بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل عشر سنوات فجع العالم الإسلامي بوفاة عالم عابدٍ زاهد , شيخ الإسلام والمسلمين
إنه الشيخ / عبدالعزيز ابن باز رحمه الله

عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن باز ولد في ذي الحجة سنة 1330هـ
بمدينة الرياض وكان بصيرا ثم أصابه مرض الجدري المنتشر في تلك الفترة عام 1346هـ وضعف بصره ثم فقده عام 1350هـ
بمدينة الرياض وكان بصيرا ثم أصابه مرض الجدري المنتشر في تلك الفترة عام 1346هـ وضعف بصره ثم فقده عام 1350هـ
حفظ القرآن الكريم قبل سن البلوغ ثم جد في طلب العلم على العلماء في الرياض ولما برز في العلوم الشرعية واللغة عين في القضاء عام 1350هـ ،
لازم البحث والتدريس ليل نهار ولم تشغله المناصب عن ذلك مما جعله يزداد بصيرة ورسوخا في كثير من العلوم
توفي رحمه الله قبيل فجر الخميس 27/1/1420هـ
لازم البحث والتدريس ليل نهار ولم تشغله المناصب عن ذلك مما جعله يزداد بصيرة ورسوخا في كثير من العلوم
توفي رحمه الله قبيل فجر الخميس 27/1/1420هـ
كتب أحد الفضــلاء :
في مثل هذا اليوم من عام 1420هـ تلقى الناس في مشارق الأرض ومغاربها خبراً قرح أجفانهم وأضج مضاجعهم وأصبح الكثير منهم بين مصدق للخبر ومكذبه ،
كيف لا وقد نشأت أجيال كثيرة كان ابن باز فيهم ملء السمع والبصر ، وأكاد أجزم أن كل من وقع عليه الخبر ابتداءً كذبه تلقائياً لعجز عقله عن استيعابه هذا الخطب المهول !
كيف لا وقد نشأت أجيال كثيرة كان ابن باز فيهم ملء السمع والبصر ، وأكاد أجزم أن كل من وقع عليه الخبر ابتداءً كذبه تلقائياً لعجز عقله عن استيعابه هذا الخطب المهول !
كانت آخر مرة رأيت فيها الشيخ ـ حياً ـ بتاريخ : 23 ـ 12 – 1419هـ وكنت مررت عليه معزياً بوفاة العلامة ابن غصون رحمه الله ، فدخلت عليه بعد صلاة المغرب بجامع الأميرة سارة والشيخ الإمام يسبح بعد الصلاة فسلمت عليه ورأيت الحزن في وجهه يكاد يقتله وكانت الرعشة في يديه مثار تعجبي فلم أرَ الشيخ قبلها بهذه الطريقة من الضعف والمرض ، فعزيته ولم ينس الشيخ رحمه الله عادته مع المسلمين عليه على كثرتهم فشد يدي وقال : من ؟ فقلت : فلان !!! عظم الله أجرك في الشيخ صالح . فاسترجع الشيخ استرجاعاً حزيناً وأطرق برأسه ومضيت وتركته رحمه الله ،،،
كنت أصلي الظهر بالمسجد في تاريخ : 27ـ1ـ1420هـ وجاءني بعد الصلاة أحد الجيران وقال لي :
( سمعت شي عن الشيخ ابن باز ؟؟ قلت : لا !!! قال : نسيبي محمل أغراضه بسيارته ويقول بروح أصلي على الشيخ بمكة !!! تلقائياً … لا أدري مالذي جعلني أنكر هذا الشيء وقلت له مباشرة : لا ياخوي الشيخ طيب ونسيبك ماعنده خبر )
( سمعت شي عن الشيخ ابن باز ؟؟ قلت : لا !!! قال : نسيبي محمل أغراضه بسيارته ويقول بروح أصلي على الشيخ بمكة !!! تلقائياً … لا أدري مالذي جعلني أنكر هذا الشيء وقلت له مباشرة : لا ياخوي الشيخ طيب ونسيبك ماعنده خبر )
فجأة دخل أحد الزملاء المسجد وهو مشهور لدي بحمل الأخبار السيئة ، فلما رأيت وجهه علمت أن الخبر صحيح وأن الشيخ انتقل لجوار ربه سبحانه ، مباشرة قلت له : صحيح ؟؟ قال : نعم صحيح الحين جاي من بيت الشيخ بالرياض ورأيت أفواج الناس تتأكد من صحة الخبر وتأكدت من الخبر !!!
أقسم بالله العظيم لم تحملني قدماي !!! أخذت ركبتاي تصفق إحداهما في الأخرى وتذكرت عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما أكد له أبو بكر رضي الله عنه خبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولم تحمله قدماه وسقط على ركبتيه !!!
أخرجت الجوال واتصلت بالوالدة ـ شفاها الله ـ وعندما ردت علي انعقد لساني عن الكلام فلم أدر ماذا أقول ؟؟!! هل أقول : مات ابن باز ؟؟ أم أقول : أحسن الله عزاك في ابن باز ؟؟ أم اقول : عزيني في ابن باز ؟؟
أنطلقت في بكاء ونشيج عالٍ وأخذت الوالدة تناديني : يبه وشفيك ؟؟ تكلم
تماسكت قليلاً بعد أن سكنت موجة البكاء وقلت : ابن باز مات !!!
