التصنيفات
اسلاميات عامة

السر في جعل مكة المكرمة نقطة الحج – شريعة اسلامية

في تقديرنا أن الوادي المحروم من الماء والزرع قد وقع الاختيار عليه لأغراض منها:

أولا: إن القحولة في أرضه وسيلة لتذكير الإنسان بعريه أمام الله يخرج فيها من

حوله وطوله وماله ورزقه ليجد نفسه أمام الذات الإلهية فقيرا إليه سبحانه، وتتضح في نفسه أمام الصورة الكاملة السلطة الإلهية العليا والوحيدة، فليس أشد أغراء للإنسان وإثارة لغروره من أن يجد معالم الثراء تحيط به من كل جانب.

ثانيا: إن الناس في حاجة مستمدة إلى ينبوع يلجأون إليه كلما نزل بهم ضر أو أغواهم الشيطان أو صرفتهم الصوارف عن ذكر الله وليس كالصحراء بما فيها من العري التام ومن العزلة عن متاع الدنيا وزينتها مصدرا المثل المعنى الذي تحدثنا عنه قبل.

ثالثا: إن التربية الاعتقادية في الإسلام قد قصدت، بجعل الوادي القاحل مكانا لعبادة الحج، إلى أن تعلن حقيقة نفسية اجتماعية هي أن عناصر التقدم في المجتمع ليست محددة بمواطن الثروة المادية وحسب ولكن هذه العناصر في حاجة مستمرة إلى تلك الطاقة الروحية والمتوفرة في مفهوم العبادة المحضة، والتي بدورها تغذي إرادة التعاون والتجمع والجهاد. واستمرار مكة مدينة حافلة بالحياة رغم كل الظروف وكل المعوقات المادية هو الآية والعلامة على أن العامل الروحي الذي تصنعه العقيدة هو عنصر أساسي من عناصر التكوين المجتمعي ومصدر لانطلاقة مسيرة الحضارة البشرية.
إن قدرة العقيدة على استقطاب الرجال والنساء واجتذابهم لزيارة هذا الوادي المبارك هي وحدها إلى تفسر احتفاظ مدينة مكة بوجودها الدائم.

رابعا: إن وجود البيت الحرام في الأرض الفقراء والذي يرمز إلى الوجود المستمر للعقيدة الإسلامية يبدو لنا بمثابة الضمانة المادية دون انصراف الأطماع الكافرة إليه: فليس في أرضه ما يغري أعداء الإسلام على احتياجه أو بدفعهم إلى القضاء على معالمه الدينية .
حديث ضعيف عن المسجد النبوي

من صلى في مسجدي أربعين صلاة لا يفوته صلاة كتبت له براءة من النار ونجاة من العذاب، وبرئ من النفاق

هو حديث ضعيف، فيه نبيط بن عمرو، وهو مجهول فلا يغتر بمن صححه، وهو يوقع الحجاج في حرج .
حديث ضعيف عن فضل الحج ماشيا

من حج من مكة ماشيا حتى يرجع إلى مكة، كتب الله له بكل خطوة سبعمائة حسنة.. الخ وهو حديث ضعيف جدا فيه عيسى بن سواده قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث ، وصححه الحاكم ورده الذهبي بقوله: ليس بصحيح وقال ابن معين: كذاب ، رأيته والجمهور على أن الحج راكبا أفضل.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

التفاؤل والتشاؤم في السراء والضراء – شريعة اسلامية

المؤمن يعتمد على الله في كل أموره ويحسن الظن بالله ويعلم أنه ما قدّر له
لا بد أن يراه ولو كان قابعاً في بيته، قال تعالى: " مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ".
يترتب على التطير والتشاؤم كثيراً من اليأس والضرر من إحباط للعزيمة
وتوقف حركة الحياة. إن من خطورة التطير إحباط العزيمة والعيش وسط أوهام
وتخيلات قد تقضي على سعادة المرء ومستقبله،
وقد عدّ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الطيرة من الجبت،
الذي هو السحر فقال: "العيافة والطيرة والطرق من الجبت"
فقال يذهبه الله بالتوكل: "فإذا عزمت فتوكّل على الله إن الله يحبّ المتوكلين"، 159- آل عمران. وقال تعالى: "إن يمسسك الله بضرّ فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا رادّ لفضله"، يونس. وقد أُمر المؤمن بحسن الظن بالله تعالى، والتوكل عليه كما جاء في عدة آيات من القرءان منها قوله تعالى: "وعلى الله فليَتَوَكَّلِ المؤمنون"، وقوله تعالى: "ومن يتوكَّلْ على الله فهوَ حَسْبُه"، وفي قوله تعالى: "إنَّ اللهَ يُحِبُّ المتوكِّلين " 159- آل عمران.

التطيّر كان مسيطراً على عقول العرب قبل الإسلام.

والتطيّر هو التشاؤم حيث كان الناس وما زالوا يتشاءمون من الغراب والبوم ونحوهما ،
وكان العرب يستشئمون من شهر صفر،
ويقولون هو شهر الدواهي إلى غير ذلك من الأضاليل.
كلمة تطيّر مشتقة من الطير، وكان الواحد من أهل الجاهليّة إذا خرج لأمر
استعمل الطير فإن رأى أن الطير طار يمنة تيمن به واستمر،
وإن رآه طار يسرة تشاءم به ورجع عن أمره ، وكانوا يسمون الطائر
أو الحيوان الذي يأخذ ذات اليمين بالسانح، ويسمون الذي يأخذ ذات الشمال بالبارح ويتشاءمون منه.
فالتطير ورد ذمّه في القرءان، فقد أخبرنا الله أن فرعون وقومه لما تطيروا بموسى ومن معه
فوصفهم بقوله تعالى : "فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ ألا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ"، 131 الأعراف.
وتشاءم قوم صالح بصالح: "قالوا اطّيرْنا بكَ وبمنَْ مَعَك"، 47- النمل،
فرد عليهم نبي الله صالح: "قال طائرُكُمْ عندَ الله"،أي أن يجازيكم على ذلك،

وأراد المشركون في عهد النبي-صلى الله عليه وسلم ، أيضاً أن يوهموا الناس أن ما أصابهم من مصيبة فهو بسبب اتباعهم له فنزلت الآية قال تعالى : "قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَولانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ"، 51- التوبة.
كما قال تعالى عن أعداء رسوله:
0(وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً ) النساء- 78،

وقال أيضاً: إن الأرزاق تتبعكم وهذه كقوله تعالى: "وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ"، 13- الإسراء. أي ما يطير له من الخير والشر فهو لازم له في عنقه.

