ومن المغيبات إخباره صلى الله عليه وسلم عن أناسٍ أنهم من أهل النار، من ذلك ما ثبت في الصحاح من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون، فاقتتلوا، فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره، ومال الآخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم شاذة، ولا فاذة، إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقال: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنه من أهل النار، فقال رجل من القوم: أنا صاحبه، قال: فخرج معه، كلما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه، فجرح الرجل جرحاً شديداً، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه- أي طرفه- بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه، فقتل نفسه
فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: وما ذاك؟ قال: الرجل الذي ذكرت آنفاً، أنه من أهل النار- وذكرنا قصته – ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: إن الرجل ليعمل
عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة ) متفق ! عليه ، وهذا لفظ البخاري .

ومن المغيبات – غير ما تقدم- إخباره صلى الله عليه وسلم عن الفتن وعلامات الساعة وهذا كثير؛ من ذلك ما رواه أسامة رضي الله عنه قال: ( أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم- أي حصن – من آطام المدينة، فقال: هل ترون ما أرى؟ إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر ) متفق عليه.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا أحدثكم حديثاً عن الدجال، ما حدث به نبي قومه، إنه أعور، وإنه يجيء معه بمثال الجنة والنار، فالتي يقول إنها الجنة هي النار، وإني أنذركم كما أنذر به نوح قومه ) متفق عليه.

وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم – خيمة من جلد-، فقال: اعدد ستاً بين يدي الساعة، موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص- أي مثل داء يميت الدواب فجأة- الغنم، ثم استفاضة المال، حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من
العرب إلا دخلته، ثم هدنة، تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية -راية-، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا ) رواه البخاري .

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( تقاتلون اليهود، حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر، فيقول يا عبد الله هذا يهودي ورائي فاقتله ) متفق عليه.

ومن المغيبات إخباره صلى الله عليه وسلم عن العوالم الأخرى؛ كالجن والملائكة وغيرها، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن، قالوا: وإياك يا رسول الله قال: وإياي، إلا أن الله أعانني عليه، فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير ) رواه مسلم .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم ) رواه مسلم .

تلك المغيبات وغيرها كثير من معجزاته صلى الله عليه وسلم ، التي خُصَّ بها، كان لها من الفوائد العظيمة، والآثار الجليلة، ما جعل رسالة الإسلام مميزة على غيرها من الشرائع ، محفوظة بحفظ الله لها ومؤيدة بتأييده إياها، لا يعرفها أحد معرفة صحيحة إلا سلّم القياد لها وأذعن لحكمها، ولا ينصفها شخص إلا دخل في ركابها وسار على
هديها

إنها الرسالة الخاتمة، العامة، الشاملة، اللهم اهدِ عبادك لما أكرمت به خاتم رسلك، والحمد لله رب العالمين.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الاربعين النووية .. الجزء الخامس – في الاسلام

الحد يث الحادي والعشرون
عن أبي عمرو ، وقيل أبي عمرة ؛ سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه ، قال : قلت : يا رسول الله ! قـل لي في الإسـلام قـولا لا أسـأل عـنه أحــدًا غـيـرك ؛ قـال : ( قــل : آمـنـت بـالله ، ثـم اسـتـقم ).
رواه مسلم [ رقم : 38 ].

الحد يث الثاني والعشرون
عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما : أن رجلا سأل رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال : أرأيت إذا صليت المكتوبات ، وصمت رمضان ، وأحللت الحلال ، وحرمت الحرام ، ولم أزد علي ذلك شيئًا ؛ أأدخل الجنة ؟ قال : ( نعم ).
رواه مسلم [ رقم : 15 ].

الحديث الثالث والعشرون
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملأن – أو : تملأ – ما بين السماء والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ؛ كل الناس يغدو ، فبائع نفسه فمعتقها ، أو موبقها ).
رواه مسلم [ رقم : 223 ].

الـحديث الرابع والعشرون
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلي الله علية وسلم ، فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى ، أنه قال : ( يا عبادي : إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعـلته بيـنكم محرما ؛ فلا تـظـالـمـوا.
يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم .
يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم.
يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم .
يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا فأستغفروني أغفر لكم .
يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني .
يا عبادي ! لو أن أولكمم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقي قلب رجل واحد منكم ، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا .
يا عبادي ! لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أفجر قلب رجل واحد منكم ، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا .
يا عبادي ! لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد ، فسألوني ، فأعطيت كل واحد مسألته ، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر .
يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ، ثم أوفيكم إياها ؛ فمن وجد خيرًا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ).
رواه مسلم [ رقم : 2577 ].

