سأذهب تحت المطر إلى أخر هذا الليل
حيث النجوم الصغيرة باردة ولا تنام
سأشرب كاسي الأخيرة ولا أنام
سأوقظ حلمي واطرد حراس الذكريات
فتحت باب الطريق على مصراعيه
وكنت وحيدا كنجمة الليل البعيدة
لا الليل مر
لا العمر مر
سأقف قليلا عن عادة التنفس
واسقط ذاتي من قمة الجرح
على الشيء الأخر
الأجل
النهاية مفلسة مثلي
ووحدي قابل للتشقق والخجل
سأسلك هذا الطريق إلى أخره
سأركب هذا الحصان المقيد
واسكن صدر الرحيل
هنا خلف هذا الزجاج الصدئ
سألقي بحبل المشيمة
ساسكن هذا الصمت الثقيل
ولا من كلام
ولا من سلام
ولا من احد
لوحدك تسمع صوت الأبد
ولا من ضجيج ولا من الم
ولا من عويل لخوض العدم
سأصمت حقا فهذا كثيرا
فليس لهذا المكان صدى
وليس تمد لأخذي يدا
سأمضي بهذا الطريق بعيدا
بعيدا بعيدا
صوب المدى
فلست آمل
ولست أدل على باب بيتي
فكل البيوت القبور سدى
سأرقص وحدي كفهد جريح
على راحتيه اجتراح الندى
أليس الحياة خيوط ظلال
ولمس الهباء ورجع الصدى
مللت الوجود
فلا تسألوني
لماذا أتيت ؟!
كرهت التمني
بقائي سدى
وهذا البعيد مكاني الوحيد
على راحتيه أنام وأنسى
باني أعيش بقاء الضيوف
وكم سيطول انتظار المسافر
قطار الرحيل
ليل جميل نهار ثقيل
وهذا المكان وهذا الزمان
قتيل يرد جميل القتيل
سأركن راسي على راحتي
فلا من مقيل
سأسكب كاسي
واشرب أمسي
والقي براسي
على انتظار لليلي الطويل
التصنيفات