وبمجيء الإسلام قضى على كثير من الخرافات التي كان يؤمن بها العرب في الجاهلية، فأخبرهم بأن كل ما يعترض حياتهم من خير أو شرّ قليل أو كثير وما يصيبهم من بلاء ومرض ونقص في الأموال والأنفس والثمرات هو بمشيئة الله تعالى وقضائه وقدره.

فنفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما كان يعتقده أهل الجاهلية في تأثير الشهور والأيام في جلب الخير أو وقوع الشر، وأخبرهم بأن شهر صفر كغيره من الشهور لا تأثير له في جلب نفع أو دفع ضرّ، وكذلك الأيام والليالي والساعات لافرق بينها، لا كما كان يظن أهل الجاهلية من نحس يوم الأربعاء، ويتشائمون من الزواج في شهر شوال، فقال عليه الصلاة والسلام: "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر"، وكانت العرب تعتقد أن عظام الميت وروحه تنقلب إلى هامة تطير. بعض الناس قسموا الأيام والساعات الى أيام نحس وأيام سُعود، بل ادَّعوا أن القرءان أرشد الى مثل هذه المقولة بقوله تعالى في وصف العذاب الذي نزل بقوم عاد: "فأرسَلْنا عليهِم ريحاً صرصراً في أيامٍ نَحِسَات"، بينما حادثة عاد استوعبت أيام الأسبوع كلها كما قال تعالى: "سخَّرها عليهِم سبعَ ليالٍ وثمانيةَ أيامٍ حُسُوما".كما يعتقد أهل أوروبا بأن يوم الثالث عشر هو يوم نحس، والحق أن كل الأيام سواء، ولا اختصاص ليوم بنحس.
علاج التطير كما أخبر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم ،أن لا يصدنا عما عزَمْنا على فعله،
وأن نمضي مستعينين بالله متوكلين عليه : "اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوّة إلا بك".
قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم: "من ردَّته الطِّيرة عن حاجته فقد أشرك"
وكفارة ذلك: "أن تقول اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك. "
وكما جاء في الحديث النبوي: "الشؤم في ثلاث الدار والمرأة والفرس"، وهذا يباح الفرار منه ليس من باب الطيرة بل لما يعانيه كلما قارب وساكن هذه الدار أو عاشر تلك الزوجة أو اقتنى هذه الدابة. والمراد بالشؤم هنا هو عدم الموافقة والانسجام مع هذه الأمور بعد ثبوت الأدلة على وقوع الضرر، والتحول عن هذه الأمور ليس من باب أنها هي التي تضرّ وتنفع
فالضار والنافع هو الله، إنما من باب تهيئة الأسباب الجالبة للسعادة. والابتعاد عن التطير والتشاؤم الذي قد يؤدي إلى ما هو أخطر من ذلك وهو اليأس والإحباط وعدم الرضا بقضاء الله تعالى وقدره.
قال تعالى: "فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون".

الفأل: هو الكلمة الحسنة يسمعها الإنسان يستبشر بها، ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا عدوى ولا طيرة،ويعجبني الفأل . قالوا وما الفأل؟ قال: كلمة طيبة".

الفرق بين الفأل والتطير،

والسرّ في استحباب الأول وتحريم الثاني، وقد أجاب ابن الأثير عن هذا بقوله :"استحباب الفأل فيما يرجى وقوعه من الخير، ويحسن ظاهره ويسرّ، وتحريم الطيرة لا تكون إلا فيما يسوء، وفيها سوء الظن، وقطع الرجاء، وتوقع البلاء وقنوط النفس من الخير، وذلك مذموم بين العقلاء، منهي عنه من جهة الشرع.

إن التشاؤم سوء ظنّ بالله تعالى،بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن الظنّ به، والمؤمن مأمور بحسن الظنّ بالله تعالى على كل حال، وعليه فالمؤمن لا يتطير، يعيش حياته آمناً مطمئناً،يعلم أن ما أصابه ما كان ليخطأه وما أخطأه ما كان ليصيبه،وهو يعلم الى من يلتجأ عند الشدة، وبمن يستجير إذا خاف على نفسه من عدوّ يتربص به، قال تعالى: "أمَّنْ يُجِيبُ المُضْطرَّ إذا دعَاهُ ويَكْشِفُ السّوء"،!؟
وقال كذلك: "وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"، 107- يونس.

هذه هي القواعد التي تمضي بالمؤمن نحو حياة موفقة وسعيدة ومستقرة، لا يشوبها خبر سيء، أو كلمة منجم،أو صوت غراب، أو رؤية بوم،إلى غير ذلك من أنواع التطير التي تعطل حركة الحياة.
بل إن أمر المؤمن كله خير إن مسته سرّاء شكر وإن مسته ضرّاء صبر وفي كلٍّ خير.الشؤم ضد اليُمن الذي هو البركة، ويقال رجل مشؤوم أي جر الشؤم عليهم، ورجل ميمون أي جر الخير والبركة واليُمن على قومه، أي من يجر النقص والشؤم على نفسه، وما يسمى بالنظرة السوداوية إلى النفس بأنه مشؤوم وسيء الحظ.

الطائر عند العرب الحظ وهو الذي تسميه العامة البخت. التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال.
من آثار التشاؤم كثرة الوساوس والشيطان، والمتطير متعب القلب، منكد الصدر، أشد الناس خوفاً، وأنكدهم عيشا ً، وكم قد حرم نفسه من حظ، ومنعها من رزق وقطع عليها من فائدة، صاحبه لا يرتقي نحو تحسين أحواله، وتصحيح مفاهيمه، ومعرفة نقاط الضعف من القوة في جميع تصرفاته،نظرته للآخرين قاسية، في مؤخرة الركب ولا يرغب في التغيير، ويعتبر نفسه دائماً هو الضحية، فيصاب بعمى الألوان وبالأصح بعمى القلوب، قال تعالى : "فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ"، 46- الحج.
فيتصور أن كل الناس يعيشون حياة السعادة دون تعب ولا كدر ولا حزن ولا هم، وما علم أن هذه يستوي فيها الغني والفقير، والعظيم والحقير، والصغير والكبير. قال تعالى : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ)، البلد:4،
"يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ"، 6- الانشقاق.