الحديث الخامس والعشرون
عن أبي ذر رضي الله عنه أيضا ، أن ناسًا من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم قالوا للنبي صلي الله عليه وسلم : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالاجور ؛ يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويـتـصـد قــون بفـضـول أمـوالهم . قـال : ( أولـيـس قـد جعـل الله لكم ما تصدقون ؟ إن لكم بكل تسبيحة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، وفي بعض أحـد كم صـدقـة ).
قالوا : يا رسول الله ، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟
قال : ( أرأيتم لو وضعها في حرام ، أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال ، كان له أجر ).
رواه مسلم [ رقم : 1006 ].

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

كيف أسس النبي صلى الله عليه و سلم للإسلام دولة ؟ – في الاسلام

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخوانى و أخواتي في الله أحبكم في الله كثيرا و أتمنى أن تكونوا بكل خير
أسعد الله أوقاتكم بالأيمان
أردت أن انقل لكم اليوم نصا من كتاب سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم جمع و ترتيب الشيخ محمود المصري (أبو عمار ) في الصفحة رقم 222 من الكتاب 0
و إليكم النص :

ليست الأمة الاسلاميه جماعة من الناس همها أن تعيش بأي أسلوب أو تخط طريقها في الحياة إلى أي جهة و ما دامت تجد القوت و اللذة فقد أراحت و استراحت .
كلا كلا فالمسلمون أصحاب عقيدة تحدد صلتها بالله و توضح نظرتهم إلى الحياة و تنظم شئونهم في الداخل على أنحاء خاصة و تسوق صلاتهم بالخارج إلى غايات معينه 0
و فرق بين امرئ يقل لك : همي في الدنيا أن أحيا فحسب و آخر يقول إذا لم احرس الشرف و أصن الحق و أرض الله و أغضب من اجله فلا سعت بى قدم و لا طرفت لي عين 0
و المهاجرون إلى المدينة لم يتحولوا عن بلدهم ابتغاء ثراء أو استعلاء , و الأنصار الذين استقبلوهم و ناصبوا قومهم العداء و أهدفوا أعناقهم للقاصي و الداني لم يفعلوا ذلك ليعيشوا كيفما اتفق0
إنهم جميعا يريدون أن يستضيئوا بالوحي و أن يحصلوا على رضوان الله و أن يحققوا الحكمة العليا التي من أجلها خلق الله الإنسان و أقام الحياة 0
من هنا شغل الرسول صلى الله عليه وسلم في أول مستقره بالمدينة بوضع الدعائم التي لابد منها لقيام رسالته و تبين معالمها في الشئون الآتية :
1- صلة الأمة بالله 0
2- صلة الأمة بعضها بالبعض الآخر0
3- صلة الأمة بالأجانب عنها ممن لا يدينون بدينها 0

** ففي الأمر الأول بادر الرسول صلى الله عليه و سلم إلى بماء مسجد لتظهر به شعائر الإسلام التي طالما حوربت و تقام فيع الصلوات التي تربط المرء برب العالمين و تنقى القلب من أدران الأرض و دسائس الحياة الدنيا 0

**أما عن الأمر الثاني – و هو صلة الأمة بعضها بالبعض الآخر – فقد أقامها الرسول صلى الله عليه و سلم على الإخاء الكامل , الإخاء الذي لا توجد فيه كلمة (أنا ) و يتحرك الفرد فيه بروح الجماعة و مصلحتها و آمالها فلا يرى لنفسه كيانا دونها و لا امتدادا إلا فيها 0
و معنى هذا الإخاء أن تذوب عصبيات الجاهلية فلا حمية إلا حميه الإسلام و أن تسقط فوارق النسب و اللون و الوطن , فلا يتأخر أحدا أو يتقدم إلا بمرؤته و تقواه 0 و قد جعل الرسول صلى الله عليه و سلم هذه الأخوة عقدا نافذا لا لفظا فارغا و عملا يرتبط بالدماء و ألموال لا تحية تثرثر بها الألسنة و لا يقوم لها أثر , و كانت عواطف الإيثار و المواساة و المؤانسة تمتزج في هذه الأخوة و تملأ المجتمع الجديد بأروع الأمثال 0