تماسكت قليلاً بعد أن سكنت موجة البكاء وقلت : ابن باز مات !!!
أصبحت مع والدتي كأننا حجران في رقعة شطرنج فإذ بها تحل محلي في البكاء والنشيج لكن مع دعاء صادق من قلب مكلوووم بهذه المصيبة العظيمة ،،،
أقفلت السماعة وخرجت للبيت ودخلت وإذ بالبيت كله يعزي بعضه بعضاً وترى الحزن والبكاء على وجه الصغير والكبير ، وتذكرت والدي رحمه الله وهو يبكي ويقول : والله العظيم إني كلما شفت صورة هالشيخ وهو حي إني تخنقني العبرة وشلون هالحين يوم مات ؟؟!!
أخذت شنطة صغيرة بها بعض الأغراض وإحرام واتصلت ببعض الزملاء وتواعدنا بعد صلاة العصر لنسافر إلى مكة للصلاة على الشيخ رحمه الله ،،،
قبل الخروج من البيت قابلني خالي ـ رحمه الله ـ وكان قبل تقاعده يعمل مع الشيخ في الإفتاء ، وكان يحبني حباً شديداً وقال : وين إن شالله رايح ؟؟ قلت : بروح أصلي على الشيخ ، قال : من هو ؟؟ قلت : الشيخ ابن باز ماعندك خبر ياخالي ؟؟؟!!! لأول مرة أرى خالي بهذا المنظر البائس من البكاء الشديد !! استقبل القبلة وأخذ يدعو ويدعو ويدعو وصوته ونشيجه أثار من بالبيت وهيجهم على البكاء مرة أخرى !!!
صلينا العصر وانطلقنا إلى مكة ، وإذ بالطريق مليء بالسيارات كأننا في موسم حج أو عمرة ، حتى المحطات تفاجأت بهذه الأعداد الضخمة من السيارات ونفد البنزين من أكثرها حتى كنا نضطر للتوقف عند أكثر من محطة للتزود بالوقود ، وكذلك المطاعم نفد مافيها من الطعام وبدت الدهشة منعقدة على وجوه العمالة التي يعملون فيها !!!
وصلنا لمكة في الليل ودخلنا الحرم لأداء العمرة وأكثرنا جعل عمرته تلك عن الشيخ رحمه الله ، منظر عجيب من كثرة المعتمرين مع توقف موسم العمرة للوافدين في تلك الفترة ، الصحن مليء بالمعتمرين والمسعى الأرضي والعلوي كذلك ، إلا أنك ترى الجميع يؤدي عمرته بكل سكينة ورفق كما أداها النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم نشهد مجموعات ضخمة تدكدك أرض الحرم بأقدامها الشديدة وتزلزل جدرانه بهتافات جاهلية !! بل كل المعتمرين من أهل السنة ممن قدم للصلاة على الشيخ الإمام رحمه الله .
أصبحنا وخرجنا لصلاة الجمعة بالحرم حيث سيصلى على سماحته بعدها مباشرة ، ودخلنا الحرم تقريباً في العاشرة والنصف وصلينا في الدور الثاني وخطب بنا الشيخ ابن سبيل ، وكانت الخطبة عن الشيخ رحمه الله ومناقبه ، واعتادت أسماعنا على سماع صوت البكاء من الناس ، إلا أن الحرم ضج كله بالبكاء عندما قال المؤذن بعد الصلاة : الصلاة على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز يرحمكم الله ، والله كأن الحرم يهتز من شدة بكاء الناس .
انتهينا من الصلاة وسارعت للإطلال على صحن الحرم فرأيت أمراً عجباً !!!!
رأيت الصحن يموج كما يموج البحر الهادر ورأيت الناس كل الناس من حول الصحن تشاهد هذا المنظر المهيب !
رأيت الصحن يموج كما يموج البحر الهادر ورأيت الناس كل الناس من حول الصحن تشاهد هذا المنظر المهيب !
فهناك أفواج النساء المتسربلات بالسواد وكأنهن جبال سوداء شامخة قد حجبن شعاع الشمس ، وهناك الناس من جميع الطوابق يرقبون المنظر بدهشة وبكاء وكل منهم يقول : لا إله إلا الله !!!
وجنازة الشيخ تتجه إلى مخرج الحرم وفجأة إذ بها تدور وتدور وتدور من شدة الزحام وتتوقف في مكانها مرة تلو أخرى والناس تصيح كل من مكانه ، وخشي الناس على جنازة الشيخ رحمه الله من السقوط لكن الله سلم وحفظها حتى خرجت بسلام من بوابة الحرم إلى سيارة الإسعاف .
لم تشهد جنازة لعالم في بلادنا كجنازة الشيخ ـ رحمه الله ـ وما بكي أحد مثلما بكي الشيخ الإمام فرحمه الله من سيد ساد الناس بخلقه وعلمه وحلمه ،
كان مشهداً عظيماً يذكرنا جميعا بمقولة الإمام أحمد : بيننا وبينهم يوم الجنائز فصلى عليه مليون مسلم ولم يصل على ابن ابي دؤاد إلا أربعة نفر فحسب !!!
إحدى الصالحات رأت الشيخ رحمه الله في منامها بعد وفاته بفترة قريبة فقالت لها : أين ذهبت ياشيخ وتركتنا ؟؟ فاشار بيده إلى جهة وقال : فررت من الفتن .. رحمه الله تعالى
من كلماته المشهورة رحمه الله نقلتها لكم من موقعه الرسمي على لسان أحد تلامذته :
( هذه بعض الكلمات التي تتكرر على لسان سماحته وأكثرها مما لاحظته أثناء مجالستي له في دروسه أو في مكتبه أو في منزله العامر ،
وأغلبها تدور على أطيب الكلام وأحسنه ، لأنها حتى في حالة الغضب مشتملة على تعظيم الله وتنزيهه ، فهاك بعضا منها :
1- سبحان الله : يقولها خاصة حين يسأله بعض الطلبة عن حكم واضح من أحكام الشريعة .
2- سبح : يقولها إذا غضب من السائل أو المتكلم ، أو لمن يريد قطع الكلام عليه ، أو لمن يريد قطع فكر الشيخ في الإملاء .
3- جعلنا الله وإياكم من أنصار الحق والهدى : يذيلها الشيخ في رسائله للعلماء وطلبة العلم .
4- فيا محب وصلتني رسالتكم وصلكم الله بهداه : يقدمها الشيخ في أول رسائله المردودة على طلاب العلم والعلماء .
5- كتب الله لكم سعيكم وضاعف مثوبتكم : يختم بها رسائله في الشفاعة .
6- يسر الله أمرك وأمر كل مسلم ومسلمة : لمن كان عليه دين ولم يثبته وطلب الشيخ منه الإثبات .
7- أسأل الله أن يعطيك خيرا منها ، ويعطيها خيرا منك ، ثم يستدل بالآية الكريمة : وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا يقولها – الشيخ – حفظه الله – لمن بانت زوجته البينونة الكبرى .
8- دائما ما يسمع الشيخ في دروسه وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .
9- كثير الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم جدا في دروسه .
10- الوصية بالتقوى يكررها على مسامع طلابه في كلماته ومواعظه ، بل حتى لغيرهم بقوله : " اتقوا الله " " عليكم بتقوى الله " " الوصية الوصية التقوى "
قلت : هذه عشرة كاملة من الكلمات التي أسمعها بكثرة من سماحته وما أوردتها هاهنا إلا لنعرف أن هذا الإمام الرباني ما هو إلا من بقية السلف في جميع هديه وسمته
عليه رحمة الله ورضوانه )
وأغلبها تدور على أطيب الكلام وأحسنه ، لأنها حتى في حالة الغضب مشتملة على تعظيم الله وتنزيهه ، فهاك بعضا منها :
1- سبحان الله : يقولها خاصة حين يسأله بعض الطلبة عن حكم واضح من أحكام الشريعة .
2- سبح : يقولها إذا غضب من السائل أو المتكلم ، أو لمن يريد قطع الكلام عليه ، أو لمن يريد قطع فكر الشيخ في الإملاء .
3- جعلنا الله وإياكم من أنصار الحق والهدى : يذيلها الشيخ في رسائله للعلماء وطلبة العلم .
4- فيا محب وصلتني رسالتكم وصلكم الله بهداه : يقدمها الشيخ في أول رسائله المردودة على طلاب العلم والعلماء .
5- كتب الله لكم سعيكم وضاعف مثوبتكم : يختم بها رسائله في الشفاعة .
6- يسر الله أمرك وأمر كل مسلم ومسلمة : لمن كان عليه دين ولم يثبته وطلب الشيخ منه الإثبات .
7- أسأل الله أن يعطيك خيرا منها ، ويعطيها خيرا منك ، ثم يستدل بالآية الكريمة : وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا يقولها – الشيخ – حفظه الله – لمن بانت زوجته البينونة الكبرى .
8- دائما ما يسمع الشيخ في دروسه وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .
9- كثير الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم جدا في دروسه .
10- الوصية بالتقوى يكررها على مسامع طلابه في كلماته ومواعظه ، بل حتى لغيرهم بقوله : " اتقوا الله " " عليكم بتقوى الله " " الوصية الوصية التقوى "
قلت : هذه عشرة كاملة من الكلمات التي أسمعها بكثرة من سماحته وما أوردتها هاهنا إلا لنعرف أن هذا الإمام الرباني ما هو إلا من بقية السلف في جميع هديه وسمته
عليه رحمة الله ورضوانه )
ما وضعته لكم كنت قد جمعته من الموقع الرسمي للشيخ وموقع صيد الفوائد وبعض المواقع الأخرى
رحم الله شيخنا الجليل ابن باز , وجمعنا به في مستقر رحمته
رحم الله شيخنا الجليل ابن باز , وجمعنا به في مستقر رحمته
(منقول)