وبدلاً من بذل الجهد في معرفة مصالحه وأحواله ونقائصه ونقاط ضعفه، تجده يصرف جهده وطاقته في مراقبة الناس فيتولد عنده الهم كما قيل من راقب الناس مات هماً، ثم تنشأ عنده الغيرة وتنفذ وتأكل قلبه حتى يبغض كل من حوله. "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخواناً"، وكذلك "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث أيام". ولو راجع المتشاءم نفسه وتدبر كتاب ربه لوجد العلاج،
يقول تعالى:" وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُواْ عَن كَثِيرٍ"، 30- الشورى، و قال : "ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِ والبَحرِ بِمَا كَسَبَت أَيدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعضَ الَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُم يَرجِعُونَ"، 41- الروم.

التطير هو التشاؤم من الشيء المرئي أو المسموع. فأين هذا من الفأل الصالح السار للقلوب، المؤيد للآمال،الفاتح باب الرجاء،المسكن للخوف، الرابط للجأش،
الباعث على الاستعانة بالله والتوكل عليه، والاستبشار المقوي لأمله السار لنفسه فهذا ضد الطيرة،
فالفأل يفضي بصاحبه إلى الطاعة والتوحيد، والطيرة تفضي بصاحبها إلى المعصية والشرك فلهذا
استحب الفأل وأبطل الطيرة. و ان من أسباب التشاؤم هو عدم الرضا بقضاء الله وقدره، عدم مشاهدة نعمة الله عليه في نفسه وأهله، سوء الظن بالله واعتراض على أمره وحكمه وحكمته، جعل الدنيا أكبر همه،النظر إلى من فوقه ومن فضل عليه، سوء الظن بالآخرين وأنهم لا يستحقون ما حصلوا عليه، الجهل وضعف العقل، ضعف الإيمان وقلة ذكر الله تعالى.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

إنا كل شيء خلقناه بقدر – شريعة اسلامية

﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾

خلق الله عزَّ وجل كل شيءٍ في تقدير دقيق، يستنبط هذا المعنى أيضاً من قوله تعالى:
﴿خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ﴾
[سورة التغابن الآية: 3]
إضافةً إلى معنى الحق الذي هو الشيء الثابت الذي لا يزول موازنةً له مع الباطل الذي يزول, قال تعالى:
﴿إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾
[ سورة الإسراء الآية: 81]
﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً﴾
[سورة ص الآية: 26]
ومعنى آخر للحق هو الشيء الهادف الذي يتناقض مع العبث, قال تعالى:
﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ﴾
[سورة الأنبياء الآية: 16]
والمعنى الثالث الشيء الذي خُلق بالحق، أي قدِّر تقديراً دقيقاً من لدن حكيمٍ عليم خبيرٍ.

الحنجرة التي هي جهاز الصوت عند الإنسان، هذه الحنجرة التي خلقها الله عزَّ وجل، وصممها لتكون جهاز الصوت في الإنسان .
يقول الأطباء: إن فتحة الحنجرة قد قدِّرت تقديراً دقيقاً جداً، بحيث لو اتسعت أكثر مما هي عليه لاختفى صوت الإنسان، ولو ضاقت أكثر مما هي لأصبح التنفُّس عسيراً, إما أن يكون التنفس مريحاً ويختفي الصوت، وإما أن يكون الصوت واضحاً ويصعب التنفس, من جعل هذه الفتحة بهذا القدر؟ إن الله سبحانه وتعالى يقول:
﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾

هذا ينقلنا إلى عتبات الحواس، إن هذه العين ترى، لكنها ترى بين عتبتين، لو أن الرؤية زادت عن حدها الذي هي عليه لأصبحت حياتنا شقاءً، إنك إذا نظرت إلى كأس الماء الذي تشربه تجده عذبٌ، فراتٌ، رائق, لو أن عتبة البصر زادت قليلاً ودقَّت أكثر من ما هي عليه، لرأيت في هذا الكأس العجب العجاب؛ لرأيت الكائنات الحية، والجراثيم غير الضارة، والبكتريات بعددٍ لا تحصى, إنك لن تشرب الماء، ولرأيت هذا الطفل الصغير بخده الأثيل، كأنه مغاراتٌ ونتوءات، لذلك يقول ربنا سبحانه وتعالى:
﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾
[سورة لقمان الآية: 49]
لو أن عتبة السمع ارتفع مستواها قليلاً، لما أمكنك أن تنام الليل، لأن تتلقَّف كل الأصوات، بل إن أصوات جهاز الهضم وحده، تكاد تكون كالمعمل الكبير, جعل الله لك عتبةً خاصةً في السمع لا تزيد عن هذا الحد .
لو أن حاسة اللمس زادت، لشعرت بالكهرباء الساكنة التي تحيل حياتك جحيماً, لأن كل شيءٍ فيه كهرباءٍ ساكنة .
لو أن حاسة الشم زادت لأصبحت الحياة شقاء, تزيد حاسة الشم عند بعض الحيوانات مليون ضعف عن حاسة الشم عند الإنسان .
شقَّ الله سبحانه وتعالى لنا السمع، وأنشأ لنا الأبصار والأفئدة، وخلق حاسة اللمس، وحاسة البصر، وصمم كل هذه الحواس تصميماً دقيقاً جداً, ليناسب حياة الإنسان ومصلحته .
والحمد لله رب العالمين

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اناشيد اسلاميه و صوتيات و فلاشات

استمع لمناجاة اللهي رائعه ومؤثره – في الاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استمعوا لهزا العبد وهو يناجي ربه .. روووعه
http://www.4shared.com/file/41318391…/__online.html

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

القصة التي أبكت النبي صلى الله عليه وسلم وأبكت كل من قرأها أرجو قرأتها والتثبيت وشكر اسلاميات

حديث ضعيف

القصة التي أبكت النبي صلى الله عليه وسلم وأبكت كل من قرأها أرجو قرأتها والتثبيت وشكر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
في ساعةٍ ما كان يأتيه فيها متغيّر اللون، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (( مالي
أراك متغير اللون )) فقال: يا محمد جئتُكَ في الساعة التي أمر الله بمنافخ النار أن تنفخ
فيها، ولا ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق، و أن النار حق، وأن عذاب القبر حق، وأن
عذاب الله أكبر أنْ تقرّ عينه حتى يأمنها.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( يا جبريل صِف لي جهنم ))
قال: نعم، إن الله تعالى لمّا خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة فاحْمَرّت، ثم أوقد عليها
ألف سنة فابْيَضّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فاسْوَدّت، فهي سوداء مُظلمة لا ينطفئ
لهبها ولا جمرها
والذي بعثك بالحق، لو أن خُرْم إبرة فُتِحَ منها لاحترق أهل الدنيا عن آخرهم من حرّها .
والذي بعثك بالحق، لو أن ثوباً من أثواب أهل النار عَلِقَ بين السماء و الأرض، لمات
جميع أهل الأرض من نَتَنِهَا و حرّها عن آخرهم لما يجدون من حرها ..
والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها الله تعالى في كتابه
وُضِع على جبلٍ لَذابَ حتى يبلُغ الأرض السابعة .
والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أنّ رجلاً بالمغرب يُعَذّب لاحترق الذي بالمشرق من شدة
عذابها .
حرّها شديد ، و قعرها بعيد ، و حليها حديد ، و شرابها الحميم و الصديد ، و ثيابها
مقطعات النيران ، لها سبعة أبواب، لكل باب منهم جزءٌ مقسومٌ من الرجال والنساء .
فقال صلى الله عليه وسلم: (( أهي كأبوابنا هذه ؟ )
قال: لا ، ولكنها مفتوحة، بعضها أسفل من بعض، من باب إلى باب مسيرة سبعين سنة،
كل باب منها أشد حراً من الذي يليه سبعين ضعفاً ، يُساق أعداء الله إليها فإذا انتهوا
إلى بابها استقبلتهم الزبانية بالأغلال و السلاسل، فتسلك السلسلة في فمه وتخرج من
دُبُرِه ، وتُغَلّ يده اليسرى إلى عنقه، وتُدخَل يده اليمنى في فؤاده، وتُنزَع من بين
كتفيه ، وتُشدّ بالسلاسل، ويُقرّن كل آدمي مع شيطان في سلسلة ، ويُسحَبُ على وجهه
، وتضربه الملائكة بمقامع من حديد، كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أُعيدوا فيها
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ سكّان هذه الأبواب ؟ ))
فقال: أما الباب الأسفل ففيه المنافقون، ومَن كفر مِن أصحاب المائدة، وآل فرعون ، و
اسمها الهاوية ..
و الباب الثاني فيه المشركون و اسمه الجحيم ..
و الباب الثالث فيه الصابئون و اسمه سَقَر ..
و الباب الرابع فيه ابليس و من تَبِعَهُ ، و المجوس ، و اسمه لَظَى ..
و الباب الخامس فيه اليهود و اسمه الحُطَمَة .
و الباب السادس فيه النصارى و اسمه العزيز ، ثم أمسكَ جبريلُ حياءً من رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، فقال له عليه السلام: (( ألا تخبرني من سكان الباب السابع ؟ ))
فقال: فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا و لم يتوبوا . فخَرّ النبي صلى الله عليه
وسلم مغشيّاً عليه، فوضع جبريل رأسه على حِجْرِه حتى أفاق، فلما أفاق قال عليه
الصلاة و السلام: (( يا جبريل عَظُمَتْ مصيبتي ، و اشتدّ حزني ، أَوَ يدخل أحدٌ من أمتي
النار ؟؟ ))
قال: نعم ، أهل الكبائر من أمتك .
ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، و بكى جبريل .
و دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله و احتجب عن الناس ، فكان لا يخرج إلا إلى
الصلاة يصلي و يدخل و لا يكلم أحداً، يأخذ في الصلاة يبكي و يتضرّع إلى الله تعالى
فلما كان اليوم الثالث ، أقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى وقف بالباب و قال: السلام
عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل ؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى باكياً. .
فأقبل عمر رضي الله عنه فوقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل
إلى رسول الله من سبيل ؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى يبكي.
فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل
إلى مولاي رسول الله من سبيل ؟ فأقبل يبكي مرة، ويقع مرة، ويقوم أخرى حتى
أتى بيت فاطمة ووقف بالباب ثم قال: السلام عليك يا ابنة رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، وكان علي رضي الله عنه غائباً ، فقال: يا ابنة رسول الله ، إنّ رسول الله صلى
الله عليه وسلم قد احتجب عن الناس فليس يخرج إلا إلى الصلاة فلا يكلم أحداً و لا يأذن
لأحدٍ في الدخول .
فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية و أقبلت حتى وقفت على باب رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثم سلّمت و قالت : يا رسول الله أنا فاطمة ، ورسول الله ساجدٌ يبكي، فرفع
رأسه و قال: (( ما بال قرة عيني فاطمة حُجِبَت عني ؟ افتحوا لها الباب ))
ففتح لها الباب فدخلت ، فلما نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكت بكاءً
شديداً لما رأت من حاله مُصفرّاً متغيراً قد ذاب لحم وجهه من البكاء و الحزن ، فقالت: يا
رسول الله ما الذي نزل عليك ؟
فقال: (( يا فاطمة جاءني جبريل و وصف لي أبواب جهنم ، و أخبرني أن في أعلى
بابها أهل الكبائر من أمتي ، فذلك الذي أبكاني و أحزنني ))
قالت: يا رسول الله كيف يدخلونها؟!
قال: (( بلى تسوقهم الملائكة إلى النار ، و لا تَسْوَدّ وجوههم ، و لا تَزْرَقّ أعينهم ، و لا
يُخْتَم على أفواههم ، و لا يقرّنون مع الشياطين ، و لا يوضع عليهم السلاسل و الأغلال ))
قالت: يا رسول الله كيف تقودهم الملائكة ؟!
قال: (( أما الرجال فباللحى، و أما النساء فبالذوائب و النواصي .. فكم من ذي شيبةٍ من
أمتي يُقبَضُ على لحيته وهو ينادي: واشَيْبتاه واضعفاه ، و كم من شاب قد قُبض على
لحيته ، يُساق إلى النار وهو ينادي: واشباباه واحُسن صورتاه ، و كم من امرأة من
أمتي قد قُبض على ناصيتها تُقاد إلى النار و هي تنادي: وافضيحتاه واهتك ستراه ،
حتى يُنتهى بهم إلى مالك ، فإذا نظر إليهم مالك قال للملائكة: من هؤلاء ؟ فما ورد
عليّ من الأشقياء أعجب شأناً من هؤلاء ، لم تَسْوَدّ وجوههم ولم تَزرقّ أعينهم و لم يُختَم
على أفواههم و لم يُقرّنوا مع الشياطين و لم توضع السلاسل و الأغلال في أعناقهم !!
فيقول الملائكة: هكذا أُمِرنا أن نأتيك بهم على هذه الحالة .
فيقول لهم مالك: يا معشر الأشقياء من أنتم ؟!
وروي في خبر آخر : أنهم لما قادتهم الملائكة قالوا : وامحمداه ، فلما رأوا مالكاً نسوا
اسم محمد صلى الله عليه وسلم من هيبته ، فيقول لهم : من أنتم؟ فيقولون: نحن ممن
أُنزل علينا القرآن،ونحن ممن يصوم رمضان . فيقول لهم مالك: ما أُنزل القرآن إلا على
أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فإذا سمعوا اسم محمد صاحوا : نحن من أمة محمد صلى
الله عليه وسلم .
فيقول لهم مالك : أما كان لكم في القرآن زاجرٌ عن معاصي الله تعالى .. فإذا وقف بهم
على شفير جهنم، ونظروا إلى النار وإلى الزبانية قالوا: يا مالك ائذن لنا نبكي على
أنفسنا ، فيأذن لهم ، فيبكون الدموع حتى لم يبق لهم دموع ، فيبكون الدم ، فيقول
مالك: ما أحسن هذا البكاء لو كان في الدنيا، فلو كان في الدنيا من خشية الله ما
مسّتكم النار اليوم .
فيقول مالك للزبانية : ألقوهم .. ألقوهم في النار
فإذا أُلقوا في النار نادوا بأجمعهم : لا إله إلا الله ، فترجع النار عنهم ، فيقول مالك: يا
نار خذيهم، فتقول : كيف آخذهم و هم يقولون لا إله إلا الله؟ فيقول مالك: نعم، بذلك أمر
رب العرش، فتأخذهم ، فمنهم من تأخذه إلى قدميه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه،
ومنهم من تأخذه إلى حقويه، ومنهم من تأخذه إلى حلقه، فإذا أهوت النار إلى وجهه
قال مالك: لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن في الدنيا، و لا تحرقي قلوبهم
فلطالما عطشوا في شهر رمضان . فيبقون ما شاء الله فيها ، ويقولون: يا أرحم
الراحمين يا حنّان يا منّان، فإذا أنفذ الله تعالى حكمه قال: يا جبريل ما فعل العاصون
من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول: اللهم أنت أعلم بهم . فيقول انطلق فانظر ما
حالهم
فينطلق جبريل عليه السلام إلى مالك و هو على منبر من نار في وسط جهنم، فإذا نظر
مالك على جبريل عليه السلام قام تعظيماً له ، فيقول له يا جبريل : ماأدخلك هذا الموضع
؟ فيقول: ما فَعَلْتَ بالعصابة العاصية من أمة محمد ؟ فيقول مالك: ما أسوأ حالهم و
أضيَق مكانهم،قد أُحرِقَت أجسامهم، و أُكِلَت لحومهم، وبقِيَت وجوههم و قلوبهم يتلألأ