** أما الأمر الثالث و هو صلة الأمة بالأجانب عنها الذين لا يدينون بدينها فان الرسول صلى الله عليه و سلم قد سن في ذلك قوانين السماح و التجاوز التي لم تعهد في عالم ملئ بالتعصب و التغالي و الذي يظن أن الإسلام دين لا يقبل جوار دين آخر و أن المسلمين قوم لا يستريحون إلا إذا انفردوا في العالم بالبقاء و التسلط هو رجل مخطئ بل متحامل جرئ 0
عندما جاء النبي صلى الله عليه و سلم إلى المدينة و جد فيها يهودا توطنوا و مشركين مستقرين , فلم يتجه فكره إلى رسم سياسة للأبعاد و المصادرة و الخصام بل قبل عن طيب خاطر وجود اليهودية و الوثنية و عرض على الفريقين أن يعادهم معاهدة الند للند على أن لهم دينهم و له دينه عليه الصلاة و السلام 0 و اتفق المسلمون و اليهود على الدفاع عن يثرب إذا هاجمها عدو و أقرت حرية الخروج من المدينة لمن تبتغى تركها و القعود فيها لمن يحفظ حرمتها 0

إلى هنا انتهى النص الرائع 0
أسوق هذه الكلمات لمن يقول أن الإسلام انتشر بالسف و لولا السيف ما كان للإسلام هذا الانتشار
أسوقها لنعرف أن الإسلام دين سماحة و حق و تقوى و ورع
أسوقها حتى نعرف مكانة المسجد في الإسلام
أسوقها لأرى تعليقاتكم على الرابط التالي :

لا تنسونا من صالح دعائكم
تقبل الله منكم الدعاء و صالح الأعمال و رزقكم جنة الرضوان
دمتم و أهليكم بكل خير

أخوكم المحب في الله 0

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

اشهر أسماء الصحابة من أرض اليمن السنة النبوية

صحابة من أرض اليمن

– أبو موسى الأشعري

– أبو هريرة

– أبي بن كعب

– أسامة بن زيد

– أسيد بن حضير

– أنس بن مالك

– ثابت بن قيس

– جرير بن عبدالله البجلي

– حاطب بن ابي بلتعة

– حذيفة بن اليمان

– دحية الكلبي

– حسان بن ثابت

– زيد بن ثابت

– زيد بن حارثة

– سعد بن معاذ

– سلمة بنت الأكوع

– شرحبيل بن حسنة

– عامر بن فهيرة

– عبدالله بن رواحة

– عدي بن حاتم
من اعيان الصادقين وسابقيهم الى الخيرات هو البطل المجاهد والصحابي الجليل عدي بن حاتم الطائي رحمه الله، حاتم الطائي معروف، احدى الشخصيات في الجاهلية، شخصية لامعة هذا ابنه وطبعاً هذا عدي بن حاتم الطائي قدم على رسول الله واسلم بين يديه حباً وتعلقاً به، كيف اسلم، ظروف اسلامه؟ اشرحها بشكل مقتضب، سبب اسلامه هو ان اخته سفانه جيء بها سبية ضمن نصارى طي وكان اخوها عدي هرب بعد انتصار المسلمين عليهم، اتوا بالسبايا واوقفوا عند باب المسجد النبوي وطلع النبي من المسجد فنهضت سفانة وهي شابة وجميلة ومتكلمة ومتفرسة عرفت النبي فصاحت: يا محمد مات الوالد وغاب الوافد وانا ابنة حاتم الطائي وكان ابي يقري الضيف ويطعم الجائع ويكسي العاري فأمنن علي من الله عليك.

هذه اوصاف المؤمنين ولو كان ابوك مسلماً لترحمنا عليه، هذه صفات اهل الجنة ؟
– عمار بن ياسر

– العلاء بن الحضرمي

– عمران بن حصين

– معاذ بن جبل

– المقداد بن عمرو

– الطفيل بن عمرو

– وائل بن حجر

– أسماء بنت عميس

– أم سليم بنت ملحان

– جويرية بن الحارث
رضي الله عنهم اجمعين

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده