كان حبك وزراً اقترفتهُ بمحض إرادتي – خاطرة

تسللَ طيفك إليَّ اليوم
مع بداية خيوط الفجر
المسترسلة نحو الأفق
فأشرقت الأرض بنور ربها
زها الياسمين وعانقه الندى
تحولت القفار إلى رياض
تفتح في أرجائها الزهر
تطاولت قامة الأمنيات
لألتقيك ياكل العمر
أنتظرك على أحر من الجمر
فتعال وهماً أو خيال
تعال تعال
أناديك بصوت الوجع
فتنصهر أنفاسك في رئتي
لم أعد أملك سوى أحرف هرمة
تجعدت من الغياب
وكلمات مشتتة
ألقيها على جثمان الروح
كان حبك أكبر ذنب اقترفه قلبي
والخطيئة الكبرى بحق نفسي
ومازلت أحبك وأتمادى في إثمي
ولن أستغفر ماحييت
يارجلاً سكن قلبي واستوطنَ به
خيروني بين بعدك والموت
فاخترتُ الأولى مرغمة
هكذا أستطيع أن ألتقي بك
على السطور
نتفيأُ بظل الحروف
تجمعنا همسة
نقترفُ خطيئة الحب
من خلف جدار الصمت
نهذي معاً
أسكنك وتسكنني
دون أن يرانا أحد
فقد أقاموا بالأمس علينا الحد
إما الفراق أو الموت
تعبتُ ياسيد القلب
وأنا أحضنُ حبك في مهجتي
حتى وهن صبري
وشاخ نبضي
تسللَ الشيب إلى رأسي
أتكِئ ُعلى عكاز بوحي وأمضي
أهش بها سقمي
حاملةً وزر حبك
الذي اقترفته بمحض إرادتي
لن أجهضك أو أستغفر لذنبك
ولو خسرت عمري
وتبقى وحدك أنت
العطر الباقي من الزمن الماضي
والحاضر المزهر الآتي
يراودني الحنين إليك في كل وقت
فأحضنك بين قلبي ومهجتي
أدثرك بأهدابي
أخشى أن يلمحوك تغتسل بأحداقي
فيباعدوا بينك وبيني
وأنت الضياء لعيني
ومازال قلبي يتقاطر إليك من الشوق
والحنين يعبث بجسدي
ليت الأمر بيدي
لأتيت بألف عمر فوق عمري
وأحببتك من جديد
ليتك حبيبي معي
لأكتب على صدرك قصائدي
أرسمك على البحر
وفي الحدائق بين الورود
أشم عطرك
أتمرغُ بعبير أنفاسك
معك سأكون أشهى وأحلى
وأصبح ملكة متوجة
على عرش الرقة
آخذك لعالمي المبتهج
وأختم حياتي معك