فيه الإيمان .
فيقول جبريل: ارفع الطبق عنهم حتى انظر إليهم . قال فيأمر مالك الخَزَنَة فيرفعون
الطبق عنهم، فإذا نظروا إلى جبريل وإلى حُسن خَلقه، علموا أنه ليس من ملائكة العذاب
فيقولون : من هذا العبد الذي لم نر أحداً قط أحسن منه ؟ فيقول مالك : هذا جبريل
الكريم الذي كان يأتي محمداً صلى الله عليه وسلم بالوحي ، فإذا سمعوا ذِكْر محمد
صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم: يا جبريل أقرئ محمداً صلى الله عليه وسلم منا
السلام، وأخبره أن معاصينا فرّقت بيننا وبينك، وأخبره بسوء حالنا .
فينطلق جبريل حتى يقوم بين يدي الله تعالى ، فيقول الله تعالى: كيف رأيت أمة

محمد؟ فيقول: يارب ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم .

فيقول: هل سألوك شيئاً ؟ فيقول: يا رب نعم، سألوني أن أُقرئ نبيّهم منهم السلام و

أُخبره بسوء حالهم فيقول الله تعالى : انطلق فأخبره .

فينطلق جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيمة من درّة بيضاء لها أربعة

آلاف باب، لكل باب مصراعان من ذهب ، فيقول: يا محمد . قد جئتك من عند العصابة

العصاة الذين يُعذّبون من أمتك في النار ، وهم يُقرِئُونك السلام ويقولون ما أسوأ حالنا،

وأضيق مكاننا .

فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم إلى تحت العرش فيخرّ ساجداً ويثني على الله تعالى

ثناءً لم يثنِ عليه أحد مثله ..

فيقول الله تعالى : ارفع رأسك ، و سَلْ تُعْطَ ، و اشفع تُشفّع .

فيقول: (( يا رب الأشقياء من أمتي قد أنفذتَ فيهم حكمك وانتقمت منهم، فشفّعني

فيهم ))

فيقول الله تعالى : قد شفّعتك فيهم ، فَأْتِ النار فأخرِج منها من قال لا إله إلا الله .

فينطلق النبي صلىالله عليه وسلم فإذا نظر مالك النبي صلى الله عليه وسلم قام تعظيماً

له فيقول : (( يا مالك ما حال أمتي الأشقياء ؟ ))

فيقول: ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم . فيقول محمد صلى الله عليه وسلم : (( افتح

الباب و ارفع الطبق )) ، فإذا نظر أصحاب النار إلى محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا

بأجمعهم فيقولون: يا محمد ، أَحْرَقت النار جلودنا و أحرقت أكبادنا، فيُخرجهم جميعاً و

قد صاروا فحماً قد أكلتهم النار فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنة يسمى نهر الـ (—– ) ،

فيغتسلون منه فيخرجون منه شباباً جُرْدَاً مُرْدَاً مُكحّلين و كأنّ وجوههم مثل القمر ،

مكتوب على جباههم "الجهنّميون عتقاء الرحمن من النار" ، فيدخلون الجنة فإذا رأى

أهل النار أن المسلمين قد أُخرجوا منها قالوا : يا ليتنا كنا مسلمين وكنا نخرج من

النار، وهو قوله تعالى :

(( رُبّمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفََرَواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ )) الحجر

*و عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( اذكروا من النار ما شئتم، فلا تذكرون

شيئاً إلا وهي أشد منه ))

* و قال: (( إنّ أَهْوَن أهل النار عذاباً لَرجلٌ في رجليه نعلان من نار ، يغلي منهما

دماغه، كأنه مرجل، مسامعه جمر، وأضراسه جمر، و أشفاره لهب النيران، و تخرج

أحشاء بطنه من قدميه ، و إنه لَيَرى أنه أشد أهل النار عذاباً، و إنه مِن أهون أهل

النار عذاباً ))

* وعن ميمون بن مهران أنه لما نزلت هذه الآية : (( وَ إِنَّ جَهَنّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ )) [

الحجر 3 ] ، وضع سلمان يده على رأسه و خرج هارباً ثلاثة أيام ، لا يُقدر عليه حتى

جيء به .

اللهم أَجِرْنَا من النار . اللهم أجرنا من النار .. اللهم أجرنا من النار ..

اللهم أَجِر كاتب هذه الرسالة من النار .. اللهم أجر قارئها من النار .

اللهم أجر مرسلها من النار . اللهم أجرنا والمسلمين من النار .

آمين . آمين . آمين

منقول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

صيام ايام البيض لشهر رجب؟ – في الاسلام

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

صيام الايام البيض لشهر رجب المبارك

الاربعاء الخميس و الجمعة من الاسبوع ده

جزاكم الله خيرا

السلام عليكم اخواتي

أحب أن أذكرك بصيام الايام

13، 14 ، 15 من هذا الشهر

"الايام البيض ل شهر رجب المبارك "

وسـيبدأ الصيام من يوم

الأربعاء إن شــاء الله

يعني الاربعاء الخميس و الجمعة من الاسبوع ده.

عليكم بالدعااااااااااء في هذه الايام المباركة و هذا الشهر المبارك

ولا تنسونى من صالح دعائكم

فللصائم عند فطره دعوة لا ترد

أسأل الله تعالى أن يجمعنا فى الدنيا دائماً

على الطاعة وأن يجمعنا فى الآخرة

فى أعالى جنان الخلد بمرافقة نبينا

وحبيبنا المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم

جزااااااااااكم الله خيرااااااااااااااااا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اناشيد اسلاميه و صوتيات و فلاشات

سلطان الدغيلبي محاضرة على طريق الوفرة – شريعة اسلامية

محاضرة جميلة جدا" بالذات لفئة الشباب

[YOUTUBE]3LwEteu4ef0[/YOUTUBE]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

هل تريد أن يحبك الله _ الجزء الرابع والاخير – شريعة اسلامية

.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله يحب معالي الأمور
عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الله تعالى جميل يحب الجمال ويحب معالي الأخلاق و يكره سفسافها " .صحيح الجامع حديث رقم (1743).‌
وعن طلحة بن عبيدالله وابن عباس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الله تعالى جواد يحب الجود ويحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها " .صحيح الجامع حديث رقم (1744) .
(إن اللّه جواد): كثير الجود، أي العطاء،
(يحب الجود): الذي هو سهولة البذل والإنفاق، وتجنب ما لا يحمد من الأخلاق، وهو يقرب من معنى الكرم والجود،
ويكون بالعبادة والصلاح وبالسخاء بالدنيا والسماح.
(سفسافها): أي رديئها وحقيرها. اهـ. من فيض القدير.
الله يحب الكرم والكرماء ومعالي الأخلاق
عن سعد بن أبي وقاص، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الله كريم يحب الكرماء، جواد يحب الجودة، يحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها " .صحيح الجامع حديث رقم (1800) .
الله يحب السماحة في البيع والشراء
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الله تعالى يحب سمح البيع سمح الشراء سمح القضاء " .صحيح الجامع حديث رقم (1888)، صحيح سنن الترمذي(1064) .
‏(سمح البيع)، أي: سهله، والسماحة: السهولة.
(سمح الشراء سمح القضاء)، أي: التقاضي كما سبق موضحاً،
ومقصود الحديث الحث على تجنب المضايقة في المعاملات، واستعمال الرفق وتجنب العسر. فيض القدير.
الله يحب العفو
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عفو يحب العفو" .صحيح الجامع (1779) .
الله يحب الرفق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله رفيق يحب الرفق ويرضاه,
ويعين عليه ما لا يعين على العنف
" .‌صحيح الجامع رقم (1770) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى رفيق يحب الرفق،
ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف
" .‌صحيح الجامع (1771) .‌
(رفيق)، أي: لطيف بعباده، يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر،
فيكلفهم فوق طاقتهم، بل يسامحهم ويلطف بهم، ولا يجوز إطلاق الرفيق عليه سبحانه اسماً؛
لأن أسماءه سبحانه إنما تتلقى بالنقل المتواتر ولم يوجد.
وعن عائشة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة! إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله " .رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية: " يا عائشة! إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه " .رواه مسلم .
الله يحب المدح ويحب العذر
عن ابن مسعود: " لا أحد أغير من الله؛ ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه المدح من الله؛
ولذلك مدح نفسه، ولا أحد أحب إليه العذر من الله؛ من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل
" .رواه البخاري ومسلم .
وعن الأسود بن سريع: " ليس أحد أحب إليه المدح من الله، ولا أحد أكثر معاذير من الله " .صحيح الجامع (5369) .
الله يحب الحلم والأناة
عن أبي سعيد: " يا أشج! إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والتؤدة " .‌صحيح الجامع(7848) .
‌وعن ابن عباس: " إن فيك لخصلتين يحبهما الله تعالى: الحلم والأناة " .رواه مسلم .
(أشج)، واسمه: المنذر بن عائذ.
(الحلم)، أي: العقل وتأخير مكافأة الظالم أو العفو عنه، أو غير ذلك.
(والأناة)، التثبت وعدم العجلة.
الله يحب الحياء والستر
عن يعلى بن أمية: " إن الله تعالى حيي ستير يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليس تتر " .صحيح الجامع (1756).
الله يحب الجمال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى جميل يحب الجمال " .رواه مسلم .
‌وعن أبي سعيد: " إن الله تعالى جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده، ويبغض البؤس والتباؤس " .صحيح الجامع حديث رقم (1742) .
الله يحب إتيان الرخص
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه " .‌صحيح الجامع رقم (1885) .
وعن ابن عمر: " إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته " .‌صحيح الجامع حديث رقم (1886) .
(رخصه): جمع رخصة، وهي تسهيل الحكم على المكلف لعذر حصل،
قال ابن حجر: وفيه دلالة على أن القصر للمسافر أفضل من الإتمام.
(عزائمه)، أي: مطلوباته الواجبة، فإن أمر اللّه تعالى في الرخصة والعزيمة واحد،
فليس الأمر بالوضوء أولى من التيمم في محله ولا الإتمام أولى من القصر في محله فيطلب فعل الرخص في مواضعها والعزائم كذلك،
فإن تعارضا في شيء واحد راعى الأفضل،قال القاضي: والعزيمة في الأصل عقد القلب على الشيء ثم استعمل لكل أمر محتوم،
قال ابن تيمية: ولهذا الحديث وما أشبهه كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يكره مشابهة
أهل الكتاب فيما عليهم من الآصار والأغلال ويزجر أصحابه عن التبتل والترهب.فيض القدير.
الله يحب إتقان العمل
عن عائشة: " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " .صحيح الجامع حديث رقم (1880) .
الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده
عن عمران بن حصين: " إن الله إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى أثر نعمته على عبده " .‌صحيح الجامع رقم (1712) .
وعن أبي سعيد: " إن الله تعالى جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده ويبغض البؤس والتباؤس" .‌صحيح الجامع(1742) .
(أثر نعمته)، أي: إنعامه.

(على عبده):
يرى مزيد الشكر للّه تعالى العمل الصالح والثناء والذكر له بما هو أهله،
والعطف والترحم والإنفاق من فضل ما عنده في القرب.
أحب الأعمال إلى الله أدومها
عن عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قل " .رواه البخاري ومسلم .
أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور
عن ابن عمر: " أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم،
أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً،
ومن كف غضبه؛ ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً ولو شاء أن يمضيه أمضاه؛ ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة،
ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له؛ أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام،
وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل
" .‌‌صحيح الجامع رقم (176) .
أحب الأشياء إلى الله قطرتان وأثران
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين: قطرة من دموع في خشية الله،
وقطرة دم تهراق في سبيل الله، وأما الأثران: فأثر في سبيل الله، وأثر في فريضة من فرائض الله
" .صحيح الترمذي (1363) .
أحب الطعام ما كثرت عليه الأيدي
عن جابر: " أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي " .صحيح الجامع حديث رقم (171) .
السواك يرضي الرب
عن ابن عباس: " السواك يطيب الفم و يرضي الرب " .صحيح الجامع حديث رقم (3696) .
وعن عائشة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم من الأعمال ما تطيقون؛ فإن الله لا يملُّ حتى تملوا,
وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل
" .‌رواه البخاري ومسلم .
الأسباب الجالبة للمحبة
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله: الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها وهي عشرة:
أحدها: قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه، وما أريد به؛
كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه.
الثاني: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض؛ فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة.
الثالث: دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر.
الرابع: إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى، والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى.
الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته، ومشاهدتها ومعرفتها، وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومباديها،
فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة؛ ولهذا كانت المعطلة والفرعونية والجهمية قطاع الطريق على القلوب بينها وبين الوصول إلى المحبوب.
السادس: مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة؛ فإنها داعية إلى محبته.
السابع -وهو من أعجبها-: انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى، وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسماء والعبارات.
الثامن: الخلوة به وقت النـزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه،
والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
التاسع: مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر،
ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيداً لحالك ومنفعة لغيرك.
العاشر: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل.
فمن هذه الأسباب العشرة وصل المحبون إلى منازل المحبة، ودخلوا على الحبيب؛
وملاك ذلك كله أمران:
استعداد الروح لهذا الشأن.
وانفتاح عين البصيرة.

وبالله التوفيق.

قال بعض السلف: ادَّعى قوم محبة الله؛ فأنزل الله آية المحنة: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ } [آل عمران:31]،
وقال: (يحبكم الله)؛ إشارة إلى دليل المحبة وثمرتها وفائدتها،
فدليلها وعلامتها: اتباع الرسول، وفائدتها وثمرتها: محبة المرسل لكم، فما لم تحصل المتابعة فليست محبتكم له حاصلة، ومحبته لكم منتفية

اللهم ارزقنا حبك وحب من ينفعنا حبه عندك، واجعل حبك أحب الأشياء إلينا،
واجعل خشيتك أخوف الأشياء عندنا، واقطع عنا حاجات الدنيا بالشوق إلى لقائك.

‌اللهم ما رزقتنا مما نحب فاجعله قوة لنا فيما تحب، اللهم وما زويت عنا مما نحب فاجعله فراغاً لنا فيما تحب، ا
للهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغنا حبك،
اللهم اجعل حبك أحب إلينا من أنفسنا وأهلينا والناس أجمعين.

.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

أعرف خطة الشيطان – شريعة اسلامية



إن الله سبحانه وتعالى لما جعل التأسي بنبيه مفتاحا لرضوانه
وطريقا إلى جنانه ، بقوله عزوجل :
( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر )
واتباعه واقتفاء أثره سببا لمحبته ، ووسيلة إلى رحمته بقوله عز من قائل :
( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات عامة

المداراة نصف العقل اسلاميات

لم يخلق الله سبحانه البشر متشابهين في كل شيء، لابد من اختلاف بينهم ولو كانت المقارنة بين التوأمين، وإن أشد ما تجد من اختلاف ما يكون بين الطباع والآراء والقناعات والعقول.

إذا كان الأمر كذلك وكان الاختلاف سنة كونية ماضية فلابد من التعامل بنوع من العقل والحكمة لا سيما عند الاختلاف.

ولا بأس أن تبذل شيئا من دنياك من أجل صلاح دنياك أو آخرتك أو صلاحهما معا، وهذا ما يسميه العلماء بالمداراة، كما ذكروا أيضا أن المداراة هي الملاينة والملاطفة، وفي تعريف آخر هي خفض الجناح للناس، ولين الكلام لهم، وترك الإغلاظ لهم في القول، والمداراة الدفع برفق.

والفرق المهم جدا بين المداراة المندوبة والمداهنة الممنوعة هو أن المداراة تكون ببذل الدنيا لصلاح الدنيا والدين أما المداهنة فهي بذل الدين لإصلاح الدنيا.

قال الحسن البصري: (كانوا يقولون: المدَاراة نصف العقل، وأنا أقول هي العقل كلُّه).

وعن وُهيب بن الورد قال: ( قلت لوهب بن مُنبِّه: إني أريد أن أعتزل الناس. فقال لي: لا بدَّ لك من الناس وللناس منك؛ لك إليهم حوائج، ولهم إليك حوائج، ولكن كن فيهم أصم سميعًا، أعمى بصيرًا، سكوتًا نطوقًا).

ويقول محمد بن الحنفية، قال: (ليس بحليم من لم يعاشر بالمعروف، من لا يجد من معاشرته بدًّا، حتى يجعل الله له فرجًا، أو قال: مخرجًا).

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: (إنا لنكشر في وجوه أقوام ونضحك إليهم، وإنَّ قلوبنا لتلعنهم).
وعنه أيضًا رضي الله عنه قال لزوجته: (إذا غضبت فَـرَضيِّني، وإذا غضبت رضيتك، فإذا لم نكن هكذا ما أسرع ما نفترق).

وقال معاوية رضي الله عنه: (لو أنَّ بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، قيل: وكيف؟ قال: لأنهم إن مدُّوها خلَّيتها، وإن خلَّوْا مددتها).

أغمض عيني عن صديقي كأنني . . . لديه بما يأتي من القبح جاهل
وما بي جهل غير أن خليقتي . . . تطيق احتمال الكره فيما أحاول
متى ما يربني مفصل فقطعته . . . بقيت ومالي في نهوضي مفاصل
ولكن أداريه ، وإن صح شدني . . . فإن هو أعيا كان فيه تحامل

عن عروة بن الزبير، أنَّ عائشة أخبرته أنَّه استأذن على النَّبي صلى الله عليه وسلم رجل، فقال صلى الله عليه وسلم: "ائذنوا له، فبئس ابن العشيرة أو بئس أخو العشيرة. فلما دخل ألان له الكلام. فقلت له: يا رسول الله، قلت ما قلت، ثم ألنت له في القول. فقال: أي عائشة، إنَّ شرَّ الناس منزلةً عند الله من تركه- أو ودعه- الناس اتقاء فحشه" (رواه البخاري ومسلم).

قال المناوي رحمه الله : (أي لأجل قبح فعله وقوله، أو لأجل اتقاء فحشه، أي: مجاوزة الحدِّ الشرعي قولًا أو فعلًا، وهذا أصل في ندب المدَاراة إذا ترتب عليها دفع ضرٍّ، أو جلب نفع، بخلاف المداهنة فحرامٌ مطلقًا، إذ هي بذل الدين لصلاح الدنيا، والمدَاراة بذل الدنيا لصلاح دين أو دنيا، بنحو رفقٍ بجاهلٍ في تعليم، وبفاسقٍ في نهيٍ عن منكر، وترك إغلاظ وتألُّف، ونحوها مطلوبةٌ محبوبةٌ إن ترتب عليها نفع، فإن لم يترتب عليها نفع، بأن لم يتقِ شرَّه بها كما هو معروف في بعض الأنام فلا تشرع).

وقال صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيرًا؛ فإنهنَّ خلقن من ضِلع، وإنَّ أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا".(رواه البخاري ومسلم).

قال ابن حجر رحمه الله: (وفي الحديث الندب إلى المدَاراة لاستمالة النفوس، وتألف القلوب، وفيه سياسة النساء بأخذ العفو منهنَّ، والصبر على عوجهنَّ، وأنَّ من رام تقويمهنَّ فاته الانتفاع بهن، مع أنه لا غنى للإنسان عن امرأة يسكن إليها، ويستعين بها على معاشه، فكأنَّه قال: الاستمتاع بها لا يتمُّ إلا بالصبر عليها).

وقال صلى الله عليه وسلم:"يا أيها الناس اتقوا الله، وإنْ أُمِّر عليكم عبد حبشي مجدَّع، فاسمعوا له وأطيعوا، ما أقام لكم كتاب الله".(الترمذي وقال حسن صحيح).

قال المباركفوري: (فيه حثٌّ على المدَاراة، والموافقة مع الولاة، وعلى التحرز عما يثير الفتنة، ويؤدي إلى اختلاف الكلمة).

مداراة الأعداء للحذر من شرهم :
قال الماوردي – رحمه الله تعالى – : (إذا كان للإنسان عدو وقد استحكمت شحناؤه ، واستوعرت سراؤه ، واستخشنت ضراؤه ، فهو يتربص بدوائر السوء انتهاز فرصة ويتجرع بمهانة العجز مرارة غصة ، فإذا ظفر بنائبة ساعدها ، وإذا شاهد نعمة عاندها ، فالبعد عن هذا حذرا أسلم ، والكف عنه متاركة أغنم ، لأنه لا يسلم من عواقب شره ، ولا يفلت من غوائل مكره إلا بالبعد عنه أو مداراته . وقد قال لقمان لابنه : يا بني ، كذب من قال إن الشر بالشر يطفأ ، فإن كان صادقا فليوقد نارين ، ولينظر هل تطفىء إحداهما الأخرى ، وإنما يطفىء الخير الشر كما يطفىء الماء النار .

وأما إذا كان هذا العدو لئيم الطبع خبيث الأصل فمثل هذا لا يستقبح الشر ، ولا يكف عن المكروه فهذا حاله أطم وضرره أعم ولا سلامة من مثله إلا بالبعد عنه والانقباض ، ولا خلاص منه إلا بالصفح والإعراض لأنه كالسبع الضاري في سوارح الغنم وكالنار بطبع لا يزول ، وجوهر لا يتغير).

قال الله سبحانه: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى} [طه: 43-47].
قال ابن كثير: (هذه الآية فيها عبرة عظيمة، وهو أن فرعون في غاية العتو والاستكبار، وموسى صفوة الله من خلقه إذ ذاك، ومع هذا أُمر ألا يخاطب فرعون إلا بالملاطفة واللين).

هذا وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.


موقع مقالات اسلام ويب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده